البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

إدوارد سعيد والاستشراق الألماني نظرة نقدية

الباحث :  بقلم : رومان لويماير / ترجمه من الألمانية : مؤنس مفتاح
اسم المجلة :  دراسات استشراقية
العدد :  10
السنة :  السنة الرابعة - شتاء 2017م / 1438هـ
تاريخ إضافة البحث :  April / 4 / 2017
عدد زيارات البحث :  5296
تحميل  ( 313.334 KB )
(ملخّص)
قام "إدوارد سعيد" سنة 1978 في كتابه "الاستشراق" باستبعاد الاستشراق الألماني على وجه التحديد من نقده، والسبب في ظهور هذا الطرح التوجه اللغوي القوي للتخصصات الاستشراقية الألمانية في هذا المنحى، وقد كشف تحليل عميق لتطور الاستشراق الألماني أن الأنماط والخطابات والمفاهيم الاستشراقية لم تزدهر في بريطانيا العظمى وفرنسا فقط ولكن في العديد من الدول الناطقة بالألمانية بأوروبا الوسطى في القرن التاسع عشر أيضا، مما أدى إلى انعكاسها مرة أخرى على تطور العلم، وقد حدث هذا الأمر خاصة بين نهاية القرن التاسع عشرونهاية الحرب العالمية الأولى في البلدان الناطقة بالألمانية  وذلك بهدف تطوير استشراق استعماري "حديث"، إلا أن هذا التطور توقف مرة أخرى سنة 1920، حيث ظلت غلبة فقه اللغة هو المهيمن إلى يومنا هذا وذلك راجع في الأصل لوجود قصور على نطاق واسع داخل التخصصات الاستشراقية من حيث الاهتمام بالمجتمعات الإسلامية المعاصرة، ولذلك تتمتع العلوم "التنافسية" مثل "الإثنولوجيا" و"علم الدين" أو "العلوم السياسية" بفرصة أكبر من أجل الاستيلاء على"الخبرة العلمية الإسلامية".

***

عندما  قام "إدوارد سعيد" بنشر استشراقه الجدلي الشهير في عام 1978، استثنى ضمنيا الاستشراق الألماني والنمساوي من انتقاده.
لم يكن "إدوارد سعيد" يعني بمصطلح "الاستشراق"بالطبع المفهوم الأكاديمي فقط ولكنه أشار إلى أربع وستين عينة تمثيلية أخرى لأنواع الفكر الأوروبي على وجه التحديد ومنها الفكر الغربي الذي يعتقد بوجود اختلاف بين فئات جوهرية بين الحضارة الغربية أو ببساطة "نحن" و"الآخر"، وقد تم تجسيد هذا الفرق ضمن فئة "الشرق".
إن حجة سعيد في ذلك هو وجوب وضع الاستشراق الألماني على نفس المستوى مع الاستشراق البريطاني والفرنسي، وهو يستند في البداية على افتراض أن مفهوم "الشرق" نتيجة لمشروع ثقافي بريطاني وفرنسي وقد كان هذا المشروع مرتبطا بمضاعفات معينة لهذين البلدين في الشرق، حيث دافع "إدوارد" من ناحية أخرى عن الرأي القائل بكون الدول الإسلامية في أواخر القرن التاسع العاشر وأوائل القرن العشرين مستعمرة من قبل بريطانيا العظمى وفرنسا وأنها  منذ الحرب العالمية صارت محط أطماع المصالح السياسية للولايات المتحدة.

كان الاستشراق الأكاديمي الناطق باللغة الألمانية مهتما في الواقع منذ أواخر القرن  التاسع عشر  بالمجتمعات  الشرقية المعاصرة أو بأفريقيا الإسلامية، وبعد الحرب العالمية اختفت  فكرة أفريقيا الإسلامية المعاصرة والشرق، فعرفت هذه المناطق  مرة أخرى اهتماما هامشيا للمستشرقين  إلى غاية سنة 1970، حيث بدأ في الدول الناطقة بالألمانية ظهور  تهميش للشرق المعاصر، وبشكل أكثر  بأفريقيا  الإسلامية، وأما فيما يتعلق بأفريقيا الإسلامية على وجه الخصوص فيجب القول بطبيعة الحال بأن الاستشراق الألماني كان قد سجل بصفة دائمة وجود المسلمين في أفريقيا.

لم يكن للمسلمين الأفارقة أي دور ملموس في تطور الإسلام،في عيون الاستشراق الألماني - وأنا أتحدث هنا عن المساهمات الاستشراقية –وليس عن أولئك المهتمين بالبحث في الشؤون الأفريقية مثل: "فيسترمان" أو "ماينهوف" أو المبشرين مثل "كلامروث" أو علماء الأجناس ك "فروبينوس" و"باومان" -  ذلك أنهم على ما يبدو لم ينتجوا سوى عدد قليل من النصوص التي كانت  لها قيمة تذكر، كما أشار إلى ذلك "كارل بروكلمان" في مؤلفه "تاريخ الأدب العربي" (1935-1943)، ويمكن القول بأن هذه الفرضية على الأرجح قد تم دحضها الآن من خلال رصدنا للمجلدات الأولى من الأدب العربي المرتبط بأفريقيا، ولذلك نستطيع أن نلاحظ الآن هذا الموقف تُجاه أفريقيا الإسلامية كرمز محزن دال على إهمال طال المسلمين الأفارقة وبلورته لرؤية الاستشراق الألماني، كما أنه بالإمكان أن ننظر إلى هذا الموقف باعتباره سمة هامة لوضع استشراقي واسع وشامل يجعلنا "نحن" "المستشرقين" نحدد نظرتنا نحو "الآخر" (في هذه الحالة المسلمون أو الإسلام)، كما أن هذا المنظور يسمح للمستشرق القيام بملاحظات ليس فقط فيما يتعلق بالإسلام في أفريقيا، ولكن أيضا فيما يتعلق بالمسلمين في كل مكان عموما.

وأود فيما يلي من الدراسة وفيما يتعلق بالتحليل النقدي حول تطور الدراسات الاستشراقية الألمانية منذ أواخر القرن 19 التحقق من بعض الأطروحات المحورية لـ"إدوارد سعيد" والتي تهتم بتطور الاستشراق الألماني.
أولا وقبل كل شيء، ينبغي أن نلاحظ أنه كان يوجد ليس فقط  في المستعمرات "الفرنسية" و"البريطانية العظمى"و لكن أيضا في مستعمرات ألمانيا أعداد كبيرة وهائلة من المسلمين وخاصة في "الطوغو" و"الكاميرون" و"شرق أفريقيا".
لقد كان للنمسا والمجر وكذا ألمانيا مناطق نفوذ كبيرة في الدولة العثمانية وغيرها من الدول الإسلامية مثل المغرب ومصر وإيران، وقد وجد هذا الاستعمار ومصالحه الإمبريالية صدى تاما في كتابات العلماء المستشرقين.
و من ثم بدأنا نُدرك الآن بجلاء أنه حتى الاستشراق الأكاديمي الفرنسي مثله مثل الاستشراق البريطاني وإلى غاية الحرب العالمية الأولى لم يُقدموا سوى عدد قليل من  الدراسات والأعمال عن الإسلام المعاصر الذي ظهر في أفريقيا أو في المجتمعات الإسلامية بصفة عامة.

ويجب علينا ونحن هنا نختلف في الواقع في هذه النقطة مع المستشرق "إدوارد سعيد" ونرى أن الاستشراق الأكاديمي الناطق باللغة الألمانية على الأقل وحتى هذه اللحظة لا يكاد يختلف عن الاستشراق الأكاديمي البريطاني أو الفرنسي وهذا الأمر ليس فقط من حيث الطبيعة والجودة ولكن أيضا فيما يتعلق بأهمية التأثير العام.

