البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

مادة القرآن الكريم في الموقع الفرنسي «الإسلام والحقيقة»

الباحث :  د. أحمد بوعود
اسم المجلة :  دراسات استشراقية
العدد :  18
السنة :  السنة الخامسة - ربيع 2019م / 1440هـ
تاريخ إضافة البحث :  July / 10 / 2019
عدد زيارات البحث :  1286
تحميل  ( 1.002 MB )
لم يَرُقْ لكثيرٍ من رجال الكنيسة والمفكّرين والحكام انتشارُ الإسلام بشبه الجزيرة الإيبرية، فانطلقت مقاومةٌ تهدف إلى «رد الأمور إلى نصابها»، اتجهت نحو صلب المعتقدات الدينية للمسلمين قصد تشويهها ودفع الناس عن اعتناقها، وعلى رأس هذا كان الطعن في القرآن... وقد تطور التبشير مع الزمن وتنوعت وسائله، كما تعددت أشكاله بتعدد أهدافه، ليأخذ لبوساً علميّاً، أكاديميّاً فسُمِّي استشراقاً، لتستمر الجهود في ترجمة القرآن ودراسته ودراسة بعض القضايا الإسلاميّة...
واليوم، ومع تطور التكنولوجيا والتقدم الهائل لوسائل الإعلام والاتصال شمّر التبشير عن ساعد الجد موظِّفاً ما يجده من إمكانات للطعن في القرآن الكريم متذرعاً بالمناهج العلميّة. وفي هذا السياق نجد مواقعَ على الإنترنيت وصفحاتٍ على فيسبوك وتويتر وغيرها تؤدي الغرض السابق نفسه لكن بتقنيةٍ أكبرَ وفاعليةٍ أقوى، وذلك لسرعة الانتشار وتدفق المعلومات بدونِ حاجزٍ ولا رقابةٍ. وهنا أذكر موقعاً طالما شغل العديد من الناس، الشباب الفرنكوفونيين منهم خاصةً، وهو موقع الإسلام والحقيقة ((Islam et Vérité الذي يتضمن نافذةً قارّةً تتجدد باستمرارٍ بعنوان القرآن (Coran)، إلى جانب نوافذَ أخرى. وهذا الموقع يحمل شعاراً له «من يمكن أن يأتي بعد المسيح؟ أليس مقابل المسيح؟»
إن القائمين على هذا الموقع لم يقتصروا عليه فقط لتصريف مواقفهم، بل أنشأوا له صفحةً خاصّةً على فيسبوك ينقلون إليها باستمرار موادَّ الموقع لضمان قنواتٍ أكثرَ لتصريف موادِّهم وجلب متابعين.
أما نافذة القرآن فهي لم تقتصر على الموضوعات التي سبق أن ناقشها أسلافهم، بل تعدوا ذلك إلى قضايا من صميم الحياة المعاصرة كقضيّة المرأة وقضية العلم وقضيّة الإرهاب... وهذا يجعل منها قبلة كل من يريد التعرف على موقف القرآن من هذه القضايا وعلاقته بها، وهنا تكمن الخطورة.

وهذا يدفعنا إلى التساؤل:
ماذا تفيد الإحصائيات بخصوص موقع الإسلام والحقيقة؟ وما مدى انتشارها؟ وما ترتيب الموقع؟ وما هي الدول الأكثر زيارةً له؟ وكم عدد متابعي صفحته؟
وما هي قضايا موقع الإسلام والحقيقة؟ وما المكانة التي تحتلها نافذة القرآن؟ وما هي المجالات التي تشملها هذه المادة؟ وهل مادةُ القرآن الكريم وعلومه مادةٌ علميّةٌ؟ وما هي المناهج الموظفة في تناولها وعرضها؟ وكيف يجب التعامل معها؟

هدف البحث:
إن الهدف الرئيس من هذا البحث هو الإجابة عن هذه الأسئلة، وذلك من أجل استخلاص تصوُّرٍ واضحٍ حول هذا الموقع ونافذة القرآن، بغية تحليلها ونقدها وبحث سبل التعامل معها.

خطة البحث
مقدمة: (تبين أهمية البحث وقيمته وأهدافه ومنهجه وخطته).
المبحث الأول: موقع الإسلام والحقيقة: تعريفٌ وتوصيفٌ وإحصاءٌ.
المبحث الثاني: قضايا القرآن وعلومه في نافذة القرآن.
المبحث الثالث: رؤيةٌ نقديّةٌتقويميّةٌ ومنهجٌ للتعامل.
خاتمة: (تتضمن أهم النتائج والتوصيات).

