الباحث : محسن أوليري
اسم المجلة : دراسات استشراقية
العدد : 43
السنة : صيف 2025م / 1446هـ
تاريخ إضافة البحث : June / 18 / 2025
عدد زيارات البحث : 117
الملخّص
يتناول هذا البحث مقالة «من الإمامية إلى الاثنى عشرية» للباحث الإسرائيلي في دراسات التشيّع والإسلام المستشرق إيتان كولبرغ (Etan Kohlberg)، والذي تعدّ أعماله نقطة تحوّل في دراسات التشيّع بين المستشرقين اليهود. وهو أوّل باحث بين الباحثين الإسرائيليّين في الشأن الإسلامي يركّز على مجال دراسات تاريخ التشيّع.
فقد ذكر المؤلّف في مقالته قضيّة الاعتقاد العامّ نسبيًّا بين المسلمين بوجود اثني عشر إمامًا أو خليفة من نسل النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم)، والاعتقاد بوجود إمام غائب سوف يملأ الأرض قسطًا وعدلًا، وعمد إلى بيان كيفيّة تسلّل هذا الاعتقاد إلى مجموع أصول عقائد الإماميّة في منتصف القرن الرابع للهجرة، وفي الختام قدّم تحليله عن دوافع اعتناق الإماميّة لهذا المعتقد. وهذا ما يدعو إلى دراسة المقال وتحليله، ونقد الأفكار الخاطئة أو المشتبه بها التي سعى لإثباتها، وهو ما يتطلّب التوقّف مع هذه الأطروحة من ناحية الأسلوب ومنهج الاستدلال، وفهم المصادر وكيفيّة فهم المؤلّف لهذا الموضوع، حيث سنقدّم بعض الملاحظات ضمن العناوين الخمسة الآتية: الأئمّة الاثني عشر وغيبة الإمام الثاني عشر في النصوص الشيعيّة الأولى، وقفة مع بعض أدلّة المؤلّف وفهمه للمصادر، وتحليله لدوافع الإماميّة في هذا الاعتقاد، وتقويم رؤيته العلميّة لهذا الموضوع.
كلمات مفتاحيّة: التشيّع، إيتان كولبرغ، المهدويّة، الإماميّة، الاثني عشريّة، الإمام المهديّ الموعود.
المقدّمة
بغضّ النظر على المواقف المتشدّدة والمتشنّجة من بعض الناقدين والمؤلّفين المسلمين تجاه ظاهرة الاستشراق، واتهام المستشرقين بالبحث من منطلق غايات سيّئة[2]، واستنادًا على الأفهام الخاطئة للنصوص الإسلاميّة، وتقديم التحليلات غير الصائبة لمختلف أبعاد التاريخ والثقافة والفكر الإسلامي[3]، فإنّ هذا الاعتقاد متّفق عليه بين الجميع تقريبًا، وهو أنّه قد تمّ تجاهل الشيعة في الدراسات والأبحاث الاستشراقيّة إلى حدّ كبير، وقد تمّ تقديم صورة خاطئة عن الشيعة والتشيّع. ويبدو أنّ عبارة إدوارد براون -المتوفى سنة 1926م- لا تزال سارية المفعول؛ حيث قال: «لا نزال نفتقر إلى مؤلَّف تفصيلي كافٍ وموثوق كُتب بواحدة من اللغات الأوروبيّة حول التشيّع»[4]. إنّ الاستناد الأصلي للمستشرقين على مصادر أهل السنّة[5]، وعدم التعرّف على التشيّع بوصفه تيارًا دينيًّا وسياسيًّا وثقافيًّا قويًّا[6]، والغايات الخبيثة لبعض المترجمين المسلمين لأعمال المستشرقين[7]، وضعف الجهاز الإعلامي لدى الشيعة[8]، وتعقيدات وغموض تاريخ القرون الثلاثة الأولى للتشيّع[9]، قد أدّى من جهة إلى انخفاض عدد المؤلّفات الخاصّة بالتشيّع[10]، كما أدّى إلى ضعف اعتبار الدراسات والأبحاث في هذا الشأن من جهة أخرى[11]. وعلى الرغم من ارتفاع عدد المؤلفات التي كُتبت في العقود الأخيرة حول التشيّع، ولكن لم يتّضح ما إذا كانت هذه الزيادة تحظى بالاعتبار التحقيقي أيضًا أم لا، وإن الحكم بهذا الشأن يحتاج إلى المزيد من البحث والتدقيق.
إنّ من بين المسائل المهمّة والمثيرة للجدل طوال تاريخ الإسلام والتي تعدّ من العقائد الأصليّة للشيعة الاثنى عشريّة الإماميّة، مسألة الاعتقاد بـ«الإمام المهديّ الموعود» و«قائم آل محمّد»، والتي كانت منذ الأيام الأولى من ظهورها إلى الآن موردًا للبحث والنقاش[12]. إنّ هذه المسألة التي أثارت اهتمام المستشرقين أيضًا، قد خضعت حتى الآن إلى بحثهم من قبلهم من مختلف الأبعاد والزوايا[13]. وفي الآثار المطبوعة في هذا الشأن، يمكن ملاحظة الآراء الجديرة بالنقد والبحث والتأمّل كما نلاحظ بعض الإبهام والغموض أيضًا. إنّ الأسئلة التي يثيرها المستشرقون والمفكّرون المسلمون المتأثّرون بهم في هذا الشأن، يعود بعضها إلى ادّعاء ضعف الأحاديث المرتبطة بالإمام المهديّ المنتظر(عليه السلام)[14]، ويعود بعضها إلى تأثير الأديان الأخرى من قبيل الزرادشتيّة[15]، والمسيحيّة، واليهوديّة[16]، في ظهور وتبلور هذه العقيدة، ويعود بعضها الآخر إلى المرحلة الغامضة والمثيرة للتساؤل حول تبلور هذه العقيدة[17]. إنّ ترجمة بعض أعمال المستشرقين في هذا الشأن إلى اللغة الفارسيّة، كانت مقرونة في بعض الأحيان بتداعيات سياسيّة واجتماعيّة[18]، وقد خضعت للنقد والنقاش في بعض الأحيان على نحو الاختصار مقرونة بالقوّة والضعف المتناسبين مع قوّة وضعف رؤية الناقدين[19].
إنّ مقالة «من الإماميّة إلى الاثنى عشريّة»[20]، التي سنعرض ترجمتها في سياق البحث[21]، تعدّ -بلحاظ الإحجام عن بحث المهدوية بشكل عام بين مختلف الفرَق الإسلامية، والاستناد البحت إلى الاعتقاد بالأئمة الاثنى عشر وغيبة الإمام الثاني عشر عند الشيعة الاثنى عشرية- بحثًا جديدًا في هذا الشأن. إن المضمون العام لهذه المقالة عبارة عن البرهنة على احتمال نزوع الإماميّة إلى الاعتقاد بـ«اثني عشر إمامًا وغيبة آخرهم» في مرحلة مهمة من تاريخهم (وهو بطبيعة الحال تاريخ متأخر عن مرحلة التشكّل الأولى)، والبحث عن جذور دوافع الإماميّة نحو القبول بهذه العقيدة وتحوّلهم إلى فرقة جديدة باسم الاثنى عشريّة. وبطبيعة الحال فإنّ نظريّة عدم أصالة وعدم سابقة وقدم الفرقة الاثنى عشريّة، والقول بظهورها في منتصف القرن الرابع للهجرة لا تعدّ نظرية جديدة، وإنّما كانت مطروحة منذ القرون الأولى من تاريخ الإسلام[22]، وقد تمّ طرحها من قبل المستشرقين قبل كاتب هذه المقالة أيضًا[23]. إنّ الاستناد البحت للمقالة على «جذور ومراحل انتشار اعتقاد الإماميّة بالإمام الثاني عشر وغيبته»[24]، ورؤية المؤلّف التاريخيّة إلى هذه المسألة، قد غطى على اجتراريّة موضوع المقالة وأضفى عليها طابعًا مميّزًا.
إنّ كاتب هذه المقالة إيتان كولبرغ[25] من مواليد عام 1943م، وهو يعمل حاليًا في سلك التدريس والتحقيق في الجامعية العبريّة في فلسطين المحتلة[26]، وقد صدر له حتّى الآن ما يزيد على الخمسين كتابًا ومقالًا في مختلف الحقول الإسلاميةّ، ولا سيّما في تاريخ الشيعة وعقائدهم[27][28].
المنهج المعتمد في مقالة «من الإماميّة إلى الاثني عشريّة»
من خلال قراءة هذه المقالة سوف ندرك أن المؤلف قد ركّز في بداية الأمر على الاعتقاد العام نسبيًا بين المسلمين بوجود اثني عشر إمامًا أو خليفة من نسل النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) من جهة، والاعتقاد بوجود إمام غائب سوف يملأ الأرض قسطًا وعدلًا من جهة أخرى، ثمّ عمد إلى بيان كيفيّة تسلل هذا الاعتقاد بنظره إلى مجموع أصول عقائد الإماميّة في منتصف القرن الرابع للهجرة، وفي الختام قدّم تحليله عن دوافع اعتناق الإماميّة لهذا المعتقد.
يبدو أنّ هناك مجموعة ملاحظات تتعلّق بأسلوب ومنهج الاستدلال، وفهم المصادر، وكيفيّة رؤية المؤلّف في هذا الموضوع، سنحاول جمع هذه الملاحظات ضمن خمسة عناوين هي:
مسألة الأئمّة الاثني عشر وغيبة الإمام الثاني عشر في النصوص الشيعيّة الأولى.
وقفة مع بعض أدلّة المؤلّف وفهمه للمصادر.
وقفة مع تحليل المؤلّف بشأن دوافع الإماميّة إلى هذا الاعتقاد.
تقييم كيفيّة رؤية المؤلف إلى هذا الموضوع.
اقتراح احتمال جديد.
مسألة الأئمّة الاثني عشر وغيبة الإمام الثاني عشر في نصوص الاثني عشريّة الأولى
إنّ أهم دليل يتمسّك به كاتب المقالة لإثبات عدم أصالة فكرة الأئمّة الاثني عشر وغيبة الإمام الثاني عشر في المنظومة الفكريّة لدى الإماميّة، عدم عثوره على أحاديث بهذا الشأن في المصادر الأولى للاثني عشرية. من خلال دراسة النصوص التي أحال إليها مؤلّف المقالة، وكذلك بالرجوع إلى عدد من النصوص الأخرى من أواخر القرن الثالث الهجري، يبدو أنّ بالإمكان الوصول إلى نتائج غير تلك التي توصّل إليها المؤلّف. إنّ أقدم نصّ (أو نصوص) باقية عن الاثني عشريّة[29] عبارة عن ستّة عشر أصلًا من الأصول الأربعمئة[30]، وكذلك مختصر عن جامع البزنطي الذي ألحقه ابن إدريس الحلّي (م 598هـ) مع مختصرات لعشرين كتابًا آخر بنهاية كتابه المعروف السرائر، تحت عنوان «النوادر» أو «مستطرفات السرائر»[31].
ومن بين الأحاديث الموجودة في هذه الأصول، لم يستند كولبرغ إلّا إلى حديثين بوصفهما شاهدين على عدم قطعية الاعتقاد بالأئمّة الاثني عشر، وكذلك عدم معلوميّة أسمائهم، ولا سيّما الإمام الأخير منهم. وأحد هذين الحديثين كان في أصل أبي سعيد عباد العصفوري بشأن أحد عشر نقيبًا يأتون بعد النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم)، وآخرهم يملأ الأرض قسطًا وعدلًا[32]، والحديث الآخر في كتاب محمّد بن المثنى الحضرمي ومضمونه أنّه سوف يكون هناك بعد النبي الأكرمk سبعة أئمّة تجب على الناس إطاعتهم، وآخرهم هو «القائم»، وبعدهم سيأتي أحد عشر مهديًّا من نسل الإمام الحسين(عليه السلام)[33].
يمكن تقسيم المطالب المرتبطة ببحثنا في هذه الأصول ضمن ثلاث مجموعات، وهي كالآتي:
المجموعة الأولى: عبارة عن الأحاديث التي تشتمل على مطالب مخالفة للمباني المعروفة والمقبولة عند الاثني عشرية، والتي تؤيّد نظريّة كولبرغ في الواقع. وفي هذه المجموعة باستثناء هذين الحديثين اللذين استند لهما كولبرغ يمكن الإشارة إلى حديث آخر دالّ على أحد عشر كوكبًا من أهل بيت النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم)، دون أن يرد فيه ذكر لغيبة آخرهم وقيامه [34].
المجموعة الثانية: هي التي تشتمل على الأحاديث التي لا تشير إلى عدد الأئمّة وأسمائهم -أو الإمام الأخير منهم في الحدّ الأدنى- وكذلك من دون الإشارة المباشرة إلى مسألة الغيبة، وقائم آل محمّد (قائمنا) أو رجل من أهل البيت وخروجه والأمور التي سوف يقوم بها بعد خروجه[35]. لم يتمّ ذكر موضوع الغيبة في هذه الأحاديث بشكل مباشر، ولكن في حديث عن جابر عن الإمام الباقر(عليه السلام) حول انتظار القائم وأهميّته[36] «انتظار القائم» هناك دلالة غير مباشرة على الغيبة أيضًا. وكذلك في الرواية التي وردت في مختصر جامع البزنطي بشأن «التعويذة» التي يعلّمها الإمام محمّد الباقر(عليه السلام) ليونس بن ظبيان، نجد فيها كلامًا مجملًا من دون الإشارة الصريحة إلى عدد الأئمة وأسمائهم، قوله(عليه السلام): «... وأعوذ بالأئمة وسمّى [وفي نسخة أخرى: يُسمّي] واحدًا فواحدًا...»[37].
المجموعة الثالثة في هذه المجموعة من الأحاديث، هناك دلالة صريحة على عدد الأئمّة(عليهم السلام) دون ذكر أسمائهم. من قبيل الرواية الواردة في ذات أصل أبي سعيد عباد العصفوري: «عباد، عن عمرو، عن أبي حمزة، قال: سمعت علي بن الحسين(عليه السلام)، يقول: «إنّ الله خلق محمّدًا وعليًّا وأحد عشر من ولده من نور عظمته...»[38]. وكذلك في ذات هذا الأصل أيضًا: «عباد، عن عمرو، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر(عليه السلام)، قال: «قال رسول اللهk: إني وأحد عشر من ولدي وأنت يا علي زر الأرض أعني أوتادها ... فإذا ذهب الأحد عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم يُنظروا»[39]. وعليه في ضوء القرينة الموجودة في هذه الرواية يمكن توجيهم الروايات المشتملة على معلومات بشأن أحد عشر نقيبًا وخليفة لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على هذا النحو أيضًا، وهو أنّ مراد النبيّ أحد عشر خليفة غير الإمام علي(عليه السلام) ، لا سيّما وأنّ النبي قد تحدّث فيها عن أحد عشر نقيبًا من ولده: «من ولدي أحد عشر نقيبًا نجيبًا محدّثون مفهمون آخرهم القائم»[40]. و«نجوم من أهل بيتي من ولدي أحد عشر نجمًا»[41]. ونعلم أنّ الإمام علي(عليه السلام) لم يكن من وُلد النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم)[42]. ومن الجدير ذكره أنّ المؤلف ذكر في مورد حديث محمّد بن المثنى توجيهًا نقله عن علماء الشيعة[43]. وقد قام الشيخ الحرّ العاملي بحمل بعض روايات هذه الأصول على التقية[44].
إنّ كتاب المحاسن لأحمد بن محمّد البرقي (م 274هـ أو 280هـ) كان هو الآخر موردًا لاستناد المؤلف بوصفه شاهدًا آخر أيضًا. إن ما قاله المؤلف -من أنّ كتاب المحاسن لا يحتوي على أيّ حديث يبيّن عدد الأئمّة وغيبة الإمام الثاني عشر- صحيح، ولكن هناك بطبيعة الحال في مختلف مواضع هذا الكتاب[45] ما لا يقلّ عن ثمان روايات حول «القائم» و«فضيلة انتظاره»[46]، حيث يمكن لها أن تؤيّد نظريّة الاثنى عشريّة على نحو غير مباشر. وعلى الرغم من أنّ مفردة القائم يمكن أن تطلق على كل إمام[47]، إلّا أنّ بعض هذه الروايات تصدق على القائم الموعود على نحو أيسر[48]. وفي حديث آخر يطلب عمر بن مسلم من الإمام الصادق(عليه السلام) أن يُسمّي له «الأئمّة بالحقّ من آل محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)»-، فيقتصر الإمام الصادق(عليه السلام) في الجواب على ذكر اسم الإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين والإمام علي بن الحسين والإمام محمّد بن علي (الإمام الخامس)، ثمّ يقول بعد ذلك بأسلوب مجمل: «هذا الأمر يجري لآخرنا كما يجري لأوّلنا»، ويحجم عن ذكر أسماء الأئمّة اللاحقين، بل ويحجم حتى عن التصريح بإمامة نفسه[49].
إنّ البرقي في كتاب آخر له معروف بـ«الرجال»[50]، عمد إلى التعريف بأصحاب النبيّ الأكرمk، ثمّ ذكر الإمام علي(عليه السلام) إلى الإمام الحجّة بن الحسن(عليه السلام). فما ورد في هذا الكتاب يدلّ بوضوح على الاعتقاد باثني عشر إمامًا.
وفي كتاب الغارات (أو الاستنفار والغارات) تحدّث ابن هلال الثقفي (م 283هـ) في موضع واحد فقط عن رجل من أهل البيت(عليهم السلام) (ابن خيرة الإماء)[51]، وأنّه سوف يسلخ الفتن كما يُسلخ الجلد عن اللحم وسوف يعمل على إطفاء نائرتها (يفرّج الفتن ... كتفريج الأديم)[52]. وهذا الكتاب بدوره لم يرد فيه ذكر عدد الأئمّة(عليهم السلام) وأسمائهم.
