البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

الإمام زين العابدين عليه السلام في فكر المستشرقين (دراسة وتحليل)

الباحث :  كريم جهاد الحساني
اسم المجلة :  دراسات استشراقية
العدد :  15
السنة :  السنة الخامسة - صيف 2018م / 1439هـ
تاريخ إضافة البحث :  August / 11 / 2018
عدد زيارات البحث :  3310
تحميل  ( 542.374 KB )
مقدّمة

لقد أصبح الاستشراق اليوم علماً له كيانه ومنهجه، ومدارسه وفلسفته، ودراساته ومؤلفاته، وأغراضه وأتباعه، ومعاهده ومؤتمراته، فصار حقاً على الباحث أن يُعنى بتحديد المفاهيم والأفكار التي تبّنتها تلك الأقلام؛ إذ لعب الاستشراق دوراً خطيراً في حياة الأمة الإسلامية، عبر قرون طويلة، وكان له من النتائج السلبية والإيجابية ما يعرفه المتخصصون في الدراسات الاستشراقية والمثقفون وغيرهم .
وتناولت نهضة المستشرقين التراث الاسلامي عن طريق جمع الوسائل المتاحة في الحصول على المعلومات، ولم يقفوا منه عندها فيموت بين جدران المكتبات والمتاحف والجمعيات، وإنما عمدوا إلى دراسته وتحقيقهِ ونشره وترجمته وتصنيفه من حيث النشأة والتطور .
ونحنُ اليوم بصدد الدراسة الاستشراقية للتاريخ الإسلامي وتحديداً عن عميد من عمداء آل محمد 9 ألآ وهو الإمام علي بن الحسين زين العابدين7، وقد حاولنا فيها تناول آلآراء ودراستها وتحليلها عن هذه الشخصية العظيمة تحت مَظلة المفكرين من المستشرقين، وما أخرجوا لنا من أفكارٍ وآراء قد عُنيَ بعضهم بدراستها دراسة دقيقة من كل الجوانب، والآخر قد مرَّ عليها مرور الكرام.
وقد أَقمنا على هذه الدراسة عدة مقدمات أساسية لرفد هذا البحث من خلال بيان مقام شخصية الإمام علي زين العابدين7، أما ما وردَ من الآراء الاستشراقية، فكانَ لِزاماً علينا وضع اللمسات الحقيقية؛ لذلك تمَّ طرح تلك الآراء ودراستها دراسة تحليلية بعيداً عن الحقد والعصبية للوصول إلى الحقيقة التاريخية التي لابد للباحث منها.

الفصل الأول
هوية الامام زين العابدين 7 في المنظومة الاستشراقية
ربما يقول البعض إنَّ المعلومات المتوفرة عن حياة الامام علي بن الحسين زين العابدين7وسيرته الشخصية عند مؤرخي المستشرقين قليلة جداً لا تتناسب مع ما قامَ به من الأدوار العلمية والدينية والاجتماعية،إلاَّ إننا ومن خلال مراجعة بسيطة لما كتبهُ المؤرخون المسلمون عن هذه الشخصية العظيمة، وتجاهلهم عن سيرته مقارنةً بما أسهبوا في كتاباتهم شخصياتٍ اسلامية لم يكن لها ذلك الدور الفعّال في التاريخ الاسلامي، عند ذاك ترتفع الغرابة في تجاهل المؤرخين من المستشرقين الحديث عن حياته صلوات الله وسلامه عليه، لذلك عزت المستشرقة الايطالية (لورا فاغليري)([1])   أسباب ذلك التجاهل عند مؤرخي المسلمين عن هذه الشخصيات الى أوامر السلطتين الأموية والعباسية الكف عن ذكر وتدوين مناقب أئمة أهل البيت العقدية والتاريخية، ويُغيّبوا سيرتهم عليهم السلام، ومكانتهم العلمية، قائلةً :
«إنَّ هؤلاء الرواة والمؤرخين كانوا يخافون السلطات الاموية والعباسية ويخشونها خوفاً على مصالحهم المادية، ولهذا السبب غيّبوا مناقب الأئمة الأطهار، وبالغوا كثيراً الى درجة متطرّفة بعدم ذكر أسماء الأئمة»([2]).   
إلاَّ إنَّ هذا التجاهل لم يمنع من إسهام بعض المستشرقين الملحوظ في الكتابة عن الأئمة وعلى الخصوص إمامنا زين العابدين7. صحيح إنها لا يمكن موازنتها عدداً بالدراسات الاسلامية الاخرى، ولكنها دراسات قيّمة أيضاً، فمثلاً المستشرق الألماني (جيولوس هل)([3]) قدّم بحثاً عن الامام زين العابدين7، نشره في كتاب حقّقهُ المستشرق الالماني المعروف (فايل)([4]) سنة 1915م، درسَ فيه حياة الامام7 وورعه عن أمور الدنيا([5]).
ونشر المستشرق الايطالي (كابيزوني) دراسة حول عصر الامام7وما أولدته الانقسامات والنزعات الشيعية أنذاك،نشرها في مجلة R.S.O سنة 1991م([6]).
وتُعد دراسة المستشرق الالماني(مادولنك)([7])من الدراسات القيّمة عن سيرة الامام زين العابدين7، نشره في دائرة المعارف الدينية بعنوان : علي بن الحسين، والآخر بعنوان : الامام القاسم بن ابراهيم والزيدية، نشرها في برلين سنة 1965م([8]).  
ومن خلال ماسنعرضهُ من سيرة الامام7 الشخصية سيتّضح للقارىء الكريم ما أفرزته المنظومة الاستشراقية من الدراسة عن حياته عليه السلام .

■  المبحث الأول: الاسم والنسب الوضّاح:
اتفقَ المستشرقون على تسميته وتسمية أبيه عليهما أفضل الصلاة والسلام، وذِكرِ نسبهِ الشريف الذي هو من صميم الاسرة العربية الهاشمية، ومن الذين صرّحوا بهذا النسب: (دونالدسن)([9]) في كتابه : عقيدة الشيعة([10])، و( كوهلبرغ)([11]) في بحثه الموسوم : زين العابدين علي بن الحسين([12])، و( كوربان)([13]) في كتابه : الشيعة الاثنا عشرية([14])، و( سزكين)([15]) في كتابه : تاريخ التراث العربي، الذي عرّجَ على نسبه الشريف وأكدَّ على انه حفيد علي بن أبي طالب، قائلاً:
«هو زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، حفيد علي بن أبي طالب»([16]).

الأُم :
أما أُمّهُ فقد أختلف مؤرخوا المسلمين فيها، فأغلب الروايات من الفريقين أجمعت على أنها فارسية من بنات ملك الفرس([17]) .
لذلك فقد أكدَّ مؤرخوا الاستشراق على أجمعية هذا القول، ومنهم مؤرخهم المعروف ( دونالدسن)، الذي قال :
«ويذكر معظم المؤرخين الذين تطرّقوا الى حياة زين العابدين الخاصة أنّ أُمّه كانت أميرة فارسية»([18]).
وأشارَ(كونسلمان)([19])عندما تطرّق الى حياة الامام7إجماع الروايات الشيعية على اختيار الامام علي7 لولده الامام الحسين7 أميرة من الفرس، بقوله:
«... وهكذا تقول الروايات الشيعية بأنَّ " عليّاً " ضمَّ لبيتهِ أميرة فارسية وكان ارتقى الأصل الفارسي النبيل بمكانة زين العابدين في نفوس المؤمنين»([20]) .
وعدَّ المستشرق الفرنسي(هنري ماسيه)([21]) انتشار هذا الحديث في البلاد العربية والفارسية وهو أن الحسين بن علي - شهيد كربلاء – كان قد تزوّج ابنة آخر ملك ساساني فارسي، وكانت قد أُسرت أثناء الفتح»([22]) .
واكتفى(كوهلبرغ) بسرد تلك الروايات المختلفة التي ذكرها المؤرخون والتي أشارت الى هويتها ومصيرها دون أن يُقيّمَ صدقها أو كذبها علمياً أو يُسلّط الضوء على مفهومها([23]).
أما المستشرق(يان ريشار)([24]) فقد صرّح بعدم نفيه أو تأكيده لما وردَ من تلك الروايات والتي أحجمَ عن الأخذ بها المؤرخين من رجال الحداثة والذي أطلق عليهم بـ ( الثوريين المعاصرين)([25])، قائلاً :
«وما من نصَّ يسمح لنا بتأكيد ونفي هذه القصة، التي يحجم عنا أو عن الأخذ بها، جماعة الثوريين المعاصرين »([26]) .
أما الاسم المبارك لهذه المرأة الجليلة فقد وردَ في المنظومة الاستشراقية بعدّة أسماء طبقاً لما اختلف فيه المؤرخين؛ إذ ذكر(كوهلبرغ) في مقالته([27]) أسماء عديدة، منها: برّة([28]) وغزالة([29]) وجيدا([30]) وشهربانو([31]) وشاه زنان([32]) الذي هو لقبٌ لها من أمير المؤمنين7ومعناه في اللغة العربية:ملكة النساء أو سيدة النساء،وقيل: إنه كان لقبها وعمدَ الامام أمير المؤمنين عليٌ7الى تغيرهِ بـ( شهربانوية)، وتعني:  ملكة المدينة أو سيدة المدينة؛ ولربما جاء هذا التغيير لاختصاص هذا اللقب بفاطمة الزهراء([33]).

الولادة :
وقع الاختلاف في ولادة الامام 7زمانياً ومكانياً، فتضاربت الأقوال في الزمان الذي كانت فيه ولادته، فعلى المشهور إنَّ ولادته كانت سنة 38 للهجرة([34])- 658 للميلاد، وهو ماذهبَ إليه الالماني الدكتور ( سزكين) في كتابه : تاريخ التراث العربي([35]).  
وذكره (كوربان) باتحادٍ مع سنة 36 للهجرة([36])/ 656للميلاد([37])، و(دونالدسن) على إنه قضى سنتين من عمره في زمن الامام علي7المتوفى سنة 40ه([38]). وعدَّهُ (كوهلبرغ)([39]) مع أنحاءٍ أُخر من سنين: 33([40])و36و37([41]) للهجرة.
أما مكان ولادته فقيل : إنه ولد في المدينة (يثرب) على المشهور([42])، وهو ما أثبتتهُ أغلب الدراسات الاستشراقية عند ترجمتها للإمام السجاد7على انه المكان الذي حظي بولادته صلوات الله وسلامه عليه .
ولكن أرباب التحقيق يذهبون الى إنَّ ولادته كانت في الكوفة؛ وذلك لما أجمع عليه الرواة والمؤرخون انه ولد قبل وفاة جدّه أمير المؤمنين بسنتين([43])؛ إذ لم يُقم الامام الحسين 7 وأفراد عائلته خارج الكوفة طيلة خلافة الامام علي7 ([44]).

الكُنية واللقب : 
تَرجمَ المستشرق اليهودي(كوهلبرغ) نبذة عن سيرة الامام7الشخصية، وقال في مَعرَضِ كلامه عن كُناه صلوات الله وسلامه عليه، إنها وردت على أنحاءٍ مختلفة([45])، وذكر منها : أبو عبد الله([46])، و أبو الباقر([47])([48]).   
أما ألقابهُ عليه السلام فقد أجمعت الدراسات الاستشراقية التي أسهمت بدراسة سيرته الشخصية التصرّيح باللقب المعروف بـ ( زين العابدين) الذي أشتهر به، حتى صارَ إسماً يُردّدونه كلما ذكروه في دراساتهم عن أئمة أهل البيت :، ولم يُلّقبوا به أحدٌ سواه من الشخصيات الاسلامية، كما جاء ذلك على لسان(ريشار) مثلاً، بقوله:
«وقد سُميَّ الامام الرابع علي بن الحسين الذي نجى من مذبحة كربلاء اسم زين العابدين، كلقب لُقبَّ به »([49]).
وقد أضفى(هنري كوربان) على هذا اللقب ترنيماتٍ جميلة تنمُّ عن روحية الامام 7العرفانية، وشارحاً باختصار معانيه، قائلاً :
«علي زين العابدين "زينة المتقين" ، " مَن كان في عبادةٍ دائمة"»([50]).  
ورفعَ (دونالدسن) من شأن هذا اللقب بجعله الاسم المسجّل له في الجنة، قائلاً:
«واشتهر بالحزن والبكاء بعد شهادة أبيه، وحُسن التعبد، حتى لُقبَّ بزين العابدين، وبهذا الاسم يُنادى يوم القيامة »([51]).   
وأشارَ مستشرقنا الى لقبٍ آخر([52]) أُشتهر به الامام7، وكان يعتّزُ به كثيراً، وهو( ابن الخيرتين) لقوله 9 : «إنَّ لله من عباده خيرتين، فخيرتهُ من العرب قريش ومن العجم فارس »([53]) .
وذكر(كوهلبرغ) مجموعة من الالقاب الاخرى له، وشارحاً لمعانيها على وجه الاختصار، فجاءت هكذا :
«السجاد " الذي يسجد على نحوٍ دائم" ، والزكي " الطاهر" ، وذو الثفنات " يشير الى الثفنات على الجلد في أماكن التي تُلامس الارض في السجود" »([54]).                 

■  المبحث الثاني: مكانتهُ وأقوال المستشرقين فيه:
أدلى رجال الفكر والعلم والمعرفة من المستشرقين على تعظيم شخصية الامام زين العابدين 7والاعتراف له بالفضل والتفوق العلمي على غيره من عصره، وما قام به في تكوين الثقافة الاسلامية، وتنمية الفكر الانساني، وقد اتفقت كلماتهم على أنه أسمى شخصية علمية عرفها العالم العربي والاسلامي، وأحد أكثر العلماء المسلمين علماً ومعرفةً في عصره، ولعب دوراً بارزاً في تاريخ الاسلام من كلتا وجهتي النظر الدينية والفكرية، فهو قائد وعالم كلام على المستوى العالمي، كما شكلَّ مرجعاً في تفسير القرآن وأحاديث النبي محمد 9 وكل ما يتعلّق بشعائر الاسلام وطقوسه وأعرافه، ونعرض هنا الى بعض ما أثرَ عنهم من كلماتٍ قيّمة في الإشادة بفضل هذا الامام العظيم :
 كارل بروكلمان([55])  :    
« علي بن الحسين زين العابدين، وهو أحسن الناس وجهاً »([56])  .  
 مونتغمري وات([57]) :
« إنَّ الامام زين العابدين... وضع أُسس الشرعية الدينية للحركة الشيعية بحسب مفهوم الولاية »([58]) .
  دوايت دونالدسن :
« هو من البكائين الخمسة أو الستة في تاريخ العالم »([59]).  
هنري كوربان :
« علي زين العابدين السجاد زينة المتقين »([60]) .
إيتان كوهلبرغ :
« علي برهنَ على رحابة الصدر حتى مع مَن أخطأ بحقد »([61]) .

أبيات مديح الفرزدق في ذاكرة المستشرقين :
يوصف الفرزدق من شعراء العرب الكبار ممّن غمرتهُ قيمُ أهل البيت: وآمن بسمو ذات الامام زين العابدين7 وقداسته، وقد إنبرى في ميميته الخالدة التي إرتجلها للإشادة بمواهب الامام7المعرفية، وذلك حينما أنكر الخليفة الاموي هشام بن عبد الملك معرفته أمام أهل الشام لئلا يفتتنوا بمعرفة الفرزدق لهم، وعلى أثرها أُعتقلَ وأودعَ السجن. والقصيدة تربو على ( 27) بيت، مطلعها :
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته                    والبيت يعـــرفهُ والحـل والحرم
وتميّزت هذه القصيدة على بقية الشعر العربي بالخلود على امتداد التاريخ؛ لذلك لم تَغب عن ذاكرة المستشرقين، لما لها من المديح العالي لمكانة ومقام الامام زين العابدين7، وإنسجام أبياتها بهذا اللون من الجمال؛ فالمستشرق الالماني المعروف (جيولوس هل) قدّمَ بحثاً مهماً عن الشاعر الفرزدق والامام علي بن الحسين زين العابدين7، نشره في كتابٍ حققهُ المستشرق الالماني ( فايل) عام 1915م([62]).
كما أثبتَ هذه القصيدة ونسبتها(بروكلمان) في موسوعته لتاريخ الادب العربي، وأشادَ بوفاء الفرزدق للامام السجاد7رغم الروايات الادبية التي قدحت في خُلق الشاعر واستخفافه بالدين والمقدسات على حدِ قوله([63]).
وأكدَّ صحة نسبة الأبيات الشعرية التي تظمنّت مديحاً للامام7وإنها من نظم الفرزدق، المستشرق(هيورت)([64]) في كتابه الموسوم: تاريخ الأدب العربي، بقوله:
«كان الفرزدق أحد المناصرين لأحفاد النبي محمد وأحقيّتهم في الحكم، كان موقفه مُشرّفاً من خلال النظم الشعرية التي تضمّنت مديحاً للامام زين العابدين، ولقد سُجنَ نتيجةً لذلك»([65]).  
واستنتجَ (دونالدسن) حراجة موقف الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك وغضبه من وجود الفرزدق الشاعر ونظمه قصيدة في مدح الامام زين
أما المستشرق (كوهلبرغ) فقد شككَ في نسبة هذه القصيدة ونسبتها للفرزدق وبحضور هشام بن عبد الملك بن مروان، حينما قال :
« روي هذا المديح بصيغٍ مختلفة، يُحكم أن تكون غير موثوق بها على الأغلب أو بصورة تامة »([67]).    
ونحسبُ أن (كوهلبرغ) قد تأثر بكلام أبي الفرج الاصفهاني في كتابه الأغاني، وتشكيكه بنسبة هذه القصيدة دون أن يُعيّن بالدليل الشاعر الذي تُنسب اليه([68])، مع تظافر الروايات كُلّها على نسبتها للفرزدق، وعدم محاولة الاصفهاني الطعن في الرواية بتكذيب رواتها، وقد علّق على هذا التشكيك الشيخ محمد أبو زهرة([69])، فقال :
«وإنّا لانرى ذلك الشك سائغاً أو يتفق مع المنهاج السليم في دراسة الروايات»([70]).
مسار العلوم وتأريخ الشيعة في عصر الامام 7:
كان دأب أهل بيت رسول الله 9  بعد واقعة كربلاء نَشر ما حلَّ بالإمام الحسين7 وأهل بيته وأنصاره، إذ قضى الامام زين العابدين7 سنيّ حياته بالبكاء على أبيه، بعد أن كان الناجي الوحيد مع الاطفال والنساء في واقعة كربلاء كما يقول الفرنسي ( إنطوان صفير)([71]) :
« قُتلَ - الحسين – هو وأصحابه وأفراد عائلته فيما عدا الأطفال والنساء وأحد أبنائه الذي كان مريضاً هو علي بن الحسين السجاد »([72]). 
وشهد عصره أحداثاً جساماً، وثوراتٍ عارمة؛ لكونه مرحلة انتقالية خطيرة في تاريخ الاسلام، فانقسم فيه الناس الى شطرين، شطرٌ من الناس الى العلم، وشطرٌ الى السياسة، ممّا حدا بالامام7أن يكون في عُزلة عن هذا التطاحن الدنيوي مبتعداً عن السياسة. وهو ما عرضهُ المستشرق ( فايل) من موقفه رفض التدخل في الامور السياسية، بل عدم الانشغال بتلك الاحداث بعدما شهدَ من الآمٍ ومحن على إثر فاجعة كربلاء التي تُثير في أعماقه كل مشاعر الحزن والأسى، وبعد أن عانى ما عانى وهو مريضٌ من الآم التعذيب والقيود التي سلّطها العُتاة الامويين([73]).
وهذا ما أكدت عليه المستشرقه (الرزينة ر. لالاني)([74])، قائلةً:
« دفعت الصدمة التي أحدثها اختبار كربلاء، بابن الحسين علي زين العابدين، الى تجنّب الانغماس في السياسة بأقصى مايستطيع. فعندما ثار أهل المدينة ضد يزيد سنة 63ه / 683م، ترك زين العابدين المدينة الى أرضٍ له في ضواحيها([75]). وعندما هزمَ جيش يزيد بقيادة مسلم بن عقبة أهل المدينة، فيما بعد، في معركة الحَرة، وحاصر المدينة ونهبها، لم يتعرّض زين العابدين وأُسرته بسوء. وهناك علاوةً على ذلك، دليل على ان زين العابدين أُعفي من مبايعة يزيد في حين أُكره بقية سُكّان المدينة الاخرين على فعل ذلك([76]) »([77]).
ثم تقول: «وحافظ زين العابدين في خضّم هذا الصراع على الخلافة، على موقفه الحيادي، وكانت الكوفة لاتزال تضم العديد من الشيعة الذين رغبوا في القيام بشيءٍ ما، على الرغم من فشل التوابين »([78]) .
وسارَ على هذا الرأي المستشرق ( كوهلبرغ) من ان الامام7 تَبِعَ سياسة  الصمت جرّاء تلك الأحداث السياسية فكانت علاقته بالسلطة الحاكمة آنذاك غير متوترة لدرجة أنهم لم يُجبروه على مُبايعة يزيد بعد وقعة الحرّة([79]) .
فأغلب الدراسات الاستشراقية تذهب الى أنّه عليه أفضل الصلاة والسلام لم يُبرز على الساحة الاسلامية سياسياً، كما قال الالماني ( هاينس هالم)([80]) :
« توفي – زين العابدين بن الحسين – سنة 94ه / 713م من دون أن يبرز سياسياً »([81])

