البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

تاريخ طـباعة القرآن الكريم لدى المستشرقين

الباحث :  د. أنور محمود زناتي
اسم المجلة :  دراسات استشراقية
العدد :  13
السنة :  السنة الخامسة - شتاء 2018م / 1439هـ
تاريخ إضافة البحث :  February / 27 / 2018
عدد زيارات البحث :  5827
تحميل  ( 1.032 MB )
مقدِّمــة

     أثارت الظَّاهِرَة الاستشراقية، ومازالت تثير جدلاً واسعاً في مجال الدِّرَاسَات الفِكْرِيَّة والحَضَارِية، فقد عَمِلَتْ هذه الدِّرَاسَات علي تَشْكِيل العَقْل الغَرْبِي والشَرْقِي معاً. والاستشراق ذلك التيار الفِكْرِيّ الذي تمثل في الدِّرَاسَات المختلفة عن الشَرْق الإِسْلامِيّ والتي شملت حضاراته وأديانه وآدابه ولغاته وثَقافَتُهُ وكان لحركة الاستشراق قوة دفع ورواج أثارت وأثرت في الفِكْر الإِنْسَانِي.

    منذ أن ظهرت المَطْبَعَة الغَرْبِيَّة اشتدت عناية الاستشراق بهذا التُّرَاث حتى أخذت مطابع الغَرْب المختلفة تدور وتخرج ما يلقي إليها من كنوز التُّرَاث العَرَبِي خاصة طِبَاعَة القُرْآن الكَرِيمِ، وقام بهذا الجهد الشاق المستشرقون من إيطاليا وفرنسا وإسْبَانيَا وبريطانيا وألمانيا وروسيا وهولندة والنمسا وأمريكا([1]).

      لقد تدفقت جهود المستشرقين في طِبَاعَة القُرْآن الكَرِيم منذ فترة مبكرة من تَارِيخِ الاستشراق؛ فقد كان القُرْآن الكَرِيم أول هدف اتجهت إليه جهود الحركة الاستشراقية حيث ظهرت الحاجة إلى استيعابه بالقدر الذي ييسر للغربيين فهم الدين الذي تعتنقه الأمة الإِسْلامِيّة التي فشلت الحروب الصليبية (488-690هـ /1095-1291م) (Crusades) في احتوائها وتنصيرها، لقد ظلّ القرآن الكريم مثار دهشة الغربيين بما أحدثه من تغيير شامل في المجتمع العربي والإسلامي وما أضافه الي الحضارات الإنسانية من زخم وحياة، وما قدّمه للثقافة من تطوّر وتجديد. ولذلك كان الاهتمام بطباعة المصحف الشريف على رأس أولويات الجهود الاستشراقية.

المبحث الأوّل

تاريخ طباعة القرآن الكريم لدى المستشرقين

نحاول في هذا المَبْحَث إعطاء رؤية جديدة قد تضيف إلي هذا المَجَال الخصب قطرة من بحر، ونحاول أيضاً تتبع تَارِيخِ الطِّبَاعَة الغَرْبِيَّة للقُرْآن الكَرِيمِ، وتطورها محللين دوافعها ومحركاتها ونقاط ضعفها وقوتها.

كانت أول طَبْعَة للقُرْآن الكَرِيم في نصه العَرَبِي: "تلك التي تمت في البُنْدُقِيَّة (Venice) في وقت غير محدد بالدقة"([2])؛ -فنظراً لازْدِهار الطِّبَاعَة في أَوْرُوبَّا بعد اختراع آلات الطَبْع، ونتيجة لثمرة طريق طويلة ومُنَاخَات سِياسِيّةٍ اقْتِصَادِيَّة اجْتِمَاعِيَّةٍ ودِينِيَّةٍ مختلفة منذ الْقَرْن الثَّالِث عَشَر في أَوْرُوبَّا- فكر «ألكسندر باغانيني» (Alessandro Paganini) صاحب مَطْبَعَة «باغانيني» في مَدِينَة البُنْدُقِيَّة أن يطبع القُرْآن الكَرِيم خصيصاً للجماهير الإِسْلامِيّة التي لم تمتلك وقتها آلة طِبَاعَة باللُّغَة العَرَبِيَّة؛ لتكون عملية تِجَارِيَّةِ ناجحة؛ نظراً لإتساع العَالَم الإِسْلامِيّ، وكثرة الْمُسْلِمِين فيه، وبشكل خاص في الأرَاضِي العَرَبِيَّة والتُرْكيَّة، واستفادت مَطْبَعَة باغانيني من وجود جَالِيَة عَرَبِيَّة إسلامية بالبُنْدُقِيَّة ساعدتها في عملية الطِّبَاعَة بالحرف العَرَبِي خاصة في مرحلتي التنضيد([3]) Epitaxy) ( والمُرَاجَعَة ([4]) وتم نشر النُسْخَة الأُولَى من القُرْآن الكَرِيم.

       أقدم من تعرض لذكر تلك الطَبْعَة هو: "توماس إرپنيوس"([5]) Thomas Erpenius))([6]) في كتابه "مبادىء اللُّغَة العَرَبِيَّة"([7])، وقيل أول من تحدث عن ذلك هو راهب مَشْهُور متخصص باللُّغَات الشَرْقِيَّة يدعى تيريو أمبروجو ديلي ألبونيزي (Teseo Ambrogio degli Albonesi)(ت 1541م/ 947هـ) في أحد أعماله عن اللُّغَة السِّرْيَانِيَّة والذي يبدو أنه كان مالك النَّمُوذَج الذي تم العثور عليه لاحقاً حسب الإشارة المكتوبة على مُصْحَف مَدِينَة البُنْدُقِيَّة([8]).

إلا أن الغموض يلف هذه الطَبْعَة في تحديد تَارِيخِها، فقيل في تَارِيخِ طبعها: "إنه كان في عام 1499م/904هـ، وقيل: عام 1508م/913هـ، وقيل: عام 1518م/924هـ، وقيل:عام 1530م/936هـ، وقيل: عام 1538م/944هـ أي أن هذه النُسْخَة طُبِعَت في الفترة ما بين 1499م/904هـ و 1538م/944هـ، دون الاتفاق على تَارِيخِ محدَّد"([9]).

ظن الباحثون خلال القُرُون التالية أنه قد فقدت نسخ المُصْحَف كلها المطبوع حتى سنة 1987 م/1407هـ([10])ـ حيث تم اكْتِشَاف نُسْخَة من هذه الطَبْعَة في مكتبة الدير الفرنسسكاني للقديس ميخائيل بالبُنْدُقِيَّة على يد أنجيلا نيوفو (Angela Novo). وقد قدمت البَاحِثة مَعْلُومَات قيمة حول أول طَبْعَة للمُصْحَف الشَّرِيف([11]) وذلك في دراسة نشرتها عام 1987م/1407هـ، في دورية La Bibliofila بعنوان IL corano Arabo ritravato([12]). كما قدمت نيوفو اعتماداً على مُرَاسَلات بين المستشرقين البونيزي وبوستال، وحددت تَارِيخِاً للطِّبَاعَة فيما بين ٩ أغسطس 1537م/ 943هـ و ٩ أغسطس 1538م/944هـ([13]).

صفحة من المُصْحَف الشَّرِيف (طَبْعَة البُنْدُقِيَّة، مَطْبَعَة باغانيني)

الصفحات الأُولَى من المُصْحَف الشَّرِيف (طَبْعَة البُنْدُقِيَّة، مَطْبَعَة باغانيني)

Venice, Italy / The Bridgeman Art Library

اختلف البعض حول مصير تلك الطَبْعَة فقيل أن البابا بولس الثالث (1468 - 1549) أمر بإِحْرَاقِها، وقيل بل هو البابا ألكسندر([14]) (1655م-1667م) الذي أمر بإتلاف وإحراق هذه الطَبْعَة حتى لا تتأثر به الطَّوَائِف الْمَسِيحيّة المختلفة([15]). وهو ما يوحي بأن هناك دافعًا دينيًا وراء إتلاف هذه الطَبْعَة([16]).

    أما البعض الآخر فقد شككوا في صحة الرِّواية حول أمر البابا ألكسندر بإِحْرَاقِ تلك النُسَخ([17]) بل إن أنجيلا نيوفو تدحض هذه الرِّواية وساقت المبررات التالية:

أوّل من روّج الرِّواية هم البروتستانت وذلك في نطاق صراعهم مع الكَاثُولِيك وإن كان هؤلاء الأخيرون  قد روّجوا فيما بعد الرِّواية نفسها.

وجود ختم كاهن محكمة التَّفْتِيشِ دي كريمونا (da Cremona) لطبع القُرْآن وهذا يعني أن الكنيسة موافقة على نشر هذا الكتاب.