والمصدر الشيعي الآخر الذي يعود إلى نهاية القرن الهجري الثالث هو كتاب بصائر الدرجات لمؤلّفه محمّد بن حسن الصفار القمي (م 290هـ)؛ وقد تحدّث عنه كولبرغ، قائلًا: «... لم يشتمل على أيّ حديث بشأن الغيبة أو الأئمّة الاثني عشر»[53]، ولكنّنا عند مطالعة هذا الكتاب نواجه هذه الروايات، وهي: ما لا يقلّ عن ثلاثة أحاديث حول الإمام المهدي والأوصياء بعد النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم)[54]، وثمانية أحاديث حول القائم[55]، وحديثان حول خروج رجل من أهل البيت(عليهم السلام) قبل نهاية الدنيا، وأنّه يحكم كما كان يحكم النبيّ داود(عليه السلام) (في القضاء)[56]، وحديث واحد يتحدّث عن اثني عشر عالمًا، وقد جاء في تتمته: «كلّما مضى منّا إمام سكن أحد هذه العوالم، حتى يكون آخرهم القائم في عالمنا الذي نحن ساكنوه»[57]. إن هذا الحديث، بالإضافة إلى دلالته على عدد الأئمة [الاثني عشر][58]، يُشير إلى الإمام القائم -الذي هو آخرهم- أيضًا. وهناك حديث آخر في هذا الكتاب يتحدّث بوضوح وبشكل صريح عن عدد الأئمة(عليهم السلام) [وأنهم اثنا عشر إمامًا][59]؛ فقد ورد فيه عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر(عليه السلام) يقول: «الاثنا عشر الأئمة من آل محمّد كلهم محدّث»[60].
وكان كتاب قرب الإسناد لمؤلّفه أبي العباس عبد الله بن جعفر الحميري القمي (حيّ حتى عام 300هـ)، من المصادر الشيعيّة المتقدّمة؛ حيث لم يقع موردًا لإشارة المؤلّف. وقد انعكس هذا الموضوع في هذا الكتاب على أشكال مختلفة. وفي ضوء حديث -في سلسلة رواته بطبيعة الحال عبد الله بن ميمون القداح أيضًا- خلق الله من أهل البيت (وهم فرع بني هاشم) سبعة أشخاص (منهم النبيّ الأكرمk)، لم يخلق مثلهم أبدًا[61]. وفي رواية أخرى يتحدّث الإمام الصادق(عليه السلام) عن أسماء الأئمة الأطهار(عليهم السلام) من الإمام علي(عليه السلام) حتى يصل إلى نفسه، ويسكت عن ذكر أسماء الأئمّة الذين يأتون بعده[62]. وفي حديث مجمل آخر ورد أن أسماء الأئمة معلومة: «...ما هو إلّا عهد من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) رجل فرجل مُسمّى»[63]. كما نرى هذا الكلام المبهم في موضع آخر عن قول الإمام محمّد الباقر(عليه السلام)؛ إذ يقول: «لا يستكمل عبد الإيمان حتى يعرف أنه يجري لآخرهم ما يجري لأوّلهم في الحجّة والحلال والحرام»[64]. وفي حديث آخر ورد الكلام عن رجل من أهل البيت(عليهم السلام) يخرج في آخر الدنيا، وإنه سوف يعمل بكتاب الله: «... إنّ الدنيا لا تذهب حتى يبعث الله منّا أهل البيت رجلًا يعمل بكتاب الله عزّ وجل»[65]. وهناك في ما لا يقلّ عن خمسة موارد أخرى إشارة إلى قيام القائم وعلامات ما قبل قيامه وانتظار الفرج[66]. ويبدو أن هذا الكتاب كان من الممكن أن يقع موردًا لاستفادة المؤلّف بشكل أفضل من كتاب المحاسن للبرقي (م 274هـ أو 280هـ).
وفي تفسير فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي (المتوفى في أواخر القرن الهجري الثالث أو أوائل القرن الهجري الرابع)[67]، وهو التفسير المعروف بـ«تفسير فرات الكوفي»، هناك -بالإضافة إلى عشرات الروايات حول أهل البيت(عليهم السلام)[68] ما يقرب من عشرين حديثًا في خصوص الإمام «المهدي» و«القائم»[69]. ويبدو أنّ هذا الكتاب بدوره لم يشتمل على ذكر صريح لعدد الأئمة الأطهار(عليهم السلام) أيضًا.
إن أول كتاب تمّ تأليفه في القرن الرابع للهجرة، هو كتاب تفسير علي بن إبراهيم (م 307 هـ)، وقد ذكر فيه -باعتراف المصنف- عدد الأئمّة الأطهار(عليهم السلام) وأسماؤهم بشكل واضح[70].
في مقام الجمع وبيان الخلاصات يجب القول إنّ النصوص الشيعيّة الواصلة إلينا منذ أواخر القرن الثالث -كما لاحظنا- عبارة عن روايات لا تخصّ الأئمّة الاثنا عشر وغيبة آخرهم، كما هو الحال بالنسبة إلى وضوح وسعة وانسجام هذه النصوص التي تعود إلى القرن الرابع والخامس للهجرة. وعلى الرغم من ذلك فإنّ هذا الموضوع لا يبقى مسكوتًا عنه في هذه النصوص بشكل مطلق؛ وذلك أوّلًا لأنّ عدد الأئمّة مذكور في الأصول المتبقيّة وفي بصائر الدرجات وغيره أيضًا، وثانيًا إنّ مسألة القائم -وغيبته على نحو تلويحي- قد تمّ التأكيد عليها مرارًا وتكرارًا. ويجب أن لا يغيب عن أنظارنا أن القسم الأعظم من المصادر الشيعيّة من القرن الثالث وحتى القرن الثاني والأول من الهجرة -وهي المصادر المعروفة بالأصول الأربعمئة- لم تصل إلينا، وإنّ أشخاصًا من أمثال الشيخ الكليني (م 329هـ) قد ألّفوا كتبهم الروائيّة اعتمادًا على تلك الأصول التي كانت موجودة عندهم[71]. وكذلك وردت أسماء كتب تمّ تأليفها في القرن الهجري الثالث حول الغيبة، على ما نرى ذلك في فهارس من قبيل كتاب الذريعة[72]، ولكنها لم تعد موجودة بين أيدينا[73].
وقفة مع بعض أدلّة المؤلف وفهمه للمصادر
بالنظر إلى المعرفة التي حصلنا عليها في القسم السابق بالنسبة إلى النصوص الشيعيّة الأولى، نطلّ في هذا القسم -بغض النظر عن أسلوب ورؤية المؤلّف إلى هذا الموضوع- على بعض أدلّته التي تعود بشكل رئيس إلى نوع فهمه للمصادر ومقارنتها التاريخيّة واستنتاجه من هذه المقارنة.
إنّ المؤلف المحترم من خلال استناده إلى عدم تصريح المصادر الأولى بالأئمّة الاثني عشر والإمام الثاني عشر، والتصريح بهذا الموضوع في تفسير القمي (المتوفى سنة 307هـ)، وكتاب الكافي للشيخ الكليني (المتوفى سنة 329هـ)، وكذلك عدم التصريح باسم الإمام الثاني عشر، وتصريح الأشعري (المتوفى سنة 329هـ) في مقالات الإسلاميّين بهذا الاسم، قد استنتج أنّ الإمامية قد قبلوا هذه الأصول بشكل مبكر جدًّا، وأدخلوها في تراثهم وعقيدتهم[74]. وهنا عدّة نقاط:
ذكرنا سابقًا أنّ النصوص الشيعيّة الأولى وإن لم تكن بسعة مصادر القرن الرابع للهجرة فصاعدًا لا تخلو من الأصول الاعتقاديّة للشيعة.
إنّ مجرّد ذكر أو عدم ذكر المطالب في الكتب التي لم يتّضح تاريخ تأليفها بشكل دقيق، ولا يتجاوز تاريخ وسنة وفاة مؤلّفيها أكثر من عقد أو عقدين من الزمن، لا يمكن أن يشكل مبنى للحكم الصحيح والعلمي بشأن ظهور وتحوّل عقيدة ما.
إنّ بعض المؤلفين من أمثال أحمد بن محمّد بن خالد البرقي (المتوفى سنة 274هـ أو 280هـ) مؤلّف كتاب المحاسن، ومحمّد بن الحسن الصفّار القمّي (المتوفى سنة 290هـ) مؤلّف كتاب بصائر الدرجات، لو سلّمنا أنّ كتبهم لا تشتمل على أحاديث في هذا الشأن، إلا أنهم يقعون ضمن سلسلة رواة الطبقة اللاحقة من أمثال الكافي وغيبة النعماني وغيرهما، ليس هناك أي ّدليل على اختلاق الروايات المنقولة عنهم[75]. من ذلك -مثلًا- أنّ رواية الخضر المعروفة التي وردت في كتاب المحاسن من دون ذكر أسماء وعدد الأئمّة، قد وردت في كتاب أصول الكافي عن البرقي نفسه مع ذكر أسماء الأئمّة وعددهم[76]. والملفت في البين أنّ محمّد بن يحيى الذي سمع الحديث عن محمّد بن الحسن الصفار، يتمنّى لو كان ناقل هذا الحديث شخصًا آخر غير البرقي[77]، وقال محمّد بن الحسن بدوره في الجواب بأن البرقي قد روى هذا الحديث قبل الغيبة الصغرى بعشرة أعوام: «... حدثني قبل الحيرة بعشر سنين»[78]. كما يلاحظ اسم محمّد بن الحسن الصفار بكثرة في سلسلة رواة الأحاديث المرتبطة بموضوع بحثنا[79]. وقد ذكر الشيخ الطوسي في فهرسته أن محمّد بن الحسن الصفار كان له كتاب مشتمل على مسائل راسل الإمام الحسن العسكري(عليه السلام) بشأنها[80].
وفي الأساس فإن المؤلف فيما يتعلق بالمصادر الروائية كان يتّخذ من سنة وفاة المؤلف ومن تاريخ تأليف الكتاب -في حدود الإمكان- مبنى لحكمه. إن هذا الأمر وإن كان يُعدّ مبنى صحيحًا -«ولا سيّما بشأن الأحاديث التي يرد ذكرها أول مرّة»- ولكن علينا أن لا ننسى أن الحديث إنّما هو في الحقيقة نقل مباشر لكلام، وفي حالة إحراز وثاقة الراوي وصدقه، يجب العمل على بحثه وتقويمه من الناحية التاريخية في المقطع الزمني للمتكلم الأصلي، لا سيّما وأن كل واحد من الرواة في بعض هذه الأحاديث يذكر سنة سماع الحديث وأخذه بل وحتى الشهر أيضًا[81]. والنموذج الآخر عن هذا المبنى للمؤلف، ما ذكره في وجه الجمع بين اسمي «محمّد» و«أحمد». وقد نقل -بعد ذكر آراء الإمامية حول تسمية أو عدم تسمية المهدي(عليه السلام)- وجهًا للجمع بين هذين الاتجاهين عن كتاب نوادر الأخبار للشيخ النراقي (المتوفى سنة 109هـ)[82]، هذا في حين أن النراقي قد نقله بعينه عن كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة للشيخ الصدوق (المتوفى سنة 381هـ)[83]. وفي الحقيقة فإن هذا التوجيه يرتبط بذات القرن الرابع للهجرة، و«ليس سعيًا للجمع والتوفيق»[84]، في المراحل اللاحقة[85].
وعلى أساس هذا المبنى من المؤلف، يمكن توجيه السؤال إليه بشأن مطالبه حول الواقفية الذين يعتبرهم من طلائع الاثني عشرية أو السبأية الذين يعتقد أنهم من أوائل القائلين بغيبتين، ويعتبر الاثنى عشرية متأثّرين بهم[86]، والقول باحتمال أن تكون هذه المسائل من مختلقات المرحلة الزمنية لتأليف الكتب التي أشار إليها. إنّ عقائد الشيعة الاثنى عشرية بدورها لا تختلف -من هذه الناحية- عن المسائل الأخرى، وعلى الرغم من ورودها في المصادر المتأخرة بالتفصيل، إلا أنها ناظرة على الدوام إلى الماضي وتُنقل عن المتقدمين. وعلى هذا الأساس فإنّ مجرّد القول بأنّ أشخاصًا من أمثال البرقي والصفار القمي لم يذكروا في كتبهم رواية بهذا الشأن -وهو غير صحيح- لا يمكن الحكم بأن هذه العقائد لم تكن في عصرهم جزءًا من عقائد الشيعة، بل استنادًا إلى الكثير من الروايات المأثورة -على سبيل المثال- عن هذين الشخصين في المصادر القريبة جدًّا من عصرهما، وكذلك بالنظر إلى أنّ مصادر الشيعة في القرن الرابع للهجرة مثل كتاب الكافي قد تمّ تأليفها استنادًا إلى الكتب والأصول التي لم تعد اليوم بمتناول أيدينا، يمكن أن نحتمل احتمالًا قويًّا أن هذه العقائد كانت بدورها في عصر الرواة جزءًا من عقائد الإماميّة، ويبقى مجرّد هذا السؤال، وهو: لماذا لم ترد في المصادر الأولى بسعة ووضوح المصادر المتأخّرة؟ وسوف نتعرّض لهذا الموضوع في الأقسام اللاحقة.
وفيما يتعلّق بكتب من قبيل: كتاب المحاسن وكتاب البصائر، لا بدّ من الالتفات إلى هذه النقطة المهمّة، وهي أنّ القراءة الإجماليّة لعناوين أبواب وفصول أبحاثها، تثبت أنّ الأبحاث المرتبطة بالأئمّة(عليهم السلام) في هذه الكتب إنما تخص صفاتهم وخصائصهم العامّة، وليس أحوالهم واحدًا واحدًا، وبحسب المصطلح إنها لم تكن في مقام بيان عدد أسماء الأئمّة، ولذلك لم يكن هناك ادّعاء بجمع الأحاديث الخاصّة بهذا الموضوع، خلافًا لكتب المرحلة اللاحقة التي تمّ جمعها وتأليفها لهذه الغاية بالتحديد. من ذلك -على سبيل المثال- أن كتاب الأشكال والقرائن في المحاسن، والذي أشار إليه كاتب المقالة المحترم واستند إليه، لم يكن في مقام هذا البحث أصلًا[87]. وكذلك من المهم أن نعلم أن هذه الكتب بالإضافة إلى اشتمالها على روايات تؤيد العقائد الراهنة للاثنى عشرية بنحو من الأنحاء، فإنّ بعضها لا يشتمل على أيّ حديث أو عبارة لا تنسجم مع هذه العقائد، وفي بعضها الآخر نادرًا ما يتمّ العثور على عبارات غير منسجمة، وقد تمّ توجيهها في العادة بعدّة أشكال[88]. ومن ناحية أخرى هناك في المصادر المتأخرة من الأحاديث الكثيرة نسبيًّا لا تحتوي بدورها على اسم الإمام الغائب والإمام الثاني عشر مثلًا[89]، أو يمكن استنادًا إلى مبنى المؤلّف تسرية هذا التشكيك وعدم القطعيّة المدّعاة من قِبله إلى المراحل التالية أيضًا. وفي بيان الأساليب المتّبعة من قبل علماء الإماميّة لإثبات نظريّتهم، أشار كولبرغ إلى أربعة أساليب، وأشار بعد ذلك -بشكل ضمني ومن دون ذكر رقم- إلى أسلوب آخر، وهو عبارة عن الاستدلال العقلاني[90].
ومن خلال مطالعة النصوص الشيعيّة يجب القول إنّ منهج الاستدلال العقلاني على ضرورة وجود الإمام وغيبته في حالة المواجهة مع الخطر، يقع ضمن المناهج والأساليب المتّبعة من قبل علماء الشيعة، وهو يوازي سائر الأساليب والمناهج الأخرى، ويجب ملاحظته بشكل مستقل.
وخلاصة هذا الاستدلال على النحو الآتي: إن الأئمة اثنى عشر، وقد رحل عن هذه الدنيا منهم أحد عشر إمامًا، والأرض بدورها لا تخلو من حجّة؛ وعليه يجب أن يبقى الإمام الثاني عشر على قيد الحياة. ولكن بالنظر إلى الخطر الذي يهدد حياته، وعدم توفّر شرائط الظهور، فإنه يعيش في غيبة[91]. وفي النصوص الكلامية الشيعية المعاصرة تمّ ذكر دليل جديد بوصفه «دليلًا علميًّا» على صحّة اعتقاد الشيعة بغيبة إمام زمانهم (الإمام الثاني عشر). وإنّ أساس هذا الدليل العلمي عبارة عن بحث ودراسة عصر الغيبة الصغرى. فإنّ الإمام المهدي(عليه السلام) -طبقًا لاعتقاد مشهور الشيعة- كان في غيبته الصغرى التي امتدّت لأربعة وسبعين عامًا يتواصل مع الشيعة بواسطة أربعة من سفرائه ونوابه[92]، وكان يرسل إليهم الكتب والأخبار الضرورية، بل وحتى الإجابة عن الأسئلة في رسائل عرفت بـ«التوقيعات»[93].
إنّ هذه الظاهرة لم تغب عن الرؤية الثاقبة للمفكّر الشيعي المعاصر الكبير الشهيد محمّد باقر الصدر، وقد رأى فيها دليلًا علميًّا يثبت هذه الحقيقة، ولا سيّما بالنظر إلى اتحاد ومعرفة خطوط التوقيعات وعدم ظهور التناقض في أقوال وأفعال السفراء، الأمر الذي يؤكّد عدم وجود خداع واحتيال في الأمر، وعليه يكون هذا الاعتقاد من الشيعة صحيحًا. يقول الشهيد الصدر: «لقد قيل قديمًا: إن حبل الكذب قصير، ومنطق الحياة يُثبت أيضًا أن من المستحيل عمليًّا بحساب الاحتمالات أن تعيش أكذوبة بهذا الشكل، وكل هذه المدّة وضمن كل تلك العلاقات والأخذ والعطاء، ثم تكسب ثقة جميع من حولها. وهكذا نعرف أن ظاهرة الغيبة الصغرى يمكن أن تعتبر بمثابة تجربة علمية لإثبات ما لها من واقع موضوعي والتسليم بالإمام القائد...»[94].
