البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

قراءة الوحي بعيون استشراقية

الباحث :  عماد الدين إبراهيم عبد الرازق
اسم المجلة :  دراسات استشراقية
العدد :  16
السنة :  السنة الخامسة - خريف 2018م / 1440هـ
تاريخ إضافة البحث :  January / 3 / 2019
عدد زيارات البحث :  3313
تحميل  ( 816.759 KB )
مقدمة
لما كان الوحي هو الأساس الأمل الذي تقوم عليه حقيقة النبوة والرسالة، وهو المنبع الأول لعامة الإخبارات الغيبية وشؤون العقيدة وأحكام التشريع، اِهتم أعداء الإسلام بمعالجة موضوع الوحي وبذلوا جهداً فكريّاً كبيراً من أجل التلبيس علي حقيقته والخلط بينه وبين الإلهام وحديث النفس، وذلك لعلمهم أن موضوع الوحي هو منبع يقين المسلمين وإيمانهم بما جاء به النبي P من عند الله، فإنْ أُتيح لهم التشكيك في حقيقته أمكن دفعهم على الكفر بكل ما قد يتفرع عنه من عقائد وأحكام وأمكنهم أن يحملوهم على الاستجابة لفكرة أن كل ما دعا إليه النبيّ P من المبادئ والأحكام التشريعية ليس إلا من تفكيره الذاتي. ومن أجل تحقيق هذه الغاية، أخذ المستشرقون وأعوانهم يحاولون تأويل ظاهرة الوحي وإبعادها عما ترويه لنا السنة النبوية الشريفة والمصادر التاريخية، وراح كلٌّ منهم يسلك ما يروق لخياله من تصورات. ولقد ذهب المستشرقون مذاهبَ شتّى في تفسير الوحي الإلهي المنزل على النبي، ولكن أجمعوا على إنكاره وأتوا بتفسيراتٍ وتعليلاتٍ حاولوا من خلالها تفسير التصرفات التي تنتاب الرسول بأنها انفعالاتٌ شخصيةٌ من جانب الرسول. ومن أمثلة الافتراءات على الوحي الإلهي أن المفكر الفرنسي «غوستاف لوبون» يرى أن التصرفات التي تنتاب الرسول إبان نزول الوحي عليه ما هي إلا صرعٌ ينتابه فيعتد به احتقانٌ فغثيانٌ. أما «مكسيم رودنسون» فيرى أن الوحي الذي ينزل علي الرسول ما هو إلا درجةٌ من درجات التصوف التي لم تصل إلي الاتحاد بالله، لكنها تقع بين مرحلة الزهد والتأمل والتعبد وبين مرحلة الإتحاد بالله. ويجب أن نشير إلي حقيقةٍ مهمةٍ وهي أن استطلاع آراء المستشرقين في الوحي المحمدي يحددها النظر إلى بداية الصلة الثقافية بين الشرق والغرب. إن دراسة المستشرقين ومواقفهم من الوحي تأثرت بالفترة التي رسختها الدراسات السابقة من الطعن في الإسلام واختلاق العيوب للنبي محمدP. وحتى يتحقق لهم هذا الإنكار للوحي أصبحوا يرددون أن ما جاء به النبي ما هو إلا إبداعٌ ذاتيٌّ وإشراقٌ روحيٌّ أو إنجازٌ أدبيٌّ أو مشروعٌ محمديٌّ. وهناك تياران أساسيّان للمستشرقين في تفسير الوحي:- تيارٌ منصفٌ أو المنصفون، والتيار الآخر هو تيار المتعصبين. فالمنصفون انقسموا إلى مسلمين ومتعاطفين مع الإسلام، والمتعصبون انقسموا إلي حاقدين أعداء، ومعتدلين في تهذيب الألفاظ ولكن يضمرون الحقد والمكر. ومع ذلك فكلُّ تفسيرٍ من جانب المستشرقين لظاهرة الوحي عند النبيّ محمد P كان مغايراً لما يعتقدون، فالتعنت والتعصب أديّا بهم إلي التفريق بين المتساويين، ولذلك تضاربت تفسيراتهم له وذهبت مذاهب شتّى. فمن انساق وراء التعصب انزلق في مهاوي الحقد، ومن تفهّم روح الإسلام وانجلت له حقائقه اتصف بالنزاهة، وخالط نور اليقين شغاف قلبه فأعلن إسلامه. وبين الفريقين توزعت مواقفُ واتجاهاتٌ شتى إلا أن الغالبية العظمي من المستشرقين أنكروا الوحي كما أنكروا النبوة وأثاروا الشبهات حول الحقائق الإسلامية.

