الباحث : مرتضى مداحي
اسم المجلة : دراسات استشراقية
العدد : 42
السنة : ربيع 2025م / 1446هـ
تاريخ إضافة البحث : April / 15 / 2025
عدد زيارات البحث : 25
إعداد: مرتضى مداحي [1][*]
تعريف بالكتاب
هذا الكتاب من ضمن سلسلة دراسات استشراقيّة التي يعدّها ويصدرها المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجيّة، وقد ساهم في تأليفه مجموعة باحثين، وقام بإعداده وتحريره الأخ مرتضی مداحي. والجامع بين هذه البحوث مجموعة بحوث وموضوعات ترتبط بالتشيّع، ويحتوي هذا الكتاب على أربع عشرة مقالة، وقد تمّت ترجمة بعض المقالات من اللغة الإنجليزيّة أو الفرنسيّة، وأمّا سائر المقالات الأخرى فقد تمّ تأليفها باللغة العربيّة، أو تمّت ترجمتها من اللغة الفارسيّة، وهي تعنى بنقد ودراسة آراء الغربيّين حول مفاهيم، من قبيل العقائد والتاريخ أو آداب وتقاليد الشيعة.
وتتناول موضوعات الكتاب دراسة المذهب الإسلامي الشيعي في المناهج الغربيّة، ومناقشة ونقد رأي هاينس هالم حول ظهور الشيعة والتشيّع، ودراسة نقديّة لنظريّة حول ظهور الشيعة الاثنى عشريّة، وأوري روبين ونظريّة الإمامة الوراثيّة عند الشيعة، وقراءة نقديّة في تصوّرات حقل المعرفة الشيعيّة لدى مونتغمري واط، نقد رؤية تشلكوفسكي بشأن مآتم الشيعة، ونظرة على آراء هنري كوربان.
محوريّة مضامين الكتاب
إنّ محوريّة الدراسات الإسلاميّة -من قبل المستشرقين- كانت تستند لفترة طويلة إلى مصادر أهل السنّة، وأمّا الدراسات الشيعيّة فلم تشهد اهتمامًا ملحوظًا من قبلهم حتى منتصف القرن العشرين للميلاد، بل وحتى في هذه المرحلة لم تتمّ هذه الدراسة على شكل موضوع دراسي واسع، بل وكان يتمّ بحث مفاهيم التشيّع على نحو هامشي، وتأتي دراسة شيء قليل من أبعاد التشيّع على نحو خاصّ ومن قبل عدد قليل من المستشرقين.
إن مجرّد نظرة عابرة إلى أعمال المستشرقين في القرن التاسع عشر والنصف الأوّل من القرن العشرين للميلاد، تؤكّد هذه الحقيقة. طبقًا لتقرير إيتان كولبرغ في مقالة «الدراسات الغربيّة حول الإسلام الشيعي»[2] في المجلّد الأوّل من كتاب دليل الإسلام المشتمل على فهرسة بمصادر المسلمين في 824 صفحة، لم يتمّ تخصيص سوى صفحتين لمصادر الشيعة، هذا في حين أن هذا المجلد يحتوي على جميع المقالات التي صدرة في الفترة الزمنية الواقعة ما بين الأعوام من (1906-1955م).
وفي كتاب الحديث بتحقيق مصطفى شاه في أربعة مجلّدات والذي يحتوي على ستين مقالة في الموضوعات الحديثيّة للمسلمين، لم يشتمل هذا الكتاب إلّا على ثلاث مقالات خاصّة بحديث الشيعة أو الكتب الحديثيّة لدى الشيعة، وإنّ الكثير من الموضوعات التي يمكن أن تشترك في بيان آراء الشيعة وأهل السنّة، تمّ الاقتصار فيها على الإحالة إلى خصوص مصادر أهل السنّة فقط.