وعلى كل حال يبدو في تقرير كامل عن أساليب استدلال علماء الشيعة، يجب عدّ الدليل العقلي بوصفه دليلًا مستقلًّا.
لقد ذهب كولبرغ في إثبات تأثر الاثنى عشريّة بسائر الجماعات في مورد الاعتقاد بالغيبة، إلى اعتبار مختلف الجماعات الواقفية في المرحلة العبّاسيّة الأولى من المدافعين عن نظريّة الغيبة[95]. فأوّلًا إن مبنى هذا الادّعاء -كما سبق أن ذكرنا- عبارة عن نصوص لا تبتعد كثيرًا -من الناحية الزمنية- عن النصوص التي تثبت وجود هذا الاعتقاد بين الشيعة الاثنى عشريّة[96]، ولا يمكنها إثبات تقدّم هذا التفكير عند سائر الجماعات على الاثنى عشرية. ومن ناحية أخرى فإن القول بذهاب البطائني إلى الوقف -على فرض ثبوته- لا يمكن أن يثبت تقدّم هذه الرؤية بين الواقفيّة؛ وذلك لأنّ الحسن بن محبوب الزرّاد -الذي يُعدّ مثل البطائني من المعاصرين للإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام)[97]- قد ذكر الاعتقاد بغيبتين في كتابه (المشيخة) أيضًا[98]. ولم يُشر كولبرغ بدوره إلى هذا الموضوع.
كما أنّ من بين القرائن الأخرى على وجود هذا الاعتقاد في المراحل السابقة على القرن الهجري الرابع، رأي أبي الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (المتوفى سنة 329هـ) -وهو والد الشيخ الصدوق- في كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة؛ إذ يقول إنه قد جمع الأخبار والروايات الواردة في عدد الأئمة والغيبة[99]. وقد أشار الشيخ المفيد بدوره في كتاب الفصول العشرة في الغيبة إلى كتب الشيعة التي تم تأليفها قبل ولادة الحسن بن علي (الإمام الحادي عشر(عليه السلام) وأبيه وجدّه، وقال بأنّ الأخبار الخاصّة بالغيبتين (الصغرى والكبرى) كانت موجودة في تلك الكتب، وإنّ تحقّق هاتين الغيبتين قد أثبت صدق تلك الأخبار وصحة عقيدة الإماميّة أيضًا[100]. إنّ كولبرغ نفسه بالاستناد إلى نقل كلام عن الشيخ الصدوق ابن بابويه قد أشار في هذا الموضوع لغرض إضعاف الادّعاء إلى وجود حديث حول أحد عشر إمامًا آخرهم القائم، وكذلك فقد تمسّك بحديث يُشير إلى وجود سبعة أئمّة فقط[101]. ولكن كما سبق أن أشرنا فإنّ هذه الأحاديث أوّلًا قد تمّ توجيهها بمختلف الأشكال. وثانيًا: هناك غير هذه الأحاديث روايات واضحة أخرى في هذه الأصول[102]، وفي الأساس فإن ذات هذه الكتب والأصول كانت قد شكلت المادة الأولى لتأليف كتب مثل كتاب أصول الكافي. وفيما يتعلق بالبطائني الواقفي بغض النظر عن عدم وضوح ما إذا كان «الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني» مؤلف كتاب الغيبة واقفيًا أو كان الواقفي هو أبوه[103]، وما إذا كان في الأساس هو الذي ألف هذا الكتاب أم لا[104]، وفيما لو كان هو الذي ألفه فما هو مضمون هذا الكتاب ومفاده[105]، لا بدّ من الالتفات أوّلًا إلى أنّ أهمّ خصائص الواقفة (أو الواقفيّة) هي الاعتقاد بغيبة الإمام السابع(عليه السلام) وظهوره في المستقبل[106]، وبالنظر إلى خلفيّات ظهورهم، فإنّ هذه الجماعة إمّا أن تكون قد تعمدت وطمعت بمصادرة الأموال والحقوق الشرعيّة بعد استشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم(عليه السلام)[107]، أو أنها أخطأت الطريق بحسن نية وتعرّضت إلى الانحراف غير المقصود في تطبيق العقيدة الشائعة والقطعيّة بشأن الإمام الغائب[108]، واعتبرت الإمام السابع مصداقًا للإمام الغائب والقائم؛ بمعنى أنّ كيفيّة انفصال الواقفيّة عن جسد الإماميّة واعتقادها بغيبة الإمام السابع يشكّل في حدّ ذاته مؤيّدًا وشاهدًا على وجود الاعتقاد بغيبة الإمام الأخير بين الشيعة الإمامية. بمعنى أنّه كما سبق للسبئيّة والكيسانيّة أن ضلّت الطريق في معرض العثور على المصداق، فإنّ الواقفيّة بدورهم قد سلكوا طريقًا جديدًا، لا سيّما وأن مدّعى كل واحد من هذه الجماعات -بوصفها من الفرَق المنحرفة عن الإمامية الحقّة- قد تمّ ذكره في المصادر القديمة، وتمّ العمل على نقده وتقويمه[109]. وبالدرجة الثانية فإنّ الأسلوب والمنهج العامّ المعتمد من قبل علماء الرجال والحديث في صورة إثبات وثاقة الراوي وصدقه، هو العمل بالأخبار والروايات المنقولة عن الشيعة من أصحاب المذاهب الفاسدة، ومن بينهم الواقفيّة[110]، وإن مجرّد ذهاب الراوي إلى الوقف لا يشكّل دليلًا على عدم اعتقاد الشيعة الاثنى عشرية بمفاد الخبر المنقول عنه[111].
إنّ من بين الأدلّة التي يسوقها كولبرغ على عدم قطعيّة الاعتقاد باثني عشر إمامًا وغيبة آخرهم بين الإماميّة الأوائل، فحتى في حالة قبول الأصل الإجمالي للاعتقاد بهذا الموضوع، هو عدم تحديد أسماء هؤلاء الأئمّة في النصوص الشيعية الأولى[112]. وبطبيعة الحال فإن دليله الوحيد هو عدم ذكر الأسماء في هذه النصوص[113].
وفي هذا الشأن لا بدّ من الالتفات إلى نقطتين، الأولى: إن عدم ذكر الاسم لا يُشكّل دليلًا على عدم قطعيته ومعرفته، وما أكثر الأدلّة والأرضيّات التي توجب عدم بيان وإيضاح أمر معلوم وواضح، ولا سيّما بشأن المهدي؛ حيث كانت توجد مثل هذه الملاحظات بشأنه قطعًا[114]. والنقطة الثانية: إنه من وجهة نظر المتكلمين الشيعة الاثنى عشرية لا ينحصر بيان أسماء الأئمة وصفاتهم بالتعريف بهم في موضع واحد من قبل النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمّة الأوائل، ويكفي أن ينصّ كل إمام سابق على اسم الإمام اللاحق بعده وصفاته وخصائصه[115]، وعلى هذا الأساس فإنه على فرض عدم الذكر الدقيق والكامل لأسماء الأئمة في موضع واحد في النصوص الأولى، إلا أن هذا لا يضرّ شيئًا بعقيدة الإمامية.
وعلى كل حال، يبدو أن عدم ذكر أسماء الأئمة في النصوص الأولى، لا يُشكّل دليلًا مناسبًا على توجّه الإمامية إلى قبول الاعتقاد بالأئمة الاثني عشر في المراحل اللاحقة. ومن ناحية أخرى فإنّه من خلال النصوص التي يستند إليها كولبرغ بوصفها شاهدًا على عدم قطعيّة وتحديد اسم الإمام الثاني عشر وعدم اتّفاق الإمامية في هذا الشأن، يتّضح أن اسم الإمام الثاني عشر -خلافًا لما ذهب إليه كولبرغ- كان معلومًا عند الإماميّة، وإنهم كانوا يتعمّدون إخفاءه وعدم ذكره[116].
وعلى كل حال، فإنّ الدليل الأصلي لكولبرغ على عدم اعتقاد الإمامية في مراحلهم الأولى بالأئمة الاثني عشر وغيبة آخرهم، هو عدم العثور على شواهد واضحة في هذا الشأن في النصوص الأولى، وإنه على فرض صحة مقدمة هذا الاستدلال، إلّا أنّ أسلوب الاستدلال لا يبدو صحيحًا؛ إذ هناك بشأن جماعة لم تصل جميع آثارهم إلينا، الكثير من القرائن الدالّة على إخفائها، والظروف السياسية الخطرة التي كانوا يعيشون فيها، وعليه فإنّ عدم الوجدان في هذه الحالة لا يمكن أن يكون دليلًا على عدم الوجود.
3. وقفة مع تحليل المؤلّف بشأن دوافع الإماميّة نحو هذا الاعتقاد
في الفقرتين الأخيرتين من المقالة، ذكر كولبرغ -من خلال التأكيد على الغموض الموجود في أدلة نزوع الإمامية إلى الاعتقاد بالأئمة الاثني عشر وغيبة الإمام الثاني عشر- بعض النقاط بقطعيّة أكبر، وخلاصتها على النحو الآتي: إنّ الإماميّة من خلال اعتناق هذه العقيدة من جهة قد أوجدوا جاذبية فكرية وسياسية لدى الشيعة، ومن جهة أخرى تمكّنوا -من خلال الاقتراب من مراكز السلطة البويهيّة- من العمل على تقوية أنفسهم وإضعاف أهل السنّة، وقد عمد علماء الإمامية إلى الاستفادة من الأرضيّات الفكريّة للانتقال نحو الاثنى عشرية[117].
وفيما يتعلّق بهذا التحليل، تبدو لنا النقاط الآتية:
إنّ سبب غيبة الإمام الثاني عشر هو الحفاظ على حياته في مواجهة ظلم أجهزة السلطة والخلافة، وإنّ استمرار هذه الغيبة كان بسبب عدم توفر شرائط الظهور، وقد تمّت الإشارة إلى ذلك والتأكيد عليه منذ البداية في النصوص الكلاميّة الشيعيّة (في القرن الرابع للهجرة)[118].
وكذلك لا يمكن إنكار ما تنطوي عليه هذه الغيبة من النتائج النفسية الإيجابية من حيث تزويد الشيعة بالروحية والتفاؤل والأمل[119]. وهناك من اعتبر الحديث المأثور عن الإمام الكاظم(عليه السلام)، والذي يقول فيه: «إن الشيعة تربّى بالأماني منذ مئتي سنة»، بمنزلة تأييد الإمام الكاظم(عليه السلام) للأثر النفسي الذي يتركه الأمل عند الشيعة بقيام القائم في تربيتهم وإعدادهم[120].
وهناك من عدّ الهدف من قيام وظهور الإمام المهدي(عليه السلام) عبارة عن فلسفة اجتماعية إسلامية كبرى، وإن أهم ركن وعنصر فيها هو التفاؤل بمستقبل البشرية[121]؛ ولذلك فإن الصورة المطلوبة للانتظار هي صورة الانتظار المتناغمة مع هذه الغاية[122]. وكذلك لا يمكن استبعاد أنه مع بداية الغيبة -ولا سيّما الغيبة الكبرى- يبدو من الطبيعي أن تقلّ ضغوط الحكومات على الشيعة الذين كانوا يدّعون أن إمامهم يعيش في الخفاء وإنهم لا يعرفون مكان تواجده[123].
وأمّا القول بأنّ علماء الإمامية هم الذين قرروا -من خلال تقديرهم للأوضاع الاجتماعيّة وموقع الشيعة في المجتمع- بأن يؤسّسوا لهذا الاعتقاد كي يستفيدوا من ثماره ونتائجه[124]، فهو محل تأمّل كبير. ففي الدرجة الأولى من غير المعلوم ما الذي كانت عليه الخصائص الفكريّة لدى الإماميّة قبل اعتناق هذا الاعتقاد، وبالنظر إلى محوريّة هذه العقيدة في المنظومة الفكريّة لهم، وكيف يمكن تمييز الإماميّة الأوائل من الإماميّة الجدد.
وثانيًا: لا توجد هناك أيّ قرينة تاريخيّة تؤيّد اجتماع علماء الإماميّة واتخاذهم القرار في هذا الشأن، كما أنّ توجّههم المنفصل عن بعضهم والمتزامن والمنسجم في الوقت نفسه يبدو مستبعدًا جدًّا.
وثالثًا: لو صحّ هذا التحليل من المؤلّف، فما الذي حمل علماء الشيعة على اختلاق أو القبول بالكثير من الأحاديث حول سائر خصائص إمامهم الغالب، ولا سيّما فيما يتعلق بعلامات ظهوره؟[125] ولو قبلنا بدعوى أخذ هذه الأحاديث من أهل السنّة، فما هو السبب في إحداث التغيير فيها[126]؟ ومن ناحية أخرى لو كانت غاية الإمامية هي الاقتراب من مركز السلطة والحكم، ألم يكن بمقدورهم قبل مجيء البويهيّين أن يقلّلوا من ضغوط الحكومات عليهم من خلال إجراء بعض التعديلات على آرائهم، وأن يقتربوا منها أيضًا كما اقتربوا من البويهيّين؟ وكذلك ما الذي كان يدعو الشيعة الإماميّة إلى اختلاق أو اعتناق هذا الاعتقاد للتقرّب من البويهيّين؟ وهل كان البويهيّون -الذين لا يُعرف ما إذا كانوا من الشيعة الزيديّة أو من الشيعة الاثنى عشريّة[127]، وكانوا بالإضافة إلى ذلك قد سالموا سلطات الخلافة السنيّة[128]- يرون محدوديّة بالنسبة إلى الإماميّة (في حالة عدم القبول بهذا الاعتقاد)؟ ألم يكن في الحرية التي وفرها البويهيّون لجميع الفرَق والمذاهب من بين الأسباب المؤثّرة في ازدهار الثقافة والحضارة الإسلاميّة في القرن الهجري الرابع؟ وعليه فما الذي كان يدعو الإماميّة إلى إعادة النظر في أصول عقيدتهم؟ يبدو أنّ الاعتقاد أو عدم الاعتقاد بالأئمّة الاثني عشر ومسألة الغيبة، ليس له أيّ صلة أو تأثير بنوع الارتباط والعلاقة بين الإماميّة وآل بويه. وكذلك لو قبلنا بتحليل المؤلّف فما هو التفسير الذي يمكن تقديمه بشأن التوقيعات؟ فهل ينبغي اعتبارها من الأمور المختلفة أيضًا؟ فهل كان صدور التوقيعات من الإمام الثاني عشر هو من قبيل عدد الاثني عشر والغيبة موجودًا بين الأديان السابقة والفرَق الإسلاميّة المتقدّمة على الشيعة الاثني عشريّة وقد أخذوها عنهم أيضًا؟ أم ...؟ وفي الأساس، لماذا لم تكن هناك أيّ إشارة من المؤلف المحترم في مقالته إلى ظاهرة «التوقيعات» التي تحتل مكانة مهمّة في الاعتقاد بالإمام المهدي لدى الشيعة الاثني عشريّة؟ وبالتالي فإنّ الإماميّة الذين كانوا يعانون -باعتراف كاتب المقالة- من اضطهاد الحكومات على الدوام[129]، لماذا لم يسبق لهم مثل سائر الفرق الأخرى أن يدّعوا الغيبة لواحد من أئمتهم المتقدّمين؛ ليحصدوا ثمار ونتائج هذا الادّعاء بشكل مبكر؟
فهل يمكن في التحليل الدقيق والشامل المرور بهذه الأسئلة مرور الكرام؟ وعلى كل حا،ل فإنه بالنظر إلى هذه الأسئلة لا يبدو التوجيه المتقدّم من قبل المؤلف كافيًا لبيان دوافع الإمامية نحو هذه العقيدة.
تقويم كيفيّة رؤية المؤلّف إلى هذا الموضوع
يبدو من خلال الدراسة الدقيقة للرؤية العامّة للكاتب تجاه الإماميّة في القرون الهجرية الثلاثة الأولى وكأن كولبرغ ينظر إلى الإمامية بوصفهم مستقلّين عن التيّارات السياسيّة/ الثقافية الأخرى في هذه القرون الثلاثة، وقدّم مثل هذا التحليل على أساس ذلك. بمعنى أننا لو اعتبرنا الإماميّة فرقة كانت تعيش في جزيرة منعزلة، دون أن نأخذ المنعطفات التاريخيّة الصاخبة لذلك في تلك القرون الثلاثة، سوف لن يكون من الصعب علينا القبول بمثل هذا التحليل. وأمّا إذا لاحظنا الشيعة الإماميّة بالنظر إلى ما يزيد على ثلاثة قرون من الحياة السياسيّة والثقافيّة الخاصّة، وفي ظل أحداث هذه القرون الثلاثة، عندها لن يكون من السهل غضّ الطرف عن عشرات الأسئلة ومواطن الإبهام والغموض والقبول بهذا التحليل.