لم يعارض البابا طبع تَرْجَمَة القُرْآن الكَرِيم إلى الايطالية سنة ١٥٤٧م/ ٩٥٣ هـ / من طرف (A.Arrivabena) رغم أن النص يفهمه المسيحيون بأَوْرُوبَّا وقد يحدث اضطرابًا في بعض الأوساط.

طُبِعَ المُصْحَف الشَّرِيف بالعَرَبِيَّة، وهو موجه لِلْمُسْلِمِين، ولهذا افتقدت هذه النسخ من السوق الأوروبية([18]).

هناك عدد من البَاحِثِين يرجع سبب إتلافها إلى رداءة طِبَاعَتِها، وعدم تقيدها بالرَّسْم الصحيح للمُصْحَف، حسب ما اتفق عليه علماء الْمُسْلِمِين، مما جعل الْمُسْلِمِين يحجمون عن اقتنائها؛ فقرر باغانيني إتلاف جميع نسخها بوسيلة الرَّحَي بعد احتجاجات كَثِيرة وخشيته من ردة الفعل وسعياً وراء اسْتِعَادَة الوَرَقَ وإعادة استخدامه([19]).

على كل الأَحْوَال: لاقى مشروع الطِّبَاعَة الأَوَّل فشلاً لعدة أَسْبَاب منها: الأخطاء التي منيت بها النُسْخَة الأُولَى للقُرْآن الكَرِيمِ، فضلاً عن عدم جودة الطِّبَاعَة ونفور الْمُسْلِمِين منها بسبب اعتيادهم على جمالية الخَط العَرَبِي في النُسَخ المَخْطُوطَة للقُرْآن والتغيير في المضمون القُرْآني، مما أدى إلى تصنيفه في إطار التَّحْرِيف، وعدم العناية بالفواصل، بجانب غلاظة الحُرُوف المستعملة([20]).

ويذكر د.أروس بالديسيري([21]) أن تلك النُسْخَة توضح مدى جَهْل من نصحوا ألكسندر باغانيني(Alessandro Paganini) بأصول اللُّغَة العَرَبِيَّة إضافة لجَهْلهم بالمتطلبات الفنية التي يجب أن يتضمنها القُرْآن الكَرِيم مما أدى للأخطاء المَطْبَعيَّة. والتغيير في مضمون ما جاء بالقُرْآن الكَرِيم ([22]).‏ الجدير بالذكر أن هذه الطَبْعَة طُبِعَت بحُرُوف بدائية قريبة من الحرف الذي طبع به كتاب صَلاةِ السواعي Septem horae canonicae)) 920 هـ /1514م([23]).

توالت طبعات أجزاء من القُرْآن الكَرِيم مع الاكتفاء بنشر بعض الإيضاحات عن مبادئ الإسلام، وكانت هذه الدِّرَاسَات مشوبه بالخَيَال والأُسْطُورَة حول القُرْآن الكَرِيم وشخصية الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ([24]). "ومن ذلك طَبْعَة صدرت في أمستردام 1646م/1056هـ، قام بها كريستيانوس رافيوس السُّوَر الثلاث عشرة الأُولَى من القُرْآن بحُرُوف لاتينية واستعمل فيها طريقة خاصة في رسم الحُرُوف العَرَبِيَّة بالحُرُوف اللاتينية"([25]). وقام يوهانس جورج نسليوس (Nisselius) بطبع السُورَة الرابعة عشرة والخامسة عشرة بالنص العَرَبِي والحُرُوف العَرَبِيَّة مع ثلاث ترجمات لاتينية وذلك في ليدن Leiden)) 1655م/1065هـ، في مَطْبَعَة يو إلزفير  jo. Elsevier)) وطبع ماتيوس Beckius)) السورتين 30 و 88 اعتماداً على أربعة مَخْطُوطَات عَرَبِيَّة مع تَرْجَمَة لاتينية وتعليقات وذلك في أوجسبرج (Augsburg) 1688م /1099، والنص بحُرُوف عَرَبِيَّة([26]).

      أما أول طَبْعَة للنص الكامل للقُرْآن وبحُرُوف عَرَبِيَّة، "وانتشرت ولا يزال توجد منها نسخ في بعض مكتبات أَوْرُوبَّا، فكانت التي قام بها القِس الألماني "أبْرَاهَام هنكلمان"([27]) Abraham Hinckelmann) 1652 _ 1695)"([28])، في مَدِينَة هامبورج Hamburgh)) بألمانيا، في مَطْبَعَة Schultzio Schilleriana))، في سنة 1694م/ 1106 هـ.  فنشر هنكلمان القُرْآن بأكمله دون تَرْجَمَة لاتينية لأنه لم يجد أحداً قادراً على القيام بهذه المهمة أو على الأقل يريد تحملها([29]).

صفحة عنوان المُصْحَف الشَّرِيف الذي طبعه أبْرَاهَام هنكلمان 1694م/ 1106هـ

طبع ذلك المُصْحَف بطريقة تنضيد الحروف، وليس تصويراً لمُصْحَف مخطوط، وتقع الطَبْعَة في 560 صفحة بحجم 17.5 X   21.5  سم([30]) وتتكون كل صَفْحة من سِتَّة عَشَر إلى سَبْعَةَ عَشَر سطراً وطبعت بحُرُوف مقطعة وبحبر أسود ثخين على ورق كاغد([31]) أَوْرُوبا يعود إلى الْقَرْن الحَادِي عَشَر الهِجْرِي/ السَّابِعِ عَشَر المِيلادِي. وعلى رأس كل آية رقمها مع علامة تدل على انتهائها([32]).

جرى ضبط هذا المُصْحَف على طريقة الخَلِيل بن أَحْمَد الفراهيدي (174هـ / 789م)([33]). وأهل المَشْرِق؛ فالفتحة ألف مبطوحة فوق الحرف، والضمة واو صغرى فوق الحرف أيضاً، والكسرة مثل الفتحة تحت الحرف، والتنوين علامتان منها، والسكون دائرة مفرغة، والصلة رأس صاد، والشدة رأس شين، والهمزة رأس عين، والمدة بقية من كلمة مد، ويلاحظ أن كتابة هذا المُصْحَف قد جرت على الإملاء الاصطلاحي، لذلك أثبت الألفات المحذوفة في الغالب على نحو ما يجري في اللفظ([34]).

نُسْخَة من القُرْآن الكَرِيم طبعت بألمانيا في مَدِينَة هامبورغ سنة 1694م/1105هـ([35]) ويلاحظ أن الهوامش تحمل كتابة انجليزية ربما تَرْجَمَة معاني القُرْآن الكَرِيمِ.

وطبع المُصْحَف مع مقدمة جدلية في ثمانين صفحة باللاتينية، وقد حَدَّد أن هدفه من هذه الطَبْعَة ليس نشر الإِسْلاَمِ بين البروتستانت، وإنما التعرف على العَرَبِيَّة والإسلام([36])، وما يوضح: "بأنه من المفيد معرفة العَرَبِيَّة ولكي نتقن هذه اللُّغَة وجب معرفة القُرْآن" وتعرض فيها لآراء شخصية في الآداب والعُلُومِ الشَرْقِيَّة بالعَرَبِيَّة، وفي نهاية هذه المُقَدِّمَة أبدى أسفه لقلة ما يعرفه الأوربيون بصورة عامة عن العَرَب واللُّغَة العَرَبِيَّة([37]). وامتلأت بأخطاء فادحة لا تكاد تخلو صفحة منه، سواء من حيث الرَّسْم أو الضبط([38])، كوضع كَلِمَة مكان أخرى، أو تبديل حَرْف مكان حَرْف، وبعضها بسبب سقوط حَرْف من كلمة غَيَّر المَعْنَى المراد منها، ووصل ما لا ينبغي أن يوصل، علاوة على نقص في بعض الآيَات، وأخطاء أخرى تتعلق بأسماء السُّوَر، ويبدو أن عدم إتقان القائم على الطَبْعَة للعَرَبِيَّة إضافة إلى محاولة تشويه النص القُرْآني الكَرِيم وراء هذه الأخطاء([39]).

ولا تزال نسختان من طبعة هينكلمان للقُرْآن الكَرِيم موجودتين في ألمانيا إحداهما في المَكْتَبَة العامة بمَدِينَة هامبورج والأخرى بمَكْتَبَة جامعتها([40])

  وعنوانها اللاتيني هو([41]):

Al-Coranus seu lex Islamitica Muhammedis, filli Abdallae pseudo prophetae, ad optimorum Codicum fiem edita ex museo Abraham Hinckelmanni, D.Hamburgi, ex offoina Schultzio-Schilleriana, anno 1694. 4o Pagg. 560.

