البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

شبهات المستشرقين حول الوحي القرآني

الباحث :  أ.م. د. ستار جبر الأعرجي، جامعة الكوفة - كلية الآداب وآخرون...
اسم المجلة :  دراسات إستشراقية
العدد :  4
السنة :  السنة الثانية - ربيع 2015 م / 1436 هـ
تاريخ إضافة البحث :  August / 11 / 2015
عدد زيارات البحث :  9182
تحميل  ( 656.512 KB )
المقدمة
أثار المستشرقون شبهات كثيرة حول القرآن الكريم بكل ما يتعلق بتاريخه وعلومه، ولقي موضوع الوحي القرآني بالذات اهتمام  الباحثين  فتناولوا بالبحث نزول القرآن مـا لم يلقه موضوع آخر من الموضوعات التي اهتمت بهـا الدراسات الاستشراقية، ويعود ذلك إلى أسباب عدة منها:  
محاولة التثبت من صحة مصدر التشريع الإسلامي.
ومنها مـا يعود إلى محاولة عدد غير قليل منهم  لتطبيق ما تعرض إليه الكتاب المقدس على القرآن الكريم ليكون ذلك مجالا للطعن بالإسلام وكتابه العظيم وسنعرض لأهم شبهاتهم حول مصدر الوحي، ونماذج من الروايات التي اعتمدها المستشرقون في إثبات شبهاتهم المدعاة.
المطلب الأول
الوحي ومصدره في المنظور الإسلامي
سوف نتناول في هذا المطلب بيان حقيقة الوحي ومفهومه في المنظور الإسلامي مشيرين إلى مصدره الحقيقي وهو المصدر الإلهي.
أولاً: الوحي في لغة العرب :
جاء في المعاجم العربية أن الجذر اللغوي المكون من (الواو والحاء والياء) أصل يدل على إلقاء علم في خفاء، قال ابن فارس: «الوحي: الإشارة. والوحي: الكتاب والرسالة، وكل ما ألقيته إلى غيرك حتى علمه فهو وحي كيف كان، وأوحى الله تعالى ووحى»([1])، وقال الراغب الأصفهاني: «أصل الوحي: الإشارة السريعة، ولتضمن السرعة قيل: أمر وحي، وذلك يكون بالكلام على سبيل الرمز والتعريض، وقد يكون بصوت مجرد عن التـركيب، وبإشارة ببعض الجوارح، وبالكتابة»([2])، وان الوحي أيضاً: «الإعلام في خفاء»([3])، فهو «الإشارة السريعة على سبيل الرمز والتعريض وما جرى مجرى الإيماء والتنبيه على الشيء من غير أن يفصح به»([4]).
ووردت لفظة الوحي أكثر من سبعين موردا في القرآن الكريم منها ما كان بصيغة الاسم لقوله تعالى: )ومَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ الله إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ( (سورة الشورى/ الآية51)، ومنها ما كان بصيغة الفعل لقوله تعالى: )كذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ الله الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ( (سورة الشورى /آية)، وقوله U: )وإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آَمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آَمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ( (سورة المائدة/الآية 111)، وكذلك قوله )وأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرشُونَ( (سورة النحل/الآية68)، وكل هذه الموارد لا تخرج عن معنى الإلقاء.
ثانياً: الوحي في المصطلح الإسلامي :
قد وردت تعريفات للوحي في الاصطلاح الإسلامي هي :
أ ـ تعريف الوحي بحسب الموحى به فهو: كلمة الله U التي يلقيها إلى أنبيائه ورسله بسماع كلام الله دون رؤيته، كتكليم النبي موسى بن عمران 7»، أو بواسطة ملك يشاهده الرّسول ويسمعه مثل تبليغ جبرائيل 7 للنبي محمد 9، أو بالرؤيا في المنام مثل رؤيا إبراهيم 7  في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل 7 ([5])، أو بأنواع أخرى لم ندركها.
ب ـ تعريف الوحي بحسب الإيحاء: ما أورده محمد عبدة: «إعلام الله لنبي من أنبيائه، فهو عرفان يجده الشخص من نفسه مع اليقين بأنه من قبل الله تعالى بواسطة أو بدون واسطة»([6]).
ثالثاً: حقيقة الوحي الإلهي:
من التعريفات المتقدمة نلاحظ أن مصدر الوحي هو الله U، فالوحي هو الطريقة التي يوصل الله  Uرسائله السماوية إلى البشر بواسطة أنبيائه، وقد أوحى الله  Uإلى نبينا محمد 9 كما أوحى إلى النبيين من قبله لقوله تعالى:
)إنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا( (سورة النساء/آية163)، بعد أن عاش مع أهله في مكة المكرمة، وترعرع في كنف أبي طالب الذي تكفل نشأته و رعايته بعد وفاة والديه وجده وكان يعرف بالأخلاق والفضائل ولم ينغمس في شهوات قومه وأفعالهم، كما كان موضع احترام لدى قومه.
لقد كان بدء الوحي في غار حراء، فكان يخلو في غار حراء فتحنث فيه الليالي ذات العدد قبل أن يرجع إلى أهله حتى جاءه الحق (الملك) فقال اقرأ، قال ما أنا بقارئ؟ ثم قرأ سورة العلق ثم انقلب إلى أهله([7]).
فكانت هذه البداية الأولى للوحي ومن مميزاته:
- مصدر هذه الظاهرة الله تعالى لرعايته النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فكانت ظاهرة الوحي متناسقة إذ يوفق النبي من خلالها بين واجباته القيادية وحياته الاعتيادية فأمام المنافقين نجد الحذر واليقظة، كما نجد الوحي حاضرا في اللحظة الحاسمة فيسليه تارة ويعظمه تارة أخرى فيجعل مقامه متميزا([8]).
- إنه «ظاهرة شعورية تتسم بالوعي والإدراك التامين فضلاً عن أنها ظاهرة مرئية ومسموعة ولكنها خاصة بالنبي وحده فما اتفق ولو مرة واحدة أن سمع أصحابه صوت الوحي ولا حدث أن رأوا هذا الكائن الموحي ومع هذا فقد أدركوا صحة ما نزل عليه وصدق ما أوحي إليه بدلائل الإعجاز وقرائن الأحوال»([9]) .
- تلقى النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) رسالته عن طريق الوحي لقوله تعالى: )إِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآَيَةٍ قَالُوا لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ( (سورة الأعراف/الآية 203).
- «الوحي ظاهرة روحيّة، فإنّه بأيّ أقسامه اتفق فإنّما كان مهبطه قلب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أي شخصيّته الباطنية ـ الروح ـ قال عزَّ مِنْ قال: ﴿قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ الله مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (سورة البقرة/الآية 97)، وقالU: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْـمُنذِرِينَ﴾ )سورة الشعراء/الآية193-194)، والقلب هو «لبّ الشيء وحقيقته الأصلية»([10]).
فالوحي القرآني ببساطة الكلام المنزل على الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من الله تعالى بواسطة الملك جبرائيل (عليه السلام) وبدون مصاحبة أي أعراض مما تناقلها العامة في كتبهم، فهذه الروايات والكتابات ولدت صورة غير لائقة بقداسة هذا الأمر العظيم، فقد وصفوا النبي حال الوحي بأوصاف توحي بأنه مصاب بمرض أو حتى الجنون أو أنه لم يعرف علامات النبوة إلا بعد استشارة السيدة خديجة ابن عمها !([11])
رابعاً: صور الوحي الإلهي:
أشرنا فيما سبق أن الوحي هو الطريقة والواسطة بين الله تعالى وبين من اختصهم بتبليغ رسالته بيد أن هذه الواسطة كانت على صور عدة وهو ما أوضحته الآية الكريمة من سورة الشورى )ومَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ الله إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ( (سورة الشورى/ آية51)، فمن صوره :
أ ـ الإيحاء: ويعني: «إلقاء المعنى في قلب النبي أو نفثه في روعه بصورة يحس بأنه تلقاه من الله تعالى»([12]). وهنا يطرح السؤال: من أين للنبي أن يعرف بأن الصوت أو النفث هو من عند الله تعالى؟
يمكن الإجابة على ذلك: بأنه «يحصل للأنبياء في تلك الحالة نوع من المكاشفة الباطنية والإحساس الداخلي تبلغهم وتوصلهم إلى القطع واليقين الكامل وتزيل عنهم كل أنواع الشك والشبهة ومن الممكن أن تكون بداية الوحي مقترنة بأمور خارقة للعادة»([13]).
ب ـ تكليم النبي من وراء حجاب كما كلم الله تعالى موسى (عليه السلام) من وراء الشجرة ([14])، وهذا التكليم يسمعه النبي ويدركه مع اليقين التام بأنه كلام الله وليس كلام أحد سواه ،لقوله تعالى: )وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ الله مُوسَى تَكْلِيمًا( (سورة النساء/آية164).
وقد اختلف في الحجاب على ثلاثة أقوال ذكرها ابن إدريس: «أحدها: حجاب عن إدراك الكلام لا المكلم وحده، والثاني: حجاب لموضع الكلام، الثالث: أنه بمنزلة ما يسمع من وراء حجاب»([15]).
وأنّ الوحي الذي عناه الله تعالى في هذه الآية ما سمعه الرسول بغير واسطة، والمسموع من وراء الحجاب هو الكلام الذي تؤدّيه الوسائط إلى الرسل والبشر من غيرهم، وليس الحجاب المعني في هذه الآية هو الشيء الذي يستر المتكلَّم عمّن كلَّمه ويحول بينه وبين مشاهدته، لكنّه ما وصفناه من الرسل، وإن الوسائط بين الخلق وبين الله U، فشبّههم بالحجاب الذي يكون بين الإنسان وبين غيره عند الكلام فيسمعه من ورائه ولا يرى المتكلم من أجله ([16]) .
بقي أن نعرف ما كيفية الكلام المنسوب لله تعالى هل الحروف والكلمات المتعارف عليها؟ فبين الشريف المرتضى تحت عنوان (كلام الله تعالى كيف يكون) قوله: «كلام الله تعالى هل يكلم به أو أحدثه مثل غيره من المحدثات، وكلامه لموسى (عليه السلام) من الشجرة كيف كان وقد قال تعالى: )وَمَا كَانَ أَنْ يُكَلّمَهُ اللهُ إلّا وَحْياً(، (الجواب) وبالله التوفيق: إنه إذا أحدثه فقد تكلم به، لأن المتكلم هو فاعل الكلام، فإذا فعل الكلام فقد تكلم به وقد أحدثه، والمعنى فيهما واحد، وأما كلام موسى (عليه السلام) من الشجرة، فالله تعالى كلمه، ولذلك قال تعالى: )وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ الله مُوسَى تَكْلِيمًا( (سورة النساء/الآية 164)»([17])، ومن هنا فان الله  خلق هذا الكلام في الشجرة التي كلمت موسى (عليه السلام).
ت ـ ما يكون بواسطة الوحي جبرائيل (عليه السلام) وهذا أغلب أنواع الوحي لرسولنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولغيره من الرسل والقران كله من هذا القبيل ([18]).
وقد أشارت الآيات القرآنية الكريمة إلى الرسول أو واسطة الوحي القرآني لقوله تعالى )إِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ( (سورة الشعراء/آية192-193).
وقد اشتمل الوحي المحمدي على هذه الصور الثلاث فضلا عن الرؤيا الصادقة ([19])، وقد أضيفت إليها صورة صلصلة الجرس جملة من المفسرين مستدلين بمجموعة من الروايات الموجودة في كتبهم التي تلحق بالنبي حالة الهوس عندما ينزل عليه الوحي([20]) .
المطلب الثاني
مصادر الوحي عند المستشرقين
كثرت شبهات المستشرقين حول مصدر الوحي والقرآن فكانت كلماتهم لا تخرج عن كون القرآن من صنع النبي محمد، فعلى سبيل المثال لا الحصر :
- قول ماكدونالد([21]): «القرآن ليس من عند الله »([22]).
- وقال ويلز([23]): «محمد هو الذي صنع القرآن »([24]) .
- ويذكر لوبون([25]): «القرآن من عند محمد ومن تأليفه »([26])، فهم يوردون عدة مصادر محتملة لأخذ النص القرآني عنها والانطلاق من ذلك لإنكار المصدر الإلهي، وهي:
أولا: اليهودية والنصرانية:
لقد ادعى المستشرقون أن مصدر الوحي هو الديانة اليهودية والنصرانية عن طريق الكتابات التي اطلع عليها النبي محمد 9 في أثناء أسفاره واتصاله ببعض النصارى واليهود الذين قطنوا جزيرة العرب.
فقد حاول بعض المستشرقين دراسة حال اليهود والنصارى خارج الجزيرة العربية ثم دراسة أحوالهم داخلها بغية التوصل إلى أن القرآن الكريم قد نقله الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من الأوساط اليهودية والنصرانية، وممن ذهب إلى هذا القول من المستشرقين، جرجس سال الانكليزي([27]) الذي قال: «اجتمع في جزيرة العرب عدد وافر من الفرق المختلفة الأسماء لجأوا إليها هربا من اضطهاد القياصرة فأدخل محمد كثيرا من عقائدهم في دينه، أما اليهود الذين كانوا أذلاء لا يعتد بهم فقد قويت شوكتهم في بلاد العرب حيث لجأ كثير منهم على أثر خراب بيت المقدس وهودوا كثيرا من ملوك العرب، و لذا كان محمد في بادئ أمره يداريهم حتى أنه أخذ عنهم كثيرا من مقالاتهم ورسومهم تألفا لهم لعلهم يشايعونه»([28]). يشير سال بقوله هذا إلى:
- أن مجتمع الجزيرة العربية تكوّن من فرق مختلفة انتقلت إلى جزيرة العرب بعد أن تعرضوا للاضطهاد من ملوك الروم.
- ولكي يوسع محمد دينه كسب ثقتهم ضمَّن الإسلام بعضا من عقائدهم وطقوسهم الدينية .
- إن اهتمام النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) باليهود الذين كان لهم الحظ الأكبر من هذا الاهتمام كان بسبب نفوذ اليهودية إلى مناصب عليا في ذلك الوقت، وهو أمر أدّى إلى أخذ النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كثيرا من تعاليمهم .
فقد بالغ المستشرق كثيرا لأن اليهود بطبيعتهم فئة مستغلقة لا يسمحون لأحد باعتناق دينهم ويتعدى هذا الانغلاق إلى المسائل الاجتماعية، فكيف للنبي أن يطلع على دينهم، كما أن الحقائق التاريخية تشير إلى الموقف الحاد لليهود ضد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال الله تعالى:
)وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى الله هُوَ الْـهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ الله مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ( (سورة البقرة /الآية 120).
وإن تكوّن مجتمع الجزيرة العربية من أديان مختلفة لا يمانع من حلول دين جديد يصحح المفاهيم، فضلا عن أن تضمّن الإسلام بعض العادات والممارسات الدينية المشابهة للأديان الأخرى دليل على أن مصدرهما واحد وهو المصدر الإلـهي .
ولم يختلف المستشرق ويليم موير([29]) عن رأي سابقه في عرض الشبهة بقوله: «إن المسيحية منتشرة على نطاق واسع بين القبائل السورية والحدودية وحتى أنه كانت بعض المستوطنات المسيحية في قلب الجزيرة العربية، ولهذا لم يكن الإنجيل مفقوداً في مكة»([30])، فيصرح بأن المسيحية كانت سائدة في مجتمع الجزيرة العربية ولا يستبعد أن الإنجيل قد توافر في أوساطها ولاسيما مكة مما ساعد محمداً أن يستقي من أفكارها.
ومن هنا فقد حاول بعض المستشرقين أن يتخذوا من انتشار المسيحيّين واليهود بشبه الجزيرة العربية ذريعة للطعن بمصدر الوحي([31])، كما فسر آخرون بعض النصوص الواردة في كتب العهدين القديم والجديد، إن النبوءات  المنسوبة لموسى وعيسى (عليهم السلام) قد شعت من فاران وكانت تحت عنوان (النور المشع القادم من فاران)([32]) بأن محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) قد استفاد من الكتب السابقة وتوظيفها لنبوته الجديدة.