إن التأثير العام لاستشراق الفئات غير الأكاديمية في البلدان الناطقة باللغة الألمانية خلال القرن التاسع عشر يكشف لنا عن نفسه بصورة جلية فورا، إذا أردنا النظر إلى تأثير عدد من الأعمال الأدبية وارتباط تصورها عن "الشرق" فإننا نجد أنها تختلف في طبيعتها كليا، ذلك أن الثقافة البورجوازية الناطقة بالألمانية  في القرن التاسع عشر أثرت على ذلك بشكل حاسم: وذلك من خلال محاضرات "هيغل" حول "الإسلام" وكذا محاضراته في "تاريخ الفلسفة" وعن "شليغل" حول اللغة والحكمة في الهند ومن خلال كتابات "غوته" "الديوان الشرقي للمؤلف الغربي " و"الترجمة الشعرية للقرآن الكريم" ل "ريكارت" إلى غاية أوبرا "موزار" "اختطاف إلى القصر" (ق. لروش المهدي 1997)، وقد تواجدت المفاهيم الاستشراقية خلال القرن التاسع عشر في موضة الصالونات شبه الشرقية أو في رؤية المستكشفين الألمان والنمساويين المجريين في نفس القرن ونذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر: "هاينريش بارت" و"جورج ناختيغال" أو "جورج شفاينفورت" أو "صموئيل غراف تلكاي".
كما أننا نجد هناك تأثيراً عاماً واضحاً للكليشيهات الاستشراقية  ولا سيما في أعمال "كارل مايز" التي تدور في الشرق أو أفريقيا والتي تضمنت مغامرات البطل الألماني النمساوي "كارا بن نمسي" ومرافقه الأبله المسلم المدعو " الحاج خلف عمر ابن الحاج داود الجسارة"، وارتباطا  بتأثير أعمال "كارل ماي" حول مفهوم الشرق وأفريقيا الإسلامية، يجب علينا الإشارة من جديد إلى ضابط الجيش النمساوي والمجري"رودولف سلاتين باشا" الذي كان عضوا في الخدمات المصرية وبعدها البريطانية في "السودان" وحاكما لإقليم "دارفور" وأخيرا أصبح أسيرا للمهدي وخليفته "عبد الله" والذي عايش بروز الحركة "المهدية" في "السودان".

وقد عرف كتاباه "النار والسيف في السودان" اللذان تحدث فيهما عن تجاربه السابقة نجاحا باهرا وذلك ليس لاعتبارهما عملا أدبيا ولكنهما أصبحا مباشرة بعد سقوط الدولة المهدية في السودان في عام 1898 كأهم مصدر خارجي مهم عن تاريخ "المهدية".
لقد كانت نسخة "النار والسيف في السودان" مصدراً رئيساً للإلهام لـ"كارل ماي" أيضا، والذي قام بناء على سجلات "رودولف سلاتين باشا" بنشر ثلاثيته الشهيرة عن "السودان" تحت عنوان: " في أرض المهدي".
وأخيرا، يجب ألا ننسى أن الصراع الذي احتدم في سياق الحرب العالمية الأولى قد جلب لنا عددا من أبطال الحرب، الأمر الذي دفع بدوره إلى  ظهور هذا النوع من رواية المغامرة  وذلك سنة 1920 التي كان لها دور محوري وأهمية كبيرة لتمجيد مغامرات الحرب الأفريقية الشرقية، لذلك لا يجب علينا هنا التفكير في  شهرة أبطال حرب الصحراء الشرقية مثل "لورنس العرب" أو الأبطال الألمان لحرب "أفريقيا" أو"بول ليتوف" ومرافقه المسلم الوفي "أسكاريس" بل يجب الأخذ بعين الاعتبار مغامرات القنصل الألماني "فاسموس" في "طهران" الذي أصبح بفضل أعماله الجريئة في بلاد فارس خلال الحرب العالمية الأولى نقطة مرجعية هامة للفولكلور الألماني الاستشراقي سنة 1920، حيث قام "فاسموس" سنة 1915 بتنظيم مقاومة ناجحة لبعض القبائل ضد الاحتلال البريطاني لجنوب "إيران"، ثم كسر الخطوط البريطانية شرق إيران وووصل إلى أفغانستان المحايدة فحاول وإن كان دون جدوى دفع الحاكم الأفغاني لشرح "الجهاد" للبريطانيين المقيمين في الهند.
وإذا عدنا الآن مرة أخرى إلى الاستشراق الأكاديمي الألماني لنهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، يمكن لنا بطبيعة الحال التأكيد أن هذا الاستشراق مثله مثل الاستشراق الفرنسي والهولندي والبريطاني في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر قد عرف تطورا ملموسا  نظرا لإرتباطه المتين مع دراسات الكتاب المقدس المسيحي ومع النماذج الثقافية والتاريخية  في مجال العلوم السياسية.

إن التقليد الاستشراقي الألماني الأكاديمي هذا والذي هو قبل كلّ شيء "تقليد لغوي" تم بالفعل وصفه بالتفصيل وبالتالي فإنه ليس من الضروري الرجوع مرة أخرى إلى إنجازات الباحثين المتميزين مثل "ايجنز غولدزيهر" و"يوليوس فلهاوزن" و"ثيودور نولدكه".

لقد أنتج الاستشراق الأكاديمي الناطق باللغة الألمانية مثل المتخصصين البريطانيين والهولنديين والفرنسيين شخصيات باحثة مؤثرة لم تقتصر في أبحاثها على الأعمال اللغوية فقط، بل ركزت بالملاحظة والشرح أيضا على الأعمال الإسلامية والسياسة الإستعمارية لألمانيا أوالنمسا - المجر وذلك من خلال الإستفادة ولو بشكل جزئي من تجارب قدماء الموظفين الألمان أو ضباط الجيش في الأقاليم المستعمرة الذين أوجدوا بحوثا ذات صلة بالإسلام في المستعمرات ومناطق النفوذ الألمانية والنمساوية المجرية ، كما أوقدوا  الاهتمام بعلوم اجتماعية وأخرى جديدة موجهة لتطوير الدراسات الإسلامية.

الأمر لم يكن اختراقا فعليا لاستشراق  ألماني أكاديمي و"حديث" ولم يكن موجها ً فقط للدراسات التاريخية واللغوية ولكن أخذ بعين الاعتبار أيضا التطورات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الحالية  للعالم الإسلامي وقد ارتبط هذا التيار باسم "كارل هاينريش بيكر".

وكان "بيكر" هذا قد شغل  كرسي التدريس لمادة "التاريخ والثقافات الشرقية" في "المعهد الاستعماري الألماني" في هامبورغ منذ سنة 1908، ونشر خلال تقلده هذا المنصب عددا من الكتابات حول الوضع الديني والسياسي الحالي في الإمبراطورية العثمانية، في شمال أفريقيا وباقي المستعمرات الألمانية.
وهكذا نشر "بيكر" سنة 1911 بعد رحلته إلى شرق أفريقيا التابعة للنفوذ الألماني دراسة حول الإسلام في تلك المنطقة والتي صدرت بداية  بعنوان "أدوات لمعرفة الإسلام في شرق أفريقيا الألمانية في مجلة "الإسلام"، ثم تم جمعها لاحقا في كتاب بعنوان "الدراسات الإسلامية" (المجلد الثاني)، والذي أصبح يمثل مرجعا هاما للإسلام في شرق أفريقيا، غير أن أدوات معرفة الإسلام هذه في شرق أفريقيا التابعة لألمانيا قُدمت وصيغت في سياق محدد، حيث نشأ في بداية القرن العشرين وبالتحديد في ألمانيا تخوف كبير من الإسلام، كان يذكيه المبشرون أيضا خوفا من أن يكون هناك في المستعمرات "مشاكل مع الإسلام" وذلك بشكل متزايد ومضطرد، حيث ظهرت سلسلة من الثورات المناهضة للاستعمار مثل "ثورة ماجي ماجي" في "شرق أفريقيا" التابعة لألمانيا ما بين سنتي 1904 و1905 وثورة "قضية رسالة مكة" في "الطوغو" سنة 1905، وبعد ذلك أخرى  في "شرق أفريقيا" سنة 1908 وبالإضافة إلى "الثورة المهدية" في شمال الكاميرون والتي ظهرت سنة 1907 لتأكيد تلك المخاوف فكانت النتيجة تشكيل الإسلام موضوعا محوريا بمؤتمر "المستعمرة الألمانية" سنة 1905 في برلين ومولت الحكومة الألمانية على إثره سنة 1908 ثلاثة تحقيقات تعلقت بالإسلام في المستعمرات، وقد كان الاستشراق الألماني هو الذي قام بهذه الدراسات  مثل "كارل هاينريش بيكر" في "شرق أفريقيا الألمانية" ما بين سنتي 1908-1909 و"مارتن هارتمان" في "الكاميرون"  سنة 1911 و"ديتريش فيسترمان" في"الطوغو" سنة 1913.