لقد قبل جميع المؤرخين تقريبًا بمدعى الإماميّة القائل بأن الشيعة قد بدأوا مرحلة عصيبة وحرجة جدًّا -بعد استشهاد الإمام علي(عليه السلام)- من حياتهم السياسيّة والثقافيّة. وإن رعاية التقية التي كانت تعدّ في برهة من تاريخ الشيعة جزءًا من لوازم الدين[130]، كانت بالإضافة إلى أنّها تشكل ضمانة لأمن الأئمّة وأتباعهم، قد أدّت في الوقت نفسه إلى كتمان الحق وعروض بعض مواطن الغموض والإبهام والاختلاف والتماهي مع المخالفين وظهور بعض الانحرافات الكثيرة بين الإماميّة[131]. إنّ أئمّة الشيعة في الكثير من الموارد رغم علمهم بهذه المعضلات، إلّا أنّهم من أجل الحصول على بعض المصالح الأولى والأسمة والحيلولة دون تعريض كيان الشيعة للخطر من قبل أجهزة الحكم، لم يكونوا يستطيعون ولا يرومون العمل على إيضاح الأمور بشكل واضح ومعلن. لقد كانوا على الدوام يؤكّدون بمختلف الأشكال على أصل الإمامة، ويعملون على إرشاد الناس إليها، بيد أن الشؤون الأكثر تفصيليّة وحساسيّة بما يرتبط بالإمامة، من قبيل أسماء الأئمّة(عليهم السلام)، وتحديد الإمام اللاحق، وحتى عدد الأئمة، تعدّ من بين أهم المسائل التي تراعى فيها شروط التقية، ولهذا السبب كانت هناك على الدوام بعض مواطن الغموض والإبهام في هذه الشؤون، لا سيّما بعد رحيل كل إمام - وهناك الكثير من القرائن التي تؤيّد هذا الدعاء من قبل الإماميّة، وإليك فيما يلي بعض النماذج:
نقل البرقي في كتابه المحاسن حديثًا يسأل فيه عمر بن مسلم الإمام الصادق(عليه السلام) عن أسماء الأئمّة(عليهم السلام)، فذكر له الإمام الصادق(عليه السلام) أسماء الأئمّة ابتداءً من الإمام علي(عليه السلام) إلى الإمام الباقر(عليه السلام)، ثمّ أحجم عن ذكر أسماء الأئمة الآخرين، رغم سؤال عمر بن مسلم عمّن هو الإمام بعد الإمام الباقر(عليه السلام) واحتمال أن يكون هو الإمام الصادق، وقد كرر هذا السؤال أربع مرّات، وكان الإمام في كل مرّة يقدم له جوابًا مبهمًا وغامضًا دون ردّ هذا الاحتمال، ولكنه كان مع ذلك يحجم عن التصريح بكونه هو الإمام[132].
وإنّ الإمام الصادق(عليه السلام) لكي يحبط محاولة المنصور العباسي في التعرّف على من يخلفه، عمد إلى التعريف بالإمام موسى الكاظم وأربعة أو خمسة آخرين -من بينهم المنصور نفسه والوالي على المدينة- بوصفهم أوصياء له، وبذلك أبطل مفعول خطة المنصور الذي سبق له أن أمر والي المدينة بالذهاب إلى منزل الإمام الصادق(عليه السلام) وقتل وصيه[133]. ولكنّه في الوقت نفسه قد ترك غموضًا وإن لم يكن لغير الخاصّة[134] بشأن خليفته الحقيقي.
وفي إرشاد المفيد هناك بشأن بداية إمامة الإمام السابع [موسى الكاظم(عليه السلام)] رواية تثبت بوضوح خفاء إمامته، وأمره بالإبقاء على خفائها[135].
وفي عيون أخبار الرضا(عليه السلام) رواية عن الإمام الكاظم(عليه السلام) يقول فيها عن ولده الإمام الرضا إنه يجب أن لا يتحدّث في العلن إلى أربع سنين بعد وفاة هارون (المتوفى سنة 193هـ)[136]. ومن الطبيعي أن يتمّ التشكيك والتردّد من قبل الإماميّة حول الإمام الذي يخفي إمامته أو لا يتمكّن من إظهارها لعدّة سنوات.
وجاء في قرب الإسناد أنّه عندما سُئل الإمام عن خليفته، عمد الإمام إلى عدم إعطاء جواب واضح بقوله: «هذا الذي سألت عنه ليس هذا وقته»، وفي الوقت نفسه قال بعد قول السائل: إنما سألتك عن ذلك حتى لا يقع الشيعة مرّة أخرة في البلية التي وقعوا فيها بعد رحيل والدك: «الفرض عليه [أي: على الإمام] ... أن يحتج في الإمام من بعده بحجّة معروفة مثبتة ...»[137].
وبعد رحيل الإمام الرضا(عليه السلام) واجه الإمامية وضعًا أكثر تعقيدًا؛ وذلك لأنّ الخلفاء الذين كانوا يعلمون أن قائم آل محمّد يخرج من هذا البيت، كانوا يراقبون الأئمّة بمزيد من الدقة، بل وقد عمدوا إلى إشخاص الإمام علي الهادي والإمام الحسن العسكري(عليه السلام) إلى مقرّ عاصمة الخلافة لإخضاعهما إلى رقابة مشدّدة وضيّقة[138].
من الطبيعي في ظلّ هذه الظروف العصيبة، أن تحظى الأخبار الخاصّة بالإمام الثاني عشر(عليه السلام) -الذي كان يقال إنه يطيح بحكومات الظلم والجور- بحساسيّة أكبر. وبموجب حديث مذكور في كتاب الغيبة للنعماني كان حتّى الأئمّة الذين تفصلهم عن ولادة وغيبة الإمام الثاني عشر(عليه السلام) مدّة زمنيّة طويلة نسبيًّا، يحجمون عن التعريف الدقيق بهذا الإمام رعاية للمسائل الأمنية. وبمقتضى هذا الحديث كان الإمام الباقر(عليه السلام) قد أجاب عن سؤال أبي خالد الكابلي الذي سأل الإمام أن يعرّفه على الإمام «القائم» باسمه، قائلًا: «سألتني -والله- يا أبا خالد عن سؤال مجهد، وقد سألتني عن أمر ... لو كنت محدّثًا به أحدًا لحدّثتك، ولقد سألتني عن أمر لو أن بني فاطمة عرفوه حرصوا على أن يقطعوه بضعة بضعة»[139][140]. كما نرى هذا المضمون في كتاب فرق الشيعة للنوبختي -في تعريف الإمامية بعد رحيل الإمام الحسن العسكري(عليه السلام)- أيضًا، إذ يقول(عليه السلام): «ولا يجوز ذكر اسمه [الإمام الثاني عشر(عليه السلام)] ولا السؤال عن مكانه حتى يؤمر بذلك؛ إذ هو -(عليه السلام)- مغمور خائف مستور بستر الله تعالى، وليس علينا البحث عن أمره، بل البحث عن ذلك وطلبه محرّم ولا يحلّ ولا يجوز؛ لأن في إظهار ما ستر عنا وكشفه إباحة دمه ودمائنا، وفي ستر ذلك والسكوت عنه حقنهما وصيانتهما»[141]. وإن تحريم التصريح باسم الإمام الثاني عشر ومنزلته الخاصة في الأحاديث المتعلّقة بالإمام المهدي(عليه السلام)[142] إنما يكتسب مفهومه ومعناه الصحيح في هذا الإطار، ويمكن الوقوف على دليلة وسببه أيضًا[143].
وعلى كلّ حال، فإنه بالنظر إلى هذه القرائن في نصوص الإماميّة، وبالنظر إلى تأييد القيود والضغوط المفروضة على الشيعة (الإماميّة) من قبل المؤرّخين[144]، فإنّ اقتراب أي تحليل بشأن تاريخ الإماميّة وعقائدهم من الواقع رهن بالالتفات الدقيق لوضعهم ومكانتهم في المجتمع الإسلامي في تلك المرحلة الزمنيّة. وعلى هذا الأساس ربما أمكن تقديم احتمال جديد لتنظيم وترتيب النظام الاعتقادي للإمامية بشأن الأئمّة الاثني عشر ومفهوم الغيبة. وسوف نناقش هذا الاحتمال في القسم الآتي.
اقتراح احتمال جديد
بالنظر والاستناد إلى ما تقدّم من المطالب، يمكن بيان احتمال جديد حول جذور ومراحل انتشار نظرية الأئمة الاثني عشر وغيبة الإمام الثاني عشر بين الإمامية، فقد تقدّم في الأبحاث السابقة، ولا سيّما مطالب القسم الرابع والثالث التي هي بمثابة المدخل لبحثنا الراهن، يمكن تقديم احتمال جديد على النحو الآتي: إن عدد الاثني عشر «اثنى عشر نقيبًا أو حواريًّا أو غير ذلك»، وخروج رجل يملأ الأرض قسطًا وعدلًا، كان موجودًا حتى في الحضارات والأديان السابقة، ولذلك فإنه لم يكن أمرًا غير مسبوق بالنسبة إلى المسلمين[145]. وإنّ النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) بأمر من الوحي قد ذكر هذه النظرية -التي تعدّ من جملة أصول الدين الإسلامي وأركانه[146]- بدوره بين أتباعه أيضًا[147]. لقد كانت المسألة الأهم بالنسبة إلى النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) عبارة عن تثبيت أصل الإمامة لعلي(عليه السلام) وأولاده(عليه السلام). وربما لو سارت مسألة الخلافة على الشكل الذي أراده رسول الله[148]، وتوفّرت الظروف الكافية للمسار الصحيح في المجتمع الإسلامي بعد رحيل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، لما حدثت الغيبة أبدًا[149]. ومن هنا فإن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) إنما أكّد على أصل أن خلفاءه (بالحق) هم اثنى عشر خليفة من نسله، وإن آخرهم سوف يملأ الأرض قسطًا وعدلًا[150]. إن الفترة الزمنية الممتدة لربع قرن من الزمن من بداية رحيل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وبداية خلافة الإمام علي(عليه السلام)، وما تلاها من الأحداث -خلال ستة أعوام من حكم الإمام علي(عليه السلام) ونجله الإمام الحسن(عليه السلام)- والاضطرابات الداخليّة، والسيطرة الشاملة لبني أميّة على الساحة السياسيّة في البلاد الإسلاميّة، أدّت إلى نسيان وغفلة الناس عن أركان من الدين الإسلامي، ومن بينها أصل الإمامة[151].
إنّ أئمّة الشيعة على الرغم من ظروف التقية التي كانوا يعيشون فيها، بذلوا كل ما بوسعهم من أجل إحياء أصل الإمامة في قلوب الناس وأذهانهم، ولكنهم كانوا في الكثير من الموارد يحجمون حتى عن التعريف بمن يخلفهم في الإمامة رعاية للظروف الأمنيّة، حيث تقدم ذكر نماذج من ذلك في الموضع السابق. وفي جميع هذه المراحل كانت فكرة خروج الإمام المهدي وحتى غيبته[152]، من الشيوع والمقبوليّة بحيث إنها، بالإضافة إلى التأثير على الحركات السياسيّة والمذهبيّة[153]، قد أثارت شهيّة البعض إلى ادّعاء المهدويّة[154]، كما ذهبت جماعات أو أفراد من الإمامية بدورهم بسبب تقية أئمتهم وعدم تمكّنهم من البيان الواضح، إلى اعتبار بعض الشخصيّات السياسيّة/ الدينيّة مصداقًا للمهدي الموعود[155]. وقد أدى شيوع هذه الفكرة حتى إلى اختلاق أحاديث تدعي أن المهدي من سلالة العباس ومن بني أميّة أيضًا[156]. وإن فكرة الوقف بدورها تعدّ من تبعات هذه المرحلة؛ حيث بلحاظ عدم تعيّن الإمام اللاحق، كان يظهر بعد رحيل كل إمام عدد من الناس يقولون بأنه هو الإمام الغائب والقائم، ولم تنحصر هذه الظاهرة بالواقفين على الإمام الكاظم(عليه السلام)[157]. إن الخاصّة من أصحاب الأئمّة(عليهم السلام) بدورهم إما لم يكونوا يعلمون من هو الذي يخلف الإمام السابق، أو إذا كانوا يعلمون لم يكن يُسمح لهم بالتصريح والإعلان به[158]؛ ولذلك فإنهم كانوا إما يتعمدون عدم ذكر الأحاديث المشتملة على هذا النوع من المعلومات في كتبهم أو كانوا يكتفون بالمرور بها على نحو الإجمال. ويحتمل أن يكون عدم الانعكاس الكبير والواسع لهذا الموضوع في النصوص الواصلة من عصر الغيبة الصغرى عائدًا إلى هذا السبب.
إن تحريم ذكر اسم الإمام الغائب وإخفاء ولادته ومحل اختفائه حتى على الكثير من الخاصة، ضمن إفشاله للكثير من جهود الخليفة العباسي من أجل العثور عليه، إلّا أنّه أدّى من ناحية أخرى إلى تفاقم الغموض فيما يتعلق بالإمام الثاني عشر(عليه السلام). في تلك المرحلة الضبابية، بغض النظر عن القرائن التي تؤيد صحّة ادعاء الإمامية، إلا أن إمكان اختلاق الأحاديث في هذا الشأن أو إضافة المطالب على الكتب السابقة لم يكن منتفيًا تمامًا[159].
إنّ تسلّل الأفكار المختلفة إلى العالم الإسلامي، وازدهار الفكر والحضارة الإسلامية، خلق أرضيّة خصبة لطرح هذه الأفكار والشبهات المختلفة. وإنّ وصول البويهيّين إلى السلطة إنما وفّر للإماميّة إمكانيّة الحضور في الساحة مثل كلّ الطوائف الأخرى والاستفادة من فضاء الحرية الممنوح لتضارب الآراء وتبادل الأفكار في إطار الدفاع عن كينونتهم العلميّة والثقافيّة في مواجهة شبهات المخالفين لهم. وإنّ هؤلاء المخالفين لن ينحصروا بالمعتزلة فقط[160]، بل وكان الزيدية[161]، والملاحدة[162]، وجماعات من أمثال: السبئيّة، والكيسانيّة، والناووسيّة، والواقفيّة، والمحمّديّة[163]، والحشويّة، والخوارج، والمرجئة[164]، وغيرهم يندرجون ضمن دائرة المخالفين أيضًا. إنّ انتشار هذه الضبابيّة والشبهات التي كانت ترتبط عمومًا بالإمامة وفروعها، ولا سيّما بالنسبة إلى المدن التي تبتعد عن مواطن سكن الأئمّة الأطهار(عليهم السلام)[165]، تبدو مسألة طبيعيّة تمامًا بعد مضيّ ثلاثة قرون من حياة التخفي ورزوح الإمام تحت الضغوط والممارسات القمعيّة والإرهابيّة بحقّهم. وإنّ جهود علماء الإماميّة لرفع هذه الضبابيّة في ظلّ الفرص المتاحة لهم، إنما كانت في الحدّ الأقصى بمثابة تنظيم عقائد الإماميّة وليس إبداع وتجديد هذه العقائد. كما أن الجهود الحثيثة من قبل علماء الإماميّة لبيان أصل الإمامة بشكل صحيح[166]، لم يكن يعني الاتجاه التجديدي بالنسبة إلى هذا الأصل قطعًا. إنّ التطوّر والتنوّع في الأدلّة والعثور على الإجابات الجديدة عن الأسئلة المستجدة، يُعدّ من اللوازم بالنسبة إلى كل علم، ولا يتنافى مع عراقة وأصالة ذلك العلم -أو الفكرة المحددة- وإنّ علم الكلام الشيعي (الاثنى عشري) لا يُعد استثناءً من هذه القاعدة[167]. إن اتساع المباحث والشبهات التي ذكرها الشيخ المفيد (المتوفى سنة 413هـ) في الفصول العشرة -على سبيل المثال- أو الشيخ الطوسي (المتوفى سنة 460هـ) في كتاب الغيبة، بالمقارنة إلى المسائل المذكورة في كتاب الإمامة والتبصرة لابن بابويه (المتوفى سنة 329هـ)، والكافي للكليني (المتوفى سنة 329هـ)، وكتاب الغيبة للنعماني (المتوفى في منتصف القرن الهجري الرابع)، إنما يُثبت تجذّر هذه الرؤية واتّساع رقعة أبحاثها، وقدرتها على مواجهة الشبهات الجديدة[168].
وعلى هذا الأساس، فإن الاحتمال الذي يمكن بيانه «بشكل قاطع على نحو وآخر»[169] هو أنّ الطرح الواسع لفكرة الأئمة الاثنى عشر والإمام الثاني عشر في مصادر القرن الرابع، يُعدّ أمرًا طبيعيًّا وانعكاسًا منطقيًّا للحالة السياسيّة والثقافيّة الجديدة في المجتمع الإسلامي وموقع الإماميّة فيها.
الخاتمة
تثبت الوقائع التاريخيّة في مجال النتاج العلمي الاستشراقي أنّه قد تمّ تجاهل الشيعة في الدراسات والأبحاث الاستشراقيّة إلى حدّ كبير، وقد تمّ تقديم صورة خاطئة عن الشيعة والتشيّع، وعلى الرغم من ارتفاع عدد المؤلّفات التي كتبت في العقود الأخيرة حول التشيّع، ولكن لم يتضح ما إذا كانت هذه الزيادة تحظى بالاعتبار التحقيقي أيضًا أم لا.
بالاستناد إلى ما ذكره المستشرق، والمناقشات التي أوردناها يتضح الآتي:
إن نظرية الأئمة الاثني عشر قد وردت في مصادر الإماميّة الأولى (مصادر القرن الثالث للهجرة) بشكل صريح، كما وردت نظريّة الغيبة فيها على نحو ضمني تلويحًا.
إن كاتب المقالة مع غض طرفه عن وجود هذه الأحاديث، حكم -لمجرّد عدم حصوله على دليل على هذه النظريات في المصادر التي لم يصل لنا الجزء الأكبر منها- لعدم قطعيّة هذه النظريّة عند الإماميّة، وإنّ هذا الحكم غير جدير بالوثوق والاعتماد.
إنّ تحليله بشأن دوافع توجّه الإمامية إلى هذه النظريّة مثير للتساؤل جدًّا، وهو زاخر بالغموض والإبهام، ويبدو ناقصًا وضعيفًا.
إنّ هذه التحليلات المطروحة من قبل كاتب المقالة المحترم إنما تكون مقبولة فيما لو تمّ بحث الإمامية بشكل مستقل ومنفصل عن الشرائط والأوضاع السياسيّة/ الثقافيّة في القرون الثلاثة الأولى من تاريخهم.