منهج البحث:
إن تحقيق هدف هذه الدراسة يتطلب سلوك منهج ذي بعدين:
- تحليليّ: أي تحليل معطيات الموقع ونافذة القرآن، وذلك من خلال الوصف أولا والإحصاءات ثانياً لنتبيّن مدى أهميّته ومستوى تأثيره.
- نقديّ: أي نقد مادة القرآن الكريم وعلومه ومحاكمتها إلى المنهج العلمي، وبحث سبل التعامل معها.
والله المستعان.

المبحث الأول:
موقع الإسلام والحقيقة:
 تعريف وتوصيف وإحصاء:
يهدف هذا المبحث إلى التعريف بموقع الإسلام والحقيقة حتى يتبين لنا مدى وجوده في الفضاء الإعلامي الجديد، وذلك من خلال وصفه والتعريف بأبوابه والإحصاءات المرتبطة به.
1- تعريف موقع الإسلام والحقيقة
اسمه «الإسلام والحقيقة» (Islam et Vérité)، ويتوسط الكلمتين مكانَ الواو رمز الصليب وأسفله رمز الهلال، حيث الأول يشير إلى النصرانية والثاني إلى الإسلام. ولعل في جعل رمز الهلال أسفل رمز الصليب دلالةً على احتقاره وإظهاردونيته.
وأسفل هذا الاسم توجد عبارةٌ: «من يمكن أن يأتي بعد المسيح، سوى المسيح الدّجّال عدوّ المسيح»؟
وفي أسفل الصفحة توجد عبارةٌ: «لو كان الناس يعلمون أنهم سيذهبون إلى الجحيم لأعطوا حياتهم للمسيح».
هذا الموقع تقف وراءه جمعية السلام والرحمة(Salut et Miséricorde)، ويديره القس غاي باجيس(Guy Pagès). وهذه الجمعية، مقرها باريس، وتعتمد على هباتٍ، وتهدف إلى: التأهيل للحوار بين الأديان، ونشر الأدوات والوسائل التربوية، وإقامة المخيمات والدورات والمؤتمرات والندوات، والدفاع عن منافع «الإسلام والحقيقة» ومنافع منشطيه، ومنافع كلِّ شخصٍ أو جمعيةٍ في تحرير الوعي الذي منعوا منه.
أما القس باجيس فهو من مواليد 18 أغسطس 1958، ألف مجموعة من الكتب منها: طريق الصليب حسب ماريا التورا[1]، واسألوا الإسلام.. 1501 سؤال يجب طرحها على المسلمين[2]، وهل يهوذا في الجحيم؟[3]
2- وصف الإسلام والحقيقة:
إضافةً إلى ما ذُكر مما يمكن أن يعرف به الموقع، نجد في أعلاه نوافذَ جامعةً تدل المتصفح على ما سيجده فيه.لكن ما يحتل الموقع هو البابان الرئيسان، هما باب الإسلام، ومؤشر عليه باللون الأخضر، وباب الحقيقة، ومؤشّرٌ عليه باللون الأحمر. ويوضحهما الجدولان الآتيان:

Islam

الإسلام

Allah

الله

Chariah

الشريعة

Coran

القرآن

Djihad

الجهاد

Doctrine

العقيدة

Esclavage

الرق

Femme en Islam

المرأة في الإسلام

Histoire en Islam

التاريخ في الإسلام

Inclassables

ما ليس قابلا للتصنيف

Islamisation et takiya

الأسلمة والتقية

Judaïsme

اليهودية

Mahomet

محمد

Témoignages

شهادات

Vérité

الحقيقة

Amour et Vie

الحب والحياة

Arts، Sciences et Culture

الفنون والعلوم والثقافة

Bible

الإنجيل

Dieu

الله

Doctrine

المذهب

Eglise

الكنيسة

Hérésies، schismes، apostasies، compromissions et scandales

البدع والانشقاقات والارتداد والتشويه والفضائح

Histoire

التاريخ

Interventions publiques

التدخلات العمومية

Jesus-Christ

عيسى المسيح

Liturgie et Vie spirituelle

الشعيرة والحياة الروحيّة

Persécutions

الاضطهادات

Philosophie

الفلسفة

Rédemption

الخلاص

Résistance

المقاومة

Société

المجتمع

Témoignages & conversions

شهادات ومتحولون

Vierge Marie

مريم العذراء

3- إحصاءاتٌ مرتبطةٌ بالموقع
حسب ترتيب موقع أليكسا Alexa.com)) لترتيب المواقعيحتل الموقع ترتيباً عالميّاً هو 431511 وهذا الترتيب بتاريخ 9 نونبر 2017. وفي فرنسا يحتل الترتيب 46254، وفي بلجيكا يحتل الترتيب 33897 بالتاريخ نفسه. وخلال عام 2017 ونحن على مشارف نهايته عرف الموقع نموّاً كبيراً من حيث عدد زواره؛ مثلاً في مطلع العام كان ترتيب الموقع يفوق 800000، والآن بتجاوز 400000 بقليل. يعني أن الموقع حقق تقدماً يقترب من 50%، وهذا الجدول يوضح ذلك:
إن تحقيق الموقع لهذا التقدم يعني أن رواده في ازديادٍ، مع العلم أن الموقع حديث الإنشاء، وهذا يعني أن الموقع سيشهد نموّاً أكثرَ في الأيام القادمة.

يحدثنا موقع أليكسا أن الناس يدخلون إلى هذا الموقع عبر مواقع وسيطة أهمها:
 facebook.com

13.3%

فيسبوك

 google.com

12.4%

غوغل

 google.fr

11.5%

غوغل فرنسا

 youtube.com

6.2%

يوتيوب

أما المواقع التي ترتبط بموقع الإسلام والحقيقة فيبلغ عددها 122 موقعا يوضح أهمها الجدول التالي:
إن الملاحظ في هذه المواقع أنها ترتبط بمواقعَ حيويةٍ تقدم دائماً خدماتٍ للإنسان، ونضرب مثالاً هنا بالموقعين الأول لوفيغارو الجريدة الذائعة الصيت، والثاني الذي هو عبارةٌ عن موقع خدماتٍ صحيّةٍ، ولكلًّ منهما منتدًى يتناول قضايا الدين والتي موطنها موقع الإسلام والحقيقة.

المبحث الثاني:
قضايا القرآن وعلومه في نافذة القرآن
إن تصفُّحاً سريعاً لبوابة القرآن بموقع الإسلام والحقيقة يعطينا فكرةً عن الموضوعات التي تحتويها، وعن أهميتها وراهنيتها. وهذا ما شكل لها عامل جذبٍ وجلبِ اهتمامٍ. إن البوابة لم تغص في الموضوعات الجدالية القديمة علىالرغم من عدم إغفالها، وإنما انسجمت مع مشكلات العصر والواقع. فما هي القضايا التي اهتمت بها البوابة؟ وأين تتجلّى راهنيتها؟ وكيف شكلت عامل جلبٍ للجمهور؟ ومن وراء تلك الموضوعات؟