وفي كتاب تاريخ الأدب العربي لمؤلّفه كارل بروكلمان[3] الخاص بالآثار العربيّة والإسلاميّة، لم يتمّ الاهتمام بالكثير من الآثار الصادرة عن علماء الشيعة، وإنّ العلماء الشيعة الذين ورد ذكر أسمائهم في هذا الكتاب لم يتمّ وصف آثارهم بشكل كامل، ومن ذلك -على سبيل المثال- تمّت نسبة ما يقرب ثلاثين كتابًا إلى الشيخ الطوسي بشكل مضطرب، في حين تمّت الغفلة تمامًا عن ذكر اسم كتاب الاستبصار، وذلك على الرغم من أهميّته البالغة[4].
قال إيتان كولبرغ في بيان سبب تجاهل المصادر الشيعيّة: «حيث إنَّ العالم الإسلامي الذي واجهه الأوروبيّون -سواء بوصفهم أصدقاء أو فاتحين- كان عبارة عن مكوّن أهل السنّة؛ إذ كانت تعاليمهم وآدابهم وتقاليدهم وعقائدهم واضحة وظاهرة بالنسبة إليهم، وأمّا التشيّع فإنّه حيث كان يعيش في رقعة جغرافيّة أبعد من المناطق الخاضعة لنفوذ الغرب، فقد بقي لغزًا غامضًا، وقد تعسّر فهمه عليهم لفترات طويلة»[5].
وفي الحقيقة فإنّ مناهج الدراسات العلميّة في مختلف حقول العلوم الإسلاميّة لم تجد مكانها في الحقيقة والواقع إلّا بعد النصف الثاني من القرن العشرين للميلاد؛ حيث تعرّف تيّار الاستشراق على بعض مواطن نقصه وضعفه، ومن بينها النظرة المجتزأة وعدم الاهتمام بجميع الأبعاد المختلفة للإسلام ومذاهبه المتنوّعة. وفي هذه الفترة بالتحديد أخذت أنظار المستشرقين تتّجه نحو التشيّع بوصفه مذهبًا مهمًّا ومؤثّرًا في الإسلام. ويمكن القول إن مؤتمر عام 1968م الذي أقيم في شتراسبورغ الفرنسيّة قد شكّل بداية رسميّة للدراسات الشيعيّة في أوروبا، وقد صدرت نتائجه بعد سنتين في فرنسا[6]. وقد أقيم هذا المؤتمر بحضور من المفكرين المختصّين في حقل التشيّع من أمثال هنري كوربان وويلفرد مادلونغ، وغيرهما من المستشرقين الآخرين، وكذلك مفكّرين اثنين من علماء الشيعة، وهما: سيِّد حسين نصر، والسيِّد موسى الصدر، وقد بحث في مختلف أبعاد التشيّع.
في هذه الفترة أدرك الباحثون الغربيّون في الشأن الإسلامي أنََّ تركيز دراساتهم حول الإسلام على آثار ومصادر وتاريخ وعقائد أهل السنّة، وتجاهل سائر المذاهب الإسلاميّة الأخرى، لم يكن منهجًا صحيحًا لدراسة الإسلام والمسلمين على نحو شامل. يمكن القول إنّه قد ظهر في هذه الفترة أشخاص يمكن تبويب آثارهم بشكل عام تحت عنوان الدراسات الشيعيّة. يسعى الباحثون في الشأن الشيعي إلى بيان وجوه الاختلاف بين الشيعة وأهل السنّة في مختلف الأبعاد الاعتقاديّة والتاريخيّة، ليحصلوا بذلك على رؤية جديدة حول الإسلام، وأن يقدّموا في الوقت نفسه نقدًا لآراء من سبقهم من المستشرقين.
وعلى كلّ حال، فإنّه منذ ظهور آثار الباحثين في حقل التشيّع في الغرب، أخذ تحليل وبحث آثارهم بالتدريج يشغل اهتمام المفكّرين من الشيعة، وتعرّضت بعض الأعمال مثل التشيّع والاستشراق لمؤلّفه عبد الجبّار ناجي إلى تقرير هذه الآثار، وبعض العلماء الآخرين قد اهتمّ في مختلف مقالاته بدراسة ونقد مقالات الغربيّين ومؤلّفاتهم في هذا الشأن.