إنّ هذه الدراسات وخاصة تحقيقات "بيكر" أظهرت في "شرق أفريقيا  التابعة لألمانيا" أن الإسلام في المستعمرات الألمانية قد خلف في الواقع تأثيرا كبيرا، ومع ذلك فقد أوضح "بيكر"أن مما أثار استياء العديد من المبشرين هو كون الإسلام شكل بالفعل تهديدا لهم خاصة و للتبشير خاصة، ولكنه لم يمثل بأي حال من الأحوال خطرا على الحكم الاستعماري الألماني، ولذلك ينبغي النظر مجددا عما إذا كان الإسلام لا يعتبرفقط وسيلة ل"تعزيز الحضارة" عند الأفارقة بل ينبغي التعامل معه وفقا لذلك.
ولقد أكد "بيكر" هذا الرأي في عدد من مداخلاته حول "الإسلام في أفريقيا" وتطرق لموضوعات مثل الدولة والتبشير في الإسلام (1910)، حيث طور بالإضافة إلى ذلك أفكارا أولية بخصوص "سياسة إسلام" بمنظور ألماني في المستعمرات على وجه التحديد والتي كانت بدورها متأثرة بشكل مباشر بالفكر الفرنسي في هذا الاتجاه.

ومن بين الأمور الأخرى التي اقترحها  "بيكر" من قبل ووفقا للنموذج البريطاني تقوية وتعزيز سلطة الحكام الأصليين، حيث كان يفكر في المقام الأول في السلاطين مثل عائلات "لاميدوس" و"جومبن" في شمال الكاميرون وشرق أفريقيا التابعة  لألمانيا.
وقد شدد أيضا على ضرورة البقاء بعيدا عن الأمور الدينية بالإضافة إلى معرفة دقيقة بالإسلام في المستعمرات وما يرتبط بها وكذا فهم صحيح للتلقي العلمي للإسلام وتصميمه المحلي، وبناء على هذا الطرح يجب القيام مجددا ب "رقابة صارمة على الإسلام". وفي الوقت نفسه ينبغي للمسلمين أن يتمتعوا بحقوقهم في أجزاء معينة من القانون وخاصة في الزواج وقانون الأسرة وبالارتباط مع المؤسسات الدينية ، فمسألة تعدد الزوجات يمكن حلها انطلاقا من النموذج النمساوي".

كما يجب أن يكون في مجال التربية نظام حكومي للتعليم والذي ينبغي  أن يَمنَعَ المنظمات المُبشرة، كما يجب أن يكون هذا النظام ملتزما ب"اللاَّدين"، كما ينبغي على سياسة الإدارة أن تفصل بين المناطق الإسلامية ومناطق "التبشير" وأن تمنع "بناء المساجد وتأسيس "الأضرحة" ولذلك تم مجددا خلال الإدارة الاستعمارية  للأراضي الإسلامية الحفاظ على "الحياد التام الصحيح" ، ومع كل ما سلف لم تكن أنشطة "بيكر" مركزة فقط على الإسلام في أفريقيا بالرغم من كونه ألف في هذا الموضوع على الأقل ثلاث عشرة مساهمة.
لكنه تطرق أيضا وبالتفصيل  للعلاقات الألمانية-العثمانية (وفي وقت لاحق الألمانية التركية) حيث كتب وألف سنة 1914 أي إبان بداية الحرب العالمية مذكرات بعنوان "ألمانيا والإسلام" (التي لم يتم الإعتماد عليها في الدراسات الإسلامية)، حيث طورت بعض رؤاه استراتيجيات الحرب الألمانية وسمحت بإيلاء اهتمام خاص للإسلام.

كما  أكد على وجه الخصوص على أهمية تطوير تحالف ألماني-عثماني مسلم، كان الهدف منه في نهاية المطاف تحطيم الاستعمار الفرنسي والبريطاني والروسي للمسلمين، وخاصة في شمال أفريقيا الفرنسية وفي مصر والهند البريطانية وآسيا الوسطى الروسية.

لقد أثارت هذه الفكرة غضب صديقه القديم "سنوق هوغرنغ" مما أدى للأسف الشديد إلى صراع مرير بين اثنين من أبرز الباحثين في العلوم الإسلامية وذلك حتى خلال الحرب.

لم يعد يلعب سيناريو التحالف الألماني-العثماني المسلم دورا كبيرا في أفريقيا، كما أن العلاقات العثمانية مع الرايخ أضحت تتسم بالأولوية: إن النقطة الأساسية لعلاقاتنا مع الإسلام هي علاقتنا مع تركيا...  لقد تم الاحتفاظ بطبيعة الحال ببضعة ملايين من المسلمين الذين تم جلبهم خلال علاقاتنا السياسية مع تركيا - من "شرق أفريقيا" ومن "تشاد" - ، ولكنهم باعتبارهم مسلمين سودا أو بِيضاً فهم لا يلعبون أي دور في محيط هذا السؤال الكبير.

وكم كان الاستشراق الألماني مهما بالنسبة  للسياسة الاقتصادية والثقافية التي كانت تستهدف مناطق الإسلام، وكذلك للاستعمار الألماني في المناطق الزنجية، كما يظهر ذلك جليا من خلال عدة طرق للتعبير لصحفيين ونواب حين خاطب أحدهم كاتبا قائلا: "يمكن لألمانيا أن تكون صديقة لتركيا، لأنه لا يوجد مسلمون في مستعمراتها وإلى جانب "كارل هاينريش بيكر"يمكننا أن نذكر أسماء أخرى لمستشرقين-ألمان مثل "مارتن هارتمان" (1851-1918) و"غوتهلف بيرك ستريزر" (1886-1993)و"أويغن متفوخ" (1876-1942)و "فرانز بابينغر"(1891-1967)، كما أخص بالذكر هنا أيضا "ألويس موسيل"، والذين حاولوا أيضا توطيد  تقليد جديد للدراسات الإسلامية حتّى وإن كانت جهودهم، كما هو الحال بالنسبة ل "مارتن هارتمان" قد اصطدمت برد سلبي في الدراسات الشرقية، ولكن  "مارتن هارتمان" حاول على الأقل من خلال تجاربه إدخال التفكير السوسيولوجي في الاستشراق ، وذلك بالارتباط  مع شخصيته المتغيرة ونمطه العلمي الغريب.