وهكذا نلاحظ أن آراء المستشرقين الجدد لم تكن مخالفة لآراء أسلافهم بل مجانبة لها، فأقوال كل من سال وتسدال وويليم ما هي إلا مخلفات آراء كل من بروكلمان ونولدكه وغيرهم، فهذا بروكلمان يعزو مصدر القرآن والوحي إلى الديانتين اليهودية والنصرانية بقوله: «لم يكن عالمه الفكري من إبداعه الخاص إلا جزءاً صغيراً فقد انبثق في الدرجة الأولى عن اليهودية والنصرانية»([33]).
فيشير بروكلمان إلى مسألة  هي أن مصدر الوحي ناتج عن الأفكار التي كونها النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) زيادة على ما استفاده في اليهودية والنصرانية، والتي كانت لهما الأهمية الكبرى في ولادة دينه الجديد، ونولدكه ([34]) الذي استعرض الشبهة أيضا، قائلاً: بـأن «المصدر الرئيس للوحي الذي نزل على النبي حرفيا بحسب إيمان المسلمين وبحسب اعتقاد القرون الوسطى وبعض المعاصرين هو بدون شك ما تحمله الكتابات اليهودية، وتعاليم محمد في جلها تنطوي في أقدم السور على ما يشير بلا لبس إلى مصدرها، لهذا لا لزوم للتحليل لنكشف إن أكثر قصص الأنبياء في القرآن، لا بل الكثير من التعاليم والفروض، هي ذات أصل يهودي»([35]).
فنلاحظ أن المستشرق نولدكه يقطع بأن المصدر الأساسي والمكوِّن للوحي القرآني هو الكتابات اليهودية ودليله على ذلك قصص الأنبياء المذكورة في القرآن الكريم، وبعض التعاليم والفروض، فيورد أمثلة عديدة ليثبت افتراءاته، ويقول: إن الشهادة المعروفة في الإسلام: لا اله إلا الله، مستقاة من عبارة يهودية يشير إليها في كتاب صموئيل الثاني فضلا عن أنه يدعي بأن الوحي كان نتيجة اختلاط العرب آنذاك مع اليهود والمسيح ،حتى إن بعض أشكال الصلاة ووصف الوحي بالفرقان هو ما يمكن اشتقاقه من اللغة الآرامية المسيحية، فرقان بمعنى خلاص([36]).
إن الفرائض والعبادات ومنها الصلاة والصوم مطلب شرعي في كل الديانات السماوية وان فرض الصلاة في الديانات السماوية السابقة وعند المسلمين أمر طبيعي، «فإن الاتفاق بين ديانتين في بعض الأحكام لا يعني سطو المتأخر على المتقدم والاختلاف إن وجد لا يعني نفي المتأخر للمتقدم، فكل منهما رسالة من الله تضمنت الأوامر والنواهي والفروض والتعاليم بما يلائم تطور الإنسان»([37])، زيادة على أن وصف الوحي وتسميته بالفرقان لا يعني أن مصدره مسيحي أو يهودي فقد جاء في قوله تعالى: )تبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا( (سورة الفرقان /الآية1)، وغيرها من النصوص القرآنية الكريمة ذات الدلالة على استعمال العرب لهذا اللفظ قبل الإسلام نتيجة «أن لهجات الآرامية كانت تسود بلاد فلسطين وسورية وبعض مناطق العراق وإن جوار العرب لليهود عجل لانتشار كثير من الألفاظ الآرامية بين العرب، وإن تداول العرب لها قبل الإسلام كان كافيا لتعريبه واستعمال الإسلام لها في تسمية كتابه العزيز»([38]).
ويذكر المستشرق بلر بعض الأمثلة التي تدل على الأخذ من المصادر اليهودية والمسيحية فبالنسبة إلى مـا يتعلق بمصادر بعض الأفكار والتعبيرات الخاصة بيوم الحساب والبعث الواردة في القران الكريم والتقاليد الإسلامية فإنها قد اقتبست وبشكل واضح من الكتب اليهودية والمسيحية فإن لفظ «الساعة» و«اليوم» هي من العهد الجديد([39] ).
إن وجود هذه الألفاظ وما يماثلها في القرآن الكريم هو دليل على أن القرآن كان مكملا رسالة الشرائع السابقة له وخاتما لها .
ولم يكتف المستشرقون بهذا القدر وإنما أوكلوه إلى معلمين قد تكفلوا هذا الأمر، وقدموا لذلك أدلة تدعي أن النبي محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) تعلم على يد معلمين التقى بهم في أسفاره التجارية وكان منهم: بحيرا الراهب ([40])، ورقة بن نوفل ([41])، وسنتناول هذه الشبهة بالتفصيل.
أ ـ أما ما يتعلق بالمعلم الأول للرسول محمد 9 فينقل المستشرق الروسي أليكس([42]) قصة خرافية كانت قد انتشرت في المسيحية الشرق أوسطية مؤداها، «إن محمدا كان في البداية تلميذا للراهب النسطوري سرجيوس بحيرا، زاعمين أنه تلقى منه بعض المعلومات الأساسية من التوراة والإنجيل»([43]) .
فقد ادعى أن بحيرا هو المعلم الأول للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما ادعى شاكلته ذلك، فيقولون إن المعارف التي في القرآن ما هي إلا نتائج هذا التعليم، غير أن «التاريخ لا يعرف أكثر من أنه سافر إلى الشام في تجارة مرتين ،مرة في طفولته ومرة في شبابه، ولم يسافر غير هاتين المرتين، ولم يجاوز سوق بصرى فيهما، ولم يسمع من بحيرا ولا من غيره شيئا من الدين ولم يك أمره سرا هناك»([44])، فهل من المعقول أن رسالة عالمية قامت على لقاءين من معلم؟!
إن هذه الشبهة مردودة فلو كان بحيرا معلماً عظيماً وبارعاً لدرجة أنه خطط لتأسيس رسالة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فمن المقابل أن يكون له ذكر عن حياته وسيرته، وكان أحق للدعوة أن تظهر من مدينة بصرى دون مكة، فضلاً عن أنه لو كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد تعلَّم عند الراهب في بصرى، لكان هذا الأمر شائعاً  بين أوساط قريش في مكّة بعد العودة من رحلته، غير أن المشركين عجزوا عن توجيه التهم للرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ولو كان ذلك حاصلا لذكر المشركون هذه التهمة قبل حوالي أكثر من أربعة عشر قرنا، فلم يكن النبي محمد يلتقي قبل إعلان نبوته فلانا من العلماء يستمع من حديثه عن علوم الدين ومن قصصه عن الأولين والآخرين وحتى الذين لقوه  بعد النبوة فقد سمع منهم وسمعوا منه ولكنهم كانوا سائلين وعنه آخذين وكان لهم معلما وواعظا ومنذرا ومبشرا([45]) .
ويستنكر كارليل([46]) ما زعمه المستشرقون حول هذه الشبهة، ويقول: «إني لست أدري ماذا أقول عن ذلك الراهب سرجياس (بحيرا) الذي يزعم أن أبا طالب ومحمدا سكنا معه في دار، ولا ماذا عساه يتعلمه غلام في هذه السن الصغيرة من أي راهب ما »([47]) .
ب ـ الأخذ عن ورقة بن نوفل :
أما ما يتعلق بأخذ النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من المعلم الثاني نستعرض ما أشار إليه مونتجمري وات ([48]) في هذا الصدد، فذكر أن النبي محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) التقى بورقة بن نوفل وأخذ عنه أصول دينه، فيقول: «كانت خديجة ابنة عم رجل يدعى ورقة بن نوفل بن أسد وهو رجل متدين اعتنق أخيرا المسيحية، ولا شك أن خديجة قد وقعت تحت تأثيره ويمكن أن يكون محمد قد أخذ شيئا من حماسه وآرائه»([49]) .
نلاحظ أن مونتجمري وات يؤكد أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد وقع تحت  تأثير النصرانية وبالوقت الذي سبقته خديجة إلى ذلك، كما يشير إلى العلاقة الوثيقة التي جعلته يتأثر بأفكار ورقة حتى بدت في تعاليم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)فيما بعد بقوله: «من الأفضل الافتراض أن محمدا كان قد عقد صلات مستمرة مع ورقة منذ وقت مبكر وتعلم أشياء كثيرة، وقد تأثرت التعاليم الإسلامية اللاحقة كثيرا بأفكار ورقة»([50])، ويبدو أن المستشرق قد اعتمد على الشبهة التي ادعاها بعض المبشرين وهي أن الوحي القرآني بدعة نصرانية وقد سعى إلى إثارتها المستشرقون فكان مفاد دعوتهم أن القرآن الكريم مستل من أصول نصرانية وأن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) تعلم على يد رئيس النصارى بحسب تعبيرهم وهو ورقة بن نوفل، فقد ذكر يوسف الحداد مستشهدا بالروايات الإسلامية ([51]) قائلاً: «الشهادات الإسلامية متضافرة في النتيجة الحاسمة، أن ورقة بن نوفل (رئيس النصارى) بمكة كان يكتب ويترجم إنجيل النصارى لجماعته، فالنصارى موجودون بمكة مع مطرانهم وإنجيلهم ومحمد مدة خمس عشرة سنة ما بين زواجه من خديجة ومبعثه كان بجوار ورقة يحضر كتابه الإنجيل وترجمته إلى العربية»([52]). فهو يفترض عدداً من المطالب منها:
- ورقة بن نوفل كان من النصارى بل ورئيسهم .
- التأكيد على وجود النصارى في مكة المكرمة .
- العلاقة الوثيقة بين ورقة والنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والتي كان من نتائجها ترجمة الإنجيل إلى النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن طريق مطالعة الكتاب نلاحظ أن المؤلف اهتم بتأصيل هذه المطالب إذ عقد فصلا مستقلا للحديث عن ورقة بن نوفل وأثره في محمد والقرآن وضح من خلاله المطابقة القائمة بين النصرانية والدعوة القرآنية ثم يستعين ببعض الآيات القرآنية الدالة على رعاية القس ورقة للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)([53]).
ويناقش بعض النصارى أيضا مسألة الحروف المقطعة في فواتح السور على أنها رموز مختصرة لجمل سريانية اختزلت بطريقة منسقة زعما منهم أن ورقة بن نوفل قد ترجمها للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد أشار الأب سهيل قاشا إلى ذلك بعد أن أرجع هذه الحروف إلى أصولها السريانية كما يدعي مستخلصا: «هذه الفواتح السريانية تؤيد بل تؤكد أن ورقة بن نوفل كان يترجم الكتاب"الإنجيل" من اللسان العبراني إلى العربي الذي بدوره دخل إلى القرآن، فأبقى محمد على تلك الحروف التي كان ورقة وغيره يفتتح بها سوره الجديدة، أو الإصحاحات المترجمة والتي على الأغلب كان ورقة يتركها كافتتاحيات للأسفار من العهد القديم أو الإنجيل»([54]) .
ويبدو أنه ليس هناك دليل تاريخي على تنصر ورقة بن نوفل حتى لو قيل إنّ الروايات الواردة في شأن اللقاء الذي حصل بين النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وورقة عندما أوحي إليه بالنبوة ـ إن صحت ـ قد دلت على ذلك ،نعم هي تدل على اللقاء وليس التعليم حتى أن حديث ورقة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بذكره الناموس فلا دلالة له على أن ورقة كان نصرانياً.
فضلاً عن أن ورقة خصص الناموس الذي نزل على النبي موسى (عليه السلام) دون النبي عيسى (عليه السلام) دلالة على أن ورقة ليس معتنقا النصرانية كما ادعى وات وأمثاله، كما أن ورقة قد توفي في بداية الدعوة الإسلامية([55])، إذ لم يشهد كل الوحي المحمدي، ولو كانت هذه التعاليم من عند ورقة كان ورقة أحق بأن يقوم بهذه المهمة بدلا من الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
ومن هنا فإن المستشرقين أثاروا شبهاتهم حول مصدر الوحي ونسبوه إلى ما كان متوافرا في جزيرة العرب من معتنقي اليهودية والنصرانية الذين قطنوا جزيرة العرب، وهي مردودة لأن مكة قد ارتادها كثير من القوافل لغرض التجارة وكانت حلقة الربط بين الشام واليمن، وكان من الطبيعي استقطاب عدد غير قليل من التجار من مختلف الديانات لغرض التكسب، ولكن لم يخبرنا التاريخ أن مجتمع الجزيرة قد تأثر بدين هؤلاء.
ثانياً: مصدر الوحي: الاضطرابات النفسية (نظرية الوحي النفسي):
بنى المستشرقون أكثر شبهاتهم حول القرآن الكريم وتاريخه على نظرية الوحي النفسي ومفاد هذه النظرية هو أن الوحي القرآني فيض وجدان النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الناتج عن تفكيره بخلاص قومه من الشرك والظلم، وأشار السيد محمد باقر الحكيم إلى معنى النظرية: «أن محمداً قد أدرك بقوة عقله الذاتية وما يتمتع به من نقاء وصفاء روحي ونفسي بطلان ما كان عليه قومه من عبادة الأصنام، كما أدرك ذلك أيضا أفراد آخرون من قومه»([56]) ،و ممن تمسك بهذه النظرية المستشرق مونتجمري وات عندما ناقشها في كتابه الإسلام والمسيحية في العالم المعاصر بقوله: «إن السؤال الذي يصوغ نفسه هو :كيف وصلت هذه الكلمات التي كونت التجربة الأولى إلى وعي محمد أو شعوره؟»([57]) .
فإن مونتجمري يحاول أن يثير الشبهة بوضع التساؤلات والاستفهامات حول الكيفية التي توصل بواسطتها النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). وتبنى هذه النظرية أيضاً المستشرق بروكلمان، إذ قال: «تحققت عنده أن عقيدة مواطنيه الوثنيين فارغة فكان يعتمل في أعماقه هذا السؤال: إلى متى يمدهم الله في ظلالهم ما دام هو U قد تجلى آخر الأمم للشعوب الأخرى بواسطة أنبيائه ؟ وهكذا نضجت في نفسه الفكرة أنه مدعو إلى أداء رسالة النبوة»([58]).
نلاحظ أنها محاولة من المستشرق لإضفاء صفة الذكاء على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لتخليص قومه من العادات والممارسات الخاطئة، فتولد نتيجة قوة إدراكه و أفكاره المثالية فكرة إدعاء النبوة التي باتت واضحة في نفسه، ويريد من قوله هذا التوصل إلى أن الوحي ما هو إلا نتيجة الأفكار والتأملات المتراكمة في عزلة النبي في غار حراء لخلاص قومه، وهذه الشبهة مردودة فقد استملتها عصبيتهم وكرههم للإسلام والنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فهذا فرتجوف([59]) يستنكر ما ادعاه أقرانه، فقال في معرض حديثه عن صدق الدعوة المحمدية وذلك بمقارنتها مع ما ورد في الكتب السابقة:
«إن كان محمدٌ نبيا كاذبا فإننا لا نرى سببا لماذا لم يتكلم عنه المسيح كما تكلم عن ضد المسيح (الدجال) أما إذا كان نبيا صادقا فينبغي أن يكون هو المقصود في المقاطع الإنجيلية المتعلقة بالفارقليط([60])... لو كان محمد من الأنبياء الكذبة الذي حذر منهم المسيح لما أعقبه كثيرون مثله وربما وجدنا في أيامنا عددا كبيرا من الأديان الزائفة لكن الحياة الروحية في الوسط الإسلامي منذ بدايته حتى أيامنا هذه حقيقة يتعذر أن ينكرها أحد»([61]) .
ثالثاً: مصدر الوحي: الحنيفية :
تحير المستشرقون في  إثارة الشبهات حول مصادر الوحي حتى ادعى بعضهم أن الحنيفية هي إحدى مصادر النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في تأليف القرآن الكريم، فقال برنارد لويس([62]) :«تشير الأخبار إلى قوم يسمون بالحنفاء ،وهم قليلون وثنيون لم يقنعوا بعبادة الأصنام السائدة بين قومهم، وبحثوا عن صورة من الدين أطهر، ولكنهم كانوا غير راغبين في اعتناق اليهودية والنصرانية، وقد يكون من الصحيح أن يبحث بينهم عن أصول محمد الروحية»([63]) . فهو يشير إلى عدة أمور:
- عد الحنفاء من الوثنيين .