بيد أنَّ الدراسات الأوليّة في حقل التشيّع الإمامي كانت في الغالب تقتصر على دراسة أفكار التشيّع الإمامي في المجالات التاريخيّة والمذهبيّة والكلاميّة، وقد حصر بعضهم دراساته ببحث تاريخ التشيّع الإمامي والمراحل السياسيّة والاجتماعيّة المختلفة للمجتمع الشيعي. كما أنَّ الدراسات حول سيرة أئمّة الشيعة بدورها لم تشغل سوى هامش صغير من دراسات المستشرقين حول الإسلام فقط. إنّ هذا الهامش لا يتناسب مع الموقع الذي يشغله التشيّع في التفكير والتاريخ الإسلامي، ولا يليق بالمكانة التي يتمتّع بها الشيعة بوصفهم من أهمّ التيّارات والمذاهب في العالم الإسلامي. وأما في دائرة المعارف الإسلاميّة فإن ما خصّص لأئمّة الشيعةb قليل جدًّا، فقد كانت صورة الأئمّة الشيعةb، ولا سيّما في دائرة المعارف الأولى، شديدة البُعد عن عقائد الشيعة حول الأئمة والحقائق التاريخيّة. إنّ النسب الباطلة والمعلومات الناقصة والاتجاهات السلبيّة والمتأثّرة بمصادر أهل السنّة ملحوظة في هذه المقالات؛ ومع ذلك فإنها على مرّ الزمان، وبعد إجراء مختلف التنقيحات على دوائر المعارف قد شهدت مسارًا تصحيحيًّا في رؤيتها إلى الأئمّة الشيعةb. إنّ جولة حول التنقيح الثاني لدائرة المعارف الإسلاميّة تثبت أنَّ المداخل الخاصّة بأئمّة الشيعةA، بالإضافة إلى الاتجاهات والتصوّرات الخاطئة التي تمّ تقديمها عنهم، كانت قليلة جداً، وهي عبارة عن: مدخل الإمام علي بن أبي طالبA، حوالي خمس صفحات بقلم لاؤورا وتشا فيليري[7] في عشرة أعمدة، ومدخل الإمام الحسنA بقلم لاؤورا وتشا فيليري في ستّة أعمدة، ومدخل الإمام الحسينA بقلم لاؤورا وتشا فيليري في سبعة عشر عمودًا، وهي المقالة الأكثر تفصيلًا، ومدخل الإمام علي بن الحسينA بقلم إيتان كولبرغ في عمودين، ومدخل الإمام محمد الباقرA بقلم إيتان كولبرغ في عمودين، ومدخل الإمام جعفر الصادقA بقلم مارشال هاجسن في عمود واحد، ومدخل الإمام موسى بن جعفرA بقلم إيتان كولبرغ في عمودين، ومدخل الإمام علي بن موسى الرضاA بقلم برنارد لويس في عمود واحد، ومدخل الإمام الجوادA بقلم مادلونغ في عمود واحد، ومدخل الإمام علي بن محمّد الهاديA تحت عنوان العسكري بقلم برنارد لويس في عمود واحد، ومدخل الإمام الحسن بن علي العسكريA بقلم جوزيف إلياش في حدود نصف صفحة فقط، ومدخل الإمام المهديّf بقلم ويلفرد مادلونغ في سبع صفحات؛ هذا في حين أن هذه الموسوعات نفسها تحتوي على مداخل أقل أهمية من ذلك بكثير، ومع ذلك تمّ بحثها بشكل تفصيلي.
إنَّ اتجاه الكتّاب في هذه المقالات توصيفيٌّ تاريخيّ، وقد تمّت ترجمة المداخل الخاصّة بالأئمّة إلى اللغة الفارسية ونقدها (بالفارسية) في كتاب تصوير إمامان شيعةA في دائرة المعارف الإسلامية[8].
كما أنَّ التنقيح الثالث لدائرة المعارف في طريقه إلى التدوين، وبعض مداخله التي تخص الأئمّة الأطهارb قد نُشرت أيضًا، وقد كتب روبرت غليف مدخل الإمام «علي بن أبي طالب»A في دائرة المعارف الإسلامية التنقيح الثالث، كما ألّف نجم حيدر مدخل الإمام الحسينA، وكذلك في دائرة المعارف إيرانيكا كتب إيتان كولبرغ مدخل «علي بن أبي طالب»A، وألّف ويلفرد مادلونغ مدخل الحسن بن علي بن أبي طالبA، والإمام الحسين بن عليA: حياته وأهميته في التشيّع، والإمام علي بن الحسين بن عليA، والإمام أبو جعفر محمد الباقرA، والإمام علي الرضاA، والإمام علي الهاديA، في دائرة المعارف الإسلامية.
