البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

الغدير والتأسيس لحكومة الإمام علي (ع) في فكر المستشرقين

الباحث :  كريم جهاد الحساني
اسم المجلة :  دراسات استشراقية
العدد :  8
السنة :  السنة الثالثة - صيف 2016م / 1437هـ
تاريخ إضافة البحث :  July / 14 / 2016
عدد زيارات البحث :  5624
تحميل  ( 547.156 KB )
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين عليهم السلام..
أما بعد:
يوصف مشروع دراسة قضية من القضايا المُهمّة والمُختلف عليها عند المسلمين من الدراسات والبحوث الحسّاسة والدقيقة والتي يجب على الباحث أن يسلك الطرق العلمية للوصول إلى الحقيقة.
وقضيتنا المُختلف في فهم نصّها عند المسلمين هي تاريخ أو قضية واقعة أسست للحكومة الإلهية عند المسلمين بعد رحيل النبي الأعظم محمد (ص)، ألا وهي حادثة «غدير خم».
فهي ـ واقعة الغدير ـ ليست قراءة لقصة من القصص العابرة أو حادثة ذكرها المسلمون ولم يقفوا عليها، لأنها ليست من القضايا المهمة في تاريخهم، وإنما هي واقعة تَرّتَبَ عليها حُكمٌ مهم في التاريخ الإسلامي لتأسيس حكومة الخلافة بعد رسول الإنسانية.
وجاءت هذه المحاولة من الدراسة المتواضعة لرسم صورة متكاملة عنها، وهدفها الابتعاد عن هذه الاختلافات، والبحث في أروقة الفكر الاستشراقي وعلى مرور الزمن، وقد ألقت بظلالها على مواقف وكتابات علماء ومؤرخو المستشرقين من الغرب، أسهمت أقلامهم بمعالجة التأسيس لحكومة الإمام علي (ع) على المسلمين، ومن خلال هذه المواقف تشكلّت لدينا وثيقة تاريخية في الاستدلال على أصالة ومشروعية التأسيس للحكومة الإسلامية من خلال الاعتراف بواقعة «الغدير».
وقد اقتضت صورة البحث أن يطرح مفهوم الغدير بشكل تمهيدي في المنظومة الاستشراقية، ثم بعدها التعرّف على مناهج المستشرقين في دراسة شخصية الحاكم ألا وهو الإمام علي(ع) لتسنّمه هذا المنصب المهم، ثم اللجوء إلى الدراسات الاستشراقية التي تبنت الغدير لتأسيس الحكومة الإسلامية بعد رسول الإسلام محمد (ص) .
وقد جاءت عناوين البحث كالآتي:
مفهوم الغدير في المنظومة الاستشراقية.
مناهج المستشرقين في دراسة شخصية الحاكم ـ الإمام علي(ع).
الدراسات الاستشراقية التي تبنت الغدير لتأسيس الحكومة الإسلامية.   
مفهوم الغدير في المنظومة الاستشراقية:
لقد أصبح الاستشراق اليوم علماً له كيانه ومنهجه، ومدارسه وفلسفته، ودراساته ومؤلفاته، وأغراضه وأتباعه، ومعاهده ومؤتمراته، فصار حقاً على الباحث أن يُعنى بتحديد المفاهيم والأفكار التي تبّنتها تلك الأقلام؛ إذ لعب الاستشراق دوراً خطيراً في حياة الأمة الإسلامية، عبر قرون طويلة، وكان له من النتائج السلبية والإيجابية ما يعرفه المتخصصون في الدراسات الاستشراقية والمثقفون وغيرهم.

وتناولت نهضة المستشرقين التراث الإسلامي عن طريق جمع الوسائل المتاحة في الحصول على المعلومات، ولم يقفوا منه عندها فيموت بين جدران المكتبات والمتاحف والجمعيات، وإنما عمدوا إلى دراسته وتحقيقهِ ونشره وترجمته وتصنيفه من حيث النشأة والتطور.

وقد خاضَ المستشرقون في مجال الدراسات العربية الإسلامية من جوانب متعددة، فدرسوا الإسلام ومنهجه، والسيرة النبوية وحضارة العرب فكراً وفناً وأدباً وفلسفةً وتاريخاً وجميع العلوم التي عرفها العرب والمسلمون.

لذلك عكفت البحوث الاستشراقية على دراسة أغلب الوقائع التي جرت في صدر الإسلام، والتي لعبت دوراً في تاريخ المسلمين، واتخذ من هذه البحوث منهجاً سارَ عليها المهتمون في الشؤون الإسلامية.

وقد حَفلَ التاريخ الإسلامي كثير من الوقائع المهمة والتي مثلّت تحولاً خطيراً في الواقع السياسي الإسلامي، وكان لموضوع الخلافة الدور البارز في ظهور الخلافات السياسية التي أصبحت نقطة الخلاف والانقسام عند المسلمين، وأدى بالتالي إلى ظهور تلك الوقائع في صدر الإسلام وجلبت الويلات على المسلمين.
وواقعة « الغدير »هي إحدى تلك الوقائع التي لها شأن في التاريخ الاسلامي، فهي ليست واقعة عابرة أو حادثة سطحية احتوت البساطة في مجرياتها، بل هي الحادثة الأكبر عمقاً في مجرى الرسالة الإسلامية والأكثر تأثيراً في سير خطّها الطويل والتي أسست لبناء حكومة المسلمين في مختلف المجالات الإسلامية والبحوث الدينية، كالسيرة والتاريخ والتفسير والحديث والفلسفة والأدب ولذلك من أن يأتي ذكرها وحتى اللغة أيضاً، وبما ان الاتجاه الاستشراقي لدراسة التاريخ الإسلامي كان ينطلق من الإيمان بأن محمد (ص) نبي الله بل هو خاتم الأنبياء والرسل، وان القرآن هو كتاب إلهي مُصدّق نزل على صدر نبي آخر الزمان.

وحيث ان مسألة الغدير تتعلق بجوهر الرسالة السماوية وتكملة الإنجازات النبوية التبليغية وتكمن في إبراز وصاياها، التي لا تنقسم ولا تفترق عن الأوامر القرآنية التي توصف ان تمام الرسالة وكمال الدين يكمن في الإمامة ومنها تنصيب وتولية الإمام علي (ع) حاكماً وأميراً وخليفةً ووصياً لنبيّه (ص) على كافة المسلمين، وبما ان الأمر كذلك فهذا يعني ان قوة تلك الحادثة وعظيم أثرها يُمكّنها من الدخول في كل جانب من جوانب الفكر والمعرفة سواء أكان ذلك عند جمهور المسلمين أم عند مفكري المستشرقين المهتمين بالفكر والتراث الإسلامي على حدٍ سواء .

