البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

السيرة النبويّة في المصنّفات السريانيّة

الباحث :  أ.م.د. حيدر سالم محمد المالكي/م.د. دينا عبد السادة رسن المالكي
اسم المجلة :  دراسات استشراقية
العدد :  33
السنة :  شتاء 2023م / 1444هـ
تاريخ إضافة البحث :  March / 20 / 2023
عدد زيارات البحث :  1023
تحميل  ( 487.868 KB )
ملخَّص
لم تكن المصادر السريانيّة مهتمّة بما فيه الكفاية بسيرة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، كغيرها من المصادر الأخرى على مختلف مشاربها، بل نجدها تعرّضت للموضوع بشكل مقتضب جدًّا، وربّما يعود السبب في ذلك إلى أنّهم لم يكونوا على اطّلاع تامّ على حياته(صلى الله عليه وآله وسلم)، أو ربّما كانوا يتعمّدون ذلك خوفًا مِن انتشار الدين الإسلامي بينهم، كون النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) شخصيّة عُرفت بسموّها ورفعتها، فضلًا عمّا جاء به مِن تعاليم سامية، فكانت كفيلة بنصرة المظلوم، والفقير، والمحروم. ومع ذلك، فقد أخذوا يقبلون بعض أخباره(صلى الله عليه وآله وسلم) بما تهوى أنفسهم، سواء أولئك الذين عاصروه(صلى الله عليه وآله وسلم) أو الذين كتبوا عن الإسلام وانتشاره في العصر العباسي، فكانت كتابتهم وأقلامهم تتعمّد الاختصار في سيرته، وقد جاءت مغلوطة ومليئة بالأخطاء التاريخيّة الفادحة، فهم يطلقون عليه اسم (الملك)، لا النبيّ أو الرسول، وهذا اعتقادهم به، ويعترفون بأنّه موحّد، وأنّه أنقذ العرب من الجاهليّة والضلال، وجاء بتعاليم تختلف عن بقيّة الأنبياء(عليهم السلام).

الكلمات المفتاحيّة: سيرة - الرسول - المصنّفات السريانيّة.

المقدِّمة
تُعدّ سيرة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) محطّ اهتمام المؤرّخين والباحثين، سواء أكانوا مِن المسلمين أم غيرهم، فقد كانت شخصيّة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) موضع دراساتٍ مستفيضة؛ لأثرها البالغ في نفوس المؤرّخين، ولهذا لم نجد شخصيّة مثلها حازت على هذا الحجم مِن الاهتمام، ولم نجد مؤرّخًا من مؤرّخي هذا العالم مِن العرب والمستشرقين والسريان،كتب في الدين الإسلامي، إلّا وكان له(صلى الله عليه وآله وسلم) حظّ أوفر في كتاباته.

ومِن الطبيعي أنْ تتطلّب دراسة شخصيّته(صلى الله عليه وآله وسلم) في المصادر السريانيّة خوض غمار البحث حول النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بشكل خاصّ، والإسلام بشكل عام. وبنظرة أوّليّة عاجلة في مضامين الدّراسات السريانيّة، يتبيّن للباحث حجم التناقضات بين مؤرّخي السريان أنفسهم، وفي القضيّة نفسها، فنجدهم يختلفون في رحلاته، وغزواته، وسنة وفاته، مع بعضهم البعض، كما أنّ آراءهم تتعارض في أحيان كثيرة مع ما جاء في المصادر التاريخيّة والإسلاميّة، ولذلك تكفّل البحث بالإشارة إلى الآراء الإسلاميّة في الهامش.

ويأتي هذا البحث للإضاءة على سيرة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) في كتب المؤرّخين السريانيين، وإنْ كان التطرّق إليها ضعيف الوجود في كتبهم، إلا أنّه ارتأينا أنَّ إبراز ما هو موجود في كتبهم سيُفيد الباحثين والقرّاء.

وبناءً عليه، توزّع البحث على الشكل الآتي:

ـ المطلب الأوّل: السريان.
ـ المطلب الثاني: سيرة الرسول الأعظم محمّد (ص ).

أوّلًا: اسمه ونسبه(صلى الله عليه وآله وسلم).
ثانيًا: رحلته(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الشام الأولى.
ثالثًا: رحلته إلى الشام الثانية وزواجه المبارك.
رابعًا: المبعث والهجرة.
خامسًا: موقف قريش من الدعوة إلى الإسلام.
سادسًا: الهجرة.
سابعًا: الفتوحات.
ثامنًا: وفاته(صلى الله عليه وآله وسلم).
تاسعًا: موقفه(صلى الله عليه وآله وسلم) مِن النصارى.

ثم خُتم البحث بخاتمة تضمّنت أهمّ الاستنتاجات.

المطلب الأوّل: السريان
قبل الشروع بالبحث لا بدّ من التعرّف على أصل كلمة (السريان)، فقد وقع اختلاف كبير في أصل هذه التسمية. فقد ذهب القساوسة إلى أنَّ تلك اللفظة (السريان) أطلقها اليونان على الأرمن، وهي لفظة حديثة لم تكن معروفة لديهم، إذ إنّها ظهرت قبل خمسمائة أو أربعمائة عام مِن ظهور السيّد المسيح(عليه السلام)، ولم تُذكر تلك اللفظة في العهد القديم، وأنَّها استعملت في العهد المسيحي مِن قبل المبشّرين لتميّزهم عن بقيّة الآراميّين الوثنيّين، فالتصقت تلك اللفظة (السريان) بالمسيحيّة. وقيل إنَّ السريان هم بقايا الأكاديّين، والآثوريّين، والبابليّين، والكلدانيّين، والآراميّين الذين قدِموا مِن شبه الجزيرة العربيّة، واستوطنوا بلاد الرافدين والهلال الخصيب [2] منذ أقدم العصور، وتمكّنوا مِن أنْ يفرضوا سيطرتهم على رقعةٍ جغرافيّةٍ مترامية الأطراف[3].

وهكذا تعدّدت الأقوال في سبب التسمية، ولعلّ الرأي الصائب والمعوّل عليه أنَّ الكلمة محرّفة عن اسم (آشور) التي يلفظها السريان (آثور)، وقد أخذ عنهم اليونان ولفظوها (آسور)، ودعوا سكّانها بـ(السريان)[4].

بيد أنَّ غريغوروس[5] ذهب إلى أنّ العقل السليم لا يصدّق أنَّ أمّةً كبيرةً وعظيمة الشأن، كالأمّة السريانيّة، تترك اسمها الأصلي وتستبدله باسم آخر أعجمي، قد وضعته أمّة غريبة عنها، كأمّة (اليونان). فضلًا عن ذلك، فإنّ جميع الأقوام السريانيّة القديمة الذين ليسوا بأرمنيّين يسمّون أنفسهم منذ القديم بالسريانيّين، وليس لديهم اسم آخر للسانهم.

ولهذا، فقد لاقت تلك التسمية (السريان) اعتراضًا ورفضًا شديدًا مِن بعض القساوسة، ولعلّ السبب في ردّة فعلهم الشديدة عدم شرافة الاسم بنظرهم، وأنَّ أصله أعجميّ، وأنَّ اسم السريانيّين يُطلق علينا تعييرًا لنا، فهو ليس عندنا مِن الأسماء الشريفة؛ لكونه متأتيًا مِن اسم سوروس[6] الذي ملك في أنطاكية، فدعيت باسمه سوريا... أمّا نحن، فمِن بني آرام[7]، وباسمه كنّا نسمّى يومًا آراميّين...[8].

يرى القسّ يعقوب أوجين منا الكلداني «أنَّ اسم السريان لا يمكن أنْ يرتقي عهده عندهم إلى أكثر مِن أربعمائة أو خمسمائة سنة، وأنَّ وصف الأرمن بهذا الاسم (السريان) لا يمتّ بصلة إلى الأرمن»؛ كونه حديث العهد بالنسبة إلى الأرمن أنفسهم، وأنَّهم أقدم مِن ذلك الاسم نفسه، وكونه لم يرِد في العهد القديم، ولو مرّة واحدة، فاستدلّوا بذلك على حدوث الاسم (السريان) «مائة سنة قبل التاريخ المسيحي، خلافًا لمَنْ يحاول أنْ يجعل اسم السريان قديمًا أصيلًا للآراميّين، لأنَّه لو كان الأمر كذلك، لذُكر عند القدماء، ولَوَرَدَ، ولو مرّة واحدة، في العهد القديم...»[9]. ولهذا استدلّوا بذلك على حداثة هذا الاسم (السريان)، حيث لم يكن يُعرف عندهم إلّا في عهد السيّد المسيح على يد الرسل؛ أي لم يكن يُعرف خاصّة عند الآراميّين الشرقيّين؛ أي الكلدانيّين والآثوريّين، وبعبارة ثانية: «إنَّ اسم السريان لم يدخل على الآراميّين الشرقيّين؛ أي الكلدانيّين والآثوريّين، إلّا بعد المسيح على يد الرسل الذين تلمذوا هذه الديار، لأنَّهم كانوا جميعًا مِن سورية فلسطين...»[10].

بيد أنَّ هناك منهم مَنْ يرى أنَّه لا صحّة لهذا الكلام، فقالوا: «... وأمّا اسم السريانيّة، فزعم قوم أنَّه اسم أعجمي وضعه اليونانيّون أوّلًا للآراميّين، ثمّ دخل بين السريان وسائر الأمم إلى يومنا، ولكنّ هذا القول زعمٌ باطل لا أصل له؛ لأنّه قولٌ بلا سند أوّلًا، وثانيًا لأنَّ الباقين مِن السريان الأقدمين في بلاد أنور وكردستان إلى هذا يسمّون لغتهم بلسانهم سريانيّة. وكيف يصدّق أنّ أمّة صحيحة تترك اسم لسانها وجسمها، وتستبدل به اسمًا آخر أعجميًّا، ولا سيّما إذا كانت هذه الأمّة كسريان...»[11].