- إن الحنفاء لم يقنعوا بعبادة الأصنام وأخذوا يبحثون عن دين جديد .
- مع البحث المستمر عن دين يلائم قناعتهم، فلم يروا في اليهودية والمسيحية ما يحقق ذلك .
- إن النبي قد تأثر بالحنفاء إذ إنّه من الممكن أن نجد بعضاً من أصول الإسلام بين هؤلاء الحنفاء.
إن عد الحنفاء من الوثنيين هو أمر غير منطقي؛ ذلك لأنهم مجموعة من الموحدين الذين بقوا على دين إبراهيم (عليه السلام)، «ففي مكة كانت الحنيفية محدودة العناصر، في أفراد يشار إليهم بعدد الأصابع»([64]).
وممن أورد ذلك المستشرق  كلير تسدال بقوله: «لما رأى محمد أن عبادة الأصنام ليست مناسبة بل مكروهة أمام الله الواحد ،ولما كان قد عزم على إرجاع قومه إلى دين إبراهيم الخليل فالأرجح أنه وجه أنظاره إلى اليهود للاستفادة منهم، فاستفهم منهم عن عقائد دين إبراهيم»([65])، ظاهر قوله عدة نقاط منها:
- إنّ النبي محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) فكر أن يغير حال قومه إلى أفضل حال من خلال القضاء على المظاهر السيئة لدى قومه ومنها عبادة الأصنام .
- انتخب النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) دين إبراهيم الخليل من بين الأديان الأخرى التي كانت تعج جزيرة العرب ـ رأى النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أن اليهود هم أولى  بالتعرف من خلاله عن دين إبراهيم الخليل.
إن وجود هذه الفئة في الجزيرة العربية لا يدل على أن النبي محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) نهل دينه منهم ؛ لأن وجودهم أمر طبيعي إذ إنّهم من بقايا دين إبراهيم الحنيف، ثم يؤكد تسدال على «أن آراء زيد بن عمرو أثرت تأثيرا مهما في تعاليم محمد ،لأن كل آراء زيد نجدها في ديانة محمد أيضاً»([66])، فهو يعزو رسالة الإسلام إلى أخذ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) عن زيد بن عمرو الذي كان له أثر فاعل في تأسيس أصولها ودليله التشابه بين  آراء زيد و الديانة المحمدية.
إن التشابه بين الديانة الإبراهيمية والديانة المحمدية أمر مفروض لأن رسالة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ما هي إلا امتداد للرسائل السابقة ومنها الإبراهيمية الحنيفية وخاتمة للشرائع الأخرى، ولكن المستشرق لم يعط مثالا لهذا التشابه سوى ما أسند كلامه بالاعتماد على الروايات  الواردة في كتب السير ككتاب السيرة لابن هشام التي ذكرت أن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قد اجتمع بزيد بن عمرو فيقول: «أفادنا ابن هشام أن محمدا كان معتادا أن يقيم في غار جبل حراء في صيف كل سنة للتحنث حسب عادة العرب فالأرجح أنه كان يجتمع بزيد بن عمرو([67]) لأنه أحد أقربائه وأقوال ابن إسحاق تؤيد ذلك»([68])، ثم أشار قائلاً: «في أثناء فترات انعزال محمد في جبل حراء للتأمل كما كان ديدنه كل عام ،كان كثيرا ما يلتقي زيدا المسن ومن خلال الاتصال معه......وبالفعل لا يمكننا التقليل من تأثير الحنيفية على محمد خلال زمن نشأة الإسلام»([69]).
فيؤكد تسدال أن زيدا كان يلتقي النبي محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) في أوقات التحنث في غار حراء وجمع  كل الأفكار التي تتعلق بالدين الجديد من خلال لقاءاته هذه، وأنّ هذه الشبهة تفترض أن يكون النبي محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) قد استقى دينه وهيّأ له  بشكل كامل وبوقت وجيز يعادل لقاءاته بزيد، ولكن الوقائع التاريخية وما نقل من أخبار عن النزول التدريجي للقرآن الكريم والمراحل التي مرت بها الدعوة الإسلامية تأبى قبولها، وكان أجدر بالنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إبلاغ دعوته كاملة في مدة قصيرة لا مدة قاربت الثلاث وعشرين سنة متحملا أذى قومه.
ويقول المستشرق آتيين دينية([70]) تحت عنوان "محمد لم يؤلف القرآن" رادا هذه المزاعم: «حقا ليدهشني أن يرى بعض المستشرقين :أن محمدا قد انتهز فرصة الخلوة فروى ورتب عمله في المستقبل، بل ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك فوسوس بأن محمدا ألف في تلك الفترة القرآن كله ،أحقا لم يلاحظوا أن هذا الكتاب الإلهي خال من أي خطة سابقة على وجوده مرسومة على نسق المناهج الإنسانية، وإن كل سورة من سوره منفصلة عن غيرها وخاصة بحادثة وقعت بعد الرسالة طيلة فترة تزيد على عشرين عاما وأنه كان من المستحيل على محمد أن يتوقع ذلك  ويتنبأ به ؟ ولكنهم في جهلهم بالعقلية العربية لم يجدوا غير ذلك تعليلا لهذا التحنث الطويل»([71])
ومن هنا فإن المستشرقين تتبعوا الروايات الإسلامية واستغلوا الهفوات في ترويج شبهاتهم.
رابعاً: مصدر الوحي: الشيطان:
لقد ذكر المستشرقون شبهة أخرى حول الوحي القرآني إذ زعم بعض المتقولين أن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كان متصلاً بالجن، وأن الوحي القرآني ما هو إلا وحي من الشيطان كان يأتيه وإن جبريل ما هو إلا شيطان كان يتمثل له على صورة الملك ويستدلون على ذلك  من عزلة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في غار حراء قبل البعثة، وهدفهم جعل الوحي شيطانيا محضا، بدلا من كونه وحياً سماوياً إلهياً، نزل به الروح الأمين على قلب النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ليكون من المنذرين .
فقد ذهب تسدال([72])، ونولدكه([73]) أن الوحي القرآني وحي شيطاني ناتج عن إملاء الشيطان للرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ذاكرين الآية الكريمة من سورة الحج:  )ومَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ الله مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ الله آَيَاتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( (الآية 52) دليلاً على شبهتهم.
شكلت خرافة الغرانيق العمود الفقري لهذه الشبهة، وهي تستند أساساً على خرافة أن النبي محمدا كان يقرأ سورة النجم، فألقى الشيطان على لسانه آيات يمدح بها آلهة المشركين فوصفها بأنها ذات شفاعة: فقال: «تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهم لترتجى»  فسجد الرسول وسجد المشركون، فقد وجدت هذه الخرافة صداها الواسع في كتب المسلمين([74]) وهو ما أدى إلى استناد المستشرقين إليها.
إن المستشرقين اعتمدوا الروايات الضعيفة في إيراد هذه الشبهة  ولكن المتتبع لتفسير الآية القرآنية يجد أنها تخالف ما ذهبت إليه هذه الروايات، فقد أورد الشيخ الطوسي آراء العلماء في تفسير الآية الكريمة لكنها لا تخرج إلى هذه الفرية الكبرى على نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ([75]):
- قول ابن عباس وسعيد بن جبير والضحاك ومحمد بن كعب ومحمد ابن قيس: كان سبب نزول الآية انه لما تلا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) )أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى * وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرى (ألقى الشيطان في تلاوته  «تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجي».
ومعنى الآية التسلية للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنه لم يبعث الله نبيا، ولا رسولا إلا إذا تمنى ـ يعني تلا ـ ألقى الشيطان في تلاوته بما يحاول تعطيله، فيرفع الله ما ألقاه بمحكم آياته.
- قول مجاهد: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)إذا تأخر عنه الوحي تمنى أن ينزل عليه فيلقي الشيطان في أمنيته، فينسخ الله ما يلقي الشيطان ويحكم آياته، ثم يورد الشيخ الطوسي رأيه: فأما الرواية بأنه قرأ تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجي، فلا أصل لها؛ لأنّ مثله لا يغلط عن طريق السهو، وقوله تعالى: )فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ( أي يزيل الله ما يلقيه الشيطان من الشبهة )ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ( حتى لا يتطرق إليها ما يشعثها.
وقال الطبرسي: «إنه لم يبعث رسولاً ولا نبياً (إلا إذا تمنى) أي: تلا، حاول الشيطان تغليطه فألقى في تلاوته ما يوهم أنه من جملة الوحي فيرفع الله ما ألقاه بمحكم آياته»([76]) .
ومن هنا فإن حكاية الغرانيق لا أصل لها فإنها «وقعت في السنة الخامسة من البعثة النبوية مع أن السورة تتحدث عن معجزة الإسراء والمعراج التي وقعت قبل ذلك أي قبل الهجرة بعام»([77]) .
وإن الوحي القرآني أسمى مما تصوره المستشرقون وتمسكوا به فإن رعاية الله U وحفظه كلماته تأبى تصديق ذلك، فقد أشار القرآن الكريم إلى هذه العناية وحفظها من همز الشياطين لقوله تعالى: )وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ *ِإلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ( (سورة الحجر/الآيات 17-18)، ولو كان الوحي من الشيطان فلماذا لا يستنجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بالشيطان عندما «حز في نفسه غمز اليهود له، فظل يقلب وجهه في السماء ستة أشهر أو أكثر تحرقا وشوقا إلى تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة»([78]) .
لذلك هذه الدعوى مردودة وذلك بحسب الوقائع التاريخية، ولا بد من الإشارة إلى أنّ هذه الخرافة لا تثبت أمام عصمة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن «من سنن الكون تعليم برامج الحياة الاجتماعية من طريق الوحي، وتبين أيضاً أنّ الخلقة لا تخطئ في أعمالها فالمواد الدينية السماوية التي علم الإنسان بها من طريق الوحي لا يتسرب إليها الخطأ على طول الخط. قال تعالى:
)عالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا *إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا *لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا( (سورة الجن /آية26 - 28).
من هنا نعرف أن الأنبياء : رسل الله يجب أن يكونوا معصومين، أي لا يخطئون في تلقي الوحي من العالم العلوي وفي إبقاء ما تعلموه وفي تبليغ ما تعلموه ؛ لأنّهم : الواسطة في الهداية العامة التي يسير الخلق إليها بطبيعة خلقتهم، فلو أخطأوا في التلقي أو الإبقاء أو التبليغ أو خانوا لوساوس شيطانية أو نفسية أو أذنبوا ذنباً ما، فيكون نتيجة كل هذا الخطأ في سنة الكون الدالة على الهداية العامة، وهذا لا يكون أبدا، قال تعالى : )عَلَى الله قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ( (سورة النحل/آية9)([79]).
خامساً: مصدر الوحي الحالة المرضية والهستيرية:
ذهب المستشرقون إلى أن مصدر الوحي الحالة المرضية التي كانت تكتنف النبي محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم)، فذهب جولد تسيهر إلى أنه «خلال النصف الأول من حياته اضطرته مشاغله إلى الاتصال بأوساط استقى منها أفكارا أخذ يجترها في قرارة نفسه وهو منطو في تأملاته أثناء عزلته، ولميل إدراكه وشعوره للتأملات المجردة التي يلمح فيها أثر حالته المرضية، نراه ينساق ضد العقلية الدينية والأخلاقية لقومه الأقربين والأبعدين»([80])، نرى أن جولد تسيهر يلوِّح إلى عدة فروض منها :
- أنّ النبي محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) اطلع بواسطة مشاغله وأعماله التي كان يزاولها  على أفكار جديدة شكلت أهمية كبرى في نفسه.
- أنّ النبي محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم)  كان يعاني حالات نفسية مرضية كانت لها أثر غير طبيعي في تصرفاته كابتعاده عن دين قومه وعزلته في الغار حتى تكوين دينه الجديد.
فالمستشرق يؤكد أثر الحالة المرضية في مصدر الوحي القرآني، وهذا ما يذهب إليه أيضا المستشرق آرثر لتبرير موقفهم من ادعاء هذه الحالات وشبهتهم على مصدر القرآن الكريم فيقول: «كان لا بد أن تعتري الدهشة الباحثين الأوربيين بسبب تلك الإفادات الموجودة في المصادر حول النوبات الغريبة التي كانت توافي محمدا، سيما عند الوحي»([81]).
نلاحظ أن آرثر يبرئ ساحة الباحثين الغربيين من هذا الادعاء ويجعلها في عهدة المصادر الإسلامية التي ذكرت حال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في أثناء تلقي الوحي ووصفته بأوصاف تبدو للقارئ أنه مصاب بأمراض عقلية، وممن ذهب إلى هذه الشبهة المستشرق درمنغم([82])، فأخذ يصور الحالة النفسية للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في أثناء تحنثه في غار حراء، والانطباعات النفسية التي تركتها مشاهداته وتأملاته، فقال: «لما كانت سنة 610م كانت الحالة النفسية التي يعانيها محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) على أشدها... ووجد في وحدة غار حراء مسرة تزداد كل يوم عمقاً...»([83]).
ينسب درمنغم إصابة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)بمرضه النفسي منذ صغره ووصلت هذه الحالة ذروتها في سنة 610م، في العام الذي نزل فيه الوحي على النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
ثم أن بعض المستشرقين قد فصلوا مظاهر الحالة المرضية التي يعانيها (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد ذكر نولدكه أعراض هذه الحالة مستفيدا من الروايات الإسلامية، بقوله: «إذ يروى أن محمدا كثيرا ما اعترته نوبة شديدة ،حتى أن الزبد كان يطفو على فمه، ويشحب وجهه أو يشتد احمراره ... وإن فقدان الذاكرة هو أحد أعراض داء الصرع الفعلي، فمن الضروري أن نصف ما كان يغشاه بحالة من الاضطراب النفسي الشديد ويقال: إن محمداً كان يعاني منها منذ حداثته»([84]).
يشخص نولدكه مظاهر الحالات التي كانت تصيب النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مستنتجا أنها من أعراض مرض الصرع، إن هذه الأعراض لا تدل على مرض الصرع، فقد أخطأ نولدكه تشخيصه  فإن الصرع مرض عقلي، يصيب الجهاز العصبي يصحبه غيبوبة وتشنج في العضلات ثم إغماء ثم هذيان مصحوب بحركة واضطراب في اليدين والرجلين وقد يزعم المصاب أنه يرى أشباحا تهدده وأعداءا تحاربه وغيرها من الأفكار غير المقبولة ([85])، ويعد نوعاً من أنواع الجنون، ولم تذكر المصادر التاريخية إصابة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذا المرض، ولو افترضنا صحة ما يدَّعون فكيف للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يأتي بكتاب -القرآن الكريم- احتوى سمات المعجزات السماوية  التي كان أهمها:
1 ـ النظم البديع المخالف لكل نظم معهود في لسان العرب.
2 ـ الأسلوب العجيب المخالف لجميع الأساليب العربية.
3 ـ الجزالة التي لا يمكن لمخلوق أن يأتي بمثلها.
4 ـ الإخبار عن المغيبات التي لا يمكن معرفتها إلا عن طريق الوحي.
5 ـ عدم التعارض مع العلوم الكونية المقطوع بصحتها...»([86])، ونلاحظ أن بعض المستشرقين يربط بعض الأخبار الضعيفة ومنها حادثة شق الصدر([87]) للاستدلال بالحالة المرضية و المتهيئات التي كانت تكتنف النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) منذ نعومة أظفاره ([88])، ومن هنا فإن المستشرقين قد أسندوا شبهاتهم بالروايات الضعيفة التي تطاولت على القدسية الإلهية للوحي ومصدره وجعلوها مبرراً لاتهاماتهم الباطلة.