وقد يُلاحظ القارئ ان الباحث المستشرق لا ينظر إلى الوقائع التاريخية ولشخوصها المرموقة نظرة المؤمن لها ولهم، ولا يأخذ ولا يقبل بكل ما ورد في خزانة كتب المؤرخين الإسلامية؛ إذ يقوم باستقصاء الحقائق بعد التقدير لها والاحترام بما جاء فيها في الوقوف على فحواها الدقيق بموضوعية علمية.   
فهذه الأقلام نظرت لتلك الأحداث والوقائع التاريخية نظرة الشك والتأمل، وأخذت تولي اهتماماً كبيراً وتتوخى الدقة في سرد قضاياها التاريخية التي هي في صددها وتتقصى الظروف المحيطة بها وبالتالي تصل إلى نتيجة واضحة وحقيقية .
ورُبَّ سائلٍ يسأل: ما بال هذا المستشرق أو ذاك، يتصدى لتلك الوقائع التاريخية التي لا تنطوي ضمن معتقده ؟
فيجيبنا أحدهم وهو المستشرق الدانيماركي (بيترسن)([1])، ويُعلل السبب في ذلك إلى التشابه بين الدعوتين العيسوية والمحمدية، وأنّ الدعوة الأخيرة شكلّت نظاماً أساسياً في معرفة التاريخ العربي، قائلاً :

«وهذا يرجع بشكل أساسي إلى حقيقة انّ دعوة محمد قد بدأت في وسط ديني مماثل للوسط المسيحي، انّ آراءهُ قد شكلّت أو نظمّت الأُسس الدينية للفهم العربي للتاريخ»([2]).

مناهج المستشرقين في دراسة شخصية الحاكم  الامام علي (ع):
 سلك المستشرقون الذين تناولوا شخصية الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) ودوره المشهود في الدفاع عن الإسلام ونشره على بقاعٍ شتى، منهجاً يكاد لا يختلف عنه في دراستهم عن الرسول الأعظم محمد (ص)، من حيث اهتمامهم من جوانب عدة تمحورت حول شخصية الإمام علي(ع) جعلته مؤهلا لقيادة حكم المسلمين، ابتداءً من طفولته وإسلامه وزواجه وأخلاقه وشجاعته في المعارك التي خاضها مع النبي (ص) وما بعدها .
وقد اتخذ المستشرقون مناهج ونماذج متعدده في اختيارهم شخصية القائد أو الحاكم على الأمة، ومن تلك النماذج التي وقع اختيارنا عليه هو انموذج هيرشي وبلانكارد، إذ يذهبان إلى ان الظروف هي مَن تُحدد نوعية الحاكم لقيادة الأمة، فهما من هذه الجهة يدخلان في إطار نظريات ( الظروف أو السياقات أو الطوارئ) انموذجهما يتميز في اهتمامه بطبيعة التابعين أو المرؤوسين (الأشخاص الذين ينضون تحت قيادة قائد أو حاكمٍ ما، فإن طبيعة التابعين تعتبر العلامة الفارقة للظروف المحيطة بالحاكم ومجموعته، وانه ينطلق من الحياة العملية الصرفة([3]) .
لذلك يمكن ملاحظة هذه المعطيات العلمية والعملية في آنٍ واحد على ضوء حاكمية الإمام علي(ع)، إذ ما يصطلح عليه هذان الباحثان بـ (حالة الرشد الادائي) وما يتفرع عنهما من مستويات هي أمور واقعية، لا يمكن نكرانها في مجالات العمل المنظماتي، وهي كما يلي:

المستوى التوجيهي: الملاحظ أن الإمام علي (ع)كان يولي هذا المستوى عناية فائقة وبخاصة مع التابعين – سواء أكانوا جنوداً أم مواطنين- إذ انّ أغلب الخطب والرسائل والكلمات التي تضمنها كتاب نهج البلاغة تصب في هذا الاتجاه .

 المستوى التدريبي: إذ عمل الإمام (ع) مع الشريحة التي لديها الاستعداد ولكن تفتقر للمهارة، وهذا يتطلب التنسيق بين المنحى العلاقاتي والمنحى الإنتاجي، والمتتبع لكلام أمير المؤمنين (ع) يجد ثمة مادة كبيرة في هذا المجال منها ما قاله مخاطباً أتباعه في أيام صفين:
«معاشر المسلمين: استشعروا الخشية، وتجلببوا السكينة، وعضوا على النواجذ، فانه أنبى للسيوف عن الهام، وأكملوا اللأمة، وقلقلوا السيوف في أغمادها قبل سلّها»([4]) .

المستوى الاسنادي: يُعنى هذا المستوى بالأفراد الذين لديهم مهارات، ولكنهم يفتقرون إلى الدوافع الكلية (الاستعداد) مما يجعلهم من حالة عدم التأكد في قدراتهم، وعليه يتعين على الحاكم أو القائد أن يمنحهم الثقة، ويعمل على تعزيز معنوياتهم، والملاحظ من سيرة الإمام علي (ع) مع أتباعه كانت مبنية على الدعم المعنوي والاسناد بمختلف أشكاله .
المستوى التفويضي: والمقصود هنا ان العمال الذين يتميزون بقدرٍ عال من المهارة في أداء أعمالهم والذين يتوافرون على قدر كبير من الدوافع، والفهم الواقعي لقدراتهم الذاتية، مثل هؤلاء العمال لا يتحاجون في الواقع إلى قائد يتولى الإشراف عليهم، فهم على مستوى من المهارة والدافعية ما يجعلهم في غنىً عن إشراف القيادة، وما أروع ما قاله الإمام علي (ع) في حق عمر بن الحمق الخزاعي حينما قال هذا الصحابي الجليل للإمام (ع) في واقعة صفين: «والله يا أمير المؤمنين، ما أجبتك ولا بايعتك على قرابة بيني وبينك، ولا إرادة مال تؤتينيه، ولا التماس سلطان يُرفع ذكري به، ولكن أجبتك لخصالٍ خمس: انك ابن عم رسول الله (ص)، وأول مَن آمن به، وزوج سيدة نساء الأمة فاطمة بنت محمد (ص)، وأبو الذرية التي بقيت فينا من رسول الله (ص)، وأعظم رجل من المهاجرين سهماً في الجهاد، فلو أنّي كُلفت نقل الجبال الرواسي، ونزح البحور الطوامي حتى يأتي على يومي من أمر أقَّوي به وليك، وأوهن به عدوك، ما رأيت أني قد أديت فيه كل الذي يحق علي من حقك». فقال أمير المؤمنين(ع): « اللهم نور قلبه من التقى، واهده إلى صراطٍ مستقيم، ليتَ أن في جندي مائة مثلك »([5])([6]).

وعلى ضوء هذه المستويات وغيرها تناولت الدراسات الاستشراقية الجوانب الشخصية للخليفة الذي يحكم المسلمين بعد انتقال الرسول محمد (ص) الى الرفيق الاعلى والمُتمثل بالامام علي (ع)، إذ ركزت تلك الدراسات على عدة جوانب مهمة هي:

أولا: أسبقية الامام علي (ع) في الاسلام:
انطلق بعض عُلماء المستشرقين من زاوية « الإمامة » في دراستهم الأولية للدخول إلى منّصة الحكم وتعيين النبي (ص) الإمام علي (ع) خليفةً على المسلمين، وإن البناء الإلهي الذي وضعه لمحتوى الإمامة كان له دور مهم في توطيده والتركيز عليه عن طريق كتابه المقدس القرآن الكريم، إذ وصفَ الإيمان بالرسالة السماوية للنبي محمد (ص) من الركائز المهمة لهذا البناء.
ومن هذا المنطلق بدأ أحد أعظم الباحثين والمفكرين من المستشرقين  في القرن العشرين والحاصل على لقب « العلاّمة » وهو  (ميرسيا إلياد)([7])، يُخطط وبشكل تفصيلي فيما يتعلق بإمامة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، وبرزت رؤيته الأولى بإيمان أول شخصين، ذكر وأنثى، آمنا بالرسالة الإسلامية هما خديجة زوجة الرسول (ص)، والإمام علي (ع)ابن عمّه([8]).    
وهذا الاتجاه الذي خاضَ فيه المؤرخ (إلياد) لم يكن غريباً عمّا تسالم عليه الباحثون في التاريخ الإسلامي من أنهم أي خديجة وعلي، أول مَن آمن برسالة النبي(ص)، لكن إصراره وإيمانه بأن علي هو الرجل الأول كان رادعاً ـ على تأكيد وتصريح بعض مفكري المسلمين ـ عن مسألة أول الناس إيماناً هو علي(ع)، لكنه كان صبياً، لذلك لم يعتبروه من الرجال الأوائل الذين آمنوا برسالة محمد (ص) ووصفوا غيره بذلك، وهم بتلك الصفة الصبيانية يريدون أن يخضعوا إيمان علي(ع)إلى الإيمان العاطفي الذي شاركَ به ابن عمّه، لا الإيمان العقلاني بالدعوة المحمدية .

