البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

حاكميّة الإمام المهدي في فكر المستشرقين

الباحث :  كريم جهاد الحسّاني
اسم المجلة :  دراسات اسشتراقية
العدد :  29
السنة :  شتاء 2022م / 1443هـ
تاريخ إضافة البحث :  January / 8 / 2022
عدد زيارات البحث :  1173
تحميل  ( 621.237 KB )
الملخّص[1]

يتناول هذا البحث، بالعرض والتحليل والمناقشة، قضيّة فلسفة الحكم في المنظومة الاستشراقيّة، ممهّدًا لها بإطلالة على مفهوم الحكم في اللغة والاصطلاح، والحاكميّة في الفكر الإسلامي، والإجابة على سؤال كيف درس المستشرقون شخصيّة الحاكم؟ ليبحث بعد ذلك بشكل مركّز فلسفة الانتظار في المنظور الاستشراقي، حيث عرض بشكل مقارن لقضيّة المُصلح والمنقذ عند المسيحيين، والموعود المنتظر عند اليهود، كمدخل لفهم نظرة المناهج الاستشراقيّة إلى الإمام المهدي، والغَيبة وفق الرؤية الاستشراقيّة، ليعرض في نهاية البحث نظرة دوائر المعارف الاستشراقيّة إلى الإمام المهدي(عليه السلام).

المحرِّر
---------------------------
المقدّمة
يوصَفُ الاستشراق في الواقع الثقافي والفكري، بأنّهُ عِلم له كيان ومنهاج ومدارس وأغراض، يَتبَعهُ الباحثون والمتخصّصون في معاهدهِم ومؤتمراتهِم؛ لذلك حاول لعِبَ دور مُهمّ وخطير في رسم الدراسة التاريخيّة لحضارة الأُمّة الإسلاميّة عبرَ قرونها المتعدّدة والمختلفة في آنٍ، فكانت مُخرجاتهُ من النتائج السلبيّة والإيجابيّة واضحة المعالم للباحث والمتخصّص في الشؤون الاستراتيجيّة والتاريخيّة للحضارة الإسلاميّة .

ودرس المستشرقون الإسلام كمنهج وشريعة، وخاضوا فيه من كلّ جوانبه العمليّة التي شمِلت جميع مرافق الحياة، فعرِفوا أنّه دينٌ يتمُّ تبليغهُ للمؤمنين بواسطة الشريعة الإسلاميّة، التي تقوم بدورها على أحكام القرآن والسُنّة الشريفة؛ لذلك فإنَّ دراسة قضيّة من القضايا المُهمّة والمُختلف عليها عند المسلمين من الدراسات والبحوث الحسّاسة والدقيقة، والتي يجب على الباحث أن يسلك الطرق العلميّة للوصول إلى الحقيقة فيها.

وقضيّتنا التي أكثر المسلمون في بحثها هي قضيّة تأسيس الحكومة الإلهيّة عند المسلمين في آخر الزمان، ألا وهي حكومة الإمام المهدي(عليه السلام)، وجاءت محاولتنا هنا من الدراسة المتواضعة لرسم صورة متكاملة عن حكومة الإمام المهدي(عليه السلام)، من خلال البحث في أروقة الفكر الاستشراقي وعلى مرور الزمن، وقد ألقت بظلالها على مواقف وكتابات علماء الغرب من المستشرقين، وقد حاولنا فيها تناول الآراء ودراستها وتحليلها، والتي عُنيَ بعضهم بدراستها دراسة دقيقة من كلّ الجوانب، والآخر قد مرَّ عليها مرور الكرام.

مدخل في مفهوم الحكم
أوّلًا: الحُكمُ في اللغة والاصطلاح
الحُكمُ لغةً: العِلمُ والفقه والقضاءُ بالعدل، وهو مصدر حَكَمَ يحكمُ، ومنه الحديث: الخلافة في قريش والحُكمُ في الأنصار؛ خصَّهمُ بالحُكم لأنَّ أكثر فقهاء الصحابة منهم. والحُكمُ: مصدر قولك حَكَمَ بينهم يحكمُ بينهم، يحكمُ أي قضى وحَكَمَ له وحَكَمَ عليه[2].
ومن صفات الله سبحانه وتعالى، الحَكمُ، والحكيمُ، والحاكمُ، وهو بمعنى الحاكم، وهو القاضي كما يقول ابن الأثير[3].
وقال الرازي: الحُكمُ القضاء، وجمعه أحكام، وقد حُكمَ عليه الأمر يَحكمُ حُكمًا وحكومةً وحكمَ بينهم كذلك[4].
وقد قال الأصمعي في ذلك: أصل الحكومة ردّ الرجل عن الظلم[5].
والحاكم: مُنفّذ الحُكم، والجمع حُكَّام، وهو الحَكمُ[6].
الحُكمُ اصطلاحًا: هو إثبات أمر لآخر أو نفيه عنه[7]. 
وهو كناية عن تحقيق العدل داخل المنظومة القضائيّة للدولة على الخصوص، ومن خلالها تتبيّن ملامح العلاقة بين الدولة والشعب.

ثانيًا: الحاكميّة في الفكر الإسلامي
تُعتبر الأديان والشرائع السماويّة على مدى العصور الضامن لحقوق الناس والدفاع عنها أمام سلطات الجور والجبروت، فأضحت خصمًا لدودًا لسلاطين الظلم والاستبداد، وكانا على مفترق طُرقٍ لا يلتقون عند نقطةٍ واحدة. وجاء الإسلام ليُمثّل مصداقًا صارخًا أمام جميع الاستباحات التي كان يقوم بها فراعنة العصر على الشعوب المُستضعفة.

لذلك فقد اعتنى الإسلام في الاهتمام بتعديل وإصلاح الهيئة الحاكمة، أي الذين يتسلّطونَ على حكم الناس، من أمثال: الرئيس الأعلى للبلاد الإسلاميّة، والذي يُعبَّر عنه في مصطلحات الفكر الإسلامي بـ (الإمام) أو (الفقيه العادل).
ولم ينل موضوع أهميةً كتلكَ التي أولاها الإسلام عن الحاكم ونزاهته لتحقيق العدالة في المجتمع، وقد حَفلَ التراث الإسلامي بكثير من الآيات القرآنيّة، منها قوله تعالى: (مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )[8]،وقوله:(لْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)[9].

وكان الاهتمام واضحًا في سياسة الإسلام في الحكومات العُليا من خلال توّجهات النبيّ الأكرم محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) التي كان يطلقها في مَعرض أحاديثه للصحابه، قائلًا: 
«لتنقضنَّ عري الإسلام عروة عروة كلّما نقضت عروة تشبّث الناس بالتي تليها، فأوّلهن نقض الحكم»[10].
فالحاكم أو الرئيس الأعلى في نظر الإسلام يجب أن يُلاحظ جميع حاجات المسلمين، فيسدّها ويُغيث الضعفاء والمضطهدين، ويستمع إلى الفقراء والمساكين، ومن أبرز مصاديقها تجربة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) في الحكم والحفاظ على حقوق الشعب طِرازًا إسلاميًّا فريدًا، ففي مُفتتح حكومته عليه الصلاة والسلام خطبَ خُطبةً ذكر فيها مسؤوليّة الرئيس الأعلى في الإسلام، قائلًا:

«إني سمعتُ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: أيّما والٍ وليَّ أمر أمتي من بعدي أقيم يوم القيامة على حدّ الصراط، ونشرت الملائكة صحيفته، فإن نجا فبعدله، وإن جار انتقض به الصراط انتقاضة تزيل ما بين مفاصله حتّى يكون بين كلّ عضو وعضو من أعضائه مسيرة مائة عام، يخرق به الصراط، فأول ما يلقى به النار أنفه وحرّ وجهه»[11].

وعُرفَ في سيرته صلوات الله وسلامه عليه أنّه لم يشبع من طعامٍ قطّ، وكان يقول: «ولعلَّ بالحجاز أو اليمامة مَن لا طمع له في القرص، ولا عهدَ له بالشبع»[12]. 
وهذا دليل على أنَّ الإمام علي(عليه السلام) كان حريصًا على تحقيق العدالة الاجتماعيّة، فالفقر والحرمان ممّا يفرزه سوء التوزيع الذي تمارسه الحكومات لا على الصعيد المادي فقط، بل على الصعيد الأيديولوجي والأخلاقي، وأحيانًا تُدمّر المجتمع تدميرًا كاملًا.

أمّا رسائله(عليه السلام) إلى ولاته في سياسة البلاد، فقد كانت خير وجهٍ ناصع لسياسة الإسلام في كيفيّة إدارة البلاد والعباد، منها كتابه إلى زياد بن أبيه، وهو خليفة عامله عبد الله بن عباس على البصرة، وكان ابن عباس عامل الإمام أمير المؤمنين يومئذ عليها كور الأهواز[13]، قائلًا:

«وإني أُقسم بالله قسمًا صادقًا، لئن بلغني أنّك خنت من فيء المسلمين شيئًا صغيرًا أو كبيرًا، لأشدّن عليك شدّة تدعك قليل الوفر، ثقيل الظهر، ضئيل الأمر»[14].
وهذه الراية الحاكميّة التي حملها سيّد الأوصياء الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) هي نفسها التي ورثها الأئمة من بعده، إمامٌ بعد إمام، ليستلّمها الحاكم المنتظر الإمام المهدي (عليه السلام) ليُحقّق بذلك دولة العدل الإلهي في الأرض التي مُلئت ظلمًا وجورًا.   

المبحث الأوّل: الاستشراق ودراسة شخصيّة الحاكم
اتّفق المستشرقون على أنّ الحُكمُ: هو مصدر الفعل، حَكَمَ، ويدلُّ على عدّةِ معانٍ، منها: مباشرة السلطان الإداري أو المَلِك، والحُكم في هذا المعنى هو مماثل لكلمة حكومة[15]، وهو موضوع الدراسة والبحث.   

لذلكَ اتّخذَ المستشرقون مناهج متعدّدة في دراستهم لاختيارهم شخصيّة القائد أو الحاكم في الأُمة الإسلاميّة؛ إذ تناولوا الشخصيّة من خلال الدور المشهود الذي لعبه ويلعبهُ في الدفاع عن الإسلام ونشره على بقاعٍ شتّى، منهجًا لا يكاد يختلف عنه في دراستهم لسيرة الرسول الأعظم محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) من حيث اهتمامهم من جوانب عدّة، تتمحوّر في تلك الشخصيّة لتجعله مؤهّلًا لقيادة حُكم المسلمين، ابتداءً من طفولته وإسلامه وزواجه وأخلاقه وشجاعته.