إنّ أئمّة الشيعة، على الرغم من ظروف التقية التي كانوا يعيشون فيها، بذلوا كل ما بوسعهم من أجل إحياء أصل الإمامة في قلوب الناس وأذهانهم، ولكنهم كانوا في الكثير من الموارد يحجمون حتى عن التعريف بمن يخلفهم في الإمامة رعاية للظروف الأمنيّة.
إنّ تحريم ذكر اسم الإمام الغائب وإخفاء ولادته ومحل اختفائه حتّى على الكثير من الخاصة، ضمن إفشاله للكثير من جهود الخليفة العباسي من أجل العثور عليه، إلّا أنّه أدّى من ناحية أخرى إلى تفاقم الغموض فيما يتعلّق بالإمام الثاني عشر.
إن من بين الأدلّة التي يسوقها كولبرغ على عدم قطعيّة الاعتقاد باثني عشر إمامًا وغيبة آخرهم بين الإماميّة الأوائل، هو عدم تحديد أسماء هؤلاء الأئمّة في النصوص الشيعية الأولى.
يمكن مناقشة مقولته هذه بالقول: إنّ عدم ذكر الاسم لا يُشكّل دليلًا على عدم قطعيّته ومعرفته، وما أكثر الأدلّة والأرضيّات التي توجب عدم بيان وإيضاح أمر معلوم وواضح، ولا سيّما بشأن المهدي؛ حيث كانت توجد مثل هذه الملاحظات بشأنه قطعًا.
بالالتفات إلى وجهة نظر المتكلمين الشيعة يتّضح أنّه لا ينحصر بيان أسماء الأئمّة وصفاتهم بالتعريف بهم في موضع واحد من قبل النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمّة الأوائل، ويكفي أن ينصّ كل إمام سابق على اسم الإمام اللاحق بعده وصفاته وخصائصه.
لائحة المصادر والمراجع
آدمز، تشارلز، «نقش شيخ طوسي در دگرگوني نظري علم حقوق»، ترجمه إلى اللغة الفارسية: محمّد حسين ساكت، يادنامه كنگره هزاره شيخ طوسي، إعداد: محمّد واعظ زاده خراساني، 1354هـ.ش.
ابن إدريس الحلي، أبو عبد الله محمّد بن أحمد (م 598هـ)، النوادر أو مستطرفات السرائر، برعاية السيد محمّد باقر الموحد الأبطحي، مدرسة الإمام المهدي(عليه السلام)، قم، 1408هـ/ 1987م.
ابن بابويه، علي بن الحسين (المتوفى سنة 329هـ)، الإمامة والتبصرة من الحيرة، تحقيق: السيد محمّد رضا الحسيني، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، بيروت، 1407هـ.
ابن حمزة، عماد الدين محمّد بن علي (حي حتى عام 560هـ)، الثاقب في المناقب، تحقيق: نبيل رضا علوان، انتشارات انصاريان، قم، 1412هـ.
ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمّد (المتوفى سنة 808هـ)، مقدمة ابن خلدون، منشورات الأعلمي للمطبوعات، بيروت.
أبو خليل، شوقي، كارل بروكلمان في الميزان، دار الفكر، دمشق، 1408هـ/ 1987م.
الأشعري، سعد بن عبد الله، المقالات والفرَق، تحقيق: محمّد جواد مشكور، مركز انتشارات علمي و فرهنگي، طهران، 1360هـ.ش.
الإصبهاني، أبو الفرج (المتوفى سنة 365هـ)، مقاتل الطالبيين، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار المعرفة، بيروت.
الأصول الستة عشر من الأصول الأولية، دار الشبستري للمطبوعات، قم، 1405هـ.
افشار، إيرج، فهرست مقالات فارسي، شركت سهامي كتابهاي جيبي، فرانكلين و علمي و فرهنگي، طهران، 1348-1369هـ.ش.
الأميني، إبراهيم، «سير تاريخي مسأله غيبت»، مفكرة مؤتمر ألفية الشيخ الطوسي، إعداد: محمّد واعظ زاده الخراساني، 1354هـ.
انجوي شيرازي، «علت وجودي استشراق و مستشرق»، مجلة نگين، العدد 85، شهر خرداد (3)، سنة 1351هـ.ش.
بحر العلوم الطباطبائي، السيد محمّد مهدي (متوفى سنة 1212هـ)، الفوائد الرجالية (رجال بحر العلوم)، تحقيق: محمّد صادق بحر العلوم وحسين بحر العلوم، مكتبة الصادق(عليه السلام)، طهران، 1363هـ.ش.
بدوي، عبد الرحمن، موسوعة المستشرقين، دار العلم للملايين، بيروت، 1989م.
البرقي، أحمد بن محمّد بن خالد (المتوفى سنة 274هـ/ 280هـ)، رجال البرقي، دانشگاه طهران، طهران.
البرقي، أحمد بن محمّد بن خالد (م 274هـ/ 280هـ) المحاسن، تصحيح: السيِّد جلال الدين الحسيني الأرموي، دار الكتب الإسلامية، قم.
بسيان، نجف قلي، واقعه اعلام جانسوز و ريشه هاي سياسي و اجتماعي آن، انتشارات مدبّر، طهران، 1370هـ.ش.
تاجري، حسين، انتظار بذر انقلاب: نگرشي عميق بر أبعاد فردي و اجتماعي انتظار ظهور و نقد اتهامات وارده بر اين وظيفه سازنده، دفتر تحقيقات و انتشارات بدر، طهران.
التستري، القاضي السيد نور الله الحسين المرعشي (المتوفى سنة 1019هـ)، إحقاق الحق وإزهاق الباطل، مع تعليقات آية الله السيد شهاب الدين المرعشي النجفي، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم.
الطهراني، علي، تقيه در اسلام، كتاب فروشي جعفري، مشهد.
الثقفي، ابن هلال (م 283هـ)، الغارات، تقديم وتحقيق: مير جلال الدين الأرموي (المحدّث)، أنجمن آثار ملّي، قم، 1355هـ.ش.
الثقفي، ابن هلال (م 283هـ)، الغارات (الاستنفار والغارات)، تحقيق: السيد عبد الزهراء الحسيني، دار الكتاب الإسلامي، قم، 1411هـ.
الجندي، أنور، سموم الاستشراق والمستشرقين، دار الجيل، بيروت، مكتبة التراث الإسلامي، القاهرة، 1405هـ/ 1985م.
الحر العاملي، محمّد بن الحسن (المتوفى سنة 1104هـ)، وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، تصحيح: عبد الرحيم الرباني الشيرازي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
حسن، حسن إبراهيم، تاريخ الإسلام، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1964م.
حكيمي، محمّد رضا، «400 كتاب در شناخت شيعه»، يادنامه علامه اميني، إعداد السيد جعفر شهيدي ومحمّد رضا حكيمي، شركت سهامي انتشار، طهران، 1352هـ.ش.
حكيمي، محمّد رضا، «شناخت شيعه»، شيخ آقا بزرگ، دفتر نشر فرهنگ اسلامي، طهران.
الحميري القمي، أبو العباس عبد الله بن جعفر (م ما بعد عام 300هـ)، قرب الإسناد [ويليه الأشعثيات]، مكتبة نينوى الحديثة، طهران.
حيدر، أسد، الإمام الصادق(عليه السلام) والمذاهب الأربعة، دار الكتاب العربي، بيروت، 1971م/ 1392هـ.
الخزاز القمّي الرازي، أبو القاسم علي بن محمّد بن علي (المتوفى في القرن الهجري الرابع)، كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر، تحقيق: عبد اللطيف الحسيني الكوهكمري الخوئي، انتشارات بيدار، قم، 1401هـ.
الخوئي، السيد أبو القاسم، معجم الرجال، انتشارات مدينة العلم، بيروت، 1403هـ/ 1983م.
دائرة المعارف بزرگ اسلامي، بإشراف: السيد كاظم الموسوي البجنوردي، مركز دائرة المعارف بزرگ اسلامي، ط2، طهران، 1363هـ.ش.
داوري، رضا، وضع كنوني تفكر در ايران، انتشارات سروش، طهران، 1363هـ.ش.
راسخي نجفي، عباس، نواب اربعه و عظمت مقام هر يك، طهران، 1366هـ.ش.
رحيم لو، يوسف، «رويه اي از خاورشناسي و روشهاي علمي آن: شرق شناسي، دانشي با أبعاد سياسي و تجارتي»، مجلة نگين، العدد 86، شهر تير (4)، سنة 1351هـ.ش.
الشريف الرضي، أبو الحسن محمّد بن الحسن (المتوفى سنة 406هـ)، خصائص الأئمّة(عليهم السلام)؛ خصائص أمير المؤمنين(عليه السلام)، تحقيق: محمّد هادي الأميني، بنياد پژوهشهاي اسلامي، مشهد، 1406هـ.
ركني، محمّد مهدي، نشاني از امام غائب: بازنگري و تحليل توقيعات، بنياد پژوهشهاي اسلامي، مشهد، 1368هـ.ش.
السبحاني، جعفر، كليات في علم الرجال، مركز مديريت حوزه علميه قم، قم، 1408هـ/ 1366هـ.ش.
سبط ابن الجوزي (المتوفى سنة 654هـ)، تذكرة الخواص، مؤسسة أهل البيت، بيروت.
سعيد، إدوارد، شرق شناسي: شرقي كه آفريده غرب است، ترجمه إلى اللغة الفارسية: أصغر عسكري خانقاهي وحامد فولادوند، انتشارات عطائي، طهران، 1361هـ.ش. (إن هذا الكتاب هو ترجمة القسم الأخير من النص الكامل كتاب الاستشراق لإدوارد سعيد، وقد تمّت ترجمته ونشره قبل عشر سنوات من اكتمال الكامل لأصل الكتاب).
سعيد، إدوارد، شرق شناسي، ترجمه إلى اللغة الفارسية: عبد الرحيم گواهي، دفتر نشر فرهنگ اسلامي، طهران، 1371هـ.ش.
شايگان، داريوش، هانري كربن: آفاق تفكر معنوي در اسلام ايراني، ترجمه إلى اللغة الفارسية: باقر پرهام، مؤسسة انتشارات آگاه، طهران، 1371هـ.ش.
شريعتي، علي، فلسفه انتظار (انتظار؛ مذهب اعتراض).
الشيرازي، السيد حسن، كلمة الإمام المهدي(عليه السلام)، ترجمه إلى اللغة الفارسية: السيد حسن افتخار زاده، مقابلة وتكميل: حسين تاجري، انتشارات آفاق، طهران، 1407هـ.
الصافي، لطف الله، انتظار عامل مقاومت و حركت، انتشارات شفق، قم.
الصافي، لطف الله، مع الخطيب في خطوطه العريضة، دار القرآن الكريم، قم، 1389هـ.
الصافي، لطف الله، منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر، المقدمة، مكتبة الداوري، قم.
الصدر، السيد محمّد، تاريخ الغيبة الصغرى، دار التعارف للمطبوعات، بيروت، 1400هـ/ 1980م.
الصدر، السيد محمّد، رسالت اسلامي در عصر غيبت، ترجمه إلى اللغة الفارسية: علي العلوي، دفتر تحقيقات و انتشارات بدر.
الصدر، السيد محمّد باقر، امام مهدي حماسه اي از نور، ترجمه إلى اللغة الفارسية: كتابخانه بزرگ اسلامي، مؤسسة الإمام المهدي، طهران، 1398هـ.ش.
الصدر، السيد محمّد باقر، انقلاب مهدي و پندارها، ترجمه إلى اللغة الفارسية: السيد أحمد علم الهدى، انتشارات ياسر، طهران.
الصدر، السيد محمّد باقر، بحث حول المهدي، تصدير وتقديم: حامد حنفي داود، مكتبة النجاح، طهران، 1398هـ/ 1978م.
الصدوق، محمّد بن علي (المتوفى سنة 381هـ)، الاعتقادات، ترجمه إلى اللغة الفارسية: السيد محمّد علي بن السيد محمّد الحسني، نهضت زنان مسلمان، طهران، 1361هـ.ش.
الصدوق، محمّد بن علي (م 381هـ)، عيون أخبار الرضا(عليه السلام)، تحقيق: السيد مهدي الحسيني اللاجوردي، دار العلم، قم، 1377هـ.ش.
الصدوق، محمّد بن علي (م 381هـ)، كمال الدين وتمام النعمة، تصحيح: علي أكبر غفاري، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، قم، 1363هـ.ش/ 1405هـ.
صفائي، سيد أحمد، هشام بن الحكم: متكلم معروف قرن دوم هجري، دانشگاه طهران، طهران، 1342هـ.ش.
الصفار القمي، أبو جعفر محمّد بن الحسن بن فرّوخ (م 290هـ)، بصائر الدرجات، تصحيح: الميرزا محسن كوچه باغي التبريزي، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم، 1404هـ.
العلامة الطباطبائي، السيد محمّد حسين، الميزان في تفسير القرآن، جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، قم، 1367هـ.ش.
العلامة الطباطبائي، السيد محمّد حسين، شيعه در اسلام، دفتر انتشارات اسلامي التابعة لجامعة المدرسين، قم، 1367هـ.ش.
الطبرسي، أبو علي الفضل بن الحسن (المتوفى في القرن السادس للهجرة)، إعلام الورى بأعلام الورى، تصحيح: علي أكبر غفاري صفت، دار المعرفة، بيروت، 1399هـ.
الطبرسي، أبو علي الفضل بن الحسن (المتوفى في القرن السادس للهجرة)، مجمع البيان في تفسير القرآن، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم، 1403هـ.
الطبري، أبو جعفر محمّد بن جرير (المتوفى سنة 310هـ)، تاريخ الأمم والملوك، تصحيح: لجنة من العلماء الأجلاء، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، 1403هـ/ 1983م.
الطبري، أبو جعفر محمّد بن جرير (المتوفى سنة 310هـ)، دلائل الإمامة، منشورات الرضي، قم، 1363هـ.ش.
الطوسي، محمّد بن الحسن (المتوفى سنة 460هـ)، عُدّة الأصول، تحقيق: محمّد مهدي نجف، مؤسسة آل البيتb، 1403هـ/ 1983م.
الطوسي، محمّد بن الحسن (المتوفى سنة 460هـ)، الغيبة، تحقيق: عبد الله الطهراني وعلي أحمد ناصح، مؤسسة المعارف الإسلامية، قم، 1411هـ.
الطوسي، محمّد بن الحسن (المتوفى سنة 460هـ)، الفهرست، تصحيح: السيد محمّد صادق بحر العلوم، انتشارات الشريف الرضي، قم.
الطهراني، آغا بزرگ، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، تحقيق: أحمد منزوي، النجف وطهران.
العباد، عبد المحسن بن حمد، الرد على من كذّب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي، الإمام المهدي عند أهل السنة، إعداد مهدي فقيه إيماني، مكتبة أمير المؤمنين العامة، إصفهان، 1402هـ.
العقاد، عباس محمود، ما يقال عن الإسلام، مكتبة دار العروبة، القاهرة.
العقيقي، نجيب، المستشرقون (ثلاثة أجزاء)، دار المعارف، القاهرة، 1965م.
الغفاري، علي أكبر، تاريخ تدوين الحديث وكتابته، تلخيص مقباس الهداية (الملحق الأول)، جامعة الإمام الصادق(عليه السلام) (بالتعاون مع نشر: الصدوق)، 1369هـ.ش.
فاروق، عمر، العباسيون الأوائل، بيروت (بمساعدة جامعة بغداد)، 1390هـ.ش.
فراي، ريتشارد، ن.، ميراث باستاني ايران، ترجمه إلى اللغة الفارسية: مسعود رجب نيا، شركت انتشارات علمي و فرهنگي، طهران، 1368هـ.ش.
فقيه إيماني، مهدي، الإمام المهدي عند أهل السنة، مكتبة أمير المؤمنين(عليه السلام) العامة، إصفهان، 1402هـ.
فلاطوري، عبد الجواد، «تحقيق عقايد و علوم شيعي»، يادنامه علامه اميني، إعداد السيد جعفر شهيدي ومحمّد رضا حكيمي، شركت سهامي انتشار، طهران، 1352هـ.ش.
الفيض الكاشاني، المولى محسن بن مرتضى (المتوفى سنة 1091هـ)، نوادر الأخبار في ما يتعلق بأصول الدين، تحقيق: مهدي الأنصاري القمي، مؤسسة مطالعات و تحقيقات علمي و فرهنگي، 1370هـ.ش.
كاظم زاده ايرانشهر، حسين، «شرق شناسي و غرب شناسي»، انتشارات إيرانشهر، 1922م.
الكليني، محمّد بن يعقوب، الأصول من الكافي، تصحيح علي أكبر غفاري، دار الكتب الإسلامية، طهران، 1388هـ.ش.
الكوفي، أبو القاسم فرات بن إبراهيم بن فرات (م القرن الثالث للهجرة)، تفسير فرات الكوفي، تحقيق: محمّد الكاظم، مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد، طهران، 1410هـ/ 1990م.
كولبرغ، إيتان، كتابخانه ابن طاووس و احوال و آثار او، ترجمه إلى اللغة الفارسية: السيد علي قرائي ورسول جعفريان، المكتبة العامة لآية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي، قم، 1371هـ.ش.
كيهان، أ.، «فرهنگ ملي وفانوس كشان استعمار»، مجلة نگين، العدد 86، ، شهر تير (4)، سنة 1351هـ.ش.
العلامة المجلسي، محمّد باقر (المتوفى سنة 1111هـ)، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، مؤسسة الوفاء، بيروت، 1403هـ/ 1983م.
الشريف المرتضى (المتوفى سنة 436هـ)، الشافي في الإمامة، تحقيق: السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب، المراجعة: السيد فاضل الميلاني، انتشارات إسماعيليان، قم، 1410هـ/ 1368هـ.ش.
مرتضى العاملي، جعفر، «المهدية بنظرة جديدة»، دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم، 1409هـ.