إن مقارنة نسبة التشتت في أعمال المستشرقين حول كل واحد من أئمّة الشيعةb تثبت أن الاهتمام بالأئمّةb يختلف بالنسبة إلى أدوارهم التاريخية والأحداث التاريخية التي حدثت خلال حياتهم وتأثيرهم الاجتماعي، فقد حظي الإمام عليA بالقياس إلى سائر الأئمة الشيعةA بالاهتمام الأكبر بلحاظ تأثيره في تاريخ الإسلام وأهميّته الشخصيّة عند جميع المسلمين، وكذلك بسبب أهميته لدى الشيعة بوصفه الإمام الأوّل بالنسبة إليهم. ويأتي الإمام الحسن والإمام الحسينc في الدرجة اللاحقة من الأهميّة بحسب المستشرقين، يأتي بعدهما الإمامان الصادق والباقرc، وكذلك الإمام الرضاA، لكن فيما يتعلّق بالإمام المهدي وفكرة المهدويّة، فقد صدرت العديد من المؤلَّفات من قبل المستشرقين.
القسم الآخر من المصادر التي تعرّضت إلى التعريف بالشيعة في الغرب عبارة عن الكتب العامة في التعريف بالشيعة والتشيّع. إنّ هذه المصادر وإن كانت في بعض آرائها وتفاسيرها بحاجة إلى إعادة نظر وتقويم مجدّد، إلّا أنَّه قد كان لها في الفكر الشيعي -بشكل عام- دور مؤثّر في حقل الكتب العلميّة. منذ دراسات دونالدسون وكتاب عقيدة الشيعة الذي صدر عام 1933م فصاعدًا، تمّ نشر عدّة أعمال في هذا الشأن، وقد حظيت باهتمام المستشرقين[9]. وبعد دونالدسون سعى بعض الأشخاص من أمثال هاينس هالم[10]، وموجان مومن[11]، ومثيو بيرس[12] في أعمالهم إلى تقديم صورة عن التشيّع في إطار كتاب.
إنّ بعض التحقيقات الصادرة إنما هي حصيلة دراسات وأطروحات علميّة، ثمّ صدرت على شكل كتب، وبعضها الآخر عبارة عن مجموعة من المقالات قام بعض المحقّقين بجمعها. ومن بينها كتاب تفصيلي من أربعة مجلدات تحت عنوان التشيّع، بتحقيق كالين تيرنر وبول لوفت، وقد صدر عام 2008م، وهو يحتوي على 75 مقالة حول المسائل الخاصة بالتشيّع، ومن بينها المسائل السياسية والاعتقادية والتاريخية ومختلف أبعاد معرفة التشيّع[13].
حيث إنّ المستشرقين الأوائل قد اعتمدوا في دراساتهم على المصادر السنيّة إلى حدّ بعيد، فقد تحدّثوا عن التشيّع برؤية عصبيّة لا تستند إلى برهان، وقالوا إنّ التشيّع فرقة مستحدَثة ومنحرفة عن التيّار الأصلي للإسلام. وقد أدّى هذا الأمر إلى البناء -في ظهور التشيّع في الكثير من مصادر المستشرقين- على توجّه مفهومي لا يزال قائمًا إلى الآن للأسف الشديد، وهو عبارة عن اقتران أهل السنّة عندهم بوصف الأورثودوكس[14] (أصحاب الدين الصحيح)، والشيعة بوصف المبتدعة[15]. وقد أفرد السير هاملتون غيب في كتابه: الإسلام[16] فصلًا تحت عنوان الأورثودوكسيّة والمذهبيّة[17]، وقد وَصف الشيعة فيه بأنهم من أكثر الفرق إثارة للتفرقة والشقاق[18]. وقد عمد إجناتس جولدتسيهر بدوره إلى استعمال مصطلح المبتدعة للدلالة على التشيّع، ومفهوم الأورثودوكسيّة للدلالة أهل السنة مرارًا[19]، وقد انعكس هذا الفهم -للأسف الشديد ـ في المصادر المتأخّرة حول مفهوم التشيّع، ولم يجر عليه إصلاح يُذكر[20].