ومن النماذج التي تناولها المستشرقون في دراسة اختيار شخصية الحاكم هو أنموذج (هيرشيHersey)[16] و (بلانكارد Blanchard)[17]، إذ يذهبان إلى أنّ الظروف هي مَن تُحدّد نوعيّة الحاكم لقيادة الأُمّة، فهما من هذه الجهة يدخلان في إطار نظريّة (الظروف أو السياقات أو الطوارئ) بمعيّة أن أنموذجهما يتميّز في اهتمامه بطبيعة التابعين أو المرؤوسين الأشخاص الذين ينضوون تحت قيادة قائد أو حاكمٍ ما، فإنّ طبيعة التابعين تعتبر العلامة الفارقة للظروف المحيطة بالحاكم ومجموعته، وأنّه ينطلق من الحياة العمليّة الصرفة. وبحسب أنموذج (هيرشي) و (بلانكارد) يتحدّد النمط القيادي في مثل هذه الحالة على عاملين أساسيين، هما:

المهارة: ويقصد بها مقدار توفّر الأفراد، والاستعداد لتأدية المهام المناطة بهم مِن قِبل القائد أو الحاكم.
الاستعداد: ويقصد به مقدار توفّر الأفراد على الدوافع التي تدفعهم على تقديم الجهود الجيّدة[18].
لذلك يمكن ملاحظة هذه المُعطيات العمليّة والعلميّة في التاريخ الإسلامي على ضوء حاكميّة النبيّ الأكرم محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) والإمام علي(عليه السلام)، إذ ما يصطلحُ عليه الباحثان بـ (حالة الرشد الأدائي) وما يتفرّع عنهما من مستويات هي أمور واقعيّة، لا يمكن نكرانها في تلك الشخصيّتين العظيمتين، وهذه المستويات المطلوبة هي مدار الدراسة في مجالات العمل المنظّماتي، والتي هي:
المستوى التوجيهي: الملاحظ أنّ الإمام علي(عليه السلام) كان يولي هذا المستوى عناية فائقة، وبخاصّة مع التابعين -سواء كان جنودًا أو مواطنين- إذ إنّ أغلب الخطب والرسائل والكلمات التي تضمّنها كتاب نهج البلاغة تصبُّ في هذا الاتجاه.
المستوى التدريبي: إذ عمل الإمام(عليه السلام) مع الشريحة التي لديها الاستعداد، ولكن تفتقر للمهارة، وهذا يتطلّب التنسيق بين المنحى العلاقاتي والمنحى الإنتاجي، والمتتبّع لكلام أمير المؤمنين يجد ثمّة مادّة كبيرة في هذا المجال، منها ما قاله مخاطبًا أتباعه في أيام صفين: «معاشر المسلمين: استشعروا الخشية، وتجلببوا السكينة، وعضّوا على النواجذ، فإنّه أنبى للسيوف عن إلهام، وأكملوا اللأمة، وقلقلوا السيوف في أعنادها قبل سلّها»[19].
المستوى الإسنادي: يُعنى هذا المستوى بالأفراد الذين لديهم مهارات، ولكنهم يفتقرون إلى الدوافع الكليّة (الاستعداد) ممّا يجعلهم من حالة عدم التأكّد من قدراتهم، وعليه يتعيّن على الحاكم أو القائد أن يمنحهم الثقة.

المستوى التفويضي: والمقصود هنا أنّ العمال الذين يتميّزون بقدرٍ عال من المهارة في أداء أعمالهم والذين يتوفّرون على قدر كبير من الدوافع، والفهم الواقعي لقدراتهم الذاتيّة، مثل هؤلاء العمال لا يحتاجون في الواقع إلى قائد يتولّى الإشراف عليهم، فهم على مستوى من المهارة والدافعيّة ما يجعلهم في غنًى عن إشراف القيادة، وما أروع ما قاله الإمام علي في حقّ عمر بن الحمق الخزاعي، حينما قال هذا الصحابي الجليل للإمام في واقعة صفين: «والله يا أمير المؤمنين، ما أجبتك ولا بايعتك على قرابة بيني وبينك، ولا إرادة مال تؤتينّيه، ولا التماس سلطان يُرفع ذكري به، ولكن أجبتك لخصالٍ خمس: أنّك ابن عمّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأوّل مَن آمن به، وزوج سيّدة نساء الأمة فاطمة بنت محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأبو الذريّة التي بقيت فينا من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأعظم رجل من المهاجرين سهمًا في الجهاد، فلو أنّي كُلّفت نقل الجبال الرواسي، ونزح البحور الطوامي حتّى يأتي على يومي من أمر أقوّي به وليّك، وأوهن به عدوّك، ما رأيت أنّي قد أدّيت فيه كلّ الذي يحقّ على من حقّك». فقال أمير المؤمنين[20]: «اللهم نوّر قلبه من التقى، واهده إلى صراطٍ مستقيم، ليتَ أنّ في جندي مائة مثلك»[21]. 

وعلى ضوء هذه المستويات وغيرها تناولت الدراسات الاستشراقيّة الجوانب الخاصّة لشخصيّة القائد الذي يحكم المسلمين، وانطلق بعض علماء الغرب من زاوية (الإمامة) للدخول إلى منصّة الحكم، وأنّ البناء الإلهي الذي وضعه لمحتوى الإمامة، كان له دور مهمّ في توطيده والتركيز عليه عن طريق كتابه المقدّس القرآن الكريم، وهذا بالفعل ما أرادهُ المستشرق (ميرسيا إلياد)[22] من دمج فكرة الإمامة بفكرة الإيمان، وبرزت رؤيته الأولى بإيمان أوّل شخصيّة آمنت بالرسالة الإسلاميّة، وهو الإمام علي(عليه السلام)[23].  

المبحث الثاني: نظرة المستشرقين في استخلاف الأئمّة والحاكميّة المهدّية
أوّلًا: علي والأئمّة والاستخلاف في الحُكم
لقد تبنّت بعض الدراسات الاستشراقيّة استخلاف الإمام علي في حكم المسلمين ومن بعده ولدهِ الحسن ثمّ الحسين(عليه السلام) وذريّته إلى الإمام المهدي؛ فيرى المستشرق (ليونارد بايندر)[24] بأنَّ الخلافة الأمويّة جاءت بعد استشهاد الإمام علي(عليه السلام) واستخدمت الحزم والقمع مع كلّ مَن يُطالب بخلافة العلويين في إشارةٍ إلى خلافة الإمام الحسن(عليه السلام)، وأنّ الخلافة الأمويّة لم تكن شرعيّة؛ بل الشرعيّة الحقيقيّة لجمهرة الإسلام تكون في الأئمة الاثني عشر الذين ينحدرون من سلالة الإمام علي(عليه السلام) ومن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) عبر السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)[25].

ويشير المستشرق السويدي (سودربلوم) إلى نظريّة الأئمّة، وأنّها تستند إلى عددٍ من الركائز، وأنّ التعاقب السماوي لهؤلاء الأئمّة نابع ليس من كونهم ينحدرون من عائلة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ومواهبهم فوق البشريّة فحسب، بل لامتلاكهم جوهر نور سماوي، وهي قوّة إلهيّة من عند من الله سبحانه وتعالى، وأنّها روح الله التي انحدرت من آدم إلى سلسلة من الرجال الإلهيين، ووصلت إلى سلف النبيّ محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي عبر فاطمة، لتنتهي هذه السلسلة بالإمام الغائب الذي سيظهر في آخر الزمان[26].

ثانيًا: الدراسات الاستشراقيّة في الحاكميّة المهدّية
أسهمت بعض دراسات المستشرقين التي تناولت عقائد الشيعة، وبالتحديد العقيدة الخاصّة بالإمام المهدي، الولوج في معرفة الشخصيّة الحاكمة التي سوف تقود العالم في آخر الزمان، وتمحورت هذه الدراسات نحو المستقبل الذي يتطلّع إليه الملايين من المستضعفين في العالم، نحو تحقيق العدالة والسعادة وإحقاق الحقّ، وقادهم هذا السبيل مبدأ المهدويّة عند الأديان، والمعتقدات الواردة في عقائدهم، من أجل ذلك عقدوا العزم على تعميق البحث في هذه القضية؛ إذ كتب المستشرق (هاينسهالم)[27] في كتابه: عن (دولة المهدي)[28] وطبعه في ميونيخ عام 1991م وترجم إلى العربيّة بعنوان: (إمبراطوريّة المهدي).

وعَرَضَ المستشرق (جان أولافبليشفيلدت) عرضًا مُرتّبًا لشخصيّة الإمام المهدي في كتابه: (المهديّة المبكّرة: السياسية والدين في الفترة التكوينيّة للإسلام)[29]، كما تعقبَّ المستشرق الفرنسي (دار مستتر) المهدي والمهدويّة في آنٍ في كتابه: (المهديّة من بداية أصوله الإسلاميّة إلى يومنا هذا)[30]. ونشر المستشرق (هنري كوربان)[31] في باريس عام 2003م كتابًا عن الإمام الغائب[32].

كما خصّص المستشرق دونالدسن[33] في كتابه: (عقيدة الشيعة) فصلًا كاملًا بعنوان: (الإمام الغائب (Imam Hiddeiv) أو الإمام المختفي أو المحتجب، الذي يتوقعّ عودته.
ووقفَت المستشرقة المشهورة (آن لامبتون)[34] في كتابها: (توقّعات الذكرى الألفيّة: التشيّع في التاريخ)[35] على أفكارٍ مهمّة، أوّلها أنّ التشيّع في أصوله قد شدّد على المبدأ الباطني (MyticaI) أو الرمزي المتمثّل في مبدأ وفلسفة النور. فالنور الإلهي (نور محمّد) ظلّ يتنقل إلى الإمام المهدي، وأنّ الإمام هو الوصيّ وهو المعصوم، وأنّه الضرورة التي لابدّ منها في كلّ زمان[36].

المبحث الثالث: فلسفة الانتظار في المنظور الاستشراقي
أوّلًا: ظاهرة الانتظار
تناولت الدراسات الاستشراقيّة، التي تمحورت جوانبها حول عقيدة الإمام المهدي، ظاهرة (الانتظار) وفلسفة لجوء الناس إلى هذه الظاهرة، والذي هو عندهم بمثابة الحلم الجميل الذي سوف يستيقظون منه لتتكحّل عيونهم برؤية مَن انتظروه طويلًا، ليعلن لهم إقامة دولة الحقّ.

وقد اتّفقت آراء أغلب المستشرقين الذين بحثوا في هذه المسألة على أنَّ هذه الظاهرة لم تكن وليدة الشيعة فحسب؛ بل كانت عند كلّ الديانات والمجتمعات الأخرى، وأنّ فكرة انتظار المُصلح أو المُنقذ الذي تسعد به الإنسانيّة قديمة جدًّا، قد بشّرت بها الأديان السماويّة على امتداد التاريخ، وإلى هذا يشير (فان فلوتن)[37] بالإجمال بقوله:»إنَّ الاعتقاد بالمهدي لم يكن مقصورًا على الشيعة أو غير الشيعة من فرق المسلمين، إذ إنّه اعتقادٌ شائع في كثير من الديانات الشرقيّة، لهذا بشّر بنو إسرائيل بظهور محرّر أو مخلّص يبعثهُ الله للتكفير عن خطايا البشر، وإنقاذ بني إسرائيل وتخليص العالم، وهو بالمعنى المقصود بلفظ المسيح، إذ يطلق على كلّ شخص مُصلح يتطلّع إليه الناس وينتظرون ظهوره»[38].

ثم أكّدَ على أنّ هذه الظاهرة موجودة حتّى عند الديانات غير السماويّة، بقوله:»وفي الديانات غير السماويّة عقائد لا تختلف عن عقيدة المهدي عند المسلمين كثيرًا، إذ يعتقد المغول أنّ تيمورلنك أو جنكيز خان قد وعدَ قبل موته بعودته إلى الدنيا لتخليص قومه من نير الحكم الصيني... وفي أساطير الفارسيّة ينظر المجوس إلى آشيدربابي أحد أعقاب زرادشت كمصلح، وفي الديانة المصريّة القديمة وكتب الصينيين وعقائد الهند، بل إنّ عقيدة انتظار مُخلّص أو محرّر قد تجاوزت ديانات الشرق إلى أهالي شبه جزيرة اسكاندناو، وبين الوطنيين المكسيك»[39].

ويقول (فلوتن): «وأمّا نحن معاشر الغربيين فقد استرعت عقيدة المهدي - والمهدي المنتظر بوجهٍ خاصّ أنظار المستشرقين منّا، لما كان لها من الأثر في سياسة الشرق حتّى اليوم، ولا تزال بحوث مسيو دار مستيتر وسنوك هرجرنيه عن نظريّة المهدي ذات أهميّة تاريخيّة كبيرة»[40].

ويرى (هنري ماسيه)[41]، أنّ فكرة المهدي، محيي العدالة التي ستسبق نهاية الزمان، ظهرت بصورة غير واضحة ومتأخرة نسبيًّا عند النبيّين، ويبدو أنّ هذه الفكرة طُبّقت أوّلًا على شخص المسيح ثمّ على شخص محمّد الذي قال: «لا نبيّ بعدي، والمهدي الذي يجب أن يحمل اسم النبيّ نفسه يجب أن يكون تجسيدًا لمحمّد»[42].