نشوء الحركة العلمية :
كاد يتفق المؤرخون من المستشرقين على إنَّ الإمام زين العابدين 7إنكبَّ على الشؤون الدينية ورواية الحديث والتعليم، وأنّ مهمته كانت الانصراف الى بث العلوم وتعلّم الناس، وتربية المخلصين. فرغم الانعزال السياسي إلاَّ ان الشيعة كانت ترجع إليه في شتى المسائل حتى غدا بيته والمسجد النبوي معهداً لطلاب العلم من أهل المدينة والوافدين من كل مكان، فتخرّج العلماء والفقهاء من مدرسته العلمية([82]).
لذلك يرى المستشرق(كوهلبرغ) في مقالته التي تُرجمت الى اللغة العربية، ونُشرت في المجلة المعروفة (دراسات استشراقية)، إنَّ هذا الانعزال والقعود أسس للدعوة الدينية للإمام7وأصحابه، وتمكنوا من تأسيس أساس للامامية، قائلاً :
« وبعد هذه الحادثة – كربلاء – رجع الابن المتبقي من ذرية الحسين (أي زين العابدين) الى المدينة وبدأ مع أصحابه فترة القعود. فقد ذهب هؤلاء الى إنَّ الافضل هو الانتظار الى أن يُهيىء الله تعالى زماناً لتحقق تلك الاطراف، وبعد انعزالهم عن القيام لتسلّم الحكم، بدؤوا بتوسيع نطاق الدعوة الدينية في رسالتهم بقوة، وبهذا تمكنوا من تأسيس أساس للامامية بوصفها حركة مستقلة ومتمايزة »([83]).
وانبرى الامام7في تلك الفترة التصدي الى جمع الحديث وتدوينه بسبب المنع الحكومي آنذاك من رواية الحديث ونقله وكتابته، فتخرّج من مدرسته مجموعة كبيرة من الرواة نقلوا عنه الحديث ونشروه كما يذهب لذلك (كونسلمان)، إذ يقول: «كان له كثير من التلاميذ، فقد انتشر مذهب التشيع في عهده انتشاراً كبيراً»([84]) .
وقد عُرفَ الامام السجاد 7 من رجال الثقة عند أهل الحديث، كما قال ابن سعد في الطبقات : كان « ثقةً مأموناً كثير الحديث عالياً رفيعاً ورعاً»([85])، وقد أكثر من نقل الحديث وروايته حتى أفاد علماً جماً، كما قال النسابة العمري([86]).
وانطلاقاً من كونه صلوات الله وسلامه عليه من رواة الحديث فقد ذكره المستشرق(سزكين)، حينما قال: « وروى عن والده وعمّه الحسن، وابن عباس وابي هريرة، وعائشة وغيرهم. وروى عنه ابنه زيد، والزهري، وغيرهم، وقد مدحه الزهري بأنه أكبر فقيه»([87])،([88]).

الفصل الثاني
إمامة علي بن الحسين 7 رؤية إستشراقية
■  المبحث الأول: الإمامة في الدراسات الاستشراقية:
 الإمامة واحدةٌ من تلكمُ التحولات الخطيرة التي شهدت وضعاً دينياً مختلفاً بين المسلمين، فهي ليست مسألةٌ عابرة سطحية إحتوت البساطة في مجرياتها، بل كان لها الأثر الأكبر عمقاً في إمتداد الرسالـة الإسلاميـة والأكثر تأثيراً في سير خطّها الطويل.
وحيث إنَّ مسألة الإمامة تتعلق بجوهر الرسالة السماوية وتكملة الإنجازات النبوية التبليغية، وتكمن في إبراز وصاياها التي لا تنقسم ولا تفترق عن الأوامر القرآنية التي صدرت عن الباري عزوجل في إثبات القوانين اللازمة على صاحب تلك الرسالة النبي محمد 9 ، ومن ثم على المسلمين الالتزام بها والسير عليها وهو ما جاء في قوله تعالى : )يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ(([89])؛ لذلك فقد حدد القرآن الكريم الواقع السياسي والهيكلية الإدارية للمسلمين في حالة انتقال المُبلّغ الأول وصاحب الرسالة إلى الباري عزوجل، ولم يشأ أن يضع المسلمين في حالة الحيرة؛ لأنّ القرآن الكريم كان قد رسمَ الخطوات الأساسية المهمة للمسلمين، وليس من الصحيح أن يتركهم سداً يقعون في غيّهم وحيرتهم .
ولكن في حالة عدم التزام المسلمين بما صدرَ عن المُدبّر الأول وواضع القوانين لهذا الكون، فإنّ الويلات سوف تحِلُّ بهذا المجتمع الذي سوف ينحدر إلى الهاوية، وهذا ما حدث بالفعل وأدى إلى سلسلة من الصراعات والنزاعات بين المسلمين أنفسهم الذين رفعوا شعار «لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله» ، والتي هي راية بني هاشم، وراية بني أُمية، بعد أن أولدت خلافات عميقة كانت أسبابها تتعلّق باليوم الأول الذي رحلَ فيه المبلّغ للرسالة الإلهية .
وقد أسهمت بعض الدراسات الاستشراقية لمحور الإمامة في بيان الخطوط العريضة والواقعية لمعتقدات الشيعة أمام العالم، ولم تقتصر تلك الدراسات والتوجهات على مدرسة من المدارس؛ بل اتسعت اهتماماتها على عدد من المدارس الاستشراقية، كالمدرسة الألمانية أو المدرسة البريطانية أو المدرسة الفرنسية أو المدرسة الأمريكية، وهكذا في بقية المدارس الأوروبية .
لذلك فقد أنجبت تلك المدارس عدداً لا بأس به من الدراسات القيّمة  في هذا المحور – الإمامة -، إذ جاءت تارةً في بحوث مستقلة، وأخرى وردت ضمنية من خلال الدراسات المتعقلة بعقائد الشيعة، ومن تلك المدارس الذائعة الصيت هي المدرسة الألمانية، فجاءت دراسات المستشرق الألماني (اشتروطمن)([90]) والتي تناولها في كتابة المعروف « الزيدية»، الذي ألفه سنة 1912م، مصدراً مهما للمستشرقين الألمان من بعده، ثم تأليفه بعد عشر سنوات أي سنة 1926م كتابه «الشيعة الإثني عشرية»([91]) مستنداً ومعتمداً على المصادر الشيعية في بيان نظرية الإمامة.
أما بحوث المستشرق (مادلونغ) المثيرة للجدل فقد ركّزت على عقيدة الشيعة في الإمامة والتي نشرها في دائرة المعارف الدينية بعنوان «الإمامة»، وأشارَ فيها إلى ان الإمام عند الشيعة هو قائد السلطة الإلهية والسياسية في آنٍ واحد بما يعادل مفهوم divinely guider، ثم كتب بحثاً آخر في دائرة المعارف الاسلامية تحت عنوان«إمامة Imama»، تناول فيه نظرية الامامة عند مختلف الفرق الاسلامية. ووقف عند هذا المحور في بحوثه الخاصة عن العلامة الطوسي ورسالته الموسومة بـ«رسالة في الإمامة».
وقام المستشرق الالماني (كارل هاينرش)([92]) بدراسةٍ وقفَ فيها على عقيدة الشيعة في الإمامة تحت عنوان «إمامة»، وهي دراسة لكتاب «الامامة» للمرحوم محمد جواد مغنية الذي طُبع بعنوان : «الشيعة والحاكمون» .
وأسهمت المدرسة البريطانية في ميدان عقيدة الشيعة في الإمامة، فكان المستشرق (دوايت دونالدسن) أول مَن كتبَ كتاباً كاملاً حول التشيع حملَ عنوان : «عقيدة الشيعة»، وهي رسالته التي قدّمها في الدكتوراه عن الأئمة الاثني عشر، وقد ضمّنهُ بحثاً خاصاً في وجوب الامامة .
وقدّمت الدراسات الأمريكية في الإمامة وما يتعلق بها، بحوثاً مهمة كانت هي الأخرى الى جانب أخواتها من المدارس المتقدّمة مرتعاً للتحليل والتمحيص عنه، إذ صدرت عدد من الملفات كان أهمها ما كتبه المستشرق تكاميتسو سثيمامتو كتابه «القيادة أو الإمامة عند الشيعة الإمامية الاثني عشرية»([93]) .
أما المدارس الاستشراقية الأخرى الأوروبية وغيرها، فهي الاخرى أسهمت في تخريج دفعة من المستشرقين أخذوا على عاتقهم دراسة الامامة عند الشيعة والفرق الاسلامية الاخرى،إذ قدّمَ المستشرق الإيطالي(كابيزون) بحثاً عن الكيسانية والامامية حول مسألة الامامة في حال أبو خالد الكابولي([94])، ونشر الدراسة سنة 1992م([95]).
وظهر لنا المستشرق الارجنتيني( لويس البيرتو فيتور) بدراسة قيّمة نقدّية عن الاسلام الشيعي أفردَ فيها فصلاً حول مسألة الإمامة، فضلاً عن ولاية الأئمة والسلطات الدينية والدنيوية وقد لعب الحوار مع الديانات في القرن الحالي دوراً مهماً في تقارب الثقافات ومعرفة الأفكار، وقطعَ أشواطاً بعيدة، وبفترة زمنية قصيرة؛ وذلك لما بيّن من الحقائق الناصعة التي كانت خافية على أذهان أغلب المستشرقين من الباحثين وكان للحوار المسيحي – الإمامي على وجه الخصوص، الأثر الواضح في تنمية العلاقات الفكرية؛ وذلك من خلال المؤتمرات التي فتحت باباً لطرح المرتكزات الدينية الاسلامية العقائدية ومنه محور – الإمامة - ؛ إذ تَطلّبَ تجديداً في الفكر الديني والموقف من الآخر، ومن ثمَّ وضوح السيرة وبيان العقيدة الحقّة من المنبع الأصلي .
وهنا يبرز دور أتباع أهل البيت:والسائرين على نهجهم، فالإمامية لم يقفلوا باب الاجتهاد، وفي فقههم القدرة على التكيّف مع العديد من المستجدات؛ لذلك كانت أهم نتائج تلك الحوارات هو إلتفاف المستشرقين الأوربيين الى التعرّف على هذا المحفز الديني؛ عندها صار التشيع الإمامي على وجه الخصوص موضوع الدراسة في عدد من المؤتمرات المهمة، ومنها مؤتمر (بترسبورغ) وباريس في نهاية الستينيات من القرن العشرين، وقد حضره عدد من علماء الدين لتدارس واقع وطبيعة مذهب الإمامية الإثني عشرية، وقد أٌلقيت فيه بحوث قيّمة في الفرنسية والانكليزية والايطالية وغيرها من اللغات عن التشيع الإمامي، وعقيدة الإمامية .
والأكثر أهميةً أنّ مؤتمراً آخر أعقب هذا المؤتمر تمَّ عقده في باريس أيضاً عام 1971م بعنوان : (التشيع الإثني عشرية) طُبعت بحوثه في جزأين، وكان للاستشراق الأوربي في المؤتمر حضوراً فاعلاً([96]).

الإمامة في فكر المستشرقين :
وقد انطلق بعض عُلماء المستشرقين من زاوية « الإمامة » في دراستهم الأولية للدخول إلى منّصة الخلافة وتعيين النبي 9 الإمام علي7خليفةً على المسلمين، وإن البناء الإلهي الذي وضعه لمحتوى الإمامة كان له دوراً مهماً في توطيده والتركيز عليه عن طريق كتابه المقدس القرآن الكريم، وقد وصفَ الإيمان بالرسالة السماوية للنبي محمد 9 من الركائز المهمة لهذا البناء
ومن هذا المنطلق بدأ أحد أعظم الباحثين والمفكرين المستشرقين في القرن العشرين والحاصل على لقب « العلاّمة » وهو  (ميرسيا إلياد)([97])، يُخطط وبشكل تفصيلي فيما يتعلق بإمامة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 7، وبرزت رؤيته الأولى بإيمان أول شخصين، ذكر وأنثى، آمنا بالرسالة الإسلامية هما خديجة زوجة الرسول 9  ، والإمام علي 7 ابن عمّه([98]).
وهذا الاتجاه الذي خاضَ فيه المؤرخ (إلياد) لم يكن غريباً عمّا تسالم عليه الباحثون في التاريخ الإسلامي من أنهم أي خديجة وعلي، أول مَن آمنوا برسالة النبي 9 ، لكن إصراره وإيمانه بأن علي هو الرجل الأول كان رادعاً على تأكيد وتصريح بعض مفكري المسلمين عن مسألة أول الناس إيماناً هو علي7، لكنه كان صبياً، لذلك لم يعتبروه من الرجال الأوائل الذين آمنوا برسالة محمد 9 ووصفوا غيره بذلك([99])، وهم بتلك الصفة الصبيانية يريدون أن يخضعوا إيمان علي7إلى الإيمان العاطفي الذي شاركَ به ابن عمّه، لا الإيمان العقلاني بالدعوة المحمدية .
وقد ربط (إلياد) كغيره من المفكرين المستشرقين بشأن خلافة الإمام علي7بحادثتي إيمانه وبيعته الأولى المعروفة بـ« بيعة الدار » والتي أنتجت عن تعيينه خليفةً له على المسلمين في المستقبل، وانه الشخص الجدير بحمل أعباء مسؤولية الرسالة المحمدية.
وهذا بالفعل ما أراده الباحث من دمج فكرة الإمامة بفكرة الإيمان وتوصّل من خلالها إلى نتيجة مهمة جداً وحسّاسة تتعلق بقضية استخلاف النبي 9  لابن عمّه وزوج ابنته عليّاً7وقد اختاره فعلاً لهذه المهمة، قائلاً :

( أن يكون محمداً قد اختار علياً كخليفة)([100]).            
 وفي كلامٍ لـ (سديو)([101]) وصفَ الإمام علي7وصفاً منصفاً بقوله:
(وعلي هو من تعلّم حرية الضمير وحضور المجالس المدينة مع ميله إلى القيام بشؤون حياته المنزلية الهادئة، جمع زواج فاطمة في شخصية حقوق الوراثة وحقوق الانتخاب، ووجبَ على كل واحد أن ينحني أمام صاحب هذا المجد العظيم)([102]). 
أما في عهد خلافة الإمام علي7فقد وصفَ المستشرق (ألفرد جيوم)([103]) عهدهُ بداية الانقسامات التي لم تنته قط بين المسلمين، إذ ان عائشة زوج النبي 9 ومعها طلحة والزبير كانوا معارضين لحكم الإمام علي7وقد هزمهم في الموقعة المعروفة باسم (واقعة الجمل)، وقتلَ طلحة والزبير، ولم تكن هذه الحادثة بداية المتاعب فحسب فقد كان هناك خصمٌ آخر وهو معاوية بن أبي سفيان، ابن عم الخليفة المقتول الذي كان عثمان قد عيّنهُ وآلياً على الشام، ممّا حدا به المطالبة بدمه([104]).