وعلى النقيض من وقت سابق وخاصة بالنسبة للمستشرقين المهتمين بالتاريخ وعلم اللغات  في المقام الأول باستثناء "إيجنز غولدزيهر"، حيث قام هؤلاء بدراسة ومعرفة البلدان والشعوب وذلك ليس انطلاقا من الحدس الشخصي فقط، بل كان هؤلاء المستشرقون الشباب يسافرون على نطاق واسع في البلدان الشرقية، حيث انفتحوا على قضايا العلوم الاجتماعية، وقد عملوا في بعض الحالات كما هو الحال بالنسبة ل"أيوجين  ميتفوخ" في القسم الشرقي لوزارة المخابرات الألمانية، مما جعله يسهم بنشاط في  المجهود الحربي الألماني في الحرب العالمية الأولى، كما تميز "ألويس موسيل" على وجه الخصوص، بكثرة السفر والعمل الميداني الواسع والذي وضع من خلاله معايير جديدة للاستشراق الألماني.
لقد كان "موزيل" (1868-1944) التشيكي من أصل نمساوي مجري من "أولميتز" ومنذ سنة 1886 مدعوما في بحوثه من "جامعة فيينا" (أو بشكل أكثر دقة  من "أكاديمية فيينا")، وقد انتقل بعد الحرب العالمية الأولى الى "براغ"و تمكن بسبب أسفاره الواسعة في بلدان الهلال الخصيب وإقامته لمدة سنة واحدة بين بدو دول الشمال العربي للقيام ببحوث وذلك مابين سنة 1908-1909، فظهرت سجلاته في هذا الباب تحت عنوان "آداب وأعراف البدو"، ليتم النظر إليها ربما كأول عمل علمي متميز اعتمد على أساليب البحث الحديثة لعلم الأعراق والتي فرضت في هذا العام على عالم آخر من النظام الملكي وهو "برونيسلاف مالينوفسكي" وفي إطار اعتقاله في جزر "كيريوينا"  تمضية وقت كبير في  العمل الميداني لدراسة علم الأعراق هناك.

لقد وقع الإنكسار والتقاطع الحقيقي الفعلي في التطور الأكاديمي للاستشراق الألماني مع الاستشراق الأكاديمي الفرنسي والبريطاني بعد الحرب العالمية الأولى، خاصة عندما فقدت ألمانيا مستعمراتها، وذلك عندما قام حلفاء الإمبراطورية الألمانية بتفكيك أقاليم بلاد فارس والإمبراطورية العثمانية إلى أقاليم وتقسيمها إلى مناطق نفوذ تكتيكي للحلفاء على غرار ما وقع في الماضي حينما خسرت النمسا مناطق نفوذها التاريخية في البلقان والإمبراطورية العثمانية وفي مصر والسودان.
لقد أدت نهاية الخطط الإمبريالية لألمانيا والنمسا والمجر إلى نتائج عكسية  مما قوض جهود "كارل هاينريش بيكر" التي بذلت لتطوير العلوم الاجتماعية "الحديثة"، وكذا التقاليد الإثنولوجية والسياسية داخل الدراسات الاستشراقية الألمانية: حيث لم يعد هناك ببساطة أي حاجة لمثل هذا التخطيط.
وإذا تحدثنا بشكل ساخر فقد أدت نهاية المطامع الألمانية والنمساوية المجرية إلى سرقة فرص تاريخية لألمانيا والنمسا لتطوير استشراقهما، حيث كانتا تتبعان النموذج الفرنسي والبريطاني "العادي"، حتى لو كان وراءه دوافع استعمارية مما دفع "إدوارد سعيد" إلى توجيه سهام نقده إليه كما ألمحنا  في السابق.

ولكن لا يمكن بطبيعة الحال القول أنه كان سيكون جميلا لو أبقت كلّ من ألمانيا والنمسا-المجر على مناطق نفوذهم الإمبريالي ومستعمراتهم والتي من خلالها كان سيتم الحفاظ على فرصتهم في تطوير نوع من الاستشراق على غرار الاستعمارين الفرنسي أو البريطاني اللذين ميزتهما أعمال  "إيفانز بريتشارد" و"جاك بيرك".

كما يجب علينا أن لا ننسى من ناحية أخرى أن التخصصات الاستشراقية الفرنسية والبريطانية والأمريكية قد حررت نفسها منذ فترة طويلة من تراثها الاستعماري فطورتها إلى تخصصات  متقدمة فأصبحت بالكاد الانتقادات المشروعة ل"إدوارد سعيد" تشملها أو لا تشملها : نحن لم نعد نعيش في الواقع في أيام جون "سبنسر" أو "غوستاف فون كرينباوم"  ولكن بدلا من ذلك  في أوقات "طلال أسد".

ومع ذلك، لا ينبغي هنا أيضا  الانسياق وراء الرأي القائل بأن الاستشراق الغربي متجاوز تماما، ذلك أنه يتم في الواقع -وفي أوقات الأزمات خاصة-  إحياء مفاهيم الإستشراق القديمة كإيقاظ الكسالى من قبورهم لتكون جزءا من تصاميم جديدة  مُختلقة وأذكر هنا مثلا مفهوم "صموئيل هنتنغتون" "صدام الحضارات "والذي وضع الإسلام والمسلمين مرة أخرى في جوهر السوء، ولكن على الرغم من هذا القيد، يجب علينا التمسك بملاحظتنا السابقة أن الاستشراق البريطاني والأمريكي والإسكندنافي للدراسات الإسلامية شهد تطورا نسبيا لتصبح تخصصاته أكاديمية حديثة طبعتها آراء فكر مجموعة من المفكرين أمثال "مارشال هودجسون" و"ألبرت حوراني" و"مكسيم رودنسون" أو "فريدريك بارث" والذين لم يكن لكتاباتهم دور مهم في التخصصات الاستشراقية فقط بل خارج مواضيع الاستشراق أيضا، حيث عملت آراؤهم وأفكارهم على تطوير وتنمية العلوم الاجتماعية والإنسانية والثقافية وتنميتها في هذه البلدان ككل وذلك بشكل حاسم.
ولست متأكدا هنا ما إذا كان ممكنا قول الشيء نفسه عن دور الدراسات الاستشراقية الألمانية أيضا، ذلك أن الاستشراق الناطق بالألمانية يبدو أنه لا يزال مصرا على البقاء في البرج العاجي للفيليلوجيا والدليل على ذلك المقال الذي كتبه "تيلمان ناجل" وقد نشر في الآونة الأخيرة، حيث ورد ما يلي:

شرح "تيلمان ناجل" في هذا المقال بعض الآراء مستنتجا  بأن وسائل العلوم الاجتماعية لتحليل التطورات السياسية والاجتماعية في المجتمعات الإسلامية غير مناسبة أساسا وأكثر من ذلك "حبيسة العقيدة" لذا وجب الآن الرجوع والعودة للمصادر والأصول، وقد عبروا من خلال هذه المصادر عن الثقافات بذاتها (حسب "ناجل" "الغريب الذي لا يضاهى" أيضا) وعن فهمهم للعالم وقد أعطوا بذلك شهادة تفسير ذاتية لهم، وهذه المقولة تبين لنا أن نظرتهم للعالم فيها تفسيرات ثقافية وتاريخية للقرن التاسع عشر.