وقد ربط (إلياد) كغيره من المفكرين المسيحيين بشأن خلافة الإمام علي(ع)بحادثتي إيمانه وبيعته الأولى المعروفة بـ« بيعة الدار » والتي أنتجت عن تعيينه خليفةً له على المسلمين في المستقبل، وانه الشخص الجدير بحمل أعباء مسؤولية الرسالة المحمدية.

وهذا بالفعل ما أراده الباحث من دمج فكرة « الإمامة » بفكرة «الإيمان» وتوصّل من خلالها إلى نتيجة مهمة جداً وحسّاسة تتعلق بقضية استخلاف النبي (ص) لابن عمّه وزوج ابنته عليّاً (ع) وقد اختاره فعلاً لهذه المهمة، قائلاً:

«أن يكون محمداً قد اختار علياً كخليفة»([9]).
وسارَ المؤرخ الفرنسي (هنري ماسيه)([10]) في كتابه المشهور «الاسلام» نحو الانطلاق من فكرة الصراع على سلطة الحكم بعد رسول الاسلام جارياً في رسم الاندلاع السياسي فقط، بقوله:
 «اندلعت أزمة سياسية حول موضوع خلافة محمد، وتصارع المدنيون والمكيون على السلطة»([11])  .
وقال بعد الاندلاع ان الإمام علي (ع) كان بإمكانه الفوز بالسلطة؛ لأنّه أول المؤمنين بالدعوة المحمدية وابن عمّه وصهره لكنه خسر بسبب الظروف التي أُحيطت به من قلة العدد والخوف من التمزق، قائلاً :
«أما علي ابن عمّ محمد وصهره والمؤمن منذ الساعة الأولى، فقد كان باستطاعته الاستفادة من هذه الميزات، ولكنه أظهر في هذه الظروف تردداً جعله يخسر فيما بعد»([12]) .
واقتفى المستشرق الأمريكي (ايرفنج)([13]) منهج الأسبقية في الإسلام، وقد أورد لنا دعوة النبي محمد (ص) لقومه وحديثه صلوات الله وسلامه عليه لهم: «قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني ربي ان أدعوكم إليه، فأيكم يجيبني إلى هذا الأمر ويؤازرني عليه، فيكون وصيي ووزيري ويكون أخي ؟ »، ويذكر (ايرفنج): «ظل بعضهم صامتا ... وأخيرا قطع علي هذا الصمت وصاح مدفوعا بحماسة الشباب، متناسيا صغر سنه وقلة خبرته حيث قال: «أنا يا رسول الله وزيرك»، حينئذ احتضن النبي محمد (ص) الإمام علي بن أبي طالب (ع) وضمه الى صدره، وقال: «ها هو ذا وصيي ووزيري، ها هو ذا أخي»([14]).
يُشيد المؤرخ (سيديو)([15]) بمواقف الإمام علي (ع) مع ابن عمه الرسول الأعظم محمد (ص) المشهورة والمعروفة والتي كانت من أجل رفع راية التوحيد وإعلاء كلمة الحق، وإنها دلالةٌ واضحة لا يمكن نقضها بتنصيب وتعين الإمام علي (ع) خليفة على سائر المسلمين من قِبل النبي (ص) وذلك منذ بداية الدعوة الإسلامية حين جمع رؤساء قريش وعرضَ عليهم تلك الدعوة، إذ يقول (سيديو) :

«إن إيمان علي المبكر حقيقة لا سبيل إلى الطعن بها؛ وذلك لأن عليّاً كان حقاً أول المؤمنين وأول المؤازرين لمحمد الرسول. ومما لا يمكن نقضه أو الانتقاص منه هو ان الرسول قد عيّنَ عليّاً ونصبّهُ أخاً ووصياً وخليفةً على كل المسلمين أمام زعماء قريش، وذلك عندما عرضَ عليهم أمر رسالته وطلبَ مؤازرتهم فرفضوا جميعاً عرضه إلاّ علي الذي قَبِلَ هذا العرض وأعلن وقوفه الكامل إلى جانبه»([16]).      

ثانياً: الصفات الشخصية للإمام علي (ع):
لقد انتهت الدراسات الغربية إلى أن القوة الشخصية هي الأكثر فاعلية وتأثيراً من سائر القوى. وعلى الرغم من تأكيد الإمام أمير المؤمنين (ع)على قضية التوافر على القوة لأنه يقرر بأن «لا رأي لمن لا يُطاع » إلا إنه يُشدد على أن القوة لا تتعدى أن تكون وسيلة يتوسل بها المؤمن لتمرير المبادئ الخيرة، وليست هدفاً مستقلاً يُسعى إليه، وذلك أن طلب القوة من أجل التسلط على الناس يُعد أحد الدوافع المرضية للساعين اليها. وقد أُشتهر عنه عليه السلام مقولته البالغة في العظة: «والله لدنياكم هذه أهون في عيني من عراق خنزير في يد مجذوم »([17])([18]).  
لذلك اهتم المستشرقون بعناية خاصة في بيان القوة من صفات الإمام علي (ع) وتقييم شخصيته؛ وذلك للدور الكبير الذي أولاه النبي (ص) له في أكثر المناسبات التي توالت أيام دعوته الإسلامية، واختصاصه دون غيره من الصحابة بأمور القيادة والحاكمية، فقد ذكر المستشرق (دونلدسن) بأن فضائل الإمام علي (ع) كانت من الكثرة ما أثارت حسد بني أمية وكرههم له، ويروى ان النبي (ص) عندما خرج الى غزوة تبوك إبقاه في المدينة وقال له: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى»([19])  .