أمّا فلسفة الانتظار عند الشيعة الإماميّة، والتي تبرز ملامحها من خلال أحاديث الأئمّة(ع)، فيقول المستشرق (كولن تيرنر)[43] بأنّها أيضًا كما في الديانات الأخرى مُتعلّقة بجور الحكومات المتعاقبة، بقوله: «من أبرز ملامح أحاديث الانتظار هو الدعوة إلى التسليم لمشيئة الله؛ ليس فقط في سياق الغيبة المتمادية للإمام، بل أيضًا فيما يتعلّق بمواجهة الأحداث الاجتماعيّة والسياسيّة، وبالذات جور السلطات الحاكمة»[44].

ثانيًا: المُصلح والمُنقذ عند المسيحيّين
تشترك الديانة المسيحيّة مع غالبيّة الأديان الأخرى في الإيمان بوجود مُخلّص مؤمّل يظهر في آخر الزمان ليقيم العدل والمساواة؛ لذا فإنّ جوهر النصرانيّة هو العقيدة الخلاصيّة، والتي تقول بأنّ المسيح قد نال من الله قوّة إلهيّة بحكم كونه مخلّصًا.

وقد واكب الانتظار المسيحاني المسيحيّة منذ نشأتها، بل سبقها، وهي تُدين بالظهور لدرجة أنّ لقب المسيح صار اسم علم لمؤسّسها، فقد تحدّثت هي الأخرى عن انتظار عودة المسيح يسوع، ولايزال انتظاره كمُعلّم بارزًا في عقائدها. في حين أنّ (المسيح) الذي وعدت به الأناجيل ليس هو المسيح الذي يتلاقى مع آمال أتباعه، ويحقّق بعض أحلامهم، ولهذا فإنّ هؤلاء الأتباع كانوا يستدعون المسيح المنتظر المُخلّص ويهتفون به كلّما اشتدّ بهم الأذى، بعد أن عاشت تلك الجمهرة من المسيحيين ضروبًا شاقّة وعسيرة من الجور والاضطهاد، خاصةً في عهد تراجان سنة 106م، وفي عهد ديسبوس سنة 249- 351م .

لذلك فقد كانوا يبيتون على أمل لقاء ذلك المُخلّص في مطلع الغد، فإذا لم يحقّق لهم الغد هذا الأمل المنتظر ضربوا له موعدًا آخر ... وهكذا[45]. ولهذا فقد أشار المستشرق (ول ديورانت)[46] صاحب قصّة الحضارة إلى ذلك بقوله: «كان ثمّة عقيدة مشتركة وحّدت بين الجماعات المسيحيّة المنتشرة في العالم هي: أنّ المسيح ابن الله وأنّه سيعود ليُقيم مملكته على الأرض، وأنّ كل مَن يؤمن به سينال النعيم المقيم في الدار الآخرة»[47].  

وقد تحدّثَ المسيح عن حتميّة ذلك الانتظار وظهور المخلّص؛ لأنّه المشروع الإلهي ليطبّق حُكمه في الأرض، وينهي سلطة أعداء الله ويقيم مملكة الله، إذ صرّح المسيح في معرض حديثه عن ملكوت الله:»ولا تظنّوا أنّي جئتُ لأُبطل الشريعة أو الأنبياء، ماجئت لأبطل بل لأكمل، الحقّ أقول لكم: لن يزول حرف أو نقطة من الشريعة حتّى يتمّ كلّ شيء أو تزول السماء والأرض»[48].
وفي عالميّة هذا الحكم الإلهي، قال المسيح لتلاميذه بعد أن ذكر الفتن والبلاءات التي سيتعرّضون لها قبل قيام ملكوت الله مشيرًا إلى عالميّة البشارة بالملكوت: «ويجب أن تعلن البشارة قبل ذلك إلى جميع الأمم»[49].

ولهذا فإنّ الفكر الإنقاذي الخلاصي من المعتقدات الراجحة في مجتمعات الطائفة المسيحيّة، والتي أشار إليها المستشرق (فلوتن) بقوله: «إنّ الاعتقاد بظهور مخلّص أو المسيح أو غيره أو انتظار رجعته وليد العقل الجمعي أو في مجتمعات تفكّر تفكيرًا ثيوقراطيًّا في شؤونها السياسيّة، وبين شعوب قاست الظلم ورزحت تحت نيران الطغيان، سواء من حُكّامهم أم من غزاة أجانب، فإزاء استبداد الحاكم وفي ظلّ التكفير الديني تتعلّق الآمال بقيام مخلّص أو محرّر يملأ الأرض عدلًا كما ملئت جورًا»[50].

وقد أخذت هذه الفكرة المسيحيّة كما يقول المستشرق (مونتغمري وات)[51] بما يعني «مُنج مُلهم أو موصى إليه» حضورًا في الوسط الفكري الإسلامي، وخلال الحقبة الأمويّة من خلال الناشطيّة السياسيّة بالقول بغيبة الإمام[52].
وربط المستشرق (روبير بندكتي)[53] فكرة الخلاص بالمنظومتين -المسيحيّة والشيعيّة- باعتبارها الحدث التأسيسي الذي يحقّق النجاة لجماعة المؤمنين، قائلًا:»ونستشفُ وراء موضوعيّة الخلاص فكرة الألم التي تشكّل الحدث التأسيسي للاهوتيّة في كلا المذهبين»[54].

واعتبر (جولد تسيهر)[55] عقيدة انتظار المخلّص عند الشيعة، وهو الإمام المهدي، مُتّفقةً مع انتظار رجعة عيسى، قائلًا: «ومن الثابت أنّ الخطوات الأولى تتّفق مع انتظار رجعة عيسى الذي سيعمل مثل المهدي على إقامة معالم العدل»[56].

ثالثًا: الموعود المنتظر عند اليهود
وجدت الديانة اليهوديّة في شبه الجزيرة العربيّة على شكل جاليات ومجموعات قبليّة، أهمّها تلك التي استقرّت في الحجاز وتحديدًا في يثرب، بالإضافة إلى الانتشار الديني لليهوديّة في بلاد اليمن ومناطق متفرّقة على شكل بعثات تجاريّة.
وقد اضطر أتباع هذه الديانة إلى النزوح الجماعي، نتيجةً للاضطهاد الديني، من أرض فلسطين، وذلك بالفرار إلى أرض لا ينالهم فيها أذىً ونقمة اليهود المُتسلّطين، ولا تنالهم يد البيزنطيين[57].
أمّا معتقدهم حول موعدهم المنتظر، فالشريعة الإلهيّة عندهم لا تكون إلّا واحدة، وهي ابتدأت بالنبيّ موسى، وكملت به فلم تكن قبله شريعة. فالمنقذ المنتظر في الديانة اليهودية كان قبل المسيح، وبعده الموعود المؤمّل عندهم، ويعتبر أهمّ بند من بنود عقائدهم ظهور ذلك المُصلح العظيم الذي يخرج في آخر الزمان، فيُقيم ما فسد من أخلاق الناس، ويصلح ما غيّرته القوانين والأنظمة الوضعيّة من طباع المجتمع.

وإذا ما تأمّلنا في مجموع التراث اليهودي المقدّس وجدنا تصوّرًا لملامح موعودين ثلاثة: السيّد المسيح، والنبيّ محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)، والإمام المهدي(عليه السلام)، ومع وضوح هذه الرؤية وتلك الملامح للموعودين الثلاثة في الفكر اليهودي، فإنّ اليهود ينكرون بقوّة المسيح والنبيّ محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)، لذلك نجد عندهم نوعًا من الانتظار «الخاصّ» والقلق إزاء قضيّة الموعود ومفهوم الانتظار[58].
لذلك فقد أرجعَ المستشرق (جولد تسيهر) فكرة الموعود المنتظر عند الشيعة والمتعلّقة بشخصيّة الإمام المهدي(عليه السلام) إلى أصول يهوديّة، إذ يرى أنّ المهدويّة عند اليهود الذين يعتقدون أنّ النبي إيليا قد رُفع إلى السماء، وأنّه لابدّ أن يعود إلى الأرض في آخر الزمان لإقامة دعائم الحق والعدل. ويعتبر (تسيهر) المهدويّة الإماميّة بمثابة طبعة جديدة مُنقّحة ومزيدة لنظريّة التبارك الإيليائي[59].
وإنّنا لا نجد أنّ (جولد تسيهر) يُجانب الصواب في رأيه هذا؛ إذ إنّ عودة الإمام المهدي(عليه السلام) المنتظر قديمة عند الشيعة الإماميّة على الخصوص، تعود إلى زمن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمّة، فلم تُبتدع هذه الفكرة كما في فرق الشيعة الغالية، لذلك كان على (تسيهر) التشخيص عند بعض فرق الشيعة لا أن يطلق الكلام جُزافًا على العموم. 

المبحث الثالث: الإمام المهدي (عليه السلام) في المناهج الاستشراقيّة
أوّلًا: الخلفيّات والأغراض
تناولَ فريقٌ من المستشرقين دراسة سيرة الإمام المهدي، واتخذوا عدّة زوايا وجوانب، كانَ بعضها متكاملًا، والآخر الأغلب ناقصًا مبتورًا؛ نتيجةً لطبيعة البواعث والأغراض التي دفعتهم لهذه الدراسة، وحاولَ بعضهم تشويه الحقائق، بعيدًا عن الموضوعيّة، ولمعرفة الأسباب التي دعتهم إلى طمس الحقائق الناصعة عن هذه الشخصيّة العظيمة، نُشيرُ هنا إلى بعضٍ منها:

أوّلًا: الخلفيّات الفكريّة والتفاوت العقائدي لأصحاب تلك الدراسات المتحاملة والقاسية، أدّى بها إلى الوقوع في شطحاتٍ كبيرة، وإلى ذلك أشارَ الدكتور حسن الحكيم[60]، بقوله:
«كان للتفاوت العقائدي بين الإسلام وثقافات المستشرقين ما جعل الكثيرين من هؤلاء يقعون في شطط عقلي وعلمي، وهذا ناتجٌ عن قصورهم الذهني من جانب، وعن تعصّبهم الديني من جانبٍ آخر»[61]. 
ثانيًا: النزعات العرقيّة التي كانت تُدفعُ من قِبَل اللجان التبشيريّة المسيحيّة لهذه الأقلام المأجورة لتشويه صورة آل محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) والكيد لهم، وفي هذا الصدد يقول المستشرق الفرنسي (كارّا ديفو)[62]: «ظلّ محمّد زمنًا طويلًا معروفًا في الغرب معرفة سيئة، فلا تكاد توجد خرافة ولا فظاظة إلّا نسبوها إليه»[63].   
ثالثًا: الجهل بالحقائق التاريخيّة باعتمادهم على بعض المصادر الإسلاميّة التي تُجانب الحقيقة.
رابعًا: اعتماد بعض المستشرقين في الحصول على المعلومات المتعلّقة بالإسلام على بعض القصص والأساطير الخياليّة التي صوّرتها الكتب الأوروبيّة.

وقد عُرفت بعض المناهج عند المستشرقين بالمعتدلة؛ إذ لجأ هؤلاء إلى روح الاعتدال والموضوعيّة في دراستهم لشخصيّة الحاكم الذي سيحكم العالم في آخر الزمان الإمام المهدي، والأدوار المُميّزة التي مرَّ ويمرّ بها منذ الولادة والغيبة إلى الظهور، وإقامة حكم الله في الأرض، وإرساء القوانين في الدولة المهديّة، لذلك يُحدّد لنا في البدء (دونالدسن)، هويّة هذه الشخصيّة، قائلًا: «هو الإمام الثاني عشر، وهو صاحب الزمان، ولد في سامراء سنة (255هـ) أو (256هـ)، أي قبل وفاة أبيه الإمام الحسن العسكري بأربع أو خمس سنين»[64].
ويقول (جون هولستير) في معرض حديثه عن الإمام إنّه ولد في سامراء سنة (255هـ) وخلّفَ والده في الإمامة سنة (260هـ)، وبذلك يكون قد بلغ الخامسة من عمره حينما توفّي والده، وكانت أمه (نرجس خاتون) من أهل الغرب.