أولاً:- مفهوم الوحي:
(أ)- الوحي في اللغة:
- الوحي اسم مصدر من أوحى التي مصدرها إيحاء. قال اِبن منظور: الوحي هو إعلامٌ في خفاءٍ، ولذلك صار الإلهام يسمّى وحياً، والإشارة والكتابة والرسالة والإلهام والكلام الخفي وكل ما ألقيته إلي غيرك ليعلمه. يقال وحيت الكلام وأوحيت، ووحي وحياً وأوحي أيضاً كتب، والوحي المكتوب والكتاب.[1]
وقال «الراغب الأصفهاني» أصل الوحي الإشارة السريعة، ولِتضمّن السرعة: قيل أمر وحي وذلك يكون بالكلام علي سبيل الرمز والتعريض وقد يكون بصوتٍ مجردٍ عن التركيب، وبإشارةٍ ببعض الجوارح وبالكتابه ويقال للكلمة الإلهية التي تلقى إلي أنبيائه وحياً.[2]
أما «محمد رشيد رضا» فيرى أن المعنى اللغوي للوحي: هو الإعلام الخفي السريع لمن يوجه إليه بحيث يخفى عن غيره، ومنه الإلهام الغريزي كالوحي إلى النحل، والإلهام والخواطر بما يلقيه الله في روع الإنسان السليم الفطرة كالوحي إلى أم موسي، ومنه ضده وهو وسوسة الشيطان. ووحي الله إلي أنبيائه قد روي فيه المعنيان الأصليان لهذه المادة وهي الخفاء والسرعة.[3]
أيضاً من المعاني اللغوية للوحي هو احتمال أن يكون الوحي أسماً ومصدراً، فهو اسمٌ ومعناه الكتاب، ومصدرٌ وله معانٍ منها، الإرسال والإلهام والكتابة والإشارة والإفهام. وقد يطلق ويراد به اسم مفعولٍ منه أي الموحى وهو كلام الله المنزل على النبي.[4]
الوحي إذاً - إعلام الله تعالى من اصطفاه من عباده كل ما أراد الله إطلاعه عليه من ألوان الهداية والعلم ولكن بطريقةٍ خفيةٍ، غيرِ معتادةٍ للبشر، أيْ خارجةٍ عن طوق البشر. ولما كانت صفة الوحي إلي نبينا P توافق صفة الوحي إلى من تقدّمه من النبيين ﴿كَذَٰلِكَ يُوحِيٓ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ ٱللَّهُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ﴾ { الشورى3} فإن أساس الأدلة في الوحي هو الشرع، قرآناً وسنةً. وقد يبدأ الوحي بالرؤيا المتناهية يراها العبد المصطفى ويوقن أنها وحيٌ من الله تعالي، لأن رؤيا الأنبياء ليست من أضغاث الأحلام التي تترجم بها النفس عن رغباتها المكبوتة، فأفئدتهم مُعَدَّةٌ إعداداً إلهيّاً. وكانت الرؤيا الصالحة أول مطالع الوحي إلي نبينا محمد P. أخرج «أبو نعيم» عن علقمة بن قيس قال «إن أول ما يؤتى به الأنبياء في المنام حتى تهدأ قلوبهم، ثم ينزل الوحي في اليقظة».[5]
إذاً الوحي لغةً هو الإعلام الخفي السريع مهما اختلفت أسباب هذا الإعلام.
(ب)- الوحي في الإصلاح:
- لقد وردت عدة تعريفاتٍ اصطلاحيةٍ للوحي منها:
1- هو أن يُعلم الله سبحانه وتعالي من اصطفاه من عباده كل ما أراد إطلاعه عليه من ألوان الهداية والعلم لكن بطريقةٍ سريعةٍ وخفيةٍ وغيرِ معتادةٍ للبشر.[6]
2- هو ما انزله الله علي أنبيائه وعرفهم به من أنباء الغيب والشرائع والحكم ومنهم من أعطاه كتاباً أي تشريعاً يُكتب، ومنهم من لم يعلمه[7]
3- إلقاء الله الكلام أو المعنى في نفس الرسول بخفاءٍ وسرعةٍ. والموحي هو الله سبحانه وتعالى والجهة الموحَى إليها هم الرسل.[8]
وقال الشيخ «محمد عبده» رحمه الله: قد عرّفوه شرعاً: أنه كلام الله تعالي المنزل علي نبيٍّ من أنبيائه. وأما نحن (أي الشيخ «محمد عبده») فنعرّفه على شرعنا بأنه عرفانٌ يجده الشخص من نفسه مع اليقين بأنه من الله بواسطةٍ أو بغيرِ واسطةٍ. والأول بصوتٍ يتمثل يسمعه أو بغير صوتٍ، ويفرق بينه وبين الإلهام أنّه وجدانٌ تستيقنه النفس وتنساق إلى ما يطلب على غير شعورٍ منها من أين أتى، وهو أشبه بوجدان الجوع والعطش والحزن والسرور.[9]

ثانياً: مراتب الوحي ووسائله:
لقد حددت الآية (51) من سورة (الشورى) ضروب تكليم الله تعالي لأنبيائه وإن كان هذا الأمر لا يُعرف كنهه وحقيقته.