أما المستشرقة الايطالية (فاغليري)([20]) فقد وصفت الإمام علي (ع)وصفاً يحمل صوراً واقعية للحاكم الحقيقي للمسلمين، إذ انه كان متمسكاً بالإسلام بشدة، وقدّم خدمات للإسلام في أيامه المبكرة، إضافةً الى مقدرته السياسية والإدارية، ومن خلال صراعه مع الحكومة كان يبغي تطبيق القرآن واتّباع سنة النبي (ص) التي اهملت في رأيه، وبهذه السياسة أو بسبب هدفه بالدفاع عن حق البيت الهاشمي بالخلافة كان ملزماً بمعارضة المبدأ الذي يعطي هذا الحق الى كل قبيلة النبي محمد (ص) وجعل قريش تقف ضده رغم انه منها([21]).
وتحدّث المستشرق (يان ريشار) عن أفضلية الإمام علي (ع)دون غيره للخلافة والحكم؛ وذلك لحصوله على الصفات التي تؤهلهُ لهذا المنصب، وأكد ذلك بقوله: «فإذا نظرنا إلى عامة المسلمين، وجدنا ان علياً هو النموذج الأمثل للحاكم الواعي والملهم، وفي الأصل فانه كان يقوم بما يشبه وظيفة الوزير في حكومة النبي، وكان قوياً كالأسد، ومُسلّحاً بسيفه (ذو الفقار) الذي كان له حدان، ولكنه تحوّل بحكم الايدولوجيا المناضلة إلى شهيد في سبيل العدالة. وحقاً فانه كان في وسع أن يثور على تعيين الخلفاء الثلاثة الذين سبقوه. وعلى العزل الكامل الذي وضعه في عثمان، وكان بوسعه أن يحتال على معاوية، كمقدمة لإضعافه أي موالاته أولاً، للهجوم عليه فيما بعد بصورة المفاجأة وكان بإمكانه أن يتجاوز بالحيلة، ما علق في رؤوس الرماح من وريقات القرآن، في معركة صفين، واستخدم تفوقه العسكري فيها حتى النهاية »([22]) .

ثالثاً: شجاعة الامام علي (ع):
لم تغب حقائق الشجاعة المتمثلة في الإمام علي (ع) عن ذهن (كارا ديفو)([23]) بشكل أو بآخر، فكان البطل المغوار الذي حاربَ إلى جانب النبي (ص)  منذ الوهلة الأُولى من شبابه وتسلّحه بذي الفقار، ومن المُلفت للنظر ان البارون يجمع بشكل واضح بين شجاعة الإمام علي (ع) البدنية والروحية من جهة، وبين خلافته على المسلمين من قِبل النبي الأعظم محمد (ص) من جهة أُخرى، تلك الخلافة التي أكدها نبينا (ص) يوم غدير خم.

فكان هذا الاعتراف من قِبل الباحث لهذه الحقائق موجبه لئن يُنّصب علياً (ع) ولياً وخليفةً على كل المسلمين، ليس في يوم  غدير خم فحسب، بل في مناسبات متعددة وليست غدير خم إلاّ آخرها، متمثلاً ( كارا ديفو ) بالحديث النبوي المشهور: « من كنت مولاه فعلي مولاه »، وما ورد عنه قائلاً :
«وحارب عليٌّ بطلاً مغواراً إلى جانب النبيّ، وقامَ بمآثر معجزات، ففي موقعة بدر كان علي، وهو في العشرين من عمره، يشطر الفارس القرشي شطرين اثنين بضربةٍ واحدة من سيفه، وفي أُحد، تسلّحَ بسيف النبيّ ذي الفقار، فكان يشقّ المفاخر بضربات سيفه ويخرق الدروع. وفي الهجوم على حصون اليهود في خيبر، قلقلَ علي بيده باباً ضخماً من حديد. ثم رفعه فوق رأسه متخذاً منه تُرساً مِجنَّاً([24]). أما النبيّ، فكان يُحبّه ويثق به ثقة عظيمة، وقد قال ذات يوم، وهو يشير إلى علي: من كنت مولاه فعلي مولاه([25]) .       

وقد أشار المستشرق (جان بروا)([26]) إلى الموقف البطولي المعروف من مبيت الإمام علي (ع) في فراش النبي (ص)، أثناء هجرته من مكة إلى المدينة، قائلاً:
«ترك  النبي (ص) على فراشه نهباً لسيوف المؤامرة البطل المضجعي والمؤمن الشاب ابن عمه وربيبه علي بن أبي طالب »([27]) .
ووصف (بودلي )([28]) الإمام علي (ع) بأنه ذلك الجندي الأمين على الإسلام والذي سيصبح في يوم من الأيام خليفة، بقوله :
«وعلي الجندي الأمين الباسل، كان محمد بطله، وكان القتال هوايته، انه رجل العسكر والقتال، وسيصبح في يوم من الأيام خليفة »([29]) .
وفي ذكر معركة خيبر فقد بيّنَ (جيورجيو)([30]) أحداثها مبرزاً الدور القيادي للإمام علي (ع) فيها بعد أن عجز غيره من الصحابة في حسم نتيجة المعركة، حيث انتخب علياً (ع) من بينهم وسلّم اللواء لشجاعته وصبره، وكان أرمد العينين حين بلغه أمر القيادة ومع ذلك فقد وافق وأقدمَ على محاصرة قلعة خيبر([31]) .

وأضاف (جورجيو)، حين سقطت آخر قلعة من قلاع خيبر كان النبي محمد (ص) قد بلغه ما أحرزه الامام علي (ع) من انتصار باهر، فقبّلهُ بحضور المسلمين ودعاه بـ (أسد الله) وغدا ذلك لقباَ له([32]).
وكتبت المستشرقة (فاغليري) بحثاً عن الإمام علي (ع) وخصصت جانباً من هذا البحث لمآثره العسكرية، وذكرت أنّ الإمام علي (ع) قد اشترك في كل الحملات العسكرية تقريباً حاملَ لواء خلال حياة النبي (ص)، وكان دائماً مظهراً الشجاعة وفيما بعد أصبحت شجاعته نموذجاً ملحمياً، وقام في معركة بدر بقتل عدد كبير من القرشيين، وفي معركة خيبر استعمل أحد الأبواب الثقيلة درعاً له، وكان نصر المسلمين على اليهود نتيجة لحماسته، وفي حنين كان أحد أولئك الذين دافعوا عن الرسول (ص) بشجاعته([33]).   

الدراسات الاستشراقية التي تبنّت الغدير لتأسيس الحكومة الإسلامية:
لقد تبنت المنظومة الاستشراقية في بعض دراساتها التاريخية تأييد الموقف من استخلاف النبي محمد (ص) للإمام علي (ع) الحكم يوم غدير خم، وقد تجرّد من أهل الغرب رجالٌ من مفكري المستشرقين دراسة التاريخ الإسلامي طلباً للتعرّف على شأن هذه الأمة، وإدراك الحقيقة في معرفة الوقائع. وكانت واقعة «غدير خم» من تلك الوقائع التي رأوا من الواجب الوقوف على دلالاتها وتقصّي الحقيقة من مفرداتها.

لذلك فكانت رؤية المؤرخ الفرنسي (يان ريشار) في قضية الخلافة وإعلان البيعة للإمام علي (ع) قُرب غدير خم هي في حقيقتها قضية محسومة ولا مجال للطعن بصحتها أو باعتراف الجميع بحدوثها، إلا أُخذت من صاحبها، بقوله :

«وعلى الرغم من أن علياً هو الخليفة المُعيّن من قِبل النبي، فإنه أُستبعد عن هذه الخلافة »([34]) .
ثم ان باحثنا (ريشار) كان يعرف ان ما أراده الرسول الأعظم (ص) شيء وما حدث بعد وفاته شيء آخر مُعاكس له تماماً؛ وذلك لما كان يحمله مؤرخنا وما عُرف عنه من تعمق ومعرفة في السيرة النبوية، فمنذ البيعة الاولى التي سميت بـ «بيعة الدار» والتي أحجم الحضور في محضر النبي (ص) عن مناصرته في الرسالة باستثناء الإمام علي(ع) أعلن فيها خليفة شرعياً على المسلمين، ثم تبعتها بيعات أُخر كان آخرها بيعة الغدير التي كانت واضحة عن الإرادة الإلهية المؤيدة للإرادة النبوية في تعينه حاكماً ووصياً.