ويوجد رأي ثالث يرى أنّ المبشّرين للدّين المسيحي، كانوا شديدي التمسّك بالدين، فأحبّوا أنْ يسمّوا باسم (السريان)؛ كي يتميّزوا عن بقيّة الآراميّين الوثنيّين «... كان أجدادنا الأوّلون المنتصرون شديدي التمسّك بالدين المسيحي، الحقّ أحبّوا أنْ يسمّوا باسم مبشّريهم، فتركوا اسمهم القديم واتّخذوا اسم السريان؛ ليمتازوا عن بني جنسهم الآراميّين الوثنيين، لذا أضحت لفظة الآرامي مرادفة للفظة الصابئ والوثني، ولفظة السريان مرادفة للفظة المسيحي والنصراني القديم»[12].

وجزم جورج عطيّة رأيه بالقول: «يجمع العلماء على أنَّ السريانيّة جاءت نسبة إلى سرويا [اسوريا][13]»، وأنَّ اللغة السريانيّة هي إحدى اللغات المعروفة بالساميّة؛ أي التي تكلّم بها بنو سام، وأشهر اللغات الساميّة هي العربيّة، والعبرانيّة، والسريانيّة، والحبشيّة، وإنَّما ذكرت العربيّة أوّلًا بين اللغات السامية؛ لأنّ العربيّة باعتراف جميع المحقّقين هي أشرف اللغات الساميّة مِن حيث هي لغة، وأقدمها، وأغناها، ومعرفتها لازمة لكلّ مَنْ يريد أنْ يتقن سائر اللغات الساميّة، ولا سيّما السريانيّة.

المطلب الثاني: سيرة الرسول الأعظم محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)

أوّلًا- اسمه ونسبه(صلى الله عليه وآله وسلم)
لم تكن مصادر السريانيّة كالمصادر العربيّة في غناها وشمولها لسيرة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)[14]، بل نجدها تتناول سيرته(صلى الله عليه وآله وسلم) بشكل مقتضب بين ثناياها، وخاصّة المؤرّخين الأوائل للسريان، الذين أرّخوا لقيام الدولة العربيّة الإسلاميّة، إذ إنَّهم لم يكونوا على احتكاك مباشر مع حياته(صلى الله عليه وآله وسلم)، فضلًا عن ذلك، لم ينتشر الإسلام في عهده(صلى الله عليه وآله وسلم) كالانتشار الذي حصل فيما بعد، لهذا كانت معلوماتهم مقتضبة جدًّا، ومتناقضة، وكانوا يصفونه بــــ(الملك) في كتابتهم، لا النبيّ أو الرسول. والأدهى مِن ذلك أنَّ المؤرّخين السريان في العصر العباسي الأوّل والثاني، والمتأخّر، الذين عاشوا في ظلّ الدولة العربيّة الإسلاميّة، سواء أكان ذلك في بغداد وغيرها، لم يتناولوا سيرته العطرة(صلى الله عليه وآله وسلم) بإسهاب، كما فعل مؤرّخو العرب، ولهذا السبب سنتناول حياته(صلى الله عليه وآله وسلم) بما أوردته كتبهم.

هو محمّد بن عبد الله[15] بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف[16]، وكانت ولادته بمكّة[17] سنة اثنتين وتسعين وثمانمائة للإسكندر. ولمّا مضى من عمره سنتان بالتقريب مات عبد الله أبوه، وكان مع أمّه آمنة بنت وهب ستّ سنين، فلمّا توفّيت، أخذه إليه جدّه عبد المطلب وحنا عليه، فلمّا حضرته الوفاة، أوصى ابنه أبا طالب بحياطته، فضمّه إليه وكفله[18] إلى أنْ بلغ ثماني سنين[19].

ويرى مار ميخائيل السرياني الكبير أنَّ نسبه(صلى الله عليه وآله وسلم) من قبيلة قريش، ويدعى أتباعه المسلمين أو إسماعليّين أو هاجريين نسبة إلى هاجر وإسماعيل، وسرقيين نسبة إلى سارة، ومذيانيّين أبناء قنطور[20]، بيد أنّ ابن العبري جزم بأنَّ نسبه ينتهي إلى نبيّ الله إسماعيل (عليهما السلام)، فقال ما نصّه: «ذكر النسّابون أنَّ نسبته ترتقي إلى إسماعيل بن إبراهيم الخليل الذي ولدت له هاجر أمّه سارة زوجته»[21].

ثانيًا- رحلته(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الشام الأولى
أورد مؤرّخو السريان في كتبهم أنَّ الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) كان كثير السفر إلى بلاد الشام، فمنهم مَنْ حدّد تلك الأماكن التي زارها، والتي لا دليل عليها في المصادر الإسلاميّة وغيرها، فيقول يعقوب الرهّاوي المتوفّى سنة (86هـ/ 708م) ما نصّه: «كان محمّد يسافر للتجارة في أراضي فلسطين، وجزيرة العرب، وفينيقيا السورية»[22].
وفي السياق نفسه، نرى أنّ مار ميخائيل السرياني الكبير المتوفّى سنة (577هـ/ 1199م) يتناول سيرته(صلى الله عليه وآله وسلم) بشكل مغلوط، فإنَّه يقول: «كان محمّد بن عبد الله يذهب إلى فلسطين للتجارة...»[23].

بيد أنَّ ابن العبري يرى أنَّه لمّا تولّى كفالته أبو طالب، خرج به وهو ابن تسع سنين إلى الشام. فلمّا نزلوا بصرى، خرج إليهم راهب عارف اسمه بحيرا مِن صومعته[24]، وجعل يتخلّل القوم حتّى انتهى إليه فأخذه بيده، وقال: سيكون مِن هذا الصبيّ أمر عظيم ينتشر ذكره في مشارق الأرض ومغاربها، فإنَّه حيث أشرف أقبل وعليه غمامة تظلّله[25].

ومِن الأمور الغريبة التي ذكرها مؤرّخو السريان، أنَّهم يزعمون في كتبهم أنَّ الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) أخذ دينه مِن الديانة المنتشرة في تلك الحقبة، وأخذ كلّ واحد منهم يرى أنّه أخذ مِن دينه، فيزعم المؤرّخ مار ميخائيل السرياني الكبير أنَّه(صلى الله عليه وآله وسلم) أخذ الدين مِن اليهوديّة المنتشرة في فلسطين، ونشرها بين قومه عند عودته، فقال مار ميخائيل السرياني ما نصّه: «كان محمّد بن عبد الله يذهب إلى فلسطين للتجارة، واطّلع على عقيدة اليهود بوحدانيّة الله بتداوله الحديث معهم، ولمّا رأى أبناء شعبه يتعبّدون للحجارة والخشب وغيرها مِن المخلوقات، استحسن عقيدة اليهود وجنح إليها، ولمّا عاد إلى وطنه، طرح هذه العقيدة على أبناء أمّته، فأطاعته قلّة في بادئ الأمر، ثمّ أخذوا بالتزايد، وإذ قوي، أخذ يأمرهم رسميًّا بإطاعته...»[26]. وهذا الرأي خالفه خوان كول الذي ذهب مذهبًا مخالفًا لما يراه مار ميخائيل السرياني الكبير، فزعم أنَّه(صلى الله عليه وآله وسلم) أخذ تعاليم السيّد المسيح(عليه السلام)، فيقول: «وكان المبشّرون والتجّار المسيحيّون المصاحبون لمحمّد يحدّثونه عن تعاليم المسيح الذي يقول للناس أنْ يديروا خدّهم الأيسر لمَنْ لطمهم على الأيمن، وأنَّه سيعود يومًا للأرض ليسود السلام...»[27].

وعليه، يظهر التناقض بين مؤرّخي السريان للسيرة النبويّة، ولا يمكن الأخذ بالأقوال المتناقضة والاعتماد عليها، فهي تنمّ عن فهمهم الخاطئ للسيرة العطرة. فضلًا عن ذلك، لم نرَ في سيرته(صلى الله عليه وآله وسلم) تعاليم يهوديّة أو مسيحيّة، فهذه المصنّفات الإسلاميّة، بل حتّى القرآن الكريم، لا يوجد فيها أيّ تعاليم كانت ثابتة في الأديان السابقة، ووقع فرضها على المسلمين كما هي، وإنْ كانت بعض العبادات متشابهة في الأصل، وهذا يعود إلى المصدر الواحد لجميع الديانات السماويّة، وهو الله سبحانه وتعالى، بل يمكن الادّعاء بأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) جاء بتعاليم مخالفة بشكل كبير مع تعاليم ما سبقه مِن ديانات، خاصّة اليهوديّة والمسيحيّة، خاصّة تلك التعاليم التي ذكرها مار ميخائيل السرياني الكبير، إذ يقول: «أنّهم يصلّون خمس مرّات في اليوم، وفي كلّ صلاة يركعون أربع ركعات...يصومون ثلاثين يومًا طوال النهار، ويأكلون طوال النهار حتّى الفجر، ويتوضّون بالماء قبل الصلاة، ويغسلون أعضاءهم، وفي حالة اقترابهم مِن المرأة أو الاحتلام يطهّرون جسمهم كلّه، ومِن ثَمَّ يصلّون، وقبلتهم هي مكّة حيثما كانوا»[28]. فهل هذه الفروض جاء بها النبيّ موسى(عليه السلام)، أم النبيّ عيسى(عليه السلام)؟ فهي غير ثايتة عند الديانات الأخرى، فكيف يدّعي المؤرّخون السريانيون أنَّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) تعلّم مِن اليهودية والمسيحية ثمّ علّم قومه؟

أضف إلى ذلك ما ذكره مار ميخائيل السرياني الكبير نفسه مِن أنَّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يتقيّد بشريعة نبيّ الله موسى، فقال: «... وهم يمارسون الختان... لكنّهم دون أنْ يتقيّدوا بشريعة موسى بأنَّ يتمّ الختان في اليوم الثامن، ولكنَّهم يختنون في أيّة سنّ كانت»[29]. وهذا دليل واضح على تناقض آرائه، وهو ما ينمّ عن عدم الفهم أو عدم الاطّلاع.
كما أنَّ ما ذكره ابن العبري مِن أنَّه(صلى الله عليه وآله وسلم) في رحلته الأولى التقى بالراهب بحيرا[30]، وهو ابن تسع سنين[31]، وقال سيكون مِن هذا الصبي أمر عظيم ينتشر ذكره في مشارق الأرض ومغاربها، وإنَّه حيث أشرف أقبل وعليه غمامة تظلّله[32]. فإنَّ هذه الرواية، وإنْ كانت واردة في المصادر الإسلاميّة، إلّا أنّها ليست مِن القضايا الثابتة تاريخيًّا في تاريخ النبيّ محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)، بل رفضها كليًّا بعض المؤرّخين المسلمين على تفصيل في محلّه. كما أنَّ هذه الرواية لا تنهض دليلًا على قولهم بأنَّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) تعلّم مِن اليهوديّة والمسيحيّة، بل القدر المتيقّن مِن الرواية أنَّ الراهب عنده معرفة واطّلاع على صفات نبيّ آخر الزمان، وقد وجد هذه الصفات منطبقة على النبيّ محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم).