قال تعالى ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلَّا وَحۡيًا أَوۡ مِن وَرَآيِٕ حِجَابٍ أَوۡ يُرۡسِلَ رَسُولٗا فَيُوحِيَ بِإِذۡنِهِۦ مَا يَشَآءُۚ إِنَّهُۥ عَلِيٌّ حَكِيمٞ﴾ ولقد تضمنت الآية الكريمة ثلاث

 مراتب للوحي:
المرتبة الأولي: وهي المراد بقوله: ﴿أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلَّا وَحۡيًا﴾ وهو نفثٌ ينفث في قلبه فيكون إلهاماً. فقد جاء في صحيح «ابن حبان» عن رسول الله أنه قال: «إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها» وهي حالةُ فيضٍ إلهيٍّ يتعرض لها النبي حتى إذا ما فارقته كان قد وعى تماماً ما أُلهم به.[10]
المرتبة الثانية: وهي أن الذي يصل إليه الوحي لا بواسطة شخصٍ آخرَ ولكنه يسمع عين كلام الله. والسامع لا يبصر من يكلمه، وهو المقصود بقوله ﴿أَوۡ مِن وَرَآيِٕ حِجَابٍ﴾ كما حدث لموسى Q.[11]
﴿وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيمٗا﴾ { النساء - 164}. والله سبحانه وتعالى فضّل بعض الرسل على جميعهم بالتكليم في اليقظة من وراء حجاب دون وساطة ملك، لكن بكلامٍ مسموعٍ بالآذان معلومٍ بالقلب زائدٍ على الوحي المسموع من الملك عن الله تعالى. وهذا النوع ثابتٌ لموسى كما هو ثابتٌ لنبينا محمد P في ليلة الإسراء والمعراج. وسماع النبي من الله كما يقول «الغزالي» بخلق الله علماً ضروريّاً يدرك به الرسول أمورًا:
أولها: أن المتكلم هو الله، وثانيها: أن ما سمعه هو كلام الله، وثالثها: مراد الله من كلامه.[12]
المرتبة الثالثة: فهي تكون عن طريق الملك الذي يأتي النبي فينقل إليه كلام الله، أي «وصل إليه الوحي» بواسطة شخصٍ آخرَ، وهو المراد بقوله تعالي ﴿أَوۡ يُرۡسِلَ رَسُولٗا فَيُوحِيَ بِإِذۡنِهِۦ مَا يَشَآءُۚ﴾ والمعني بالرسول ملك الوحي المعبر عنه بالروح الأمين وهو جبريل Q.[13]
بناء على ذلك نستنتج أن للوحي ثلاثة أنواعٍ، أي أن تكليم الله سبحانه وتعالي للبشر وقع على ثلاثة أنحاء:
الأول: بالإلقاء في القلب يقظةً أو مناماً، ويسمَّى وحياً، وهو الذي يشمل الإلهام والرؤيا.
الثاني: بإسماع الكلام الإلهي من غير أن يرى السامع من يكلمه كما حدث لموسى وكما كان للملائكة الذين كلمهم الله في قصة خلق أدم أي ﴿مِن وَرَآيِٕ حِجَابٍ﴾.