1- تاريخ القرآن وأصله:
تعتبر قضية تاريخ القرآن من القضايا الكبرى التي اهتم بها المستشرقون منذ عصور التبشير الأولى. وكان الغرض من هذا الاهتمام هو بيان أن القرآن ليس من عند الله. وإذا استحضرنا بدايات الاستشراق الأولى علمنا لماذا هذا الاهتمام.
لقد لجأ التبشير إلى إثبات صحة دينه النصرانية بنفي صحة دين الإسلام وكتابه القرآن الكريم. وهذا ما نجده اليوم مع هذا الموقع عامّةً، ومن خلال بوابة القرآن خاصّةً، وذلك من خلال موضوعاتٍ تتعلق بأصل القرآن ومصدره وتدوينه وجمعه وكتابته... ومن هذه الموضوعات: من يتكلم في القرآن؟ ما يبهت المسلمين من القرآن؛ آيات منسوخة من القرآن؛ المسلمون سيفحمون حول ربانية القرآن؛ المخطوط القرآني تحت الحكم الأموي؛ تاريخ القرآن والنقد التاريخي؛ الآيات الشيطانية.
وتحت عنوان «من يتكلم في القرآن؟» تدرس المقالة موضوعاً من الغرابة بمكانٍ، يحاول صاحبه استمالة أصحاب التكوين المحدود في الثقافة الإسلامية والدين الإسلامي والقرآن الكريم.
إن القرآن الكريم كلام الله. هذا ما يعتقده المسلمون ويؤمنون به، وكذلك تؤكده الآية الكريمة: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ ءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ نُؤۡمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا وَيَكۡفُرُونَ بِمَا وَرَآءَهُۥ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مُصَدِّقٗا لِّمَا مَعَهُمۡۗ قُلۡ فَلِمَ تَقۡتُلُونَ أَنۢبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبۡلُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ (البقرة: 91).
وهذا القرآن أنزله الله تعالى على النبي محمّد P. لكن، على الرغم من هذا، فإن القرآن الكريم، في زعم كاتب المقال، يحتوي على مقاطعَ لا يمكن أن تنسب إلى الله عز وجل، كما هو الشأن في قوله تعالى: ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ﴾(الفاتحة: 6)، وقوله تعالى: ﴿فَفِرُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ﴾ (الذاريات: 50). وتعقيبا على قوله تعالى: ﴿إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ﴾ يتساءل صاحب المقال: من المقصود بالضمير في «منه»؟ ومن المقصود بـ «إني»؟ لا يمكن أن يكون أن تكون هذه الأقوال أقوال الله، وإنما هي أقوال بشر.
ثم يعرض صاحب المقال الحل الذي يطرحه بعض المسلمين بأنه يكفي إضافة الرابط «قل» عند بداية آيات كهاته حتى يتضح أن الله عز وجل يأمر بقول ما يأتي بعده من كلامٍ. إن هذا التبرير لا يجيب في نظر صاحب المقال عن سؤال: لِمَ لا يتحدث الله مباشرةً في هذه الآيات كما في غيرها من القرآن الكريم؟.
وللرد على هذا الزعم نورد هذا الكلام للمفسر ابن عاشور حيث يقول موضحا: «فالجملة المفرعة بالفاء مقولُ قولٍ محذوفٍ والتقدير: فقل فروا، دل عليه قوله: ﴿إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾ فإنه كلامٌ لا يصدر إلا من قائلٍ ولا يستقيم أن يكون كلامَ مبلِّغٍ. وحذف القول كثير الورود في القرآن وهو من ضروب إيجازه، فالفاء من الكلام الذي يقوله الرسول P، ومفادها التفريع على ما تقرر مما تقدم. وليست مفرعة فعل الأمر المحذوف؛ لأن المفرع بالفاء هو ما يذكر بعده. وقد غير أسلوب الموعظة إلى توجيه الخطاب للنبي P بأن يقول لهم هذه الموعظة، لأن لتعدد الواعظين تأثيراً على نفوس المخاطبين بالموعظة»[4].
وفي المجال نفسه نعثر على مقالين ببوابة القرآن بموقع الإسلام والحقيقة يتحدثان عن دراسةٍ نظميةٍ معلوماتيةٍ رياضيةٍ للقرآن الكريم قام بها كلٌّ من جان جاك والتر (Jean-Jacques Walter)وإدوارد ماري غالي (Édouard-Marie Gallez). هذه الدراسة ساعدت على إعادة تكوين تاريخ كتابة القرآن الكريم، وبالتالي استنتاج نتائجَ لا تحتمل الشك:
- إن محمداً لم يكن هو أصل القرآن، بل إن القرآن كتب على الأقل في ثلاثين عاماً.
- كُتب القرآن على امتداد مدة زمنية تفوق 200 سنة..
- ترتيب القرآن ترتيبٌ عشوائيٌّ، يخلط بين السور المكية والسور المدنية، دون دلالةٍ تاريخيّةٍ.
- نُصِّب محمّدٌنبيّاً للإسلام على الأقل 60 سنةً بعد وفاته، وربما أبعد من ذلك. جميع الإشارات والتنبيهات التي تحمل اسمه في القرآن جاءت تكميليّةً وإضافاتٍ متأخرةً.
- في القرآن يوجد اللاهوت النصراني، وهو عبارةٌ عن نسخٍ ولصقٍ
- إن تأسيس الإسلام الأول هو إدانة للنصرانية، خصوصاًفيما يتعلق بعقيدة التثليث، وليس إثبات التوحيد.
إن النتيجة التي تخلص إليها هذه النظرية هي أن القرآن كتابٌ غيرُ صحيحٍ. إنه الكتاب الأكثر فساداً في العالم.