إن الاستشراق المكتوب باللغة بالألمانية لم يتراجع بالعودة إلى للدراسات التاريخية واللغوية النمساوية الألمانية نجد أنها تصاعدت وتيرتها بطبيعة الحال بعد سنة 1933 أو بعد سنة 1938، عندما تم فصل العديد من المستشرقين اليهود الناطقين بالألمانية وكذلك غير اليهود وذوي التوجهات الإيديولوجية اليسارية أو الليبرالية أو ممن هجروا قسرا من المناصب الجامعية أو الذين تم قتلهم في بعض الحالات من قبل النظام النازي.
وبهذه الطريقة فَقَدَ الاستشراق الألماني والنمساوي الانضباط الذي لم يكن على أي حال كبيراً، وبسبب الانشغال ب"السامية" أيام النازيين لم يكن للاستشراق شعبية خاصة، إلا أنه برز هناك أكثر من ستين عالما متميزا من أمثال "جوزيف شاخت" (1902-1969) و"أيوجين ميتفوخ"و"فرانزروزنتال" (من مواليد سنة1914) و"كارل ويتفوغل" (1896-1988) أو "غوستاف كرينباوم"(1909-1972)، بالإضافة إلى جميع العلماء الذين قاموا في بلدانهم الجديدة ولا سيما بريطانيا والولايات المتحدة بالإسهام إلى حد كبير  في تطوير الضوابط العلمية ببلدانهم.
لقد تحركت سياسة ألمانيا النازية في اتجاه إرجاع معظم المستشرقين المتبقين في الدول الناطقة باللغة الألمانية إلى البرج العاجي للدراسات اللغوية، في حين أنه وبالمقارنة مع غيرها من التخصصات فقد كانت هناك أقلية صغيرة نسبيا من المهتمين الذين أبدوا استعدادا للتعاون مع النظام النازي أو حتى المشاركة بنشاط في السياسة النازية.

كانت هذه السياسة تهدف إلى استغلال الزعيم الفلسطيني "الحاج الحسيني" ضد السياسة البريطانية في الشرق الأوسط وتضمنت بناء وحدات الجيش الإسلامية الموالية لألمانيا للحرب في البلقان وكذلك في الشرق، حيث يوجد هناك  "تتار القرم" الذين كانوا يسمون ب "الستة"  والذين حاربوا مع الجانب الألماني ضد أنصار الروس في القرم...
ونتيجة لذلك، تميز الاستشراق الألماني ولو بعد الحرب العالمية الثانية بتركيزه على الدراسات اللغوية والتاريخية "اللاسياسية" وتخوفه المقدس من أي نوع من الأعمال المهتمة  بالمجتمعات المعاصرة للعالم الإسلامي ويمكن اعتبار "والتر براون" وفي وقت لاحق "فريتز ستيبات" في برلين كاستثناءات لهذه القاعدة في هذه الحقبة.
لقد تمكن "هانز هاينريش شيدر" وهو واحد من الطلاب القلائل ل "بيكر" الباقين على قيد الحياة، بتوضيح  ذلك سنة 1946 قائلا: "يمكن تأسيس قاعدة للدراسات الاستشراقية بسهولة بحيث نجعلها تهتم وتقربنا من الأشياء الصاخبة  المرتبطة بالحياة اليومية ومتطلباتها ".
يتم استعمال الدراسات الاستشراقية عادة وحدها أو في دوائر صغيرة للإستشراق الألماني مع احترام الحد الأدنى من القواسم المشتركة والمشاركة وهذا سبب كاف على أي حال لتوليد هوس عند الباحث، ذلك أن التفاني والإخلاص في هذه الدراسات هو بمثابة هروب من الواقع. 
وإذا كان تقرير صدر عن الجمعية الألمانية للبحوث سنة 1960عن حالة الموضوعات الاستشراقية الألمانية الموصى بها لإعداد اثنين وثلاثين مقعداً جديداً والتي تم فصلها  عن الدراسات "السامية"  لأنها كان ينبغي أن تركز على "قضايا علمية للإسلام"  مع تسليط الضوء على موضوع  محوري وهو المجتمعات الإسلامية في الوقت الحاضر، وقد اعترفت بذلك الجمعية الإستشراقية الألمانية سنة 1972  ليتم إنشاء واحد وعشرين مقعدا للأستاذية الجديدة ولكن ثلاثة منها أخذت توجه التركيز على العمل حول موضوع "الإسلام في الوقت الحاضر".

لم يتغير هذا الوضع  منذ سنة 1972 بشكل أكثر حسماً، حتّى وإن كان " جاك فاردينبورغ" قد ذكر في نفس السنة هذا التطور بشكل أقل عنفا، إذ وصف "فاردينبورغ" الوضع سنة 1997 بقوله "لقد تحسن الوضع قليلا".
لقد تجددت التغييرات الطفيفة في بنية الاستشراق الألماني وتوجهاته وذلك بالتزامن بطبيعة الحال مرة أخرى مع التطورات السياسية منذ سنة 1960، حيث اعترفت ألمانيا الغربية وكذلك الحكومة النمساوية  بالأهمية المتزايدة للدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط، فقد حاول كل من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني الغربي بقيادة "ويلي براندت" وكذا الحزب الاشتراكي النمساوي بقيادة "برونو كرايسكي" نهج علاقات سياسية جديدة مع دول منطقة الشرق الأوسط بشكل عام و"إسرائيل" بشكل خاص.
وأخيرا، فإن الحكومة الألمانية الغربية حريصة بشكل خاص على تطوير استراتيجية سياسية من شأنها أن تمكنها من مواجهة السياسة الناجحة التي نهجتها ألمانيا الشرقية في ربط  علاقات مستقلة ودية بناءة مع عدد من دول الشرق الأوسط مثل: "مصر" و"سوريا" و"العراق" و"الجزائر"،  ويجدر بالذكر هنا أن هذه السياسة من ألمانيا الشرقية كانت مرتكزة في الجانب العلمي على التدريب الممتاز والتعليم  المتميز  المقدم على وجه الخصوص في "جامعة لايبزيغ".
كما دفعت الثورة الإيرانية سنة 1978/9 وانهيار الكتلة السوفيتية بعد سنة 1989/90 مع التحرر السياسي المرتبط بهذين الحدثين وكذا غنى الدول الإسلامية لآسيا الوسطى ومنطقة القوقاز من حيث مواردها وأهميتها الاستراتيجية إلى إعطاء المزيد من القيمة لموضوع "علوم الإسلام" بالطبع.
ونتيجة لذلك، لم تعد التخصصات الاستشراقية في الواقع في "ألمانيا" و"النمسا" و"سويسرا" منذ أواخر سنة 1960 مجبرة حقا على تبرير وجودها للجمهور أو للسياسيين أو كما فعلت تخصصات أخرى صغيرة لتبرير احتياجاتها بتفصيل من أجل طلبات تمويل بحوثها المقترحة ولذلك سيكون من الشرعي أن نفترض أن الموضوعات الاستشراقية اليوم في ألمانيا والنمسا وسويسرا تعيش حالة فردوسية تقريبا واعترافا علنيا وازدهارا لأنشطتها البحثية.

ويرجع السبب بالأساس في الوضع المتميز لشعبة الدراسات الإسلامية وتجاوزها التخصصات الاستشراقية إلى الدلالة السياسية الواضحة والمستمرة على وجه التحديد والانشغال بمناقشة القضايا الاجتماعية والمنهجية على حد سواء وكذا تطوير علماء الدين والسياسة لنظريات أنثروبولوجية باستمرار، بالإضافة إلى ذلك، كان من المتوقع نظرا للظروف المواتية أن تقدم الدراسات الإسلامية كما هو الحال في "فرنسا" و"بريطانيا" و"الدول الإسكندنافية"و"أمريكا الشمالية" اقتراحات حاسمة للنزاعات والنقاشات المجتمعية الشاملة، كما أن هناك استثناءات قليلة في هذا المجال مثل "المعهد الشرقي الألماني"  في "هامبورغ" و"مركز الدراسات الشرقية" الحديثة في "برلين"، حيث إن القليل من المؤسسات أو كراسي للدراسات الإسلامية في "ألمانيا" و"النمسا" و"سويسرا" قد ركزت في الواقع على البحث ودراسة المجتمعات الإسلامية في الوقت الحاضر.    
ففي أواخر سنة 1990 ، وكما هو الحال بالنسبة لي (و لا أتحدث هنا عن الدراسات الفارسية والتركية) وفي إطار  جزء من استعراض برنامج تدريس بمؤسسات الدراسات الإسلامية والمستعربة استطعت العثور على استنتاج أنه لا يزال أكثر من 80٪ من هذه المعاهد وكراسي البحث والتدريس ترتكز تقريبا على ما هو لغوي حصراً.