الثالث: بإرسال الملك ترى صورته المعينة ويسمع كلامه، كجبريل Q فيوحي للنبي ما أمر الله أن يوحي به إليه وهو المعني بقوله ﴿ أَوۡ يُرۡسِلَ رَسُولٗا فَيُوحِيَ بِإِذۡنِهِۦ مَا يَشَآءُۚ﴾. ولقد عبر القرآن الكريم بالوحي عن وساوس الشيطان وتزيينه خواطر الشر للإنسان، فقال تعالي ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ﴾ {الأنعام - 112} وغيرها من الصور.[14]
يتضح من هذه الأنواع أن الوحي حدثٌ مفاجئٌ طرأ على النبيP دون أن يتوقعه أو يتطلع إليه، كما زعمه بعض المستشرقين، حيث فاجأه الملك في غار حراء، وأخذ يعتصره بقوةٍ حتى أجهده، فارتجف فؤاده، وخاف على نفسه، فانطلق إلى زوجه مرتاعاً، فلما سكنته سكن، ثم أخبرها الخبر وهو وجِلٌ، وأثناء نزول الوحي عليه كانت تعتريه أعراض إلزامية كاحمرار الوجه، وتتابع الأنفاس، وثقلٍ في الجسم، وتفصد العرق في اليوم الشديد البرد. ومع كل ذلك ما كان يستطيع أن يدفع ذلك عن نفسه، مما يؤكد أن الوحي أمرٌ خارجيٌّ، خلافاً لما يتشبثُ به كثير من المستشرقين، بأنه أمرٌ داخليٌّ.[15]

ثالثاً: صور الوحي:
 إن من يتلو الآيات التي تصور رسول الله ويتفحص ما أنبأنا به أصحابه الذين شهدوا آثار الوحي لدى تنزله عليه ليدل أن رسول الله إنسانٌ ضعيفٌ بين يدي الله يستمد منه العون ويصدع بما يؤمر به، ويعترف بعجزه المطلق عن تبديل حرف من كتاب الله. فهو مأمورٌ طائعٌ لا يملك من أمر الوحي شيئاً بل للوحي سيطرةٌ وهيمنةٌ يرى من يبحث في هذا الموضوع آثارهما عليه إبان تنزيل الوحي. قال «ابن سعد في طبقاته»: نزل الملك على رسول الله P بغار حراء يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان ورسول الله ابن أربعين وجبريل كان ينزل بالوحي. ووردت في السنة النبوية صور للوحي الإلهي أخبر عنها رسول الله منها:
1- الرؤيا الصادقة وكانت مبدأ وحيه e وكان لا يري رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح.[16]
2- أنه عليه P كان يتمثل له الملك رجلاً فيخاطبه حتى يسمع ما يقول وكان يراه الصحابة أحياناً، مثل حديث الإحسان عندما سأل جبريل الرسول عن الإيمان والإحسان، وجاءه في صورة أحد الصحابة وهو «دحيه بن خليفة الكلبي».[17]
3- أنه كان عليه الصلاة والسلام يأتيه الملك مثل صلصلة الجرس. فقد روى البخاري وغيره أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله فقال يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله P أحياناً مثل صلصله الجرس وهو أشد علي فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال أو أحياناً يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول. وهذا واضح في حديث الإسراء والمعراج حيث كلم الله رسوله بلا واسطة ملَكٍ.
4- أن يرى الملك بصورته التي خلق عليها، فيبلغه بالوحي وهذا وقع له مرتين: قالت عائشة رضي الله عنها: لم يره في صورته إلا مرتين، مرة عند سدرة المنتهى ومرة في جياد له ستمائة جناح قد سد الأفق.[18]

رابعا:شبهات المستشرقين حول الوحي والرد عليها.
(أ)- منهجهم في البحث:
دأب كثير من المستشرقين في تحرير أبحاثهم عن الدراسات الإسلامية على ميزانٍ غريبٍ في ميدان البحث العلمي، يضعون في أذهانهم فكرةً معينةً ويسعون إلى تصيد الأدلة لإثباتها بحيث لا يهمهم صحة الدليل بمقدار ما يهمهم إمكان الاستفادة منه لدعم آرائهم الشخصية فيقومون بجمع المعلومات التي ليس لها علاقةٌ بالموضوع، ويبنون عليها نظريةً لا وجود إلّا في نفوسهم وأذهانهم، كما فعلوا في موضوع الوحي.[19]
يتصيد كل منهم حادثة فيبني عليها ويجودها ما أمكنه لتمكينها في النفوس مثل حادثة لقاء رسول الله لورقة بن نوفل، أو بحيرى أو الحداد الرومي، ويزعمون أنه أخذ منهم أو تتلمذ عليهم. كما يعتمدون على الوهم المجرد لتفسير الأمور، فقد فسروا ظاهرة الوحي بحديث النفس وإلهاماتها تارةً، وبالنوبات الانفعالية تارةً أخرى، وبالتنويم الذاتي أو التجربة الذهنية المرَضية كالصرع الهستيري.[20]

وخلاصة موازين بحث المستشرقين حول الوحي:
1- تحكيم الهوى ونزعات العداء للإسلام والمسلمين، مع التعصب لما ينتمون إليه.
2- وضع الفكرة مقدماً ثم البحث عن أدلة تؤيدها مهما كانت ضعيفةً واهيةً.
3- تفسير النصوص والوقائع تفسيراتٍ خاصةً.
4- تصيد الشبهات والإكثار من الفرضيات والاعتماد على الضعيف والشاذ من الأقوال.[21]
(ب) مجمل أرائهم حول مفهوم الوحي:
(1)- اتهام الرسول P بالكذب وأنه افترى القرآن من عنده.
(2)- أن الوحي حالةٌ نفسيةٌ «الوحي النفسي» أي حديث النفس وإلهامها.