أما المستشرق (جرهارد كونسلمان)([35]) فقد رسم الصورة التي كان الرسول الكريم (ص) يرى بسبب قوة وعمق أثر هذه الحادثة في مسيرة الرسالة المحمدية وتوجهاتها من خلال قوة البصيرة التي كان يتحلى بها والرؤية المستقبلية الصائبة أنَّ توجهات المسلمين ستنحرف عن مسارها الصحيح الذي رسمه لها إلى نهج غير قويم وغوي؛ وذلك في حالة تخلّيهم عن بيعة الإمام علي (ع)، ولن يحصد المسلمون منه إلاّ الفرقة والرجوع إلى الروح القبلية الجاهلية؛ ولأنَّ النبي محمد (ص) كان يدرك هذه الحقيقة، فقد كان كثيراً ما يجعل علياً (ع) يُمثلّهُ ويُقدّمه على الصحابة في تفويضه لكثير من الأمور، وهذا التكليف هو الذي أشار إليه الباحث (كونسلمان) بأن من وراءه خصوصية لهذا الرجل الأمور دون غيره، وهو تذكير للإمام وللمسلمين بعد وفاته بهذه المكانة، بقوله :

«وكان تكليف محمد لعلي بتمثيله- وان كان مؤقتاً قد جعل عليّاً- الذي فضلَّ على آخرين- يوقن انه سيحصل على مكانه خاصة بعد وفاة الرسول»([36]) .
وقد كان ( كونسلمان) واضحاً عند تصريحه حول حجة الوداع، فهو يرى أن لها وللخطبة التي أعقبتها أبعاداً روحية وسياسية لا يمكن أن تخفى على الجميع، فالنبي(ص) قد ذكرّهم بحقائق ووقائق ليس من الممكن تجاهلها أو الإغفال عنها في تلك الساعات الحاسمة من تاريخ الدعوة الإسلامية خاصةً وهو في لحظاته الأخيرة من الأجل القريب.

لذلك يشير (كونسلمان) إلى حديث النبي محمد (ص): « أيها المؤمنون إن قضيت، فسيبقى القرآن – كلام الله – وآل بيتي»([37] )، والذي يحض أتباعه من خلاله الرجوع إلى مرجعيتين متكاملتين هما القرآن وأهل البيت([38]).

وقد تبنى مؤرخنا واقعة « غدير خم » بأحقيّة الإمام علي (ع) وان النبي (ص) قد نظمَّ بوضوح مسألة الخلافة في حجة الوداع قبل عودته إلى المدينة أمام المسلمين، قائلاً :
«وقبل موت محمد بقليل كان قد قام بالحج من المدينة إلى مكة والمسلمون يعتبرون هذا إكمالاً لكل النبوءات وإتماماً للدين وكان كل من يؤمن بأحقية علي بعد موت النبي كان يرى ان محمداً كان قد نظمَّ بوضوح مسألة الخلافة قبل عودته للمدينة، ففي موقع يدعى غدير خم، قامَ محمد أمام كل المؤمنين الذين ذهبوا معه إلى مكة بتكليف علي بلا شك بتجهيز نفسه لتسلّم أعلى منصب»([39]).

ثم بعد أن تبنى الواقعة يشير إلى المجموعة التي آمنت بتكليف الرسول الأعظم(ص) ودعاهم بعدة أسماء منها: حزب علي، أو حزب آل بيت النبي، انهم كانوا مجموعة صغيرة فلا يمكن لهم مقاومة الأكثرية التي نقضت التكليف، قائلاً :
«أما من آمنوا بهذا التكليف فسرعان ما صاروا شيعة علي أي حزب علي أو حزب آل بيت النبي. إلاّ ان أتباع حزب علي كانوا قلة فلم يستطيعوا مقاومة الخليفة أبو بكر مقاومة جديدة»([40]) .
ويؤكد الباحث ( كونسلمان ) عندما رأى ان الأمر قد خرجَ حقاً من يد الإمام علي (ع) ؛ وذلك لأنَّ الإمام الذي كان مشغولاً بواجباته تجاه الرسول الأكرم (ص) بعد رحيله إلى الباري عزوجل عادَ بعد إتمام واجباته ليرى ان الخلافة التي فقدها أو أُخذت منه غدراً ومكراً إلى يد غيره في سقيفة بني ساعدة لم تكن ناتجة عن عملية شورى؛ بل كانت ناتجة عن مؤامرة؛ إذ كانت تُتخذ فيها قرارات سياسية([41]).  

وقد اعتبرت المستشرقة (كارين آرمسترونغ)([42]) بأن الإمام علي (ع) هو الإمام والوصي والحاكم الشرعي على جميع المسلمين من الناحية الفعلية، ومن ثم فان مخالفته تعني مخالفة النبي محمد (ص) نفسه. ومن الملاحظ أيضا انها ركزت وبوضوح في كتاباتها على ولاية الإمام علي (ع) ووصايته، فقد اعترفت (آرمسترونغ) بأحقيته، وبأنه الوصي من بعد الرسول الاكرم (ص) على الرغم من صغر سنة؛ إذ قالت :

«وأما التلميذ الرابع والمقرّب من محمد فهو وصيّه علي الذي كان أصغر سنا من الباقين »([43]) .

وسَجّلَ المستشرق الفرنسي(دومينيك)([44]) مشهدهُ التاريخي في يوم الغديرمُعلناً ان فصول خطبة الوداع التي ترددت في أسماع المسلمين تحت الشمس المُلتهبة في كبد السماء في أحد أيام شهر ذي الحجة والمسمى بـ (عيد ذي الحجة أو عيد الغدير) أنتجت إعلان التنصيب والمبايعة للإمام علي (ع) من قِبَل نبي الإسلام محمد (ص) خليفةً على المسلمين حيث: «أعلن محمد تنصيب علي خليفةً له»([45]).
ولم يتوقف المؤرخ بالتحديد على ذكر تلك البيعة الخالدة؛ بل ذكر في كتابه المشترك مع (جانين سورديل )([46]) وأكدَ ان النبي محمد (ص) أوصى بالخلافة للإمام علي (ع) من بعده بالقول:

«إن النبي قد أوصى فيه بخلافة علي من بعده»([47]).   
ومن ثم فإن هذا الأمر لم يحدث بعد وفاته واختيار من قُلدَ للخلافة دون الشرعية في الانتخابات، وإنها كانت أي الانتخاب أو التعيين في ظروف مختلفة وغير متفق عليها، قائلاً :
«ولم يحدث شيء من هذا بعد موته أبداً بعدما اختير أبو بكر ثم عمر ثم عثمان وحتى علي، إنْ لم يكن بالانتخاب بالمعنى الصحيح، فبالتعيين على الأقل، في ظروف مختلفة وغير متفق على وصفها، من قِبل جماعة المؤمنين لكي يكونوا خلفاء النبي»([48]).

وفي تعرّضه لمسألة مهمة في الرسالة المحمدية أخذ الباحث يرسم النقاط الأُولى للرسالة في المساواة والامتيازات التي أعلنها عن الانتماءات الدينية الأُخر من أهل الكتاب وخاصة من مسيحيو البلدان الإسلامية، ويؤكد ذلك ما أوصى به النبي (ص) في خطبة الوداع .