إلا أنّ بعض الخبراء يتبنون رأياً واضحاً يقضي بأنه يمكن للمرء تحقيق فهم أساسي للمجتمعات الإسلامية الحالية عندما يقوم بالترجمة والتعليق على علوم اللاهوت أوعلى استشراق فقه النصوص خلال القرن العاشر، وعلاوة على ذلك، فإن معظم المعاهد وكراسي  التعليم تميل إلى التركيز على مجال البحوث والتعليم في البلدان الرئيسة للعالم الإسلامي ونتحدث هنا عن دول الشرق الأوسط وخاصة "مصر" و"شبه الجزيرة العربية" وبلدان "الهلال الخصيب" وبطبيعة الحال "تركيا" و"إيران"،
في حين لاتزال الغالبية العظمى من مسلمي بلدان المغرب وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وشبه القارة الهندية وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا وكذلك عدد متزايد من مسلمي الدول الغربية، كما كان الأمر في الماضي  تعتبر أنّ الإستشراق القديم هامشي.

ونتيجة لذلك، فإن هؤلاء "المسلمين المهمشين" تمكنوا بالكاد من إنتاج عدد كبير من النصوص اللغوية المرتبطة بعلم الأجناس وهم بذلك يفسحون بشكل متزايد المجال لعلماء الأنثربولوجيا والعلوم السياسية لكي يمتلكوا مهارات للبحث في الدراسات الإسلامية.
وبالتالي فإن بقاء التخصصات الاستشراقية في "ألمانيا" و"النمسا" و"سويسرا" على قيد الحياة لم يكن مرتكزا في الأساس على قوة بحث وتعليم أصلية ومبتكرة ونظرية ومنهجية بل يرجع الفضل في ذلك إلى حقيقة أن "العالم الإسلامي" عانى مرارا وتكرارا من العديد من الأزمات والمشاكل - وتجدر الإشارة هنا أنه يجب أن نذكر أن هذه المقالة كُتبت قبل أحداث 11 سبتمبر 2001 – التي وفرت مجالا خصبا للعمل الاستشراقي، وقد كان من المعقول وربما أكثر مصداقية لو قامت التخصصات الاستشراقية بشرح وتبيين وتوضيح أهمية أنشطتها البحثية والتعليمية الخاصة بها بثقة أكبر، فكان على المستشرقين الاهتمام بالمصلحة المشروعة والمهمة  للبحث في تطور الحديث في القرنين التاسع والعاشر الهجريين، وكذا النظر في الأهمية الاجتماعية والسياسية لهذا التطور بالنسبة للخلافة العباسية مثلا، بدلا من صب الاهتمام والحديث عن التطورات والأحداث السياسية في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الواحد والعشرين مثل الثورة الإيرانية أو الحرب ضد الإرهاب الإسلامي ونظام طالبان في أفغانستان وذلك للفت الانتباه إلى أهمية الاستمرار في التلميح أو الاهتمام بالبحث والإنفاق عليه بسخاء.

 إن أدوات التحديث السياسية المعاصرة لا تشكل مشكلة بالنسبة لشرعية  الاهتمامات البحثية المهتمة بالأعراق أو التاريخ القديم لكن يمكنها أن تصبح في حالة ما مشكلة كبيرة بالنسبة للتأثيرات الخارجية للاستشراق، إذا طلب الجمهور القارئ فعلا معلومات وشروحات عن بعض التطورات المعاصرة في الدول الإسلامية مع عدم القبول في سياق هذه الأزمات المطروحة  بالتفسيرات المألوفة التي تركها "بيتر شول لاتور" و"جيرهارد كونتسلمان"، ولكننا نريد أن نسمع أصواتا جديدة من غير أولئك الذين يمتلكون معرفة حقيقية عن "الإسلام" في سياق الأزمات، وبالتالي فإن البعض يميل ليطالب علناً ​​ ممثلي الاستشراق المهرة بالتراجع عن المواقف الاستشراقية الجوهرية وجميع الأحداث المحتملة في المجتمعات الإسلامية الحالية والتي درست وشرحت عادة وبالكاد ما يرتبط ب "الإسلام" قائلة: "إن الإسلام هو..."، "إن المسلمين هم..."، "وقال النبي..."، "جاء في القرآن الكريم أن..."، "يطلب المذهب المالكي..ز"، هذه أنماط تعبيرية شائعة جدا تعتمد على  مبررات لمحاولات للشرح ولكنها لا تفسر أي شيء بل الأدهى من ذلك فهي  في كثير من الأحيان تقودنا إلى إعادة كليشيهات استشراقية.
يمكن للباحثين المسلمين بوعي أو بغير وعي إيقاظ  عرض ذاتي خاطئ للموضوع  منبثق من أحكام مسبقة وسوء فهم أو مفاهيم خاطئة داخل المجتمعات الإسلامية وتقوية شوكة أولئك الذين لا يستطيعون في معظم الأحيان تقديم تعريف لما هو "إسلامي" أو "مسلم"، وتعزيز الانطباع بأنهم جزء من وصف لأنواع إستشراقية أتى به "إدوارد سعيد".

وأنا شخصيا كنت قد أشرت في ندوة حول "استمرار الطقوس الصوفية في المجتمعات الإسلامية في الوقت الحاضر" في صيف عام 2001 في "ستاوفن" قرب "فرايبورغ" وذلك أمام جمهور أكاديمي كله مسلم تقريبا إلى أن خطاب الاستشراق الألماني حول "الإسلام" و"المسلمين" وأهمية "الدين" يمكن النظر إليه على أنه استراتيجية أخرى للإمبريالية الذكية التي تريد أن تحافظ على بلدان المشرق والمغرب في وضعها الحالي على تخلفها وتبعيتها وارتباطها بالغرب.
"إننا نحن المستشرقين  لا نريد أن تصبحوا "أنتم" "جزائريين حداثيين" ولكننا "نحن" المستشرقين نريد وبجلاء أن تظلوا "أنتم" المسلمين متخلفين وتظلوا على موقفكم الحالي من التبعية والارتباط بالغرب، كما أن إشاعة  مثل هذه الصورة الدينية العدائية مفيدة لكي يتمكن الغرب من مواصلة مراقبة التأويل والاستقبال الفكري والسيطرة عليه من خلال الاستشراق الشرقي القديم، إلا أننا لا يجب بطبيعة الحال الآن ومن أجل حل المشاكل الهيكلية لتطوير الاستشراق الألماني اقتراح العودة إلى استشراق"كارل هاينريش بيكر" أو "ألويس موسيل".
وأخيراً، لايوجد أيّ سببٍ يجعلنا نسير على نفس نهج ومسار تطوير الاستشراق الاستعماري البريطاني والفرنسي، ومع ذلك، يبدو لي أن جعل التخصص حكرا على الإهتمام بفقه اللغة ليس كافيا تماما لضمان البقاء على قيد الحياة لهذا التخصص على المدى الطويل، ويوما ما سيعترف وزير ثقافتنا ذو التوجه المحافظ أن البحوث المبتكرة حول المجتمعات الإسلامية في الوقت الحاضر لا تأتي من جهة الشُعَب المهتمة بالاستشراق ولكن من علماء الأنثروبولوجيا وعلماء الدين والسياسيين وعلماء الاجتماع.
إن هذا التخصص في الواقع وبالارتباط مع النقاش المحتدم حول القضايا المنهجية وذات البعد النظري قد تقهقر فصار وراء التخصصات المنافسة له، غير أن هناك للأسف اتجاها آخر يتبنى صراعات فكرية  قد تشكل،  نذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر أفكار "رينارد شولز" حول "التنوير الإسلامي"  والتي لا يجب  نقدها بشدة فقط ولكن محاربتها بإصرار وهي مثلها مثل التخوف الذي يشعر به المرء ضد أي شكل من أشكال "الاجتهاد"، ذلك أن هذه الاجتهادات تجعل التخصص -حيث أمكنها ذلك- موضوعا للتساؤلات، وإذا تمعنا في أفكار ورُؤى "جاك فاردنبورغ" يمكننا أن نستنتج أن الاستشراق الناطق بالألمانية أنتج في الماضي علماء مُبَرِّزِين في هذا الميدان.