آل علي والاستخلاف في الحكم:
لقد تبنت بعض الدراسات الاستشراقية الموقف الذي يؤيد استخلاف الإمام علي7في حكم المسلمين ومن بعده في ولدهِ الحسن والحسين7وذريته:، وأكدوا على وجهة النظر الشيعية التي تقول بأنّ النبي 9 قد عيّن ابن عمه علي بن أبي طالب7 ، إذ ذكر المستشرق (ادوارد براون)([105])، إنّ النبي عيّن الإمام علي كقائد روحي للإسلام كي يخلفه، ثم يصل إلى نتيجة ٍ فحواها، إنّ كل من الخلفاء الثلاثة قد اغتصبوا حق الإمام علي7بالتوالي، ورغم انه انتخب كخليفة بعد مقتل عثمان إلاّ انه اغتيلَ بعد فترة وجيزة من الحكم المضطرب الذي استمر خمسة سنوات (656- 661 م)([106])  .  
وأكدَ المستشرق (ليونارد بايندر)([107]) بأنَّ الخلافة الأموية جاءت بعد استشهاد الإمام علي7واستخدمت الحزم والقمع مع كل مَن يُطالب بخلافة العلويين في إشارةٍ إلى خلافة الإمام الحسن7، وإنّ الخلافة الأموية لم تكن شرعية؛ بل الشرعية الحقيقية لجمهرة الإسلام تكون في الأئمة الاثني عشر الذين ينحدرون من سلالة الإمام علي7ومن النبي 9 عبر السيدة فاطمة الزهراءI([108]) .  
ويشير المستشرق السويدي (سودربلوم) إلى نظرية الأئمة، وانها تستند إلى عددٍ من الركائز، وإنّ التعاقب السماوي لهؤلاء الأئمة نابع ليس من كونهم ينحدرون من عائلة النبي 9 ومواهبهم فوق البشرية فحسب، بل لامتلاكهم جوهر نور سماوي، وهي قوة إلهية من الله سبحانه وتعالى، وانها روح الله التي انحدرت من آدم7إلى سلسلة من الرجال الإلهيين ووصلت إلى سلف النبي محمد 9 وعلي7عبر فاطمة، لتنتهي هذه السلسة بالإمام الغائب7الذي سيظهر في آخر الزمان([109]) .

رؤية المستشرقين في إمامة زين العابدين7 :
إنَّ حقيقة إمامة الامام علي بن الحسين زين العابدين7 من ثوابت الدين الاسلامي الحنيف عند الإمامية، ومن البديهيات التي لاتقبل الجدل والشك؛ لقيام النص في تعينه على لسان النبي محمد 9 وأهل بيته: ([110]).
وقد كثُر الجدل في الاعتراف بإمامته عليه السلام عند الفرق والتيارات الاسلامية في عصره صلوات الله وسلامه عليه، فالكيسانية قالت بإمامة محمد بن الحنفية، والزيدية قالت بإمامة ولده زيد، ومذاهبٌ شتى أخذتهم الأهواء هُنا وهناك في تعيين الامام المفترض الطاعة.
لذلك ولجَ المستشرقون الخوض في غمار هذه الاختلافات لما للإمامة من أهمية كبرى في الوسط الديني، وبيّنوا رؤيتهم المعرفية عن واقع المسلمين أنذاك، إذ توّصلوا الى إنَّ أهم ما يُميّز الفكر الشيعي عن غيرهم من المسلمين عقائدياً وسياسياً هو مفهوم الإمامة، وهو ما تطرّق إليه(أنطوان صفير) في بحثه الموسوم : ( الاسلام ضد الاسلام)، وإنّ الامام المنصوص عليه من الله تعالى بالنص وبالتالي فهو معصوم عن الخطأ، وإنَّ الإمامة متوارثة حيث ينص كل إمام على من سيخلفه بالاسم الصريح تفادياً للإشكال الذي حدث بعد وفاة النبي، وإنّ الأمر يبقى محصور بنسل النبي وذريته من فاطمة ابنته وعليٌ صهره وابن عمه وربيبه ويستمر في نسل الحسين بن علي حصراً([111]).
إلاّ أنّه وبعد أحداث كربلاء الدامية من قتل الامام الحسين7وذريته وأصحابه سرعان ما انقسم الشيعة في تولي الإمامة، وهنا يُصوّر لنا المستشرق (دونالدسن) هذا الانقسام الشيعي الى كيسانية يُرجّحون تولي الامامة محمد بن الحنفية، وإمامية يتمسكون بوصية الامام الشهيد لإبنه علي زين العابدين([112]) .
وكان نتيجة هذا النزاع ظهور مبدأ الوراثة في سلطة الإمامة كما ذهبت اليه المستشرقة ( الرزينة ر. لالاتي)، بقولها :
« لم يكن هناك من نزاع حول الزعامة بين الشيعة أنفسهم حتى زمن الحسين. فبعد مأساته برزت الاختلافات التي أفضت الى قيام ونشوء مجموعات شيعية متنوعة. وقد اعترفت هذه المجموعات بأئمة تسلسلوا بشكل رئيسي من ذرية الحسين ابن علي من زوجته فاطمة، وذرية محمد بن الحنفية، ابن علي من زوجته خولة من قبيلة بني حنيفة، وبقيت هوية أئمة الشيعة يعني أيّهم ورث سلطة علي -، بالإضافة الى الجدل حول طبيعة سلطته ومداها- على الدوام، أحد الأسباب الرئيسية لوجود ميول واتجاهات عديدة بين الشيعة الذين لم يعودوا، منذ زمن الحسين، مجموعة واحدة ضمن سياق واحدا»([113]).
ويرى (دونالدسن) إنتقال مبدأ الوراثة في الامامة وإن كان من شروط الامامة وجوب تعيين الامام لمن يخلفه، بقوله :
« إنَّ شروط الامامة وإن نصّت نظرياً على وجوب تعيين الامام لمن يخلفه، إلا اننا نلاحظ أنها تنتقل في الحقيقة بالإرث كلما كان الى ذلك سبيلاً. فحين قُتل علي الأكبر ابن الحسين في كربلاء انتقلت الامامة الى ابن الحسين الآخر، وهو علي الأصغر الذي لُقبَّ بعدئذ بزين العابدين»([114]).   
ويقول (دونالدسن)، من إن ابن الحنفية ذهب بعد موت ابن الزبير الى مكة مع ابن أخيه زين العابدين ليقررا أيهما الوارث الحقيقي للإمامة. فقد كان يدّعي أنه أحق منه بها([115])؛ لأنه كان ابن علي بن أبي طالب. لكن زين العابدين طلب منه أن يخاف الله ولا يأتي بهذه البدعة ثم اتفقا على التحكيم أمام الحجر الأسود في بيت الله الحرام فكانت النتيجة في صالح الامام زين العابدين بطبيعة الحال([116]).
هذه القصة التي ذكرها(دونالدسن) تُدلل خلاف رأيه بمبدأ الوراثة دون التنصيص الذي أكدَّ عليه المستشرق( يان ريشار) من قِبل الامام الحي ومنصوصاً عليه كما صرّحت بذلك الامامية، وإن بدونها لايمكن ان تكون الامامة مصدراً شرعياً، قائلاً :
« من حيث المبدأ فإن الوراثة وحدها ليست مصدراً شرعياً. والامام الحي وحدهُ هو الذي يُعين خليفته، بالنص المكتوب، باعتباره الأكثر جدارةً، روحياً، وجسدياً، لممارسة وظائفه القيادية، والأب الامام هو الذي ينقل لخليفته شخصياً، الأسرار الخفية التي ورثها هو أيضاً، نقلاً عن النبي »([117]) .
وقررت المستشرقة ( الرزينة) حسم هذا الموضوع باختيار عقيدة " النص"، وانها متوافقه مع الخلافة الوراثية بشرط إمكانية النص ضمن السلسلة الوراثية، قائلةً :
« أنه في ظل هذه الظروف – الانقسامات – أصبحت عقيدة " النص " مقرّراً حاسماً في اختيار الامام. واشتملت هذه العقيدة على فكرة " التقدير المسبق " التي أُعطيت حقيقتها العلنية من خلال الفعل الرسمي للإمام بالنص على خلفه. وهذه العقيدة متوافقه مع الخلافة الوراثية، لكنها لا تحول دون إمكانية انتقال النص خارج السلسلة الوراثية»([118]) .
ثم أكدت (الرزينة) على أن عقيدة النص هي التي ثبتت إمامة السجاد 7 باستبعاد البقية من آل علي، بقولها:
« تساعد عقيدة النص التي طبّقها الحسين بخصوص ولده علي زين العابدين، في تثبيت إمامته مع استبعاد أولاد الحسن أو أي ذرية أُخرى لعلي»([119]).  
ولذلك اعتبر( كونسلمان) الامام علي بن الحسين زين العابدين7 أول الأئمة الذين تسلموا زعامة المؤمنين عن طريق وراثة الابن لأبيه([120]). وحددَّ مدة إمامته عليه السلام، قائلاً :
« ظل زين العابدين إماماً لمدة 35 عاماً، أي منذ موت أبيه الامام الحسين عام 680م »([121]).
ولهذا صرّح المستشرق (ماتيو تيرّييه)([122]) بهيمنة التيار الامامي الاثني عشري بعد هذاالانقسام داخل البيت الشيعي فيما بعد مأساة كربلاء، قائلاً :
« إننا لن نتبع في هذا الموضع – انقسام الشيعة- إلاّ التيار الذي أصبح مُهيمناً، ألا وهو التيار المسمى " الامامي" أو " الاثني عشري" بعد مقتل الحسين، استمر خط الأئمة من خلال ابنه الذي نجا من المجزرة، وصارت الإمامة بالوراثة»([123]).   
وأشار الفرنسي(هنري كوربان) الى إنحصار لقب الإمام بالأئمة الإثني عشر، وإنَّ الشيعة إنما يعترفون بإمامة إثني عشر شخصاً من أهل البيت:، وإنَّ عِلم الامامة نتيجة بديهية أساسية للفلسفة النبوية، وأنَّهم الأئمة عليهم السلام حقيقة واحدة ونور واحد، وهم أوصياء معارف رسول الله 9 ، وعددهم – كوربان – بحسب ظهورهم التاريخي، فكان منهم الامام زين العابدين7، بقوله :
« ولأنّهم حقيقة واحدة ونور واحد، فإن ما يقال عن إمام منهم يصدق على كل من الاثني عشر الباقين. وهم يتتابعون،بحسب ظهورهم في التاريخ على هذا الشكل: 1- علي، أمير المؤمنين (40ه – 661م) 2- الحسن المجتبى (49ه- 969م) 3- الحسين سيد الشهداء (61ه- 680م) 4- علي زين العابدين (92-711م) 5- محمد الباقر (115ه- 733م) 6- جعفر الصادق (148ه- 765م) 7- موسى الكاظم (183ه-799م) 8- علي الرضا (203هـ- 813م) 9- محمد الجواد التقي (220ه- 835م) 10- علي النقي (254ه- 868م) 11- الحسن العسكري (260ه- 874م) 12- محمد المهدي القائم، الحجة. وقد رددوا جميعاً أنهم أوصياء على معارف رسول الله، ومعارف الانبياء السابقين »([124]). 
وعيّن المستشرق (فلهوزن)([125]) في كتابه : الخوارج والشيعة، خليفة الامام الحسين7 الذي أراق دمه فداءاً لحقَّه بأنّه علي بن الحسين زين العابدين([126]). ورسم الدكتور (جيمس ليندزي)([127]) في كتابه : العالم الاسلامي، خارطة بأسماء الأئمة الاثنا عشرية وضمّنهم الامام علي زين العابدين([128]).

■  المبحث ا  ثاني: الإمام زين العابدين7 في دوائر المعارف الاستشراقية:
قلنا سابقاً إنّ المنظومة الاستشراقية قد عكفت على دراسة الشخصيات التاريخية المهمّة في صدر الإسلام وما بعده، فكان موضع إهتمام عند أغلب المستشرقين الذين تفاوتت آراءهم بين مؤيدٍ ومُعارضٍ لتلك الشخصية، والبعض عرضهُ بأسلوبٍ تاريخي دون الولوج في التحليل والنقد لهذا أو ذاك .
ولكن هناك الكثير من المؤاخذات على أغلب تلك الآراء والدراسات التي تحاملت على آل الرسول من الأئمة:بالحقد والكراهية والتعصب، وهذا ناتج لا محالة عن القصور الذهني، والاعتماد على بعض المصادر التاريخية لدى المسلمين التي صنعتها أيادي السلاطين، وأنتجتها تلك العقول التي لا تحمل سوى الحقد والكراهية لآل البيت :؛ ولعلَ بعض هذه الآراء جاءت بوحيٍ من المبشرين الذين غزو العالمين العربي والإسلامي، وأرادوا تغطية الفشل الذي وصلوا إليه، فعمدوا إلى تشويه الحقيقة التي هي أَبين من الشمس في واضحة النهار.
وقد وقع الاختيار في دراسة مادة موضوعنا على دائرة من دوائر معارف المستشرقين العالمية، وهي : " دائرة المعارف الاسلامية "، والتي دوّنت فيها بصمات مجموعة من مؤرخيها الذين أخذوا على عاتقهم دراسة التاريخ الإسلامي، وتحت إشراف هيئآت متخصصة، وقد عملت هذه الموسوعات على تنمية الفكر الجماهيري في العصر الحديث، ، إذ أكبَّ فريقٌ كبير من علماء الغرب المستشرقين على دراسة تراث الحضارة الإسلامية العظيمة، بما فيه من دينٍ سمحٍ رضيٍ كريم، ومن لغةٍ غنيةٍ بمفرداتها، جميلة برسم حروفها، ومن أدبٍ يُصوّرُ نبضات القلوب وخلجات النفوس،ومن حُكمٍ وتشريع لم تصل الإنسانية بعدُ إلى خيرٍ منهما.
وقد أذاع هؤلاء المؤرخين كثيراً من دراساتهم في كتبٍ عدة ومجلاتٍ عامةٍ وخاصة، ثم رأوا منذ بداية القرن العشرين أن يجمعوا خُلاصة أبحاثهم في كتابٍ جامعٍ يتّبعون فيه منهج القواميس والمعاجم، فكتبوا هذه الموسوعة باللغات الاوربية الكبرى، الانجليزية والفرنسية والالمانية، وهي ليست مجهود فردٍ واحد، وإنّما هي ثمرة مجهودات أعلام المستشرقين، كتب كل منهم فيما تخصصَّ فيه من علمٍ وفنٍ، حتى صارت فصولهم نماذج في العمق والبحث والتحقيق، ومن هؤلاء الأعلام المستشرقين الذين وردت أبحاثهم في هذه الدائرة :
فنسنك([129])، هوتسما([130])، أرنولد([131])، هفنسنج، بروفنسال([132])، لامنس([133])، ياسيه، هرتمان([134])، جِيب .
وقد تُرجمت هذه الدائرة إلى اللغة العربية إعتماداً على الاصلين الانجليزية والفرنسية، وقامَ ثلّة من الرجال بترجمتها، وهم كلٌ من :
الاستاذ أحمد الشنيناوي، الاختصاص في الفلسفة والتاريخ .
الاستاذ ابراهيم زكي خورشيد، الاختصاص في التاريخ .
الاستاذ عبد الحميد يونس .
الاستاذ حافظ جلال .
وتمتاز هذه الدائرة بذكر المراجع عقب كل بحث استكمالاً للمنهج العلمي، أضف إلى ذلك أنّهم قصروا أبحاثهم على ناحية واحدة من المعرفة الإنسانية هي تراث الإسلام وما يتصل به؛ ولهذا أطلقوا عليها : « دائرة المعارف الاسلامية ».  
 وهنا نضع بين يدي القارئ الكريم ما وردَ في هذه الدائرة عن الإمام زين العابدين7 في نسختها الإنكليزية، وقد توّخينا الدقة في النشر، إذ لم نحصل على النسخةالعربية، بعد أن طُبع منها خمسة عشرة جزءاً فقط، وليس في هذه الاجزاء المادة الخاصة بالامام زين العابدين7، وطُبعت في الشارقة ثلاث وثلاثين جزءاً باللغة العربية، إلاّ انه مع الأسف تمَّ حذف المادة الخاصة بالامام زين العابدين7 لذلك سعينا في الحصول عليها باللغة الانكليزية ومن ثم تعريبها،وإليك ما جاء فيها: 