(3)- أنه الانفعال العاطفي: النوبات الانفعالية
(4)- أنه عبارة عن التجربة الذهنية.
(5)- أنه من إملاءات الكهنة والمنجمين.
(6)- أنه حالةٌ مَرَضيةٌ كالصرع الهيستري.
(7)- الوحي عبارةٌ عن الإشراق الذي تم فيه تحويل الأفكار بأكملها من شخصٍ لآخر.[22]
(جـ) أهدافهم من إنكار الوحي:
(ا)- الإيحاء بأن الإسلام ليس من عند الله، بل هو من أفكار النبيّ P التي تشبعت بالأفكار اليهودية والنصرانية.
(2)- محو الشخصية الإسلامية.
(3)- محاولة إيجاد جذورٍ للنصوص الدينية الإسلامية من النصوص النصرانية واليهودية.
(4)- التشكيك في النصوص وصحتها واستعمال الخلافات الفكرية أداةً للتشكيك.[23]
(د) تصنيف آراء المستشرقين حول الوحي:
تعددت وتنوعت آراء المستشرقين حول الوحي، واختلفت نظرتهم حوله، فالذين يتشبثون بالماديات لا يرون إمكان الوحي، وبعض من يؤمن بوجود الله يبحث له عن مصادر استقى منها كلُّ نبيٍّ معلوماته، ويرجعونها إلى تاريخ الأمم التي اتصل بها كلُّ نبيٍّ، والبعض الآخر يثبته للأنبياء السابقين وينفيه عن نبينا e، والهدف الأساسي من كل هذا هو إبطال الوحي ونفي الرسالة عن الرسول بدعوى تكذيب الرسول، والادعاء بأنه افترى القرآن من عنده.[24]
(هـ) بعض الأمثلة من افتراءات المستشرقين:
أول نموذجٍ هو قول بعض المستشرقين مثل «جولد زيهر» وغيره أن محمدًا P اتصل ب«بحيرى» الراهب فأملى عليه معلوماتٍ، ثم لما رجع إلى مكة تبناها وزعم أنها من عند الله، والرد عليه: أن لقاءه ذاك كان محدوداً وبحضور زعماء قريش وكان عمر النبي P اثني عشر عاماً، فطبيعة اللقاء تنفي أن يكون قد حصل تعلُّمٌ لمحمد P من بحيرى، لأنه لقاءٌ قصيرٌ عابرٌ لا يكفي للدرس والتحصيل، وسن النبي حينذاك صغيرةٌ لا تؤهله للتلقي، ولا توجد روايةٌ تذكر ذلك التعليم، ثم أن اللقاء حضره عددٌ من رجال القافلة، فلم يذكروا شيئاً من ذلك، وقد كانوا أحرص الناس علي إحباطها بعد إعلانها وهل يعقل أن «بحيرىى» كلم هذا الطفل بهذا الدين المتكامل الذي تعجز البشرية جمعاء أن تأتي بمثله.[25]
النموذج الثاني من شبهات المستشرقين حول الوحي هو قول نفرٍ من المستشرقين أمثال «درمنغام» و«مونتغمري واط» وغيرها أن النبي تلقى ذلك الوحي عن طريق التعلم من ورقة بن نوفل. والرد على ذلك أنه لم يثبت تاريخيّاً أن ورقة كان يدعو إلى النصرانية، وأن جميع الروايات الصحيحة أكدت عدم اتصال الرسول بورقة إلا بعد مجيء الوحي إليه. كما يزعم «دبل» و«واط» بأن الوحي عبارةٌ عن تجربةٍ ذهنيةٍ فكريةٍ أدرك منهاe ما أدرك نتيجة قدرته على التركيز على مستوًى تجريديٍّ لا يطيقه غيره، فكان يختار ساعات الليل لصفائها.[26] كما أن هناك بعض المستشرقين أمثال «نولدكه» فسروا ظاهرة الوحي بأنها حالة صرعٍ كانت تصيب محمد، فيغيب عن الناس وعمن حوله، ويظل ملقًى بين الجبال لمدةٍ طويلةٍ يسمع له غطيطٌ كغطيط النائم. وكذلك يقول المستشرق «أليوث سيرتجز» عن حياة محمد وتعاليمه أن محمد كان مصاباً بالصرع والهستيريا معاً.[27]
أيضاً يري «غوستاف فيل» في كتابه عن محمد P أن ما كان ينتاب محمد ما يشبه الحمى، وما كان يسمعه من صوت كصلصلة الجرس ليس وحياً، وإنما هو نوباتُ صرعٍ واضطراباتٌ عصبيةٌ.[28] ومن أخطر الافتراءات من جانب المستشرقين هو وصف الوحي بالظواهر النفسية وهو ما يسمي «الوحي النفسي» والسؤال هنا كيف صوروا الوحي النفسي؟ ومن أين استنبطوا ذلك التصور؟ قالوا أنهم استنبطوه من تاريخ محمد P وحالته النفسية والعقلية، وحالة قومه ووطنه، وما تصوروا أنه استفادة من أسفاره وخلواته وتحدثه وتفكيره، من كل ذلك نبع الوحي النفسي. وبيان ذلك: أنهم يقولون أن عقل محمد الهيولاني «العقل الباطن» قد أدرك بنوره الذاتي بطلان ما كان عليه قومه من عبادة الأصنام، وأن فطرته الذكية قد احتقرت ما كان يتناقشون فيه من جمع الأموال بالربا والقمار فتجلى له هذا الاعتقاد في الرؤى المنامية، ثم قوي حتى صار يتمثل له الملك يلقنه الوحي في اليقظة.[29]