هذه الامتيازات والمساواة يعترف (دومينيك) انها ما طُبقت بعد وفاة النبي(ص) وانه كان بالإمكان لها البقاء في سماء حقوق الإنسان لو أن المجتمع الإسلامي أعلن ولايته للإمام علي (ع) منذ البداية، بقوله :

«لا شك أن هذه الامتيازات كان يمكن أن تصبح فيما بعد أكبر وأهم لو أن المجتمع الإسلامي تَبعَ علياً واعتمد المبادئ التي تميزت بها الحركة الشيعية فيما بعد»([49]).     
وأطلَّ المستشرق (سودر بلوم) بوجهة نظر أشار فيها إلى ان الخلافة عند الشيعة المعتدلين لا تأخذ صفة التجسيد بمعناه التام، ولكن اعتقادهم بان حق الخلافة يعود إلى أسلاف الإمام علي (ع)، وهو ابن عم النبي محمد (ص) وزوج فاطمة عليها السلام، يستند الى صلة قرابة الدم والأمر الإلهي وليس كما يعتقد السنة بان الخلفاء يجب انتخابهم أو تعيينهم من عامة الناس([50]).
ويعد المستشرق (دونلدسن)([51]) واحداً من أبرز المستشرقين الذين أولوا موضوع الخلافة اهتماماً في كتابه (عقيدة الشيعة)، لأنه اعتمد في دراسته مصادر ومراجع متعددة واستخدم آليات البحث التاريخي للوصول الى النتائج المقنعة، ففي قضية الخلافة وحكم المسلمين بدأ كلامه بقولٍ أكد فيه بأن دراسة أحداث التاريخ عند المسلمين، وهو يرى في المقام الأول الشيعة يُعلّقون أهمية كبرى على الخبر الوارد عن النبي محمد (ص) عند عودته من حجة الوداع. حيث نزل مكاناً يُعرف بـ (غدير خم) وفيه أعلن لمن كان رغبته في جعل الإمام علي (ع) خليفة من بعده([52]).  

ويضيف (دونلدسن) القول بأنه لا يعزب عن بال أحد من ان علياً (ع) لم يكن هو ابن عم الرسول (ص) وصهره فحسب؛ بل ان أبا طالب كفل محمداً (ص) وربّاه وحماه فلا غرو أن يرغب الرسول في أن ينظر المسلمون الى الامام علي (ع) نظرهم الى المرجع الثاني في الأهمية من بعده، فيحتمل انه قال في أثناء غزوة الحديبية «من كنت مولاه فعلي مولاه»([53])  .

الخاتمة
(نتائج البحث)
وأخيراً وبعد إتمام البحث بعون الله سبحانه وتعالى تمكن الباحث من الخروج بنتائج عدة نذكر منها الآتي:
أولاً: يكاد يتفق عدد من المستشرقين على انّ مسألة الغدير تتعلق بجوهر الرسالة السماوية وتكملة الإنجازات النبوية التبليغية وتكمن في إبراز وصاياها، التي لا تنقسم ولا تفترق عن الأوامر القرآنية وكمال الدين يكمن في الإمامة ومنها تنصيب وتولية الإمام علي (ع) حاكماً وأميراً وخليفةً ووصياً لنبيّه (ص) على كافة المسلمين .
ثانياً: يعتقد أغلب المستشرقين ان الإمام علي (ع) هو ثاني من أسلم بعد زوج الرسول محمد (ص) السيدة خديجة رضوان الله عليها اعتماداً على ما تناقله مؤرخينا المسلمين .
ثالثاً: أشاد المستشرقون بشجاعة الإمام علي (ع)  في المعارك التي خاضها سواء كانت في بداية نشر الإسلام وخاصة الى جانب الرسول محمد (ص) دون غيره .
رابعاً: اهتم المستشرقون بعناية خاصة في بيان القوة من صفات الإمام علي (ع) وتقييم شخصيته؛ وذلك للدور الكبير الذي أولاه النبي (ص) له في أكثر المناسبات التي توالت أيام دعوته الإسلامية، واختصاصه دون غيره من الصحابة بأمور القيادة والحاكمية .
خامساً: أسهمت الدراسات الاستشراقية في بيان الموقف من استخلاف النبي محمد (ص) للإمام علي (ع) الحكم وتأييد ذلك من اعلان التنصيب يوم غدير خم .
سادساً: أدركت الشخصيات المُنصفة من المستشرقين ان يوم الغدير واقعة محتومة لا يختلف فيها اثنان .