زين العابدين:
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. الامام الرابع للشيعة الاثنى عشرية. كُنيتهُ تقدّم على أنحاءٍ مختلفة فهو أبو عبد الله، أبو الباقر. بناءً على مصادر عديدة، ولد ( في المدينة) في 38/658- 659، إلاَّ إنّ السنين 33 و 36 و 37 تعطي أيضاً ولادته، إذ ما كانت البيانات التي تقول بأنّه لم يصل سن البلوغ في وقت واقعة كربلاء 61/680 والتي يمكن أن يوثق بها، فسيضع تاريخ الولادة متّجهاً الى 40/660، وهذه البيانات مع كل ذلك رُفضت من قِبَل الواقدي ومصادر أخرى.
اسم أُمه على أنحاءٍ مختلفة يقدمها : برّه، غزالة، جيدا([135]) ....، البعض يقول كانت أم ولد من السند أو سجستان، بينما الموروث الشيعي يقول انها بنت آخر أباطرة الساسانيين يزدجرد الثالث واسمها الفارسي شاه زنان، شهربانو أو شهربانويه. البعض يقول إنها توجهت الى الفرات بعد المعركة، إلاَّ إن الآخرين يؤكدون بأنها من الناجين من كربلاء([136]).
الشيعة تُشير الى علي بابن الخِيرتّين، فبناءً على حديث الرسول قريش خير العرب والفرس خير العجم .
زين العابدين لم يكن الإبن الوحيد للحسين المسمى علي، فهناك آخرون قُتلوا في كربلاء وعرفوا بـ (علي الشهيد)، بعض المؤرخين ومنهم : ابن سعد([137])، وابن قتيبة([138])، والبلاذري([139])، والطبري([140])، يُشيرون عليه بـ(علي الأكبر)، ولزين العابدين بـ(علي الأصغر)، آخرون (مثل القاضي النعمان)([141]) يؤكدون إن زين العابدين هو أكبر الإثنين، وفقاً لذلك يُشيرون عليه بـ(علي الأكبر)، وعليٍ أخوهُ الشهيد علي الأصغر. بالنسبة للمؤلفين الاثني عشرية الكُثر فإن العنوان وعلي الأصغر يُشير الى الأخ الرضيع الذي قُتلَ أيضاً في كربلاء، فإن بعض المؤلفين يؤكدون بأن زين العابدين الأخ الأوسط لهذا السبب فهو علي الأوسط بينما الأكبر كان علي الشهيد. آخرون ينقضون موقع الأخوين الأكبر سناً.
في كربلاء يقال بأنَّ زين العابدين قد أصبح مريضاً جداً ليلتحق في القتال، بعد المعركة شمر بن الجوشن وجدهُ مضطجعاً على الحصير في خيمة النساء وأُمر به أن يُقتل، لكن نقضَ أمره من قِبَل عمر بن سعد آمر الجيش السوري.
عندما عليٌّ أُحضر أمام عبيد الله بن زياد في الكوفة فالحاكم أمر بتنفيذ حكم الاعدام به لكن أوقف بعد التماس من قِبَل أُخت الحسين زينب. علي مع ناجين آخرين أُخذوا الى يزيد في دمشق فأرجعهم الى المدينة. مشهدُ علي يُشكل جزء من المسجد الكبير في دمشق يُقال انه بُني في مكان حَبس زين العابدين.
في المدينة عاشَ علي حياة ورع أكسبتهُ عبارات تبجيل زين العابدين، السجاد  (الذي يسجد على نحوٍ دائم)، الزكي ( الطاهر)، وذو الثفنات ( يُشير الى الثفنات على الجلد في أماكن التي تُلامس الارض في السجود). عند دنو وقت الصلاة يرتعش ويصفر وجهه، فكانت تُسبب أعماله العبادية الخشية على صحته.
يُعد من البكائين لأنه لسنين كان يبكي على والده وعلى شهداء كربلاء. واعتاد أن يخرج ليلاً بوجهٍ مُغطى كي يوزع الصدقة ( صدقة السر)، وبعد موته مباشرةً اكتشف الناس هويته. عندما غُسّل على جسده وجدت علامات على أكتافه نتيجة حمله الغذاء ليلاً للفقراء.  
علي شَغَفَ بدرجة كبيرة أن يتجنّب أي إتصال مع السلطات وتبنى توجهاً هادئاً نحو الامويين والزبيرين المُعارضين للخليفة. بعد معركة الحَرة عَمِلَ مسلم بن عقبة وفق أوامر يزيد فعامله باحترام ولم يحاول أن ينزع منه قسم الولاء للخليفة. إنَّ الاسباب الموجبة الى هذا التعامل ذلك أن علي لم يرغب أن يرتبط بثوار المدينة، وحمى علي حاشية مروان بن الحكم ومنهم زوجة مروان عائشة بنت عتبة على حالتها الاجتماعية في ينبع([142]) : المصادر غير الشرعية تصفُ العلاقة الوديّة بين علي والخليفة مروان وعبد الملك، السابق أعارهُ مالاً ليستميل خلّته، وقبل وفاته قضى إنَّ ورثتهُ لا يحق لهم المطالبة برّد ما أعطاه؛ الأخير استشاروه حول رسالة استلمها من الامبراطور البيزنطي. المؤلفين الشيعة في المقابل يؤكدون أنَّ تعامل علي مع السلطات اعتمدت على التقية .
علي برهنَ على رحابة الصدر حتى مع مَن أخطأ بحقه : هشام بن اسماعيل اعتاد أن يُهين علياً خلال سنواته الأربعة كحاكم المدينة حتى بعد عزل هشام من قِبَل الوليد ( 7 ربيع 87/26 شباط 76)،عليٌّ منعَ عائلته وأصدقاءه أن يتكلّموا عن مرضه.
قصة مشهورة وهي إنَّ الخليفة المُستقيل هشام بن عبد الملك عندما جاء الى مكة في الحج كان غير قادر أن يشق طريقهُ الى الكعبة بسبب الزحام، لكن مع ذلك لعلي تفرّق الزحام وسمحوا له بالوصول غير المُعاق. في تلك المناسبة، الفرزدق ارتجلَ قصيدة مدح عليّاً مما أثار غيظ هشام إلاَّ إنَّ المديح الذي وجدَ بنسخٍ مختلفة يحكم أن يكون غير موثوق بها على الأغلب أو بصورة تامة .
عليٌّ لم يأخذ على نفسه عهداً بالولاء لعبد الله بن الزبير، لكنه رافق أُختهُ سكينة بنت الحسين الى العراق لأجل زواجها بإبن عبد الله مصعب بن الزبير الذي استلم منه هبة 40.000 دينار([143]) .
بين الشيعة، عليٌّ يتمتّع أولاً بدعمٍ قليل، أغلب الشيعة حوّلت الى محمد بن الحنفية الذي عُززت إمامته من قِبل المختار. في الكتابات الجدلية مؤلفوا الشيعة الاثنا عشرية تحاول أن تعرض إنَّ ابن الحنفية يعترف بقيادة علي، والقصة غالباً ما تتكرر بأنَّ الاثنين اتفقوا أن يلتزموا بحكم الحجر الاسود  في الكعبة، إعجازاً الحجر تكلّم مؤيداً حقوق علي.
أبو خالد الكابولي الذي إلتحقَ أصلاً بابن الحنفية، يقال أنه بناءً على ذلك  حوّلَ ولاءهُ الى علي. في رأي بعض الاسماعيليين إنَّ ابن الحنفية حُددّت له مهام من قِبل الحسين كستار كي يحمي هوية علي كإمام حق، فهو إمام مؤقت (مستودع، مضيء، وصي)، بينما عليٌّ هو الامام الدائم (المستقر). عندما نتبّع وفاة ابن الحنفية، فهناك مجموعة صغيرة من الكاسانيين كما يقال تعترف بعلي كإمام، بالمقابل إستناداً الى سكونية علي فإنَّ أغلب (ليس كل) الزيديين لايعتبرونه إمام .
العلاقة بين علي والمختار كانت غير مستقرة عندما أرسل المختار الى علي هبة بـ100.000 درهم، عليٌّ لم يرغب أن يقبلها لكن لم يجرؤ أن يرفضها، بعد موت المختار عرض المبلغ على عبد الملك، الذي أخبره أن يحتفظ به. قصص متنوعة أخبرت عن الاثنين تعكس التوّجه المتضارب لمؤلفي الشيعة الاثنا عشرية إزاء المختار. من بينها الادعاء بأنَّ المختار كان شغوفاً كي يكسب دعم علي وتحوّل في النهاية الى ابن الحنفية بعد أن رُفضَ؛ والتقرير بأنَّ علي سبَّ علناً المختار([144]) أو الرواية بأنَّ المختار كسب العرفان بالجميل لعلي بعد أن أرسل له رأس عبيد الله بن زياد بعد موت الأخير في المعركة على نهر الخازر 67/686.
في مجاميع الحديث السنيّة يظهر علي كناقل من عبد الله بن عباس، من والده، عمّه الحسن وآخرون. بين هؤلاء الذين نقلوا منه بعض من أبناءه، إضافة الى أبو إسحاق الصابئي، الحكم بن عتبة، عمر بن دينار والزهري، وفقاً للزهري (الذي خصَّ عليّاً بتقديرٍ عالي) فنقل القليل (كان قليل الحديث) .
يُقال إنَّ عليّاً مات في 94/712 أو 95/713 ، تواريخ أخرى ذُكرت 92، 93، 99 و 100. دُفنَ في مقبرة البقيع. مؤلفوا الشيعة يؤكدون انه سُمَّ بأمرٍ من السلطة الخليفة الوليد أو أخوه هشام. يُقال بأنَّ له ذريةً بين الثمانية والخمس عشرة. أربعة من زوجته أم عبد الله بنت الحسن بن علي والباقين من الأُخريات.   
عدد من النصوص القصيرة نُسبت الى علي، تتضمن صحيفة الزهد المؤكدة  [الكليني، الكافي الجزء الثالث]. ونُسبت إليه أيضاً رسالة الحقوق محفوظة بنسختين في أعمال القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي : كتاب ابن بابويه al-khisal (نجف 1971) وكتاب ابن شعبة تحف العقول (بيروت 1974). مجموعة علي من الأدعية تسمى الصحيفة الكاملة أو الصحيفة ( الكاملة) السجادية التي اكتسبت شهرة واسعة. توجد نسخ منقحة كثيرة وشروحات تزيد على العشرين. تُرجمت الى الفارسية في العهد الصفوي. نُسبت لعلي صلوات همسية (مناجات) أُضيفت الى بعض الطبعات الحديثة للصحيفة. طبعة مترجمة الى اللغة الانكليزية بعمل كامل متوفر الان ( الامام زين العابدين علي بن الحسين : مزامير الاسلام الصحيفة الكاملة السجادية) ترجمة مع مقدمة وتضمينات من قبل  W.C.chihick لندن 1988([145]).                    

قراءة استشراقية في الصحيفة السجادية :
من ذخائر التراث الاسلامي، ومنجم من مناجم كتب البلاغة والتربية والاخلاق والادب في الاسلام كتاب " الصحيفة السجادية " للإمام علي بن الحسين زين العابدين7 ، إذ فتحت هذه الصحيفة آفاقاً جديدة للوعي الديني في عصرٍ طغت فيه الاحداث الرهيبة، والمشاكل السياسية، فجاء دور الامام السجاد7  ليتخذ من رسالته الربانية طريقاً الى العباد من خلال الدعاء، إذ كان له الأثر البالغ والدور الفعّال في إيصال رسالته لشيعته ومواليه،فقد دعت الى التبتُّل وصفاء الروح، وطهارة النفس، والابتعاد عن النزعات الشريرة، عن طريق الاتصال بالله تعالى الذي هو مصدر الفيض والخير، وهو ما أشارَ إليه الدكتور ( ميشال كعدي)([146])، حينما قال: «وردَ في الصحيفة السجادية، مئات العطاءات التي تحمل في طيّاتها أبعاداً وحدويّة، تدعو الى الاخلاق ومحبة الله »([147]) .
واهتمت الأوساط الاسلامية اهتماماً بالغاً بهذه الصحيفة لما لها من الآثار العبادية، إذ يقول عنها العلاّمة الطنطاوي المتوفى سنة 1358هـ صاحب التفسير المعروف: «ومن الشقاوة إنّا إلى الآن لم نقف على هذا الأثر القيّم الخالد في مواريث النبوة، وأهل البيت، وإنّي كلّما تأملتها رأيتها فوق كلام المخلوق، ودون كلام الخالق »([148]) .
ولم تقتصر هذه الأهمية على العالم الاسلامي فحسب، بل تعدّاه الى الأديان السماوية الأخرى لملامحها الروحية المُتصلة بين العبد والرب، وهذا ما وقف عليه الدكتور( ميشال كعدي) عند قراءته لأدعية الامام7، قائلاً :
« لو حاولنا أن نقرأ بدقة مناجاة زين العابدين وتصرّفاته وأدعيته، نلمس في صلاته قربان التقي، ومعراج المؤمن الذي يوصيه المسيح »([149]) .
ويقول مُعرّجاً على ذلك أيضاً : « عبر قراءة كتاب الصحيفة يرى القارىء كثيراً من الملامح اللاهوتية والروحية المسيحية في معظم النصوص »([150]).
وقد بدأت عناية الغربيين بهذا النوع من الاتجاه الديني من كما يقول الدكتور (رينولد نيكولسون)([151])، من خلال تسليط الضوء على ما يُعرف بـ " التصوف الاسلامي " في مستهل القرن التاسع عشر باعتباره حركةً دينية إنقلابية نشأت في ظل التطورات العنيفة الشاملة التي مرَّ بها تاريخ المسلمين في القرون الثلاثة الاولى([152]) .
وكانت نتيجة تلك الدراسات أن وقع أصحابها في خطأ فادح من خلال دراستهم لطبقات الصوفية إعتماداً على كتبهم، أمثال : حلية الأولياء، وغيرها، فأدرجوا الامام زين العابدين من ضمن أسماء تلك الطبقات([153]).  
والملاحظ إنَّ (كوربان) حددَّ أدوار العناصر الرئيسية للعرفان الشيعي ابتداءاً من الامام السجاد7، بقوله: «إنَّ كبرى قضايا العرفان الشيعي، قد تكونت وبشكل رئيسي، حول تعاليم الأئمة الرابع والخامس والسادس وهم علي زين العابدين 95هـ/714م – محمد الباقر 115هـ/733م – وجعفر الصادق 145هـ /765م»([154]).
لذلك عدَّ المستشرق(سزكين) عند دراسته لتاريخ التراث الاسلامي صُحف الامام السجاد7من ضمن كتب الصوفية المعروفين أمثال : الحسن البصري، وأبو مسلم الخولاني، وأضرابهم من الصوفية، حينما قال : «وهناك " صحيفة في الزهد " وصلت إلينا، ألّفها زين العابدين علي بن الحسين المتوفى سنة 92ه/710م »([155]).
في حين جاءت بيانات أئمة أهل البيت7واضحة في لعن وذم الصوفية وطبائعهم العبادية التي يُمارسونها([156])، وإنَّ العبادة المُثلى تتلخص في ممارسة المتقين التي جسدّها سيد الساجدين حينما يقول: « إنّي أكره أن أعبد الله ولا غرض لي إلا ثوابه، فأكون كالعبد المطيع، إن طمعَ عملَ وإلاّ لم يعمل. وأكره أن أعبده لا غرض لي إلاّ لخوف عقابه، فأكون كالعبد السوء إن لم يخف لم يعمل.

قيل له : فلم تعبده ؟
قال : لما هو أهله بأياديه عليَّ وإنعامه »([157]).  
لذلك أوصى الأئمة:شيعتهم بهذه الصحائف العبادية، وأن يجعلها المتقون طريقاً يلتمسون الوصول الى الله تعالى، كما يقول المستشرق ( ريشار) :
« وهناك أدعية تُنسب إليه – زين العابدين- يأخذ بها الشيعة، بصورة عامة اليوم، وجُمعت في كتاب أو مجموعة، يتداولها الشعب العادي، كعمل من أعمال التقوى وتسمى " الصحيفة السجادية " »([158]).
ونظراً لأهمية الصحيفة السجادية فقد وردت تسميتها عند رجال الفكر الاستشراقي بأسماءٍ ميّزتها عن الاسماء المعروفة عند المفكرين المسلمين بـ " إنجيل أهل البيت " و " أخت القرآن " و " زبور آل محمد " و " إنجيل آل محمد " و " زبور آل الرسول "([159])، إذ رُسمت أقلامهم بأسماءٍ تنمّ عن التأثير الغربي الواضح بالعبادة اللاهوتية للكنيسة، فالإمام زين العابدين7عندهم كرُسل الكنيسة القديسيين من أعبد الخلق، وأكثرهم طاعةً لله تعالى، وهذا ما نراهُ واضحاً عند المستشرق ( هنري كوربان) من خلال ذكره لآثار الامام7، قائلاً :
«وهو– السجاد– مؤلف كتاب معروفٌ بإسم " مزامير وأناجيل عائلة الرسول " وهو نص كان موضوعاً لتفسيرات عدد كبير من الكتّاب الشيعة، وبقي حتى أيامنا هذه كتاب الممارسة الدارجة لدى جميع التُقاة من رجال الدين الشيعي»([160]).
وعكفَ بعض علماء المستشرقين ومنهم( كوهلبرغ) على دراسة الصحيفة السجادية، ذاكراً شروحاتها التي يقول : إنها تربو على العشرين([161])، وإنها حين تمَّ ترجمتها الى الفارسية في العهد الصفوي أُضيفت عليها خمس عشرة مناجاة([162]) أُطلق عليها : " صلوات همسيّة "، ولا سيما في النسخ الحديثة للصحيفة. وقد تمَّ ترجمتها الى اللغة الانجليزية بعنوان : " الترنيمة المقدسة في الاسلام " أو " مزامير الاسلام " : الصحيفة السجادية الكاملة، ترجمها ( W.W.Chittick جتك)([163])، وطبعها في لندن عام 1988م([164]).
ومن الجدير بالذكر إنَّ الصحيفة السجادية تُرجمت الى اللغة الالمانية والفرنسية والأُردية الى جانب الفارسية والانجليزية. 