كما انتهى بعض المستشرقين وزعيمهم في الوقت المعاصر «واط» إلى القول بأن الوحي كان نوعًا من التعبير الخيالي ولكنه مصحوبٌ بدون شكٍّ برؤيةٍ عقليةٍ أو خياليةٍ لجبريل. وبناءً على ذلك يرون أن الوحي القرآني ليس شيئاً خارقاً عن الذات المحمدية وإنما منها نبعٌ، لقد وصل المكر بهذا المستشرق وإلى الاعتماد على القرآن ليلقي بهذه الفرية ولكن هيهات. فاللقاء بيِّنٌ واضحٌ والتلقي كان يتم بين ذاتين:
ذات النبي «المتلقي» وذات جبريل الملقي بأمر الله، فهما ذاتان منفصلتان تمام الانفصال وآيات القرآن ووقائع السيرة النبوية تؤكدان على هذه الحقيقة، فالموحى به من خارج ذات محمد فضلاً عن أنه لم ينسب ما جاء به لنفسه وإنما أعلن أنه من خارج ذاته.[30] كما أن هناك بعض المستشرقين أمثال «أهرنس» وآرثر، ونيوهفن، يرون أن مصدر الوحي عند محمد هو اللاوعي الجماعي، أي أن موضوعات الوحي كانت موجودةً في اللاوعي عند محمد وهي مستقاةٌ من المحيط الجماعي الذي عاش فيه قبل البعثة، وما كان الملك جبريل إلا خيالاً أدى إلى حضور تلك الموضوعات إلى وعيه في الحالة التي يسميها الوحي. ومن المستشرقين الذين أغلق فكرهم التعصب والحقد «فيليب إيرلنجي» الذي يقول [ أكثر محمد اتصاله باليهود في مكة وأنه كان يسأل خادمة زيد وهو مملوك للمسيحيين عن الديانتين اليهودية والمسيحية ليأخذ منها، وكان حاذقاً فطناً أحدَّ ذكاءً، وأدقَّ فهماً من خادمه - ولقد كان محمد في المدينة تلميذاً لليهود وهم الذين كونوه، ثم بدأ جبريل يمده ببعض الأساطير التي يعرضها اليهود والمسيحيون.[31]
ورغم هذا التعصب الأعمى من جانب بعض المستشرقين حول ظاهرة الوحي إلا أننا نجد بعض المنصفين الذين دافعوا عن محمد P وعن الوحي.
من هؤلاء المستشرقين المنصفين «إدوارد مونتيه» حيث يقول كان محمد نبيّاً صادقاً، كما كان أنبياء بني إسرائيل في القديم، كان مثلهم يؤتى رؤيا ويوحى إليه.[32]

الخاتمة
من كل ما سبق يتضح لنا أن ظاهرة الوحي هي ظاهرةٌ حقيقيةٌ لا هراء فيها، ولا أحد يستطيع أن يشك فيها، إلا الحاقدين والمتعصبين من المستشرقين الذين ملأ الحقد قلوبهم. فهي ظاهرة ثبت يقينها بالقرآن وبالسنة، وليست ظاهرةً نفسيةً تنتاب النبيّ محمدP.
والسبب الأساسي لطعن هؤلاء في ظاهرة الوحي هو ما يمثله الوحي من كونه منبع يقين المسلمين وإيمانهم بما جاء به النبي P من عند الله من أحكام وشرائعَ وعقائدَ. ولقد ثبت بالدليل العقلي قبل الدليل الشرعي كذب هؤلاء في افترائهم حول ظاهرة الوحي، وأن تفسيراتهم هي تفسيراتٌ حاقدةٌ متعصبةٌ ينقصها الموضوعية ويعتريها العوار الفكري والعقلي. ولو نظر هؤلاء نظرةً موضوعيةً لأدركوا أن هذه الظاهرة أي ظاهرة الوحي هي من عند الله، وما كان رسول الله يستطيع أن يأتي بها من نفسه، وأنها ليست انفعالاتٍ عصبيةً أو خيالاتٍ فكريةً من عند رسول الله. وإن الكلام الموحى به من عند الله والذي نزل به جبريل لا يستطيع بشرٌ مهما كان أن يأتي به، وأن يضع فيه هذا الإعجاز الذي تحدى به فصحاء وبلغاء العرب، ولم يستطيعوا أن يأتوا بآيةٍ واحدةٍ مثل ما أتى به القرآن، رغم فصاحتهم وبلاغتهم.