*  هوامش البحث  *

([1]) أيلرلنغ ليدوك بيترسن، ولد في الدانيمارك،عُرفَ بكتاباته الخاصة في دراسة ونشأة ونمو الكتابة التاريخية الاسلامية في أغلب القرون واستيعابه للنص العربي، وباحثاً ومؤرخاً في كثير من الميادين المعرفية.
بيترسن، علي ومعاوية في الرواية العربية المبكرة، ترجمة: عبد الجبار ناجي، ط الاميرة- بيروت 2009م ،المقدمة .
([2]) علي ومعاوية في الرواية العربية المبكرة، ص47 .
([3]) الساعدي، محمد، ملامح القيادة الناجحة في ضوء منهجية الامام علي (ع)، ط الاولى قم – ذوي القربى 1435هـ، ص106 .
([4]) ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، تحقيق: محمد أبو الفضل ابراهيم، ط الاولى دار احياء الكتب العربية – عيسى البابي الحلبي وشركاه – 1378هـ، ج5، ص168 .
([5]) ابن مزاحم، نصر، وقعة صفين، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، ط الثانية المدني – مصر 1382، ص103 .
([6]) للاطلاع ينظر: ملامح القيادة الناجحة في ضوء منهجية الامام علي(ع)، ص108- 113 .
([7]) ولد في بوخارست عاصمة رومانيا سنة 1907م، حصل على الدكتوراه عن اليوغا في الهند عام 1932م، وعُين بعد عودته الى بوخارست منصب الملحق الثقافي لسفارة رومانيا في لندن ثم بعد ذلك في لشبونه عاصمة البرتغال، وفي عام 1945م عُين أستاذا في معهد الدراسات العليا في باريس، ثم درس في جامعة السوربون وفي جامعات أوربية مختلفة، وفي عام 1957م انتقل الى جامعة شيكاغو في امريكا ليدرس علوم الميثولوجيا وتاريخ الاديان، وقد استمر في هذا العمل حتى وفاته سنة 1986م، له عدة مصنفات تربو على الاربعين كتابا منها: دراسة في تاريخ الاديان، واسطورة العود الابدي، وملامح من الاسطورة، واليوغا خلود وحرية، وصور مرموز، والتنسيب والولادات الصوفية وغيرها .
إلياد، ميرسيا، تاريخ المعتقدات والأفكار الدينية، ترجمة: عبد الهادي عباس، ط دار دمشق – دمشق 1987م، المقدمة .
([8]) تاريخ المعتقدات والأفكار الدينية، ج3، ص77 .
([9]) المصدر نفسه، ج3، ص90 و ص134 .
([10]) ولد هنري 1886م في فرنسا، ويعتبر من علماء الاستشراق الذين قدموا دراسات قيّمة عن الثقافات الشرقية، وقد نقل إلى اللغة الفرنسية بأمانة ودقة روائع الأدب الفارسي والعربي. كان أُستاذاً بجامعة الجزائر سنة 1916م- 1927م ومديراً للمدرسة الوطنية للغات الشرقية سنة 1927م وعضواً في مجمع الكتابات والأدب، والمجمع العلمي بدمشق. له آثار عديدة منها: روضة الورد للسعدي الشيرازي 1919م، والإسلام المذاهب والمؤسسات القضائية1930م، وتحقيق كتاب الاكتفاء للكلاعي في جزأين 1933م، وحسن التصرف في تقاليد الشيعة، ونصوص عبرية عربية في فاس، وتفسير أبي الفتح الرازي 1950م، وملامح الحج إلى مكة في الشعر الفارسي، وقصائد رثاء الأئمة عند الشيعة، وماسينيون وايران، وكتاب الخصائص، والموازنة لحمزة الأصفهاني وغيرها، توفي سنة 1969م.
حمدان، عبد الحميد، طبقات المستشرقين، ط مكتبة مدبولي – مصر، ص193.
([11]) ماسيه، هنري، الاسلام، ترجمة: بهيج شعبان، ط بيروت – 1916م، ص57 .
([12]) المصدر نفسه، ص193 .
([13]) واشنطن ايرفنج ولد سنة 1783م، مؤلف وكاتب مقالات وسير ومؤرخ دبلوماسي أمريكي، برز في النصف الاول من القرن التاسع عشر، من أشهر قصصه القصيرة: ريب فان وينكل، واسطورة الوادي الناعس، ومن مؤلفاته التاريخية: محمد وخلفاؤه، توفي سنة 1859م.    
([14]) ايرفنج، واشنطن، محمد وخلفاؤه، ترجمة: د. هاني يحيى، المركز الثقافي العربي – بيروت 1999م، ص65 .
([15]) لوي بيير أوجين أميلي سيديو، مستشرق فرنسي، ولد سنة 1808م، كان أبوه (جان جاك إمانويل) من المستشرقين أيضا، أخذ عنه ابنه بعض اللغات الشرقية، وتخرج من كلية هنري الرابع، وعين مدرسا للتاريخ في كلية بوربون سنة 1823م واشتغل بعلم الفلك، وعلت شهرته، وهو صاحب كتاب خلاصة تاريخ العرب، ألفه بالفرنسية، واشرف علي مبارك باشا على ترجمته، ومن آثاره أيضا: جامع المبادىء والغايات في الالات الفلكية لأبي الحسن علي المراكشي، توفي سنة 1875م .
الزركلي، خير الدين، الاعلام، ط الخامسة دار العلم للملاين – بيروت 1980م، ج5، ص246. 
([16]) سيديو، خلاصة تاريخ العرب، ترجمة: علي باشا مبارك، ط دار الآثار –  بيروت – 1400هـ  ص14 .
(([17] شرح نهج البلاغة، ج19، ص67 .
([18]) ينظر: ملامح القيادة الناجحة في ضوء منهجية الامام علي (ع)، ص309 .
([19]) دونلدسن، دوايت، عقيدة الشيعة، ترجمة: ع. م، ط مؤسسة المفيد – بيروت 1990م، ص62.
([20]) لورا فيشيا فاغليري، باحثة ايطالية ولدت سنة 1893م، اهتمت بالتاريخ الاسلامي القديم والحديث، وكذلك اهتمت بفقه اللغة العربية وادابها، من آثارها: قواعد العربية في جزأين، والاسلام، وكثيرا من الدراسات منشورة في المجلات الاستشراقية.     
([21]) ينظر: جياد، حاتم، الامام علي(ع) في كتابات المستشرقين، ط دار الضياء – النجف الاشرف 1432هـ، ص113.
([22]) ريشار، يان، الاسلام الشيعي، ترجمة: حافظ الجمالي، ط دار عطية – بيروت 1996م، ص40.
([23]) البارون كارا ديفوا،  مستشرق فرنسي في القرن التاسع عشر الميلادي، عُني بالدراسات العربية عامة، وبالفكر الإسلامي خاصة، ولا سيما الفلسفة والعلوم، له عدة مصنفات مهمة منها: مفكرو الإسلام وهو على خمسة أجزاء، وابن سينا والغزالي، وترجمة التنبيه والاشراف للمسعودي، وترجمة تائية ابن الفارض، ودراسته عن الحكمة الإشراقية للسهروردي المقتول نُشرت بالمجلة الآسيوية عام 1902م. وله في العلوم والرياضيات منها: كتاب الكرويات ليحيى بن محمد المغربي، والآلات والحيل لهيرون، والآلات المفرغة الهواء والمائية لفيلون البيزنطي .
ينظر: جماعة، الموسوعة العربية الميسرة ،ط الدار القومية – مصر – 1965م، ص1419؛ أيضاً: طبقات المستشرقين ، ص131- 132 .
([24]) أي الدرع .
([25]) ديفوا، مفكرو الإسلام، ترجمة: عادل زعيتر، ط بيروت، ج5، ص 1-2 .
([26]) وهو من كبار المستشرقين الفرنسيين، له مؤلفات متعددة منها: محمد نابليون السماء.
«[27] بروا، جان، محمد نابليون السماء، ترجمة: محمد صالح البنداق، ط دار الانصاف – بيروت 1947م، ص54 .
([28]) ازداد بودلي، ولد في باريس سنة 1892م، درس في معهد ابتون، وفي اكاديمية ومن هناك فوض ملتحقا بفيلق حاملي البندقية للجيش البريطاني فوج المشاة بصفته ملازم ثاني وكان ذلك عام 1911م، ثم تدرج الى ان وصل الى رتبة الكولونيل، وعين مساعدا للملحق العسكري لباريس، قضى مدة سبع سنوات مع البدو لكي يصل الى معرفة شخصية النبي محمد (ص) الذي جمع العرب وكوّن اعظم امبراطورية.     
([29]) بودلي، رونالد فكتور، حياة محمد الرسول، ترجمة: عبد الحميد جودت السحار ومحمد محمد فرج، ط القاهرة – 1964م، ص412 .
([30]) هو كونستانس فيرجيل جيورجيو، ولد عام 1916م في مدينة «روس باني» محافظة مولواي بوميا، تخرج من جامعة بوخارست في العلوم الفلسفية ثم عين في السلك الخارجي، وتبوء منصب وزير الخارجية الرومانية، هاجر الى فرنسا حيث شرع بالتدريس والتاليف، استأثرت مطالعاته باهتمام للتاريخ الاسلامي فكتب في مجال السيرة النبوية .
ينظر: جيورجيو، نظرة جديدة في سيرة رسول الله، ترجمة: د. محمد التونجي، ط الدار العربية للموسوعات – بيروت – 1966م، المقدمة .
([31]) المصدر نفسه، ص331 .
([32]) المصدر نفسه، ص332 .
([33]) ينظر: الامام علي (ع) في كتابات المستشرقين، ص133.
([34]) الاسلام الشيعي، ص35 .
([35]) من أشهر الصحفيين الألمان، عملَ لوقت طويل محققاً بالتلفزيون الألماني، ومن خلال عمله هذا صار على دراية كبيرة بالتطورات السياسية في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في المنطقة العربية، له مؤلفات كثيرة منها: العرب والقدس، وأغنياء الشرق، والحرب غير المقدسة (لبنان)، والنيل، وغيرها .
([36]) كونسلمان، سطوع نجم الشيعة، ترجمة: محمد ابو رحمة، ط مكتبة مدبولي – القاهرة 1992م، ص12 .
([37]) اشارة إلى قوله (ص): «اني تارك فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا،  كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وانهما لن يفترقا، حتى يردا عليَّ الحوض» .
([38]) سطوع نجم الشيعة، 17 .
([39]) المصدر نفسه، 18 .
([40]) المصدر نفسه ،ص 19 .
([41]) المصدر نفسه، ص15 .
([42]) ولدت كارين آرمسترونغ في انكاترا عام 1944م، درست الادب الانكليزي بجامعة اكسفورد ثم التحقت بسلك الرهبنة في أحد الاديرة الكاثوليكية في انكلترا لمدة سبعة عشر عاما، قررت بعدها دراسة الديانات التوحيدية الثلاث. وتعد آرمسترونغ واحدة من أهم من حاضروا وكتبوا عن الاسلام والغرب خلال الحقبة الماضية. وترفض أن تُلقب بالمستشرقة، وكان أهم كتبها التي حققت أعلى نسبة مبيعات هو «تاريخ الله» الذي صدر عام 1933م، ولها أيضا: «القدس مدينة واحدة وثلاثة أديان» صدر عام 1996م، وكتابها الاشهر الذي أُعيد طباعته عدة مرات «محمد سيرة النبي». معجم أسماء المستشرقين، ص549.   
([43]) آرمسترونغ، الاسلام في مرآة الغرب، ترجمة: محمد الجورا، ط دمشق – 2002م، ص295 .
([44]) ولد دومينيك سورديل في باريس عام 1921م، عُرفَ بكثرة تآليفه وتحقيقاته منها: وصفة الدواة والقلم وتعريفهما لأبي القاسم البغدادي تحقيق ومقدم (نشر المعهد الفرنسي بدمشق عام 1952م)، وحوليات الآثار السورية عام 1952م، وله في مجلة أرابيكا: سيرة ابن المقفع1954م، وقضاة البصرة عام 1955م، وكتاب الوزراء للجشهياري، وله المختارون العشرة (مجلة الدراسات الإسلامية 1963)، وله مفهوم الإمامة في مطلع القرن الحادي عشر في رأي الشيخ المفيد (مجلة الدراسات الإسلامية ع4 1972م، وتصنيف الشيع الإسلامية في كتاب الملل والنحل للشهرستاني وغيرها.
معجم أسماء المستشرقين، 456 .
([45]) سورديل، الإسلام في القرون الوسطى، ترجمة: علي المقلد، ط دار التنوير – بيروت – 2007م، ص118.
([46]) طومين جانين سورديل، ولدت في باريس عام1935م، تخرجت على الأستاذ سوفاجه وكانت له عوناً في إصدار مجلة أرابيكا. لها من المؤلفات: كتاب الإشارات إلى معرفة الزيارات للسهروي (منشورات المعهد الفرنسي بدمشق 1953م)، ومن دراساتها في نشر الدراسات الشرقية: كتابات عربية في كرك نوح 1949م، ومرسومان أيوبيان1952، ولها بقايا قديمة في الفن الإسلامي بدمشق 1959م، ومفاتيح وأقفال الكعبة (مجلة الدراسات الإسلامية 1971). معجم أسماء المستشرقين، 455.    
([47]) دومينيك و جانين سورديل، الحضارة الإسلامية في عصرها الذهبي، ص136 .
([48]) سورديل، الإسلام في القرون الوسطى، ترجمة: علي المقلد، ط دار التنوير – بيروت 2007م، ص126- 127 .
([49]) المصدر نفسه، ص156 .
([50]) ينظر: الامام علي (ع) في كتابات المستشرقين، ص192 .
([51] ( دونلدسن ( أو دونالدسون)، من آثاره: عقيدة الشيعة طبع في لندن 1933م نقل الى العربية في العراق، وأُعيد طبعه في لبنان 1990م ولكن اسم المؤلف كتب في الطبعة الثانية خطأ: رونلدسن. وله سلمان الفارسي 1929م، وعقيدة الشيعة في الامامة 1931م، والزواج العرفي في الاسلام 1936م، والاسلام في الهند 1948م، وفصل عن المسيح في اليعقوبي 1933م.  
([52]) عقيدة الشيعة، ص22 .
([53]) المصدر نفسه، ص23-24.