في ظل هذه الظروف ليس من المستغرب أن يكون هذا التخصص لازال يعطي انطباع أنه نموذج استشراقي قديم وأنه يتابع ويشرح كل ما يحدث في بلدان "الشرق"  في علاقته مع "الإسلام"، وقد كان ل"كارل هاينريش بيكر" بالفعل تعاطف مع هذا الموقف الجوهري حين قال: "إن الذي يعلن الحقيقة الحالية للإسلام مكتفيا بالقرآن وحياة الرسول محمد )ص(" فمثل هذا الشخص لا يمكن مساعدته أبدا.

ونتيجة لهذا التطور بدأت التخصصات الأخرى مثل العلوم الإنسانية وعلوم الدين والعلوم السياسية وعلم الاجتماع ـ والتي كانت بالفعل منذ وقت طويل مهمشة في الدراسات الشرقية ـ تعمل على سبر أغوار المجالات الأساسية للدراسات الإسلامية في الدول المتحدثة بالتركية والفارسية وكذا دول المشرق والمغرب. وبالإضافة إلى ذلك، يبدو أن الاستشراق فشل أيضا في جانب من البحوث الحالية، بالنظر إلى الاشتغال على مسلمي ألمانيا والنمسا وسويسرا.
وهنا أيضا، أخذ علماء الإنثروبولوجيا وعلماء الاجتماع وعلماء السياسية والدين المبادرة وقوضوا كفاءات تأويل الدراسات الإسلامية، ذلك أن الخطاب العام حول"الإسلام" عند الرأي العام الألماني لا يزال جوهريا مُسَيطَرا عليه من طرف السياسيين واللوبيات والصحفيين والمثقفين الذين لا يعرفون عن "الإسلام" شيئا"، في حين نجد أن العديد من المتخصصين لا زالوا يشتكون من كون الجم الغفير من الصحفيين لا يعرفون كيفية ترجمة مصطلح "فتوى" بشكل صحيح.
وإذا تذكرنا تعريف "إدوارد سعيد" لواحد من المفاهيم المحورية "للاستشراق" والذي تحدث فيه عن جوهرية وغرائبية و/أو شيطنة "الشرق"، وجب علينا الاتفاق في الواقع مع حكم "سارة روش المهدي" التي تبنت وجهة النظر القائلة أنه من حيث مميزات الاستشراق لا وجود لفروق ذات دلالة جوهرية من الجانب الإحصائي بين الاستشراق في بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وأوروبا الوسطى الناطقة باللغة الألمانية، كما أن الفروق المتعلقة بالاستشراق الألماني لا وجود لها إلى غاية اليوم، وعلاوة على ذلك فإن "إدوارد سعيد" نفسه قام بتبني هذا الرأي وذلك عندما قال بأن الاستشراق الألماني سواء الأكاديمي منه أم غير الأكاديمي كما هو الحال بالنسبة للاستشراق الإنجليزي ـ الفرنسي وكذا الاستشراق الأمريكي قد حاولوا بصورة دائمة ممارسة نوع من "السلطة الفكرية" على "الشرق".