إنّ الدراسات حول الفاطميّين في مصر، وكذلك الصفويّين في إيران، هي من بين حلقات وصل الدراسات الغربيّة حول التشيّع، وتمثّل جسرًا رابطًا في دراساتهم حول التشيّع. وقد تمّ التركيز في الدراسات التي ظهرت منذ النصف الثاني من القرن العشرين للميلاد -والتي تشمل الدراسات حول جميع فرق التشيّع، لبول واكر[21] وفرهاد دفتري-[22] على الدراسات الإسماعيليّة، كما ذهب آخرون إلى التركيز في دراساتهم على الزيديّة[23].
ومن بين الأعمال الأولى التي تحدّثت حول الشيعة الإمامية الاثنى عشرية، تجب الإشارة إلى مقالة «المقدّسون عند الشيعة» لكاتبها زويمر، حيث عمد فيه إلى دراسة شخصيات أئمّة الشيعة[24]، كما بحث دونالدسون بدوره حول الإمامة في أعماله[25] أيضًا. وقد قام بعض المستشرقين من أمثال إيتان كولبرغ[26] بدراسة الأبحاث التاريخيّة وعقائد وروايات الشيعة، وقام ويلفرد مادلونغ[27] وسابينه اشميتكه[28] بدراسة تاريخ وكلام الشيعة، وركز نورمان كالدر[29] وروبرت غليف[30] في الغالب على دراسة فقه الشيعة، ودرس دوين ستيوارت[31] بدوره فقه وأحوال علماء الشيعة. وبحث أندرو نيومن[32] في حديث وتاريخ الشيعة، وقام محمد علي أمير معزّي[33] -من خلال الاتجاه الظاهراتي -بالتحقيق حول تاريخ نشأة التشيّع، ولا يزال هذا المسار يأخذ مسعى تصاعديًّا، وقد تمّ التركيز من قبل الكثير من المستشرقين- الذين تمّ ذكر بعض أعمالهم ودراستها في هذه السلسلة ـ على دراسة مختلف أبعاد الشيعة الإماميّة.
إنَّ عدم تقديم نظريّة صحيحة وقائمة على أساس تاريخ وعقائد الشيعة حول تبلور مفاهيم وعقائد الإمامية، والتفسير الخاطئ لبعض المستشرقين حول نشأة التشيّع، والادّعاء القائل بأنَّ الشيعة قد تأثّروا بأفكار الأديان والفِرَق الأخرى مثل المعتزلة، والتفسير الخاطئ لبعض المفاهيم الخاصّة بالتشيّع، من قبيل: البداء والتقية، والاهتمام بمطلق المصادر التاريخيّة دون الالتفات إلى توجّهات كاتبيها، واحتمال التحريف في تدوين التاريخ، وعدم الرجوع إلى تحقيقات العلماء المعاصرين والمحقّقين، بالإضافة إلى تبعية واقتفاء آثار المستشرقين السابقين، يُعدّ من نقاط ضعف هذه الدراسات، حيث تمّ النظر فيها والإشارة إليها في بعض مقالات هذا الكتاب.
إنَّ هذا الكتاب يشتمل على مجموعة من المقالات لبعض المختصّين في الدراسات الإسلاميّة من المفكّرين الغربيّين والمسلمين حول توصيف وتحليل أعمال الغربيّين بشأن التشيّع ومختلف أبعاده.
على أمل أن يشكّل هذا العمل -بالإضافة إلى سائر أعمال سلسلة الدراسات الاستشراقيّة الصادرة عن مركز الدراسات الاستراتيجيّة- خطوة في مسار نقد أعمال المستشرقين ودراستها، وردّ شبهاتهم ونقدها، والعمل على تحليل آرائهم في الوقت نفسه.
[1](*)- باحث في المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية، قم ـ إيران.
[2]- Kohlberg, “Western Studies of Shi›a Islam”.