ثالثًا- رحلته الثانية إلى الشام وزواجه المبارك
لم تشِر المصادر السريانيّة المتوفّرة إلى رحلته الثانية، وزواجه مِن السيِّدة خديجة الكبرى (رضوان الله عليها)، والوحيد الذي أشار إلى ذلك هو ابن العبري؛ حيث أورد أنّه لمّا كمل له مِن العمر خمس وعشرون سنة، عرضت عليه امرأة ذات شرف ويسار، اسمها خديجة، أنْ يخرج بمالها تاجرًا إلى الشام، وتعطيه أفضل ما تعطي غيره، فأجابها إلى ذلك وخرج، ثمّ رغبت فيه، وعرضت نفسها عليه، فتزوّجها، وعمرها يومئذ أربعون سنة، وأقامت معه إلى أنْ توفّيت بمكّة اثنتين وعشرين سنة[33].

رابعًا- المبعث والهجرة
أطلق مؤرّخو السريان لفظة (ملك) على الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) متعمّدين في استخدام هذه اللفظة؛ لعدم إقرارهم بنبوّته(صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم يذكر أحد مِن مؤرّخي السريان حياته في مكّة. وحسب المصادر التي تتوفّر لدينا، فإن المؤرّخ البطريرك أسطفان الدويهي[34] المتوفّى سنة (ت 1082/ 1704م)، هو الوحيد الذي ذكر عمره الشريف(صلى الله عليه وآله وسلم) عند مبعثه، وقد أخطأ في تحديد ذلك، فقال: «وفي سنة أربعة وأربعين مِن عمره، أظهر الدعوة...»، والصحيح هو عمره(صلى الله عليه وآله وسلم) لمّا بلغ الأربعين.

خامسًا- موقف قريش من الدعوة الإسلاميّة
لم يتناول أحد مِن المؤرّخين السريان -بحسب المصادر المتوفّرة- موقف قريش مِن دعوة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) لهم للإسلام، بيد أنّ البطريرك أسطفان الدويهي الوحيد الذي ذكر ذلك بقوله: «وأمّا قريش وأتباعه في مدينة مكّة، كانوا متمسّكين بعبادة الأصنام، وما وافقوه على دعوته، بل نصبوا له العداوة، وكتبوا صحيفة وعلّقوها على أطراف الكعبة، وإنَّ بني هاشم لا يعاملون بني عبد المطلب، ولا يخالطونهم»[35].

ونلاحظ مِن كلام البطريرك أسطفان الدويهي أنّه اختزل الدعوة في مكّة التي دامت ثلاث عشرة سنة، وبيّن موقف زعماء قريش مِن تلك الدعوة، وتمسّكهم بعبادة الأصنام، ومحاربتهم له(صلى الله عليه وآله وسلم)، ولِما جاء به(صلى الله عليه وآله وسلم)، بل الأكثر من ذلك كلّه، ذكر حادثة المقاطعة التي قام بها زعماء قريش لبني هاشم، والتي دامت ثلاث سنوات؛ أي مِن اثنتي عشرة إلى الخامسة عشر للبعثة المباركة، وأشار إلى وضع الصحيفة على أطراف الكعبة.

سادسًا- الهجرة
وأمّا هجرته الشريفة، فقد أورد التلمحري[36] المتوفّى سنة (223هـ/ 845م) في سرده لأحداث سنة (923 يوناني[37]/ 621م)، وهذا التاريخ يمثّل السنة الأولى للهجرة المباركة، فيذكر أنَّ محمّدًا [صلّى الله عليه وآله] كان أوّل ملك لهم، الذي ادّعى -حسب مصادرهم- النبوّة فيهم، فدبّر شؤونهم، وأنقذهم مِن الجاهليّة، وجعل الإسلام لهم دينًا، يعبدون الإله الخالق الواحد الأحد، وسنّ لهم شريعة بعد أنْ كانوا يعبدون الأصنام ويسجدون لها، وخاصّة الأشجار. وأضاف أنّهم كانوا شغوفين بمخافة الشياطين[38].

وعلى الرغم مِن أنَّ التلمحري ذكر أنَّ محمّدًا ملك ادّعى النبوّة، إلّا أنّه لم يُنكر ما فعله محمّد بقومه من أنّه قد انتشل العرب مِن عبادة الأصنام، وأنقذهم مِن الضلال، وأخذ ينشر التعاليم الإسلاميّة، وسنّ لهم الشريعة، ودعاهم إلى التوحيد وعبادة الله الواحد الأحد، وأنَّه لم يعبد الأوثان مثلهم. وهذه الأوصاف كافية لإثبات نبوّته(صلى الله عليه وآله وسلم)، فهي صفات خاصّة بالأنبياء. فالتلمحري قدّم الأوصاف الصحيحة بعد أنْ أصدر حكمه بأنّ محمّدًا ادّعى النبوة، وهذا خطأ منهجيّ منه، فالأَوْلى به أنْ يقدّم الأوصاف ثمّ يعطي النتيجة بناء عليها لا العكس.

وزعم التلمحري أنّ الشريعة التي جاء بها(صلى الله عليه وآله وسلم) كانت بحسب مزاج قومه، وأنّه ترك التعبّد بالأديان الأخرى، يقول: «... ولأنّه علّمهم وحدانيّة الله... وضع لهم شرائع توافق مزاجهم، ووصفوه برسول الله، ونبذوا أيّ تشريع يوضع لهم، سواء مِن قبل محمّد أو أيّ إنسان آخر لا يتّقي الله، ولا يتماشى مع رغباتهم، ويتمسّكون بما يتلاءم تلك الرغبات، حتّى ولئن وضعه شخص لا قيمة له، وينسبونه إلى النبي رسول الله قائلين هذا أمر الله...»[39].
مِن الواضح أنّ التلمحري قد أوقع نفسه بالتناقضات، فنجده يذكر أنَّه(صلى الله عليه وآله وسلم) جاء بشريعة توافق مزاجهم، وفي الوقت نفسه يقول إنَّه علّمهم وحدانيّة الله، وترك أيّ إنسان لا يتّقي الله، فهذا يعني أنّ القوانين التي جاء بها(صلى الله عليه وآله وسلم) هي قوانين سماويّة، وإذا كانت كذلك، فإنَّها توافق شرائع الأنبياء (عليهم السلام)؛ كونهم كلّهم يدعون إلى وحدانيّة الله لا شريك له.

أضف إلى ذلك، أنَّ كلامه هذا مخالف لما ذكره البطريرك أسطفان الدويهي[40] الذي جزم بالقول أنّه [صلّى الله عليه وآله] أمرهم بتصديق الأنبياء والرسل، وما أنزله الله عليهم، وكان يعتقد أنَّه لمّا فرض عليهم الاعتراف بأنَّ المسيح روح الله وكلمته، ورسوله، وصدق الإنجيل[41].

بيد أنّ المنبجي[42] المتوفّى في القرن الرابع الهجري، يذكر تفاصيل حول الهجرة المباركة؛ إذ تكلّم على المرحلة المدنيّة بإسهاب، فذكر أنّهم رأّسوا عليهم رجلًا يقال له (محمّد بن عبد الله) (صلى الله عليه وآله وسلم)، فصار لهم رئيسًا، وملكًا، ودبّرهم عشر سنين، واجتمع إليه أهله، وأقاربه، وقومه، فأخذهم بالإيمان بالله وحده، لا شريك له، ورفض عبادة الأوثان، فردّوا الله وحده بالعبادة، وأمرهم بالختانة، وترك شرب الخمر، وألّا يأكلوا الخنزير، ولا الميتة والدم، وأنْ يقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، مَنْ قبِل ذلك سلِم، نجا، ومَنْ رفضه وامتنع منه، حاربه.

وهنا ذكر المنبجي تاريخه(صلى الله عليه وآله وسلم) في المدينة المنوّرة، ودليل ذلك قوله ودبّرهم عشر سنين، وهذه مدّة إقامته(صلى الله عليه وآله وسلم) في المدينة، ولكنّه أغفل الدعوة الأولى التي كانت أيام البعثة المباركة التي دامت ثلاث عشرة سنة في مكّة يدعو قومه. وعليه، فالمنبجي خلط بين تلك الدعوة وبين المرحلة المكّية، فإنَّ دعوته المباركة(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى ترك عبادة الأوثان، والإيمان بالله وحده، كانت أيّام مكّة، وكذلك بعض التشريعات التي ذكرها قد وجبت في المدينة، لا في مكّة.
وأشار ابن العبري إلى مدى اهتمام الأنصار بالرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) عندما هاجر من مكّة إلى المدينة، وكان ذلك اليوم مشهدًا وحافلًا بالاحتفال والأفراح. وقال في السنة الأولى مِن هجرته احتفل الناس إليه ونصروه على المكّيّين أعدائه[43].

وذكر البطريرك أسطفان الدويهي الهجرة المباركة، ورأى أنَّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لمّا كان له مِن العمر أربع وخمسون سنة، هاجر إلى المدينة في شهر ربيع الأوّل، وابتنى له فيها مسجدًا، ومساكن، وكانت تلك السنة بدو سنين الهجرة، وهي سنة ستمائة واثنتين وعشرين للسيّد المسيح[44].

بل إنَّ الواقع كان يبلغ مِن العمر(صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاثًا وخمسين سنة، ودليل ذلك يعود إلى أنّه لمّا بلغ الأربعين جاءه الوحي، وأخذ يدعو قومه في مكّة المكرمة إلى عبادة الله وحده لا شريك له، واستمرّ بذلك ثلاث عشرة سنة، فلمّا بلغ ثلاثًا وخمسين هاجر إلى المدينة.