الخاتمة
(نتائج البحث)
الحمد لله الذي وفقني لإتمام هذا السفر الخالد مع الامام الهمام علي بن الحسين زين العابدين7 ورحلتي التي أبحرتُ بها هذه المرّة مع المستشرقين لمعرفة ما رسمته أناملهم عن هذا الرجل العظيم من سُلالة آل محمد 9.
فهي دراسةٌ جديدة تختلف عمّا صدر عنه صلوات الله وسلامه عليه في خزانة المكتبة الاسلامية على العموم والشيعة على الخصوص؛ إذ حاولتُ فيها أن أُقدّم للقارىء الكريم بعض معالم تلك الرسوم التي ظهرت من خلال سرد آراء مواقف الغرب الصريحة، والوقوف على طائفة من الأبعاد الانسانية والمخزون الاستقرائي لتراثهم البعيد عن الأنظار، بعد أن عكفتُ على مراجعة جملة من المراجع والمصادر الأجنبية التي عرضتُ بعضها للترجمة، وتدوين بعض أقوالهم عن شخصية الامام زين العابدين7.
وممّا تقدّم من معلوماتٍ واردة في هذه الدراسة، وما توّصل اليه البحث من استنتاجات يمكن إدراجها في النقاط الآتية :
أولاً : إنَّ الامام زين العابدين7الشخصية الاسلامية البارزة ومن التابعين أصحاب الطبقة الثانية، وهو الامام الرابع من أئمة العترة الطاهرة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرّهم تطهيرا ، والامام7حفيد رسول الانسانية، نشأ في بيت والده الامام الحسين بن علي7 شهيد كربلاء، فتأثر بأبيه أدباً وخلقاً وعلماً، ولُقبَّ بألقاب عديدة كان أبرزها " زين العابدين"؛ لعبادته التي كانت زيناً لكل عابدٍ، وفخراً لكل مَن أطاع الله، وذلك لما أظهر منه من الانقياد والطاعة له سبحانه وتعالى، فلم يؤثر عن أي أحد من العبادة مثل ما أثر عنه عدا جدّه الامام أمير المؤمنين7.  
ثانياً: أشادَ المستشرقون بالدور العلمي الذي قامَ به الامام زين العابدين7، إذ فتح على يديه في عصره مجالس البحث والدراسة، فقد تفرّغ صلوات الله عليه لبسط العلم واشاعته بين المسلمين في وقت كان الجمود الفكري قد ضرب نطاقه على جميع أنحاء العالم الاسلامي، ولم تعد هناك أي نهضة فكرية أو علمية بسبب الفتن التي لحقت بالأمة الاسلامية من الثورات والانتفاضات الشعبية ، فكانت حلقة درسه تنعقد في بيته وبالمسجد النبوي الشريف، وتضم كبار التابعين وأعيان الفقهاء من المدينة المنورة وغيرهم من الأنصار، فكان له الفضل الذي لا يستهان به مع جهود العلماء الآخرين من المذاهب الاسلامية .
ثالثاً : لقد كان الامام زين العابدين7 من أعظم الرواة وأهمّهم في الاسلام، وكانت لروايته أهميّة خاصة عند علماء الحديث، خصوصاً ما يرويه الزهري عنه، فقد قال أبو بكر بن أبي شيبة : " أصحّ الاسانيد الزهري عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي" .
رابعاً : عكفت أغلب بحوث المنظومة الاستشراقية على دراسة وتحليل أغلب الشخصيات المهمة في صدر الاسلام، والتي لعبت دوراً مهماً في تاريخ المسلمين، ومن خلال الدراسات الاسلامية لهذه المنظومة يُلاحظ المتتبع لها أنها لا تنظر الى تلك الشخوص المرّموقة نظرة المؤمن بها، إذ الغاية عندهم استقصاء الحقائق بموضوعية علمية. وكانت الإمامة واحدة من تلكم الدراسات التي اهتمَّ بها المستشرقون لما لها من تحولات خطيرة على المشهد الاسلامي وجوهرها وعمقها في امتداد الرسالة النبوية، وقد تبنّت بعض الدراسات الاستشراقية المؤقف الذي يؤيد استخلاف الامام علي7والأئمة من بعده في حكم المسلمين.
خامساً : خاضَ أهل الاستشراق في جميع ميادين التاريخ الاسلامي، وقد حظيت سيرة أئمة أهل البيت:بالقدر الكبير من اهتماماتهم، فكان هذا الاهتمام يفوق القدر الذي اهتمّوا به في دراساتهم عن سيرة بعض الشخصيات عن أي مذهب من المذاهب الاسلامية الاخرى.
وقد إلتجأ بعضهم في كتاباتهم باللغتين العربية والاجنبية الى روح الاعتدال والموضوعية في دراساتهم لشخصيات أهل البيت:ومنها شخصية الامام علي بن الحسين زين العابدين 7.
سادساً: أكدَّ المستشرقون على ما وردَ عن المؤرخين من أنّ الامام السجاد7ابتعد عن التيارات السياسية ابتعاداً مطلقاً، فلم يشترك بأي عمل سياسي يتصادم مع الحكم القائم آنذاك، واتجه صوب العلم فرفع مناره، وأسس قواعده. وأنه صلوات الله وسلامه عليه واجه في عصره صراعاً مثيراً مع التيارات السياسية والفكرية أمثال الكيسانية، فكان الامام 7يشكو بمرارة لأصحابه عن أولئك النفر الذين جلبوا العار للتشيع .
سابعاً : تتبّعنا دوائر المعارف الاستشراقية فوجدنا أنها لم تخلُ من ذكر للامام زين العابدين7ضمن مفردات ومواد تلك الموضوعات التي احتوت في طيّاتها؛ لعلمها بأهمية هذه الشخصية في التاريخ الاسلامي، فكانت أمامنا دائرة المعارف الاسلامية الذائعة الصيت، فآثرنا أن نستقي من كلماتهم عن الامام 7ونجعلها بين يدي القارىء الكريم بعد ترجمتها الى اللغة العربية .
ثامناً : ساهمَ الامام زين العابدين7في إثراء المكتبة الاسلامية عامةً والشيعة خاصة؛ لذلك سلّطَ المستشرقين الضوء في كتاباتهم على النتاجات السجاديّة لهذه الثمرة من ثمرات الفكر الاسلامية؛ لأنّه الامتداد الطبيعي لجدّه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب7الذي استسقاهُ من الرسول الأعظم 9 ، وأدركَوا إنَّ حياة هذا الرجل كانت حافلة بأعمال جليلة ومآثر عظيمة، ولعلّ من أجمل ثروات الامام7 العلمية، هي أدعيته الجليلة التي عُرفت بالصحيفة السجادية، والتي أسماها العلماء تارةً بزبور آل محمد 9 ، وأخرى بإنجيل آل محمد 9 ، وعلى لسان أهل الاستشراق بـمزامير الاسلام، ومزامير عائلة الرسول .
(*) جمهورية العراق – النجف الأشرف.