*  المصادر والمراجع  *
خيرُ ما نبتدئُ بهِ القرآن الكريم اللهم زَيّن به لساني وجمّل به وَجهي.
آرمسترونغ، كارين، (معاصر) .
الإسلام في مرآة الغرب، ترجمة: محمد الجورا، ط دمشق – 2002م .
ريشار، يان، (معاصر).
الإسلام الشيعي، ترجمة: حافظ الجمالي، ط دار عطية – بيروت 1996م.
سورديل، دومينيك، (معاصر) .
الإسلام في القرون الوسطى، ترجمة: علي المقلد، ط دار التنوير – بيروت – 2007م .
ماسيه، هنري، (ت 1388ه - 1969م ) .
الاسلام، ترجمة: بهيج شعبان، ط بيروت – 1916م .
الزركلي، خير الدين، (ت1410هـ / 1989م ) .
الاعلام، ط الخامسة دار العلم للملاين – بيروت 1980م .
جياد، حاتم ،(معاصر) .
الإمام علي (ع) في كتابات المستشرقين، ط دار الضياء – النجف الاشرف 1432هـ.
جماعة  .
الموسوعة العربية الميسرة ،ط الدار القومية – مصر – 1965م .
إلياد، ميرسيا، (معاصر) .
دمشق – دمشق 1987م .
بودلي، رونالد فكتور، (معاصر) .
حياة محمد الرسول، ترجمة: عبد الحميد جودت السحار ومحمد محمد فرج، ط القاهرة – 1964م.
سيديو، (ت 1291ه - 1875م ) .
خلاصة تاريخ العرب، ترجمة: علي باشا مبارك، ط دار الآثار –  بيروت – 1400هـ .
كونسلمان، (معاصر) .
سطوع نجم الشيعة، ترجمة: محمد ابو رحمة، ط مكتبة مدبولي – القاهرة 1992م.
ابن أبي الحديد، ( ت656هـ / 1258م ) .
شرح نهج البلاغة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، ط الأولى دار احياء الكتب العربية – عيسى البابي الحلبي وشركاه – 1378هـ .
حمدان، عبد الحميد، (معاصر) .
طبقات المستشرقين، ط مكتبة مدبولي – مصر .
بيترسن، (معاصر) .
علي ومعاوية في الرواية العربية المبكرة، ترجمة: عبدالجبار ناجي، ط الأميرة- بيروت 2009م.
دونلدسن، دوايت، (معاصر) .
عقيدة الشيعة، ترجمة: ع. م، ط مؤسسة المفيد – بيروت 1990م .
ايرفنج، واشنطن، (ت1275ه -  1859م ) .
محمد وخلفاؤه، ترجمة: د. هاني يحيى، المركز الثقافي العربي – بيروت 1999م .
بروا، جان، (معاصر) .
محمد نابليون السماء، ترجمة: محمد صالح البنداق، ط دار الانصاف – بيروت 1947م .
ديفوا، (معاصر) .
مفكرو الإسلام، ترجمة: عادل زعيتر، ط بيروت .
الساعدي، محمد، (معاصر) .
ملامح القيادة الناجحة في ضوء منهجية الامام علي(ع)، ط الاولى قم – ذوي القربى 1435هـ .
ابن مزاحم، نصر، (ت 212هـ - 827م) .
وقعة صفين، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، ط الثانية المدني – مصر 1382 .
جيورجيو، (معاصر).
نظرة جديدة في سيرة رسول الله، ترجمة: د. محمد التونجي، ط الدار العربية للموسوعات – بيروت – 1966م.