المطهري، مرتضى، قيام و انقلاب مهدي از ديدگاه فلسفه تاريخ (مع ملحق الشهيد)، انتشارات صدرا، 1398هـ.
معجم أحاديث الإمام المهدي، إشراف الشيخ علي الكوراني، (أربعة أجزاء)، مؤسسة المعارف الإسلامية، قم، 1411هـ.
المفيد، محمّد بن محمّد (المتوفى سنة 413هـ)، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ترجمه إلى اللغة الفارسية: السيد هاشم رسولي محلاتي، انتشارات علميه اسلاميه، طهران.
الشيخ المفيد، محمّد بن محمّد (المتوفى سنة 413هـ)، الإفصاح في إمامة أمير المؤمنين(عليه السلام)، ويليه إيمان أبي طالب، مؤسسة البعثة، قم، 1412هـ.
الشيخ المفيد، محمّد بن محمّد (المتوفى سنة 413هـ)، تصحيح الاعتقاد بصواب الانتقاد، تقديم وتعليق: السيد هبة الدين الشهرستاني، 1363هـ.ش.
الشيخ المفيد، محمّد بن محمّد (المتوفى سنة 413هـ)، ده انتقاد و پاسخ پيرامون غيبت حضرت مهديf، (الفصول العشرة في الغيبة)، ترجمه إلى اللغة الفارسية: محمّد باقر خالصي، نشر راه امام، طهران، 1361هـ.ش.
الشيخ المفيد، محمّد بن محمّد (المتوفى سنة 413هـ)، محمّد بن محمّد، الفصول العشرة في الغيبة (مع ثلاث رسائل أخرى)، دار الكتاب، قم.
منتظر، حسين، ذهنيت مستشرقين و اصالت مهدويت، نشر آفاق، طهران، 1403هـ.
مهدي، محسن، فلسفه تاريخ ابن خلدون، ترجمه إلى اللغة الفارسية: مجيد مسعودي، بنگاه ترجمه و نشر كتاب، طهران، 1352هـ.ش.
الناصري، رياض محمّد حبيب، الواقفية: دراسة تحليلية، المؤتمر العالمي للإمام الرضا(عليه السلام)، مشهد، 1409هـ.
النعماني، محمّد بن إبراهيم (ابن أبي زينب) (المتوفى في القرن الرابع للهجرة)، الغيبة، تحقيق: علي أكبر غفاري، مكتبة الصدوق، طهران.
النوبختي، الحسن بن موسى (المتوفى سنة 320هـ)، فرق الشيعة، دار الأضواء، بيروت، 1404هـ.
واط، مونتغمري، «نكاتي از فهرست شيخ طوسي مربوط به دوران اوليه امامت»، ترجمه إلى اللغة الفارسية: السيد جلال حسيني بدخشاني، يادنامه كنگره هزاره شيخ طوسي، ثلاثة أجزاء، إعداد: محمّد واعظ زاده خراساني، 1354هـ.ش.
«Islamic Messianism» Mireea Eliade (E. D.), The Encyclopedia of Religion, V. 9, New York, Macmilan publishing company, 1987.
Mahdi A Number of orientalists, Encyclopedia of Islam, New Edition (EI2), V. 5, Leiden, E. J – bril. 1986.
-------------------------------------------
[1]*- عضو لجنة التاريخ العلميّة، جامعة باقر العلوم(عليه السلام)، إيران/ ترجمة: السيِّد حسن علي مطر الهاشمي.
[2]- انظر على سبيل المثال: حيدر، أسد، الإمام الصادق(عليه السلام) والمذاهب الأربعة، ج3، ص386؛ أبو خليل، شوقي، كارل بروكلمان في الميزان، ص172؛ العقاد، عباس محمود، ما يقال عن الإسلام، ص3؛ الجندي، أنور، سموم الاستشراق والمستشرقين، ص16؛ سعيد، إدوارد، شرق شناسي: شرقي كه آفريده غرب است، ص83. (إن هذا الكتاب يُعدّ ترجمة للقسم الأخير من النص الكامل لكتاب الاستشراق لإدوارد سعيد، وقد تمّت ترجمته ونشره قبل صدور النص الكامل للكتاب بعقد من الزمن. وللاطّلاع على نصّ الترجمة الكاملة لهذا الكتاب، انظر: سعيد، إدوارد، شرق شناسي).
[3]- انظر على سبيل المثال: الجندي، أنور، سموم الاستشراق والمستشرقين، ص16؛ حيدر، الإمام الصادق(عليه السلام) والمذاهب الأربعة، م.س، ج3، ص386. وللتعرّف على المزيد من المصادر، انظر: حيدر، الإمام الصادق(عليه السلام) والمذاهب الأربعة، م.س، ج3، ص388. وللمزيد من الاطّلاع في هذا الشأن يمكن كذلك الرجوع إلى المقالات الآتية: داوري، رضا، وضع كنوني تفكر در ايران، ص57 وما بعدها؛ رحيم لو، يوسف، «رويه اي از خاورشناسي و روشهاي علمي آن: شرق شناسي، دانشي با أبعاد سياسي و تجارتي»، مجلة: نگين، العدد 86، ص11-12، وص15؛ انجوي شيرازي، «علت وجودي استشراق و مستشرق»، مجلة: نگين، العدد 85، ص5-8؛ كاظم زاده ايرانشهر، حسين، «شرق شناسي و غرب شناسي»، ص12-14؛ كيهان، أ.، «فرهنگ ملي وفانوس كشان استعمار»، مجلة: نگين، العدد 86، ص13-55. لقد تم التعرّف على هذه المقالات من كتاب فهرست مقالات فارسي لإيرج افشار، انظر: افشار، إيرج، فهرست مقالات فارسي، ج1/ 4.
[4]- انظر: حكيمي، محمّد رضا، «400 كتاب در شناخت شيعه»، يادنامه علامه اميني، إعداد السيد جعفر شهيدي ومحمّد رضا حكيمي، ص501. (نقلًا عن: النص الإنجليزي لكتاب تاريخ أدبيات إيران، ص418).
[5]- انظر: فاروق، عمر، العباسيون الأوائل، ج1، ص218-224؛ صفائي، سيد أحمد، هشام بن الحكم: متكلم معروف قرن دوم هجري، ص1-4؛ العلامة الطباطبائي، السيد محمّد حسين، الميزان في تفسير القرآن، ج9، ص3 (مقدمة الدكتور السيد حسين نصر). (جاء في الطبعة الجديدة نسبيًّا لهذا الكتاب والصادرة عن دفتر انتشارات اسلامي التابع لجامعة المدرسين في الحوزة العلمية بقم، بدلًا من اسم الدكتور نصر بوصفه كاتب المقدمة، العبارة الآتية: بقلم أحد تلاميذ الأستاذ).
[6]- انظر: العلامة الطباطبائي، السيد محمّد حسين، شيعه در اسلام، ص3-4.
[7]- انظر: حكيمي، محمّد رضا، «شناخت شيعه»، شيخ آقا بزرگ، ص216.
[8]- انظر: م.ن، ص235-250.
[9]- انظر: واط، مونتغمري، «نكاتي از فهرست شيخ طوسي مربوط به دوران اوليه امامت»، ج3، إعداد: محمّد واعظ زاده خراساني، ص527.
[10]- لقد تحدّث كاتب مقالة «تحقيق عقايد و علوم شيعي» -استنادًا إلى الكتب والمقالات الصادرة حول الإسلام في واحدة من اللغات الغربية منذ عام 1943م وحتى عام 1968م- قائلًا: «إنّ من بين ما يقرب من 350 كتابًا ومقالة [حول الإسلام] ليس هناك سوى عمل واحد يختصّ بالشيعة الإماميّة الاثنى عشرية، وهو أقل بكثير من الكتابات التي نشاهدها حول الشيعة الزيديّة والإسماعيليّة. (انظر: فلاطوري، عبد الجواد، «تحقيق عقايد و علوم شيعي»، يادنامه علامه اميني، إعداد السيد جعفر شهيدي ومحمّد رضا حكيمي، ص437).
[11]- انظر: حيدر، أسد، الإمام الصادق(عليه السلام) والمذاهب الأربعة، ج3، ص371؛ آدمز، تشارلز، «نقش شيخ طوسي در دگرگوني نظري علم حقوق»، ج3، إعداد: محمّد واعظ زاده خراساني، ص388.
[12]- انظر على سبيل المثال: الصافي، لطف الله، منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر، المقدمة، ص1-9.
[13]- انظر على سبيل المثال: مقالة
Mahdi A Number of orientalists, Encyclopedia of Islam, New Edition (EI2), V.5, p.1230–1238, Leiden, E. J – bril. 1986 في (EI2) ولا سيّما Bibliography, p.1237-1238.
[14]- إذا ما استثنينا الشبهات الخاصة بضعف الروايات المرتبطة بالإمام المهدي(عليه السلام) في القرن الرابع والخامس للهجرة، وجهود علماء الشيعة في الإجابة عنها والعمل على رفعها، ربّما أمكن لنا تسمية عبد الرحمن بن خلدون المغربي (م 808هـ) بوصفه أقدم شخص قام بطرح هذه الشبهة. (انظر: ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمّد (المتوفى سنة 808هـ)، مقدمة ابن خلدون، ص31-330، (فصل في أمر الفاطمي وما يذهب إليه الناس في شأنه وكشف الغطاء عن ذلك). وللوقوف على تفسير في هذا الشأن، انظر: مهدي، ص322-323، وكذلك هامش مترجم الكتاب في ص322. للوقوف على رأي المعاصرين في هذا الشأن، انظر: مقالة «المهدي» (Islamic Messianism) في (The Encyclopedia of Religion)، ج9، ص477-481. وقيل أيضًا إن آراء أمثال أحمد كسروي، وأحمد أمين، ومحبّ الدين الخطيب، قد تبلورت بتأثير من أفكار المستشرقين. للوقوف على التحليل في هذا الشأن، انظر: منتظر، حسين، ذهنيت مستشرقين و اصالت مهدويت، ص55-56؛ حيدر، أسد، الإمام الصادق(عليه السلام) والمذاهب الأربعة، ج3، ص388؛ الصافي، لطف الله، مع الخطيب في خطوطه العريضة، ص388. ولبحث ردّ دعوى ضعف الأحاديث بين الشيعة، انظر: عموم الكتب الروائية الخاصة بهذا الموضوع، وفيما يتعلّق بأهل السنة، لبحث مختصر، انظر: العباد، عبد المحسن بن حمد، الرد على من كذّب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي، الإمام المهدي عند أهل السنة، إعداد مهدي فقيه إيماني، ج2، ص437-495.
[15]- انظر على سبيل المثال: فراي، ريتشارد، ن.، ميراث باستاني ايران، ص378.
[16]- انظر على سبيل المثال: منتظر، حسين، ذهنيت مستشرقين و اصالت مهدويت. (نقلًا عن العقيدة والشريعة، ص93، ولا سيّما من: المهدي من صدر الإسلام إلى القرن الثالث عشر للهجرة، ص61). وانظر أيضًا: شايگان، داريوش، هانري كربن: آفاق تفكر معنوي در اسلام ايراني، ص164.
[17]- مثل هذه المقالة مورد البحث عن إيتان جولبيرغ.
[18]- انظر: بسيان، نجف قلي، واقعه اعلام جانسوز و ريشه هاي سياسي و اجتماعي آن، ص172-178. ولا بدّ التذكير بأن مترجم كتاب (مهدي از صدر اسلام تا قرن سيزدهم هجري هو الأستاذ مهدي جانسوز، وقد قام بطبعه ونشره في شهر خرداد (3) سنة 1317هـ.ش).
[19]- انظر على سبيل المثال: منتظر، حسين، ذهنيت مستشرقين و اصالت مهدويت. وعلى نحو غير مباشر: الصدر، السيد محمّد باقر، بحث حول المهدي، تصدير وتقديم: حامد حنفي داود، بعنوان بحث حول المهدي وترجماته الفارسية: الصدر، السيد محمّد باقر، امام مهدي حماسه اي از نور؛ والصدر، السيد محمّد باقر، انقلاب مهدي و پندارها.
[20]- From Imamiyya To Ithna – ʿAshariyya.
[21]- انظر: الملحق رقم 2 من هذه الفصلية، ص201-220.
[22]- انظر على سبيل المثال: الصدوق، محمّد بن علي (م 381هـ)، كمال الدين وتمام النعمة، ص67.
[23]- انظر على سبيل المثال: واط، مونتغمري، «نكاتي از فهرست شيخ طوسي مربوط به دوران اوليه امامت»، ج3، ص585؛ العلامة الطباطبائي، السيد محمّد حسين، الميزان في تفسير القرآن، ص4 (مقدمة الدكتور السيد حسين نصر).
[24]. انظر: ص201-202، من هذا العدد من المجلة الفصلية.
[25]- Etan Kohlberg.
[26]- انظر: كولبرغ ، إيتان، كتابخانه ابن طاووس و احوال و آثار او، ص11.
[27]- انظر: م.ن، ص11. توجد نسخة من سلسلة مقالاته في مكتبة مركز دائرة المعارف بزرگ اسلامي. وإن من بين أشهر أعماله كتاب يحمل عنوان:
“A Medicval Muslim scholor At work: IBN TAWUS AND His LIBRARY”.
لقد تمّت ترجمة هذا الكتاب إلى اللغة الفارسيّة من قبل السيِّد علي قرائي ورسول جعفريان، وتمّ نشره من قبل مكتبة مركز دائرة المعارف بزرگ اسلامي تحت عنوان (كتابخانه ابن طاووس و احوال و آثار او). انظر: كولبرغ ، إيتان، كتابخانه ابن طاووس و احوال و آثار او.
[28]- لقد أدرج المؤلّف في الصفحة الأولى من المقالة التي يمتلك كاتب السطور نسخة مصوّرة عنها، تاريخ: 11/ سبتمبر/ 1977م. من الجدير بالذكر أن هذه المقالة قد أرسلها كولبرغ في التاريخ أعلاه إلى الراحل الدكتور عبد الهادي الحائري -الذي كان يقيم حينها في جامعة بريكلي في ولاية كاليفورنيا- وقد سجّل المرحوم عبد الهادي الحائري تاريخ استلامها في ملاحظة مختصرة بـ: 11/ أكتوبر/ 1977م. وأثناء اشتغال الراحل عبد الهادي الحائري في جامعة فردوسي في مدينة مشهد ترك نسخة من المقالة تحت تصرّف الأستاذ المحترم سماحة السيد الدكتور هادي عالم زاده، وقد كان العمل على ترجمتها ونقدها ومناقشتها من قبل كاتب السطور قد جاء بتوصية وإرشاد من قبل فضيلة الدكتور عالم زاده.
[29]- المراد بذلك هو النصوص التي يعتبرها الاثنى عشرية من نصوصهم الخاصة. ومن الطبيعي أن لا يكون هناك جماعة باسم الاثني عشرية حين تأليف هذه النصوص. (انظر: ص211 من هذا العدد من الفصلية).
[30]- لقد تمّت طباعة هذه الأصول الستة عشرة من الأصول الأولية، في قم ضمن كتاب واحد سنة 1405هـ.
[31]- كما تمّت طباعة هذه المجموعة في قم بشكل منفصل، سنة 1408هـ.
[32]- انظر: ص212 من هذا العدد من الفصلية، وللاطّلاع على أصل الحديث، انظر: الأصول الستة عشر من الأصول الأولية، ص15.
[33]- انظر: ص212 من هذا العدد من الفصلية، وللاطّلاع على أصل الحديث، انظر: الأصول الستة عشر من الأصول الأولية، ص90-91.
[34]- انظر: الأصول الستة عشر من الأصول الأولية، ص16.
[35]- انظر: م.ن، ص6، و63، و71.
[36]- انظر: م.ن، ص71.
[37]- انظر: ابن إدريس الحلي، أبو عبد الله محمّد بن أحمد (م 598هـ)، النوادر أو مستطرفات السرائر، برعاية السيد محمّد باقر الموحد الأبطحي، ص62 (ما استطرفناه من جامع البزنطي)، مدرسة الإمام المهدي(عليه السلام).
[38]- انظر: الأصول الستة عشر من الأصول الأولية، ص15. والملفت أنّ هذا الحديث جاء من دون فصل قبل الحديث الذي كان موردًا لاستناد كولبرغ.
[39]- انظر: الأصول الستة عشر من الأصول الأولية، ص16.
[40]- م.ن، ص15.
[41]- م.ن، ص16.
[42]- قارن ذلك مع: الصفار القمي، أبو جعفر محمّد بن الحسن بن فرّوخ (م 290هـ)، بصائر الدرجات، ص320.
[43]- انظر: كولبرغ (النص الإنجليزي)، ص83، و220 من هذا العدد من المجلة الفصلية.
[44]- انظر: الأصول الستة عشر من الأصول الأولية، ص170.
[45]- يشتمل كتاب المحاسن على أحد عشر قسمًا، وكل واحد من هذه الأقسام له عنوان كتاب مستقل، مثل: «كتاب الأشكال والقرائن» وما إلى ذلك. وكل واحد من هذه الكتب الأحد عشر بدوره -باستثناء (كتاب العلل)- يشتمل على أقسام أصغر تحمل عنوان: «الباب».
[46]- انظر: البرقي، أحمد بن محمّد بن خالد (م 274هـ/ 280هـ) المحاسن، ص145-149، و173-174، و320، و339-340.
[47]- انظر: الصفار القمي، أبو جعفر محمّد بن الحسن بن فرّوخ، ص265؛ الحميري القمي، أبو العباس عبد الله بن جعفر (م: ما بعد عام 300هـ)، قرب الإسناد [ويليه الأشعثيات]، ص140. إنّ الاحتمال الآخر بشأن القائم في هذه الروايات هو أن يكون المراد منه إمام يخرج من أجل الحصول على مقاليد الحكم، وكان من الممكن لكلّ واحد من الأئمّة من الإمام السادس إلى الإمام الثاني عشر أن يكون هو القائم، وكان الأئمّة من أجل الحفاظ على روحية الناس يزرعون الأمل لديهم بخروج الإمام القائم. إن هذا الاحتمال يقوم على فرضيّة أن أئمّة الشيعة كانوا يخططون للوصول إلى الحكم، وهذا الأمر بدوره يحتاج في إثباته إلى بحث مستقلّ ومستوفى.