[3]- Carl Brockelmann.
[4]- الدواني، هزاره شيخ طوسي، ج1، ص262.
[5]- Kohlberg, “Early Shiism in History and Research”, p xxii.
[6]- Fahd, T. Le Shî›isme imâmite, Colloque de Strasbourg (6-9 mai 1968), Paris, P.U.F. 1970.
[7]- Laura Veccia Vaglieri.
[8]- انظر: تقي زاده داوري، محمود، تصوير امامان شيعه(عليهم السلام) در دائرة المعارف إسلام، «ترجمه و نقد»، مؤسسة شيعه شناسي، قم، 1385هـ.ش.
[9]- Donaldson, Dwight, The Shi’ite religion; a history of Islam in Persia and Irak, Luzac, London. 1933.
[10]- Halm, Heinz, Die Schia, Wissenschaftliche Buchgesellschaft Darmstadt, Germany, 1988. 203. Halm, Heinz, The Shiites: A Short History, 2nd updated and enlarged edition, translated by Allison Brown, Markus Wiener Publishers (Princeton, NJ), 2007.
[11]- Momen, Moojan, An Introduction to Shi‘i Islam: Th e History and Doctrines of Twelver Shi‘ism. New Haven, CT: Yale University Press, 1985.
[12]- 465. Pierce, Matthew, Twelve Infallible Men, the Imams and the Making of Shi’ism, Harvard University Press, 2016.
[13]- Turner, and Luft, eds. Shi’ism; Critical concepts in Islamic studies.
[14]- Orthodox.
[15]- Heterodox.
[16]- Gibb, Mohammedanism.
[17]- Ibid. P.107.
[18]- Ibid. P.120.
[19]- Goldzoher, Muslim Studies, P.108-109.
[20]- Moosa, Extremist Shiites: The Ghulat Sects, p. XI.
[21]- Walker, Paul Ernest, Exploring an Islamic Empire: Fatimid History and Its Sources, Bloomsbury, 2002; Caliph of Cairo: Al-Hakim bi-Amr Allah, 996-1021, Bloomsbury, 2012; Orations of the Fatimid Caliphs: Festival Sermons of the Ismaili Imams, Bloomsbury, 2009; Master of the Age: An Islamic Treatise on the Necessity of the Imamate, Bloomsbury, 2007; Hamid Al-Din Al-Kirmani: Ismaili Muslim Thought in the Age of Al-Hakim, I.B. Tauris & Co Ltd, 1999; Early Philosophical Shiism: The Ismaili Neoplatonism of Abū Ya’qūb al-Sijistānī, Cambridge: Cambridge University Press, 1993.
[22]- Daftary, Farhad. The Assassin Legends: Myth of the Ismā‘īlīs. London: I.B. Tauris, 1994. Daftary, Farhad. The Ismā‘īlīs: Their History and Doctrines. Cambridge, UK: Cambridge University Press, 1990. Daftary, Farhad, ed. Mediaeval Ismā‘īlī History and Thought. Cambridge, UK: Cambridge University Press, 1996.
[23]- Abrahamov, B. Anthropomorphism and Interpretation of the Qurʾān in the Theology of al-Qāsim ibn Ibrāhīm. Leiden: Brill. 1996.
[24]- Zwemer, S. M. ‘The Shiah Saints’. Moslem World 22 (1932): 111-15.
[25]- Donaldson, D. M. ‘The Shiah Doctrine of the Imamate’. Islamic Law and Legal Theory. Ed. I. Edge. The International Library of Essays in Law & Legal Theory: Legal Cultures: Dartmouth, 1996. 461-70. 111. Donaldson, D. M. (1929). Salman the Persian, The Muslim World, 19 (4), P.338-352.
[26]- Etan Kohlberg.
[27]- Wilferd Madelung.
[28]- Schmidtke, S. The Theology of al- ʿAllāma al- Ḥillī (d. 726/ 1325). Berlin: Klaus Schwarz, 1991.
[29]- Norman Calder.
[30]- Robert Gleave.
[31]- Devin Stewart.
[32]- Andrew J. Newman.
[33]- Mohammad Ali Amir - Moezzi.