كل هذا يثبت بوضوح حقيقة الوحي، وأنه من عند الله لا من عند رسول الله، وهو أمر أثبته الدليل العقلي والفعلي.


مراجع البحث
ابن منظور: لسان العرب، بيروت، بدون تاريخ، 3/892 مادة وحي.
انظر أيضاً ابن القيم: مدراج الساكنين، دار الكتاب العربي،جـ1، صـ29.
الراغب الحسين بن محمد الأصفهاني: المفردات في غريب القرآن، المطبعة الميمنية، صـ515.
السيد محمد رشيد رضا: الوحي المحمدي، مطبعة دار المنار، القاهرة، 1935،صـ44.
الرازي: التفسير الكبير، جـ21، طـ2، طهران، صـ242.
العسقلاني: فتح الباري: جـ1،1379، صحيح مسلم بشرح النووي،جـ2، - دار الفكر بيروت، صـ23، صـ197.
محمد عبد العظيم الزرقانى: مناهل العرفان في علوم القرآن، مطبعة دار الفكر، بيروت، طـ21،د.ت، صـ56.
محمد رشيد رضا: الوحي المحمدي، صـ41.
حسن ضياء الدين عنتر: نبوة محمد في القرآن، دار النصر، حلب، طـ1، 1973، صـ165.
محمد عبده: رسالة التوحيد، مكتبة الجامعة الأزهرية، القاهرة، 1385، صـ57.
القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، مطبعة دار الكتب المصرية، طـ3، القاهرة، صـ5873.
الرازي: التفسير الكبير، جـ27، صـ186.
عبد اللطيف السبكي: الوحي إلى الرسول محمد، مطبوعات المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، القاهرة، صـ83، 84.
دى بور: تاريخ الفلسفة في الإسلام، ترجمة د.عبد الهادي أبو ريدة، دار الثقافة للنشر والتوزيع، 1357،صـ228.
حسنين محمد مخلوف: صفوة البيان لمعاني القرآن، مطابع الكويت، جـ31ـ صـ619. أيضاً انظر د. صبحي الصالح: مباحث في علوم القرآن: دار العلم للملايين، بيروت، 1974،صـ23.
محمود ماضي: الوحي القرآني في المنظور الاستشراقي ونقده، دار الدعوي للطباعة والنشر والتوزيع، جـ11،1996،صـ35.
ابن سعد: الطبقات الكبرى: دار بيروت للطباعة والنشر، طـ1، 1975، صـ190
يحيي بن شرف النووي: صحيح مسلم بشرح النووي: صحيح مسلم بشرح النووي دار الفكر، بيروت، 1981، صـ198.
إسماعيل بن محمد العجلوني الجرامي:كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس، مؤسسة الرسالة، بيروت، صـ125.
أبو الحسن النووي: الإسلاميات بين كتاب المستشرقين والباحثين المسلمين، صـ16.
عبد الرحمن حسن الميداني: أجنحة المكر الثلاثة، دار القلم، دمشق، طـ7، صـ141.
المرجع السابق: صـ145.
د. محمود ماضي: الوحي القرآني في المنظور الاستشراقى ونقده، صـ45.
هدى عبد الكريم مري: الأدلة على صدق النبوة المحمدية ورد الشبهات عنها، دار الفرقان، عمان، طـ41، صـ451.
المرجع السابق: صـ455.
هدي مرعي: الأدلة علي صدق النبوة المحمدية، صـ471.
محمود ماضي: الوحي القرآني، صـ391.
أحمد غراب: رؤية إسلامية للاستشراق، المنتدى الإسلامي، لندن، طـ1، 1411هـ، صـ38.
ريتشارد بل مونتغمري واط: مدخل إلي القرآن، جامعة أدنبره، 1977، صـ17.
محمد رشيد رضا: الوحي المحمدي، صـ149 - 150.
هنري دى فاشري: الإسلام: خواطر وسوائح، ترجمة.أحمد فتحي زغلول، مطبعة الشعب، القاهرة، 1911،صـ16-17.
مصطفى السباعي: الاستشراق والمستشرقين ما لهم وما عليهم، دار البافا، الكويت، 1986، صـ20.