*  هوامش البحث  *
[1]» لورا فيشيا فاغليري، باحثة إيطالية معاتا الصرة، إنصرفت الى التاريخ الاسلامي قديماً وحديثاُ، والى فقه العربية وآدابها، من آثارها : قواعد العربية في جزئين طبع سنة 1937م، والاسلام 1940م ، ودفاع عن الاسلام، وعدد من الدراسات في المجلات الاستشراقية المعروفة .
[2]»See Vajelerie,L. Vessia " Fatim" in Encyclopedia of Islam (New Edition) Volume II. pp. 841- 850.                              
[3]» مستشرق هولندي، ولد سنة 1596م،  درس في جامعة ليدن علوم اللاهوت والفلسفة والطب والرياضيات، سافر الى مراكش سنة 1622م وهناك تعلم اللغة العربية، ثم عاد الى ليدن بعد سنتين ليُعين في في جامعة ليدن أُستاذا للغة العربية، سافر الى الشرق من أجل  جمع عدد من المخطوطات العربية فتجوّل في في آسيا الصغرى وبصحبته 250 مخطوطة وأغلبها موجودة الان في مكتبة ليدن، واشتغل جوليوس وقتلاً طويلاً في إعداد نشره للنص العربي لكتاب الفصول الثلاثين، وكتاب الحركات السماوية لمحمد الفرغاني، وغيرها، توفي سنة 1667م.
بدوي ،عبد الرحمن (ت1422هـ) ، موسوعة المستشرقين ، ط الدار العالمية للفلسفة ، ص204.    
[4]» مستشرق ألماني يهودي الديانة، ولد سنة 1808م، تعلم العبرية والفرنسية، ودخل جامعة هيدلبرج ليدرّس اللاهوت والدراسات التاريخية، سافر الى باريس ليواصل دراساته الشرقية فتلقى دروساً في العربية، ثم سافر الى البلدان العربية، من نتاجاته : ترجمة كتاب " أطواق الذهب للزمخشري، والف ليلة وليلة، والنبي محمد لأشنوتجرت، وغيرها، توفي سنة 1889م.
موسوعة المستشرقين ، ص390.
[5]» Hell, J (al- Farazdaks loblied auf Ali ibn al (Zain al Abidin) in Feslschrifl Eduard Sachau (ed G Weil, Berlin 1915,) P. 368.                
[6]»  Cappezzone ( Abiura dalla Kaysaniyya convesione all Imamiyya :
 IL caso di Abu Halid al – Kablil) in RSO. Volume 66 (1992). PP. 1-13.
[7]» ولفرد فرديناند ماديلونغ، ولد ألمانيا سنة1930م، أكمل تعليمه المبكر في ايبرهارد لودفيغ، وفي عام 1947انتقلت عائلته إلى الولايات المتحدة ، درس في جامعة جورج تاون، وفي عام 1952 ذهب إلى مصر وبقي هناك لمدة عام، وخلال اقامته هناك، إندلعت الثورة المصرية لعام 1952، وعقب مغادرته مصر عاد إلى ألمانيا وأتم رسالة الدكتوراه في عام 1957م، وفي عام 1958 تمَّ ارساله الى العراق من قبل الحكومة الالمانية للعمل في سفارتها هناك وبقي فيها سنتين، شغل منصب أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة شيكاغو وبعدها شغل منصب أستاذ اللغة العربية بجامعة أوكسفورد .
موقع الموسوعة الحرة    https://ar.wikipedia.org/wiki
[8]»   Madelunj. W (Des Imam Al Qasim ibn Ibrahim und die Glou – benlehre der Zaiditen Berlin 1965), idem (Zayn al – Abidinj) in ELR. VolymeI. p. 849 .
[9]» هو دوايت نيوتن دونالدسن، ولد في مدينة موسكينغوم كونتري سنة 1884م، ودرس في مسقط رأسه وحصل على شهادة البكالوريوس سنة 1907م من كلية واشنطن وجيفرسون، واختير من قبل الكنيسة ليكون مبشراً للمسيحية فوفد الى البنجاب وهناك درس في معهد فورمان كريستيان وبعد ثلاث سنوات عاد الى بلاده ليواصل دراساته اللاهوتية في مدينة بيتسبورغ بولاية بنسلفانيا حيث نال شهادة الماجستير في اللاهوت سنة 1927م  وخلال هذه الفترة اختير من قبل الكنيسة كمبشر الى ايران واستقر في مشهد حتى سنة 1940م وخلال وجوده في ايران اتجه الى العراق لدراسة أوضاع الشيعة ، توفي في مدينة لكيلاند سنة 1976م.
ينظر : مراد ، يحيى (معاصر ) ، معجم أسماء المستشرقين ، ط الاولى - دار الكتب العلمية – بيروت2004م ، ص342 .
(10)  دونلدسن ، دوايت(ت1395ه) ، عقيدة الشيعة ، ترجمة: ع. م ، ط مؤسسة المفيد – بيروت 1990م  .
[11]» وُلد إيتان كولبرغ، أو إيتان كوهلبرغ في تل أبيب  سنة 1943م ، درس في صباه علم الموسيقى والعزف على البيانو في نيويورك، بدأ بدراسة اللُّغة العربية في المدرسة الثانوية، ثم التحق بالجامعة العبرية سنة 1964م، وحصل على درجة الدكتوراة في جامعة أوكسفورد سنة 1969م، عُيِّن عام 1972م محاضرًا في قسم اللغة العربية في الجامعة العبرية، ولّى رئاسة كُرسي الدراسات الإسلاميّة على اسم ماكس شلوزنجر، من مصنفاته : جوامع اداب الصوفية، والعقيدة والشريعة عند الشيعة الامامية، وابن طاووس ومكتبته، والوحي والتحريف.
ينظر : موقع الموسوعة الحرة       https://ar.wikipedia.org/wiki
[12]» Kohlberj. (Zain al Abidinj) in Ensyclopidia of Islam.481
[13]» ولد هنري كوربان سنة 1903م في فرنسا، ودرس الفلسفة في كلية الاداب (السوربون) في باريس، وتولى كوربان معهد الدراسات الايرانية التي قامت بإنشائها الحكومة الفرنسية سنة 1945م، وأخذ يهتم بعلوم الحكمة والعرفان المنتشرة في إيران فاعتنق الدين الإسلامي سنة1945م، توفي سنة 1978م، له عدة مصنفات منها : كشف المحجوب، وجامع الحكمتين، وعبهر العاشقين، والمشاعر لصدر الدين الشيرازي، وغيرها .
موسوعة المستشرقين ، ص482- 485.
[14]» كوربان ، هنري (ت1378هـ) ، الشيعة الاثنا عشرية ، ترجمة : د. ذوقان قرقوط ، ط الاولى – القاهرة 1413هـ ، ص82 .
[15]» البروفيسور فؤاد سزكين ولد في تركيا سنة 1924م، وفيها أكمل دراسته الابتدائية والثانوية، واصبح استاذاً في جامعة استانبول سنة 1954م، وفي سنة 1961م إتخذ من ألمانيا موطناً له وبدأ عمل على تحقيق وإعادة نشر تاريخ العلوم العربية، وحصل على جائزة الملك فيصل العالمية سنة 1978م، وحصل على وسام الاستحقاق من قبل رئيس ألمانيا في تأسيس معهد تاريخ العلوم العربية والاسلامية .
موقع الانترنيت http://www.marefa.org/index.php المعرفة
[16]» سزكين ، فؤاد(معاصر) ، تاريخ التراث العربي ، ترجمة : د. محمود حجازي و د. عرفة مصطفى و د. سعيد عبد الرحيم ، ط الرياض 1411ه ، م1 ج3 ، ص262 .
[17]» تضاربت الأخبار والروايات في الزمن الذي تمَّ فيه اقترانها بالامام الحسينD، فقيل : في خلافة عمر بن الخطاب، وقيل : في خلافة عثمان بن عفان؛ إذ انها وردت في سبي عبد الله بن عامر عند فتح خراسان وأراد الخليفة بيعها في الاسواق، إلاَّ إن الامام عليD قال له : لا يُعامل في بني الملوك معاملة سائرهم. فقام بتزويجها للامام الحسينD. وقال جمعٌ من المؤرخين والرواة ان أمير المؤمنين عليD لمّا ولّي الخلافة أرسل حريث بن جابر والياً على جانب من المشرق، فبعث اليه إبنة يزدجر بن شريار فزوّجها الى ولده الحسينD فولدت له الامام زين العابدينD .
ينظر : المفيد ، محمد (ت413ه) ، الارشاد ، ط الحيدرية – النجف الاشرف 1392م ، ج2 ، ص127 ؛ شهر آشوب ، محمد (ت588ه) ، مناقب آل أبي طالب ، ط الحيدرية – النجف الاشرف 1956م ، ج3 ، ص259 ؛ ابن عنبة ، أحمد (ت828ه) عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ، ط الاولى – الحيدرية – النجف الاشرف 1358ه ، ص192 ؛ القندوزي ، سليمان (ت1294ه) ، ينابيع المودة لذوي القربى ، تحقيق : سيد جمال علي اشرف ، ط الاولى – دار الاسوة 1416ه ، ج3 ، ص152 ؛ بحر العلوم ، جعفر (ت1377ه) ، تحفة العالم في شرح خطبة المعالم ، تحقيق : أحمد علي مجيد الحلي ، ط الاولى – الاعلمي – بيروت 1433ه ، ج2 ، ص8-9 .
[18]» عقيدة الشيعة ، ص118 – 119 .
[19]» جرهارد كونسلمان، مستشرق ألماني، عملَ لوقت طويل محققاً بالتلفزيون الألماني، ومن خلال عمله هذا صار على دراية كبيرة بالتطورات السياسية في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في المنطقة العربية، له مؤلفات كثيرة منها : العرب والقدس، وأغنياء الشرق، والحرب غير المقدسة (لبنان)، والنيل، وغيرها .
[20]» كونسلمان ، جرهارد (معاصر) ، سطوع نجم الشيعة ، ترجمة : محمد أبو رحمة ، ط الاولى – القاهرة 1412ه ، ص65 .
[21]» مستشرق فرنسي، ولد سنة 1886م، وتعلم في المدرسة الوطنية للغات الشرقية، حصل على دبلوم في العربية والفارسية والتركية، سافر الى مصر واصبح عضوا بالمعهد الفرنسي للاثار الشرقية بالقاهرة، قتل في 9 نوفمبر 1969م، من مصنفاته : بحث في الشاعر سعدي، وفردوسي والملحمة القومية، ونظام الملك، ومختارات فارسية، وتحقيق كتاب تاريخ مصر للميسّر .
موسوعة المستشرقين ، ص536. 
[22]» ماسيه ، هنري (ت1389ه) الاسلام ، ترجمة : بهيج شعبان ، ط عويدات – بيروت ، ص193.
[23]» Kohlberj. (Zain al Abidinj) in Ensyclopidia of Islam.482
[24]» مستشرق فرنسي، استاذ الدراسات الايرانية في جامعة السوربون، صدر له : المثقف والمناضل في الاسلام المعاصر.
[25]» يُشير (ريشار) الى الباحث والمؤرخ علي شريعتي صاحب كتاب : (التشيع العلوي والتشيع الصفوي) وأمثاله، فراجع. 
[26]» ريشار ، يان (معاصر) ، الاسلام الشيعي- عقائد وايديولوجيات- ، ترجمة : حافظ الجمالي ، ط الاولى - دار عطية – بيروت 1996م ، ص61 .
[27]» Kohlberj. (Zain al Abidinj) in Ensyclopidia of Islam.482
[28]» ينظر : الخصيبي ، الحسين (ت385ه) ، الهداية الكبرى ، ط مؤسسة البلاغ – بيروت 1999م ، ص213 ؛ مناقب آل أبي طالب ، ج2 ، ص270 .
[29]» ينظر : البخاري ، أبي نصر(ت341ه) ، سر السلسلة العلوية ، تقديم : محمد صادق بحر العلوم ، ط الحيدرية – النجف الاشرف 1382هـ ، ص31 ؛ ابن الجوزي ، عبد الرحمن (ت597ه) ، صفوة الصفوة ، ط الاولى - دائرة المعارف العثمانية – حيدر آباد الدكن – الهند 1355هـ ، ج2 ، ص52 ؛ النويري ، شهاب الدين (ت733ه) ، نهاية الارب في فنون الادب ، ط طابع گوستاتسوماس وشركاه – وزارة الثقافة والارشاد القومي ، المزي ، أبي الحجاج(ت742ه) ، تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، تحقيق : بشار عواد ، ط الثالثة – الرسالة – بيروت 1409ه، ج12 ، ص237؛ الحنبلي ابن العماد (ت1098ه) ، شذرات الذهب في أخبار من ذهب ، ط الصدق الخيرية – القاهرة 1350هـ ، ج1 ، ص104 ، ج21 ، ص324 .
[30]» لم يرد هذا الاسم في كتب التاريخ، وربما وقع التصحيف فيه.
[31]» النيسابوري ، محمد (ت508ه) ، روضة الواعظين ، تقديم : محمد مهدي الخرسان ، ط قم ، ج1 ، ص237 ؛ الحسيني ، محمد (ت921ه) ، غاية الاختصار في البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار ، تحقيق:  محمد صادق بحر العلوم ، ط الاولى – الحيدرية – النجف الاشرف 1382هـ .
[32]» الشبلنجي ، مؤمن (ت1113هـ) ، نور الابصار في مناقب آل بيت النبي المختار ، ط الاولى – المنيرية – القاهرة ، ص126 .
[33]» ينظر : مناقب آل أبي طالب ، ج2 ، ص270 ؛ ، الكليني ، أبي جعفر(ت329ه) ، الكافي ، تحقيق:علي أكبر الغفاري، ط الخامسة حيدري طهران 1363ه، ج1 ، ص467 .
[34]» الشافعي ، محمد (ت652ه) ، مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ، تحقيق : ماجد أحمد العطية ، ط قم ، ج2 ، ص41 ؛ الاربلي ، علي(ت693ه) ، كشف الغمة في معرفة الائمة ، ط الثانية - دار الاضواء - بيروت 1985م، ج2 ، ص73 المالكي ، ابن الصباغ علي (ت855هـ) ، الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة ، ط الثانية – العدل – النجف الاشرف) ، ص212 .
[35]» تاريخ التراث العربي - قسم الفقه- ، م1 ، ج3 ، ص262 .
[36]» المسعودي ، أبي الحسن (ت346ه)، إثبات الوصية ، ط الرابعة – الحيدرية – النجف الاشرف 1374ه ، ص116 ؛ الطوسي ، أبي جعفر (ت460ه) ، مصباح المتهجد ، ط الاولى - مؤسسة فقه الشيعة– بيروت 1411ه ، ص733. كشف الغمة ، ج2 ، ص105 عن ابن الخشاب .
[37]» الشيعة الاثنا عشرية ، ص82 .
[38]» عقيدة الشيعة ، ص122 .
[39]»Kohlberj. (Zain al Abidinj) in Ensyclopidia of Islam. 481
[40]» إنفرد به ابن منظور ، محمد بن مكرم (ت711ه) ، مختصر تاريخ دمشق ، ط دار الفكر – 1404ه ، ج17 ، ص230 .
[41]» ذكره الطوسي في مصباح المتهجد ، ص733 .
[42]» تحفة الراغب ، ص13 ، مطالب السؤول ، ج2 ، ص41 ؛ الفصول المهمة ، ص212 ؛ كشف الغمة ، ج2 ، ص73 ؛ الكافي ، ج1 ، ص468 .
[43]» مطالب السؤول ، ج2 ، ص41 ؛ القرماني ، أحمد (ت1019ه) ، أخبار الدول وآثار الأُول في التاريخ ، ط حجرية - كافل التبريزي – بغداد 1282ه ، ص109 ؛ نور الابصار ، ص126 ؛ البستاني، بطرس (ت1300ه) ، دائرة المعارف ، ط بيروت 1989م ، ج9 ، ص355.
[44]» للاطلاع ينظر : القرشي ، باقر (ت1433ه) ، موسوعة أهل البيت : - الامام زين العابدين - ، ط الاولى – دار المعروف – قم 1430ه ، ج15 ، ص32.
[45]» ذكر المؤرخون عدة كُنى للامام D غير التي ذكرها (كوهلبرغ) في النص، منها : أبو الحسين وأبو الحسن .
ينظر : علي ، زيد (ت123ه) ، مسند الامام زيد بن علي ، ط الاولى – المعارف العلمية – مصر ، ص226 ؛ الجهضمي ، نصر (ت250ه) ، تاريخ أهل البيت المروي عن الأئمة:،  محمد رضا الجلالي ، ط الثالثة – قم 1435ه ، ص171 ؛ الشيرواني ، حيدر (ت1145ه) ، مناقب أهل البيت:، تحقيق: محمد الحسون، ط المنشورات الاسلامية 1414ه ، ص255.
[46]» ذكره ابن عساكر، علي (ت571ه) ، تاريخ مدينة دمشق ، تحقيق : علي شيري ، ط دار الفكر – بيروت 1415ه ، ج44، ص147؛ والمزي في تهذيب الكمال ، ج13 ، ص237 ؛ والذهبي ، محمد (ت748ه) ، تاريخ الاسلام ، تحقيق : د. عمر عبد السلام ، ط الثانية – بيروت 1409ه ، ج2 ، ص66  .
[47]» ذكره ابن الجوزي في صفوة الصفوة ، ج2 ، ص52 ؛ والنووي، أبي زكريا (ت676ه) ، تهذيب الاسماء واللغات ، ط الاولى – المنيرية، مصر ، ق1، ص343 ؛ والشبلنجي في نور الابصار ، ص137 .
[48]» Kohlberj. (Zain al Abidinj) in Ensyclopidia of Islam. 481  مُعرّب .
[49]» الاسلام الشيعي ، ص60 .
[50]» الشيعة الاثنا عشرية ، ص82 .
[51]» عقيدة الشيعة ، ص120 .
[52]» المصدر نفسه ، ص119 .
[53]» ينظر : الزمخشري ، أبي القاسم (ت538ه) ، ربيع الابرار ونصوص الاخبار ، تحقيق : عبد الامير المهنا ، ط الاولى – الاعلمي – بيروت 1412ه ، ج1 ، ص334 ؛ ابن خلكان ، أحمد(ت621ه) ، وفيات الاعيان وأنباء أبناء الزمان ، تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد. ط السعادة – القاهرة 1948م ، ج3 ، ص267 .
[54]» Kohlberj. (Zain al Abidinj) in Ensyclopidia of Islam.482  مُعرّب .
[55]» كارل بروكلمان، مستشرق الماني، ولد في مدينة روستوك سنة 1868م، كان أبوه تاجراً ، بدأ دراسة اللغة العربية وهو في المرحلة الثانوية، درس في الجامعة بالإضافة إلى اللغات الشرقية اللغات الكلاسيكية (اليونانية واللاتينية)، وقد استطاع الحصول على الدكتوراه الأولى سنة 1890م، انتخب بروكلمان في جامعات: برلين وليبزيج وبودابست وبون ودمشق، وغيرها، توفي 6 مايو سنة 1956م عن عمر يناهز 87 سنة، من مؤلفاته:العلاقة بين كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير، وكتاب أخبار الرسل والملوك للطبري، وديوان لبيد مترجم، وتلقيح فهوم أهل الآثار في مختصر السير والأخبار، والوفا في فضائل المصطفى، وغيرهما .
موسوعة المستشرقين ، ص98-105 .
[56]» بروكلمان ، كارل (ت1375ه) ، تاريخ الأدب العربي ، ترجمة : د. عبد الحليم النجار ، ط دار المعارف – مصر ، ج1 ، ص211 .
[57]» وليام مونتغمري واط، ولد في بريطانيا 4مارس سنة 1909م، عمل استاذاً للغة العربية والدراسات الاسلامية والتاريخ الاسلامي بجامعة إدنبرة باسكتلندا، توفي في24 إكتوبر سنة 2006م وله من العمر97 سنة، من أشهر كتبه : محمد في مكة 1953م، وكتاب محمد في المدينة 1956م.
موقع الانترنيت   http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb119289340
[58]» Hodjson, M. ( How did the Shia?)Op. Cit. P. 1,3,Watt, M. (Shilsm under The Umayyads) in (Shiism) Volum. I.                                   
[59]» عقيدة الشيعة ، ص120 .
[60]» الشيعة الاثنا عشرية ، ص82 .
[61]» Kohlberj. (Zain al Abidinj) in Ensyclopidia of Islam.482  ، مُعرّب .
[62]» Hell, J (al- Farazdaks loblied auf Ali ibn al (Zain al Abidin) in Feslschrifl Eduard Sachau (ed G Weil, Berlin 1915,) P. 368.
[63]» تاريخ الادب العربي ، ج1 ، ص211 .
[64]» ماري كليمنت هيورت، مستشرق فرنسي، ولد سنة 1854م، درس اللغة العربية في الرابعة عشر من عمره، تخرج من كلية اللغات الشرقية، وفي سنة 1908م عُيّن مديراً للدراسات عن الاسلام والديانات العربية في ايفا، توفي سنة 1926م عن عمر يناهز 72سنة، أما أعماله فهي قليلة ولم يتم إعادة اصدارها لحد الان، منها : تاريخ الادب العربي.
 موقع الموسوعة الحرة   https://ar.wikipedia.org/wiki
[65]» Huart,clement. Ahistory of Arabic Literature. New York: D.Appleton, 1903.51   مُعرّب              
[66]» عقيدة الشيعة ، ص121 .
[67]» Kohlberj. (Zain al Abidinj) in Ensyclopidia of Islam.482  ، مُعرّب .
[68]» روى الاصفهاني هذه الابيات لدادو بن سلم في قثم بن العباس، وقيل : لخالد بن يزيد فيه. وقيل الابيات تُنسب الى عمر بن شبة الملقب بالحزين في عبد الله بن عبد الملك بن مروان.
الاغاني ، ج15 ، ص217 .
[69]» هو محمد بن أحمد أبو زهرة، أكبر علماء الشريعة الاسلامية في مصر، ولد سنة 1316هـ، تخرج من كلية اصول الدين وعين استاذا محاضراً للدراسات العليا في الجامعة سنة 1935م، توفي سنة 1394م، له مؤلفات منها : تاريخ الجدل في الاسلام، مذكرات في الوقف.
ينظر : الزركلي ، خير الدين (ت1410ه) ، الاعلام ، ط الخامسة – دار العلم للملايين – بيروت 1980م .
[70]» أبو زهرة ، محمد (ت1394ه) ، الامام زيد ، ط محمد علي صبيح – مصر ، ص28 .
[71]» ولد إنطوان صفير في لبنان 25 نوفمبر سنة 1948م استاذ جامعي لبناني – فرنسي، واستاذ جامعي في العلاقات الدولية في جامعة السوربون في فرنسا، له اهتمام بالتاريخ والسيرة، شغل منصب تحرير دورية (كراسات الشرق ) .
ينظر :  الموسوعة الحرة https://ar.wikipedia.org/wiki
[72]» بشارة ، جواد (معاصر) ، المسألة الشيعية – رؤية فرنسية - ، ط دار ميزوبوتاميا – بغداد 2015م ، ص48 .
[73]» Hell, J (al- Farazdaks loblied auf Ali ibn al (Zain al Abidin) in Feslschrifl Eduard Sachau (ed G Weil, Berlin 1915,) P. 368. 
[74]» الدكتورة الرزينة لالاني، عضوة وباحثة في معهد  الدراسات الاسماعيلية، ومتخصصة في الشؤون العربية وحائزة على شهادة الدكتوراه في العلوم الاسلامية من جامعة إدنبرغ، شاركت في محاضرات حول أدب الحديث في كلية الدراسات الشرقية في جامعة كامبريدج، وعملت مستشارة باللغة العربية في جامعة دومونفور، كماحاضرت لسنوات عديدة في معهد الدراسات الاسماعيلية.
[75]» ينظر : الطبري ، ابن جرير (ت310ه) ، تاريخ الأمم والملوك ، تحقيق : محمد ابو الفضل ابراهيم ، ط دار المعارف – مصر 1962م ، ج2 ، ص220 .
[76]» ينظر : الدينوري ، ابن قتيبة (ت276ه) ، الاخبار الطوال ، تحقيق : عبد المنعم عامر ، ط الاولى – دار احياء الكتب العربي1960م ، ص266 ؛ المسعودي ، أبي الحسن(ت346ه)،  مروج الذهب ومعادن الجوهر، ط الثانية – دار الهجرة – قم 1404هـ ، م3 ، ص70 .
[77]» لالاني ، الرزينة(معاصره) ، الفكر الشيعي المبكر – تعاليم الامام محمد الباقر- ، ترجمة: سيف الدين القصير ، ط الاولى – دار الساقي – بيروت 2004م ، ص54 .
[78]» المصدر نفسه ، ص55 .
[79]» Kohlberj. (Zain al Abidinj) in Ensyclopidia of Islam.482  ، مُعرّب .
[80]» ولد هاينس عام 1942م في مدينة أندرناخ على نهر الراين في المانيا، بدأ في عام 1962م دراسة كل من العلوم الاسلامية والسامية والعصور الوسطى في جامعة توبنغن، خصّ ظاهرة الغنوصة الاسلامية في مباحث منها : كونيات وعلم الخلاص لدى الاسماعيليين الاوائل، وكتاب الأظلة. وهو مستشرق ناشر ومشارك في كل من الدوريات التالية : عالم المشرق، والاسلام، كما نشر عدد من الكتب منها : الشيعة، والاسلام الشيعي – من الدين الى الثورة، والفاطميون وتقاليدهم في التعليم، والاسلام ماضٍ وحاضر .
ينظر : هالم ، هاينس (معاصر) ، الغنوصية في الاسلام ، ترجمة : رائد الباش ، ط الاولى – منشورات الجيل 2003م ، المقدمة .
[81]» الغنوصية في الاسلام ، ص61 .
[82]» ينظر : الامام زيد ، ص24 ؛ موسوعة أهل البيت: - الامام زين العابدين – القرشي، ج15 ، ص307 – 308.
[83]» كوهلبرغ ، إيتان ، الشيعة الأوائل في التاريخ والدراسات ، ترجمة ونقد : رضا ياري نيا و سيد مصطفى مطهري ، مجلة دراسات استشراقية ، ع2 ، السنة الاولى 2014م ، ص214 .
[84]» سطوع نجم الشيعة ، ص67 .
[85]» ابن سعد ، محمد (ت230هـ) ، الطبقات الكبرى ، ط دار صادر – بيروت ، ج5 ، ص222 .
[86]» العمري ، علي (ت709ه) ، المجدي في أنساب الطالبيين ، تحقيق : أحمد المهدوي الدامغاني، ط الاولى – سيد الشهداء – قم 1409هـ ، ص92 .
[87]» السقلاني ، ابن حجر (ت528هـ) ، تهذيب التهذيب ، ط الاولى - دار الفكر – بيروت 1404هـ ، ج7 ، ص305 .
[88]» تاريخ التراث العربي -الفقة - ، م1 ، ج3 ، ص262 .
[89]» المائدة ، 67
[90]» اشتروطمن (رودولف)، مستشرق الماني، ولد سنة 1877م، وقد تخصص في اللاهوت وصار مدرساً في مونستر سنة 1905م، وقسيسلاً ومرشداً للدراسات في شوليفورتا سنة 1907م، وفي سنة 1923م أصبح استاذاً للدراسات الشرقية في جامعة جيسن، وقد اهتم مترجمنا بالمذاهب المستوردة في الاسلام ومهتماً بالدراسات الدينية وفهم الظاهرة الدينية بوجه عام، توفي سنة 1960م ، له عدة مصنفات منها : مذهب الزيدية في الامامة، وأبحاث في المبتدعة، وبدر وأحد وكربلاء، والشيعة الاثنا عشرية، والبربر والاباضية، والنصيريا في سوريا، وغيرهما .
ينظر : موسوعة المستشرقين ، ص34 – 35.
[91]»Rudolph. Strhmann : Die Zwolfer Schia,a (Leipzij 1926)
[92]» كارل هينرش بكر، ولد في أمستردام في اليوم الثاني عشر من ابريل سنة 1876م، لأب مصرفي وتنتسب العائلة الى الطبقة البرجوازية، درس في جامعات لوزان، هايدلبرغ وبرلين، وسافر إلى إسبانيا، السودان، اليونان، وتركيا قبل حصوله على الدكتوراه في عام 1899، وسافر القاهرة وعاد منها الى بلاده سنة 1901م، عين مستشارا مقررا في وزارة المعارف الروسية، ثم وزيرا سنة 1925م، كان له ولع كبير بعلم اللاهوت، توفي سنة 1933م، له: دراسات اسلامية.
ينظر : موسوعة المستشرقين ، ص113- 116.
[93]» Takmamitsu Shimamoto : Leadership in Twelve Shiism
[94]» أبو خالد القماط الكابلي، وردان، ويكنى كنكر، كوفي، عُدَّ من أصحاب الامامين زين العابدين والباقر والصادق:، له كتاب، ثقة، إذ وردت أخبار كثيرة في مدحه والثناء عليه عن أئمة آل البيت ذكرها علماء الرجال من الامامية في مصنفاتهم للدلالة على توثيقه وتعديله .
ينظر : الطوسي ، أبو جعفر (ت460ه) ، الرجال ، تحقيق : محمد صادق بحر العلوم ، ط الاولى – الحيدرية – النجف الاشرف 1381هـ ، ص277 ؛ الخوئي ، أبو القاسم (ت1413ه)،  معجم رجال الحديث ، ط الاولى – الاداب – النجف الاشرف 1974م ، ج15 ، ص134 .
[95]» Capezzone, (Abiura della Kaysaniyyae conversion  all,ilamiyya : il caso di Abn Halid – Kabuli, in RSO Volume 66 1992) P I- 13
[96]» للاطلاع ينظر : ناجي ، عبد الجبار (معاصر) ، التشيع والإستشراق ، ط الاولى - منشورات الجيل 2011م ، ص298.
[97] ولد في بوخارست، عاصمة رومانيا سنة 1907م، حصل على الدكتوراه عن اليوغا في الهند عام 1932م، وعُيّن بعد عودته إلى بوخارست منصب الملحق الثقافي لسفارة رومانيا في لندن، وفي عام 1945م عُيّن أُستاذاً في معهد الدراسات العليا في باريس، ثم درس في جامعة السوربون وفي جامعات أوربية مختلفة، وفي عام 1957م انتقل إلى جامعة شيكاغو في أمريكيا ليدرس علوم الميثولوجيا وتاريخ الأديان، له عدة مصنفات تربو على الأربعين كتاباً منها : دراسة في تاريخ الأديان، واسطورة العود الأبدي، وملامح من الأسطورة، واليوغا خلود وحرية، وغيرها.
إلياد ، ميرسيا (ت1336هـ) ، تاريخ المعتقدات والأفكار الدينية، ترجمة : عبد الهادي عباس، ط دار دمشق – دمشق – 1987م ، المقدمة .
([98]) المصدر نفسه ، ج3 ، ص77 .
([99]) أشار إلى ذلك الرازي في قوله تعالى : {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ }الواقعة ، 10، وانّ ابا بكر هو أول الناس إيماناً من الرجال. 
ينظر : الرازي ، أبو حاتم (ت277هـ) ، ، تفسير الرازي ، تحقيق : أسعد محمد الطيب،  ط صيدا – المكتبة العصرية ، ج16 ، ص170 .
([100]) تاريخ المعتقدات والأفكار الدينية ، ج3 ، ص90 و ص134 .
([101] ) سديو لوي بيير، مستشرق فرنسي، ولد في باريس في 23 يونيو 1808م، وتعلّم على يدي أبيه اللغات الشرقية والرياضيات، حصل على الليسانس من جامعة باريس في الحقوق، قام هو بمتابعة أبحاث أبيه في ميدان تاريخ الفلك والرياضيات عند الشرقيين، توفي عام 1875م، من آثاره : رسالة في الفلك، ودراسة عن الحسن بن الهيثم، بحث في النظم الجغرافية، وغيرها .
ينظر : حمدان ، عبد الحميد (معاصر) ، طبقات المستشرقين ، ط مصر – مكتبة مدبولي ، ص50- 51.
([102] ) بيير ، سديو (ت1291هـ) ، تاريخ العرب العام ، ترجمة : عادل زعيتر ، ط دار احياء الكتب العربية – القاهرة 1948م ، ص126 .
([103] ) ألفرد جيوم، ولد سنة 1888م، تخرج من جامعة أكسفورد، وعمل في فرنسا ومصر خلال الحرب العالمية الاولى وعيّن محاضراً للغة العبرية الملكي بلندن سنة 1920م واستاذاً للغات الشرقية في جامعة درهام، واستاذاً لدراسات العهد القديم في جامعة لندن سنة 1945م، ونال أوسمة عديدة وانتخب عضواً في المجمع العلمي العربي في دمشق سنة 1948م والمجمع العراقي سنة 1949م، توفي سنة 1962م، من آثاره : تراث الاسلام، ومدخل إلى علم الحديث، وأثر اليهودية في الاسلام، والتشريع الاسلامي .
ينظر : معجم أسماء المستشرقين ، ص309.
([104] ) جيوم ، الفرد (ت1381هـ) ، الإسلام ، ترجمة : محمد مصطفى ، ط القاهرة – 1985م ، ص21 .
([105] ) ادوارد براون، مستشرق انجليزي، ولد سنة 1862م، درس براون في مدرسة جلنلموند ومدرسة إيتون الشهيرة، ودخل جامعة كمبردج لدراسة الطب في 1879م، وحصل على بكالوريوس الطب سنة 1887م، كان مهتما باللغات الشرقية وخاصة في الادب الفارسي، أقام في ايران فترة من الزمن، ولما عاد منها عين سنة 1888م مدرسا للغة الفارسية في جامعة كمبردج، ثم قام برحلات عديدة منها الى باريس وتركيا وتونس ومصر وغيرهما، توفي سنة 1926م، له عدة مصنفات منها : التاريخ الادبي الفارسي، والطب العربي، وتحقيق كتاب تذكرة الشعراء لدولتشاه، وكتاب لباب الالباب، وغيرما.   
ينظر : موسوعة المستشرقين ، ص79 ؛ طبقات المستشرقين ، ص93- 94
[106]» dward. Browne , Enchycloedia of religion and Ethics, vol, IIP. 299     E
[107]» مستشرق امريكي معاصر له كتاب دراسة المناطق اعادة تقويم نقدية ، وله كتاب دراسة الاسلام .
[108]»  Leonard Binder , The Ideolocical Revolution in the middl eas Department of political science of   university chiicago. p. 32                                                                               
N, Soderblorn , Encyclopaedia of religion and Ethics, vol, p. 183 ([109])  
[110]» للاطلاع ينظر : أصول الكافي ، ج1 ، ص297 و 304 باب النص على وجوب إمامة علي بن الحسين ، الحديث 3 ؛ القمي ، أبو القاسم (ت400ه) ، كفاية الأثر في النص على الائمة الاثني عشر، تحقيق : عبد اللطيف الحسيني ، ط قم 1413ه ، ص311 ؛ العاملي، محمد (ت1104ه) ، اثباة الهداة بالنصوص والمعجزات ، تصحيح : هاشم الرسولي المحلاتي ، ط الاولى – العلمية – قم 1379ه ، ج5 ، ص214 .
[111]» المسألة الشيعية رؤية فرنسية ، ص50 .
[112]» عقيدة الشيعة ، ص226 .
[113]» الفكر الشيعي المبكر – تعاليم الامام محمد الباقر- ، ص24-25 .
[114]» عقيدة الشيعة ، ص114 .
[115]» من المؤكد أنّ محمد بن الحنفية كان يُدين بالامامة للامام زين العابدينD، ولم يدع الامامة لنفسه، وإنّما ادّعاها الناس له، وحاشا أن يدّعي ما ليس له، فقد كان من أشد الناس ورعاً، ومن أكثرهم تحرّجاً في الدين، فهو الذي يهبها لمن يشاء من عباده، وهو على يقين أن إمام عصره هو الامام زين العابدينD. وأما النزاع الذي جري بينه وبين الامام في الرواية المشهورة إنما هو نزاع صوري واتفاقٌ مسبق؛ وذلك لبلورة الرأي العام، وإرجاع القائلين بإمامة محمد بن الحنفية  الى الحق .  
للاطلاع ينظر : موسوعة سيرة أهل البيت – الامام زين العابدين- ، القرشي ، ج15 ، ص123- 124.
[116]» عقيدة الشيعة ، ص118 .
[117]» الاسلام الشيعي ، ص30 .
[118]» الفكر الشيعي المبكر – تعاليم الامام محمد الباقر- ، ص60 .
[119]» المصدر والصفحة نفسها .
[120]» سطوع نجم الشيعة ، ص65 .
[121]» المصدر نفسه ، ص68 .
[122]» ماتيو تيرييّه، أستاذ الفلسفة، ودكتور العلوم الدينية، باحث مشارك في مخبر البحوث حول الديانات التوحيدية.  
[123]» تيرييّه ، ماتيو(معاصر)، الشيعة والسنة سلام مستحيل، ط جانفي – 2016م ، ص15.
[124]» كوربان ، هنري (ت 1398هـ ) ، تاريخ الفلسفة الاسلامية ، ترجمة نصير مروة و حسن قبيسي ، ط الثانية – بيروت 1977م ، ج1 ، ص101 .
[125]» فلهوزن (يوليوس)، مؤرخ ألماني مسيحي، ولد سنة 1844م، درس على يد العالم باللغات السامية (إيفلد)، وفي سنة 1872م أصبح أستاذاً ذا كرسي في جامعة جريفسفلد، فانتقل الى جامعة هلّه في سنة 1882م حيث قام بتدريس اللغات الشرقية، توفي سنة 1918م، من مصنفاته : في تاريخ اليهود ونقد الكتاب المقدس، وتأليف الاسفار الستة، ونقد الانجيل، وفي تاريخ الاسلام والعرب، وغيرهما .
ينظر : موسوعة المستشرقين ، ص408 – 410. 
[126]» فلهوزن ، يوليوس (ت1336هـ) ، الخوارج والشيعة ، ترجمة : عبد الرمن بدوي ، ط النهضة – مصر- 1958م  ، ص256 .
[127]» جيمس ليندزي، دكتوراه في فلسفة التاريخ في جامعة وسكونسن، أستاذ التاريخ ودراسات الشرق الاوسط المشارك في جامعة كولورادو ، ومتخصص في التاريخ المبكر للاسلام، والخلافة، وقصص الانبياء، له مجموعة دراسات منها : البعد التاريخي للاسلام، وتحرير كتاب ابن عساكر وتاريخ الاسلام المبكر، ودعوة فاطمة في افريقية، وغيرها.
[128]» ليندزي ، جيمس (معاصر) ، العالم الاسلامي في العصور الوسطى ترجمة : د. ناصر الحجيلان ، ط الاولى – أبو ظبي 1433ه ، ص23
[129]» أرند جان فنسنك، مستشرق هولندي، ولد سنة 1882م، كان استاذاً للغة العربية في جامعة ليدن من سنة 1972م حتى وفاته، وقام برحلات الى مصر وسوريا وعدد من البلدان العربية، وانصرف الى العناية بالحديث النبوي، فوضع بالانكليزية للالفاظ الواردةفي اربعة عشر كتابا من كتب السنن والسيرة،، نقله الى العربية الاستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، وسماه مفتاح كنوز السنة، وتولى تحرير موسوعة دائرة المعارف الاسلامية، وله كتب بالانكليزية عن الاسلام والمسلمين، توفي سنة 1939م.
ينظر : الاعلام ، ج1 ، ص289. 
[130]» مارتن تيودو هوتسما، مستشرق هولندي، ولد سنة 1851م، دخل جامعة ليدن، وفي سنة 1875م حصل على درجة الدكتوراه في اللاهوت، برسالة عنوانه : النزاع حول العقيدة في الاسلام، ، وعين سنة 1890م أستاذاً للغة العربية في جامعة أوترخت، توفي سنة 1943م، من أعماله العلمية : فهرس المخطوطات الشرقية في مكتبة جامعة ليدن، تحقيق كتاب ديوان الاخطل مادح الامويين، وتحقيق كتاب الاضداد ، وغيرهما .
ينظر : موسوعة المستشرقين ، ص616 .
[131]» آرنولد (توماس ووكر)، مستشرق انكليزي ولد سنة 1864م، وتعلّم أولاً في مدرسة بلايموت، انتقل الى في مدرسة لندن سنة 1880م، ثم التحق بكلية المجدلية في جامعة كمبردج سنة 1882م، قام بتدريس الفلسفة في كلية عليكره الاسلامية لمدة عشر سنوات، وعين استاذاً للفلسفة في الكلية الحكومية في مدينة لاهور، وقام بالتدريس في جامعة القاهرة بقسم التاريخ، توفي سنة 1930م، من أعماله : الدعوة الاسلامية، والمعتزلة، والخلافة، والاضطهاد، وغيرهما .
ينظر : موسوعة المستشرقين ، ص9 .
[132]» ليفي بروفنسال، مستشرق  فرنسي، ولد  في الجزائر سنة 1894م، كثير الاشتغال بالمخطوطات العربية، وتعلم في الجزائر، وحضر حرب الدردنيل في الدجيش الفرنسي، عين سنة 1920م مدرساً في معهد العلوم العليا المغربية في الرباط، وانتدب لتدريس تاريخ العرب في جامعة السوربون في باريس، توفي سنة 1955م، من مصنفاته : فهرس المخطوطات العربية في الرباط، والحضارة العربية في اسبانيا، والبيان المغرب، وغيرهما .
r.wikipedia.org/wiki    موقع
[133]» هنري لامنس، مستشرق بلجيكي، وفرنسي الجنسية، ولد في مدينة جنت سنة 1862م، من علماء الرهبان اليسوعيين، تعلّم علوم اللاهوت في انكلترا، وكان استاذاً  للاسفار القديمة في كلية روما، واستقر في بيروت فتولى ادارة جريدة البشير، توفي سنة 1937م، صنف كتباً بالعربية منها : فرائد اللغة،  والالفاظ الفرنسية المشتقة من العربية، والمذكرات الجغرافية للاقطار السورية، وغيرهما .
ينظر : الاعلام ، ج8 ، ص99 .
[134]» هارتمان ، مارتن، مستشرق الماني، ولد في مدينة برسلاو في 9 ديسمبر سنة 1851م، درس في جامعة ليبتسك، حصل على شهادة الدكتوراه سنة 1874م، في اللغة العربية والدراسات الاسلامية، وفي سنة 1898م أنشأ معهد اللغات الشرقية في برلين، وأصبح عميد الدراسات الاسلامية في ألمانيا، توفي في برلينة سنة 1918م، من أعماله : رسائل من تركيا، وتركستان الصينية، واغاني الصحراء الليبية، وغيرهما.
ينظر : معجم أسماء المستشرقين، ص694 .
[135]» لم يرد هذا الاسم في كتب التاريخ، وربما وقع التصحيف فيه .
[136]» لا يخفى على المؤرخ المحقق إنَّ هذه التي وردت في النص غير شهربانو والدة الإمام زين العابدينD فإنَّ الأخيرة توفيت في نفاسها، ومن الممكن أن التي كانت في كربلاء هي زوجة محمد بن أبي بكر التي تزوّجها الامام الحسينD بعد وفاته وأنجب منها عبد الله، وهي التي ذكرها البعض أنها رمت نفسها في الفرات بعد قتل الامام الحسين عليه السلام.
ينظر : مناقب آل أبي طالب ، ج3 ، ص259 ؛ ينابيع المودة ، ج3 ، ص152؛ تحفة العالم ، ج2 ، ص8.
[137]» الطبقات الكبرى ، ج5 ، ص211 .
[138]» الدينوري ، ابن قتيبة (ت267ه) ، المعارف ، تحقيق : ثروت عكاشة ، ط دار المعارف – القاهرة ، ص214 .
[139]» البلاذري ، أحمد (ت279هـ ) ، أنساب الاشراف ، تحقيق : محمد باقر المحمودي ، ط الاولى – دار التعارف – بيروت 1977م ، ج3 ، ص146 .
[140]» الطبري ، محمد بن جرير (ت310هـ) ، المنتخب من ذيل المذيل من تاريخ الصحابة والتابعين ، ط مؤسسة الاعلمي – بيروت ،  ص119.
[141]» القاضي النعمان ، أبي حنيفة (ت363هـ) ، شرح الاخبار في فضائل الأئمة الأطهار، تحقيق : محمد الحسيني الجلالي ، ط مؤسسة النشر الاسلامي – قم ، ج3 ، ص154 .
[142]» هي منطقة تقع بين مكة والمدينة، وهي قريبة من طريق الحاج الشامي .
ينظر : الحموي ، ياقوت (ت626ه) ، معجم البلدان ، ط دار احياء التراث العربي – بيروت 1399ه ، ج5 ، ص449.
[143]» من الأمور المقطوع بها انَّ الإمام زين العابدينD لا يرى لأي زبيري أو أموي كفاءة لمصاهرته، كيف ونصب عينه أحقاد القوم؛ فيكيف يُرافق أُخته سكينة الى الزواج المزعوم من مصعب الزبيري ؟ إنها من الموضوعات التاريخية التي وضعها الاصفهاني صاحب الاغاني وابن قتيبة صاحب المعارف؛ لشويه مسيرة أهل البيت:. فراجع.
[144]» ليس في الكتب الامامية المحققة ما يشير الى أن الامام زين العابدينD بادر الى سب المختار، فضلاً عن أخلاقه عليه أفضل الصلاة والسلام التي تأبى السب واللعن.
[145]» Islam,Volume,7,New york,   The Encyclopaedia of E.j.BRILL,1993. 481-483.
[146]» ميشال سليم كعدي، ولد في بلدة قوسايا (زحله – لبنان) سنة 1944م، وحصل على شهادة الدكتوراه في فقة اللغة العربية سنة 1983م، عضو في أكاديمية الفكر بلبنان، وعضو اتحاد الكتاب اللبنانيين، يمتاز نثره باسلوب جمالي خاص، له عدة مؤلفات منها : الامام علي نهجا وروحا وفقها، ورياحين الامامة، ومعلموا العالم – مسرحية- ، والمرأة في شعر الدكتور زياد نجيب، وخليل فاخوري شاعر الشباب، وغيرها.
[147]» كعدي ، ميشال (معاصر) ، الامام زين العابدينDوالفكر المسيحي ، ط الاولى – بيروت 1434هـ ، ص189.
[148]» الحسين،علي(ت93ه)،الصحيفة الكاملة السجادية،ط المشكاة – طهران1361ه، مقدمة المرعشي ، ص28.
[149]» الامام زين العابدين والفكر المسيحي ، ص116 .
[150]» المصدر نفسه ، ص155 .
[151]» مستشرق انجليزي، ولد سنة 1868م، دخل جامعة أبردين، ثم كلية الثالوث في كمبردج، ثم تحول الى دراسة اللغتين الفارسية والعربية، في سنة 1901م، انتقل الى كلية الجامعة في لندن أستاذا للغة الفارسية، توفي في شستر سنة 1924م، من نتاجاته العلمية : ترجمة وشرح ديوان  "مثنوي معنوي" للشاعر الفارسي جلال الدين الرومي، وتاريخ الادب العربي، وغيرها .
موسوعة المستشرقين ، ص593- 594.  
[152]» نيكولسون ، رينولد (ت1344ه) ، في التصوف الاسلامي وتاريخه ، ترجمة : أبو العلا عفيفي ، ط القاهرة – 1375هـ ، المقدمة.   
[153]» الاصبهاني ، أبي نعيم (ت430هـ) ، حلية الاولياء وطبقات الاصفياء ، ط الاولى – السعادة – مصر 1352هـ ، م3 ، ص134 .
[154]» تاريخ الفلسفة الاسلامية ، ج1 ، ص75 .
[155]» تاريخ التراث العربي ، م1 ، ج4 ، ص93
[156]» للاطلاع ينظر : الكافي ، ج5 ، ص65 ؛ النوري ، حسين (ت1320ه) ، مستدرك الوسائل ، تحقيق : مؤسسة أل البيت:لاحياء التراث ، ط الاولى – بيروت 1408ه ، ج12،  ص323.
[157]» العسكري ، الحسن (ت260هـ) ، تفسير الامام العسكريD، تحقيق : مدرسة الامام المهدي ، ط الاولى – قم 1409هـ ، ص328. .
[158]» الاسلام الشيعي ، ص60 .
[159]» ينظر : اغا بزرك ، محسن (ت1390ه) ، الذريعة الى تصانيف الشيعة ، ط دار الاضواء – بيروت ، ج15 ، ص15
[160]» الشيعة الاثنا عشرية ، ص82 – 83 .
[161]» اهتمّت الاوساط الاسلامية الشيعية اهتماماً بالغاً بالصحيفة السجادية، إذ بلغت الشروحات عليه لحد يومنا هذا على ثمانوان شرحاً تقريباً. فراجع .
[162]» لقد نُسبت هذه المناجات الى الامام زين العابدينD، إذ دوّنها المحقق العلامة المجلسي في بحاره، وعدّها العلماء الذين ألّفوا في ملحقات الصحيفة السجادية من بنودها، كما ذكرها المحقق الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان، وقد حفلت بها خزائن المخطوطات في مكتبات العالم، وتوجد منها نسخة أثرية بخطٍ رائع في مكتبة الامام أمير المؤمنينD في النجف الاشرف.  
المجلسي ، محمد باقر (ت1111ه) ، بحار الانوار ، تحقيق : علي أكبر الغفاري ، ط الثانية- الوفاء – بيروت 1983م ، ج91 ، ص142 – 153؛ القمي ، عباس (ت1359ه) ، مفاتيح الجنان ، تعريب : محمد رضا النوري ، ط الثالثة – قم 2006م .
[163]» Chittick, W.W. : The Psalim of Islam : al- Sahifa al – Sajjadiyyawith an introduction and annotation (London 1988).
[164]» Islam,Volume,7,New york,   The Encyclopaedia of .j.BRILL,1993.484  