وفي دار الكُتُب المِصْرِيَّة نُسْخَة منه، ولقد عانى هذا المُصْحَف مما تعانيه التجربة الأُولَى في الطِّبَاعَة، وخاصة إذا كانت على يد رجل ليس له إلمام ومعرفة بالقُرْآن العظيم([42]). كما أهدى مركز الملك فيصل للبحوث والدِّرَاسَات الإِسْلامِيّة بالسعودية نُسْخَة منها. وتقديراً لهذا الاهداء المتميز قررت مكتبة الإِسْكَنْدَرِيَّة عمل نُسْخَة رقمية من المَخْطُوطَة والكِتَاب ليكونا في خدمة البَاحِثِين ويعرض أصل الكِتَاب والمَخْطُوطَة بمتحف المَخْطَوطات بالمكتبة([43]).

كان لابد لهنكلمان أن يدافع في المُقَدِّمَة عن طبعته التي لا تقدم سوى النص ضد الاعتراضات، وأكد على أن دفاع الكَاثُولِيكية ضد الإِسْلاَم شيء جَوهرِيِّ، وأنه طبع القُرْآن ليكون كل مسيحي في وضع يؤهله من معرفة خطأ القُرْآن. وأيا كان فقد كانت خطوة مهمة، ذلك أن القُرْآن الذي كان يهاجمه الكَثِيرون في أَوْرُوبَّا بدون معرفة سابقة لمحتواه، أصبح الآن أكثر تداولاً بين الجميع([44]).

  هناك طبعة أخرى كاملة للقُرْآن باللُّغَة العَرَبِيَّة مع تَرْجَمَة لاتينية حظيت بالشهرة والذيوع، قام بها لودوڤكو ماراتشي (Ludovico Marracci) الرَّاهِب المنتسب إلى "جمعيّة رُهبان أم الله"، بموافقة البابا إنوسنت الحَادِي عَشَر (Innocent XI). وتم الطبع في مَدِينَة پتاڤيا (Pattavia) 1698م/1110 هـ  في مَطْبَعَة السميناريين([45]) وعمل ماراتشي لمدة 40 عاما على هذه الطَبْعَة([46]).

جاءت فى قسمين: يشتمل القِسْم الأَوَّل على النص العربى للقُرْآن مع ترجمته اللاتينية وحواشي جزئية للرد على بعض المواضع، ويشتمل القِسْم الثَّانِي على كتاب: "الرائد إلى الرد على القُرْآن" ([47]) (Prodromus ad Refutationem Alcorani) في أربعة أقسام. وكان الحافز على إنجازها روح الجَدَل والخصومة الدِّينيُة، والتي كان أصدرها أشخاص لا يعرفون العَرَبِيَّة، متعاونين مع من لا يعرف اللاتينية. تمتاز هذه الطَبْعَة بتطور حروفها قياسًا بالطبعتين السابقتين([48]). وقد كان الغرض من وراء نشره الجَدَل الدِّينيُ حيث خصص الجزء الثَّانِي منه لدحض الإسلام([49]).

طوال الْقَرْن الثَّامِن عَشَر كان المؤلفون الكَاثُولِيك يأخذون عن ماراتشي تهجماته على الإسلام، ويهتدون بروح الجَدَل والدحض المزعوم التي كتب بها لودفيكو مراتشي ترجمته، تلك الروح لم يكتمها أو يخفها، بل صرح بها في ترجمته، خاصة في كتابته التي أرخ بها حياة النبي مُحَمَّد النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للقُرْآن.

    أثارت كتابات مراتشي ردود فعل قوية، وما نزال للآن نجد في أوساط المستشرقين المغرضين من يتعد برأيه، وقد كان من أشد أنصار ماراتشي، المدافعين عن وجهة نظره، المتحمسين له القِس فليكس دي المين. والقِس مانويل دي سانتوا طوماس دي أكينوSanto Tomás de Aquino. دافع هذا الأخير بصفة خاصة، ونافح بحماس عن ماراتشي، محاولا رد الهجمات التي تعرضت لها كتاباته أثناء الْقَرْن الثَّامِن عَشَر، من طرف المستشرق الفرنسي جان جانييه (1670-1740م) Gagnier) jean) -مترجم سيرة النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التي ألفها أبو الفِدَاء إِسْمَاعِيل بن كَثِير، إلى اللُّغَة اللاتينية-، وقد كان جانييه يمثل حركة موالية للنبي العَرَبِي والقُرْآن الكَرِيم في أوساط المثقفين بفرنسا، تلك الحركة التي كان يتزعمها الكونت Baulainvilliers)) الذي يرى فيه ريجي بلاشير (1900 ـ 1973م)(Regis Blachere) أنه: "نصب نفسه مدافعا عن الإِسْلاَم من أجل تحطيم خير للكاثوليكية"([50]).

طبعة أخرى كاملة للقُرْآن في نصه العَرَبِي، تمت في بُطْرُسبرج 1787م/1201 هـ، في 477 صفحة بعنوان:

Al-Koran , Arabice. Petropoli.

 وقد نشرت برعاية إمبراطورية روسيا كترينا الثَّانِيَة (Katherina II) (1729-1796م) "ليستفيد منه رعاياها الْمُسْلِمِون". وقد أشرف على الطبع مُلاّ عثمان إِسْمَاعِيل. وفي نهاية الطَبْعَة فهارس لأجزاء القُرْآن الثلاثين، ولسُورَة المَائِدَةً وأربع عشرة سُورَة أخرى؛ وكذلك جدول تصحيحات لـ 322 غلطة مطبعية. في الهامش بعض الحواشي. وقد أعيدت هذه الطَبْعَة في 1790م/1204هـ، وسنة 1793م/1207هـ، دون أي تعديل. كما طبع النص العَرَبِي الكامل للقُرْآن مرتين في قازان في سنة 1803/1217هـ، وقد أشرف على هذه الطَبْعَة: "أحقر عباد الله، عبد العزيز توقطمش بن علي"([51]).

لكن يفوق تلك الطبعات جميعها، كما ستصبح عمدة الطبعات الأوروبية والمرجع للباحثين جميعاً في أَوْرُوبَّا، الطَبْعَة التي قام بها جوستاف فلوجل (Flügel)([52]) ( 1802 – 1870 ) في 1834م /1250هـ في ليبسك(شرق ألمانيا) (Leipzig)([53])، عند النَّاشِر كارل تاوخنتس([54]). وأصبحت هي المعتمدة عند المستشرقين من ذلك الوقت إلى اليوم، على الأقل في ترقيم آيات القُرْآن،  كما وضع أول مُعْجَم مفهرس لألفاظ القُرْآن الكَرِيمِ، مع ذكر رقم السُورَة والآية التي ترد فيها، وأسماه " نجوم الفرقان في أطراف القُرْآن " في مَدِينَة ليبزيج عام 1934م/ 1352هـ، (وقد اعتمد عليه مُحَمَّد فؤاد عبد الباقي في كتابه "المُعْجَم المفهرس لألفاظ القُرْآن الكَرِيمِ"، وتعقب عليه ما فاته) ([55]).

لكن فلوجل وقع في أخطاء فادحة كَثِيرة في عد الآيَات، وقد وضع فلوجل أرقام الآيَات في بدايتها، ووقع الخلل في مُعْجَمه بشكل ظاهر. ولذلك تحير الشَّيْخِ مُحَمَّد فؤاد عبدالباقي عندما أراد تَرْجَمَة المُعْجَم للعَرَبِيَّة، حيث وجد اضطراباً شديداً في ترقيم الآيَات، فلما تأمل في الأمر ظهر له أن فلوجل قد اعتمد على مُصْحَفه الخاص المضطرب في الترقيم، الذي يعتبر من أوائل نسخ القُرْآن المطبوعة في أوربا عام 1834م /1250هـ  تقريباً بعد طبعة البُنْدُقِيَّة عام1530م/ 936هـ تقريباً. وهي مطبوعة عام 1849م /1265هـ، في الطَبْعَة الثَّانِيَة ربما، حيث إن نجوم الفرقان له طبع بعده عام 1842م /1257هـ في ليبسك.

صورة من النُسْخَة الأصلية لطبعة جوستاف فلوجل 1834م /1250هـ

صورة من النُسْخَة الأصلية      لطبعة جوستاف فلوجل

وصف الطَبْعَة: يبدأ فلوجل النص العَرَبِي بصفحة بيضاء، وفي الصَّفْحَة الثَّانِيَة العنوان العَرَبِي، والصَّفْحَة الثالثة بيضاء، والصَّفْحَة الرابعة فيها الفاتحة. وهذه الصفحات غير مرقومة. وإنما يبدأ الترقيم مع سُورَة البَقَرَة. ويستمر الترقيم حتى ص341([56]).