سابعًا- الفتوحات
لم ترِد لفظة (غزوة) في المصادر السريانيّة التي تتوفّر لدينا إلّا عند ابن العبري، بل أوردوا لفظة استحلّ أو احتلّ، كما أنَّ مصادرهم لم تتناول الغزوات كلّها، بل ذكر معظمها ابن العبري والبطريرك أسطفان الدويهي، وفيما يلي نوردها بحسب ما ذكراه في كتابيهما:

1. فتح فلسطين
أوّل من أشار إلى فتح فلسطين التلمحري، الذي يرى أنَّ الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) استحلّ فلسطين عام (932 يوناني) أي (621 ميلادي)، التي يقابلهما السنة الأولى للهجرة المباركة، إذ ذكر في أحداث السنة آنفًا: استحلّ المسلمون فلسطين حتّى الفرات النهر الكبير، فانهزم الروم، وعبروا جهة الفرات الشرقيّة، فسيطر عليها المسلمون[45].

إنَّ التلمحري لم يكن موفّقًا في نقله لهذا الخبر، لأسباب عدّة: أوّلها أنَّ هذه السنة (932 يوناني)، هي السنة الأولى للهجرة، ولم يكن الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) يمتلك أيّ جيش إطلاقًا، ولم يكن معه إلّا أعداد قليلة، إذ إنَّه(صلى الله عليه وآله وسلم) هاجر وأصحابه إلى المدينة المنوّرة، ولم يكن لهم مأوى، ولم يظهر عليه أيّ مظهر للقوّة العسكرية، ولم يكن الظهور العسكري إلّا في معركة بدر (2هـ) أي (933 سرياني)، (622 ميلاد)، ولم يكن معه إلّا (313 مقاتلًا).

فضلًا عن ذلك، فإنّ المدينة لم تكن حينها مدينةً محصّنةً مِن كلّ جوانبها، إذ كان يوجد بها النصارى واليهود وغيرهما، فكيف يتوجّه(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى مقاتلة الروم في فلسطين، ويترك المدينة مِن غير حماية، فهذا يحتاج العدّة والعدد مِن ناحية الجيش، وتوفير مستلزماته كافّة.

حتّى إذا كان قصده إرسال أسامة بن زيد إلى أرض فلسطين، فهو لا يستقيم؛ لأنَّه كان في السنة الحادية عشرة للهجرة، أي عام (942 يوناني) أي (631 ميلادي)[46].

2. غزوة بدر[47]
تُعدّ غزوة بدر أولى المعارك التي خاضها المسلمون تحت قيادته(صلى الله عليه وآله وسلم)، وذكر ابن العبري: «وفي السنة الثانية مِن هجرته إلى المدينة، خرج بنفسه إلى غزاة بدر، وهي البطشة الكبرى، وهزم بثلاثمائة وثلاثة عشر رجلًا مِن المسلمين ألفًا مِن أهل مكّة المشركين»[48]. بينما ذكر البطريرك أسطفان الدويهي هذه الغزوة بأسلوب مقتضب جدًّا، إذ إنَّه أشار إلى السنة التي وقعت فيها، دون ذكر تفاصيل تلك الغزوة، فقال: «في السنة الثانية للهجرة (623م) كانت غزوة بدر الأولى صناديد قريش[49].

ولم ترِد في كتب السريان المتوفّرة تحديد قبلة المسلمين التي فرضها الله تعالى على نبيّه(صلى الله عليه وآله وسلم)[50] وعلى أتباعه إلى يوم الدين، وكذلك فرض الصيام مِن الناحية التاريخيّة، إلّا أنَّ ابن العبري ذكرها في أحاديث الثانية للهجرة[51]، فقال: وفي هذه السنة صرفت القبلة عن جهة بيت المقدّس إلى جهة الكعبة[52]. وفيها فرض صيام شهر رمضان[53].

3. غزوة أُحد
لم تذكر المصادر السريانيّة المتوفّرة لدينا تلك الغزوة، ولا أشارت إليها، لكنَّ ابن العبري ذكر: في السنة الثالثة خرج إلى غزاة أُحد. وفيها هزم المشركون المسلمين وشجّ في وجهه وكسرت رباعيّته[54].

4. كسرة اليهود (غزوة خيبر)
كغيرها مِن الغزوات لم تتعرّض لها المصادر السريانيّة المتوفّرة لدينا، إلّا ابن العبري ذكرها بالقول: في السنة الرابعة غزا بني النّضير اليهود وأجلاهم إلى الشام[55]. وأخطأ البطريرك أسطفان الدويهي في ذكره لها بأنّها وقعت في السنة الثالثة مِن الهجرة، والخامسة لهرقل الملك، حاصر المسلمون اليهود في حصونهم فكسروهم، واغتنموا أموالهم [56].

واكتفى بهذا القول دون الإشارة إلى أسباب تلك الغزوة، وكم كان عدد المسلمين فيها، والحصار الذي فرضه المسلمون.

5. بنو النضير (غزوة بني النضير)
لم يتناولها أحد مِن مؤرّخي السريان حسب المصادر المتوفّرة، إلّا أنَّ البطريرك أسطفان الدويهي تناولها هي الأخرى باقتضاب؛ إذ ذكر في السنة الرابعة للهجرة[57]، وهي سنة سكة -سنة ٦٢٥ ميلادي- في بلاد العرب نزل النضير مِن حصونهم، وارتحل البعض منهم إلى عند عرب خيبر، والبعض منهم إلى الشام، فتبعهم المنذر، وقتلهم عند بئر معاوية[58].

6. غزوة الأحزاب[59]
تُعدّ هذه الغزوة مِن الغزوات التي قادها الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) بنفسه لمواجهة العدوّ المحدق بالمدينة، حيث جمع العدوّ جيشًا كبيرًا مِن الأحزاب، وحاصروا المدينة، ولهذا تمثِّل هذه المعركة حدًّا فاصلًا في التاريخ الإسلامي، حيث ظهرت قوّة وعظمة المسلمين في دفاعهم عن الإسلام ونبيّه محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) وعن بلدهم في مقابل تجمّع الأحزاب المناوئة له(صلى الله عليه وآله وسلم).

لم يشِر أحد مِن مؤرّخي السريان إلى هذه المعركة إلّا ابن العبري الذي ذكرها ضمن أحداث السنة الرابعة مِن الهجرة[60]، وقد أخطأ في ذلك؛ كونها وقعت في السنة الخامسة[61] للهجرة، إذ قال: فيها -أي الرابعة للهجرة- اجتمع أحزاب شتّى مِن قبائل العرب مع أهل مكّة، وساروا جميعًا إلى المدينة فخرج إليهم. ولأنَّه هال المسلمين أمرهم، أمر بحفر خندق، وبقوا بضعة وعشرين يومًا لم يكن بينهم حرب. ثمّ جعل واحد مِن المشركين يدعو إلى البراز[62]، فسعى نحوه عليّ بن أبي طالب، وقتله وقتل بعده صاحباً له. وكان قتلهما سبب هزيمة الأحزاب على كثرة عددهم ووفرة عددهم.

7. غزوة دومة الجندل وغزوة بني لحيان
لم تشِر المصادر السريانيّة المتوفّرة لدينا إلى هاتين الغزوتين إلّا ابن العبري[63] الذي ذكرهما باقتضاب، فقال في السنة الخامسة كانت غزوة دومة الجندل[64] وغزوة بني لحيان[65].

8. غزوة بني المصطلق[66]
ذكرها ابن العبري باقتضاب، حيث قال: وفي السنة السادسة خرج بنفسه إلى غزاة بني المصطلق وأصاب منهم سبيًا كثيرًا[67].

9. غزوة خيبر
قال فيها ابن العبري: وفي السنة السابعة خرج إلى غزوة خيبر مدينة اليهود. وينقل عن عليّ بن أبي طالب أنّه عالج باب خيبر[68]، واقتلعه وجعله مجنًا، وقاتلهم[69].

10. فتح مكّة
تحدّث ابن العبري عن فتح مكّة، فقال: «وفي الثامنة كانت غزوة الفتح؛ فتح مكّة، وعهد إلى المسلمين أنْ لا يقتلوا فيها إلّا مَنْ قاتلهم، وأمن مَنْ دخل المسجد، ومَنْ أغلق على نفسه بابه، وكفّ يده، ومَنْ تعلّق بأستار الكعبة سوى قوم كانوا يؤذونه، ولمّا أسلم أبو سفيان، وهو عظيم مكّة، مِن تحت السيف، ورأى جيوش المسلمين، قال للعبّاس: يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيمًا، فقال له: ويحك إنّها النبوّة، قال نعم إذن»[70].

11. غزوة تبوك[71]
لم تشِر المصادر السريانيّة المتوفّرة لدينا إلى تلك الغزوة إلّا ابن العبري قال فيها: «وفي السنة التاسعة خرج إلى غزاة تبوك مِن بلاد الروم ولم يحتج فيها إلى حرب، وفي السنة العاشرة حجّ حجّة الوداع. وفيها تنبّأ باليمامة مسيلمة الكذّاب، وجعل يسجّع مضاهيًا للقرآن فيقول: «لقد أنعم الله على الحبلى أخرج منها نسمة تسعى مِن بين صفاق وحشًا»[72].

ثامنًا- وفاته(صلى الله عليه وآله وسلم)
فقد وقع اختلاف كبير بين مؤرّخي السريان في سنة وفاته(صلى الله عليه وآله وسلم)، فذكر التلمحري ما نصّه: (سنة 943 [يوناني]/ 629م توفّي محمّد ملك المسلمين)[73]، ويوجد قول آخر في تحديد سنة وفاته(صلى الله عليه وآله وسلم): «سنة 938ي/ 627م/ 6هـ/ توفّي النبيّ محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)....»[74]، والأدهى ما ذكره مار ميخائيل السرياني الكبير: «...بعد أنْ حكم محمّد سبع سنوات توفّي...»[75].