ويرى أيضًا أنّ هناك رأيًا مناقضًا ينقله الطرف الآخر، وهو أنّ الإمام الحسن العسكري لم يكن له ولد، إذ إنّه ولد في السنة التي توفّي فيها أبوه، أو إنّه ولد بعد أن توفّي والده .... ثم يقول: «ولا تعتمد عقيدة الاثني عشريّة على عدم تصديق السنّة أو غير المسلمين لهذا الرأي»[65].

ثانيًا: الغَيبة ... رؤية استشراقيّة
لا شكّ أنّ أقوى الاعتراضات الموّجهة إلى عقيدة المهدي لدى الشيعة، هو اعتقادهم بحياته طوال هذه المُدة، وهذه الاعتراضات مقدّمة مِن قِبَل الفريقين: أبناء السنّة والجماعة، والمستشرقين، ولعلَّ الفريق الثاني قد تأثّر بعض الشيء بالفريق الأول، إلاَّ أنّ المستشرقة (لندا اس والبرج) عدَّت غَيبة الإمام نهاية حكم وخلافة الأئمّة من أهل البيت، قائلةً: «وتُعد غَيبة الإمام المهدي إيذانًا بنهاية خلافة الأئمّة»[66].

وأطلقَ بعض المستشرقين على الإمام المهدي في منظور الغَيبة بـ (الإمام المستور) كما جاء على لسان (هنري كوربان)، بقوله: «محمّد القائم المهدي: الشخصيّة الغامضة، الإمام المستور، الثاني عشر، وقد اختفى في اليوم نفسه الذي مات فيه أبوه»[67].
وفي ميدان استمراريّة سلطة الإمام في غَيبته عند عقائد الشيعة، يقول (دونالدسن):»إنّ غَيبة المهدي في اعتقادهم -الشيعة- لا تعني انقطاع سلطته عن الناس والحياة، حتّى لا يظنّ به الموت، والله قد حَجبهُ عن عيون الناس، وهو حيٌ لا تمتنع رؤيته عن الخاصّة بين وقتٍ وآخر»[68].

ويرى (هولستير) ظهور هذه الشخصيّة بين الحين والآخر للمخلصين من أتباعه أثناء الغيبة الصغرى، ثمّ امتدادها إلى الغيبة الكبرى، قائلًا:»وقد كان الإمام المهدي طوال أيام الغيبة الصغرى يظهر من حينٍ وآخر للمخلصين المقرّبين من أتباعه، لكنّه كان يتّصل بالجميع عن طريق الوكيل»[69].

أمّا المستشرق (مارتن كريمر)[70] فقد طرح نظريّته فيما يتعلّق بأسباب ونتائج الغَيبة في أدبيّات التشيّع، قائلًا: «في أغلب الأوقات وأغلب الأماكن لم يخطّط الشيعة لأيّ مؤامرة ولم يغتالوا أيّ عدوّ، بل فضّلوا لأنفسهم وجودًا هادئًا، مثلهم مثل بقيّة الأقليّات التي تعيش بتسامح داخل المجتمع السنّي. هذا كان بالتأكيد حالة أحد أشكال التشيّع، الذي تطوّر ليعرف لاحقًا بالإمامي أو بالتشيّع الاثني عشري. أصبح هذا الفرع من التشيّع، الذي فضّل خطًّا من الأئمّة الذين وصل عددهم إلى اثني عشر، في النهاية هو المدرسة السائدة في الإسلام الشيعي. إن استراتيجيّات التكيّف التي طوّرها هذا الفرع من التشيّع كانت بعيدة المدى، حتّى أنّها تضمّنت الإخفاء المتعمّد لمعتقداته الحقيقيّة، وتأجّل السعي إلى العدالة عندهم إلى آخر الزمان عندما يعود الإمام الثاني عشر، الذي اختفى في احتجاب سنة 873، على طريقة المسيح المخلّص باسم المهدي، فينفّذ العدالة النهائيّة. ولذلك قام هؤلاء الشيعة بتأجيل واجب الجهاد «في سبيل الله»[71] إلى حين ظهور الإمام المخفي كمخلّص سيرفع رايات الله»[72].

ومن الواضح أنّ قضيّة تأجيل واجب الجهاد إلى حين ظهور الإمام التي طرحها هذا المستشرق وغيره ترتبط بقضيّة الانتظار السلبي المرفوض من مشهور الشيعة الإماميّة، والقائمة على الركون والسكوت عن الظلم والباطل والجور في عصر الغيبة، وهو ما يتنافى مع الروايات التي تشرح الانتظار، وتمنع من الركون إلى الظلم والظالمين، ما يعني الحراك والثورة بحسب الظروف المحيطة...

ويرى (يان ريشار)[73] أنَّ اختفاء الإمام كان الحلّ المناسب لظروف الشكّ التي أحاطت بهذا الوريث من قِبَل الجماعات آنذاك، بقوله: «إنَّ الاختفاء كان حلًّا مناسبًا. فعندما يأتي ظرف يكون فيه الوريث الشرعي موضع شكّ في الجماعة، أو عندما يختفي الإمام، بصورة سابقة للأوان، فإنّ الجماعة تقرّر بكلّ بداهة، أنّ الإمام مايزال حيًّا، وبتعبيرٍ آخر، فإنّها تنفي اختفاءه»[74].
ثم يُشير إلى المغزى من هذا الاختفاء على الجماعات الشيعيّة، بقوله:»ولقد رأينا كيف فُرضت عقيدة احتجاب الإمام على الجماعات الشيعيّة، بحكم الضرورة السياسيّة، الضرورة الميتافيزيقيّة، إذ كانت أسرة علي وأحفادها تلاقي الفناء، ويُقصى عليها بحكم القمع، فإنّه كان ينبغي أن تبقى هذه العقيدة، لما لها من قوّة روحيّة - بل هي المبرّر الأساسي لوجود الشيعة التي تريد أو تصرّ على أنه لا يمكن ولا لحظة واحدة، أن يدع الله الناس على الأرض من غير حجّة قاطعة تقود الناس إليه، وهذا هو معنى الإمامة، التي هي العقيدة الأساسيّة للشيعة»[75].
ودافع المستشرق (جرهارد كونسلمان)[76] عن حقيقة الغيبة عند الشيعة، بقوله:»فالغَيبةُ لا تعني في عقيدة الشيعة بأيّ حالٍ من الأحوال أنّ الإمام الثاني عشر قد مات، بل العكس فالشيعة يؤمنون: أنّه ولد ويعيش في الخفاء، وبأمر الله سيرجع في نهاية الزمن، واختفاء الإمام الثاني عشر الغائب لا يعني أنّه صعد للسماء فهو يعيش بين الناس، وهو يتّصل ببعضهم، وكثيرون يوقنون أنّه يمكن مخاطبة الإمام الغائب، فالمؤمن يستطيع التوّجه إليه من خلال الدعاء أو من خلال رسائل يضعها في الأماكن المقدّسة»[77].

ثالثًا: المستشرقون والحكومة العالميّة
إنَّ فكرة إنشاء حكومة عالميّة واحدة في الأرض، لتطبيق المساواة والعدل بين الناس هي الطموحات التي تترقّبها كلّ المجتمعات البشريّة، والآمال المُعلّقة التي ينتظرها الجميع، فالفكرة قديمة صاحبت أغلب فلاسفة ومفكّري الغرب في العالم الماضي والحاضر، إذ كتبَ الفيلسوف (زينون)[78] نظريّته حول تحقيق السعادة تحت النظام العالمي الموحّد، بقوله:»على جميع أفراد العالم أن يتّبعوا نظامًا عالميًّا واحدًا حتّى يحصلوا على السعادة»[79].
وطرحَ المؤرّخ والكاتب اليوناني (بُلوتارك)[80] الحكومة العالميّة الموحّدة بمواصفاتها، قائلًا: «لا يجب على الإنسان أن يقضي حياته في جمهوريّات متعدّدة انقسمت على بعضها البعض بسبب اختلاف قوانينها، بل على الناس جميعًا أن يشكّلوا مجتمعًا واحدًا ويتّبعوا قانونًا واحدًا، أو بتعبير آخر يُشكّلوا قطيعًا واحدًا تحت قانون واحد»[81].
ويقول (وولتر ستيس)[82] بعالميّة الحكومة في ظلّ القضايا السياسيّة والاجتماعيّة، بقوله:»إنّ الحياة الطويلة والمتكرّرة لهذه العقيدة (بأن يكون للعالم حكومة عالميّة واحدة) قد نشأت منذ العصور القديمة، وبخاصّة عندما واجهت البشريّة بعض القضايا السياسيّة والاجتماعيّة، حيث يحتاج الأمر إلى قانون واحد من أجل تعيين مسيرها، وتأمين سعادة المجتمع الإنساني برمّته»[83]. 
وأدركَ المفكّرون الغرب أنَّ تلك الحكومة لم تحقّق حتّى بعد إعلان تأسيس الأمم المتحدة سنة 1948م، وتمثّل حقوق الإنسان العالميّة؛ لعدم الشعور الحقيقي لحقوق الإنسان داخل الدول الصغيرة في العالم، كما هو حال الحروب المُشتعلة والتي لا تعطي لقادة تلك المنظّمات آذانًا صاغية للخروج من الأزمات التي تعانيها تلك الشعوب المُستضعفة.
لذلك كان الأمل يحدو عند بعض المفكّرين والفلاسفة في إقامة حكومة عالميّة واحدة تملك الشرق والغرب على حدّ سواء، وهذه الحكومة موجودة في أدبيّات الشيعة لما تملكهُ من خصوصيّات الأثر الكوني والاجتماعي التي ستظهر في دولة الحقّ بفضل الإمام المهدي المُبشريّة وبدولته من قِبل أنبياء الله جميعًا، ولاشكّ أنّ هناك نقاطًا مشتركة وواضحة بين انتظار المسلمين الشيعة للمهدي وبين نزول عيسى بن مريم المرفوع إلى السماء عند المسيحيين؛ لتطبيق أحكام الربّ في الأرض.

وباتحاد النظريّات في الديانات السماويّة من وجود المُخلّص أو المُنقذ أو الموعود كما أشرنا سابقًا، تبرز على الساحة بقوّة ظاهرة المُخلّص الإسلامي المهدي من آل محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنّه الشخصيّة الحاكميّة الآخرويّة على الأرض كما يصوّرها المستشرق (كولن تيرنر)، بقوله: «المُخلّص الإسلامي هو المهدي، الشخصيّة الآخروية (eshatologica) الكاريزميّة، والقائد المنتظر الذي سينهض حتمًا من أجل إطلاق تحوّل اجتماعي كاسح لاستعادة حكم الله وملء الأرض قسطًا وعدلًا. يُجسّد المخلّص الإسلامي مطامح أتباعه في إعادة الإسلام نقيًّا، وهو ما سيجلب الهداية الحقّة السليمة لجميع البشر، واضعًا نظامًا اجتماعيًّا عادلًا وعالميًّا خاليًا من الظلم، حيث يكون الإسلام هو النموذج العالمي الأوحد[84].