الشيباني: الرسول في الدراسات الاستشراقية المنصفة، ص117. اهتمام المستشرقين بترجمة حِكم الإمام علي بن أبي طالب المتعلقة بالثقافة وطلب العلم إلى اللغات الأوربية منذ القرن السابع عشر حتى بداية القرن العشرين

--------------------------------------
[1] ابن منظور: لسان العرب، بيروت، بدون تاريخ، 3/892 مادة وحي.
اُنظر أيضاً ابن القيم: مدراج الساكنين، دار الكتاب العربي،جـ1، صـ29.
[2] الراغب الحسين بن محمد الأصفهاني: المفردات في غريب القرآن، المطبعة الميمنية، صـ515.
[3] السيد محمد رشيد رضا: الوحي المحمدي، مطبعة دار المنار، القاهرة، 1935،صـ44.
[4] الرازي: التفسير الكبير، جـ21، طـ2، طهران، صـ242.
[5] العسقلاني: فتح الباري: جـ1،1379، صحيح مسلم بشرح النووي،جـ2، - دار الفكر بيروت، صـ23، صـ197.
[6] محمد عبد العظيم الزرقانى: مناهل العرفان في علوم القرآن، مطبعة دار الفكر، بيروت، طـ21،د.ت، صـ56.
[7] محمد رشيد رضا: الوحي المحمدي، صـ41.
[8] حسن ضياء الدين عنتر: نبوة محمد في القرآن، دار النصر، حلب، طـ1، 1973، صـ165.
[9] محمد عبده: رسالة التوحيد، مكتبة الجامعة الأزهرية، القاهرة، 1385، صـ57.
[10] القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، مطبعة دار الكتب المصرية، طـ3، القاهرة، صـ5873.
[11] الرازي: التفسير الكبير، جـ27، صـ186.
[12] عبد اللطيف ألسبكي: الوحي إلى الرسول محمد، مطبوعات المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، القاهرة، ص 83، 84.
[13] دى بور: تاريخ الفلسفة في الإسلام، ترجمة د.عبد الهادي أبو ريدة، دار الثقافة للنشر والتوزيع، 1357،صـ228.
[14] حسنين محمد مخلوف: صفوة البيان لمعاني القرآن، مطابع الكويت، جـ31ـ صـ619. أيضاً أنظر د.صبحي الصالح: مباحث في علوم القرآن: دار العلم للملايين، بيروت، 1974،صـ23.
[15] محمود ماضي: الوحي القرآني في المنظور الاستشراقي ونقده، دار الدعوي للطباعة والنشر والتوزيع، جـ11،1996،صـ35.
[16] ابن سعد: الطبقات ألكبري: دار بيروت للطباعة والنشر، طـ1، 1975، صـ190
[17] يحيي بن شرف النووي: صحيح مسلم بشرح النووي: صحيح مسلم بشرح النووي دار الفكر، بيروت، 1981، صـ198.
[18] إسماعيل بن محمد العجلوني ألجرامي: كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما أشتهر من الأحاديث علي ألسنة الناس، مؤسسة الرسالة، بيروت، صـ125.
[19] أبو الحسن النووي: الإسلاميات بين كتاب المستشرقين والباحثين المسلمين، صـ16.
[20] عبد الرحمن حسن الميداني: أجنحة المكر الثلاثة، دار القلم، دمشق، طـ7، صـ141.
[21] المرجع السابق: صـ145.
[22] د.محمود ماضي: الوحي القرآني في المنظور الاستشراقي ونقده، صـ45.
[23] هدي عبد الكريم مري: الأدلة على صدق النبوة المحمدية ورد الشبهات عنها، دار الفرقان، عمان، طـ41، صـ451.
[24] المرجع السابق: صـ455.
[25] هدي مرعي: الأدلة علي صدق النبوة المحمدية، صـ471.
[26] محمود ماضي: الوحي القرآني، صـ391.
[27] أحمد غراب: رؤية إسلامية للاستشراق، المنتدى الإسلامي، لندن، طـ1، 1411هـ، صـ38.
[28] ريتشارد بل مونتغمري واط: مدخل إلى القرآن، جامعة أدنبره، 1977، صـ17.
[29] محمد رشيد رضا: الوحي المحمدي، صـ149 - 150.
[30] هنري دى فاشري: الإسلام: خواطر وسوائح، ترجمة.أحمد فتحي زغلول، مطبعة الشعب، القاهرة، 1911،صـ16-17.
[31] مصطفي السباعي: الاستشراق والمستشرقين ما لهم وما عليهم، دار البافا، الكويت، 1986، صـ20.
[32] الشيباني: الرسول في الدراسات الاستشراقية المنصفة، صـ117.