        وهو مطبوع بالاستريوتيپ. وأعيد طبعه بالأستريوتيب طبعة ثانية "مصحّحة"، في ليبسك 1841م/1256 هـ، عند النَّاشِر كارل تاوخنتس، ومنها  44 ورقة ذوات إطار أَحْمَر. وطَبْعة ثالثة مصححة عند نفس النَّاشِر في ليبسك، 1858. وطبعة رابعة بحسب الثالثة، ليبسك 1870م/1286 هـ، عند النَّاشِر(Bredt) في 10 + 344 ص. وطبعة «خامسة» كالسابقة، ليبسك 1881م/1298هـ، عند النَّاشِر (Bredt)، في 10 + 341 من قطع الربع. وطبعة سادسة كالسابقة، ليبسك 1893م/1310هـ، عند (Bredt) من قطع الربع 10 + 341 صفحة([57]). ورغم اهتمام الأوربيين بها، وإقبالهم عليها، إلا أنها لم تحظ بعناية الْمُسْلِمِين؛ لمخالفتها قواعد الرَّسْم العُثْمَانَي الصحيح([58]).

        وقد سرق طبعة فلوجل هذه: جوستاف موريس ردزلوب (G.M Redslob) فأعاد طبعته كما هي بالأستريوتيب في 1837 م /1252هـ، في حجم الثمن في 538 ص([59]).

صورة من النُسْخَة الأصلية      لطبعة موريس ردزلوب 1837م/1252هـ

      وقد احتج فلوجل على هذه السرقة البشعة، وذلك في مقدمة الجزء الثَّانِي من نشرته لكتاب «كشف الظنون» لحاجي خليفة (صIX-X). وهذه سرقة من أغرب السرقات: لأن السارق «دكتور في الفَلْسَفَة»، وأستاذ مساعد في جامعة ليپتسك، وتم الطبع عند النَّاشِر الأَوَّل كارلتاوخنتس، وبعد الطَبْعَة الأُولَى بثلاث سنوات وفلوجل حيّ، ومذكور في العنوان أن هذه الطَبْعَة «بحسب تَحْقِيق فلوجل!؟».
ومع ذلك أعيد طبع هذه الطَبْعَة المسروقة، ولدى نفس النَّاشِر كارل تاوخنتس، وذلك في السنوات 1855م/ 1271هـ،  1867 م/1283هـ، وفي باريس (بالاشتراك مع Bredt في ليپتسك) 1870م/1286 هـ([60]).

       إلا أن الملاحظ على جميع تلك الطبعات عدم التزامها بقواعد الرَّسْم العُثْمَانَي، الذي حظي بإجماع صحابة رَسُولُ الله  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجرت على قواعد الرَّسْم الإملائي الحديث إلا في نـزرٍ يسير من الكَلِمَات كتبت بالرَّسْم العُثْمَانَي([61]).

المبحث الثاني

أغراض بعض مستشرقي الغرب فيما يتعلق بطباعة القرآن الكريم

      سوف نتناول في هذا المَبْحَث أغراض بعض مستشرقي الغَرْب حول الأعمال التي نهضوا بها فيما يتعلق بطِبَاعَة القُرْآن الكَرِيمِ، فقد تتابعت أعمالهم حول القُرْآن في حقول متعددة، فضلاً عن الدِّرَاسَات والأبحاث التي لم تزل تصدر بزخم كثيف في السنوات الأخيرة حيث بذلت جهود كبيرة. وكشفت العديد من نواياهم حيث عمد الكَثِير منهم إلى تشويه طِبَاعَة القُرْآن بإسنادها إلى متخصصين من الدرجة الثَّانِيَة والثالثة ومعاملة النص القُرْآنى معاملة مؤلفات بشرية، وذلك للحد من إمكان إقبال غربىّ على دراسة القُرْآن بموضوعية والإفادة من تلك الطبعات، وبذلك تألَّف حاجز نفسي عميق بين غير المسلم والقُرْآن، وكانت هذه الطبعات أحد أَسْبَاب سيول الأباطيل والمطاعن التى ساقها المستشرقون ضد القُرْآن الكَرِيم([62]).

ومهما يكن من أمر، فإن الواقع التَّارِيخِي الذي أثبتته جهود هؤلاء المستشرقين في سبيل إخراج النص القُرْآني مطبوعاً كان لمجرد كونه وثيقة تَارِيخِية ثمينة  باعتبارها مبدأً أساسياً لإيمان وعقيدة أولئك الذين ملكوا العَالَم وملؤوه بحضارتهم وثَقَافَتَهُم، ولم يقوموا بطِبَاعَة القُرْآن بصفته وحياً مُنَزَّلا من الله سبحانه وتعالى.

        كان المستشرقون يمهدون لأعمالهم بمقدمة وتذييلات لتفنيد القُرْآن الكَرِيم ودحضه بزعمهم وإثباتاً لحسن إيمانهم بالكنيسة ودفعا للشبهه أمام أهل ملتهم([63]) فوجدنا في تلك الطبعات تشويه واضح وإزاحة الآيَات من مكانها التوقيفى لتضليل القارئ وإبعاده عن الإِحَاطَة بحقيقة   النص القُرْآنى إمعاناً فى التَّحْرِيف والتضليل، مما يترتب عليه تحوير المعانى وتبديلها، وعرض النص القُرْآنى كما يراه المستشرق، لا كما تقتضيه آياته وألفاظه.

وكذلك وجدنا التقديم والتأخير والحذف والإضافة. مما يمكن معه القول بأن: "طبعات القُرْآن التى يعتمد عليها علماء الإفرنج فى فهم القُرْآن كلها قاصرة عن أداء معانيه التى تؤديها عباراته العليا وأسلوبه المعجز للبشر"([64]). ولم تكترث بالأسلوب القُرْآني السليم وصياغته، وقام الدافع التنصيري حائلا أمام الوفاء بتَحْقِيق هذا الغرض([65]). وقد كانت هذه الطبعات "المشوّهَة" الأصل الذى نبعت منه طبعات أخرى.

بعض تلك الطبعات تضمنت مقدمات جدلية ضد القُرْآن وصفت فى أدبيات التنصير بأنها قيِّمة وأنها أفضل وصف موضوعي للإسلام([66]). لذلك أصبحت هذه المُقَدِّمَة إحدى الجدليات الأساسية التى يعتمد عليها التنصير فى الجَدَل ضد أصالة القُرْآن الكَرِيم([67]).

وأحدثت الطَبْعَة التي قام بها المستشرق (جوستاف فلوجل) عام 1834م /1250هـ بلبلة كبيرة بتبنيها ترقيماً للآيات يخالف الترقيم القاهري الذي يعدّ الآن مرجعاً في هذا الباب. وتجاهل بعض المستشرقين تماماً حقيقة واضحة وهي: "قداسة القُرْآن" بالنسبة لِلْمُسْلِمِين، فالقُرْآن بالنسبة لِلْمُسْلِمِين كتاب منـزل، أنهم يتعجبون من وصوله إلينا بهذه الطريقة وبهذه الكيفية، ويتعمدون تزوير التَّارِيخِ ليس لإثبات حقائق ولكن لتشكيك الْمُسْلِمِين في كتابهم، ويقولون كيف أن كتاباً كهذا لم يتم تعديل حرف واحد به طوال هذه المدة.

كعادة أغلب المستشرقين يحاولون دائماً تحريف الكلم عن مواضعه، وكلما أطفأت أكذوبة بحجة، جاءوا بأكذوبة آخرى، لأنهم لا يبغون إلا الفِتْنَة، فقد شكَّك بعضهم في الأصل الذي قامت عليه كتابة القُرْآن الكَرِيم وجمعه، وهو حفظ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  للقُرْآن بدعوى جواز النسيان على النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  للقُرْآن. فزعموا في مقدمات نشرهم للقُرْآن الكَرِيم أن الآيَات تدل - بطريق الاستثناء - على أن مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أسقط عمدًا أو أُنسي آيات لم يتفق له من يذكره إياها، وتدل أيضًا على جواز النسيان على النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  للقُرْآن([68]).

 وزعم البعض منهم أيضاً أن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسقط عمدًا بعض آيات القُرْآن، أو أُنسِيَها.وهذا يدل على سخف دعواهم، وعدم إستنادها إلى فهم صحيح لمعاني الآيَات والأَحَادِيث، فإن الأمور التي وردت لديهم متشابكة ومشوشة. كما زعم المستشرق وانسبرة (Wansborough) أن: "القرآن تطور تدريجياً في القرنين الثامن والتاسع الميلاديين- الأَوَّل والثَّانِي الهِجْرِيين- من أصل روايات شفوية عن طريق تعديلات جرت عبر قرنين، ثم أعطيت شكلا رسمياً(Canonical Form)، وصادف ذلك بروز التفاسير القرآنية، وكانت هذه العملية مماثلة لما حدث في تقويم الكتاب المقدس لليهود"([69]) وتناسى أن القرآن الكريم بشكل قاطع كان متداولاً في شكل كتاب كامل، وذلك منذ خلافة عُثْمَان بن عفان ، ونسخت على غرارها الآلاف المؤلفة من المصاحف المقدسة في كل جيل وقبيل([70]). وعلاوة على ذلك، فإن وجود المَخْطَوطات القرآنية القديمة والآثار والنقوش التي ترجع إلى الْقَرْن الأَوَّل الهِجْرِي يبطل دعوى المستشرق وانسبرة.