*  المصادر والمراجع  *
خيرُ ما نبتدئُ بهِ (القرآن الكريم) اللهم زَيّن به لساني وجمّل به وَجهي.
 الحر العاملي ، محمد بن الحسن ، (ت1104هـ/ 1692م).
اثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ، تصحيح : هاشم الرسولي    المحلاتي ، (ط  الاولى – العلمية – قم 1379هـ) .
القرماني ، أحمد بن يوسف، (ت1019ه) .
أخبار الدول وآثار الأُول في التاريخ ، ، ط حجرية – كافل التبريزي – بغداد 1282ه .
 الدينوري ، أحمد بن داوود ، (ت276ه) .
الاخبار الطوال ، تحقيق : عبد المنعم عامر ، ط الاولى – دار احياء الكتب العربي 1960م .
المفيد ، أبي عبد الله محمد بن النعمان العكبري ، (ت413هـ / 1022م) .
، ( ط الحيدرية – النجف الاشرف – 1392هـ) .
الزركلي ، خير الدين (ت1410هـ / 1989م) .
، ( ط5 دار العلم للملايين –بيروت – 1980م) .
أبو زهرة ، محمد أبو زهرة (ت1393هـ/ 1974م) .
الامام زيد – حياته وعصره،(ط دار الفكر العربي – القاهرة 1974).
كعدي ، ميشال ، (معاصر) .
الامام زين العابدينDوالفكر المسيحي كعدي ، ( ط الاولى – بيروت 1434هـ ) .
البلاذري ، أحمد بن يحيى بن جابر، (ت279هـ/ 892 م ) .
أنساب الاشراف ، تحقيق : محمد باقر المحمودي ، (ط الاولى – دار التعارف – بيروت 1977م ) .
المجلسي ، محمد باقر بن محمد تقي ، (ت1111هـ/1700م) .
بحار الانوار ، تحقيق : علي أكبر الغفاري ، ( ط  الثانية – الوفاء – بيروت 1983م ) .
الذهبي ، محمد بن أحمد بن عثمان ، (ت748هـ/1347م) .
تاريخ الاسلام ، تحقيق: د. عمر عبد السلام ، (ط الاولى -  دار الكتاب العربي – بيروت 1407هـ).
الطبري ، ابن جرير محمد بن جرير (ت310هـ/922م) .
تاريخ الأمم والملوك ، تحقيق : محمد أبو الفضل ابراهيم ،   (ط دار المعارف – مصر 1962م).
الجهضمي ، نصر بن علي ، (ت250ه) .
تاريخ أهل البيت المروي عن الأئمة:، محمد رضا الجلالي، ( ط الثالثة – قم 1435ه ) .
ابن عساكر ، علي بن الحسين ، (ت571ه) .
تاريخ مدينة دمشق ، تحقيق : علي شيري ، ( ط دار الفكر – بيروت 1415ه ) .
بحر العلوم ، جعفر بن محمد باقر (ت1377هـ/1957م) .
تحفة العالم في شرح خطبة المعالم ، تحقيق : أحمد علي  مجيد الحلي ، (ط الاولى – الاعلمي – بيروت 1433هـ) .
ناجي ، الدكتور عبد الجبار (معاصر) .
التشيع والاستشراق ،(ط الاولى – منشورات الجمل 2011م) .
العسكري ، الحسن بن علي ، (ت260هـ) .
تفسير الامام العسكريD ، تحقيق : مدرسة الامام المهدي ، ( ط الاولى – قم 1409هـ ) .
الرازي ، فخر الدين محمد بن عمر (ت606هـ/1209م) .
تفسير القرآن ، تحقيق : أسعد محمد الطيب، ( ط صيدا – المكتبة العصرية ) .
النووي ، أبي زكريا يحيى بن شرف بن مري (ت676هـ/1277م) .
تهذيب الاسماء واللغات ، (ط الاولى المنيرية مصر) .
العسقلاني ، شهاب الدين أحمد بن علي (ت852هـ/1448م) .
تهذيب التهذيب،(ط الاولى – دار الفكر – بيروت 1984م ).
المزي ، جمال الدين أبي الحجاج يوسف (ت742ه/1347م ) .
تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، تحقيق : د. بشار عواد معروف ، (ط مؤسسة الرسالة – 1403هـ) .
الاصفهاني ، أبو نعيم أحمد بن عبد الله (ت430هـ/1038م) .
حلية الاولياء وطبقات الاصفياء ، (ط الاولى – السعادة – القاهرة 1352هـ ) .
البستاني، بطرس (ت1300ه) .
دائرة المعارف ، ( ط بيروت 1989م ) .
الطهراني ، اغا بزرك محسن بن علي (ت1390هـ/1970م) .
الذريعة الى تصانيف الشيعة ،(ط دار الأضواء بيروت).
الزمخشري ، أبي القاسم محمود بن عمر (ت538هـ/1143م) .
ربيع الابرار ونصوص الاخبار، تحقيق : عبد الامير مهنا،
ط  الاولى - مؤسسة الاعلمي – بيروت 1992م) .
الطوسي ، أبو جعفر محمد بن الحسن (ت460هـ/1067م) .
، تحقيق : محمد صادق بحر العلوم ، (ط الاولى – الحيدرية – النجف الاشرف 1381هـ) .
النيسابوري ، محمد بن الفتال (ت508هـ/1114م) .
روضة الواعظين تقديم:السيد محمد مهدي الخرسان،(ط قم).
البخاري ، أبي نصر سهل بن عبد الله بن داود (ت341هـ/953م).
سر السلسلة العلوية ، تقديم : محمد صادق بحر العلوم،    (ط الحيدرية – النجف الاشرف 1382هـ ) .
الحنبلي ، ابن العماد عبد الحي العكري (ت1098هـ/1668م) .
شذرات الذهب في أخبار من ذهب ، (ط الصدق الخيرية – القاهرة 1350هـ) .
أبي حنيفة ، النعمان بن محمد ، (ت363هـ).
شرح الاخبار في فضائل الأئمة الأطهار ، تحقيق : محمد الحسيني الجلالي ، ( ط مؤسسة النشر الاسلامي – قم ) .
الحسين ، علي بن الحسين ، (ت93ه).
الصحيفة الكاملة السجادية،(ط المشكاة –طهران 1361ه).
ابن الجوزي ، عبد الرحمن بن علي ، (ت597هـ/1201م).
صفوة الصفوة ، (ط الاولى - مطبعة دائرة المعارف العثمانية – حيدر آباد الدكن – الهند 1355هـ) .
ابن سعد ، محمد بن سعد ، (ت230هـ/ 845 م) .
الطبقات الكبرى ( ط دار صادر – بيروت ) .
حمدان ، الدكتور عبد الحميد صالح ، (معاصر) .
طبقات المستشرقين ، (ط مصر – مكتبة مدبولي) .
ابن عنبة ، أحمد بن علي بن حسين ، (ت 828هـ / 1424م ) .
عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ، (ط الاولى – الحيدرية – النجف الاشرف 1358هـ) .
الحسيني ، محمد بن حمزة الحسيني،(ت 921هـ / 1515م ).
غاية الاختصار في البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار،  تحقيق:  محمد صادق بحر العلوم ، (ط الاولى – الحيدرية – النجف الاشرف 1382هـ) .
الكليني ، أبي جعفر محمد بن يعقوب ، (ت329هـ / 941م ) .
، تحقيق:علي أكبر الغفاري،(ط الخامسة حيدري طهران 1363هـ) .
الاربلي ، علي بن أبي الفتح (ت693ه/1293م ) .
كشف الغمة في معرفة الائمة، (ط الثانية - دار الاضواء بيروت 1985م ) .
القمي ، أبو القاسم (ت400ه) ،
كفاية الأثر في النص على الائمة الاثني عشر ، تحقيق :  عبد اللطيف الحسيني ، ( ط قم 1413ه ) .
العمري ، علي بن محمد (ت709ه/1309م ) .
المجدي في أنساب الطالبيين ، تحقيق : أحمد المهدوي  الدامغاني ، ( ط الاولى – سيد الشهداء – قم 1409هـ) .
ابن منظور ، محمد بن مكرم (ت711ه) .
مختصر تاريخ دمشق ، (ط دار الفكر – 1404ه).
المسعودي ، أبي الحسن علي بن الحسين (ت346هـ/957م) .
مروج الذهب ومعادن الجوهر،(ط الثانية – دار الهجرة – قم 1404هـ) .
النوري ، حسين (ت1320ه).
مستدرك الوسائل ، تحقيق : مؤسسة أل البيت:لاحياء التراث ، ( ط الاولى – بيروت 1408ه ) .
علي ، زيد بن علي ، (ت 123ه/740 م ) .
مسند الامام زيد بن علي بن الحسين  ، (ط دار الحياة – بيروت ) .
الطوسي ، أبي جعفر محمد بن الحسن، (ت460هـ/1067م) .
مصباح المتهجد ، (ط الاولى - مؤسسة فقه الشيعة– بيروت 1411ه) .
الشافعي ، محمد بن طلحة ، (ت652ه).
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ، تحقيق :
أحمد العطية ، ( ط - قم ).
الدينوري ، ابن قتيبة أحمد بن عبد الله ، ( ت322هـ / 934م ) .
المعارف ، تحقيق : ثروت عكاشة،(ط دار المعارف –مصر 1969م) .
مراد ، الدكتور يحيى مراد (معاصر ) .
معجم أسماء المستشرقين ، (ط الاولى - دار الكتب العلمية – بيروت2004م) .
الحموي ، ياقوت بن عبد الله البغدادي، (ت626هـ/1229م) .
معجم البلدان ، (ط دار احياء التراث العربي – بيروت 1979م) .
الخوئي ، أبو القاسم علي أكبر بن هاشم (ت1413ه/1992م )
معجم رجال الحديث ،(ط الاولى – الاداب – النجف الاشرف 1974م) .
القمي ، عباس (ت1359ه).
مفاتيح الجنان ، تعريب : محمد رضا النوري ، ط الثالثة – قم 2006م ) .
ابن  شهر اشوب ، محمد بن علي ، (ت588هـ/1192م ) .
مناقب آل ابي طالب ، (ط الحيدرية – النجف الاشرف 1956م) .
الشيرواني ، المولى حيدر بن علي (ت 1145ه/1732م) .
مناقب أهل البيت:، تحقيق : محمد الحسون ،
(ط المنشورات الاسلامية – 1414هـ) .
الطبري ، محمد بن جرير (ت310هـ).
المنتخب من ذيل المذيل من تاريخ الصحابة والتابعين ، (ط مؤسسة الاعلمي – بيروت) .
بدوي ، عبد الرحمن ( ت1422هـ/2001م) .
موسوعة المستشرقين ، (ط الدار العلمية للفلسفة) .
القرشي ، باقر بن شريف ، (ت1433هـ).
موسوعة أهل البيت:الامام زين العابدين ،
( ط الاولى – دار المعروف – قم 1430هـ) .
النويري ، شهاب الدين (ت733هـ) .
نهاية الارب في فنون الادب، (ط طابع گوستاتسوماس وشركاه – وزارة الثقافة والارشاد القومي).
الشبلنجي ، مؤمن بن حسن الشافعي (ت1113هـ/1701م) .
نورالابصار في مناقب آل بيت النبي المختار،(ط الاولى المنيرية القاهرة).
الخصيبي ، الحسين بن حمدان ، (ت358هـ/968م) .
الهداية الكبرى ، (ط مؤسسة البلاغ – بيروت 1999م) .
ابن خلكان ، أحمد بن محمد (621هـ/1224م) .
وفيات الاعيان وأنباء أبناء الزمان ، تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد ، (ط السعادة – القاهرة 1948م) .
القندوزي ، سليمان بن ابراهيم (ت1294هـ/1877م) .
ينابيع المودة لذوي القربى ، (ط السابعة – الجديدة – النجف الاشرف) .
المراجع والمصادر المترجمة :
ماسيه ، هنري (ت1389ه) .
، ترجمة : بهيج شعبان ، (ط عويدات – بيروت).
جيوم ، الفرد (ت1381هـ).
، ترجمة : محمد مصطفى ، ط القاهرة – 1985م
ريشار ، يان (معاصر) .
الاسلام الشيعي- عقائد وايديولوجيات- ، ترجمة : حافظ الجمالي ، (ط الاولى - دار عطية – بيروت 1996م) .
بروكلمان ، كارل (ت1375ه).
تاريخ الأدب العربي ، ترجمة : د. عبد الحليم النجار ، ( ط دار المعارف – مصر) .
سزكين ، فؤاد(معاصر).
تاريخ التراث العربي ، ترجمة : د. محمود حجازي و د. عرفة مصطفى و د. سعيد عبد الرحيم ، ط الرياض 1411ه
بيير ، سديو (ت1291هـ).
تاريخ العرب العام ، ترجمة : عادل زعيتر ، ( ط دار احياء الكتب العربية – القاهرة 1948م ) .
كوربان ، هنري (ت 1398هـ ).
تاريخ الفلسفة الاسلامية ، ترجمة نصير مروة و حسن قبيسي ، ( ط الثانية – بيروت 1977م ) .
إلياد ، ميرسيا (ت1336هـ).
تاريخ المعتقدات والأفكار الدينية، ترجمة : عبد الهادي عباس، ( ط دار دمشق – دمشق – 1987م).
فلهوزن ، يوليوس (ت1336هـ).
الخوارج والشيعة ، ترجمة : عبد الرمن بدوي ، ط النهضة – مصر- 1958م ) .
كونسلمان ، جرهارد (معاصر).
سطوع نجم الشيعة ، ترجمة : محمد أبو رحمة ،
( ط الاولى – القاهرة 1412ه ) .
كوربان ، هنري (ت1378هـ).
الشيعة الاثنا عشرية ، ترجمة : د. ذوقان قرقوط ،
( ط الاولى – القاهرة 1413هـ ) .
تيرييّه ، ماتيو(معاصر).
الشيعة والسنة سلام مستحيل، (ط جانفي – 2016م).
دونلدسن ، دوايت. م . دونلدسون ، (ت1395ه/1976م).
عقيدة الشيعة ، ترجمة: ع. م ،(ط مؤسسة المفيد – بيروت 1990م ) .
 هالم ، هاينس (معاصر).
الغنوصية في الاسلام ، ترجمة : رائد الباش ، (ط الاولى – منشورات الجيل 2003م ) .
لالاني ، الرزينة (معاصره).
الفكر الشيعي المبكر – تعاليم الامام محمد الباقر ، ترجمة : سيف الدين القصير ، (ط الاولى – دار الساقي – بيروت 2004م).
نيكولسون ، رينولد (ت1344ه).
في التصوف الاسلامي وتاريخه، ترجمة : أبو العلا عفيفي ( ط القاهرة – 1375هـ ) .
بشارة ، جواد (معاصر).
المسألة الشيعية – رؤية فرنسية - ، ( ط دار ميزوبوتاميا – بغداد 2015م ) .