[48]- انظر: البرقي، أحمد بن محمّد بن خالد، المحاسن، ص332-333.
[49]- انظر: م.ن، ص288-289.
[50]- لقد عمد أحد علماء الشيعة مؤخرًا إلى القول بخطأ نسبة هذا الكتاب إلى البرقي (أحمد بن محمّد)، ونسبه إلى نجله أو حفيده. انظر: السبحاني، جعفر، كليات في علم الرجال، ص66-67. بيد أن الأدلّة التي يقيمها على ذلك قابلة للطعن أحيانًا.
[51]- يُطلق هذا اللقب على أم الإمام المهدي(عليه السلام).
[52]- انظر: الثقفي، ابن هلال (م 283هـ)، الغارات (الاستنفار والغارات)، ص10. وفي نسخة مصححة من قبل المحدّث امير جلال الدين حسين الأرموي، ج1، ص12.
[53]- انظر: كولبرغ (النص الإنجليزي)، ص523.
[54]- انظر: الصفار القمي، أبو جعفر محمّد بن الحسن بن فرّوخ، بصائر الدرجات، ص70، و106.
[55]- انظر: م.ن، ص152، و199، و259، و262، و336، و356، و478.
[56]- انظر: م.ن، ص258.
[57]- م.ن، ص404-405.
[58]- ما بين المعقوفتين إضافة توضيحية من عندنا. (المعرّب).
[59]- ما بين المعقوفتين إضافة توضيحية من عندنا. (المعرّب).
[60]- وبطبيعة الحال فإنه بالنظر إلى الجزء الثاني من هذا الحديث، والذي يقول إن هؤلاء الأئمة هم: «من ولد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وولد علي(عليه السلام)» ترد شبهة ما إذا كان عدد الأئمّة مع إدخال الإمام علي(عليه السلام) سوف يصبح ثلاثة عشر إمامًا، بيد أن صدر الحديث يشهد بوضوح على خلاف ذلك؛ إذ يقول: «الاثنا عشر الأئمة من آل محمّد كلهم محدّث».
[61]- انظر: الحميري القمي، أبو العباس عبد الله بن جعفر، قرب الإسناد، ص14.
[62]- انظر: م.ن، ص30.
[63]- انظر: م.ن، ص154.
[64]- م.ن، ص60.
[65]- قرب الإسناد، م.س، ص153.
[66]- انظر: م.ن، ص163، و165، و168، و173.
[67]- حيث ورد ذكر اسمه في تفسير علي بن إبراهيم القمي (م 307هـ) مرارًا وتكرارًا، يكون احتمال وفاته في القرن الثالث للهجرة هو الأقوى. (انظر: الكوفي، أبو القاسم فرات بن إبراهيم بن فرات (م القرن الثالث للهجرة)، تفسير فرات الكوفي، ص10).
[68]- انظر: بن فرات، الكوفي، أبو القاسم فرات بن إبراهيم، تفسير فرات الكوفي، ص629-672.
[69]- انظر: م.ن، ص657-658.
[70]- انظر: كولبرغ (النص الإنجليزي)، ص523.
[71]- انظر: الغفاري، علي أكبر، تاريخ تدوين الحديث وكتابته، تلخيص مقباس الهداية (الملحق الأول) ص238-239، (بالتعاون مع نشر: الصدوق، محمّد بن علي، كمال الدين وتمام النعمة، ص10-22).
[72]- انظر: الطهراني، آغا بزرگ، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج16، ص74-84.
[73]- سوف نتحدّث في المواضع القادمة عن هذا الأمر بتفصيل أكبر.
[74]- انظر: كولبرغ (النص الإنجليزي)، ص522-523.
[75]- انظر على سبيل المثال: الكليني، محمّد بن يعقوب، الأصول من الكافي، ج1، ص525؛ النعماني، محمّد بن إبراهيم (ابن أبي زينب) (المتوفى في القرن الرابع للهجرة)، الغيبة، ص115، و162.
[76]- انظر: الكليني، محمّد بن يعقوب، الكافي، ج1، ص525-526.
[77]- انظر: م.ن.
[78]- فيما يتعلّق مختلف توجيهات هذه العبارة من محمّد بن يحيى وكذلك جواب محمّد بن الحسن، انظر: بحر العلوم الطباطبائي، السيد محمّد مهدي (متوفى سنة 1212هـ)، الفوائد الرجالية (رجال بحر العلوم)، ج1، ص341-343؛ الخوئي، السيد أبو القاسم، معجم الرجال، ج2، ص265-266. وسلسلة من نقل الأقوال في مقدمة البرقي (من كتاب المحاسن)، بتصحيح المحدث الأرموي، صج، يز. مؤلف كتاب الفوائد الرجالية استنادًا إلى الكثير من الأحاديث التي رواها البرقي حول الأئمة الاثني عشر(عليهم السلام) والإمام الغائب، يكون المراد من «الحيرة» هو عصر الغيبة الصغرى قطعًا، وليس حيرة وتيه شخص البرقي. (انظر: بحر العلوم الطباطبائي، السيد محمّد مهدي (متوفى سنة 1212هـ)، الفوائد الرجالية (رجال بحر العلوم)، ج1، ص343).
[79]- انظر: الصفار القمي، أبو جعفر محمّد بن الحسن بن فرّوخ، بصائر الدرجات، ص16-18؛ الكليني، محمّد بن يعقوب، الكافي، ج1، ص532-534.
[80]- انظر: الطوسي، محمّد بن الحسن (المتوفى سنة 460هـ)، الفهرست، ص144.
[81]- انظر على سبيل المثال: النعماني، محمّد بن إبراهيم (ابن أبي زينب)، الغيبة، ص57-67.
[82]- انظر: كولبرغ (النص الإنجليزي)، ص522.
[83]- انظر: الفيض الكاشاني، المولى محسن بن مرتضى (المتوفى سنة 1091هـ)، نوادر الأخبار في ما يتعلق بأصول الدين، ص220؛ وقارن ذلك بالصدوق، محمّد بن علي بن بابويه، كمال الدين وتمام النعمة، ص653.
[84]- انظر للوقوف على نص عبارة المؤلف: ص214 من هذا العدد من الفصلية.
[85]- انظر: كولبرغ (النص الإنجليزي)، ص522.
[86]- انظر: كولبرغ (النص الإنجليزي)، ص531-532. وص210 من هذا العدد من الفصلية.
[87]- انظر: البرقي، أحمد بن محمّد بن خالد، المحاسن، ص3-18.
[88]- انظر على سبيل المثال: توضيحات العلامة المجلسي ذيل عموم هذه الروايات.
[89]- انظر على سبيل المثال: معجم أحاديث الإمام المهدي، إشراف الشيخ علي الكوراني، ج1، ص119-122.
[90]- انظر: كولبرغ (النص الإنجليزي)، ص528، و207 من هذا العدد من المجلة الفصلية.
[91]- انظر على سبيل المثال: الصدوق، محمّد بن علي، كمال الدين وتمام النعمة، ص10-22؛ الطوسي، محمّد بن الحسن (المتوفى سنة 460هـ)، الغيبة، ص85-105؛ الطبرسي، أبو علي الفضل بن الحسن (المتوفى في القرن السادس للهجرة)، إعلام الورى بأعلام الورى، ص386-392، وص436-446.
[92]- إن هؤلاء الأشخاص الذين عرفوا بالنوّاب الأربعة أو السفراء الأربعة، هم: عثمان بن سعيد العمري، ومحمّد بن عثمان العمري، وحسين بن روح النوبختي، وعلي بن محمّد السمري. وللمزيد من الاطّلاع بشأن هؤلاء السفراء، انظر على سبيل المثال: الطوسي، محمّد بن الحسن، الغيبة، ص353-396؛ وفي النصوص المعاصرة: الشهيد الصدر، السيد محمّد باقر، انقلاب مهدي و پندارها، ص396-488؛ راسخي نجفي، عباس، نواب اربعه و عظمت مقام هر يك.
[93]- فيما يتعلق بعنوان يشتمل على جميع التوقيعات، انظر: الشيرازي، السيد حسن، كلمة الإمام المهدي(عليه السلام). وللاطّلاع على محتوى هذه التوقيعات ونموذج عن تبويب هذه التوقيعات، انظر: ركني، محمّد مهدي، نشاني از امام غائب: بازنگري و تحليل توقيعات، ص69-111.
[94]- انظر: الشهيد الصدر، محمّد باقر، امام مهدي حماسه اي از نور، ص79-80. وقارن ذلك بـ: الشهيد الصدر، امام مهدي حماسه اي از نور، ص70-71. وكذلك للوقوف على استدلال بهذا المضمون، انظر: ركني، محمّد مهدي، نشاني از امام غائب: بازنگري و تحليل توقيعات، ص6، و70، وص 110-111.
[95]- انظر: كولبرغ (النص الإنجليزي)، ص531.
[96]- انظر: كولبرغ (النص الإنجليزي).
[97]- الخوئي، السيد أبو القاسم، معجم الرجال، ج5، ص89.
[98]- هناك من قال بأن مشيخة الزرّاد قد تمّ تأليفها قبل ولادة الإمام المهدي(عليه السلام) بقرن من الزمن. انظر: الصافي، لطف الله، مع الخطيب في خطوطه العريضة، ص104. وقد كان كتاب المشيخة موجودًا حتى القرن الهجري العاشر، وإن الشهيد الثاني (المتوفى سنة 965هـ) قد أعدّ منتخبًا منه. انظر: الطهراني، آغا بزرگ، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج22، ص435.
[99]- انظر: ابن بابويه، علي بن الحسين (المتوفى سنة 329هـ)، الإمامة والتبصرة من الحيرة، ص142-145.
[100]- انظر: الشيخ المفيد، محمّد بن محمّد (المتوفى سنة 413هـ)، ده انتقاد و پاسخ پيرامون غيبت حضرت مهدي(عليه السلام)، (الفصول العشرة في الغيبة)، ص17، نشر راه امام، طهران، 1361 هـ ش. وقارن ذلك بـ: الشيخ المفيد، محمّد بن محمّد، الفصول العشرة في الغيبة (مع ثلاث رسائل أخرى)، ص56، انتشارات دار الكتاب، قم.
[101]- انظر: كولبرغ (النص الإنجليزي)، ص532، 1976 م.
[102]- انظر: المصدر أعلاه، ص54-57، من هذا العدد من الفصلية.
[103]- لقد تمّ الاقتصار في قرب الإسناد على توجيه الطعن إلى ابي حمزة فقط. انظر: الحميري القمي، أبو العباس عبد الله بن جعفر، قرب الإسناد، ص153-154. للوقوف على بحث مستوفى ونقل اقوال الرجال بشأن البطائني، انظر: الناصري، رياض محمّد حبيب، الواقفية: دراسة تحليلية، ج1، ص418-430.
[104]- يبدو أنه لم يأت أحد من المتقدمين على ذكر كتاب الغيبة له غير النجاشي. انظر نقل الأقوال في: الناصري، ج1، ص418-430. لا سيّما أن الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة الذي هو في مقام نقد الأفكار المنحرفة بشأن الغيبة، وقام بنقد كتاب (نصرة الواقفة) لم يأتِ على ذكر كتاب البطائني (الطوسي، محمّد بن الحسن، الغيبة، تحقيق: عبد الله الطهراني وعلي أحمد ناصح، ص43). إن هذا الأمر يمكن أن يكون بمعنى عدم وجود هذا الكتاب، أو أن يكون مضمونه موافقًا لعقائد الطوسي، وعلى احتمال أضعف تلف هذا الكتاب وضياعه في عصر الشيخ الطوسي.
[105]- انظر: الهامش أعلاه.
[106]- - انظر: الناصري، رياض محمّد حبيب، الواقفية: دراسة تحليلية، ج1، ص28، وص 100 ـ 101، 1409 هـ
[107]- انظر: المصدر أعلاه، ح1، ص79-127؛ الحميري القمي، أبو العباس عبد الله بن جعفر، قرب الإسناد [ويليه الأشعثيات]، ص154؛ الطوسي، محمّد بن الحسن، الغيبة، ص63-67.
[108]- انظر: الحميري القمي، أبو العباس عبد الله بن جعفر، قرب الإسناد [ويليه الأشعثيات]، ص132-140. ولا سيّما عبارته في نهاية الحديث في ص140.
[109]- انظر: الصدوق، محمّد بن علي، كمال الدين وتمام النعمة، ص32-37؛ المفيد، محمّد بن محمّد (المتوفى سنة 413هـ)، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ص12-13؛ الطوسي، محمّد بن الحسن، الغيبة، ص192-228.
[110]- انظر: الطوسي، محمّد بن الحسن (المتوفى سنة 460هـ)، عُدّة الأصول، ج1، ص349-361. وللوقوف على بحث جامع نسبيًا في هذا الشأن، انظر: الناصري، رياض محمّد حبيب، الواقفية: دراسة تحليلية، ج1، ص28، وص 176-184، تحت عنوان: «العمل بأخبار أصحاب المذاهب الفاسدة»، و«الاعتماد على رواية الواقفة دون سواهم». قال الشيخ الطوسي في مستهل كتاب الفهرست: «إن كثيرًا من مصنفي أصحابنا وأصحاب الأصول ينتحلون المذاهب الفاسدة، وإن كانت كتبهم معتمدة». انظر: الطوسي، محمّد بن الحسن (المتوفى سنة 460هـ)، الفهرست، ص2. وانظر أيضًا: الهامش الأول من الصفحة الثانية.
[111]- انظر: الهامش أعلاه.
[112]- انظر: كولبرغ (النص الإنجليزي)، ص522-523.
[113]- انظر: م.ن، ص522-523.
[114]- سوف يكون لنا مزيد من البحث في هذا الشأن في الفصول اللاحقة.
[115]- انظر: الكليني، محمّد بن يعقوب، الكافي، ج1، ص284-285. وقد تمّ في هذا الباب («باب الأمور التي توجب حجّة الإمام») بيان طرق عامّة لإثبات إمامة كل واحد من الأئمة.
[116]- إن كلام النوبختي في كتاب (فرق الشيعة) في هذا الشأن على النحو الآتي: «(نقلًا عن الإمامية) ... ولا يجوز ذكر اسمه ولا السؤال عن مكانه حتى يؤمر بذلك إذ هو -عليه السلام- مغمور خائف مستور بستر الله تعالى، وليس علينا البحث عن أمره بل البحث عن ذلك وطلبه محرّم لا يحلّ ولا يجوز؛ لأن في إظهار ما ستر عنا وكشفه إباحة دمه ودمائنا وفي ستر ذلك والسكوت عنه حقنهما وصيانتهما». (انظر: النوبختي، الحسن بن موسى (المتوفى سنة 320هـ)، فرق الشيعة، ص110).
ونقرأ في كتاب (المقالات والفرَق) في هذا الشأن ما يلي: «... وكذلك حكي عن أبي إبراهيم (موسى بن جعفر) من منع تسمية (القائم) مثل ما حكي عن أبيه كل ذلك تقية وتخوّفًا من العدو» (انظر: الأشعري، سعد بن عبد الله، المقالات والفرَق، ص105).
وقد جاء فهم كولبرك لهذين النصين في الصفحة 522 من النص الإنجليزي، وفي الصفحة 202 من هذه المقالة. إن النموذج الآخر لفهم كولبرغ للمصادر حيث يبدو خاطئًا، نقل كلامه عن كتاب الغيبة للنعماني في موضوع أولاد إسماعيل، وتسهيلًا للمقارنة سوف نعمل على عرض نص كتاب الغيبة للنعماني في الصفحة رقم 109، ونقل كلام كولبرغ في هذه الصفحة:
«فممّا ثبت في التوراة مما يدل على الأئمة الاثني عشر(عليهم السلام) ما ذكره في السفر الأوّل فيها من قصة إسماعيل بعد انقضاء قصة سارة وما خاطب الله تعالى به إبراهيم(عليه السلام) في أمرها وولدها قوله عزّ وجل: «وقد أجبت دعاءك في إسماعيل، وقد سمعتك ما باركته وسأكثره جدًا جدًا، وسيلد اثني عشر عظيمًا، أجعلهم أئمة كشعب عظيم». أقرأني عبد الحليم بن الحسين السمري -رحمه الله - ما أملاه عليه رجل من اليهود بأرّجان يقال له الحسين بن سليمان من علماء اليهود بها من أسماء الأئمة(عليهم السلام) بالعبرانية وعدتهم، وقد أثبته على لفظه، وكان فيما قرأه أنه يبعث من ولد إسماعيل -في التوراة اشموعيل- يسمّى «مامد» يعنى محمّدًا(صلى الله عليه وآله وسلم) يكون سيّدًا، ويكون من آله اثنا عشر رجلًا أئمة وسادة يقتدى بهم وأسماؤهم «تقو بيت، قيذوا، ذبيرا، مفسورا، مسموعا، دوموه مثبو، هذار، يثمو، بطور، نوقس، قيدموا».
وسئل هذا اليهودي عن هذه الأسماء في أي سورة هي؟ فذكر أنها في مشلي سليمان يعني في قصّة سليمان(عليه السلام) وقرأ منها أيضًا قوله: «وليشمعيل شمعتيخا هنيي برختي اوتو وهيفريتي اوتو وهيريتي أتو بميئد مئد شنيم عاسار نسيئيم يولد ونتتيو لغوي غادل.