المبحث الرابع
الإمام المهدي في دوائر المعارف الاستشراقيّة
مدخل: عكفت المنظومة الاستشراقيّة على دراسة الشخصيّات التي لها دور مهمّ على الساحة الإسلاميّة، وكانت الدراسات بعقيدة الإمام المهدي موضع اهتمام عند أغلب المستشرقين الذين تفاوتت آراؤهم بين مؤيّدٍ ومُعارضٍ لها، والبعض عرضها بأسلوبٍ تاريخي دون الولوج في التحليل والنقد لهذا أو ذاك، ويلمس القارئ في كتابات تلك المنظومة كثيرًا من المؤاخذات على أغلب تلك الآراء والدراسات، وبين هذا الرأي وذاك نعرض بين يدي القارئ الكريم آراء المنظومة الاستشراقيّة، إذ وقع الاختيار في دراسة مادّة موضوعنا على أربع دوائر من دوائر المعارف المهمّة من دوائر المستشرقين العالميّة، والتي دوّنت فيها بصمات مجموعة من مؤرّخيهم الذين أخذوا على عاتقهم دراسة التاريخ الإسلامي، وتحت إشراف هيئات متخصّصة، وهي نوع من أنواع المعاجم، لكنّها تختلف عنها من حيث أنّها سجلّ للعلوم والفنون وغيرهما من مظاهر النشاط العقلي عند الإنسان، وقد لجأنا في بحثنا هذا إلى تعريب المادّة الخاصّة بالإمام المهدي لمعرفة ما جاء فيها من نصوصٍ عن حفيد رسول الإسلام محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم).

أوّلًا: دائرة المعارف الإسلاميّة
قام فريقٌ كبير من علماء الغرب المستشرقين بدراسة تراث الحضارة الإسلاميّة العظيمة، بما فيه من دينٍ سمحٍ رضيٍ كريم، ومن لغةٍ غنيّةٍ بمفرداتها، جميلة برسم حروفها، ومن أدبٍ يُصوّرُ نبضات القلوب وخلجات النفوس، ومن حُكم وتشريع لم تصل الإنسانيّة بعدُ إلى خيرٍ منهما. وقد أذاع هؤلاء المؤرّخين كثيرًا من دراساتهم في كتبٍ عدّة ومجلاتٍ خاصّة، ثمّ رأوا منذ بداية القرن العشرين أن يجمعوا خُلاصة أبحاثهم في كتابٍ جامعٍ يتّبعون فيه منهج القواميس والمعاجم، فكتبوا «دائرة المعارف الإسلاميّة» باللغات الأوروبيّة الكبرى، الإنجليزيّة والفرنسيّة والألمانيّة، وهي ليست مجهود فردٍ واحد، وإنّما هي ثمرة مجهودات أعلام المستشرقين، كتب كلّ منهم فيما تخصصَّ فيه من علمٍ وفنٍّ، وهنا نضع بين يدي القارئ الكريم ما وردَ في هذه الدائرة عن الإمام المهدي، وقد توّخينا الدقّة في النشر مع الاكتفاء بما يتعلّق بموضوع الدراسة بعيدًا عن الحركات والتيارات المهدويّة، وإليك ما جاء فيها:
- المهدي: «هو الشخص المرشد حقًّا، وهو اسم لمُحيي الدين والعدالة الذي وفقًا لمعتقد المسلمين سيحكم قبل نهاية العالم[85].
- ثمّ يأتي في المقالة ما يتعلّق بالحركات والتيّارات المهدويّة التي نحن هنا في غنًى عنها، واقتطفنا ما يتعلّق بعقيدة الشيعة في الإمام المهدي دون غيرها:»عقيدة الشيعة بين الشيعة خصوصًا المجاميع الأكثر شوقًا إلى محيي العدل والدين عادةً أصبح أكثر شدّة. الإيمان بقدوم المهدي لأهل البيت أصبح الوجهَة المركزيّة للإيمان بالمذهب الشيعي إزاء المذهب السنّي.
- على نحوٍ متميّز عقيدة الشيعة أيضًا: هو الإيمان العام بالغَيبة الزمانيّة أو غَيبة المهدي وعودته بعد سلسلة الأحداث من العزل بمكان بسبب الأفراد المختلفين لأهل البيت.
- المهدي الشيعي أُعطي بصورة عامّة صفة القائم. كان مقترحًا أنّ المصطلح ربّما مرتبط بصفة القائم الموجود في النصوص السامريّة الآراميّة، وانتقلت إلى اليونانيّة، ففي الاستعمال السامري والغنوصي يظهر أنّ المصطلح له معنى: الشخص المحيي. مهما يكن من أصل المصطلح العربي، فإنّ الأمر واضح بأنّه في الاستعمال الشيعي جاء كي يفهم بمثابة الشخص الذي سيقوم ويحكم.
- عقيدة الغَيبة مزوّدة بالوثائق هكذا على نحوٍ حَسن عبر مرويّات الأئمّة قبل غَيبة الإمام الثاني عشر الذي أغلبيّة الإماميّة الذين جاؤوا اعتبروه المهدي بعد موت الحادي عشر الحسن بن العسكري في260هـ، مثل هذه المرويّات المبكّرة يمكن الآن أن تستعمل ويتبنّى أمرها كي تدعم عقيدة المهديّة للإمام الثاني عشر.
- المرويّات الإماميّة حول مجرى حياة المهدي بعد رجعته عكست بشكل كبير المرويّات السنيّة. هو سيكون سيّد السيف ويحكم العالم. المسيح سيُصلي خلفه بعد نزوله من السماء. هذه لم تؤجّج مشكلة لاهوتيّة كما في السنّة؛ لأنّ المهدي مثل كلّ الأئمّة الآخرين، وفقًا للمعتقد الإمامي السائد، يُعظّمون كلّ الأنبياء إلّا محمّد في المقام الديني على نحوٍ دقيق.

- في عقيدة الشيعة، المتوقّع أنّ المهدي سيجبر كلّ المسلمين أن يقبلوا الإيمان الشيعي ... وهكذا المهدي متوقّع أن يُحيي شريعة الإسلام بصورة كاملة[86].

ثانيًا: دائرة المعارف الأمريكيّة
هذه الموسوعة العالميّة صدرت عن لفيف من الباحثين باللغة الإنكليزيّة، ولم تُترجم إلى اللغة العربيّة، وطبعت أكثر من اثنين وثلاثين طبعة. وقد حصلنا على هذه النسخة من مكتبة الإمام أمير المؤمنين العامّة في النجف الأشرف لمؤسّسها الشيخ عبد الحسين الأميني، ضمن خزانتها الضخمة للكتب المطبوعة الأجنبيّة لعدّة لغات العالم، وإليك ما جاء فيها:
مهدي: (الشخص المرشد)، هو عنوان المسيح القادم للمسلمين الذي يؤسّس نظام العدل على الأرض. لابدّ أن يكون المهدي من نسل النبيّ؛ وينبغي أن يعلن المهدي ضدّ رغبته في مكّة في الوقت الذي يكون هنالك صراع بعد موت الخليفة؛ ومجيئه سيصادف بقدر ما بالضدّ مسيح Antichrist الذي سينزل بعد المسيح في سوريا، ونظام العدالة سيفتتح هنالك.
هذه هي وجهة النظر الأرثوذوكسيّة، لكن في إيران وآسيا الصغرى نجد الكثير ممّن رغب في هذا العنوان من زمن الجيل الأوّل بعد محمّد. وفقًا للمذهب الشيعي المهدي ظهر في شخص الإمام الثاني عشر الذي اختفى حوالي 874م، وأُخفي في مكان سرّي ما إلى نهاية العالم[87].

ثالثًا: دائرة المعارف البريطانيّة
وهي من الدوائر المشهورة والضخمة في الغرب، عَمِلت جامعة «كامبرج» البريطانيّة على إصدارها تحت إشراف مجموعة من المؤرّخين المستشرقين الذين كان لهم اهتمام في الدراسات المتخصّصة لمجموعة من العلوم، وأخذت على عاتقها مراجعتها وتدقيقها تحت كيان الجامعة، وهي تحتوي على أكثر من ثلاثين مجلدًا، وقد طُبعت هذه الموسوعة أكثر من عشر طبعات، واعتمدنا في بحثنا هذا على الطبعة الحادية عشرة ضمن مؤسّسة جامعة كامبرج. وقد حصلنا على هذه النسخة من مكتبة الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) العامّة في النجف الأشرف لمؤسّسها الشيخ عبد الحسين الأميني، ضمن خزانتها الضخمة للكتب المطبوعة الأجنبيّة لعدّة لغات العالم. وإليك ما جاء فيها: مهدي: «كلمةٌ عربيّة: إنّ المرشد على نحوٍ قويم وفقًا لتقاليد المسلمين؛ إمام الله، سيملأ الأرض بالمساواة والعدل، وسيحمل اسم المهدي، ويخبر أهل السنّة بأنّ المهدي لم يظهر لحدّ الآن. أُعطي أيضًا اسم المهدي من قِبل الشيعة المحمّديين للإمام الأخير من أئمّة أهل علي. وفقًا للشهرستاني إنّ مذهب المهدي المنقذ المختفي الذي في يومٍ ما سيظهر وسيملأ الأرض المضطهدة بالعدالة. الإمام المخفي للشيعة العامّة هو بالرغم من كلّ ذلك، الإمام الثاني عشر محمّد أبو القاسم الذي اختفى بصورة سرّية في 879م. الإيمان بظهور المهدي بسرعة أكسبها الدجل (انتحال شخصيّة) من المتظاهرين الكُثر في هذا المقام المعروف في كلّ فترات تاريخ المسلمين»[88].

الخاتمة
الحمد لله الذي وفّقني لإتمام هذا السفر الخالد مع الإمام المهدي (عليه السلام) ورحلتي التي أبحرتُ بها هذه المرّة مع المستشرقين لمعرفة ما رسمته أناملهم عن هذا الرجل العظيم من سُلالة آل محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم).

فهي دراسةٌ جديدة تختلف عمّا صدر عنه صلوات الله وسلامه عليه في خزانة المكتبة الإسلاميّة على العموم، والشيعة على الخصوص؛ إذ حاولتُ فيها أن أُقدّم للقارئ الكريم بعض معالم تلك الرسوم التي ظهرت من خلال سرد آراء مواقف الغرب الصريحة، والوقوف على طائفة من الأبعاد الإنسانيّة والمخزون الاستقرائي لتراثهم البعيد عن الأنظار، بعد أن عكفتُ على مراجعة جملة من المراجع والمصادر الأجنبيّة التي عرضتُ بعضها للترجمة، وتدوين بعض أقوالهم عن شخصيّة الإمام المهدي (عليه السلام).