المراجع والمصادر الأجنبية :
1- Vajelerie, L. Vessia. The Encyclopaedia of Islam, New Edition: Supplement. Brill Archive, 1980.                        
Hell, J .(al- Farazdaks loblied auf Ali ibn al (Zain al Abidin) in Feslschrifl Eduard Sachau (ed G Weil, Berlin) 1915.                                                  
3- Cappezzone. ( Abiura dalla Kaysaniyya convesione all Imamiyya ::Imamiyya IL caso di Abu Halid al – Kablil) in RSO. Volume 66 ),1992.                                       )..
4- Madelunj. W. (Des Imam Al Qasim ibn Ibrahim und die Glou – benlehre der Zaiditen Berlin 1965), idem (Zayn al – Abidinj) in ELR.                                 
5- Anumber of Leadinj Orientalists, The Encyclopaedia of Islam. Brill : Leiden, 2002.                                     
6- Hodjson, M. ( How did the Shia?)Op. Cit. Watt, M. (Shilsm under The Umayyads) in (Shiism).                        
7- Huart,clement. Ahistory of Arabic Literature. New York : D.Appleton,1903.
8-Rudolph. Strhmann : Die Zwolfer Schia,a Leipzij 1926. 
9- Takmamitsu Shimamoto : Leadership in Twelve Shiism. 
10-  dward. Browne. Enchycloedia of religion and Ethics, vol, IIP. 299 E.                                      
11- Binder, Leonard. The ideological revolution in the Middle East. Krieger Publishing Company, 1979.‏
N, Soderblorn. Encyclopaedia of religion and Ethics. 12-
13-Chittick, W.W. : The Psalim of Islam : al- Sahifa al – Sajjadiyyawith an introduction and annotation (London  1988).                                                            
.The Encyclopaedia of Islam,Volume7,New york E.j 14-  .BRILL,1993.

المجلات :
1 - دراسات استشراقية ، ع2 ، مجلة ، السنة الاولى 2014م- 1436 ه.
2 - الشيعة الاوائل في التاريخ والدراسات ، أ. د. اتيان كولبرغ ، ترجمة ونقد : رضا ياري نيا وسيد مصطفى مطهري .

مواقع الانترنيت :
موقع الموسوعة الحرةhttps://ar.wikipedia.org/wiki
موقع المعرفة  http://www.marefa.org/index.php
المكتبة الوطنية الفرنسية http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb119289340