وقال تفسير هذا الكلام: أنه يخرج من صلب إسماعيل ولد مبارك عليه صلاتي وعليه رحمتي، يلد من آله اثنا عشر رجلًا يرتفعون ويبجلون ويرتفع اسم هذا الرجل ويجل ويعلو ذكره، وقرأ هذا الكلام والتفسير على موسى بن عمران ابن زكريا اليهودي فصححه، وقال فيه إسحاق بن إبراهيم بن بختويه اليهودي الفسوي مثل ذلك، وقال سليمان بن داود النوبنجاني مثل ذلك...».
وجاء فهم كولبرغ لنص الغيبة للنعماني في النص الإنجليزي، ص526-527 على النحو الآتي:
Al-Nu’mani, For instance, sets out to defend it by being himself on al-sifr al-aweal (I. e. Genesis). He eiten a statement by al-Hasan b. Sulayman, e Jewish scholar from Arrajan, to the effect that Ishmael was also called Mad. This is a supposedly Hebrew word meaning ‘the praised one (muhammed)’, and it is therefore also the Hebrew from of the Prophet’s name. Once it is established that Ishmel and Muhammad share an identical name, it is easy to see how the same idea may be applied to Ishmacl’s sons and Muhammad’s desobedants. And indeel, al-Hasan b. Sulayman enumerates the names of the 12 sons of Ishmeel and explains that these also refar to the 12 Imams. When asked where (literally, in which suru) these names occur, he (erroneously) mentions Mishls Sulayman, i. e. the Book of Proverbs. As further evidence, al-Hasan also quotes the passage, ‘I have heard your prayer for Ishmael. I have blessed him and will make him fruitful. I will multiply his desendants; he shall be father of twelve princes, and I will raise a great nation from him’ (Gen. xvii, 20). Three other Jews subsequently confirm the genuineness of these quotations and support the interpretations given to them by al-Hasan b. Sulayman.
[117]- انظر: كولبرغ (النص الإنجليزي)، ص533-534.
[118]- انظر على سبيل المثال: الشيخ المفيد، محمّد بن محمّد (المتوفى سنة 413هـ)، محمّد بن محمّد، الفصول العشرة في الغيبة (مع ثلاث رسائل أخرى)، ص15-16. وقارن ذلك بالترجمة الفارسية لهذا الكتاب؛ انظر: الشيخ المفيد، محمّد بن محمّد (المتوفى سنة 413هـ)، ده انتقاد و پاسخ پيرامون غيبت حضرت مهدي ، (الفصول العشرة في الغيبة)، ص50-53؛ الطوسي، محمّد بن الحسن، الغيبة، ص97-105. وفيما يتعلق بالإجابة عن السؤال القائل: لماذا لم يغب الأئمة السابقين -الذين كانوا يواجهون ضغوطًا أكبر- غيبة كبرى؟، انظر: الصدوق، محمّد بن علي بن بابويه، كمال الدين وتمام النعمة، ص45-48.
[119]- انظر على سبيل المثال: ركني، محمّد مهدي، نشاني از امام غائب: بازنگري و تحليل توقيعات، ص112-114. تحت عنوان: «آثار رواني و رفتاري عقيده به مصلح موعود».
[120]- انظر على سبيل المثال: الناصري، رياض محمّد حبيب، الواقفية: دراسة تحليلية، ج1، ص28، وص 105-110، تحت عنوان: «أماني الشيعة في الانتظار».
[121]- انظر على سبيل المثال: المطهري، مرتضى، قيام و انقلاب مهدي، از ديدگاه فلسفه تاريخ (مع ملحق الشهيد)، ص57 فما بعد. (مصدر فارسي).
[122]- المطهري، مرتضى، قيام و انقلاب مهدي، از ديدگاه فلسفه تاريخ (مع ملحق الشهيد)، ص61-68، تحت عنوان «دو نوع انتظار». وانظر -على سبيل المثال- نماذج أخرى من قبيل: شريعتي، علي، فلسفه انتظار (انتظار؛ مذهب اعتراض)؛ الصافي، لطف الله، انتظار عامل مقاومت و حركت؛ تاجري، حسين، انتظار بذر انقلاب: نگرشي عميق بر أبعاد فردي و اجتماعي انتظار ظهور و نقد اتهامات وارده بر اين وظيفه سازنده؛ الصدر، السيد محمّد، رسالت اسلامي در عصر غيبت. كما يمكن حمل الأحاديث الخاصة بعدم توقيت الظهور على هذه المسألة أيضًا. انظر على سبيل المثال: معجم أحاديث الإمام المهدي، إشراف الشيخ علي الكوراني، ج3، ص264.
[123]- ركني، محمّد مهدي، نشاني از امام غائب: بازنگري و تحليل توقيعات، ص67. (نقلًا: عن تاريخ سياسي غيبت امام دوازدهم).
[124]- لقد عمد كاتب مقالة «نكت من فهرست الشيخ الطوسي فيما يتعلق بمرحلة الإمامية الأولى» إلى بيان بعض الآراء في هذا الشأن، قائلًا: «في مدة ربع قرن أو حوالي ذلك بعد وفاة الإمام العسكري، تم الخوض في هذه الرؤية [الاعتقاد بالأئمة الاثني عشر وغيبة الإمام الثاني عشر] بشكل قاطع، وتم تنظيم أنصار هذه الرؤية ضمن نظام واحد. وقد ترتب على هذا المسار منافع ونتائج عديدة، ومن بينها: صار بمقدور الإمامية أن يبعدوا عن أنفسهم شبهة التورّط في الحركات الثورية، وتحويل القيادة الحقيقية إلى ساسة مقتدرين بدلًا من إعطاء مقاليد القيادة إلى الإمام الذي قد يكون مجرّد طفل قليل التجربة». انظر: واط، مونتغمري، «نكاتي از فهرست شيخ طوسي مربوط به دوران اوليه امامت»، ج3، إعداد: محمّد واعظ زاده خراساني، ص586.
[125]- انظر على سبيل المثال: النعماني، محمّد بن إبراهيم (ابن أبي زينب) (المتوفى في القرن الرابع للهجرة)، الغيبة، ص30-32، وص247-283، وص299-307، وص311-316، وص317 فما بعد. وانظر أيضًا: ابن حمزة، عماد الدين محمّد بن علي (حي حتى عام 560هـ)، الثاقب في المناقب، ص583-615.
[126]- إنّ الأخبار والأحاديث الخاصّة بهذا الموضوع في نصوص الإمامية، تختلف عن الأحاديث الموجودة في نصوص أهل السنة.
[127]- انظر: دائرة المعارف بزرگ اسلامي، بإشراف: السيد كاظم الموسوي البجنوردي، ج1، ص640. (مصدر فارسي).
[128]- انظر: م.ن، ص640-641.
[129]- انظر: كولبرغ (النص الإنجليزي)، ص533، وص212.
[130]- من قبيل: «إن التقية ديني ودين آبائي»، أو «لا إيمان لمن لا تقيّة له». (الحر العاملي، محمّد بن الحسن (المتوفى سنة 1104هـ)، وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، ج6، ص460).
[131]- للوقوف على بيان واضح وصريح في هذا الشأن، انظر على سبيل المثال: ابن بابويه، علي بن الحسين، الإمامة والتبصرة من الحيرة، ص143: «ولمعاني التقية والمدافعة عن الأنفس اختلفت الروايات ... ولولا التقية والخوف ما حار أحد ولا اختلف اثنان ولا خرج شيء عن معالم دين الله تعالى إلّا على كلمة لا تختلف وحرف لا يشتبه».
[132]- انظر: البرقي، أحمد بن محمّد بن خالد، المحاسن، ص288-289.
[133]- انظر: الشيخ المفيد، محمّد بن محمّد، الفصول العشرة في الغيبة (مع ثلاث رسائل أخرى)، ص14.
[134]- انظر: العلامة المجلسي، محمّد باقر (المتوفى سنة 1111هـ)، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، ج47، ص343-345؛ الطبرسي، أبو علي الفضل بن الحسن إعلام الورى بأعلام الورى، ص286-287
[135]- انظر: المفيد، محمّد بن محمّد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ص213-215.
[136]- انظر: الصدوق، محمّد بن علي (م 381هـ)، عيون أخبار الرضا(عليه السلام)، ص43.
[137]- انظر: الحميري القمي، أبو العباس عبد الله بن جعفر، قرب الإسناد [ويليه الأشعثيات]، ص166-167؛ الصدوق، محمّد بن علي (م 381هـ)، عيون أخبار الرضا(عليه السلام)، ص43؛ الصدر، السيد محمّد، تاريخ الغيبة الصغرى، ص77.
[138]- انظر: سبط ابن الجوزي (المتوفى سنة 654هـ)، تذكرة الخواص، ص322؛ الشيخ المفيد، محمّد بن محمّد، الفصول العشرة في الغيبة (مع ثلاث رسائل أخرى)، ص13 ـ 15؛ العلامة المجلسي، محمّد باقر، بحار الأنوار، ج50، ص200-202؛ الصدر، السيد محمّد، تاريخ الغيبة الصغرى، ص101-102.
[139]- انظر: معجم أحاديث الإمام المهدي، إشراف| الشيخ علي الكوراني، ج3، ص229.
[140]- النعماني، محمّد بن إبراهيم (ابن أبي زينب) (المتوفى في القرن الرابع للهجرة)، الغيبة، ص289.
[141]- النوبختي، الحسن بن موسى، فرق الشيعة، ص110. وقد سبق أن تم الاستناد إلى هذه العبارة بمناسبة أخرى (ص62).
[142]- انظر على سبيل المثال: الكليني، محمّد بن يعقوب، الكافي، ج1، ص332.
[143]- انظر: الحر العاملي، محمّد بن الحسن، وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، ج6، ص485-492.
[144]- ومن بينهم شخص كولبرغ، ص212 من هذا العدد من الفصلية.
[145]- انظر على سبيل المثال: آراء ومستندات كولبرغ (النص الإنجليزي)، ص529، وص208 من هذا العدد من الفصلية.
[146]- وبطبيعة الحال فإن الاعتقاد باثني عشر خليفة على الرغم من توفره في مصادر أهل السنة، إلا أنه لم يُعدّ بوصفه أصلًا دينيًا إلا من قبل الإمامية فقط (انظر: العلامة الطباطبائي، السيد محمّد حسين، الميزان في تفسير القرآن، ج9، ص188-189)، بيد أن قيام الإمام المهدي كان مقبولًا من قبل جميع الفرق الإسلامية بوصفه أصلًا ثابتًا في الدين الإسلامي (انظر: فقيه إيماني، مهدي، الإمام المهدي عند أهل السنة، ج1 و2، مكتبة أمير المؤمنين(عليه السلام) العامة).
[147]- يذهب الإمامية إلى الاعتقاد بأنّ النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) قد أكد في مختلف المناسبات من بداية الإعلان عن دعوته إلى وقت رحياه على هذه المسألة. (انظر على سبيل المثال: التستري، القاضي السيد نور الله الحسين المرعشي (المتوفى سنة 1019هـ)، إحقاق الحق وإزهاق الباطل، مع تعليقات آية الله السيد شهاب الدين المرعشي النجفي، ج2 فما بعد، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم).
[148]- إن الإمامية -على سبيل المثال- يذهبون إلى الاعتقاد بأن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) كان في حادثة الغدير يتوجس خيفة من كيفيّة الإعلان عن ولاية وخلافة الإمام علي(عليه السلام) بعده، وأنّ الله سبحانه وتعالى أنزل عليه الآية 67 من سورة المائدة، لكي يطمئن من ناحية الخطر المحتمل (انظر: الطبرسي، أبو علي الفضل بن الحسن (المتوفى في القرن السادس للهجرة)، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج2، ص223).
[149]- إن هذا الاحتمال يقوم على أساس فرضية أن غيبة الإمام الثاني عشر، إنما كان نوعًا من اتخاذ القرار، ورسم المسار، والتخطيط، وردّة فعل سياسية وما إلى ذلك، من قبل الإمام في مواجهة أوضاع المجتمع، ولا يعد بالضرورة جزءًا من أركان الدين -لا سيّما قبل وقوع هذا الأمر- بمعنى أنه كما لا يمكن صلح الإمام الحسن(عليه السلام)، وثورة استشهاد الإمام الحسين(عليه السلام)، والنشاط الثقافي والفكري للإمام الصادق(عليه السلام)، وقبول الإمام الرضا(عليه السلام) لولاية العهد، ومسارات من هذا القبيل بوصفها جزءًا من الأركان الدينية، ولم تكن متوقعة قهرًا -إلا بوصفه من الإخبار بالمغيبات- فإنّ غيبة الإمام الثاني عشر بدورها إنما كانت عبارة عن مسار سياسي فقط. وإن إثبات هذه الفرضية يحتاج إلى بحث مستقل.
[150]- للوقوف على الروايات المأثورة عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) في المصادر الشيعية والسنية، انظر: معجم أحاديث الإمام المهدي، ج1 و2.
[151]- انظر على سبيل المثال: الحميري القمي، أبو العباس عبد الله بن جعفر، قرب الإسناد [ويليه الأشعثيات]، ص132-133، و154، وص65-66، ذات هذا العدد من هذه الفصلية.
[152]- انظر: الأميني، إبراهيم، «سير تاريخي مسأله غيبت»، مفكرة مؤتمر ألفية الشيخ الطوسي، ج3، ج1، ص287-314.
[153]- يرى حسن إبراهيم حسن أن الاعتقاد بالإمام المهدي كان له أثر كبير في سقوط الدولة الأمية، انظر: حسن، حسن إبراهيم، تاريخ الإسلام، ج1، ص335.
[154]- انظر: الإصبهاني، أبو الفرج (المتوفى سنة 365هـ)، مقاتل الطالبيين، ص240 و539. وقارن ذلك مع مرتضى العاملي، جعفر، «المهدية بنظرة جديدة»، دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام، ج1، ص67-70.
[155]- انظر على بسيل المثال: الشيخ المفيد، محمّد بن محمّد، الفصول العشرة في الغيبة (مع ثلاث رسائل أخرى)، ص29-31، وقارن ذلك بترجمته الفارسية، انظر: الشيخ المفيد، محمّد بن محمّد (المتوفى سنة 413هـ)، ده انتقاد و پاسخ پيرامون غيبت حضرت مهدي(عليه السلام)، (الفصول العشرة في الغيبة)، ص17.
[156]- انظر: معجم أحاديث الإمام المهدي، إشراف الشيخ علي الكوراني، ج1، ص163-164، وص191.
[157]- انظر: الناصري، رياض محمّد حبيب، الواقفية: دراسة تحليلية، ج1، ص39-67.
[158]- انظر: الصدوق، محمّد بن علي (م 381هـ)، عيون أخبار الرضا(عليه السلام)، ص35؛ المفيد، محمّد بن محمّد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ص213-215.
[159]- ربما كان هذا هو مراد المؤلف لتفسير الميزان الكبير في الجملة الآتية تحت الآية 36 من سورة التوبة، إذ قال: «أقول: وقد ورد في عدة روايات تأويل الشهور الاثني عشر، بالأئمة الاثني عشر، وتأويل الأربعة الحرم بعلي أمير المؤمنين وعلي بن الحسين وعلي بن موسى وعلي بن محمّدc، وتأويل السنة برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وانطباقها على الآية بما لها من السياق لا يخلو عن خفاء». (العلامة الطباطبائي، السيد محمّد حسين، الميزان في تفسير القرآن، ج9، ص273).
[160]- لقد استنتج كولبرغ من المقارنة بين نصين أن المخالفين الأصليين والمخططين للشبهات ضد الإمامية هم المعتزلة. (انظر: كولبرغ (النص الإنجليزي)، ص524 وص19 من هذا العدد من المجلة الفصلية).
[161]- انظر: الصدوق، محمّد بن علي بن بابويه، كمال الدين وتمام النعمة، ص63-83.
[162]- انظر: م.ن، ص87-88.
[163]- الطوسي، محمّد بن الحسن (المتوفى سنة 460هـ)، الغيبة، ص192-198.
[164]- الشيخ المفيد، محمّد بن محمّد، الفصول العشرة في الغيبة (مع ثلاث رسائل أخرى)، ص12-13.
[165]- من قبيل نيسابور، حيث أشار الشيخ المفيد إليها في مقدمة كتاب كمال الدين وتمام النعمة، ص2.
[166]- إن الكتب أدناه قد تمّ تأليفها بأجمعها حتى نهاية القرن الخامس للهجرة: الطبري، أبو جعفر محمّد بن جرير (المتوفى سنة 310هـ)، دلائل الإمامة؛ ابن بابويه، علي بن الحسين، الإمامة والتبصرة من الحيرة، والإمامة للشيخ الصدوق (نقلًا عن الشيخ الطهراني، آغا بزرك، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج2، ص335)، والشريف الرضي، أبو الحسن محمّد بن الحسن (المتوفى سنة 406هـ)، خصائص الأئمة(عليهم السلام)؛ خصائص أمير المؤمنين(عليه السلام)؛ الشيخ المفيد، محمّد بن محمّد (المتوفى سنة 413هـ)، الإفصاح في إمامة أمير المؤمنين(عليه السلام)، ويليه إيمان أبي طالب؛ الشريف المرتضى (المتوفى سنة 436هـ)، الشافي في الإمامة، المراجعة: السيد فاضل الميلاني، والذي تم تلخيصه من قبل الشيخ الطوسي.
[167]- لقد ذكر كولبرغ استناد الإمامية إلى المعمّرين مما لا وجود له في نصوصهم الأولى، بوصفه من الشواهد على مدّعاه، (انظر: كولبرغ (النص الإنجليزي)، ص202، من هذا العدد من المجلة الفصلية).
[168]- قارن ذلك بـ: الأميني، إبراهيم، «سير تاريخي مسأله غيبت»، مفكرة مؤتمر ألفية الشيخ الطوسي، ص287-314.
[169]- عبارة كولبرغ في مقام خلاصة مقالته، (انظر: كولبرغ (النص الإنجليزي)، ص533، وص212 من هذا العدد من المجلة الفصلية).