البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

أمن وسياسة وإسلام (كيف يتصرف الفرنسيون بعد الهجمات ؟)

الباحث :  جان-بابتيست دو مونتفالون و سيسيل شامبرو
اسم المجلة :  دراسات إستشراقية
العدد :  3
السنة :  السنة الثانية - شتاء 2015 م / 1436 هـ
تاريخ إضافة البحث :  August / 15 / 2015
عدد زيارات البحث :  2460
تحميل  ( 322.264 KB )
كيف عايش الفرنسيون هجمات يناير والنفير الشعبي الذي تبعها؟ هل غيّرت هذه الحادثة نظرتنا حول الإسلام وحول مجتمعنا بشكل عام؟ ماهي الإجراءات التي يجب اتخاذها لمحاربة التطرف الديني؟ بهدف الإجابة على هذه الأسئلة قامت شركتي إبسوسوسوبرا-ستيريا (Ipsos/Sopra-Steria) باستطلاع للرأي لصالح لو موند ومحطة أوروبا 1 التلفزيونية وشمل الاستطلاع 1003 أشخاص اسْتُجوِبوا عن طريق الانترنت في 21 و22 يناير، أي بعد أسبوعين من الاعتداء وعشرة أيام من «مسيرة من أجل الجمهورية». وفي ما يلي نعرض عليكم أبرز النتائج.
حرب أو لا حرب: انقسم الفرنسيون !
ترى أغلبية بسيطة من الفرنسيين، 53%، أن «نعم، يتعلق الأمر بحرب»، بينما يرى 47% أن كلمة حرب «مبالغة». ويرى 84% ممن يؤكدون أن البلاد في حالة حرب أن هذه الحرب موجهة ضد «الإرهاب الجهادي حصراً» بينما 16% يرونها ضد «الإسلام بشكل عام» (6% من المستطلعين هم من مؤيدي الحزب الاشتراكي و16% من مؤيدي حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية و42% من مؤيدي الجبهة الوطنية). ما يقارب الثلثين (63%) ممن يؤكدون حالة الحرب يعتقدون أننا سنفوز بها و36% رأيهم معاكس.
يُعتَقَد أن الإسلام أصبح أكثر «تناغما» مع المجتمع الفرنسي أكثر من أي وقت مضى:
إن الهجمات التي قام بها الأخوان كواشي وأمدي كوليبالي لم تنعكس على التقبل المتنامي للإسلام من قِبَل المجتمع الفرنسي. صحيحٌ أن أغلبية بسيطة (51%) من الأشخاص المشمولين بالاستطلاع ما زالوا يرون أن الديانة الإسلامية «لا تتناسب مع قِيَم المجتمع الفرنسي»، ولكن هذه النتيجة هي أقل ب12 نقطة من استطلاعات يناير العام الماضي (2014) وب23 نقطة من يناير 2013. وأصبحت نسبة من يرون أن الديانة الإسلامية تتناسب مع هذه القِيَم 47% بعد أن كانت 37% في 2014 و26% في 2013. ولكن الفارق ما زال كبيرا مقارنة مع النسبة التي حصلت عليها الديانة الكاثوليكية (93%) واليهودية (81%). وبلغت نسبة تقبّل النساء للإسلام (50.3%) وفاقت النسبة الموجودة لدى الرجال (43.5%). كما أن تقبّل الإسلام يعتمد بشكل كبير على التوجهات السياسية، ففي حين يعتقد 66% من المؤيدين لليسار الفرنسي أن الإسلام «يتناسب مع قِيَم المجتمع الفرنسي»، تصل هذه النسبة إلى 39% بين مؤيدي الإتحاد من أجل حركة شعبية وإلى 12% بين مؤيدي الجبهة الوطنية.
ثلثيّ الفرنسيين يرون الإسلام «دين سلميّ مثل الأديان الأخرى»:
يعتقد 66% من الأشخاص المشمولين بالستطلاع (81% من مؤيدي اليسار و53% من مؤيدي الاتحاد و39% من مؤيدي الجبهة) أن الإسلام «دين سلميّ مثله مثل الأديان الأخرى» وأن «الجهادية هي شاذة عن قواعد هذا الدين». وبالمقابل يرى 33% أنه « حتى لو لم تكن الجهادية من أصول الرسالة الأساسية للإسلام إلاّ أنّه يحمل رغم كل شيء بذور العنف وعدم التقبّل في طيّاته». وتبيّن أن نسبة النساء المنفتحات على الإسلام (70.5%) هي أعلى بكثير من نسبة الرجال (61.5%).
استمع الفرنسيون لما قاله ممثلو الجالليات المسلمة:
أُخِذَت الإدانات التي أطلقتها القيادات الإسلامية في فرنسا تجاه الهجمات بعين الاعتبار: إذ رأى 65% من الأشخاص المشمولين بالاستطلاع أن القيادات الإسلامية كانت «حاضرة بطريقة مقبولة مقارنة بالحدث» ورأى 60% أنّ خطاب هذه القيادات «أقنعهم». ترى غالبية الفرنسيين (58%) بأنه لدينا «الحق بمطالبتهم بإدانة هذه الهجمات لأنها الطريقة الوحيدة لتفادي الخلط بين المسلمين بشكل عام والمتطرفين الجهاديين بشكل خاص». ولكن يخشى 35% بأننا « نخاطر بفعل الإصرار الكثير بخلق ضيقٍ في أوساط المجتمع المسلم الذي سيشعر أكثر فأكثر بأنه مُدان».