مع الجهد الكبير الذي بذله المستشرق الألماني تيودور نولدكه Theodor Nöldeke) ) (1836 م ـ 1930 م) في كتابه القيم عن تَارِيخِ القُرْآن (Geschichte des Qorâns)؛ إلا أننا نجد موقفه أحيانا غريباً ومتناقضاً، ففي الوقت الذي يعقد فيه بكتابه فصلاً بعنوان: "الوحي الذي نزل على مُحَمَّد ولم يحفظ في القُرْآن"([71]) والذي يبدو فيه قائلاً بالتَّحْرِيف تلميحاً، نجده يصرح بذلك في مادة قُرْآن بدائرة المَعَارِف الإِسْلامِيّة فيقول: "إنه مما لا شك فيه أن هناك فقرات من القُرْآن (ضاعت) ويعود إلى هذا الموضوع الخطير في دائرة المَعَارِف البريطانية، مادة قرآن فيقول: "إن القُرْآن غير كامل الأجزاء" ويبدو أن نولدكه قد تنازل عن آرائه وتراجع عنها شيئا ما، فحينما ظهر كتاب المستشرق الألماني «فوللرز» عن لغة الكتابة واللُّغَة الشعبية عند العرب القدماء، أثار نقاشاً حاداً، فقد زعم فوللرز (Vollers) في كتابه هذا أن القرآن الكريم قد ألف بلهجة قريش، وأنه قد عدّل وهذب حسب أصول اللُّغَة الفصحى في عصر ازدهار الحَضَارَة العَرَبِيَّة ([72])، وقد انبرى نولدكه نفسه للرد عليه موضحا أن كلامه عار من الصحة والتحقيق العلميين([73]).

وفي خِتَام هذه الدراسة: لم تنجح كل محاولات تشويه طِبَاعَة القُرْآن فكل الدلائل تشير إلى أن المُصْحَف العُثْمَانَي، هو بذاته ما يطبع في أيامنا هذه، بنفس الرَّسْم العُثْمَانَي، مضافاً إليه التشكيل والتنقيط، وأحياناً إيضاحات تجويدية، هو ما تم إضافته. إن المتتبع لتاريخ القرآن يدرك بجلاء أن الله سبحانه وتعالى قد هيأ لكتابه العزيز كل أسباب الحفظ لأن القُرْآن الكَرِيم محفوظ من عند الله. ولولا أن الله سبحانه تولى حفظه بنفسه لأصابه ما أصاب الكتب قبله من التحريف والتبديل.

﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون﴾([74]).    صدق الله العلي العظيم

(*) جامعة عين شمس /  جمهورية مصر العربية

*  هوامش البحث  *

([1])  يَحْيَى مراد: أسماء المستشرقين، ص 69.

([2]) عَبْدِ الرَّحْمَن بدوي:  مَوْسُوعَة المستشرقين، ص 438.

([3]) التنضيد: هو صف الحروف وتحضيرها للطباعة، وقد ابتدأ التنضيد يدوياً باستعمال الحروف المفردة، ثمّ صار آلياً باستخدام اللينوتيب linotype والأنترتيب  intertype، ثمّ صار بالحاسوب computer.

للمزيد راجع، خالد عزب: الكتاب العَرَبِي المطبوع، ص 140 وما يليها.

([4]) وحيد قدورة: بداية الطِّبَاعَة العَرَبِيَّة في استانبول وبلاد الشام، ص 34.

([5]) عَبْدِ الرَّحْمَن بدوي:  مَوْسُوعَةالمستشرقين، ص 438.

([6]) توماس إربنيوس: (ت 1624م/1033هـ) مستشرق هولندي, يعد مؤسس النهضة الاستشراقية ومنظمها في بلاده وأنشأ في بيته مَطْبَعَة عَرَبِيَّة صارت أساس المَطْبَعَة العَرَبِيَّة المعروفة اليوم في ليدن بمَطْبَعَة بريل (Brill) وعين أستاذاً للغات الشَرْقِيَّة في جامعة ليدن سنة 1613م.

أنور مَحْمُود زناتي: زيارة جديدة للاستشراق، ص 40.

 ([7])Rudimenta  Linguae Arabicae, Leiden ,1620

([8]) ويذكر أن «موريس بورمانس» ( Maurice Borrmans ) وهو باحث معروف يعمل في معهد الفاتيكان للدراسات العَرَبِيَّة الإِسْلامِيّة قد نشر دراستين باللُّغَة الفرنسية عن الموضوع في مجلة «دفاتر الدِّرَاسَات العَرَبِيَّة» ( Quaderni di studi arabi ) لقسم المستعربين في جامعة البُنْدُقِيَّة.

للمزيد راجع، محاضرة ألقاها د.آروس بالديسيري تحت عنوان "البُنْدُقِيَّة. الطِّبَاعَة الأولى للقُرْآن الكَرِيمِ. نظمتها كلية اللاهوت الحبرية والمكتبة العامة في جامعة روح القدس الكسليك بالتعاون مع المركز الثقافي الايطالي ببَيْرُوت، لبنان، 2008م.

([9]) مُحَمَّد سالم بن شديد العوفي: تطور كتابة المُصْحَف الشَّرِيف وطباعته، ص 10 - يَحْيَى مَحْمُود جنيد: تَارِيخِ طِبَاعَة القُرْآن الكَرِيمِ باللُّغَة العَرَبِيَّة في أَوْرُوبَّا في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، ص 516-525- وحيد قدورة: بداية الطِّبَاعَة العَرَبِيَّة في استانبول وبلاد الشام، ص 34.

([10])  مُحَمَّد ماهر حمادة: رحلة الكتاب العَرَبِي إلى ديار الغَرْب فكرا ومادة، ص 247 - 248.

([11]) وحيد قدورة: بداية الطِّبَاعَة العَرَبِيَّة في استانبول وبلاد الشام، ص 33.

([12]) BONOLA, F. - "Note sur l'origine de l'imprimerie arabe en Europe", in Bulletin de l'Institut de l'Egypte, Ve série, III, 1909, p.74-84.

وتَرْجَمَة في العدد المزدوج 53 , 54 من المجلة التَّارِيخِية المغربية عام 1989م، ص 181-204.

([13]) وحيد قدورة: بداية الطِّبَاعَة العَرَبِيَّة في استانبول وبلاد الشام، ص 34.

([14]) يوهان فوك: تَارِيخِ حركة الاستشراق، ص97.

([15]) أَحْمَد شوقي بنبين: الكتاب العَرَبِي المَخْطُوط من النشأة حتى عصر الطِّبَاعَة، ص 173.

([16]) للمزيد راجع، يَحْيَى مَحْمُود جنيد: تَارِيخِ طِبَاعَة القُرْآن الكَرِيمِ، ص 516-520- قَاسِم السامرائي: الطِّبَاعَة العَرَبِيَّة في أَوْرُوبَّا، ص 65.

([17]) وحيد قدورة: بداية الطِّبَاعَة العَرَبِيَّة في استانبول وبلاد الشام، ص 34.

([18]) المصدر نفسه، ص 35.

([19]) راجع، يَحْيَى مَحْمُود جنيد: تَارِيخِ طِبَاعَة القُرْآن الكَرِيمِ، ص 516- مُحَمَّد سالم بن شديد العوفي: تطور كتابة المُصْحَف الشَّرِيف وطباعته، ص 10.

([20]) د. بالديسيري محاضرة ألقاها تحت عنوان "البُنْدُقِيَّة. الطِّبَاعَة الأولى للقُرْآن الكَرِيمِ. نظمتها كلية اللاهوت الحبرية والمكتبة العامة في جامعة الروح القدس الكسليك بالتعاون مع المركز الثقافي الايطالي ببَيْرُوت، لبنان، 2008م.

([21])  أروس بالديسيري: استاذ الأدب العَرَبِي المعاصر في جامعة كافرسكاري مَدِينَة البُنْدُقِيَّة-مختص بالأدب السوري الحديث له العديد من المقالات والكتب عن الأدب السوري الحديث له العديد من المقالات والكتب عن الأدب السوري.

([22])  محاضرة د. بالديسيري آنفة الذكر.

([23]) كتاب صلاة السواعي أو "كتاب الساعات". وهي كلمه ذات أصل قبطي مبنية على كلمة ti agp أو تي أجب التي تعني "ساعات".

([24]) غانم قدوري: بداية الطِّبَاعَة العَرَبِيَّة في استانبول وبلاد الشام، ص603- مُحَمَّد سالم بن شديد العوفي: تطور كتابة المُصْحَف الشَّرِيف وطباعته، ص 10.