وتعقيباً على هذا الكلام نقول:
أولاً: إن نظرية الرموز الرياضية التي تهتم بنقل المعلومة لا يمكن تطبيقها على القرآن الكريم، وذلك لأن عملية جمع القرآن الكريم وتدوينه تمت عبر مراحلَ دقيقةٍ وفريدةٍ كان المعوَّل فيها على حفظه في الصدور، وأما الكتابة فكانت عنصراً مساعداً ومكمِّلاً.
ثانياً: إن نظرية الرموز الرياضية شأنها شأن كل نظرية تحتمل الخطأ والصواب، كما أنها فانيةٌ. يقول إدغار موران: «النظريّات العلميّة فانيةٌ، وهي فانيةٌ لأنّها علميّةٌ». إنها لا ترقى إلى المبدأ العلمي، وبالتالي تبقى نتائجها نسبيةً.

2- القرآن والنصرانيّة:
 تعتبر العلاقة بين الإسلام والنصرانية جوهر القضايا المعروضة، بل كل القضايا تحوم حول هذه الغاية بهدف إثبات فساد القرآن، ومن خلاله دين الإسلام، وفي المقابل إثبات صلاح النصرانية. وقد تناولت البوابة هذه العلاقة من خلال موضوعاتٍ منها: وشايات القرآن في قضية النصارى؛ والقرآن والإيمان بالإنجيل؛ والمسيحيون في القرآن؛ والمسلمون مخطئون.
ففي مقال «وشايات القرآن في قضية النصارى» يذهب الكاتب إلى أن القرآن الكريم يتهم النصارى ويؤاخذهم على شركهم بالإله الواحد الذي هو الله بسبب عقيدة التثليث. يقول الله تعالى: ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُوٓاْ إِلَٰهٗا وَٰحِدٗاۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ سُبۡحَٰنَهُۥ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾ (التوبة: 31). إن اتهام القرآن للنصارى بجريمةٍ حسب مايبين صاحب المقال أن القرآن يحتوي على خطأٍ رئيسٍ مفاده أن هذا الاتهام لا يستند إلى الحقيقة والواقع في شيءٍ، ذلك أن النصارى لا يشركون الإله الخالق بأيِّ مخلوقٍ.
وعلى الرغم من هذا الكلام، فالآية واضحةُ الدلالة في تبنّي النصرانيّة لعقيدة التثليث، وغيرها من الآيات. وقد شهد بهذا كثير من النصارى أنفسهم.