زيادة المشاركة العسكرية لفرنسا في الخارج:
أدّت الهجمات التي حصلت في المنطقة الباريسية بالفرنسيين إلى الموافقة على المشاركة العسكرية لبلادهم ضد الجهادية. إذ يعتقد 50% من المُستَطلَعين أنه يجب «زيادة» مشاركة فرنسا في «الأماكن التي تتواجد فيها مسبقا (مالي، الساحل، العراق...)» بينما 40% يرون أنه يجب الحفاظ على مستوى المشاركة الحالي وفقط 9% يتمنون رؤية هذه المشاركة تنخفض. أما في ما يخص سورية تحديدا يفضّل 65% من المستطلعين أن تقوم فرنسا «بتدخّل أكثر مباشرة ضمن إطار تحالف دوليّ ضد الجهادية الإسلامية»؛ بينما يعارض 34% هذا الرأي.
في الحرب على التطرف الديني: الأمن على أنقاض الحرية
أما في ما يخصّ الجدل الأبدي بين مؤيدي الأمن والمدافعين عن الحرية، فإن الميزان قد أُثقِلَ كليا لصالح مؤيدي الأمن. فأصبحت غالبية كاسحة من الفرنسيين بعد الهجمات تؤيد تطبيق الإجراءات المختلفة التي اقتُرِحَت عليهم «بهدف محاربة التطرف الديني»، ومن ضمنه تلك التي قد تتعدى بالكامل على الحريات الفردية. فأجاب 71% من المستطلعين بالإيجاب حول ما إذا كان «يجب تعميم التصنت الهاتفي من دون إذن مسبق من المحكمة؟» و67% وافقوا حول ما إذا كان يجب «إعطاء السلطات سلطة تفتيش المنازل دون مسبق من المحكمة؟» ووافق 61% على «أيجب السماح بالتحقيق مع مشتبه بهم دون وجود محامي دفاع؟». إنّ نِسَب الموافقين من التيار اليساري على تطبيق هذه الإجراءات الثلاث هي 60% و58% و46%  على التوالي.
تحيّة لسلوك المسؤولين:
تأكيد: وافق الفرنسيون بشكل عريض على الطريقة التي تعامل بها المسؤولون في هذه الفترة. فأتى رئيس الوزراء مانويل فال أوّلاً على رأس لائحة من تسع شخصيات سياسية:إذ رأى 86% من المستطلعين (94% من مؤيدي اليسار و91% من مؤيدي الاتحاد) أن «سلوكه تناسب مع هذه الأحداث». تلياه رئيس الجمهورية فرونسوا هولاند ب(83%)، ثم وزير الداخلية برنارد كازينوف (81%). وفي نفس الإطار الأمني، وزيرة العدل كريستيان توبيرا قدّرت جهودها أقل بكثير من الباقين: فقد حكم فقط 50% من المستطلعين (33% من مؤيدي الاتحاد) أن «سلوكها كان مناسبا».
لم يُقبَل تصرف ماري لو بين، حتى عند مؤيديها:
لم يوافق 69% من المستطلعين على سلوك ماري لو بين إذ تذكروا أنها «لم تشارك بالتجمع الوطني الذي أخذ رحاه في 10 و11 يناير». إذ قامت رئيسة الجبهة الوطنية بزيارة بوكير (غارد)، وهي مدينة تديرها الجبهة الوطنية عن طريق جوليان سانشيز، بهدف إجلال ضحايا الهجمات وإذا بالأمر يتحول إلى لقاء سياسي. يُعد الأمر إشارة على أن هذا الحدث، ولو على المدى القصير، لم يكن في صالحها: إذ لم يوافق ثلث مؤيدي الجبهة الوطنية على سلوك السيدة لو بين أيضا: 24% «رفضوا الأمر من دون تشدّد» و9% «رفضوه بكل تأكيد».
انقسم الفرنسيون حول الرسوم الهزلية:
عارض فقط 9% من المستطلعين «نشر الصحافة رسوماً هزليةً تهزأ بالأديان». ولكن لنضع هذا الجواب جانبا، بقي الجدال مفتوحا بين من يزين بطريقته المعتقدات الشخصية وحرية التعبير. إذ اصطف 53% من المستطلعين (65% من مؤيدي اليسار) خلف الرأي الآتي: «نؤيد نشر هذه الرسوم لأنه من الطبيعي في أي ديموقراطية أن تكون قادر على قول ما تريد»، بينما وجد 38% (45% من مؤيدي الاتحاد) من المستطلعين نفسهم خلف الفكرة القائلة: «نحن لا نوافق من وجهة نظر شخصية على هذا النوع من الرسوم الهزلية ولكننا نعتقد مع ذلك أنه من الضروري في أي ديموقراطية أن نكون قادرين على قول ونشر ما نريد».
نشاط من جديد، فاجأ الفرنسيون أنفسهم:
وفي دعوة للعودة لرؤية سلوكهم في الأسبوعين الذين تليا الهجمات، قدّر الفرنسيون، ليس بسبب قلة الفخر، أنهم لن يعودوا إلى سابق عهدهم ما قبل الهجمات. يرى 93% من المستطلعين «مؤخرا، بعد هذه الهجمات وبعد تظاهرات 11 يناير» أنهم «حاضرون للتحرك بكل ثقل تتهدد قِيَم الوطن». إن هذه النتيجة البسيطة تُوَلِّد مفاجآت: إذ يجد 89% أن «الفرنسيين متعلقون بوطنهم أكثر مما كنا نعتقد» ويجد 81% أنهم «موحَّدون أكثر من الاعتقاد السائد. ورأى 67% أن بلدهم محبوب في الخارج أكثر من الاعتقاد السائد. ولكن بقي موضوع واحد يجب تغييره: إذ ترفض أغلبية بسيطة من المستطلعين (51%) أن نستنتج أننا «بإمكاننا أن نكون أكثر ثقة من ذي قبل عندما نفكر في مستقبل هذا البلد ومستقبل مجتمعه».                                                      
***