وممّا تقدّم من معلوماتٍ واردة في هذه الدراسة، وما توّصل إليه البحث من استنتاجات، يمكن إدراجها في النقاط الآتية:
أوّلًا: إنّ الحُكم من صفات الله سبحانه وتعالى، والحاكم هو القاضي، ومنفّذ الحُكم، وهو كناية عن تحقيق العدالة داخل المنظومة القضائيّة.
ثانيًا: اعتنى الإسلام بتعديل وإصلاح الهيئة الحاكمة، والاهتمام بنزاهة الحاكم لتحقيق العدالة في المجتمع.
ثالثاً: أفضل مصاديق الحُكم والحاكميّة في الإسلام تتمّثل في شخصيّتين عظيمتين هما: النبيّ الأكرم محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) والإمام علي(عليه السلام)، ثمّ الوريث الوحيد لاستلام الحُكم في آخر الزمان هو الإمام المهدي لإقامة دولة العدل الإلهي.
رابعًا: اتخذت الدراسات الاستشراقيّة في التاريخ الإسلامي عدّة مناهج لاختيار شخصيّة الحاكم والقائد في الأمّة الإسلاميّة، وقد لعبت المستويات والإسهامات التي قامت بها الشخصيّة في الدفاع عن الإسلام ونشره دورًا مهمًّا في بلورة تلك الشخصيّة عند المستشرقين.
خامسًا: تبنّت بعض الدراسات الاستشراقيّة الموقف الذي يؤيّد استخلاف الإمام علي(عليه السلام) والأئمّة من بعده في حكم المسلمين، ودخلوا من زاوية الإمامة لما لها من تحوّلات خطيرة على المشهد الإسلامي وجوهرها وعمقها في امتداد الرسالة النبويّة.
سادسًا: تمحورت بعض دراسات المستشرقين نحو المستقبل الذي يتطّلع إليه الملايين من المستضعفين في العالم لتحقيق العدالة والسعادة، وقادهم هذا السبيل إلى احتواء مبدأ المهدي الذي جاءت به كلّ الأديان، فعكفوا على دراسة شخصيّة الإمام المهدي(عليه السلام)؛ لما له من خصوصيّة في العالم الإسلامي.
سابعًا: تناولت الدراسات الاستشراقيّة الفلسفة من ظاهرة «الانتظار»، واتّفقت آراء أغلبهم على أنّ هذه الظاهرة لم تكن ولادتها عند الشيعة؛ بل إنّها نشأت بين أحضان الأديان السماويّة والمجتمعات القديمة، وقد وردت عندهم بعدّة عناوين، منها: المُخلّص، والمُصلح، والموعود المنتظر، وغيرها.
ثامنًا: لجأت بعض المناهج الاستشراقيّة المعتدلة إلى دراسة الأدوار المميّزة لشخصيّة الإمام المهدي(عليه السلام) منذ الولادة، والغَيبة، واستمرارًا إلى الظهور وإقامة حُكم الله في الأرض، وعدّوا الغَيبة إيذانًا بحاكميّة آخر الأئمّة.
تاسعًا: أدركَ المفكّرون والفلاسفة في الغرب أنَّ السعادة التي تسعى إليها المجتمعات البشريّة لا تتحقّق إلّا بقيام حكومة عالميّة واحدة تملك الشرق والغرب خاليةً من الظلم والاستبداد.
عاشرًا: تتبّعنا دوائر المعارف الاستشراقيّة فوجدنا أنّها لم تخلُ من ذكر للإمام المهدي (عليه السلام) ضمن مفردات ومواد تلك الموضوعات التي احتوت في طيّاتها؛ لعلمها بأهميّة هذه الشخصيّة في التاريخ الإسلامي، فكانت أمامنا عدّة دوائر وهي: دائرة المعارف الإسلاميّة الذائعة الصيت، ودائرة المعارف الأمريكيّة، ودائرة المعارف البريطانيّة، فآثرنا أن نستقي من كلماتهم عن الإمام المهدي (عليه السلام) ونجعلها بين يدي القارئ الكريم.

لائحة المصادر والمراجع
القرآن الكريم
الطوسي، أبو جعفر محمّد بن الحسن ،(ت460هـ - 1067م). الآمالي، تحقيق: قسم الدراسات الإسلاميّة- مؤسّسة البعثة، ( ط الأولى -  دار الثقافة - قم 1414هـ).
المجلسي، محمّد باقر بن محمّد تقي، (ت1111هـ - 1700م). بحار الأنوار، تحقيق: علي أكبر الغفاري، (ط  الثانية - الوفاء - بيروت 1983م).
ابن عساكر، علي بن الحسين، (ت571هـ - 1175م). تاريخ مدينة دمشق، تحقيق: علي شيري، (ط دار الفكر - بيروت 1415هـ ).
ناجي، الدكتور عبد الجبار، (معاصر). التشيّع والاستشراق، (ط الأولى - منشورات الجمل 2011م).
ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن هبة الله، (ت656هـ - 1258م). شرح نهج البلاغة، تحقيق: محمّد أبو الفضل إبراهيم، (ط دار إحياء الكتب العربيّة- عيسى البابي الحلبي وشركائه 1963م).
الرازي، محمّد بن أبي بكر، (ت721هـ - 1321م). الصحاح، ضبَطه وصحّحه: أحمد شمس الدين، (ط الأولى - دار الكتب العلميّة - بيروت 1415هـ).
حمدان، الدكتور عبد الحميد صالح، (معاصر). طبقات المستشرقين، (ط مصر - مكتبة مدبولي).
صدّيقي، محمّد الناصر (معاصر). فكرة المخلّص بحث في الفكر المهدوي، (ط الأولى-  لبنان 2012م).
المتّقي الهندي، علي بن حسام الدين، (ت975هـ - 1567م). كنز العمال في سنن الأقوال الأفعال، ضبطه وصحّحه: بكري حيّاني وصفوة السقا، (ط مؤسّسة الرسالة - بيروت 1409هـ).
ابن منظور، محمّد بن مكرم، (ت 711هـ - 1312م). لسان العرب، (ط قم 1405هـ) . 
أبو زهرة، محمّد بن أحمد، (ت1394هـ - 1974م) محاضرات في النصرانيّة، (ط الرياض - 1404هـ).
التفازاني، مسعود بن عمرو الهروي، (ت792هـ - 1389م). مختصر المعاني، ( ط الأولى - قم 1411هـ).
الحكيم، حسن بن عيسى بن علي، (معاصر). المستشرقون ودراساتهم للسيرة النبويّة، (ط القضاء - النجف الأشرف 1986م).
الخطيب، عبد الكريم، (معاصر). المسيح في القرآن والتوراة والإنجيل، (ط الثانية - دار المعرفة - بيروت 1971م).
مراد، الدكتور يحيى مراد، (معاصر). معجم أسماء المستشرقين، (ط الأولى - دار الكتب العلمية - بيروت 2004م).
عبد الفتاح، محمّد عبد الحليم، (معاصر). ملاحق كتاب الجفر، (ط القاهرة 2006م).
الساعدي، محمّد عبد الرضا، (معاصر). ملامح القيادة الناجحة في ضوء منهجيّة الإمام علي(عليه السلام)، (ط الأولى قم - ذوي القربى 1435هـ).
نقره، التهامي نقره، (معاصر). مناهج المستشرقين، (ط التربية العربي لدول الخليج - 1985م).
الخليلي، جعفر بن صادق، (ت1406هـ - 1985م).موسوعة العتبات المقدّسة، (ط الثانية - مؤسّسة الأعلمي- بيروت 1407هـ).
جماعة. الموسوعة العربيّة الميسّرة، (ط الدار القوميّة - مصر - 1965م).
بدوي، عبد الرحمن، (ت1422هـ - 2001م). موسوعة المستشرقين، (ط الدار العلميّة للفلسفة).
عبد السادة والحساني، رسول عبد السادة وكريم جهاد، (معاصرين).موسوعة شعراء الغدير، (ط الأولى - التعارف 2010م).
ابن الأثير، مجد الدين، (ت606هـ - 1209م).النهاية في غريب الحديث والأثر، تحقيق: طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمّد الطناحي، (ط الرابعة - قم 1364ش).
الأبطحي، حسن (معاصر). المصلح الغيبي والحكومة العالميّة، ترجمة: هادي السليماني، (ط الثانية - مؤسّسة البلاغ - بيروت 2003م).
ابن مزاحم، نصر بن مزاحم، (ت212هـ - 827م). واقعة صفين، تحقيق: عبد السلام محمّد هارون، (ط الثانية المدني - مصر 1382هـ).

المراجع والمصادر المترجمة
ماسيه، هنري، (ت1329هـ - 1911م). الإسلام، علّق عليه وقدّم له: د. مصطفى الرافعي والشيخ محمّد جواد مغنيّة، (ط الأولى - 1960م).
ريشار، يان، (معاصر). الإسلام الشيعي- عقائد وأيديولوجيّات-، ترجمة: حافظ الجمالي، (ط الأولى - دار عطيّة - بيروت 1996م).
نخبة من المستشرقين. إعادة قراءة التشيّع في العراق (حفريّات استشراقيّة)، تعريب: عبد الجبار ناجي، ( ط الأولى - بيروت 2015م).
والبروج، لندا (معاصرة). الأعلم عند الشيعة، ترجمة: د. هناء خليف غني، (ط الأولى – دار ومكتبة عدنان - بغداد 2013م).
ستيس، وولتر، (ت1386هـ - 1967م).
تاريخ الفلسفة اليونانية، ترجمة: مجاهد عبد المنعم مجاهد،  (ط الثانية - بيروت 2005م).
إلياد، ميرسيا إلياد (ت1336هـ - 1917م). تاريخ المعتقدات والأفكار الدينيّة، ترجمة: عبد الهادي عباس، (ط دار دمشق - دمشق - 1987م).
ولفنسون، د . إسرائيل (معاصر). تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهليّة وصدر الإسلام، قدّم له: د. طه حسين، (ط  جبيل - لبنان 2006هـ).
تيرنر، كولن، (معاصر). التشيّع والتحوّل في العصر الصفوي، ترجمة: حسين علي عبد الساتر، (ط  الأولى – 2008م).
نخبة من المستشرقين. دائرة المعارف الإسلاميّة، ترجمة: أحمد الشنتناوي وإبراهيم زكي وعبد الحميد يونس وحافظ جلال، (ط بوذرجمهرى - طهران 1933م).
كونسلمان، جرهارد، (معاصر). سطوع نجم الشيعة، ترجمة: محمّد أبو رحمة، (ط الأولى - القاهرة 1412هـ).
فلوتن، فان فلوتن، (ت1320هـ - 1903م).
السيادة العربيّة والشيعة والإسرائيليّات، ترجمة: حسن إبراهيم حسن ومحمّد زكي إبراهيم، (ط الأولى - السعادة - مصر 1934م).
بندكتي، روبير، (معاصر). الشعائر بين الدين والسياسة في الإسلام والمسيحيّة، (ط الثانية - دار المشرق - بيروت 2010م).
كوربان، هنري، (ت1378هـ - 1958م). الشيعة الاثنا عشريّة، ترجمة: د. ذوقان قرقوط، (ط الأولى - القاهرة 1413هـ).
دونلدسن، دوايت. م . دونلدسون، (ت1395هـ - 1976م). عقيدة الشيعة، ترجمة: ع.م، (ط مؤسسة المفيد - بيروت 1990م ).
جولد، أجناس، (ت1339هـ - 1920م). العقيدة والشريعة في الإسلام، ترجمة: د. محمّد يوسف مري و د. علي حسن عبد القادر وعبد العزيز عبد الحقّ، (ط الثانية - دار الكتاب العربي - مصر).
هالم، هاينس، (معاصر). الغنوصيّة في الإسلام، ترجمة: رائد الباش، (ط الأولى - منشورات الجيل 2003م).

المراجع والمصادر الأجنبيّة
American corporation. Encyclopedia American. U.s.A, 1963.
Idem, L,imame cache (Paris 2003). 
Idem. Das Reich des Mahdi der Aufslieg der Fatimiden (Munich1991) English Ttanslation: The Empire of the mahdi,the Rise of the Fatimids (Leiden 1996).
Islam,Volume, 7, New york, The Encyclopaedia ofE.j.BRILL, 1993.
Leonard Binder, The Ideolocical Revolution in themiddle eas Department of political science.
Mahdi depuisIes origins de L,islamguspanosgours (Paris 1885).
N, Soderblorn, Encyclopaedia of religion, and  Ethics, vol, Vii,.                                                  
‘POLITICAL THEORY AND PRACTICE’ IN SeyydNasr, Hamid Dabashi, and SeyyedWaL Reza Nasr (eds)Expectaionofthe Millennum; Shiism in History (Stat University of New York 1989 pp.
The Encyclopaedia Britannica. University of Cambridge,1911.