([25]) عَبْدِ الرَّحْمَن بدوي:  مَوْسُوعَةالمستشرقين، ص 438.

([26]) المرجع نفسه، ص 438.

([27]) للمزيد راجع، مُحَمَّد سالم بن شديد العوفي: تطور كتابة المُصْحَف الشَّرِيف وطباعته، ص 10 - يَحْيَى مَحْمُود جنيد: تَارِيخِ طِبَاعَة القُرْآن الكَرِيمِ باللُّغَة العَرَبِيَّة في أوربا في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، ص 516-525.

([28]) مستشرق ألمـــاني ينتمي إلى الطائفـــة البروتستـنتية، وقد حدَّد أن هدفه من هذه الطَبْعَة التعرف على العَرَبِيَّةوالإسلام.

يَحْيَى مَحْمُود جنيد: تَارِيخِ طِبَاعَة القُرْآن الكَرِيمِ باللُّغَة العَرَبِيَّة في أوربا، ص 516-525.

([29])                Balagna, Josée, L’Imprimerie Arabe en Occident XVI, XVII et XVIII siècles Paris, Maison-neuve et Larose, 1984, p64.

([30]) السيد أَحْمَد أبو الفضل عوض الله: انتشار ترجمات معاني القُرْآن الكَرِيمِ، ص 257.

([31]) الكَاغَدُ هو: الوَرَقُ الصَّالِحُ لِلْكِتَابَةِ أَوِ اللَّفِّ.

الزُّبَيْدِيُّ: تاج العروس، ج 2، ص 586:

([32]) غانم قدوري الحمد: رسم المُصْحَف، دراسة لغوية تَارِيخِية، ص 601، ص 603- يوهان فوك، تَارِيخِ حركة الاستشراق، ص 602.

([33]) للمزيد عن طريقة الخَلِيل بن أَحْمَد راجع، صالح بن إِبْرَاهِيم الحسن: الكتابة العَرَبِيَّة من النقوش إلى الكتاب المخطوط، ص 216-225.

([34]) غانم قدوري الحمد: رسم المُصْحَف، دراسة لغوية تَارِيخِية، ص 603

([35]) المصدر: متحف مقتنيات مكتبة الأمير سلمان بن عبدالعزيز بجامعة الملك سعود، وملاحظ أن الهوامش تحمل كتابة انجليزية ربما تَرْجَمَة معاني القُرْآن الكَرِيمِ.

([36]) يَحْيَى جنيد: تَارِيخِ طِبَاعَة القُرْآن الكَرِيمِ باللُّغَة العَرَبِيَّة في أوربا، ص 520.

 ([37])La Préface d'Abraham Hinckelmann, ou la naissance d'un nouveau         monde,pp138-143.

([38]) غانم قدوري الحمد: رسم المصحف، ص 602.

([39]) وحيد قدورة: بداية الطِّبَاعَة العَرَبِيَّة في استانبول وبلاد الشام، ص 48- صبحي الصالح: مباحث في علوم القُرْآن، ص 99- غانم قدوري الحمد: رسم المُصْحَف، ص 602- خالد عزب: الكتاب العَرَبِي المطبوع، ص 57.

([40]) السيد أَحْمَد أبو الفضل عوض الله: انتشار ترجمات معاني القُرْآن الكَرِيمِ، ص 261.

([41]) عَبْدِ الرَّحْمَن بدوي:  مَوْسُوعَةالمستشرقين، ص 438.

([42])  عبد الحي الفرماوي: رسم المُصْحَف ونَقْطه، ص 244.

([43]) راجع الخبر على الرابط التالي

http://www.aawsat.com/details.asp?issueno=8435&article=137817

([44]) يوهان فوك: تَارِيخِ حركة الاستشراق، ص 97، 98.

([45]) وعنوانها اللاتيني الكامل:

Alcorani textus universus ex correctiorbus Arabum exemplaribus summa fide, atque pulcherrimis characteribus descriptus, eademque fide, ac pari diligentia ex arabico idionate in latinum traslatas, opposites unicuique capiti notis, atque refutatione: His omnibus praemissus est prodromus totum priorem tomum implens, in quo contenta indicantur pagina sequenti- auctore Ludovico Marraccio e congregatione clericorum regularium matris Dei, Innocentii XI. Gloriosissimae memoriae olim confessario, Paravii, 1698, ex typographiae Seminarii.

([46]) عَبْدِ الرَّحْمَن بدوي: مَوْسُوعَةالمستشرقين، ص 438.

([47])  المرجع نفسه، ص 438.

([48]) يَحْيَى مَحْمُود جنيد: تَارِيخِ طِبَاعَة القُرْآن الكَرِيمِ باللُّغَة العَرَبِيَّة في أوربا، ص 523.

([49]) وحيد قدورة: بداية الطِّبَاعَة العَرَبِيَّة في استانبول وبلاد الشام، ص 44.

([50]) محمد عوني عبد الرؤوف: ببليوجرافيا المَصَادِر العَرَبِيَّة التي حققها المستشرقون، ص 164.

([51]) عَبْدِ الرَّحْمَن بدوي:  مَوْسُوعَةالمستشرقين، ص 441.

([52]) ولد «فلوجل» (1870-1802) في مسكونيا بالمانيا، ودرس اللغات الشَرْقِيَّة في «ليبزيج» على مشاهير علمائها، واجيز بها. ثم اقام في فيينا بين التدريس ومطالعة المَخْطَوطات العَرَبِيَّة في «مكتبة هامر بورجستال». وشخص الى باريس، فقضى فيها بعض الوقت بين المكتبة الامبراطورية وبين دروس المستشرق الكبير «دي ساسي»، حتى اذا رجع الى المانيا عام 1830 عين استاذا للغات الشَرْقِيَّة، ثم عهد اليه بوضع فهرس للمَخْطُوطَات العَرَبِيَّة والفارسية والتركية في مكتبة فيينا. وقد صنف كتابا في تَارِيخِ الآداب العَرَبِيَّة، ونشر كتاب «كشف الظنون» لحاجي خليفة متنا مع تَرْجَمَة لاتينية وفهارس وملاحق في سبعة مجلدات، قضى فيها ثلاثة عشر عاما بين دراسة ورحلات الى اشهر مكتبات أَوْرُوبَّا، وكتاب «نجوم الفرقان في اطراف القُرْآن»، الحق بمعجم مفهرس. وقضى خمسا وعشرين سنة في جمع مَخْطُوطَات كتاب الفهرست لابن النديم من مكتبات فيينا وباريس وليدن بهولندة، ولكن توفى ولما يتم تَحْقِيقه.، نجيب العقيقي : المستشرقون، جـ2، ص64-363)".

([53])  وعنوانها اللاتيني:

Corani textus arabicus ad fidem librorum manuscriptorum et impressorum et ad praecipuorum interpretum lections et auctoritatem recensuit indicesque triginta sectionum et suratarum addidit Gustavus gluegel Philosophiae doctor et Artium liberalism magister, Afranei Progessor, Societatis Asiaticae Parisiensis sodalist, Societatis Sorabicae Lipiensis membrum honorarium. Lipsiae typis et sumptibus Caroli. Tauchnitii, MDCCCIV.In-4 VIII et texte arabe (4) et 341

([54]) إلى جانب طبعته للمُصْحَف ألَّف فلوجل عام 1842م معجماً مفهرساً لألفاظ القُرْآن بعنوان "نجوم الفرقان في أطراف القُرْآن".

([55]) مُحَمَّد فؤاد عبد الباقي: المعجم المفهرس لألفاظ القُرْآن الكَرِيمِ، ص و .

([56]) عَبْدِ الرَّحْمَن بدوي: مَوْسُوعَةالمستشرقين، ص 439.

([57]) المرجع نفسه، ص 440.

([58]) مُحَمَّد سالم بن شديد العوفي: تطور كتابة المُصْحَف الشَّرِيف وطباعته، ص 10.

([59]) تحت عنوان:                                                                                                  

 Coranus arabice. Recensionis Flügelianae textum recognitum iterum exprimi curavit Gustavus Mauritius Redslob.

([60]) عَبْدِ الرَّحْمَن بدوي:  مَوْسُوعَةالمستشرقين، ص 440.

([61]) مُحَمَّد سالم بن شديد العوفي: تطور كتابة المُصْحَف الشَّرِيف وطباعته، ص 10.

([62]) قَاسِم السامرائى: الاستشراق بين الموضوعية والافتعالية، ص 67.

([63]) مُحَمَّد ماهر حمادة: رحلة الكتاب العَرَبِي إلى ديار الغرب، ص 246.

([64]) مُحَمَّد رشيد رضا: الوحي المُحَمَّدي، ص 24.

([65]) يوهان فوك: تَارِيخِ حركة الاستشراق، ص 11.

([66]) أَحْمَد عبد الحميد غراب: الإستشراق ؛ رؤية إسلامية، ص 35 ـ 36.