سادساً: مصدر الوحي: البيئة المكية ومظاهر الجاهلية:
ادعى المستشرقون أن أحد مصادر الوحي المظاهر التي كانت سائدة في الجاهلية والمجتمع المكي، ومنها السحر، والشعر، والكهانة وقد ألقوا جزافا القول بأن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قد تأثر بهذه المظاهر التي كانت تعج بها جزيرة العرب والاستفادة منها في إقامة دينه الجديد، وقد فرَّق المستشرق توشيهيكو([89]) بين الوحي المحمدي وهذه المظاهر بعد مناقشة الأسباب التي أدت إلى اتهام النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) بالجنون والشعر والتكهن، معللا أن الأخيرة كانت منتشرة في بلاد العرب ([90]) .
أخذ بعض المستشرقين تتبع الآيات القرآنية ووصف تراكيبها  بغية الوصول إلى أن ما جاء به النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو من سجع الكهان، وكان منهم المستشرق بروكلمان الذي درس الآيات القرآنية وكأنها نص أدبي قابل للنقد والرد فيقول: «كان النبي في أقدم مراحل دعوته الدينية يطلق ما يدور بخلده وهو صادق الاستغراق والغيبوبة في جمل مؤثرة يغلب عليها التقطع والإيجاز وتأخذ طابع سجع الكهان واحتفظ النبي أيضا بهذا القالب الكلامي بعد ذلك حينما أخذ يترقى باطراد من طبيعة الغالب المستغرق إلى طبيعة الداعية الواعظ فكان يتلو في جمل أطول من الأولى تحذيراته وتعليماته التي حفت كثيرا بالقصص من العهد القديم»([91]).
نلاحظ أن الشبهة التي ادعاها المستشرقون لا تختلف عن الافتراءات التي قالها المشركون في عهد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)عند تبليغ دعوته فهي مستندة إليها، قال تعالى يصف افتراءاتهم:
)قَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ( (سورة ص/الآية 4)، وقوله U:)وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ( (سورة الأنعام/الآية 7)، وقوله: )وقَالُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ( (سورة الصافات /الآية 15)، وغيرها من النصوص القرآنية التي بينت تزعم المشركين مثل هذا الافتراء .
وقد ذكر لنا التاريخ إعجاب أكابر المشركين بالقرآن الكريم وتحيرهم فيه فهذا الوليد بن المغيرة «اجتمع ونفر من قريش وكان ذا سن فيهم، وقد حضر الموسم، فقال: إن وفود العرب ستقدم عليكم فيه وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا فأجمعوا فيه رأيا واحدا ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا، ويرد قول بعضكم بعضا، فقيل: يا أبا عبدشمس، فقل، وأقم لنا رأيا نقوم به ، فقال: بل أنتم فقولوا وأنا أسمع. فقالوا: نقول كاهن؟ فقال: ما هو بكاهن رأيت الكهان  فما هو بزمزمة الكهان، فقالوا نقول: مجنون؟ فقال: ما هو بمجنون ولقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو بحنقه ولا تخالجه ولا وسوسته. فقالوا: نقول شاعر؟ فقال: ما هو بشاعر قد عرفنا الشعر برجزه وهزجه، وقريضه ومقبوضه، ومبسوطه فما هو بالشعر، قالوا: فنقول هو ساحر ؟ قال ما هو بساحر قد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثه ولا بعقده. قالوا: فما نقول يا أبا عبد شمس؟ قال: والله إن لقوله لحلاوة، وإن أصله لمغدق، وإن فرعه لجني فما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل»([92]). وبهذا قد أعجز القرآن المشركين وأثبت لهم فرية صنيعتهم وكذبها.
ولم يكتف المستشرقون بذلك وإنما تعدوه إلى القول بأن القرآن تأثر بظاهرة الشعر التي عرف بها العرب وتميَّز بها، فيذهب تسدال إلى أن القرآن مستقى من أبيات لامرئ القيس بقوله: «لا ينكر أن الأبيات المذكورة واردة في (سورة القمر /الآيات 1 و27 و29، وسورة الضحى/الآيات 1 و2 وسورة الأنبياء الآية /96 وسورة الصافات الآية /61) مع اختلاف طفيف في اللفظ وليس المعنى، مثلاً ورد في القرآن (اقتربت )، بينما في القصيدة (دنت)»([93]).
بقوله هذا يدعي وجود التشابه بين بعض آيات القرآن الكريم وأبيات شعرية تنسب إلى امرئ القيس كما يعطي أمثلة لها، وقوله مردود للأسباب الآتية:
- إن القرآن الكريم كان معجزة قوم برعوا في فنون الشعر والأدب فكان لابد من أن يكون هذا الكتاب مناسباً لما عرفوا به ليكون حجة عليهم فكل نبي لابدّ أن يأتي بمعجزة يتعارف قومه عليها لكنهم عاجزون عن الإتيان بمثلها فمثلا قوم موسى كانوا يعرفون السحر والشعوذة فكانت معجزته العصا واليد البيضاء وكذلك معجزة النبي عيسى (عليه السلام) وغيره من الأنبياء، ولو كان القرآن مما نظمه العرب من الشعر والنثر فلماذا عجزوا عن الإتيان بحديث مثله لقوله تعالى:
)فلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ( (سورة الطور/الآية 34)، أو حتى بسورة )وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ الله إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ( (سورة البقرة/الآية 23)، وقوله تعالى )أمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ الله إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ( (سورة يونس/الآية 38)؟
فنلاحظ أن المستشرقين اعتمدوا على الافتراءات التي وجهها المشركون للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا ﴿بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَة كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ﴾ (سورة الأنبياء/الآية5). ويرد عليهم القرآن الكريم بقوله U: ﴿وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِر قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ﴾ (سورة الحاقة/الآية4)، وقوله U: ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ﴾ (سورة يس/الآية69).
- وقد أثبتت بعض الدراسات أن هذه الأبيات «اقتبست من القرآن وليس العكس وأنها كتبت في العصر العباسي ونسبت إلى امرئ القيس ضمن ما يسمى بظاهرة النحل في الشعر العربي، حيث عمد بعض الرواة كحماد بن هرمز(ت155هـ) وتلميذه خلف الأحمر(ت180هـ) في زمن العباسيين إلى وضع أشعار من إنشائهم ونسبوها إلى الجاهليين»([94]).
- ولو أن الرسول محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الذي ألف القرآن فلماذا انتظر هذا الوقت ليظهر دينه ؟ وقد يرد على ذلك أن هذه السن هي سن الرشد والحلم والحكمة ليقتنع قومه بصحة ما جاء به ورد ذلك بأن كيف لمحمد أن يضمن عمره بالبقاء لما بعد سن الأربعين لإظهار دعوته.
- تأكيد بعض المستشرقين المنصفين على صدق الدعوة الإسلامية والمصدر الإلهي للوحي مما يجعل ذلك ردا على أقرانهم.
 فيقول بوازار([95]): «لقد كان محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) نبيا لا مصلحا اجتماعيا وأحدثت رسالته في المجتمع العربي والقائم آنذاك تغيرات أساسية ما تزال آثارها ماثلة في المجتمع الإسلامي المعاصر»([96]) .
ولا بد من بيان أن النص القرآني يخالف الشعر من جوانب شتى منها:
1 ـ إن العلاقة بين المرسل والمرسل إليه علاقة رأسية وتعدد الوسائط بين المتكلم بالوحي (الله) وبين المتلقين له (الناس).
           الله                 الملك              الرسول         الناس
2 ـ اختلاف البناء الداخلي للقرآن الكريم عن البناء الداخلي للشعر»([97]).
وعلى ما تقدم يتضح أن هدف هذه الدعوى وما يماثلها هدفها الأساسي أنسنة الوحي وجعل الوحي الإلهي بشريا وهي دعاوى تحمل في طياتها «تأثراً واضحاً ببعض الدعـوات الفلسـفية الغربية الحديثة التي تتبنى قواعد الهرمونوطيقا التي تسعى إلى تحويل الثيولوجي إلى أنتروبولوجي، وهي بالنهاية تمهد إلى نبذ الوحي والتخلي عنه([98]).
المطلب الثالث
نماذج من الروايات التي اعتمدها المستشرقون
في شبهاتهم حول الوحي القرآني
1 ـ  الأعراض المصاحبة للوحي:
«حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن الحارث بن هشام سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس  وهو أشده عليّ فيفصم عني قد وعيت عنه ما قال، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول، قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا»([99]).
ولو ناقشنا هذه الرواية نجدها لا تصمد أمام الانتقاد، فرواتها عبد الله بن يوسف ([100]) الذي ذكره ابن حبان في الثقات([101])، ووثقه  الذهبي([102]) وابن حجر([103])، ومالك بن أنس ([104]) من أئمة الحديث وصاحب كتاب الموطأ، وهشام بن عروة([105]) وأبوه عروة بن الزبير([106])، فأما الابن فقيل عنه أنه : «... لم يكن يحسن يقرأ كتبه، كتبت عنه ثلاثة مجالس ،وأغلب رواياته عن أبيه عن عائشة  كما يعلم من البلاذري، ولابدّ من أنّه سرّ جدّه وأبيه » ([107]) ، وقال ابن حجر: ربّما دلّس([108])، وقال الذهبي: تناقص حفظه([109])، وذكره السيوطي في المدلسين([110])، أما الأب فقد وثقه الجمهور([111])، والحارث بن هشام المخزومي([112])، فله صحبة ([113])، فالرواية ضعيفة الإسناد  في هشام بن عروة أما المتن فلا يسلم من انتقادات مثل:
1 ـ توحي الروايات ثقل الوحي على النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وتصويره بحالة من الفزع والمرض أثناء تلقيه حتى أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يصعب تمييز ما كان عليه الوحي.
2 ـ نلاحظ أن زمن بعض الروايات يرجع إلى العهد الأموي والعصر العباسي اللذين تميزا بكثرة الوضع واختلاق الأحاديث.
3 ـ تنسب الروايات إلى الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، أو لأحد الصحابة ونالت السيدة عائشة الحظ الأوفر من هذه الروايات فحاولت الروايات أن تظهر ميزة التفضيل لبعض الصحابة دون غيرهم .
4 ـ الروايات الواردة عن عائشة قد شاعت وانتشرت حتى باتت مألوفة عند كثيرين ويستفاد منها ما نزل أول الوحي فنلاحظ أن السيدة عائشة قد نقلت هذه الحادثة وكأنها عاصرتها وقد جرت قبل ولادتها بأكثر من عام، فيؤول ابن حجر ذلك «هكذا رواه أكثر الرواة عن هشام بن عروة فيحتمل أن تكون عائشة حضرت ذلك وعلى هذا اعتمد أصحاب الأطراف فأخرجوه في مسند عائشة ويحتمل أن يكون الحرث أخبرها بذلك بعد فيكون من مرسل الصحابة وهو محكوم بوصله عند الجمهور»!([114]) .
5 ـ اشتملت الروايات على مجموعة من الصفات التي نسبت للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فصورته تارة بثقل الوحي وشدة الأمر وصورته أخرى بأنه كان يسمع أصواتا كصلصلة الأجراس ودوي النحل أحيانا فضلا عن الآلام المصاحبة للنزول وشدة التعرق حتى أنه على هذه الحال في اليوم الشديد البرودة، فكلّ هذه الحالات تعكس التصور المادي لقضية الوحي والأعراض المرضية التي كانت تنتاب النبي محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذه الأعراض ليس لها أثر في القرآن الكريم ،قال تعالى: )قلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ( (سورة الأحقاف /الأية9)، وقوله تعالى: )مَا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ( (سورة فصلت /الآية 43)، وفضلاً عن ذلك فقد صورت الحالات اللاشعورية في تلقي الوحي وهي تنافي قدسية الوحي الإلهي وبلاغة القرآن الكريم التي يستبعد أن تصل إلى ذروتها عن طريق ما تصوره هذه الروايات، وأكثر ما يجوز قبوله في الموضوع هو أن النبي محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) قد يكون في وضع خاص لا يمكن التكهن به ولكن الأرجح أنّ تنزيل الوحي يقتضي صورة أخرى تتصف بالثبوت والهدوء اللذين يستلزمان تبليغه بتمامه من دون زيادة أو نقصان، فقال السيد محمد حسين الطباطبائي في كيفية تلقي النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الوحي: «إنّ الذي كان يتلقاه من الروح هي نفسه الكريمة من غير مشاركة الحواسّ الظاهرة التي هي أدوات لإدراكات جزئيّة خارجيّة ... فكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يرى شخص الملَك ويسمع صوت الوحي، ولكن لا بهذه يسمع أو يبصر هو دون غيره، فكان يأخذه برحاء الوحي وهو بين الناس فيوحي إليه و لا يشعر الآخرون الحاضرون ...»([115]).
وهكذا نرى أن المستشرق استغل هذه الروايات من دون أي استدلال واتخذها وسيلة للطعن بقداسة الوحي الإلهي.
2 ـ مشكلة الرجوع إلى ورقة:
«حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت أول ما بدئ به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: إقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني فقال: إقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني فقال: إقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال: (أقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم)، فرجع بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد، فقال: زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر لقد خشيت على نفسي، فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدا انك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة وكان امرءاً قد تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمى، فقالت له خديجة: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة يا ابن أخي ماذا ترى فأخبره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى يا ليتني فيها جذعا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله9: أو مخرجي هم؟ قال: نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وان يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي»([116]).
ذكر العيني أن هذا الحديث معلق ([117])، أما حال رواته فضعفاء ومنهم يحيى بن بكير([118])، وهو ليس بالموثوق عند الرجاليين كما نص على ذلك الذهبي في الميزان قائلا: «يكتب حديثه ولا يحتج به»([119])، وضعفه النسائي أيضا ([120])، أما الليث بن سعد ([121]) ثقة ([122])، وعقيل بن خالد([123])، قال الرازي: «عقيل لا بأس به»([124])، ونقل ابن الجوزي في الموضوعات إن عقيلا يروى عن الزهري أحاديث مناكير([125])، وذكر ابن حجر أن عقيلا كان جلوازا([126])، أما ابن شهاب (محمد بن مسلم بن شهاب الزهري)([127]) قال السيوطي: «مشهور بالتدليس»([128])، وعروة بن الزبير مرّ الحديث عنه أيضا، فالرواية ضعيفة الإسناد.
مع تلك العلامات التي أظهرها الله للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)»، ومع أنه رأى الملك وأوحى إليه هذه الآيات من القرآن الكريم ،تظهر الروايات بأن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كان شاكا في أمره، وخائفا من مصيره، ولم يطمئن على نفسه إلا بعد أن بشره ورقة بن نوفل بالنبوة التي انتهت إليه وهذا مخالف لـ«يقين النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بإلهية الظاهرة التي يتعرض لها، فمنذ اللحظة التي فاجأه فيها الوحي تمثل هذا اليقين في ذهنه وأدرك أن كل ما يوحى إليه صادر عنه تعالى وأنّ الملك الذي يأتيه هو رسول من الله وجاء استمرار الوحي وتكراره مرة بعد أخرى مؤكدا لهذا اليقين الذي رسّخ في نفسه الشريفة»([129]).