مواقع الأنترنت
https://ar.wikipedia.org/wiki
https://www.abjjad.com/author


-------------------------
[1]*ـ باحث، مركز الأمير(عليه السلام) لإحياء التراث الإسلامي، العراق.
[2]- ابن منظور، محمّد بن مكرم (ت711هـ)،  لسان العرب، ط قم 1405هـ، ج12، ص141، مادة: (حكم) .
[3]- ابن الأثير، مجد الدين (ت606هـ)، النهاية في غريب الحديث والأثر، تحقيق: طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمّد الطناحي، ط الرابعة - قم 1364ش، ج1، ص418.
[4]- الرازي، محمّد (ت721هـ)، الصحاح، ضبطه وصححّه: أحمد شمس الدين، ط الأولى - دار الكتب العلميّة - بيروت 1415هـ، مادّة: (حكم).
[5]- لسان العرب، ج12، ص141.
[6]- المصدر نفسه، ج12، ص142.
[7]- التفازاني، أسعد الدين (ت792هـ)، مختصر المعاني، ط الأولى – قم 1411هـ، ص260.
[8]- سورة المائدة، الآية45.
[9]- سورة المائدة، الآية47.
[10]- ينظر: المجلسي، محمّد باقر (ت1111هـ)، بحار الأنوار، تحقيق: علي أكبر الغفاري، ط  الثانية - الوفاء - بيروت 1983م، ج28، ص41؛ ابن عساكر، علي بن الحسين (ت571هـ)، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق: علي شيري، ط دار الفكر - بيروت 1415هـ، ج36، ص266.
[11]- الطوسي، أبو جعفر (ت460هـ)، الأمالي، تحقيق: قسم الدراسات الإسلاميّة - مؤسّسة البعثة، ط الأولى - دار الثقافة – قم 1414ه، ص728؛ المتّقي الهندي، علاء الدين (ت975ه)، كنز العمال في سنن الأقوال الأفعال، ضبطه وصحّحه: بكري حيّاني وصفوة السقا، ط مؤسّسة الرسالة - بيروت 1409ه، ج6، ص20.
[12]- ابن أبي الحديد، عبد الحميد (ت656هـ)، شرح نهج البلاغة، تحقيق: محمّد أبو الفضل إبراهيم، ط دار إحياء الكتب العربيّة- عيسى البابي الحلبي وشركائه 1963م، ج5، ص100.
[13]- الكور: جمع كورة، وهي الناحية المضافة إلى أعمال بلد من البلدان، والأهواز: تسع كور بين البصرة وفارس.
[14]- ابن أبي الحديد، عبد الحميد (ت656هـ)، شرح نهج البلاغة، تحقيق: محمّد أبو الفضل إبراهيم، ط دار إحياء الكتب العربيّة – عيسى البابي الحلبي وشركائه 1963م،ج15، ص138.
[15]- جمعٌ من المستشرقين، دائرة المعارف الإسلاميّة، ترجمة: أحمد الشنتناوي وإبراهيم زكي وعبد الحميد يونس وحافظ جلال، ط بوذرجمهرى - طهران 1933م، م 8، ص11.
[16]- بول هيرشي، ولد سنة 1931م، عالم سلوكي ورجل أعمال، كان من مشاهير المنظّرين عن تصوّر القيافة الظرفيّة، عمل مستشارًا للمنظّمات الصناعيّة والحكوميّة والعسكريّة، وأستاذًا في جامعة نوفا بأمريكا في الإدارة والموارد البشريّة، توفّي سنة 2012م، له كتاب عن سلوك إدارة المنظّمة.
[17]- كينيث هارتلي بلانشارد، ولد سنة 1939م، كاتب وخبير إدارة، ويعتبر الرئيس التنفيذي الروحي لشركات كين بلانشارد، وهي شركة تدريب إدارة واستشارة عالميّة، أنشأها مع زوجته سنة 1979م، له عدّة مصنّفات منها: مدير الدقيقة الواحدة، ومشجّعون يهذون.
[18]- الساعدي، محمّد (معاصر)، ملامح القيادة الناجحة في ضوء منهجيّة الإمام علي(ع)، ط الأولى قم - ذوي القربى 1435هـ، ص106.
[19]- شرح نهج البلاغة، ج5، ص168.
[20]- ابن مزاحم، نصر (ت212ه)، واقعة صفين، تحقيق: عبد السلام محمّد هارون، ط الثانية المدني - مصر 1382، ص103.
[21]- للاطلاع ينظر: ملامح القيادة الناجحة في ضوء منهجيّة الإمام علي(عليه السلام)، ص108-113.
[22]- ولد في بوخارست عاصمة رومانيا سنة 1907م، حصل على الدكتوراه عن اليوغا في الهند عام 1932م، وعُيّن بعد عودته إلى بوخارست بمنصب الملحق الثقافي لسفارة رومانيا في لندن، ثمّ بعد ذلك في لشبونة عاصمة البرتغال، وفي عام 1945م عُيّن أستاذًا في معهد الدراسات العليا في باريس، ثمّ درس في جامعة السوربون وفي جامعات أوروبيّة مختلفة، وفي عام 1957م انتقل إلى جامعة شيكاغو في أمريكا ليدرّس علوم الميثولوجيا وتاريخ الأديان، وقد استمرّ في هذا العمل حتّى وفاته سنة 1986م، له عدّة مصنفّات تربو على الأربعين كتابًا منها: دراسة في تاريخ الأديان، وأسطورة العود الأبدي، وملامح من الأسطورة، واليوغا خلود وحريّة، وصور مرموز، والتنسيب والولادات الصوفيّة وغيرها.
[23]- المصدر نفسه، ج3، ص77.
[24]- مستشرق أمريكي ليبرالي معاصر له كتاب دراسة المناطق إعادة تقويم نقديّة، وله كتاب دراسة الإسلام.
[25]- Leonard Binder, The Ideolocical Revolution in the middle eas  Department of political science  university of chiicago. p.32.
[26]- N, Soderblorn, Encyclopaedia of religion, and Ethics, vol, Vii, p. 183.                                                                                                                                            
[27]- ولد هاينس عام 1942م في مدينة أندرناخ على نهر الراين في ألمانيا، بدأ في عام 1962م دراسة كلّ من العلوم الإسلاميّة والساميّة والعصور الوسطى في جامعة توبنغن، خصّ ظاهرة الغنوصيّة الإسلاميّة في مباحث منها: كونيّات وعلم الخلاص لدى الإسماعيليين الأوائل، وكتاب الأظلة -  وهو مستشرق ناشر ومشارك في كلّ من الدوريّات الآتية: عالم المشرق، والإسلام، كما نشر عددًا من الكتب منها: الشيعة، والإسلام الشيعي - من الدين إلى الثورة، والفاطميّون وتقاليدهم في التعليم، والإسلام ماضٍ وحاضر.
[28]- Idem. Das Reich des Mahdi der Aufslieg der Fatimiden (Munich1991) English Ttanslation: The Empire of the mahdi,the Rise of the Fatimids (Leiden 1996).
[29]- Early Mahdism. Politics and Religion in the Formative Peiod 0f lslam (Leiden 1985).
[30]- Mahdi depuisIes origins de L,islamguspanosgours (Paris 1885).
[31]- ولد هنري كوربان في 14 أبريل 1903م من أسرة بروتستانتيّة في مقاطعة نورماندي شمال فرنسا، وأتقن اللاتينيّة واليونانيّة، كما أتقن اللغة الألمانيّة والروسيّة، ودرس الفلسفة في كليّة الآداب (السوربون) في باريس فاعتنق الدين الإسلامي سنة 1945م، توفّي كوربان في 7 أكتوبر سنة 1978م، له عدّة مصنّفات منها: كشف المحجوب، وجامع الحكمتين، وعبهر العاشقين، والمشاعر لصدر الدين الشيرازي، وغيرها.
ينظر: بدوي، عبد الرحمن (ت1422هـ)، موسوعة المستشرقين، ط الدار العلميّة للفلسفة، ص482-485.
[32]- Idem, L,imame cache (Paris 2003).
[33]- هو دوايت نيوتن دونالدسن، ولد في مدينة موسكينغومكونتري سنة 1884م، ودرس في مسقط رأسه وحصل على شهادة البكالوريوس سنة 1907م من كليّة واشنطن وجيفرسون، واختير من قبل الكنيسة ليكون مبشّرًا للمسيحيّة، فوفد إلى البنجاب وهناك درس في معهد فورمان كريستيان، وبعد ثلاث سنوات عاد إلى بلاده ليواصل دراساته اللاهوتيّة في مدينة بيتسبورغ بولاية بنسلفانيا حيث نال شهادة الماجستير في اللاهوت سنة 1927م ، وخلال هذه الفترة اختير من قبل الكنيسة كمبشّر إلى إيران، واستقرّ في مشهد حتّى سنة 1940م، وخلال وجوده في إيران اتجه إلى العراق لدراسة أوضاع الشيعة، توفّي في مدينة لكيلاند سنة 1976م.
[34]- مستشرقة بريطانيّة، ولدت عام 1914م، أُستاذ في جامعة لندن بإنكلترا، حصلت على منصب مديرة معهد الدراسات الاستشراقيّة في جامعة لندن، توفّيت عام 2008م، لها عدّة بحوث في الفكر الإسلامي، منها: المنظور الفقهي للفكر السياسي الإسلامي، وغيره.
[35]- IBID, ‘POLITICAL THEORY AND PRACTICE’ IN Seyyd Hossein  Nasr, Hamid Dabashi, and SeyyedWaL Reza Nasr (eds) Expectaion of the Millennum; Shiism in History Stat University of New York 1989 pp.
[36]- للاطلاع ينظر: ناجي، عبد الجبار (معاصر)، التشيّع والاستشراق، ط الأولى - منشورات الجيل 2011م، ص249.
[37]- مستشرق هولندي، ولد سنة 1866م، تتلمذ على يد المستشرق (دي خويه)، من أهمّ أعماله: تحقيق كتاب (مفاتيح العلوم) للخوارزمي، وكتاب (البخلاء) للجاحظ، وله كتاب: مجيء العباسيين إلى خراسان (بالهولنديّة)، وغيرها، توفّي سنة 1903م.
[38]- فلوتن، فان (ت1320هـ)، السيادة العربيّة والشيعة والإسرائيليّات، ترجمة: حسن إبراهيم حسن ومحمّد زكي إبراهيم، ط الأولى – السعادة - مصر 1934م، ص108.
[39]- فلوتن، فان (ت1320هـ)، السيادة العربيّة والشيعة والإسرائيليّات، ترجمة: حسن إبراهيم حسن ومحمّد زكي إبراهيم، ط الأولى – السعادة - مصر 1934م، ص108.
[40]- المصدر نفسه.
[41]- ولد هنري 1886م في فرنسا، كان أُستاذًا بجامعة الجزائر سنة 1916م - 1927م ومديرًا للمدرسة الوطنيّة للغات الشرقيّة سنة 1927م وعضوًا في مجمع الكتابات والأدب، والمجمع العلمي بدمشق، له آثار عديدة منها: روضة الورد للسعدي الشيرازي 1919م، والإسلام المذاهب والمؤسّسات القضائيّة 1930م، وتحقيق كتاب الاكتفاء للكلاعي في جزأين 1933م، وحسن التصرّف في تقاليد الشيعة، وغيرها، توفّي سنة 1969م.
ينظر: حمدان، عبد الحميد (معاصر)، طبقات المستشرقين، ط مصر – مكتبة مدبولي، ص193.
[42]- ماسيه، هنري (ت1329ه)، الإسلام، علّق عليه وقدّم له: د. مصطفى الرافعي والشيخ محمّد جواد مغنيّة، ط الأولى - 1960م، ص198.
[43]- ولد كولن تيرنر في إنكلترا سنة 1955م، وحصل على شهادة البكالوريوس باللغتين العربيّة والفارسيّة من جامعة دورهام، حصل على شهادة الدكتوراه في الحركات الاجتماعيّة والسياسيّة في إيران، اعتنق الإسلام سنة 1975م، من مؤلّفاته: القرآن نظرة جديدة، وتاريخ مجمل للعالم الإسلامي، والقاموس الموضوعي للفارسيّة الحديثة.