ويرى ابن العبري أنّه في السنة العاشرة حجّ حجّة الوداع[76]، وفي هذه السنة وعك(عليه السلام)، ومرض وتوفّي يوم الاثنين لليلتين بقيتا مِن صفر. وكان عمره بجملته ثلاثًا وستين سنة، منها أربعون سنة قبل دعوة النبوّة، وبعدها ثلاث عشرة سنة مقيمًا بمكّة، ومنها بعد الهجرة عشر سنين مقيمًا بالمدينة، ولمّا توفّي أراد أهل مكّة من المهاجرين ردّه إليها لأنَّها مسقط رأسه، وأراد أهل المدينة منِ الأنصار دفنه بالمدينة لأنَّها دار هجرته ومدار نصرته، وأرادت جماعة نقله إلى بيت المقدس لأنّه موضع دفن الأنبياء، ثمّ اتّفقوا على دفنه بالمدينة، فدفنوه بحجرته حيث قبض.

وذكر البطريرك أسطفان الدويهي تحت عنوان وفاة نبيّ الإسلام محمّد ما نصّه: «في السنة الحادية عشرة؛ أي السنة الحادية عشرة للهجرة، وهي سنة ستمائة وإحدى وثلاثون للسيّد المسيح، كانت وفاة أبو القاسم محمّد نبيّ الإسلام، وكان ذلك يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت مِن ربيع الأوّل، وقيل ما نصف نهار يوم الاثنين لليلتين بقيا من ربيع الأوّل...»[77].

تاسعًا- موقفه(صلى الله عليه وآله وسلم) مِن النصارى
عُرف عن الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) رحمته ورأفته تجاه أهل الذمّة، إذ كان يرى(صلى الله عليه وآله وسلم) مَن آذاهم فقد آذاه، ومن آذاه فقد آذى الله عزّ وجلّ، وكان هو(صلى الله عليه وآله وسلم) خصمه، وكانوا تحت رعايته وحمايته في ظلّ دولته الإلهيّة المباركة، ويصفهم بنفسه وعرضه، فقال البطريرك أسطفان الدويهي ما نصّه: «وذكرت التواريخ أنَّه كان مؤثرًا للنصارى، رؤوفًا بهم، ضرب عليهم الجزية، وكان لهم الأمان، وقال مَنْ آذى ذمّيًا فقد آذاني، ومَنْ ظلم ذمّيًا فكان خصمه يوم القيامة، وقال لعمر عندما طلبوا منه الأمان أنَّ نفوسهم كنفوسنا، وأموالهم كأموالنا، وأعراضهم كأعراضنا»[78].

الخاتمة
في نهاية هذه الجولة البحثيّة في مصادر المؤرّخين السريانيّين، تبيّن أنَّ السريانيّين لم يولوا اهتمامًا كافيًا بالمسلمين وتاريخهم وسيرة نبيّهم، على الرغم مِن معاصرتهم لجميع مراحل تطوّر الدعوة الإسلاميّة، ولعلّ ذلك يعود إلى أسباب أيديولوجيّة تمنعهم من عرض ثقافة الإسلام والمسلمين بين مجتمعاتهم خوفًا عليهم مِن التأثّر بهم. ورغم قلّة المعلومات في كتبهم حول السيرة النبويّة، حاولنا في هذا البحث المتواضع عرض ما ورد فيها مع إظهار وجه الخلل. ولكي لا نكون مِن المصادرين على الرأي، أوضحنا مرّات عديدة بأنَّ المعلومات التي استقى منها البحث تقتصر على ما توفّر بين أيدينا، ما يترك مجالًا للباحثين أنْ يسلّطوا الضّوء على هذا الموضوع مِن خلال مصادر أخرى تتوفرّ بين أيديهم غير ما ورد هنا.

وبناءً عليه، فقد خلص البحث إلى نقاط عدّة نوردها كما يلي:
السريان هم بقايا الأكاديّين، والآثوريّين، والبابليّين، والكلدانيّين، والآراميّين الذين قدموا مِن شبه الجزيرة العربيّة، واستوطنوا بلاد الرافدين، وجاءت تلك التسمية نسبه إلى سوريا (أسوريا).
المصادر السريانيّة مقتضبة جدًّا في تناول سيرة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) العطرة، فلم تتناول اسمه الكامل، بل اكتفت به إلى جدّه (عبد مناف)، وربَّما دفعها ذلك العمد حتّى لا يعرف أقوامهم أنَّه يتّصل بجدّه إسماعيل بن إبراهيم (عليهما السلام)، فضلًا عن ذلك، جاءت في كتبهم رحلته(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أراضي فلسطين، وجزيرة العرب، وفينيقيا السوريّة، وهذا غير موجود في المصنّفات الإسلاميّة.
لم تتناول المصادر السريانيّة المتوفّرة رحلته الثانية، وزواجه من السيِّدة خديجة الكبرى (رضوان الله عليها)، والوحيد الذي أشار إلى ذلك هو ابن العبري.
لقد أخطؤوا في تحديد سنة مبعثه، إذ ذهبوا إلى سنة أربعة وأربعين مِن عمره، أظهر الدعوة، وعلّم قومه الوحدانيّة، وترك عبادة الأوثان.
لقد زعموا أنَّه(صلى الله عليه وآله وسلم) جاء بتشريعات تخالف تلك التي جاء بها الأنبياء(عليهم السلام).
وذكر بعضهم أنَّ(صلى الله عليه وآله وسلم) قد أمرهم بتصديق الأنبياء والرسل، وما أنزله الله عليهم، وقد ذكروا غزواته، وتناولوا سياسته، ورفقه، ورحمته تّجاه أهل الذمّة، إذ كان يرى(صلى الله عليه وآله وسلم) أذيّتهم مِن أذاه، ومَنْ آذاه فقد آذى الله (عزّ وجل، وكان هو(صلى الله عليه وآله وسلم) خصمه، وكانوا تحت رعايته.