([67]) راجع فى ذلك ما ذكره المبشر القبطي المهتدي للإسلام إِبْرَاهِيم خَلِيل أَحْمَد فى كتابه: المستشرقون والمبشرون فى العالم العربى والإسلامى، ص 58.

([68]) للمزيد راجع، محمود حمدي زقزوق: الاستشراق، ص84 - التهامي نقرة: القرآن والمستشرقون، ج1، ص30-31 - عبدالخالق أبورابية: جولة مع المستشرقين، ص59- أحمد محمد جمال :مفتريات على الإسلام، ص122.

([69])Wansborough: Qur’anic Studies, Oxford, 1977, pp.42-45.

([70]) محمد عبد العظيم الزرقاني: مناهل العرفان، ج1، ص 398.

([71]) نولدكه: تأريخ القرآن : ج2، ص 93 - مُحَمَّد حسين علي الصغير: المستشرقون والدِّرَاسَات القُرْآنية، ص 30.

([72]) نقلاً عن ألبرت ديتريش: الدراسات العَرَبِيَّة في ألمانيا، تطوّرها التأريخي ووضعها الحالي، ص ١٣.

([73]) دائرة المَعَارِف الإِسْلامِيّة الألمانية، ج 4، ص 604 ـ 608.

([74]) سُورَة الْحِجْرِ: الآيَة 9.

*  مصادر البحث  *

المراجع العَرَبِيَّة والمعربة

-أ.ج آربري: المستشرقون البريطانيون، تعريب مُحَمَّد الدسوقي النويهي، لندن، وليم كولينز،1365هـ/ 1946م.

-إِبْرَاهِيم خَلِيل أَحْمَد: المستشرقون والمبشرون في العَالَم العَرَبِي والإِسْلامِيّ، الْقَاهِرَة، مكتبة الوعي العَرَبِي،1384هـ/ 1964م.

- أَحْمَد عبد الحميد غراب : الإستشراق ؛ رؤية إسلامية، الطَبْعَة الثَّانِيَة، لندن، المنتدى الإِسْلامِيّ، 1411 هـ/1990م.

-إِبْرَاهِيم عبد الكَرِيمِ: الاستشراق وأبحاث الصراع لدى إسرائيل، الطَبْعَة الأولى، عمّان، دار الجليل،1414هـ/ 1993م.

-إِبْرَاهِيم مُحَمَّد إِبْرَاهِيم صقر: الاستشراق والفَلْسَفَة الإِسْلامِيّةبين التجديد والتبديد، الفيوم، دار العلم،1422هـ/ 2001م.

-أَحْمَد درويش: الاستشراق الفرنسي والأدب العَرَبِي (دراسات أدبية)، الطَبْعَة الأولى، الْقَاهِرَة، الهيئة المِصْرِيَّة العامة للكتاب،1418هـ/ 1997م.

-أَحْمَد سمايلوفيتش: فلسفة الإستشراق وأثرها في الأدب العَرَبِي المعاصر، الْقَاهِرَة، دار الفكر العَرَبِي،1421هـ/ 2000م.

-إدوارد سعيد: الإستشراق: المعرفة، السلطة، الإنشاء، نقله إلى العَرَبِيَّة كمال أبو ديب، الطَبْعَة الأولى، بَيْرُوت، مؤسسة الأبحاث العَرَبِيَّة،1401هـ/ 1981م.

- أَحْمَد شوقي بنبين: الكتاب العَرَبِي المَخْطُوط من النشأة حتى عصر الطِّبَاعَة، مجلة التَّارِيخِ العَرَبِي، عدد ع 56، الرباط، المغرب.

- السيد أَحْمَد أبو الفضل عوض الله: انتشار ترجمات معاني القُرْآن الكَرِيمِ، مجلة البحوث الإِسْلامِيّة،  العدد الثلاثون - الإصدار: من ربيع الأول إلى جمادى الثَّانِيَة لسنة 1411هـ/1991م.

-البرت ديتريش: الدراسات العَرَبِيَّة في ألمانيا، تطوّرها التأريخي ووضعها الحالي، جوتنجن / ١٩٦٢م.
-أنور الجندي: سموم الاستشراق والمستشرقين في العُلُومِ الإِسْلامِيّة، الطَبْعَة الثَّانِيَة، بَيْرُوت، دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع،1405هـ/ 1985م.

-أنور الجندي: الاستشراق، الْقَاهِرَة، دار الاعتصام،1403هـ/ 1983م.

-أنور مَحْمُود زناتي: زيارة جديدة للاستشراق، مكتبة الأنجلو المِصْرِيَّة،1427هـ/ 2006م.

- التهامي نقرة: القرآن والمستشرقون، (بحث منشور في كتاب «مناهج المستشرقين» مكتب التربية العربي لدول الخليج، الرِّيَاض،1406هـ/ 1985م.

-خالد عزب: الكتاب العَرَبِي المطبوع، الدار المِصْرِيَّة اللبنانية،1429هـ/ 2008م.
-خوان غويتسولو: في الاستشراق الاسباني، تَرْجَمَة و تَحْقِيق كاظم جهاد، سلسلةكتاب الكامل، الطَبْعَة الأولى، بَيْرُوت، المؤسسة العَرَبِيَّةللدراسات والنشر،1407 هـ/1987م.

-خيري منصور: الاستشراق والوعي السالب، الطَبْعَة الأولى، بَيْرُوت، المؤسسة العَرَبِيَّةللدراسات والنشر،1421هـ/ 2000م.

-رمضان عبد التواب: العَرَبِيَّة الفصحى والقُرْآن الكَرِيم أمام العلمانية والاستشراق، الْقَاهِرَة، مكتبة زهراء الشَرْق،1419هـ/ 1998م.

-رودي باريت: الدِّرَاسَات العَرَبِيَّةوالإِسْلامِيّة في الجامعات الالمانية: المستشرقون الألمان منذ تيودور نولدكه، تَرْجَمَة مصطفى ماهر، الْقَاهِرَة، دار الكتاب العَرَبِي،1387هـ/ 1967م.

- ساسي سالم الحاج: الظَّاهِرَة الاستشراقية وأثرها في الدِّرَاسَات الإِسْلامِيّة، الطَبْعَة الأولى، مجلدين، بَيْرُوت، دار المدار الإِسْلامِيّ،1423هـ/ 2002م.

- ساسي سالم الحاج: الظَّاهِرَة الاستشراقية، الْقَاهِرَة، مركز دراسات العالم الإِسْلامِيّ،1417هـ/ 1997م.

- صبحي الصالح: مباحث في علوم القُرْآن، دار العلم للملايين، بَيْرُوت،1410هـ/ 1990م.
- صلاح الدين المنجد: المنتقى من دراسات المستشرقين ؛ دراسات مختلفة، الْقَاهِرَة، لجنة التأليف والتَرْجَمَة والنشر،1374هـ/ 1955م.

- عبدالجبار الرفاعي: الاختراق الثقافي: مُعْجَم بيبليوغرافي تحليلي، قم (إيران)، مركز الأبحاث والدِّرَاسَات الإِسْلامِيّة، 1416 هـ/1996م.

- عبد الحي الفرماوي: رسم المُصْحَف ونَقْطه، دار نور المكتبات، جدة، 1425 / 2004م.

- عَبْدِ الرَّحْمَن بدوي: مَوْسُوعَةالمستشرقين، دار العلم للملايين، بَيْرُوت،1413هـ/ 1993م.
- عبد الكَرِيم علي باز: افتراءات فيليب حتّي وكارل بروكلمان على التَّارِيخِ الإِسْلامِيّ، جدة، تهامة للنشر، 1403هـ/1983م.

- عبد المتعال مُحَمَّد الجابري: الاستشراق: وجه للاستعمار الفِكْرِيّ ؛ دراسات في تَارِيخِ الاستشراق وأساليبه الفِكْرِيَّة في الغزو الفِكْرِيّ للإسلام، الطَبْعَة الأولى، الْقَاهِرَة، مكتبة وهبه،1415هـ/ 1995م.
-قَاسِمِ السامرائي: الاستشراق بين الموضوعية والافتعالية، الرِّيَاض، دار الرفاعي، 1983.
مازن بن صلاح مطبقاني: الاستشراق والاتجاهات الفِكْرِيَّة في التَّارِيخِ الإِسْلامِيّ، الرِّيَاض، مكتبة الملك فهد الوطنية، 1415هـ/ 1995م.

-مالك بن نبي: إنتاج المستشرقين وأثره في الفكر الإِسْلامِيّ الحديث، الجزائر، إصدار مسجد الطلبة بالجامعة، د.ت.

-مُحَمَّد البهي: الفكر الإِسْلامِيّ الحديث وصلته بالاستعمار الغَرْبِيّ، الطَبْعَة الحادية عشر، الْقَاهِرَة، دار وهبة،1405هـ/ 1985م.