[44]- المصدر نفسه، ص325.
[45]- للاطّلاع ينظر: الخطيب، عبد الكريم (معاصر)، المسيح في القرآن والتوراة والإنجيل، ط الثانية - دار المعرفة - بيروت 1971م، ص532؛ شلبي؛ أبو زهرة، محمّد (ت1394ه)، محاضرات في النصرانيّة، ط الرياض – 1404ه، ص26-27؛ صدّيقي، محمّد الناصر(معاصر)، فكرة المخلّص -بحث في الفكر المهدوي-، ط الأولى – لبنان 2012م، ص91.
[46]- ويليام جيمس ديورانت، مؤرّخ وكاتب أمريكي، ولد سنة 1885م، وتلقّى في مدارسها، ثمّ درس في كلية القديس بطرس اليسوعيّة في نيويورك، اشتغل في التدريس بمدرسة فرز سنة 1911م، درس الفلسفة في جامعة كولومبيا، توفّي سنة 1981م، له عدّة مؤلّفات منها: قصّة الحضارة، ومناهج الفلسفة، وقصّة الفلسفة، والفلسفة والمسألة الاجتماعيّة.
ينظر: الموسوعة الحرّة https://ar.wikipedia.org/wiki
[47]- المسيح في القرآن والتوراة والإنجيل، ص533.
[48]- إنجيل متى: 5 /17 و 18.
[49]- إنجيل مرقس 13/ 10.
[50]- السيادة العربيّة والشيعة والإسرائيليّات، ص108.
[51]- وليم مونتغمري (مونتجمري) وات، مستشرق بريطاني، ولد في 14 مارس سنة 1909م، والده القسيس أندرو وات، درس في كليّة لارخ وفي كليّة جورج واتسون بأدنبره وبجامعة أكسفورد، عمل رئيسًا لقسم اللغة العربيّة والدراسات الإسلاميّة بجامعة أدنبرة سنة 1947م، توفّي 24 أكتوبر سنة 2006م، صدر له عدد من المؤلّفات منها: محمّد في مكة، ومحمّد في المدينة، ومحمّد نبي ورجل دولة، والقضاء والقدر في القرون الأولى للهجرة، والفكر السياسي الإسلامي، والأصول الإسلاميّة والتحديث، وحقيقة الدين في عصرنا، وأثر الإسلام على أوروبا في العصر الوسيط، وغيرها.
ينظر: الموسوعة الحرّة https://ar.wikipedia.org/wiki
[52]- نخبة من المستشرقين، إعادة قراءة التشيّع في العراق - حفريّات استشراقيّة -، تعريب: عبد الجبّار ناجي، ط الأولى - بيروت 2015م، ص132.
[53]- ولد في بودابست بهنغاريا عام 1936م، انتسب إلى الرهبانيّة في النمسا عام 1964م، ثمّ انتقل إلى لبنان عام 1968م، وهو الآن أستاذ في كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة بجامعة القديس يوسف، له مجموعة دراسات في تاريخ الدين المسيحي في المشرق العربي.
[54]- بندكتي، روبير (معاصر)، الشعائر بين الدين والسياسة في الإسلام والمسيحيّة، ط الثانية – دار المشرق – بيروت 2010م، ص246.
[55]- أجناس جولد تسيهر، مستشرق مجري يهودي، ولد سنة 1850م، درس في بوداست ثمّ برلين، وكان أستاذًا في الدراسات الشرقيّة، أقام مدّة في مصر وسوريا وفلسطين، توفّي سنة 1921م، له عدّة مصنّفات منها: محاضرات في الإسلام، واتجاهات تفسير القرآن عند المسلمين.
ينظر: موسوعة المستشرقين، ص197.   
[56]- جولد، أجناس (ت1339ه)، العقيدة والشريعة في الإسلام، ترجمة: د. محمّد يوسف مري و د. علي حسن عبد القادر وعبد العزيز عبد الحق، ط الثانية - دار الكتاب العربي - مصر، ص217-218.
[57]- ولفنسون، د. إسرائيل (معاصر)، تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهليّة وصدر الإسلام، قدّم له:  د . طه حسين، ط جبيل – لبنان 2006هـ، ص332.
[58]- ينظر: عبد الفتاح، محمّد عبد الحليم (معاصر)، ملاحق كتاب الجفر، ط القاهرة 2006م، ص138؛ فكرة المخلّص – بحث في الحركة المهدويّة، ص69-70.
[59]- العقيدة والشريعة في الإسلام، ص399.
[60]- حسن عيسى علي الحكيم، ولد في النجف الأشرف سنة 1361هـ - 1941م، حصل على شهادة البكالوريوس في التاريخ من كليّة الآداب من جامعة بغداد عام 1966م، والماجستير عام 1974م، والدكتوراه عام 1982م، تسلّم رئاسة جامعة الكوفة بعد عام 2003م، أشرف على عدد لا بأس به من الرسائل الجامعيّة في جامعة الكوفة والقادسيّة والبصرة، له عدّة مصنّفات منها: الشيخ الطوسي، والمنتظم، الخطط والبلدان في فكر الإمام الصادق، مذاهب الإسلاميين، والشيخ النجاشي، وغيرها.
[61]- الحكيم، حسن، المستشرقون ودراساتهم للسيرة النبويّة، ط القضاء - النجف الأشرف 1986م، ص144.
[62]- مستشرق فرنسي في القرن التاسع عشر الميلادي، عُني بالدراسات العربيّة عامّة، وبالفكر الإسلامي خاصّة، ولا سيّما الفلسفة والعلوم، له عدّة مصنّفات مهمّة، منها:  مفكّرو الإسلام، وهو على خمسة أجزاء، وابن سينا والغزالي، وترجمة التنبيه والإشراف للمسعودي، وترجمة تائيّة ابن الفارض، ودراسته عن الحكمة الإشراقيّة للسهروردي المقتول نُشرت بالمجلّة الآسيويّة عام 1902م. وله في العلوم والرياضيّات كتب منها:  كتاب الكرويّات ليحيى بن محمّد المغربي، والآلات والحيل لهيرون، والآلات المفرغة الهواء والمائيّة لفيلون البيزنطي.
[63]- نقره، التهامي، مناهج المستشرقين، ط التربية العربي لدول الخليج - 1985م، ج1، ص22.
[64]- دونلدسن، دوايت. م. دونلدسن (ت1395ه)، عقيدة الشيعة، ترجمة: ع . م، ط مؤسّسة المفيد - بيروت 1990م، ص234.
[65]- الخليلي، جعفر (ت1406هـ)، موسوعة العتبات المقدّسة - قسم سامراء -، ط الثانية - مؤسّسة الأعلمي - بيروت 1407ه، ج، ص279، نقلًا عن: شيعة الهند، ص10092.
[66]- والبروج، لندا (معاصرة)، الأعلم عند الشيعة، ترجمة: د. هناء خليف غني، ط الأولى - دار ومكتبة دنان - بغداد، 2013م، ص5.
[67]- كوربان، هنري (ت1398هـ)، الشيعة الاثنا عشريّة، ترجمة: د. ذوقان قرقوط، ط مدبولي - القاهرة، ص84.
[68]- عقيدة الشيعة، ص238.
[69]- موسوعة العتبات المقدّسة -سامراء-، ج، ص279 نقلًا: شيعة الهند، ص10092.
[70]- مارتن كريمر، مستشرق أمريكي -إسرائيلي، درس في جامعة تل أبيب سنة 1971م، وتتلمذ على يد المستشرق المعروف برنارد لويس، وقد ألّف عددًا من الكتب المتواضعة المستوى في الإسلام السياسي.
[71]- أقول: إنّ الشيعة لم تؤجّل الجهاد وإنّما عملوا للحفاظ على جذوته في سبيل العدل والحقّ مشتعلة حتّى في أحلك الظروف، فمرحلة الانكفاء عند الشيعة هي للحفاظ على مذهب أهل البيت من حكومات الاستبداد المتعاقبة، وما كتب الفقه الشيعي التي تتحدّث عن الجهاد الدفاعي ضدّ الأعداء تحت عنوان: (الدفاع عن بيضة الإسلام) خير دليل على ذلك، وقد تجاوز الشيعة كلّ الظالمين، وكانوا رهن إشارة الدعوات لنصرة الأمّة الإسلاميّة ضدّ الغزاة في مختلف العصور. 
[72]- سعد، جهاد (معاصر)، التطرّف الشيعي في محاضرات الاستشراق الصهيوني - مارتن كريمر- أنموذجًا، مجلّة دراسات استشراقيّة، ع4، السنة الثانية 2015م، ص.
[73]- مستشرق فرنسي، أستاذ الدراسات الإيرانيّة في جامعة السوربون، صدر له: المثقّف والمناضل في الإسلام المعاصر.
[74]- ريشار، يان (معاصر)، الإسلام الشيعي-عقائد وأيديولوجيّات-، ترجمة: حافظ الجمالي، ط الأولى - دار عطيّة - بيروت 1996م، ص68.
[75]- ريشار،يان (معاصر)، الإسلام الشيعي –عقائد وأيديولوجيّات-، ترجمة: حافظ الجمالي،ط الأولى – دار عطيّة - بيروت 1996م، ص72.
[76]- مستشرقٌ ألماني، عملَ لوقت طويل بالإضافة إلى دراساته الاستشراقيّة محقّقًا بالتلفزيون الألماني، ومن خلال عمله هذا صار على دراية كبيرة بالتطوّرات السياسيّة في منطقة الشرق الأوسط وخاصّة في المنطقة العربيّة، له مؤلّفات كثيرة منها: العرب والقدس، وأغنياء الشرق، والحرب غير المقدّسة (لبنان)، والنيل، وغيرها.
[77]- كونسلمان، جرهارد (معاصر)، سطوع نجم الشيعة، ترجمة: محمّد أبو رحمة، ط الأولى – مدبولي – القاهرة 1992م، ص116.
[78]- فيلسوف فينيقي، ولد في قبرص وعاش مابين (334 – 263ق. م)، عاش في أثينا منذ أيام شبابه وحتّى وفاته، أسّس على يديه المدرسة الرواقيّة سنة 300 ق. م، من مؤلّفاته: الجمهوريّة، والأخلاق، والحياة وفقًا للطبيعة، وفنّ الكون، وغيرها.ينظر: موقع https://ar.wikipedia.org/wiki
[79]- ينظر: الأبطحي، حسن (معاصر)، المصلح الغيبي والحكومة العالميّة، ترجمة: هادي السليماني، ط الثانية - مؤسّسة البلاغ - بيروت 2003م، ص16.
[80]- بلوتارك، باليوناني: بلوتارخوس، ولد سنة 46 قبل الميلاد في مدينة خيرونيا، وتلقّى تعاليمه في أثينا، مؤرّخ وناقد يوناني، يعتبر من أكبر مؤرّخي السير والتراجم في العالم القديم، توفّي سنة 1146 قبل الميلاد، له عدّة مؤلّفات، أهمّها: السير والمقارنة في التاريخ.ينظر: موقع  https://ar.wikipedia.org/wiki
[81]- المصدر نفسه، ص17.
[82]- ولد وولتر ستيس - ليمبيس- في لندن سنة 1886م، ودرس في كلية (fettes) بأدنبرة، نال شهادة الفلسفة من كليّة الثالوث بدبلن، تقلّد منصب رئيس بلدية كولومبو سنة 1929م، وعمل محاضرًا في جامعة برينستون ثمّ أستاذًا للفلسفة منذ عام 1935م، توفّي سنة 1967م في بريطانيا، من أعماله: المنطق وفلسفة اليونان، والدين والعقل الحديث، وفلسفة الروح، وغيرها. ينظر: موقع https://www.abjjad.com/author
[83]- ستيس، وولتر(ت1386ه)، تاريخ الفلسفة اليونانيّة، ترجمة: مجاهد عبد المنعم مجاهد، ط الثانية - بيروت 2005م، ص213؛ أيضًا: المصلح الغيبي والحكومة العالميّة، ص17.
[84]- التشيّع والتحوّل في العصر الصفوي، 304.
[85]- Islam,Volume,7, New york, The Encyclopaedia ofE.j.BRILL,1993.1230 .
[86]- Islam,Volume,7, New york, The Encyclopaedia ofE.j.BRILL,1993.1235- 1236.
[87]- American corporation. Encyclopedia American. U.s.A, 1963.
[88]- The Encyclopaedia Britannica. University of Cambridge, 1911.