لائحة المصادر والمراجع
القرآن الكريم.
ابن إسحاق، محمّد بن إسحاق بن يسار (ت 151هـ) سيرة ابن إسحاق، تحقيق: سهيل زكّار، دار الفكر (بيروت - 1978).
ابن الأثير، علي بن أبي الكرم محمّد بن محمّد (ت 630هـ) الكامل في التاريخ، تح: عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي - بيروت، 1997، ج2.
ابن العاقولي، محمّد بن محمّد بن عبد الله (ت 797هـ) الرصف لما روي عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) من الفعل والوصف ويليه شرح الغريب، مؤسّسة الرسالة - بيروت، 1994، ج2.
ابن العبري، غريغوريوس ابن أهرون بن توما (ت 685هـ/ 1307م).
ابن المقلن، البدر المميّز في تخريج الأحاديث الواقعة في الشرح الكبير، تح: مصطفى أبو الغيط وآخرون، دار الهجر (الرياض–1425هـ)، ج9.
ابن حبيب، محمّد بن حبيب بن أميّة (ت 245هـ) المحبر، تح: إيلزة ليختن شتيتر، دار الآفاق الجديدة، بيروت–د.ت؛ الطبري، محمّد بن جرير بن يزيد (ت 310هـ) تاريخ الأمم والملوك، دار الكتب العلميّة (بيروت–1407هـ)، ج1؛ الماوردي، علي بن محمّد بن محمّد (ت 450هـ) أعلام النبوة، دار ومكتبة الهلال (بيروت-1409هـ).
ابن حجر الهيتمي، أحمد بن محمّد بن علي (ت 974هـ) أشرف الوسائل إلى فهم الشّمائل، تح: أحمد بن فريد المزيدي، دار الكتب العلميّة (بيروت-1998).
ابن حجر، أحمد بن علي بن محمّد (ت 852هـ) الإصابة في تمييز الصحابة، تح: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمّد معوض، دار الكتب العلميّة (بيروت- 1415هـ) ج1.
ابن حزم، علي بن أحمد بن سعيد (ت 456هـ) جوامع السيرة وخمس رسائل أخرى، تح: إحسان عباس، دار المعارف (مصر-1900).
ابن خيّاط، خليفة بن خيّاط بن خليفة (ت 240هـ) تاريخ خليفة بن خيّاط، تح: د. أكرم ضياء العمري، دار القلم، ط2، (بيروت-1397هـ).
ابن سعد، محمّد بن سعد بن منيع (ت 230هـ) الطبقات الكبرى، تح: محمّد عبد القادر عطا، دار الكتب العلميّة (بيروت-1990)، ج1.
ابن سيّد الناس، محمّد بن محمّد بن محمّد بن أحمد (ت 734هـ) عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير، تعليق: إبراهيم محمّد رمضان، دار القلم - بيروت، 1993، ج1.
ابن عبد الحقّ، عبد المؤمن بن عبد الحقّ (ت 739هـ) مراصد الاطّلاع على أسماء الأمكنة والبقاع، دار الجيل (بيروت-1412هـ)، ج1.
ابن قتيبة الدينوري، عبد الله بن مسلم (ت 276هـ) المعارف، تح: ثروت عكاشة، الهيئة المصريّة العامّة للكتاب، ط2، (القاهرة-1992).
ابن كثير، إسماعيل بن عمر بن كثير (ت 774هـ) البداية والنهاية، تح: عبد الله بن عبد المحسن التركي، دار هجر (د.م-2003)، ج5.
ابن كثير، البداية والنهاية، ج6.
ابن هشام، السيرة النبويّة، تح: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، ط2، (مصر-1955).
ابن هشام، السيرة النبويّة، ج1.
ابن هشام، عبد الملك بن هشام بن أيّوب (ت 218هـ) التيجَان في مُلوك حِمْيَرْ، يرويه عن أسد بن موسى عن أبي إدريس ابن سنان عن جده لأمّه وهب بن منبه، تح: مركز الدراسات والأبحاث اليمنيّة، صنعاء (الجمهوريّة العربيّة اليمنيّة - 1347هـ).
الأثر السرياني في الحياة الفكريّة والعلميّة في بلاد الشام، دار مكتبة العائلة (حلب-د.ت).
أحمد بن الحسين بن علي (ت 458هـ) السنن الكبرى، تح: محمّد عبد القادر، دار الكتب العلميّة، ط3، (بيروت-1420)، ج9.
الأرخودياقون لحدو إسحق، السريان في أبرشيّة الجزيرة والفرات تاريخ وحضارة وتراث، تقديم: مار أوسطاثيوس متى روهم (د.م-2006)، ج1.
أغابيوس بن قسطنطين المنجي المتوفى سنة (4هـ/ 10م) المنتخب من تاريخ المنبجي، انتخبه وحقّقه: عمر عبد السلام تدمري، دار المنصور (طرابلس-1986).
أقليميس يوسف داود الموصلي السرياني، اللمعة الشهيّة في نحو اللغة السريانيّة، دير الآباء الدومنيكيين (الموصل-1879).
البطريرك أسطفان الدويهي (ت 1082/ 1704م)، تاريخ الأزمنة، نظر فيها وحقّقها: الأباتي بطرس فهد، منشورات دار لحد خاطر، ط3، (بيروت–د. ت).
البكري، عبد الله بن عبد العزيز بن محمّد (ت 487هـ) معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، عالم الكتب، ط3 (بيروت-1403هـ)، ج1.
تاريخ الزوقنيني، تاريخ مار ديونسيوس التلمحري، تعريب: المطران صليبا شمعون، مطبعة هاوار (دهوك-2011)، ج4.
تاريخ مار ديونسيوس، نقله عن السريانيّة: المطران صلبيا شمعون، دار المشرق الثقافيّة (دهوك - 2011)، ج4.
تاريخ مار ميخائيل السرياني الكبير، ج2، ص300.
تاريخ مختصر الدول، تح: أنطون صالحاني اليسوعي، دار الشرق، ط3 (بيروت، 1992).
التلمحري، تاريخ الزقنيني؛ تاريخ، المنبجي، المنتخب من تاريخ المنبجي؛ تاريخ مار ميخائيل السرياني الكبير، والبطريرك أسفهان الدويهي.
الحميري، نشوان بن سعيد (ت 573هـ) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم، تح: حسين عبد الله العمري وآخرون، دار الفكر المعاصر - بيروت، 1999)، ج4، ص2385؛ مختصر تاريخ الدول.
خوان كول، محمّد رسول السلام وسط صراع الإمبراطوريّات، ترجمة: عمرو بسيوني، هشام سمير، ابن النديم (بيروت-2021).
الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج2.
غريغوريوس جرجس شاهين، السريان أصالة وجذور أو نهج وسيم في تاريخ أمّة السريانيّة القويم، إعداد وتقديم: مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم، دار ماردين (حلب-1997).
الفسوي، يعقوب بن سفيان بن جوان الفارسي، أبو يوسف (ت 277هـ) المعرفة والتاريخ، تح: أكرم ضياء العمري، مؤسّسة الرسالة، ط2، (بيروت-1981) ج1.
القاضي عيّاض، عيّاض بن موسى بن عياض (ت 544هـ/ 1166م) مشارق الأنوار على صحاح الآثار، المكتبة العتيقة ودار التراث (د.م - د.ت) ج2.
القسّ يعقوب أوجين منا الكلداني، دليل الراغبين في لغة الآراميين، دير الآباء الدومنيكيين (الموصل - 1900).
الكلاعي، سلمان بن موسى بن سالم (ت 634هـ) الاكتفاء بما تضمّنه مِن مغازي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) والثلاثة الخلفاء، دار الكتب العلميّة (بيروت - 1420)، ج1.
مار ديونسيوس (ت 223هـ/ 845م) تاريخ الزوقنيني، ترجمه: من السريانيّة: الشمّاس بطرس قاشا، قدّم له وعلق عليه ووضع حواشيه: الأب سهيل بطرس قاشا، المطبعة البولسيّة جونيه (بيروت-2006).
مار ميخائيل السرياني الكبير (577هـ/ 1199م)، تاريخ مار ميخائيل السرياني الكبير، عرّبه عن السريانيّة: مار غريغوريوس يوسف صليبا شمعون، إعداد وقدّم له: مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم، دار ماردين (حلب-1996) ج3.
محمّد رسول السلام وسط صراع الإمبراطوريّات.
المسعودي، علي بن الحسين بن علي (ت 346هـ) التنبيه والإشراف، تصحيح: عبد الله إسماعيل الصاوي، دار الصاوي (القاهرة–د.ت).
ابن منده، عبد الرحمن بن محمّد بن إسحاق (ت 470هـ) المستَخرجُ من كُتب النَّاس للتَّذكرة والمستطرف من أحوال الرِّجال للمعرفة، تح: عامر حسن صبري التَّميميُّ، الناشر وزارة العدل والشؤون الإسلاميّة، البحرين، إدارة الشئون الدينيّة (البحرين–د.ت)، ج1، ص383.
ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2.
المغازي،ج1.
مغلطاي، ابن قليج بن عبد الله (ت 762هـ) الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفا، تح: محمّد نظام الدين الفٌتَيّح، دار القلم (بيروت-1996).
المقدسي، المطهر بن طاهر (ت نحو 355هـ) البدء والتاريخ، مكتبة الثقافة الدينيّة، بور سعيد (د.م–د.ت) ج5.
المقريزي، أحمد بن علي بن عبد القادر (ت 845هـ) إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، تح: محمّد عبد الحميد النميسي، دار الكتب العلميّة (بيروت-1999)، ج1.
الواقدي، محمّد بن عمر بن واقد (ت 207هـ) المغازي، تح: مارسدن جونس، دار الأعلمي، ط3، (بيروت-1989).
الوقائع التاريخيّة السريانيّة من سنة 587-774م، ترجمة: الشماس بطرس قاشا، مراجعة وتقديم: الأب سهيل قاشا، مركز دراسات الوحدة العربية (بيروت-2016).
اليافعي، عبد الله بن أسعد بن علي (ت 768هـ/ 1390م) مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان، وضع حواشيه: خليل المنصور، دار الكتب العلميّة (بيروت - 1997)، ج1؛ مار ميخائيل السرياني الكبير، تاريخ مار ميخائيل السرياني الكبير، ج2.
ياقوت الحموي، ياقوت بن عبد الله (ت 626هـ) معجم البلدان، دار صادر، ط2، (بيروت -1995)، ج2.