- مُحَمَّد حسين الصغير : المستشرقون والدِّرَاسَات القُرْآنية، الطَبْعَة الأولى، بَيْرُوت، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع،1403هـ/ 1983م.

-مُحَمَّد السيد الجليند: الاستشراق والتبشير: قراءة تَارِيخِية موجزة، الْقَاهِرَة، دار قباء للطِّبَاعَة والنشر والتوزيع،1419هـ/ 1999م.

-مُحَمَّد الغزالي: دفاع عن العقيدة والشريعة ضدّ مطامع المستشرقين، الْقَاهِرَة، دار الكُتُب الإِسْلامِيّة،1408هـ/ 1988م.

-مُحَمَّد الغزالي: ظلام من الغرب، الْقَاهِرَة، نهضة مصر،1417هـ/ 1997م.

- مُحَمَّد رشيد رضا: الوحي المُحَمَّدي، دار الكتب العِلْمِيَّة، بَيْرُوت،1425هـ/ 2005م.
-مُحَمَّد سالم بن شديد العوفي: تطور كتابة المُصْحَف الشَّرِيف وطباعته، مجمع الملك فهد لطِبَاعَة المُصْحَف الشَّرِيف، المَدِينَة المنورة، ١٤٢١ هـ/1985م.

- محمد عوني عبد الرؤوف: ببليوجرافيا المَصَادِر العَرَبِيَّة التي حققها المستشرقون أو قاموا بترجمتها، مجلة كلية الألسن، العدد الخامس، القاهرة: جامعة عين شمس،1425هـ/ 2004م.

- مُحَمَّد فؤاد عبد الباقي: المُعْجَم المفهرس لألفاظ القُرْآن الكَرِيمِ، دار الحديث، الْقَاهِرَة، 1364هـ/1945م.
-مُحَمَّد قطب: المستشرقون والإسلام، الْقَاهِرَة، دار وهبة،1420هـ/ 1999م.

- مُحَمَّد ماهر حمادة: رحلة الكتاب العَرَبِي إلى ديار الغَرْب فكرا ومادة. بَيْرُوت: مؤسسة الرسالة.
-مَحْمُود حمدي زقزوق: الإِسْلاَمِ في تصوّرات الغرب، الْقَاهِرَة، مكتبة وهبة،1407هـ/ 1987م.

-مَحْمُود حمدي زقزوق: الاستشراق والخلفية الفِكْرِيَّة للصراع الحَضَارِي، سلسلة كتاب الأمة، ع 5، الدوحة، رئاسة المحاكم الشرعية والشئون الدِّينيُة في دولة قطر، 1404هـ/1984م.

-نجيب العقيقي: المستشرقون: مَوْسُوعَةفي التُّرَاث العَرَبِي، مع تراجم المستشرقين ودراساتهم منذ ألف عام، الْقَاهِرَة، دار المَعَارِف،1400هـ/ 1980م.

- وحيد قدورة: بداية الطِّبَاعَة العَرَبِيَّة في استانبول وبلاد الشام، مَطْبُوعَات مكتبة الملك فهد الوطنية، الرِّيَاض، ط2،1431هـ / 2010م.

- يَحْيَى مَحْمُود جنيد: تَارِيخِ طِبَاعَة القُرْآن الكَرِيم باللُّغَة العَرَبِيَّة في أَوْرُوبَّا في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، مجلة عالم الكُتُب، م15، ع5 الربيعان 1415هـ، سبتمبر-أكتوبر،1414هـ/ 1994م.

- يَحْيَى مراد: أسماء المستشرقين، دار الكتب العِلْمِيَّة، بَيْرُوت،1425هـ/ 2004م.

- يوهان فوك: تَارِيخِ حركة الاستشراق: الدِّرَاسَات العَرَبِيَّة والإِسْلامِيّة في أَوْرُوبَّا حتى بداية الْقَرْن العاشر، تَرْجَمَة و تَحْقِيق عمر لطفي العالم، دِمَشْق، دار قتيبة،1416هـ/ 1996م.

المراجع أجنبية:

-Azmah, `Aziz. Ibn Khaldun in modern scholarship: a study in orientalism / Aziz al-Azmeh. 1st ed. London:Third World Centre for Research and Pub., 1981..

-Ahmad, Layla `Abd al-Latif. Edward W. Lane: a study of his life and works and of British ideas of the Middle East in the nineteenth century / by Leila Ahmed. London ; New York: Longman, 1978..

-Behdad, Ali 1961-.Split Orientalism: the micropolitics of modern representations Of Europe's Other (England, France). 1990..

-Belated travelers: orientalism in the age of colonial dissolution / Ali Behdad. (Postcontemporary interventions) Durham, N.C.: Duke University Press, 1994..

-Cannon, Garland Hampton, 1924-. The life and mind of Oriental Jones: Sir William Jones, the father of modern linguistics / Garland Cannon. Cambridge [England] ; New York: Cambridge University Press, 1990.

-Cannon, Garland Hampton, Sir William Jones, Orientalist, an annotated bibliography of his works. (Pacific area bibliographies.) Honolulu: University of Hawaii Press, 1952.

-Carter, Steven R., 1942-. James Jones: an American literary Orientalist master / Steven R. Carter. Urbana: University of Illinois Press, 1998..

-Dallmayr, Fred R. (Fred Reinhard) , 1928-. Beyond orientalism: essays on cross-cultural encounter / Fred Dallmayr. Albany: State University of New York Press, 1996.

-Daniel, Norman. Islam and the West: the making of an image / Norman Daniel. Rev. ed. Oxford, Eng.: Oneworld, 1993.

-Dirlik, Arif. The postcolonial aura: Third World criticism in the age of global capitalism / Arif Dirlik. Boulder, Colo.: Westview Press, 1997.

-Emerson, Ralph Waldo, 1803-1882. Indian superstition. Edited, with a dissertation on Emerson's orientalism at Harvard, by Kenneth Walter Cameron. Hanover, N.H., Friends of the Dartmouth Library, 1954.

-Esposito, John L. The Islamic threat: myth or reality? / John L. Esposito. New York: Oxford University Press, 1992..

-Fleming, K. E. (Katherine Elizabeth) , 1965-. The Muslim Bonaparte: diplomacy and orientalism in Ali Pasha's Greece / K.E. Fleming. Princeton, N.J.: Princeton University Press, c1999.

-Germaner, Semra. Orientalism and Turkey / Semra Germaner, Zeynep Inankur ; [translated by NigGr Alemdar and Jeremy Salt]. Besiktas, Istanbul: Turkish Cultural Service Foundation, 1989.

-Gude, Mary Louise, 1939-. Louis Massignon: the crucible of compassion / Mary Louise Gude. Notre Dame: University of Notre Dame Press, 1996..

-Jullian, Philippe. [Les orientalistes. English] The orientalists: European painters of Eastern scenes / by PhilippeJullian ; [translated from the French by Helga and Dinah Harrison]. Oxford: Phaidon, 1977.

-Kaul, Raj Kumar, 1928-. Studies in William Jones: an interpreter of oriental literature / R.K. Kaul. Shimla:Indian Institute of Advanced Study, 1995.

-Kennedy, Valerie. Edward Said: a critical introduction. Oxford, UK ; Malden, MA, USA: Polity Press in association with Blackwell, 2000..

King, Richard, 1966-. Orientalism and religion: postcolonial theory, India and 'the mystic East' / Richard King.London ; New York: Routledge, 1999..

-Kobor, Kelli Michele, 1966-. Orientalism, the construction of race, and the politics of identity in British India,1800-1930 / by Kelli Michele Kobor. 1998.

-Sharafuddin, Mohammed. Islam and romantic orientalism: literary encounters with the Orient / Mohammed Sharafuddin. London: New York: Tauris, 1994..

-Sir William Jones, 1746-1794: a commemoration / edited by Alexander Murray ; with an introduction by Richard Gombrich. Oxford ; New York: Published on behalf of University College by Oxford University Press, 1998..

-Tchen, John Kuo Wei. New York before Chinatown: Orientalism and the shaping of American culture,1776-1882 / John Kuo Wei Tchen. Baltimore, Md.: Johns Hopkins University Press, 1999.

-Thornton, Lynne. Women as portrayed in Orientalist painting / text by Lynne Thornton. (Orientalists ; v.3.) Paris: ACR Edition, 1985.

-Toomer, G. J. Eastern wisedome and learning: the study of Arabic in seventeenth-century England / G.J. Toomer. Oxford: Clarendon Press ; New York: Oxford University Press, 1995..

-Visions of the East: orientalism in film / edited by Matthew Bernstein and Gaylyn Studlar. New Brunswick, N.J.: Rutgers University Press, 1997.

-Walbridge, John. The wisdom of the mystic East: Suhrawardi and platonic orientalism / John Walbridge. (SUNY series in Islam) Albany: State University of New York Press, 2001.

***