وفضلاً عن ذلك أن الرواية مضطربة متنا ولا تمتلك وحدة موضوعية متناسقة فتبدأ بموضوع الرؤيا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم تنتقل إلى ابتعاده عن تصرفات قومه وحبه للخلوة في غار حراء، ثم تنعطف إلى نزول الملك فتبتعد عن موضوعها الحقيقي بالتركيز على ما فعلته خديجة من استشارتها لورقة والأثر الفاعل له في تهيئة النبي لتلقي الوحي فضلا عن نبوءاته الغيبية عمّا سيحل للإسلام من النصر والانتشار، وما يلاحظ أيضا أنه: « كيف لورقة أن يعلم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يصرح أنه يؤمن برسالته ويتبعه ويخبره بما يقع له من قومه، ثم كيف يكون عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المادة كاملة في حين أنها اكتملت بعد ثلاثة وعشرين عاما والقرآن لم يرسل جملة واحدة مع تضمنه من معالجات لقضايا حادثة وأحكام متعلقة بها»([130])، ويعلق السيد الطباطبائي على الرواية بقوله: «والقصة لا تخلو من شيء وأهون ما فيها من الإشكال شك النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)  في كون ما شاهده وحيا إلهيا من ملك سماوي ألقى إليه كلام الله وتردده بل ظنه أنه من مس الشياطين بالجنون، وأشكل منه سكون نفسه في كونه نبوة إلى قول رجل نصراني مترهب وقد قال تعالى:
)قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي ( (سورة الانعام /الآية 57) وأي حجة بينة في قول ورقة ؟ وقال تعالى: ) قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى الله عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ الله وَمَا أَنَا مِنَ الْـمُشْرِكِينَ ( (سورة يوسف / الآية108)، فهل بصيرته (صلى الله عليه وآله وسلم) هي سكون نفسه إلى قول ورقة ؟ وبصيرة من اتبعه سكون أنفسهم إلى سكون نفسه إلى ما لا حجة فيه قاطعة ؟ وقال تعالى: )إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ( (سورة النساء /الآية 163)، فهل كان اعتمادهم في نبوتهم على مثل ما تقصه هذه القصة ؟ والحق أن وحي النبوة والرسالة يلازم اليقين من النبي والرسول بكونه من الله تعالى على ما ورد عن أئمة أهل البيت :»([131]).
3 ـ  قصة الغرانيق:
«حدثنا الحسين بن إسحاق التستري وعبدان بن أحمد قالا: ثنا يوسف بن حماد المعنى ثنا أمية بن خالد ثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير لا أعلمه إلا عن بن عباس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قرأ النجم فلما بلغ (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) ألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلى وشفاعتهم ترتجى، فلما بلغ آخرها سجد وسجد المسلمون والمشركون فأنزل الله تعالى )وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِي إِذا تَمنّى أَلْقَى الشَّيْطَان(([132]).
الرواية الأولى، رواتها: الحسين ابن إسحاق التستري([133]) ،«ذكره أبو بكر الخلال فقال: شيخ جليل»([134])، وقال ابن حجر: «ثقة»([135])، وعبدان بن أحمد الاهوازي([136]): ثقة حافظ ([137])، ويوسف بن حماد المعني([138])، ذكره ابن حبان في الثقات([139])، أما أمية بن خالد([140]): عده ابن حبان من الثقات ([141]) وضعفه  العجلي بقوله: «أمية بن خالد القيسي بصري حدثني الخضر بن داود قال: حدثنا أحمد بن محمد بن هانئ قال: سمعت أبا عبد الله يسأل عن أمية بن خالد فلم أره يحمده في الحديث وقال إنما كان يحدث من حفظه لا يخرج كتابا»([142])، أما شعبة([143])، قال الرازي عنه: هو «إمام في الحديث»([144])، وذكره ابن حبان من مشاهير علماء الأمصار([145])، وأشار العجلي انه كان يُخطئ في أسماء الرجال لقوله: «شعبة بن الحجاج يكنى أبا بسطام واسطي سكن البصرة ثقة في الحديث تقي وكان يخطئ في بعض الأسماء وفي موضع ثبت نقي الحديث كان يخطئ في أسماء الرجال قليلا»([146])، أما أبو بشر([147]): ليس به بأس ([148]) وعده العجلي من الثقات([149])، وتنسب الرواية إلى المحدث الفاضل سعيد بن جبير([150])، فالرواية ضعيفة في أمية بن خالد وشعبة بن الحجاج.
إن متن الرواية مخالف لما ورد من الحرص والتهيئة الروحية والنفسية لتلقي الوحي فقد خاطب الله U نبيه بأن لا يعجل في تلاوة القرآن الكريم لقوله تعالى:  )لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ *إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ  * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ( (سورة القيامة /الآيات 16-19)، وقوله تعالى: )فتَعَالَى الله الْـمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ( (سورة طه/الآية114).
وكذلك مخالف لصريح الآيات الكريمة من سورة النجم لقوله تعالى:  )وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى( (سورة النجم /الآيات 3،4)، وقد جاء الإنذار الإلهي : )وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ( (سورة الحاقة/الآيات 44-46)، كذلك « إنّ الحديث يخالف ظاهر القرآن الكريم حيث ورد فيه السجود بصيغة الأمر الظاهر في الوجوب، قال سبحانه:  )أَفَمِنْ هذا الحَديثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ  *  وَأَنْتُمْ سامِدُونَ * فاسجُدُوا لله واعْبُدُوا ( (سورة النجم / الآيات 59 ـ 62)، نعم لو ثبت فعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)  يكون قرينة على حمل الأمر في الآية على استحباب السجود لكن الروايات المتضافرة دلّت على وجوبه»([151]).
ومن ملاحظة الآيات التالية للآية التي سمّت أوثان المشركين والأصنام، وبينت قبحها وسخفها، قد ذكرت بصراحة )إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَما تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْـهُدى(، ومع كل هذا الذم للأصنام، كيف يمكن مدحها؟! وإن جهاد النبي9 للأصنام جهاد مستمر طوال حياته ولم يقبل المساومة قط، وقد رفض الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) الأوثان، وبرهنت سيرته المطهرة على استنكارها والتصدي لها، حتى في أصعب الظروف، فكيف ينطق بمثل هذه الكلمات([152]).
وقد ناقش الألباني الروايات التي نقلت هذه القصة مستخلصا أن ما ذكر فيها «طامّات يجب تنزيه الرسول منها»([153])، ولو كانت هذه القصة حقيقية لاتخذها المشركون ذريعة ليحاجوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما بعد ولما رضخوا له ولما أسلموا يوم الفتح.
الخاتمة
إنّ من أخطر القضايا التي تناولها المستشرقون وأولوها الاهتمام بالبحث والدراسة قضية الوحي إلى النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ونبوته، فلم تكن لدى معظمهم القناعة ولا الإيمان بهذه النبوة، ونزول الوحي عليه؛ ذلك لأنّ في إثبات الوحي إثباتا للرسالة السماوية، وفي نفيه نفيًا لها.
فقد تعددت آراؤهم حول مفهوم الوحي لما يترتب عليه من إثبات النبوة ومصدرية القرآن، وذلك يؤدي إلى التشكيك في سلامة القرآن الكريم فقد ادعوا عدة اتهامات وشبهات كان مجملها:
1 ـ اتهام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بالكذب، وأن القرآن كان من عند نفسه، واختلاقه، وقد تعمد نسبته إلى الله تعالى.
2 ـ إن الوحي حالة نفسية ـ الوحي النفسي ـ أي: حديث النفس وإلهامها و(النوبات الانفعالية).
3 ـ  إنه من إملاءات الكهنة والمنجمين.
4 ـ إن ما جاء به إنما جمعه من البيئة المكية التي كانت تعج بالرهبان والقسيسين والمختزن من بقايا ديانات سابقة.
5 ـ إنه ناتج من الحالة المرضية التي كانت تعتريه كالصرع الهستيري.
6 ـ إن ما جاء في الوحي القرآني هو من أصول يهودية ومسيحية اقتبسها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأضفى عليها أسلوبه الخاص وحمَّلها مضامين ومعطيات بيئته، وألفها بشكلها الجديد.
وكانت أغلب الشبهات التي وجهها المستشرقون حول الوحي تعتمد على ما تخللته كتب الحديث عند العامة من الغث والسمين وما حملت في طياتها من روايات موضوعة خلفت كثير من التشويهات حول الدين الإسلامي الحنيف.
(*) جامعة الكوفة ـ كلية الآداب.
*  هوامش البحث  *
([1]) ابن فارس، أحمد (395هـ)، معجم مقاييس اللغة: 6/93 .
([2]) الراغب الأصفهاني، حسين بن محمد (ت502هـ)، المفردات في غريب القرآن : 515 .
([3]) ابن منظور، جمال الدين (ت711هـ)، لسان العرب : 2/258 .
([4]) الطبرسي، الفضل بن الحسن (ت548هـ)، مجمع البيان : 5/37 .
([5])ينظر: العتر، نور الدين، علوم القرآن الكريم: 17 .
([6]) عبدة، محمد ،رسالة التوحيد :96.
([7]) حمد، غانم قدوري، محاضرات في علوم القران: 64 .
([8]) الصغير، محمد حسين، تاريخ القرآن: 14 .
([9]) المصدر نفسه: 17-19 .
([10]) معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن: 1/30 .
([11]) راجع روايات بدء الوحي عند  ابن هشام الحميري، عبد الملك (ت218)، السيرة النبوية : 1/123، ابن حنبل، أحمد، (ت241هـ)، مسند أحمد: 2/222، البخاري، محمد بن إسماعيل (ت256هـ)، صحيح البخاري: 1/2-3، النيسابوري، مسلم (ت261هـ)، صحيح مسلم: 1/97-98، الترمذي، محمد بن عيسى (279هـ)، سنن الترمذي: 5/258، ابن كثير، إسماعيل شهاب الدين عمر (ت774هـ)، السيرة النبوية  : 1/423 .
([12]) الصدر، محمد باقر، المدرسة القرآنية: 220 .
([13]) الشيرازي، الشيخ مكارم، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: 9/537 .
([14]) ينظر: الصالح، صبحي، مباحث في علوم القران: 25 .
([15]) ابن ادريس الحلي، محمد بن أحمد (598هـ)، المنتخب من تفسير القرآن والنكت المستخرجة من كتاب التبيان : 2/251 .
([16]) ينظر: المفيد، محمد بن محمد بن النعمان (413هـ)، تفسير القرآن المجيد: 477 .
([17]) الشريف المرتضى، علي بن الحسين (ت436هـ)، رسائل الشريف المرتضى: 4/28، ويراجع أيضاً: ابن شهر آشوب، محمد بن علي (ت588هـ)، متشابه القرآن ومختلفه: 1/74-75 .
([18]) الذهبي، محمد حسين، الوحي والقران الكريم، ط1، عابدين، 1986م: 9 .
([19]) اكتفت الباحثة بعرض موجز لهذه الصور ويمكن التعرف عليها بالتفصيل من خلال كتاب مصادر الوحي وأنواعه للدكتور ستار جبر الأعرجي: 159-176 .
([20]) ينظر: السيوطي، جلال الدين (ت911هـ)، الإتقان في علوم القرآن: 1/127، الآلوسي، شهاب الدين السيّد محمود (ت1270هـ)، تفسير الآلوسي (روح المعاني في تفسير القرآن الكريم) : 12/182، دروزة، محمد عزة (ت1404هـ)، التفسير الحديث، ط2، دار الغرب الإسلامي، 2000م: 1/41 .
([21]) ماكدونالد (1863-1943م): تعلم في جلاسجو ثم رحل الى برلين ثم قصد هارتفورد لتعلم اللغات السامية وأسس فيها مدرسة كنيدي للبعثات، من آثاره مجلة عالم الإسلام ومجلة إيزيس وعلم الكلام في الإسلام وترجمة رسالة ابن سينا في النفس وإحياء علوم الدين للغزالي. ينظر: العقيقي، نجيب، المستشرقون: 1001 .
([22] ) دائرة المعارف الإسلامية، الشعب، القاهرة، (د.ت)، بحث التعريف بكلمة الله: 4/244 .
([23]) ولد هـ. ج. ويلز في بروملي في مقاطعة كنت في إنجلترا. كان أصغر إخوته الثلاثة لأب صاحب دكان ولاعب كريكيت وأم ربة بيت وكانت عائلته من الطبقة الوسطى السفلى. لم يكمل ويلز تعليمه المدرسي إذ اضطر لترك مقاعد الدراسة .والعمل مساعدا لتاجر أقمشة بعد إفلاس والده. عام 1889 بدأ ويلز دراسته في مدرسة "ميدهيرست" وفي جيل 18 عاما حصل على منحة تعليمية في مدرسة العلوم في لندن،من أهم مؤلفات هربرت جورج ويلز: حرب العوالم، أول رجال على سطح القمر، طعام الالهة، الحرب في الهواء وغيرها.
http://ar.wikipedia.org
([24]) ويلز ،معالم تاريخ الإنسانية: 3/626 .
([25]) غوستاف لوبون )1841 ـ 1931) طبيب، ومؤرخ فرنسي، عني بالحضارة الشرقية. من أشهر آثاره: حضارة العرب وحضارات الهند و"باريس 1884" و"الحضارة المصرية" و"حضارة العرب في الأندلس". هو أحد أشهر فلاسفة الغرب وأحد الذين أنصفوا الأمة العربية والحضارة الإسلامية. لم يسر غوستاف لوبون على نهج مؤرخي أوروبا الذين صار من تقاليدهم إنكار فضل الإسلام على العالم الغربي.
http://ar.wikipedia.org
([26]) لوبون، غوستاف، حضارة العرب، ترجمة: عادل زعيتر، ط1، دار إحياء الكتب العربية، بيروت، لبنان، 1956م: 111.
([27]) هو جرجس سال الإنكليزي مولداً ومنشأ ولد في أواخر القرن السابع عشر للمسيح ومات سنة ألف وسبعمائة وست وثلاثين وله من العمر نحو من أربعين سنة. وكان من المشتغلين بعلم الفقه إلا أنه أولع بدرس لغات المشرق ولاسيما اللغة العربية وعلومها خاصة فبلغ منها مبلغاً عظيماً. وله بلسان قومه مصنفات في التاريخ واللغة ولكنه اشتهر أكثر بنقل القرآن إلى لسان الإنكليز وبما ألحق به من حواش تكشف الغطاء عن مبهمات الأصل انتقى أكثرها من كلام ثقات أشهر المفسرين فأحسن الاختيار وظهر بذلك فضله. ثم ضم إلى ذلك مقالة تدل على غزارة مادته وسعة علمه وتبحره في تاريخ العرب وأديانهم وعاداتهم تحرى فيها التدقيق فيما قاله عنهم في الجاهلية والإسلام. http://www.neelwafurat.com
([28]) سال، جرجس: مقالة في الإسلام: 72-73
([29]) ويليم موير (William Muir) (1819 –1905) مستشرق أسكتلندي ولد في جلاسجو، وعمل بها حيث امتاز بمحاضراته، عين أمينا لحكومة الهند، ثم اختير رئيسا لجامعة أدنبرة، من آثاره سيرة النبي والتاريخ الإسلامي وهو من المراجع التي يعتمد عليها في الجامعات الانكليزية والهندية، ومصادر الإسلام ودولة المماليك في مصر، ينظر: العقيقي، نجيب، المستشرقون: 492
([30]) موير، ويليم، القران: 8.
([31]) ينظر: بلر، جون سي، مصادر الإسلام: 12.
([32] ) ينظر: القليني ،سامح عبد الفتاح ،محمد والمسيحية ،تقديم :عبد العظيم المطعني: 296
([33]) بروكلمان، كارل، تاريخ الشعوب الإسلامية: 69.
([34]) نولدكه (1836-1930م) ولد في هامبورغ من أسرة عريقة شغل أفرادها مناصب علمية وإدارية كبيرة وتعلم اللغات السامية والفارسية والتركية والسنسكريتية على إيفالد ونال الدكتوراه، ونال جائزة مجمع الكتابات الآداب في باريس على رسالته أصل وتركيب سور القرآن وكانت من أشهر آثاره ثم أعاد النظر فيها  وترجمها إلى الألمانية ونشرها بعنوان (تاريخ النص القرآني)، وله فكرة عامة عن حياة محمد وقواعد إحدى اللهجات الآرامية وغيرها. ينظر: العقيقي، نجيب، المستشرقون: 738-739 .
([35]) نولدكه، تيودور: تاريخ القران: 7 .
([36]) ينظر: المصدر نفسه: 7-8 .
([37]) الزاوي، أحمد عمران، جولة في كتاب نولدكه "تاريخ القرآن": 53 .
([38]) الصالح، صبحي، مباحث في علوم القرآن: 20 .
([39]) ينظر: بلر، جون سي: مصادر الإسلام: 65 .