-------------------------------------
[1][*]- البحث مشترك، من العراق، الجامعة العراقيّة، كليّة الآداب - قسم التاريخ.
[2]- يشمل الآن جمهوريّة العراق، وسوريا الجمهوريّة العربيّة السوريّة، والأردن المملكة الأردنيّة الهاشميّة، ودولة فلسطين دولة فلسطين، ولبنان الجمهوريّة اللبنانيّة.
[3]- الأرخودياقون لحدو إسحق، السريان في أبرشيّة الجزيرة والفرات تاريخ وحضارة وتراث، تقديم: مار أوسطاثيوس متى روهم (د.م-2006) ج1، ص33.
[4]- الأرخودياقون لحدو إسحق، السريان في أبرشيّة الجزيرة والفرات، ج1، ص33.
[5]- غريغوريوس جرجس شاهين، السريان أصالة وجذور أو نهج وسيم في تاريخ أمّة السريانيّة القويم، إعداد وتقديم: مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم، دار ماردين (حلب-1997)، ص3.
[6]- قصّة ذلك. في فترة اغتراب بني إسرائيل في مصر، وجد شقيقان في هذه المنطقة، يدعى أحدهما سورس، والآخر قيليكس، تخاصما حبًّا بالزعامة، فذهب قيليكس مع جيشه إلى المنطقة التي هي ضمن جبل أمنون المعروف اليوم بالجبل الأسود، حيث أقام له ملكًا، وسمّيت المنطقة باسمه (قيليقية)، أمّا سورس، فسيطر على مناطق غرب الفرات فدعيت (سورية)... للمزيد ينظر: مار ميخائيل السرياني الكبير (577هـ/ 1199م)، تاريخ مار ميخائيل السرياني الكبير، عرّبه عن السريانيّة: مار غريغوريوس يوسف صليبا شمعون، إعداد وقدّم له: مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم، دار ماردين (حلب-1996) ج3، ص42.
[7]- أي ينسبون إلى إرم بن سام بن نوح... للمزيد ينظر: ابن هشام، عبد الملك بن هشام بن أيّوب (ت 218هـ) التيجَان في مُلوك حِمْيَرْ، يرويه عن أسد بن موسى عن أبي إدريس ابن سنان عن جده لأمّه وهب بن منبه، تح: مركز الدراسات والأبحاث اليمنيّة، صنعاء (الجمهوريّة العربيّة اليمنيّة -1347هـ) ص46.
[8]- القسّ يعقوب أوجين منا الكلداني، دليل الراغبين في لغة الآراميين، دير الآباء الدومنيكيين (الموصل-1900)، ص10-11.
[9]- القسّ يعقوب أوجين منا الكلداني، دليل الراغبين في لغة الآراميين، ص11.
[10]- م.ن، ص11.
[11]- أقليميس يوسف داود الموصلي السرياني، اللمعة الشهيّة في نحو اللغة السريانيّة، دير الآباء الدومنيكيين (الموصل-1879)، ص7.
[12]- القسّ يعقوب أوجين منا الكلداني، دليل الراغبين في لغة الآراميين، ص11.
[13]- الأثر السرياني في الحياة الفكريّة والعلميّة في بلاد الشام، دار مكتبة العائلة (حلب-د.ت)، ص140.
[14]- للمزيد عن تفاصيل حياة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) ينظر: ابن إسحاق، محمّد بن إسحاق بن يسار (ت 151هـ) سيرة ابن إسحاق، تحقيق: سهيل زكّار، دار الفكر (بيروت-1978)؛ الواقدي، محمّد بن عمر بن واقد (ت 207هـ) المغازي، تح: مارسدن جونس، دار الأعلمي، ط3 (بيروت-1989)؛ ابن هشام، السيرة النبويّة، تح: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده ب، ط2 (مصر-1955)؛ ابن قتيبة الدينوري، عبد الله بن مسلم (ت 276هـ) المعارف، تح: ثروت عكاشة، الهيئة المصريّة العامّة للكتاب، ط2 (القاهرة-1992).
[15]- مار ميخائيل السرياني الكبير، تاريخ مار ميخائيل السرياني الكبير، ج2، ص298.
[16]- البطريرك أسطفان الدويهي (ت 1082/ 1704م)، تاريخ الأزمنة، نظر فيها وحقّقها: الأباتي بطرس فهد، منشورات دار لحد خاطر، ط3، (بيروت–د. ت) ص1.
[17]- ابن العبري، تاريخ مختصر الدول، ص94؛ البطريرك أسطفان الدويهي، تاريخ الأزمنة، ص2.
[18]- ابن العبري، غريغوريوس ابن أهرون بن توما (ت 685هـ/ 1307م) تاريخ مختصر الدول، تح: أنطون صالحاني اليسوعي، دار الشرق، ط3 (بيروت، 1992)، ص94.
[19]- البطريرك أسطفان الدويهي، تاريخ الأزمنة، ص2.
[20]- قنطور بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح... للمزيد ينظر: اليافعي، عبد الله بن أسعد بن علي (ت 768هـ/ 1390م) مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان، وضع حواشيه: خليل المنصور، دار الكتب العلميّة (بيروت-1997)، ج1، ص236؛ مار ميخائيل السرياني الكبير، تاريخ مار ميخائيل السرياني الكبير، ج2، ص298.
[21]- تاريخ مختصر الدول، ص94.
[22]- نقلًا عن، خوان كول، محمّد رسول السلام وسط صراع الإمبراطوريّات، ترجمة: عمرو بسيوني، هشام سمير، ابن النديم (بيروت-2021)، ص45.
[23]- تاريخ مار ميخائيل السرياني الكبير، ج2، ص298.
[24]- هو منار الراهب ومتعبّده... للمزيد ينظر: القاضي عيّاض، عيّاض بن موسى بن عياض (ت 544هـ/ 1166م) مشارق الأنوار على صحاح الآثار، المكتبة العتيقة ودار التراث (د.م-د.ت) ج2، ص46.
[25]- تاريخ مختصر الدول، ص94.
[26]- تاريخ مار ميخائيل السرياني الكبير، ج2، ص298.
[27]- محمّد رسول السلام وسط صراع الإمبراطوريّات، ص39.
[28]- تاريخ مار ميخائيل السرياني الكبير، ج2، ص299-300.
[29]- تاريخ مار ميخائيل السرياني الكبير، ج2، ص300.
[30]- مختصر تاريخ الدول، ص94.
[31]- يقال له جرجيس،كان نصرانيًا من عبد القيس... ابن حجر، أحمد بن علي بن محمّد (ت 852هـ) الإصابة في تمييز الصحابة، تح: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمّد معوض، دار الكتب العلميّة (بيروت- 1415هـ) ج1، ص475.
بيد أنَّه وقع اختلاف بين المصادر العربيّة، ذكرت أنّ عمره الشرف كان اثنتي عشرة سنة للمزيد ينظر: ابن سعد، محمّد بن سعد بن منيع (ت 230هـ) الطبقات الكبرى، تح: محمّد عبد القادر عطا، دار الكتب العلميّة (بيروت-1990)، ج1، ص97؛ ابن حجر الهيتمي، أحمد بن محمّد بن علي (ت 974هـ) أشرف الوسائل إلى فهم الشّمائل، تح: أحمد بن فريد المزيدي، دار الكتب العلميّة (بيروت-1998)، ص39.
وهناك مَنْ يرى هذا التاريخ؛ أي أنَّ عمره الشريف تسع سنين... للمزيد ينظر: ابن حبيب، محمّد بن حبيب بن أميّة (ت 245هـ) المحبر، تح: إيلزة ليختن شتيتر، دار الآفاق الجديدة، بيروت–د.ت، ص9؛ الطبري، محمّد بن جرير بن يزيد (ت 310هـ) تاريخ الأمم والملوك، دار الكتب العلميّة (بيروت–1407هـ)، ج1، ص519؛ الماوردي، علي بن محمّد بن محمّد (ت 450هـ) أعلام النبوة، دار ومكتبة الهلال (بيروت-1409هـ)، ص175.
[32]- التلمحري، تاريخ الزقنيني؛ تاريخ، المنبجي، المنتخب من تاريخ المنبجي؛ تاريخ مار ميخائيل السرياني الكبير، والبطريرك أسفهان الدويهي، تاريخ الأزمنة.
[33]- تاريخ مختصر الدول، ص94.
[34]- تاريخ الأزمنة، ص2.
[35]- تاريخ الأزمنة، ص2.
[36]- مار ديونسيوس (ت 223هـ/ 845م) تاريخ الزوقنيني، ترجمه: من السريانيّة: الشمّاس بطرس قاشا، قدّم له وعلق عليه ووضع حواشيه: الأب سهيل بطرس قاشا، المطبعة البولسيّة جونيه (بيروت-2006)، ص52.
[37]- اعتمد المؤرّخون على التقويم اليوناني (الإسكندري) الذي ينقص عن التقويم الميلادي 311 سنة.
[38]- تاريخ مار ديونسيوس، نقله عن السريانيّة: المطران صلبيا شمعون، دار المشرق الثقافيّة (دهوك -2011) ج4، ص12.
[39]- تاريخ مار ديونسيوس، ج4، ص12-13.
[40]- تاريخ الأزمنة، ص2.
[41]- م.ن، ص2.
[42]- أغابيوس بن قسطنطين المنجي المتوفى سنة (4هـ/ 10م) المنتخب من تاريخ المنبجي، انتخبه وحقّقه: عمر عبد السلام تدمري، دار المنصور (طرابلس-1986)، ص32.
[43]- تاريخ مختصر الدول، ص94-95.
[44]- تاريخ الأزمنة، ص2-3.
[45]- تاريخ مار ديونسيوس، ج4، ص12.
[46]- للمزيد عن هذه الغزوة ينظر: ابن هشام، السيرة النبويّة، ج2، ص606؛ الفسوي، يعقوب بن سفيان بن جوان الفارسي، أبو يوسف (ت 277هـ) المعرفة والتاريخ، تح: أكرم ضياء العمري، مؤسّسة الرسالة، ط2 (بيروت-1981) ج1، ص304؛ ابن حزم، علي بن أحمد بن سعيد (ت 456هـ) جوامع السيرة وخمس رسائل أخرى، تح: إحسان عباس، دار المعارف (مصر-1900) ص339.
[47]- ماء على ثمانية وعشرين فرسخًا من المدينة، في طريق مكّة... للمزيد ينظر: البكري، عبد الله بن عبد العزيز بن محمّد (ت 487هـ) معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، عالم الكتب، ط3 (بيروت-1403هـ) ج1، ص231.
[48]- مختصر تاريخ الدول، ص95.
[49]- تاريخ الأزمنة، ص3.
[50]- قال تعالى: قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ سور البقرة، الآية 144.
[51]- قال تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِفَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى مَا هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ سور البقرة، الآية 185.
[52]- وهذا الرأي أخرجه ابن خيّاط، خليفة بن خيّاط بن خليفة (ت 240هـ) تاريخ خليفة بن خيّاط، تح: د. أكرم ضياء العمري، دار القلم، ط2، (بيروت-1397هـ) ص63؛ ابن كثير، إسماعيل بن عمر بن كثير (ت 774هـ) البداية والنهاية، تح: عبد الله بن عبد المحسن التركي، دار هجر (د.م-2003) ج5، ص45.
ومنهم مَنْ يرى صرفت القبلة عن الشام نحو الكعبة في رجب على رأس سبعة عشر شهرًا مِن مقدم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) المدينة... ينظر: ابن إسحاق، سيرة ابن إسحاق، ص299؛ ابن هشام، السيرة النبويّة، ج1، ص550؛ ابن سيّد الناس، محمّد بن محمّد بن محمّد بن أحمد (ت 734هـ) عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير، تعليق: إبراهيم محمّد رمضان، دار القلم - بيروت، 1993، ج1، ص268.
[53]- فرض صوم شهر رمضان سنة اثنتين مِن الهجرة... ينظر: الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج2، ص18؛ المقدسي، المطهر بن طاهر (ت نحو 355هـ) البدء والتاريخ، مكتبة الثقافة الدينيّة، بور سعيد (د.م–د.ت) ج5، ص52؛ ابن الأثير، علي بن أبي الكرم محمّد بن محمّد (ت 630هـ) الكامل في التاريخ، تح: عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي - بيروت، 1997، ج2، ص12.
[54]- وهي من الإنسان أربع أسنان تلي الثنايا من جوانبها. ينظر: الحميري، نشوان بن سعيد (ت 573هـ) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم، تح: حسين عبد الله العمري وآخرون، دار الفكر المعاصر - بيروت، 1999)، ج4، ص2385؛ مختصر تاريخ الدول، ص95.