*  المراجع  *
Abdel-Malek, Anouar (1963). L'orientalisme en crise. In DiogÜnes, 44, 1963, 109-42.
Amirpur, Katajun (2001). Kennerblicke. In: Süddeutsche Zeitung, 16. Oktober 2001.
Arbeitskreis Moderne und Islam (1999). Empfehlungen für eine zukünftige Forschungsförderung der Islamwissenschaften. Berlin.
al-`Azm, Sadiq Jalal (1981). Orientalism and Orientalism in Reverse. In Khamsin. Journalof Revolutionary Socialists of the Middle East, Bd. 8, 5-26.
al-Azmeh, Aziz (1981). The articulation of Orientalism. In: Arab Studies Quarterly, 3,1981, 384-402.
Baumgarten, Helga (1991). Palästina: Befreiung in den Staat. Frankfurt.
Becker, Carl Heinrich (1911). Materialien zur Kenntnis des Islam in Deutsch-Ostafrika. In:Der Islam, Bd. II, 1-48. Becker, Carl Heinrich (1914). Deutschland und der Islam. Stuttgart (not published in islamstudien).
Becker, Carl Heinrich (1924/1932). Islamstudien. Vom Werden und Wesen der islamischen Welt. I/II. Leipzig. Contains, amongst others: Der Islam als Problem (Bd. I, 1-24)
Materialien zur Kenntnis...(Bd. II: 63-115)
Ist der Islam eine Gefahr für unsere Kolonien (Bd. II: 156-86)
Der Islam und die Kolonisierung Afrikas (Bd. II: 187-210)
Staat und Mission in der Islamfrage (Bd. II: 21-225)
Lebensbilder bekannter Islamforscher (Bd.II: 450-522).
Breckenridge, Carol A. und van der Veer, Peter (Hrsg., 1993). Orientalism and the Postcolonial Predicament. Philadelphia.
Brockelmann, Carl (1935-43). Geschichte der arabischen Literatur. 5 Bde., Leiden.
Brunner, Rainer (2001). Die beiden Seiten des Korans. In: Süddeutsche Zeitung,16.10.2001.
Büttner, Friedemann (1981). Situation, structure and functions of contemporary Oriental studies in the Federal Republic of Germany - spiritual imperialism or bridge of intercultural communication? In: D. Bielenstein (Hrsg.). Europe's future in the Arab view.Saarbrücken. 71-86.
Crowder, Michael (1968/82). West Africa under Colonial Rule. London.
Daniel, Norman (1993). Islam and the West. The Making of an Image. Oxford.
Djait, Hichem (1978). L'Europe et l'Islam. Paris.
Ess, Josef van (1980). From Wellhausen to Becker. The emergence of Kulturgeschichte in Islamic studies. In M. Kerr (Hrsg.). Islamic Studies: A tradition and its Problems. Malibu. 27-51.
Essner, Cornelia und Winkelhane, Gerd (1988). Carl Heinrich Becker (1876-1933). Orientalist und Kulturpolitiker. In: Die Welt des Islams, 28, 1988, 154-77.
Fähndrich, Hartmut (1988). Orientalismus und Orientalismus. Überlegungen zu Edward Said, Michel Foucault und westlichen "Islamstudien". In: Die Welt des Islams, 28, 1988, 178-86.
Fück, Johann (1955). Die arabischen Studien in Europa bis in den Anfang des 20. Jahrhunderts. Leipzig.
Gingrich, Andre (1999). Österreichische Identitäten und Orientbilder. Eine ethnologische Kritik. In W. Dostal, H. Niederle und K. Wernhart (Hrsg.). Wir und die anderen. Islam, Literatur und Migration. Wien, 29-34.
Grunebaum, Gustav von (1982). Der Islam II: Die islamischen Reiche nach dem Fall von Konstantinopel. Frankfurt.
Halliday, Fred (1995). Islam and the Myth of Confrontation. London.
Hamann, Günther (1988). Ein Überblick über die Geschichte der Erforschung des nordöstlichen und östlichen Afrikas. In: Abenteuer Ostafrika. Der Anteil Österreich-Ungarns an der Erforschung Ostafrikas. Eisenstadt. 81-124.
Hanisch, Ludmilla (2001). Ausgegrenzte Kompetenz. Porträts vertriebener Orientalisten Deutschsprachiger Orientalismus und Orientalistinnen 1933-1945. Bamberg. Harrison, Christopher (1988). France and Islam in West Africa, 1860-1960. Cambridge.
Hartmann, Angelika und Schliephake, Konrad (1991). Angewandte interdisziplinäre Orientforschung. Würzburg.
Hörner, Karin (1993). Das Islambild der Deutschen: Von Goethe bis Karl May. In G. Rotter (Hrsg.). Die Welten des Islam. Frankfurt, 206-10.
Hunwick, John (Hrsg., 1995). The Writings of Central Sudanic Africa. Arabic Literature ofAfrica, Bd. 2, Leiden.
Iliffe, John (1969). Tanganyika under German rule 1905-1912. Cambridge.
Ismael, Tareq Y. (1990). Middle East Studies. International Perspectives on the State of theArt. New York.
Johansen, Baber (1990). Politics and Scholarship: The Development of Islamic Studies inthe Federal Republic of Germany. In Tareq Y. Ismael (Hrsg.). Middle East Studies.International Perspectives on the State of the Art. New York. 71-130.
Kappert, Petra (1993). Europa und der Orient. In: J. Hippler und A. Lueg (Hrsg.). Feindbild Islam. Hamburg, 44-76.
Klemm, Verena (1993). Das Schwert des "Experten". Peter Schooll-Latours verzerrtes Araber- und Islambild. Heidelberg.
Kreiser, Klaus (1998, Hrsg.). The Early Twentieth Century and its Impact on Oriental and Turkish Studies. Die Welt des Islams, Sondernummer, Bd. 38, 3, 1998.
Laroui, Abdallah (1963). Pour une méthodologie des Études islamiques. L'Islam au miroir de G. von Grunebaum. In: Diogenes, 83, 1963, 16-42.
Loimeier, Roman and Reichmuth, Stefan (1996). Zur Dynamik religiös-politischer Netzwerke in muslimischen Gesellschaften. In: Die Welt des Islams, Bd. 36, 2, 145-85.
Loimeier, Roman (Hrsg., 2000). Die islamische Welt als Netzwerk. Möglichkeiten und Grenzen des Netzwerkansatzes im islamischen Kontext. Würzburg.
Malik, Jamal (1999). Koloniale Dialoge und die Kritik am Orientalismus. In: Dietmar Rothermund (Hrsg.). Aneignung und Selbstbehauptung: Antworten auf die europäische Expansion. München, 161-82.
McEwan, Dorothea (1982). Habsburg als Schutzmacht der Katholiken in Ägypten. Kairo.
Nagel, Tilman (1998). Die Ebenbürtigkeit des Fremden - über die Aufgaben arabistischer Lehre und Forschung in der Gegenwart. In: ZDMG, 148, 2, 1998, 367-78.
Nanji, Azim (Hrsg., 1997). Mapping Islamic Studies. Genealogy, Continuity and Change. The Hague.
O'Fahey, Sean Rex (Hrsg., 1994). The Writings of Eastern Sudanic Africa. Arabic Literature of Africa, Bd. 1, Leiden.
Paret, Rudi (1966). Arabistik und Islamkunde an deutschen Universitäten. Deutsche Orientalisten seit Theodor Nöldeke. Wiesbaden.
Preissler, Holger (1995). Die Anfänge der Deutschen Morgenländischen Gesellschaft. Sonderdruck der DMG. Göttingen.
Quellien, Alain (1910). La politique musulmane dans l'Afrique Occidentale Francaise. Paris.
Reichmuth, Stefan (1996). Bild und Gegenbild. Der Islam als Faszination und Herausforderung in Vergangenheit und Gegenwart. In Rainer Kampling (Hrsg.).
Wahrnehmung des Fremden: Christentum und andere Religionen. Berlin, 125-54.
Ritter, Hellmut (1937). Carl Heinrich Becker als Orientalist. In Der Islam, 24, 1937, 175-85.
Roche-Mahdi, Sarah (1997). The Cultural and Intellectual Background of German Orientalism.
In Azim Nanji (Hrsg.). Mapping Islamic Studies. Genealogy, Continuity and Change. The Hague. 108-127.
Rodinson, Maxime (1985). Die Faszination des Islam. München.
Rotter, Gernot (1992). Allahs Plagiator. Die publizistischen Raubzüge des "Nahostexperten" Gerhard Konzelmann. Heidelberg.
Rudolph, Eckehard (1999a). Bestandsaufnahme. Kultur- und Sozialwissenschaftliche Forschung über die muslimische Welt in der Bundesrepublik Deutschland. Hamburg.
Rudolph, Eckehard (1999b). Westliche Orientalistik im Spiegel islamischer Kritik.
In W. Dostal, H. Niederle und K. Wernhart (Hrsg.). Wir und die anderen. Islam, Literatur und Migration. Wien, 99-106.
Said, Edward (1978/1995). Orientalism. London.
Schlag, Gerald (1988). Koloniale Pläne Österreich-Ungarns in Ostafrika im 19. Jahrhundert.
In Abenteuer Ostafrika. Der Anteil Österreich-Ungarns an der Erforschung Ostafrikas. Eisenstadt. 171-86.
Schluchter, Wolfgang (1987, Hrsg.). Max Webers Sicht des Islam. Frankfurt.
Schöller, Marco (2000). Methode und Wahrheit in der islamwissenschaft. Frankfurt.
Schulze, Reinhard (1988). Der lange Bart des Propheten. In Kursbuch, 93, 137-50.
Sheety, Ann (1974). Krimtataren und Meschier. Massenbewegung für Rückkehr. In pogrom, 26, 1974. Göttingen.
Steppat, Fritz (1976). Wissenschaftliche Nachrichten: Contemporary Middle East Studies in Germany. In ZDMG, 126, 1976, 8-13. Sykes, Christopher (1936). Wassmuss, the German Lawrence. London.
Vogelsberger, Hartwig S. (1992). Slatin Pascha. Zwischen Wüstensand und Königskronen. Graz. Waardenburg, Jacques (1970). L'Islam dans le miroir de l'Occident. Comment quelques orientalistes occidentaux se sont penchés sur l'Islam et se sont form‚s une image de cette religion: I. Goldziher, C. Snouk Hurgronje, C.H. Becker, D.B. Macdonald, Louis Massignon. Paris.
Waardenburg, Jacques (1997). The Study of Islam in German Scholarship. In Azim Nanji (Hrsg.). Mapping Islamic Studies. Genealogy, Continuity and Change. The Hague. 1-32.
Waardenburg, Jacques (1998). Islam et Occident face … face. Regards de l'Histoire des Religions. Genf.
Wehler, Hans-Ulrich (1985). Bismarck und der Imperialismus. Frankfurt.
Deutschsprachiger Orientalismus 85 Weiss, Holger (2000).
German Images of Islam in West Africa. In Sudanic Africa, Bd. 11, 53-94.
Woldan, Erich (1988). Österreichische Forscher in Ostafrika und ihre Publikationen.
In Abenteuer Ostafrika. Der Anteil Österreich-Ungarns an der Erforschung Ostafrikas. Eisenstadt. 125-8.
Zach, Michael (1985). Österreicher im Sudan von 1820 bis 1914. Wien.
Zach, Michael (1988). Die Katholische Mission für Zentralafrika. In Abenteuer Ostafrika.
Der Anteil Österreich-Ungarns an der Erforschung Ostafrikas. Eisenstadt. 187-202.