([40]) هو اسم لراهب مسيحي يروى أنه التقى بالنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في اثناء سفره مع عمه أبي طالب وكان في الثانية عشرة من عمره وعندما اقترب الركب من بحيرا لاحظ بحيرا أن أحد أفراد ذلك الركب قد ظلته غمامة وعندما جلس تحت الشجرة مالت أغصانه لتظله من أشعة الشمس، فدعا بحيرا القوم للطعام  فلبوا طلبه الا محمدا فقد تركوه لحراسة القافلة ولما نظر بحيرا إلى القوم فلم ير محمدا بينهم فألح أن يحضروه إلى الطعام ولما جاء النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أخذ بحيرا يسأله بحق اللات والعزى ومناة ان يخبره عما يسأل عنه، اشتد غضبه (صلى الله عليه وآله وسلم) ونية بغضه لذكره الآلهة الوثنية، ثم أجاب الراهب مـا سأله ، فتأكد بحيرى من أن محمدا هو النبي الذي ذكر اسمه في الإنجيل، فقد نصح عمه أبا طالب أن يحذر عليه من غدر اليهود. ينظر: ابن الأثير، عز الدين (ت630هـ)، أسد الغابة: 1/166، ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي (ت852هـ)، الإصابة :1/475 .
([41]) هو ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّي بن قصيّ، وأمه هند بنت أبي كثير  بن عبد بن قصيّ ، وهو أحد من اعتزل عبادة الأوثان في الجاهلية وطلب الدّين وقرأ الكتب وامتنع من أكل ذبائح الأوثان. ينظر: الأصفهاني، أبو الفرج (356هـ) ،الأغاني، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، 1994م : 3/84، ابن الأثير، عز الدين (ت630هـ)، أسد الغابة: 5/88، ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي (ت852هـ)، الإصابة: 6/ 474، الزركلي، خير الدين (ت1410هـ)، الأعلام : 8/114- 115 .
([42]) أليكسي فاسيليفيتش  جورافسكي:  متخصص في تاريخ العلاقات الحضارية بين الشعوب والقارات والثقافات  ،عمل في معهد الاستشراق  التابع لأكادمية العلوم الروسية، أصدر عدة دراسات في قضايا العلاقات الثقافية والحضارية بالأديان والشعوب، ولاسيما بثقافتي الشرق والغرب، وكذلك حول التصورات الفكرية ـ الدينية  بالثقافات العربية الإسلامية والأوربية، له دراسة عن نشوء أيديولوجية القومية العربية ودور الأقليات المسيحية في الشرق العربي. ينظر: http://www.sawtakonline.com
(([43] جورافسكي، أليكس: الإسلام والمسيحية: 61
([44]) الزرقاني، عبد العظيم، مناهل العرفان: 2/326.
([45]) ينظر :دراز، محمد عبد الله، النبأ العظيم : 56-57 .
([46]) توماس كارليل (1762-1805) ولد بكارليل ونسب إليها وسافر إلى الشرق ثم إلى كمبردج لتعلم العربية من مؤلفاته آداب العرب وشعرهم، من آثاره: الأبطال وغيرها. ينظر: العقيقي، نجيب، المستشرقون: 86 .
([47]) كارليل، توماس، محمد المثل الأعلى :23-24 .
([48]) مونتجمري وات: عميد قسم الدراسات العربية في جامعة أدنبرا ومن آثاره: عوامل انتشار الإسلام ومحمد في مكة (1958م) والإسلام والجماعة الموحدة، وهو دراسة فلسفية اجتماعية لرد أصل الوحدة العربية إلى الإسلام. العقيقي، نجيب، المستشرقون: 554 .
([49]) وات, مونتجمري , محمد في مكة: 74-75 .
([50]) المصدر نفسه: 75 .
([51]) قد اعتمد المؤلف على مجموعة من الروايات التي استدل من خلالها على هذه الشبهة كان منها: "فانطلقت خديجة حتى أتت ورقة بن نوفل وكان امرأً تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله ان يكتب" ينظر: البخاري، محمد بن إسماعيل (ت256هـ)، صحيح البخاري: 1/3-4، النيسابوري، مسلم (ت261هـ)، صحيح مسلم: 1/97-98 .
([52]) الحداد، يوسف درة، القران دعوة نصرانية : 98-99 .
([53]) ينظر: المصدر نفسه: 345-348 .
([54]) قاشا، سهيل، القرآن بحث ودراسة، ط1: 274 .
([55]) ينظر: الذهبي، محمد بن أحمد (ت748هـ)، تاريخ الإسلام: 1/119 .
(*) نحو(12 ق.هـ)، أي ما يقابل عام 611م .
([56]) الحكيم، محمد باقر، علوم القران: 146 .
([57]) وات، مونتجمري، الإسلام والمسيحية في العالم المعاصر: 305 .
([58]) بروكلمان، كارل، تاريخ الشعوب: 36 .
(59) فريتجوف شيئون: فرتجوف شيئون: العالم الذي كان مسيحيا ثم اعتنق الإسلام وأصبح صوفيا من مؤلفاته: كتابه الوحدة العقيدية،  مسعود، رد على تهجمات من سمي نفسه الأمازيغي المسيحي، www.chihab.net
([60]) يرجع إلى الطبعة العربية من انجيل يوحنا حيث وردت كلمة فارقليط بألفاظ: روح القدس، روح الحق. ينظر: خياط، نهاد، ترجمتها لكتاب الإيمان والإسلام والإحسان، تأليف: فرتجوف شيئون: 77
([61]) شيئون، فرتجوف، الإيمان والإسلام والإحسان في مقارنة الأديان : 77-78 .
([62]) برنارد لويس: ولد في لندن عام (1916م) وحصل على الليسانس مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة لندن والدكتوراه من جامعة لندن أيضا،وعين محاضرا في مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن، من آثاره: أصول الإسماعيلية، والعرب في التاريخ وغيرها. ينظر، مراد، يحيى، معجم أسماء المستشرقين: 958-959 .
([63])  لويس، برنارد، العرب في التاريخ: 50 .
([64]) المفيد، محمد بن محمد النعمان (ت413هـ)، تحريم ذبائح أهل الكتاب : 4 .
([65]) تسدال، كلير: مصادر الإسلام، www.muhammadanism.org: 65 .
([66]) المصدر نفسه: 68 .
([67] ) زيد بن عمرو بن نفيل العدوي ابن عم عمر بن الخطاب، ووالد سعيد بن زيد، نصير المرأة في الجاهلية، وأحد الحكماء. لم يدرك الإسلام، وكان يكره، عبادة الأوثان ولا يأكل مما ذبح عليها. ورحل إلى الشام باحثا عن عبادات أهلها ،فلم تستمله اليهودية ولا النصرانية، فعاد إلى مكة يعبد الله على دين إبراهيم. ينظر: البلاذري، أحمد بن يحيى بن جابر (ت279هـ)، أنساب الأشراف: 10/467، ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي (ت 852هـ)، تهذيب التهذيب : 3/363، الزركلي، خير الدين (1410هـ)، الأعلام: 3/60 .
([68]) تسدال، كلير: مصادر الإسلام: 68 .
([69]) بلر، جون سي، مصادر الإسلام: 28 .
([70]) آتيين دينه (1861-1929م): تعلم في فرنسا وقصد الجزائر فكان يقضي في بلدة بوسعادة نصف السنة كل عام وابتنى بها قبرا وأشهر إسلامه وتسمى بناصر الدين، من آثاره: محمد في السير النبوية وحياة العرب وحياة الصحراء وأشعة من نور الإسلام والشرق في نظر الغرب. ينظر: العقيقي، نجيب، المستشرقون: 235 .
([71]) دينيه، آتيين، محمد رسول الله: 107 .                                                                                                         
([72]) ينظر: تسدال، كلير، مصادر الإسلام: 9 .
([73]) ينظر: نولدكه، تيودور، تاريخ القرآن: 89-90 .
([74]) ينظر: الطبري، محمد بن جرير (ت310هـ)، جامع البيان في تأويل آي القرآن : 17/245-246 .
([75]) الطوسي، محمد بن الحسن (ت 460هـ) ، التبيان : 7/330 .
([76]) الطبرسي، الفضل بن الحسن (ت548هـ)، تفسير جوامع الجامع  1420:2/566 .
([77]) أبو ليلة، محمد، القران الكريم من المنظور الاستشراقي: 136 .
([78]) البغدادي، فؤاد كاظم، الإسلام، ط2، المعارف، بغداد، 1425: 336 .
([79]) الطباطبائي، محمد حسين (ت1402هـ)، القرآن في الإسلام: 106-107 .
([80]) جولدتسيهر، إجناس، العقيدة والشريعة في الإسلام: 13 .
([81]) جفري، آرثر، بحثا عن محمد التاريخي، ترجمة: مالك سليماني:
www.muhammadanism.org
([82]) إميل درمنغم: مدير مكتبة الجزائر له حياة محمد وقصص القبيلة وأروع النصوص العربية ومحمد والسنة الإسلامية  وحول القيم الدائمة والحالية في الحضارة الإسلامية وغيرها، ينظر: العقيقي، نجيب، المستشرقون: 297-298 .
([83]) در منغم , اميل , حياة محمد : 389-390
([84]) نولدكه، تيودور، تاريخ القرآن: 23-24 .
([85]) ينظر: الزرقاني، عبد العظيم، مناهل العرفان: 1/68 .
([86]) معبد، محمد أحمد، نفحات من علوم القرآن: 123 .
([87]) أن جبريل (عليه السلام) أتى محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) في صغره، وشق صدره، وأخرج قلبه، وغسله، وأنقاه من المعاصي، ثم ملأه علما وإيمانا وحكمة، ووضعه في صدره .وهذا من قبيل إرهاصات النبوة، أي مقدماتها وبشائرها. ينظر: ابن كثير، إسماعيل شهاب الدين عمر (ت774هـ)، البداية والنهاية: 2/336، الزحيلي، وهبة، التفسير الوسيط: 3/2895 .
([88]) إيرفنج، واشنطن، محمد وخلفاؤه: 87.
([89]) توشيهيكو ايزوتسو)ت ١٩٩٣ م) هو مستعرب  من أهل اليابان  ، ترجم معاني القرآن الى اللغة اليابانية، وهو أول من قام من الباحثين بالتطبيق العلمى للمنهج الدلالى Semantics على الدراسات العربية الإسلامية بصفة عامة، والنص القرآنى بصفة خاصة فى كتابهGod and Man in The Koran. والغريب أن توشيهيكو كان يرغب فى تسمية كتابه هذا بـ "علم دلالة القرآن" دون تردد، لولا حقيقة أن الجزء الرئيسى من دراسته كان معنّى على وجه الحصر تقريبًا بمسألة العلاقة بين الله والإنسان فى الرؤية القرآنية للعالم. ينظر: أنور، أحمد حسن، علم الدلالة (السيمانطيقا) منهج لقراءة نص صوفي:
www.mohamedrabeea.com  ، www.wikipedia.org
([90]) ينظر: ايزوتسو، توشيهيكو، الله والإنسان في القرآن : 217-218 .
([91]) بروكلمان، كارل، تاريخ الأدب العربي: 137 .
([92]) ابن كثير، إسماعيل شهاب الدين عمر  (ت774هـ)، البداية والنهاية : 3/79 .
([93]) تسدال، كلير، مصادر الإسلام: 12 .
([94]) السقار، منقذ بن محمود، تنزيه القرآن عن دعاوي المبطلين: 78 .
([95]) مارسيل بوازار :M.Poizer مفكر، وقانوني فرنسي معاصر. أولى اهتماما كبيرا لمسألة العلاقات الدولية وحقوق الإنسان وكتب عددا من الأبحاث للمؤتمرات والدوريات المعنية بهاتين المسألتين. يعتبر كتابه (إنسانية الإسلام) الذي انبثق عن اهتمام نفسه , علامة مضيئة في مجال الدراسات الغربية للإسلام , بما تميز به من موضوعية , وعمق , وحرص على اعتماد المراجع التي لا يأسرها التحيز والهوى. فضلا عن الكتابات الإسلامية نفسها  .مراد، يحيى، معجم أسماء المستشرقين: 1135 .
([96]) بوازار، مارسيل، إنسانية الإسلام: 99 .
([97]) عباس، دلال، القرآن والشعر: 94 .
([98]) القاري، حسان، أنسنة الوحي، مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والقانونية :377 .
([99]) البخاري، محمد بن إسماعيل (ت256هـ)، صحيح البخاري: 1/2-3 .
([100]) هو: أبو محمد الكلاعي عبد الله بن يوسف التنيسي أبو محمد الكلاعي الدمشقي ثم المصري نزل تنيس سمع مالكا ويحيى بن حمزة والليث روى عنه البخاري وروى أبو داود والترمذي والنسائي عن رجل عنه قال البخاري من أثبت الشاميين وقال أبو حاتم وغيره ثقة توفي سنة ثماني عشرة ومئتين. ينظر: البخاري، محمد بن إسماعيل (ت256هـ)، التاريخ الكبير: 5/233، الصفدي، صلاح الدين (ت764هـ)، الوافي بالوفيات: 17/365، ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي (ت852هـ)، تهذيب التهذيب: 1/549 .
([101]) ينظر: ابن حبان، محمد (ت354هـ)، الثقات: 8/349 .
([102]) ينظر: الذهبي، محمد بن أحمد (ت748هـ)، ميزان الاعتدال: 2/528 .
([103]) ينظر: ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي (ت852هـ)، تهذيب التهذيب: 6/79، ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي (ت852هـ)، تقريب التهذيب: 1/549 .
([104]) مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث، وعدادهم في بني تيم بن مرة من قريش وى عن: إبراهيم بن أبي عبلة المقدسي، وإبراهيم بن عقبة وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وإسماعيل بن أبي حكيم، وأيوب أبي تميمة السختياني، وأيوب بن حبيب الزهري ... روى عنه : إبراهيم بن طهمان ومات قبله، وأبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، وأحمد بن عبد الله بن يونس وغيرهم مات في سنة تسع وسبعين ومئة. ينظر: المزي، جمال الدين يوسف (ت742هـ)، تهذيب الكمال في أسماء الرجال: 27/119 .
([105]) هو: هشام بن عروة بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي، أبو المنذر، وقيل: أبو عبد الله، المدني. رأى أنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، وسهل بن سعد، وروى عن: بكر بن وائل وهو أصغر منه، ، وابن عمه عباد بن عبد الله بن الزبير روى عنه: أبان بن يزيد العطار، وإسرائيل بن يونس، وإسماعيل بن علية، وإسماعيل بن عياش، وأبو ضمرة أنس بن عياض مات سنة خمس وأربعين ومئة. ينظر: المزي، جمال الدين يوسف (ت742هـ)، تهذيب الكمال في أسماء الرجال: 232-240 .
([106]) هو: أبو عبد الله القرشي الأسدي المدني روى عن أبيه يسيرا وعن زيد بن ثابت وأسامة بن زيد وسعيد بن زيد وحكيم ابن حزام وعائشة وأبي هريرة وخلق، وتفقه بخالته عائشة وكان عالما بالسيرة حافظا ثبتا، حدث عنه بنوه هشام ومحمد وعثمان ويحيى وعبد الله وحفيده عمر بن عبد الله والزهري وأبو الزناد وابن المنكدر وصالح بن كيسان ويتيمه أبو الأسود وخلق وهو أحد الفقهاء السبعة بالمدينة. ثم انتقل إلى البصرة، ثم إلى مصر فتزوج وأقام بها سبع سنين. وعاد إلى المدينة فتوفي فيها سنة أربع وتسعين. ينظر: الذهبي، محمد بن أحمد(ت748هـ)، تذكرة الحفاظ: 1/62، الزركلي، خير الدين (ت1410هـ)، الأعلام: 4/226 .
([107]) العجلي، أحمد بن عبد الله (ت261هـ)، معرفة الثقات: 1/14 .
([108]) ينظر: ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي (ت852هـ)، تقريب التهذيب: 2/267 .
([109]) ينظر: الذهبي، محمد بن أحمد (ت748هـ)، ميزان الاعتدال: 4/301 .
([110]) ينظر :السيوطي، جلال الدين (ت911هـ)، أسماء المدلسين: 100 .
([111]) ينظر: البخاري، محمد بن إسماعيل (ت256هـ)، التاريخ الكبير: 7/31، العجلي، أحمد بن عبد الله (261هـ)، معرفة الثقات: 2/133 ، ابن حبان، محمد (354هـ)، الثقات: 7/47 .