[55]- مختصر تاريخ الدول، ص95.
[56]- تاريخ الأزمنة، ص3.
[57]- بينما يذكر الواقدي أنَّها حدثت في ربيع الأول، على رأس سبعة وثلاثين شهرًا من مهاجرة... للمزيد ينظر: المغازي،ج1، ص363؛ المقريزي، أحمد بن علي بن عبد القادر (ت 845هـ) إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، تح: محمّد عبد الحميد النميسي، دار الكتب العلميّة (بيروت-1999)، ج1، ص188؛ ابن العاقولي، محمّد بن محمّد بن عبد الله (ت 797هـ) الرصف لما روي عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) من الفعل والوصف ويليه شرح الغريب، مؤسّسة الرسالة - بيروت، 1994، ج2، ص145.
[58]- تاريخ الأزمنة، ص6.
[59]- فخرجت قريش، وقائدها أبو سفيان بن حرب، وخرجت غطفان، وقائدها عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر، في بني فزارة، والحارث ابن عوف بن أبي حارثة المري، في بني مرة، ومسعر بن رخيلة بن نويرة بن طريف بن سحمة بن عبد الله بن هلال بن خلاوة بن أشجع بن ريث بن غطفان، فيمن تابعه من قومه من أشجع... للمزيد ينظر: ابن هشام، السيرة النبويّة، ج2، ص215.
[60]- مختصر تاريخ الدول، ص95.
[61]- للمزيد ينظر: الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج2، ص89؛ المسعودي، علي بن الحسين بن علي (ت 346هـ) التنبيه والإشراف، تصحيح: عبد الله إسماعيل الصاوي، دار الصاوي (القاهرة–د.ت)، ص214؛ ابن منده، عبد الرحمن بن محمّد بن إسحاق (ت 470هـ) المستَخرجُ من كُتب النَّاس للتَّذكرة والمستطرف من أحوال الرِّجال للمعرفة، تح: عامر حسن صبري التَّميميُّ، الناشر وزارة العدل والشؤون الإسلاميّة، البحرين، إدارة الشئون الدينيّة (البحرين–د.ت)، ج1، ص383؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص64.
[62]- يقصد بذلك عمرو بن عبد ود، فذكر البيهقي في سننه «أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا [حدثنا] أبو العباس محمّد بن يعقوب، ثنا أحد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن بن إسحاق، قال: خرج، يعني يوم الخندق عمرو بن عبد ود، فنادى مَنْ يبارز؟ فقام عليّ (عليه السلام) وهو مقنع في الحديد، فقال أنا لها يا نبيّ الله. فقال: إنَّه عمرو اجلس. ونادى عمرو إلّا رجلٌ؟ وهو يؤنبّهم ويقول: أين جنّتكم التي تزعمون أنّه من قتل منكم دخلها؟ أفلا يبرز إليّ رجل؟ فقام عليّ (عليه السلام): أنا يا رسول الله. فقال اجلس. ثمّ نادى الثالثة وذكر شعرًا، فقام عليّ فقال: يا رسول الله أنا. فقال إنًه عمرو. قال وإنْ كان عمرًا. فأذن له رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)...»، وهناك أبيات شعريّة قالها ابن عبد ود، حينما دعا إلى المبارزة في يوم الخندق فلم يخرج إليه أحد، فقال:
وَلَقَدْ بَحِحْتُ مِنَ النِّدَاءِ... بِجَمْعِكُمْ هَلْ مِنْ مُبَارِزْ
وَوَقَفْتُ إِذْ جَبُنَ الْمُشَجِّعُ... وَقْفَةَ الرَّجُلِ الْمُنَاجِزْ
وَكَذَاكَ أَنِّي لَمْ أَزَلْ... مُتَسَرِّعًا قَبْلَ الْهَزَاهِزْ
إِنَّ الشَّجَاعَةَ فِي الْفَتَى... وَالْجُودَ مِنْ خَيْرِ الْغَرَائِزْ
فقام علي، فقال: يا رسول الله، أنا، فقال: إنّه عمرو. قال: وإنْ كان عمرًا. فأذن له رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، فمشى إليه. حتّى أتاه وهو يقول:
لا تعجلنّ فقد أتاك... مُجِيبُ صَوْتِكَ غَيْرُ عَاجِزْ
ذُو نِيَّةٍ وَبَصِيرَةٍ... وَالصِّدْقُ مَنْجَى كُلِّ فَائِزْ
إِنِّي لأرجو أن أقيم... عَلَيْكَ نَائِحَةَ الْجَنَائِزْ
مِنْ ضربة نجلاء... يبقى ذِكْرُهَا عِنْدَ الْهَزَاهِزْ
وضربه عليّ على حبل العاتق فسقط، وثار العجاج، وسمع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) التكبير، فعرف أنَّ عليًّا قد قتله، فتمّ عليّ(عليه السلام) يقول:
أَعَلَيَّ تَقْتَحِمُ الْفَوَارِسُ هَكَذَا... عَنِّي وَعَنْهُمْ أَخَّرُوا أَصْحَابِي
الْيَوْمَ يَمْنَعُنِي الْفِرَارَ حَفِيظَتِي... وَمُصَمِّمٌ فِي الرَّأْسِ لَيْسَ بِنَابِ
... للمزيد ينظر: أحمد بن الحسين بن علي (ت 458هـ) السنن الكبرى، تح: محمّد عبد القادر، دار الكتب العلميّة، ط3، (بيروت-1420) ج9، ص222؛ الكلاعي، سلمان بن موسى بن سالم (ت 634هـ) الاكتفاء بما تضمّنه مِن مغازي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) والثلاثة الخلفاء، دار الكتب العلميّة (بيروت-1420)، ج1، ص425؛ ابن سيّد الناس، عيون الأثر، ج2، ص99؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج6، ص43؛ ابن المقلن، البدر المميّز في تخريج الأحاديث الواقعة في الشرح الكبير، تح: مصطفى أبو الغيط وآخرون، دار الهجر (الرياض–1425هـ)، ج9، ص100.
[63]- مختصر تاريخ الدول، ص95.
[64]- وهي على سبع مراحل من دمشق بينها وبين مدينة الرسول (صلّى الله عليه [وآله] وسلم)... للمزيد ينظر: ياقوت الحموي، ياقوت بن عبد الله (ت 626هـ) معجم البلدان، دار صادر، ط2 (بيروت -1995)، ج2، ص487.
وفي هذه الغزوة أراد رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلم) أنْ يدنو إلى أدنى الشام، وقيل له إنَّها طرف من أفواه الشام، فلو دنوت لها كان ذلك ممّا يفزع قيصر. وقد ذكر له أنَّ بدومة الجندل جمعًا كثيرًا، وأنَّهم يظلمون من مرّ بهم من الضافطة [المكاري]، وكان بها سوق عظيم وتجّار، وضوى إليهم قوم من العرب كثير، وهم يريدون أنْ يدنوا من المدينة. فندب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) الناس، فخرج في ألف من المسلمين، فكان يسير الليل ويمكن النهار، ومعه دليل له من بني عذرة يقال له مذكور، هاد خريت، فخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) مغذًا للسير، ونكب عن طريقهم، ولمّا دنا رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلم) من دومة الجندل،... فسار النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلم) حتّى هجم على ماشيتهم ورعائهم، فأصاب رسول الل(صلى الله عليه وآله وسلم) مَنْ أصاب، وهرب مَنْ هرب في كلّ وجه. وجاء الخبر أهل دومة الجندل فتفرّقوا، ونزل رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلم) بساحتهم، فلم يجد بها أحدًا... للمزيد ينظر: الواقدي، المغازي، ج1، ص403.
[65]- خروج الرسول الله الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) مطالبًا بثأر عاصم بن ثابت وخبيب بن عدى وأصحابهما، المقتولين بالرجيع، وذلك إثر رجوعه من دومة الجندل، فسلك (صلّى الله عليه [وآله] وسلم) على غراب، جبل بناحية المدينة على طريق الشام - إلى مخيض، ثمّ إلى البتراء، ثمّ أخذ ذات اليسار، فخرج على يين [مكان وهو واد فيه عين قرب المدينة]، ثمّ على صخيرات اليمام، ثمّ أخذ المحجّة من طريق مكّة، فأغذّ السير حتّى نزل غران، وهو واد بين أمج وعسفان، وهي منازل بنى لحيان، إلى أرض يقال لها: ساية، فوجدهم قد حذروا وتمنّعوا في رؤوس الجبال، فخرج رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلم) -إذ فاته غرتهم- في مائتي راكب من أصحابه، حتّى نزل عسفان، وبعث عليه السلام رجلين من أصحابه فارسين، حتّى بلغا كراع الغميم، ثمّ كرا، ورجع عليه السلام قافلًا إلى المدينة. ينظر: ابن حزم، جوامع السيرة النبويّة، دار الكتب العلميّة (بيروت-د.ت)، ص159.
[66]- بعث رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلم) الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى صدقات بني المصطلق، وكانوا قد أسلموا وبنوا المساجد بساحاتهم. فلمّا خرج إليهم الوليد وسمعوا به قد دنا منهم، خرج منهم عشرون رجلًا يتلقّونه بالجزر والنعم فرحًا به، ولم يروا أحدًا يصدق بعيرا قط، ولا شاة، فلمّا رآهم ولّى راجعًا إلى المدينة ولم يقربهم، فأخبر النبيّ صلّى الله عليه وآله سلم أنّه لمّا دنا منهم لقوه. معهم السلاح يحولون بينه وبين الصدقة، فهم رسول الله صلّى الله عليه وآله سلم أنْ يبعث إليهم مَنْ يغزوهم. وبلغ ذلك القوم، فقدم عليه الركب الذين لقوا الوليد، فأخبروا النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلم) الخبر، وقالوا: يا رسول الله، سله هل ناطقنا أو كلّمنا؟ ونزلت هذه الآية ونحن مع رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلم) نكلمه ونعتذر، فأخذه البرحاء فسرى عنه... ثمّ قال: مَنْ تحبون أبعث إليكم؟ قالوا: تبعث علينا عباد بن بشر، فقال: يا عباد سر معهم فخذ صدقات أموالهم وتوق كرائم أموالهم، قال: فخرجنا مع عباد يقرئنا القرآن، ويعلّمنا شرائع الإسلام، حتّى أنزلناه في وسط بيوتنا، فلم يضيع حقًّا، ولم يعد بنا الحقّ. وأمره رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلم) فأقام عندنا عشرًا، ثمّ انصرف إلى رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلم) راضيًا... للمزيد ينظر: الواقدي، المغازي، ج1، ص412-413.
[67]- مختصر تاريخ الدول، ص95.
[68]- وقلع عليّ باب خيبر، ولم يقلبه سبعون رجلًا إلّا بعد جهد... للمزيد ينظر: مغلطاي، ابن قليج بن عبد الله (ت 762هـ) الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفا، تح: محمّد نظام الدين الفٌتَيّح، دار القلم (بيروت-1996)، ص280.
[69]- مختصر تاريخ الدول، ص95.
[70]- مختصر تاريخ الدول، ص95.
[71]- قرية بين وادى القرى والشام... للمزيد ينظر: ابن عبد الحقّ، عبد المؤمن بن عبد الحقّ (ت 739هـ) مراصد الاطّلاع على أسماء الأمكنة والبقاع، دار الجيل (بيروت-1412هـ) ج1، ص253.
[72]- مختصر تاريخ الدول، ص95.
[73]- تاريخ الزوقنيني، ص53؛ تاريخ مار ديونسيوس التلمحري، تعريب: المطران صليبا شمعون، مطبعة هاوار (دهوك-2011)، ج4، ص13.
[74]- الوقائع التاريخيّة السريانيّة من سنة 587-774م، ترجمة: الشماس بطرس قاشا، مراجعة وتقديم: الأب سهيل قاشا، مركز دراسات الوحدة العربية (بيروت-2016)، ص16.
[75]- مار ميخائيل السرياني الكبير، ج2، ص304.
[76]- مختصر تاريخ الدول، ص95.
[77]- تاريخ الأزمنة، ص10.
[78]- تاريخ الأزمنة، ص2.