([112]) هو الحرث بن هشام المخزومي أخو أبي جهل بن هشام، عداده في أهل الحجاز كان شريفا مذكورا، أسلم يوم الفتح، استأمنت له أم هانئ بنت أبي طالب فأمنه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وخرج إلى الشام وقتل باليرموك سنة خمس عشرة وأعطاه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مائة من الإبل كما أعطى المؤلفة قلوبهم وكان منهم، ثم حسن إسلامه وخرج إلى الشام في زمن عمر بن الخطاب راغبا في الجهاد، فخرج إلى أهل مكة ،يبكون لفراقه فقال: إنها لنقلة إلى الله تعالى، وما كنت لأوثر عليكم أحدا، فلم يزل بالشام مجاهدا إلى أن مات، روى عن: النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، روى عنه: ابنه عبد الرحمان بن الحارث بن هشام. ينظر: أبو داود الحلي، الحسن بن علي(ت740هـ)، رجال أبي داود ،: 69، الخطيب التبريزي، محمد بن عبد الله (ت741هـ )، الإكمال في أسماء الرجال: 54، التفريشي، مصطفى بن الحسين (ت ق11هـ)، نقد الرجال: 1/392 .
([113]) ابن أبي حاتم الرازي، عبد الرحمان بن محمد (ت 327هـ)، الجرح والتعديل: 3/212 .
([114]) ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي (ت852هـ)، فتح الباري: 1/17 .
([115]) الطباطبائي، محمد حسين (ت1402هـ)، الميزان: 15/346 .
([116]) البخاري، محمد بن إسماعيل (ت256هـ)، صحيح البخاري: 1/3-4 .
([117]) العيني، بدر الدين (ت855هـ)، عمدة القاري: 19/307 .
([118]) هو يحيى بن بكير هو يحيى بن عبد الله ابن بكير أبو زكريا الحافظ القرشي المخزومي المحمدي من رجال الصحاح الستة صحب مالك والليث وأكثر عنهما. روى عنه البخاري وأبو زرعة وأبو حاتم وخلق كثير. وروى مسلم عن رجل عنه  مات سنة  ثلاثين ومئتين. انظر: الذهبي، محمد بن أحمد (ت748هـ)، تذكرة الحفاظ: 2/420 .
([119])  الذهبي، محمد بن أحمد (ت748هـ)، تذكرة الحفاظ: 2/420، وانظر: ابن أبي حاتم الرازي، عبد الرحمان بن محمد (ت327هـ)، الجرح والتعديل: 9/160
([120]) النسائي، أحمد بن علي (ت303هـ)، الضعفاء والمتروكين: 248 .
([121]) الليث بن سعد الإمام الحافظ شيخ الديار المصرية وعالمها ورئيسها أبو الحارث الفهمي مولاهم الأصبهاني الأصل المصري. وقد قدم بغداد وحدّث بها، حدث عن عطاء بن أبي رباح ونافع العمري وابن أبي مليكة وسعيد المقبري والزهري وخلق كثير، حدث عنه محمد بن عجلان وهو شيخه وابن وهب وسعيد بن أبي مريم وكاتبه عبد الله بن صالح ويحيى ابن بكير ويحيى بن يحيى النيسابوري وخلائق، توفّي بمصر سنة خمس وسبعين ومائة. انظر: الذهبي، محمد بن أحمد (ت748هـ)، تذكرة الحفاظ: 1/224: 2/472 .
([122]) ينظر: ابن أبي حاتم الرازي، عبدالرحمن بن محمد (ت327هـ)، الجرح والتعديل: 7/179.
([123]) عقيل بن خالد بن عقيل أبو خالد الأموي الأيلي من موالى عثمان حدث عن القاسم وسالم وعكرمة وعراك بن مالك وعرو بن شعيب وأكثر عن الزهري، روى عنه ابن أخيه سلامة بن روح ويحيى ابن أيوب والليث وابن لهيعة والمصريون وزامل الزهري في المحمل مرات قال رفيقه يونس ما أحد اعلم بحديث الزهري من عقيل، مات بمصر فجأة في سنة أربع وأربعين ومائة وقيل سنة اثنتين. انظر: البخاري ،محمد بن إسماعيل (ت256هـ)، التاريخ الكبير: 7/94، ابن أبي حاتم الرازي، عبد الرحمان بن محمد (ت327هـ)، الجرح والتعديل: 7/43، الذهبي، محمد بن أحمد (ت748هـ)، تذكرة الحفاظ: 1/162 .
([124] ) ابن أبي حاتم الرازي،عبد الرحمان بن محمد (ت327هـ) ،الجرح والتعديل:7/43
([125] ) ابن الجوزي ،عبد الرحمن بن علي (ت597هـ)،الموضوعات:2/58
([126] ) ينظر: ابن حجر العسقلاني ،أحمد بن علي(ت852هـ)،تهذيب التهذيب:3/89
([127] ) هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث سكن الشام. روى عن: أبان بن عثمان بن عفان، وإبراهيم بن عبد الله بن حنين، وإبراهيم بن عبد الرحمان بن عوف، وإسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، وأنس ابن مالك، وجابر بن عبد الله: مرسل.... روى عنه: أبان بن صالح، وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، وإبراهيم بن سعد الزهري، وأسامة بن زيد الليثي، وإسماعيل بن أمية توفي سنة اثنين وعشرين سنة. انظر: المزي، جمال الدين يوسف(ت 742هـ)،تهذيب الكمال :26/427.
([128] ) السيوطي، جلال الدين (ت 911هـ)، كتاب أسماء المدلسين: 84
([129]) الأعرجي ،ستّار جبر ،مصادر الوحي وأنواعه:179
([130]) الزهراني، راشد بن عثمان، شبهات المستشرقين في تلقي الشريعة :11
([131]) الطباطبائي ،محمد حسين(ت1402هـ) الميزان:20/329
([132]) ابن سليمان، مقاتل (ت 150هـ)،تفسير مقاتل بن سليمان : 12 / 42
([133]) الحسين بن إبراهيم بن إسحاق التستري الدقيقي ،سمع بدمشق وغيرها هشام بن عمار وعبد الله بن أحمد بن ذكوان والعباس بن عثمان وإسحاق بن إبراهيم الصواف البصري وعلي بن بحر بن بشرى وشيبان بن فروخ وعثمان بن أبي شيبة وأبا كامل الفضل بن الحسين الجحدري ووهب بن بقية وأحمد بن يحيى الصوفي ويحيى بن عبد الحميد الحماني ومحمد بن عبد الله بن قريع ونصر بن علي الجهضمي. ينظر: ابن عساكر (ت571هـ)، تاريخ مدينة دمشق :14/39-40
([134]) ابن أبي يعلي، محمد (ت521هـ) طبقات الحنابلة :1/142
([135]) ابن حجر العسقلاني ،أحمد بن علي(ت852هـ)، تقريب التهذيب:1/212
([136]) عبدان بن أحمد :أبو محمد عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد الأهوازي الجواليقي صاحب التصانيف. سمع أبا كامل الجحدري ومحمد بن بكار بن الريان وهشام بن عمار وخليفة بن خياط وابني أبى شيبة وأقرانهم. حدث عنه ابن قانع وحمزة الكناني وأبو القاسم الطبراني وأبو بكر الإسماعيلي وأبو عمرو بن حمدان وأبو بكر ابن المقرئ وآخرون عاش تسعين سنة ومات، في آخر سنة ست وثلاث مئة. ينظر: الذهبي، محمد بن أحمد(ت748هـ)، ،تذكرة الحفاظ:2/689 .
([137]) ينظر :ابن حبان ،عبد الله (369هـ) (أبو الشيخ الأصبهاني)، طبقات المحدثين بأصفهان :1/84.
([138]) يوسف بن حماد المعني، أبو يعقوب البصري ،.هو من ولد معن بن زائدة، من شيوخ مسلم  بن الحجاج صاحب الصحيح. روى عن: أمية بن خالد الأزدي، وأبي قتيبة سلم بن قتيبة، ويحيى بن سعيد القطان، روى عنه: مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، والحسن بن علي بن شبيب المعمري، والحسين بن أحمد بن بسطام الزعفراني، والحسين بن إسحاق التستري، ومحمد بن جرير الطبري، ويعقوب ابن سفيان الفارسي. مات سنة خمس وأربعين ومئتين. انظر: ابن سعد، محمد (ت230هـ)، الطبقات الكبرى:7/301، السمعاني، عبدالكريم بن محمد(ت562هـ)، الأنساب: 5/347، المزي، جمال الدين(ت742هـ)، تهذيب الكمال: 32/420 ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي(ت852هـ)، تقريب التهذيب : 2/343 .
([139]) ينظر :ابن حبان ،محمد (ت354هـ) ،الثقات:9/281، ابن حجر العسقلاني ،أحمد بن علي(ت852هـ)، تهذيب التهذيب:11/361.
([140]) أمية بن خالد بن الأسود بن هدبة، ويقال :أمية بن خالد بن هدبة بن عتبة الأزدي الثوباني القيسي، أبو عبد الله البصري ، أخو هدبة بن خالد، من بني قيس بن ثوبان، من الأزد، روى عن: أبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي، وحماد بن سلمة، وسفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، ومحمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري، روى عنه: أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي، وعبد الرحمان بن بشر بن الحكم النيسابوري، و عبد الرحمان بن عبد الوهاب العمي البصري، وعلي بن الحسين الدرهمي ، مات سنة إحدى ومئتين " المزي ،جمال الدين(ت742هـ) ،تهذيب الكمال:330-332
([141]) ينظر :ابن حبان ،محمد (ت354هـ)،الثقات :8/123
([142]) العقيلي ،محمد بن عمرو(ت322هـ)،ضعفاء العقيلي :1/128
([143]) شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي الأزدي ،أبو بسطام الواسطي، مولى عبدة بن الأغر ،وقال قعنب بن المحرز: مولى الجهاضم من العتيك. وقال محمد بن سعد: مولى الأشاقر عتاقة، انتقل إلى البصرة فسكنها. رأى الحسن وابن سيرين، وروى عن: أبان بن تغلب، وإبراهيم بن عامر بن مسعود الجمحي، وإبراهيم بن محمد بن المنتشر، وإبراهيم بن مسلم الهجري ،روى عنه: إبراهيم بن سعد الزهري والأشعث بن عبد الله السجستاني ،وأمية بن خالد، وأيوب السختياني ـ وهو من شيوخه ـ وبدل بن المحبر، وبشر بن ثابت توفي بالبصرة في أول سنة ستين ومئة. المزي ،جمال الدين(ت742هـ) ،تهذيب الكمال:12/495
([144]) ابن أبي حاتم الرازي،عبد الرحمان بن محمد(ت 327هـ)،الجرح والتعديل:1/:126
([145]) ينظر: ابن حبان، محمد (ت354هـ)، مشاهير علماء الأمصار  :280
([146]) ينظر: العجلي، أحمد بن عبد الله (ت261هـ) ،معرفة الثقات:1/457، ابن حبان، محمد (ت354هـ)، الثقات:6/133
([147]) هو جعفر بن إياس، وهو ابن أبي وحشية اليشكري، أبو بشر الواسطي، بصري الأصل ،روى عن: بشير بن ثابت ، وحبيب بن سالم، وسعيد بن جبير، وأبي سفيان طلحة بن نافع ،وطلق بن حبيب، وعامر الشعبي روى عنه: أيوب السختياني، وهو من أقرانه، وخالد بن عبد الله الواسطي، وشعبة بن الحجاج، وعبد الحميد بن الحسن الهلالي مات سنة أربع أو ثلاث وعشرين ومئة. انظر: البخاري،محمد بن إسماعيل(ت256هـ)،التاريخ الكبير:2/186، الجرجاني، عبد الله بن عدي(ت365هـ)،الكامل :2/151 ،المزي، جمال الدين (ت742هـ)، تهذيب الكمال:5/5-10
([148]) ابن حنبل،أحمد (ت241هـ)،العلل،:2/495
([149]) ينظر :العجلي، أحمد بن عبد الله (ت261هـ) ،معرفة الثقات:1/272
([150]) هو سعيد بن جبير الأسدي الكوفي أحد أعلام التابعين: سمع أبا مسعود وابن عباس وابن عمر وابن زبير وأنسأ. منه نفر ،قتله الحجاج بن يوسف في شعبان سنة خمس وتسعين. وله تسع وأربعون سنة. ومات الحجاج في رمضان ويقال: في شوال من السنة. ويقال: مات بعده بستة أشهر، ولم يسلط بعده على قتل أحد لدعاء سعيد بعدما قال الحجاج له: اختر لنفسك قتلة إني قاتلك بها  قال: اختر لنفسك يا حجاج! فوالله! ما تقتلني قتلة إلا قتلتك مثلها في الآخرة، قال: تريد أن أعفو عنك. قال: إن كان العفو فمن الله وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر. فقال: اذهبوا به فاقتلوه، فلما أخرج من الباب ضحك، فأخبر به الحجاج فقال: ردوه فرد. فقال: ما أضحكك؟ قال: عجبت من جرأتك على الله وحلم الله عنك فأمر بالنطع فبسط ،فقال: اقتلوه. فقال سعيد: (وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ) قال :شدوا به لغير القبلة. قال: ( فأينما تولوا وجوهكم فثم وجه الله) قال: كبوه على وجهه. قال سعيد:منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) فقال: اذبحوه، فقال سعيد: أما أني أشهد وأحاج أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، خذها مني حتى تلقى بي يوم القيامة. ثم دعا سعيد وقال: اللهم لا تسلطه على أحد بعدي، فذبح على النطع. قيل:عاش الحجاج بعده خمس عشرة ليلة ووقع الأكلة في بطنه، فدعا بالطبيب لينظر إليه، فدعا باللحم المنتن فعلقه بالخيط وأرسله في حلقه وتركها ساعة. ثم استخرجها وقد لزق من الدم فعلم أنه ليس بناج و كان ينادي بقية حياته: ما لي وسعيد بن جبير كلما أردت النوم أخذ برجلي، ودفن سعيد بظاهر واسط العراق. قبره بها يزار. انظر: الخطيب التبريزي،محمد بن عبدالله(ت741هـ) الإكمال في أسماء الرجال: 199.
([151]) السبحاني ،جعفر ،الحديث النبوي بين الرواية والدراية:24.
([152]) الشيرازي، مكارم ،الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل:10 /377 ـ 379.
([153]) الألباني،ناصر الدين، نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق :19.
* المصادر والمراجع  *
 أولاً: القرآن الكريم.
ثانياً :الكتب المطبوعة:
سال، جرجس: مقالة في الإسلام، تعريب: هاشم العربي، ط3، المطبعة الانكليزية ببولاق، مصر ،1913م
ابن أبي حاتم الرازي، عبد الرحمان بن محمد (ت 327هـ) الجرح والتعديل، ط1، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدكن، الهند، 1952م .
ابن أبي يعلي، محمد (ت521هـ) طبقات الحنابلة، دار المعرفة، بيروت، لبنان، (د.ت)
ابن ادريس الحلي، محمد بن أحمد (598هـ)، المنتخب من تفسير القرآن والنكت المستخرجة من كتاب التبيان، تحقيق: مهدي الرّجائي، ط1، مطبعة سيد الشهداء عليه السلام، قم المقدسة، 1409هـ .
ابن الأثير، عز الدين (ت630هـ)، أسد الغابة، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان (د.ت)
ابن الجوزي ،عبد الرحمن بن علي (ت597هـ)، الموضوعات، تحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان، ط1، المكتبة السلفية، المدينة المنورة، 1996م.
ابن حبان، محمد (ت354هـ)، الثقات، مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدكن، الهند، 1393هـ
ابن حبان، محمد (ت354هـ)، مشاهير علماء الأمصار، تحقيق: مرزوق علي إبراهيم، ط1، دار الوفاء، المنصورة ،1991م
ابن حبان ،عبد الله (369هـ) (أبو الشيخ الأصبهاني)، طبقات المحدثين بأصفهان، تحقيق: عبد الغفور عبد الحق حسين البلوشي،ط2،مؤسسة الرسالة ،بيروت،1412هـ
ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي (ت 852هـ)، تهذيب التهذيب، ط1،  دار الفكر، بيروت، لبنان، 1984م
ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي (ت852هـ)، الإصابة، تحقيق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوض،ط1،دار الكتب العلمية. بيروت ،1415هـ .
ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي (ت852هـ)، تقريب التهذيب، ط2، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1995م.
ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي (ت852هـ)، فتح الباري، ط2، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت، لبنان (د.ت) .
ابن حنبل، أحمد، (ت241هـ)، مسند أحمد ،دار صادر، بيروت، لبنان، (د.ت)
ابن سعد، محمد (ت230هـ)، الطبقات الكبرى، دار صادر، بيروت، (د.ت)
ابن سليمان، مقاتل (ت 150هـ)،تفسير مقاتل بن سليمان ،تحقيق: أحمد فريد، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان،2003م:3/291، الطبراني، سليمان بن أحمد (ت360هـ)
ابن عساكر (ت571هـ)، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق: علي شيري، ط1، دار الفكر، بيروت، لبنان، 1415هـ .
ابن فارس، أحمد (395هـ)، معجم مقاييس اللغة، تحقيق: عبدالسلام محمد هارون، مطبعة مكتب الإعلام الإسلامي، 1404هـ.
ابن شهر آشوب، محمد بن علي (ت588هـ)، متشابه القرآن ومختلفه، جايخانه، إيران، 1328هـ
ابن كثير، إسماعيل شهاب الدين عمر (ت774هـ)، البداية والنهاية، تحقيق: علي شيري، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، 1988م .
ابن كثير، إسماعيل شهاب الدين عمر (ت774هـ)، السيرة النبوية ، تحقيق: مصطفى عبد الواحد، دار المعرفة، بيروت، لبنان، 1976م.
ابن منظور، جمال الدين (ت711هـ)، لسان العرب ، نشر أدب الحوزة، 1405 هـ .
ابن هشام الحميري، عبد الملك (ت218)، السيرة النبوية، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، المدني، القاهرة، 1963م .
أبو داود الحلي، الحسن بن علي(ت740هـ)، رجال أبي داود، تحقيق: محمد صادق آل بحر العلوم، ط1، منشورات مطبعة الحيدرية، النجف الأشرف ،1972 م.
أبو ليلة، محمد، القران الكريم من المنظور الاستشراقي، ط1، دار النشر للجامعات، مصر، 2002.
الأصفهاني، أبو الفرج (356هـ) ،الأغاني، دار إحياء التراث العربي، بيروت ،لبنان ،1994م 
الأعرجي، ستار جبر، ط1، ستارة، قم: 1432هـ .
الألباني ،ناصر الدين، نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق، ط3، المكتب الإسلامي ،1996م
الآلوسي، شهاب الدين السيّد محمود (ت1270هـ)، تفسير الآلوسي (روح المعاني في تفسير القرآن الكريم)، ط4، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1405 هـ
إيرفنج، واشنطن، محمد وخلفاؤه، ترجمة: هاني يحيى نصري، ط1، المركز الثقافي العربي، بيروت، 1999.
ايزوتسو، توشيهيكو، الله والإنسان في القرآن، ترجمة: محمد الجهاد، ط1، مركز دراسات الوحدة، بيروت، 2007.
البخاري، محمد بن إسماعيل (ت256هـ)، التاريخ الكبير، المكتبة الإسلامية، تركيا، (د.ت) .
البخاري، محمد بن إسماعيل (ت256هـ)، صحيح البخاري، دار الفكر، بيروت، لبنان، 1981م.
بدوي ،عبد الرحمان، موسوعة المستشرقين، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان :1993 م
بروكلمان، كارل، تاريخ الأدب العربي، نقله إلى العربية: عبد الحليم النجار، ط5، دار المعارف، القاهرة،(د.ت) .
بروكلمان، كارل، تاريخ الشعوب الإسلامية، ترجمة: نبيه أمين ومنير البعلبكي، ط5، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، 1968م.
البغدادي، فؤاد كاظم، الإسلام، ط2، المعارف، بغداد، 1425.
البلاذري، أحمد بن يحيى بن جابر (ت279هـ)، أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار و رياض زركلي، ط1، دار الفكر، بيروت، لبنان، (د.ت).
بلر، جون سي، مصادر الإسلام، ترجمة، مالك مسلماني، الهند، 1925م .
بوازار، مارسيل، إنسانية الإسلام، ترجمة: عفيفة دمشقية، ط2، دار الآداب، 1983م.
الترمذي، محمد بن عيسى (279هـ)، سنن الترمذي، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف، دار الفكر، بيروت، لبنان ،1983هـ .
التفريشي، مصطفى بن الحسين (ت ق11هـ)، نقد الرجال، تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لأحياء التراث، ط1، ستارة، قم، 1418هـ.
الجرجاني، عبد الله بن عدي(ت365هـ)،الكامل، تحقيق: سهيل زكار، ط3، دار الفكر، بيروت، لبنان، 1985هـ .
جورافسكي، أليكس: الإسلام والمسيحية، عالم المعرفة، الكويت، 1990 م
جولدتسيهر، إجناس، العقيدة والشريعة في الإسلام.
الحداد، يوسف درة، القران دعوة نصرانية، ط2، منشورات المكتبة البوليسة، 1986م .
الحكيم، محمد باقر، علوم القران، ط5، النخيل، النجف الأشرف، 2010م.
الحلبي، علي بن برهان الدين (1044هـ)، السيرة الحلبية، دار المعرفة، بيروت، 1400 هـ .
حمد، غانم قدوري، محاضرات في علوم القران، دار الكتاب للطباعة، بغداد، 1986 م.
الخطيب التبريزي، محمد بن عبد الله (ت741هـ )، الإكمال في أسماء الرجال، تحقيق:  أبو أسد الله بن محمد الأنصاري، مؤسسة أهل البيت (ع)، قم، (د.ت).
دائرة المعارف الإسلامية، الشعب، القاهرة، (د.ت).
در منغم , اميل , حياة محمد , ترجمة , عادل زعيتر , ط2 , دار إحياء الكتاب العربي , مصر , 1949م.
دراز، محمد عبد الله، النبأ العظيم  نظرات جديدة في القرآن، الكويت، 1970م.
دروزة، محمد عزة (ت1404هـ)، التفسير الحديث، ط2، دار الغرب الإسلامي، 2000م .
دينيه، آتيين، محمد رسول الله، ترجمة: عبد الحليم محمود، ط3، دار المعارف، القاهرة، (د.ت).
الذهبي، محمد بن أحمد (ت748هـ)، تاريخ الإسلام، تحقيق: عمر عبد السلام تدمرى، ط1، دار الكتاب العربي، لبنان، بيروت، 1987م.
الذهبي، محمد بن أحمد (ت748هـ)، تذكرة الحفاظ: 1/224، اللجنة العلمية في مؤسسة الامام الصادق (ع)، موسوعة طبقات الفقهاء .
الذهبي، محمد بن أحمد (ت748هـ)، ميزان الاعتدال، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار المعرفة، ط1، بيروت، لبنان، 1963هـ.
الذهبي، محمد حسين، الوحي والقران الكريم، ط1، عابدين، 1986م.
الراغب الأصفهاني، حسين بن محمد (ت502هـ)، المفردات في غريب القرآن، ط2، نشر الكتاب، 1404هـ
الزاوي، أحمد عمران، جولة في كتاب نولدكه "تاريخ القرآن "، ط1، مكتبة دار طلاس، دمشق، (د.ت)
الزبيدي ،محمد مرتضى (ت1205هـ)، تاج العروس، تحقيق: علي شيري، دار الفكر، بيروت، لبنان، 1414هـ
الزحيلي، وهبة، التفسير الوسيط، ط2، دار الفكر، بيروت، لبنان، 2006 هـ .
الزرقاني، عبد العظيم، مناهل العرفان، تحقيق: فوّاز احمد، ط1، دار الكتاب العربي، بيروت، 1995م
الزركلي، خير الدين (ت1410هـ)، الأعلام، ط5، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، 1980م .
الزهراني، راشد بن عثمان، شبهات المستشرقين في تلقي الشريعة، جامعة الملك سعود، 1432هـ
السبحاني ،جعفر ،الحديث النبوي بين الرواية والدراية، ط1، اعتماد، قم، 1419هـ .
السقار، منقذ بن محمود، تنزيه القرآن عن دعاوي المبطلين، ط1، رابطة العالم الإسلامي، (د.ت).
السمعاني، عبد الكريم بن محمد(ت562هـ) ،الأنساب، تحقيق: عبد الله عمر البارودي، ط1، دار الجنان، بيروت ،لبنان ،1988م 
السيوطي، جلال الدين (ت911هـ)، أسماء المدلسين، تحقيق: محمود محمد، دار الجيل، بيروت، 1992م
السيوطي، جلال الدين (ت911هـ)، الإتقان في علوم القرآن، تحقيق: سعيد المندوب، ط1، دار الفكر، لبنان، 1996م 
الشريف المرتضى، علي بن الحسين (ت436هـ)، رسائل الشريف المرتضى: 4/28، ويراجع أيضاً: ابن شهر آشوب، محمد بن علي (ت588هـ)، متشابه القرآن ومختلفه، جايخانه، إيران، 1328هـ.
الشيرازي، الشيخ مكارم، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ،ط1 ،إيران، (د.ت).
شيئون، فرتجوف، الإيمان والإسلام والإحسان في مقارنة الأديان، ترجمة: نهاد خياطة، ط1، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، 1996م .
الصالح، صبحي، مباحث في علوم القران، ط10، دار الملايين، بيروت، 1977م.
الصدر، محمد باقر، المدرسة القرآنية، دار التعارف، بيروت ،(د.ت) .
الصدوق، محمد بن علي (ت381 هـ)، إكمال الدين وتمام النعمة، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة ،1405هـ
الصغير، محمد حسين، تاريخ القرآن، ط2، مكتب الإعلام الإسلامي، 1413.
الصفدي، صلاح الدين (ت764هـ)، الوافي بالوفيات، تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، دار إحياء التراث، بيروت، لبنان، 2000م
الطباطبائي، محمد حسين (ت1402هـ)، القرآن في الإسلام، تعريب: أحمد الحسيني، قم، إيران، (د.ت).
الطباطبائي، محمد حسين (ت1402هـ)، الميزان ،مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة،قم،(د.ت)
الطبرسي، الفضل بن الحسن (ت548هـ)، تفسير جوامع الجامع، تحقيق: مؤسسة النشر الإسلامي، ط1، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة 1420
الطبرسي، الفضل بن الحسن (ت548هـ)، مجمع البيان، تحقيق: لجنة من العلماء والمحققين الأخصائيين، ط1، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، 1995م.
الطبري، محمد بن جرير (ت310هـ)، جامع البيان في تأويل آي القرآن، تحقيق: صدقي جميل العطار، دار الفكر، بيروت، لبنان، 1995م  .
الطريحي، فخر الدين (ت1085هـ)، مجمع البحرين مجمع البحرين، تحقيق: السيد احمد الحسيني، ط2، جابخانه، إيران، 1362هـ
الطوسي، محمد بن الحسن (ت 460هـ) ، التبيان، تحقيق وتصحيح: أحمد حبيب العاملي، ط1، مطبعة مكتب الإعلام الإسلامي، 1409.
العاملي، مرتضى جعفر، الصحيح من سيرة النبي الأعظم 9 ط1، دار الحديث، قم، 1426هـ.
عباس، دلال، القرآن والشعر، ط2، دار المواسم، بيروت، لبنان، 2005م
عبدة، محمد ،رسالة التوحيد، دار النصر، القاهرة ،1969م  :96
العتر، نور الدين، علوم القرآن الكريم، ط1، الصباح، دمشق، سوريا، 1993م
العجلي، أحمد بن عبد الله (ت261هـ)، معرفة الثقات، تحقيق: عبد العليم عبد العظيم البستوي، ط1، مكتبة الدار، المدينة المنورة، 1985م  .
العقيقي، نجيب، المستشرقون، دار المعارف ،القاهرة:1980م.
العقيلي،محمد بن عمرو(ت322هـ)،ضعفاء العقيلي، تحقيق: عبد المعطي أمين، ط2، دار الكتب العلمية، بيروت،1418هـ
العيني، بدر الدين (ت855هـ)، عمدة القاري،، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، (د.ت) .
القاري، حسان، أنسنة الوحي، مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والقانونية، المجلد 26 العدد الثاني، 2010م
قاشا، سهيل، القرآن بحث ودراسة، ط1، العارف، بيروت، لبنان، 2011م .
القليني ،سامح عبد الفتاح ،محمد والمسيحية ،تقديم :عبد العظيم المطعني ،ط 1،  مكتبة وهبة، القاهرة ،2008
كارليل، توماس، محمد المثل الأعلى، عربه، محمد السباعي، مكتبة الآداب، القاهرة، 1993م .
الكليني ، محمد بن يعقوب (ت329هـ)، الكافي، تحقيق: علي أكبر الغفاري، ط 3، حيدري، دار الكتب الإسلامية، إيران، (د.ت)
لوبون، غوستاف، حضارة العرب، ترجمة: عادل زعيتر، ط1، دار إحياء الكتب العربية، بيروت، لبنان، 1956م .
لويس، برنارد، العرب في التاريخ، ط1،  دار العلم للملايين، بيروت، 1954م.
المجلسي، محمد باقر (ت 1111هـ)، بحار الأنوار ،ط3، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان ،1983 م .
مراد، يحيى، معجم أسماء المستشرقين، ط1، دار الكتب العلمية، 2004م
المزي، جمال الدين يوسف (ت742هـ)، تهذيب الكمال في أسماء الرجال، ط4، تحقيق: بشار عواد عمار، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، 1985م .
معبد، محمد أحمد، نفحات من علوم القرآن، ط1، مكتبة طيبة، المدينة المنورة، 1986م .
معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، ط1، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، 1416.
المفيد، محمد بن محمد النعمان (ت413هـ)، تحريم ذبائح أهل الكتاب، تحقيق: مهدي نجف، ط2، دار المفيد بيروت، لبنان، 1993م.
المفيد، محمد بن محمد بن النعمان (413هـ)، تفسير القرآن المجيد، تحقيق: السيد محمد علي أيازي، ط1، مكتب الإعلام الإسلامي، 1424هـ..
موير، ويليم، القران، ترجمة، مالك مسلماني، لندن، (د.ت).
النسائي، أحمد بن علي (ت303هـ)، الضعفاء والمتروكين، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، ط1، دار المعرفة، بيروت، لبنان، 1986هـ .
نولدكه، تيودور: تاريخ القران , ترجمة , جورج تامر , منشورات الجمل: ألمانيا- بغداد , 2008م.
النيسابوري، مسلم (ت261هـ)، صحيح مسلم، دار الفكر، بيروت ،لبنان، (د.ت) .
وات , مونتجمري , محمد في مكة , المطبعة العصرية , لبنان , (د.ت)
وات، مونتجمري، الإسلام والمسيحية في العالم المعاصر، ترجمة: عبد الرحمان عبد الله، المكتبة المصرية، 1998م .
ويلز ،معالم تاريخ الإنسانية ،ترجمة: عبد العزيز توفيق، ط4، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1994 م.
ثالثاً: شبكة المعلومات العالمية:
أنور، أحمد حسن، علم الدلالة (السيمانطيقا) منهج لقراءة نص صوفى:
www.mohamedrabeea.com  . www.wikipedia.org
تسدال، كلير: مصادر الإسلام، www.muhammadanism.org .
جفري، آرثر، بحثا عن محمد التاريخي، ترجمة: مالك سليماني، www.muhammadanism.org
الطعان، أحمد إدريس، القرآن الكريم والتأويلية العلمانية، http://www.eltwhed.com
. http://ejabat.google.com
. http://www.neelwafurat.com
http://4sa.cn/MOSOAA/mstlahat-logga/anthroblojya.htm
http://ar.wikipedia.org
http://www.sawtakonline.com.
www.chihab.net
***