3- - القرآن والعلم:
إن عصرنا عصر العلم، والإنسان مزهوٌّ بما حققه العلم من إنجازات، بل إنه لا يكاد يصدق إلا ما يأتي عن طريق العلم والعقل. ولعل الحديث عن العلم والدين من الأحاديث الرائجة اليوم، والتي تستقطب العديد من الناس بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم الدينية والمذهبية. فهل القرآن يناقض العلم؟ أم أن الاختراعات العلمية منسجمةٌ مع آيات القرآن الكريم؟
في علوم القرآن نجد مبحثاً علميّاً قائماً بذاته هو إعجاز القرآن، وهذا الإعجاز مختلف الأنواع متعدد المشارب، ومنه نجد الإعجاز العلمي. وعلى الرغممن ما يمكن ملاحظته على هذا المبحث العلمي، فإنه أدى ويؤدي وظيفته في ترسيخ الإيمان في القلوب، وكذلك في دعوة آخرين للإيمان، وهذا ما لا ينكره عاقل.
وقد تعرض موقع الإسلام والحقيقة، من خلال بوابة القرآن، إلى قضية إعجاز القرآن في مقالات منها: التلبيسات العلمية في القرآن؛ والعلم ومعجزات القرآن؛ وحقيقة القرآن وأساليبه؛ والحقيقة العلمية حول القرآن؛ وحجة القرآن؛ وعلم القرآن؛ والقرآن وتكوين الأجنة.
ففي مقال «التلبيسات العلمية في القرآن»، يتساءل الكاتب عن وجود معجزاتٍ علميّةٍ في القرآن الكريم، وذلك بعدما قدم معلومةً مفادها أنه إذا كتبنا عبارة «إعجاز القرآن» فإننا سنجد شبكةً من الروابط تؤدي بنا إلى القرآن. يريد المسلمون في نظر صاحب المقال أن يقنعوا العالم بهذه المعجزات، ولا تعوزهم البراهين والحجج كما تعبر عنها مجموعةٌ من الفيديوهات. إنهم يستدعون هنا باحثين سذجاً لندوات تنظمها السعودية في هذا الموضوع. وعليه، فإن كوستو (Jacques Yves Cousteau)وبوكايMaurice)(Buccailleمسلمان. فهل أعطى هؤلاء ضمانة لهذه المعجزات؟ وهل يحتوي القرآن الكريم على خطابٍ علميٍّ؟
إن السؤال الأخير دفع صاحب المقال إلى التساؤل عن دلالة الخطاب العلمي ليخبرنا أن الخطاب العلمي لظاهرةٍ ما، قبل أن تكون معجزةً، ينبغي أن يكون دقيقاً جليّاً مضبوطاً وتامّاً، ويستخدم منهجاً ومعجماً واضحاً ومفصَّلاً. ينبغي للخطاب العلمي أن يستخدم التعليل المنطقي للوصول إلى استنتاجٍ، كما يمكن أن يتكئ على المنهج التجريبي. فهل هذا ينطبق على القرآن؟
وفي مقال «العلم ومعجزات القرآن» نجد إضافةً تبين الغاية من دراسة قضية الإعجاز العلمي، حيث يذهب صاحب المقال إلى أن المسلمين لم يجدوا حججاً معقولةً وحقيقيّةً للإيمان في أصل القرآن الكريم فانطلقوا يبحثون بأيِّ ثمنٍ عن آياتٍ تؤصِّل لهذا الإيمان.
وتعليقاً على هذا الكلام نقول أن القرآن الكريم ليس كتابَ علمٍ، بل هو كتابُ هدايةٍ وإرشادٍ، ولا يمكن أن يُعتبر خطابُه خطاباً علميّاً وضعيّاً، ذلك أنه لم يقصد تلك الحقائق لذاتها، وإنما قصدها لما تتضمنه من سبلٍ للهداية والإيمان، وبالتالي ينبغي أن نكون معتدلين في تناول قضايا العلم في القرآن الكريم، غير منكرين ولا مغالين، حتى لا نزيغ عن مقاصد القرآن الكريم.
وقد حظي الإعجاز في الفكر الإسلامي بتراثٍ وافرٍ، حيث أُفردت له مؤلفاتٌ كثيرةٌ، قديماً وحديثاً، اجتهدت في بيان سموّ مكانة كتاب الله تعالى.وقد حدد ابن خلدون إعجاز القرآن في «وفاء الدلالة منه بجميع مقتضيات الأحوال، منطوقةً ومفهومةً، وهي أعلى مراتب الكلام مع الكمال فيما يختص بالألفاظ في انتقائها وجودة وصفها وتركيبها»[5].
وينبغي أن نحدد الإعجاز في الأديان عامةً، طبقاً للحديث الشريف: «ما من نبيٍّ إلا وأوتي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي، فأنا أرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة»[6].
وأما وجوه الإعجاز فيجعلها الإمام الباقلاني رحمه الله ثلاثةً[7]:
أحدها: يتضمن الإخبار عن الغيوب، وذلك مما لا يقدر عليه البشر، ولا سبيل لهم إليه. فمن ذلك ما وعد الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام أنه سيظهر دينه على الأديان، بقوله عز وجل: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ﴾ (التوبة: 33).
والوجه الثاني: أنه كان معلوماً من حال النبي P أنه كان أميّاً لا يكتب ولا يحسن أن يقرأ.
وكذلك كان معروفاً من حاله أنه لم يكن يعرف شيئاً من كتب المقدمين، وأقاصيصهم وأنبائهم وسيرهم. ثم أتى بجمل ما وقع وحدث من عظيمات الأمور، ومهمات السير، من حين خلق الله آدم Q وابتداء خلقه...
والوجه الثالث: أنه بديع النظم، عجيب التأليف، متناهٍ في البلاغة إلى الحد الذي يعلم عجز الخلق.

وهذا نموذجٌ من الإعجاز العلمي في القرآن:
في عام 1973 قام العلماء بوصف خلق الكون وسموّها ((Big Bang الانفجار العظيم وقالوا إن الكون كان عبارةً عن كتلةٍ كبيرةٍ حدث لها انفجارٌ أدى إلى ظهور المجرات والنجوم والكواكب والأرض التي نحن فيها. وهذا يطابق قوله تعالى: ﴿أَوَ لَمۡ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ كَانَتَا رَتۡقٗا فَفَتَقۡنَٰهُمَاۖ وَجَعَلۡنَا مِنَ ٱلۡمَآءِ كُلَّ شَيۡءٍ حَيٍّۚ أَفَلَا يُؤۡمِنُونَ ﴾ (الأنبياء: 30). قال ابن عاشور: «واحتمل أن يراد بالرتق معان غير مشاهدة ولكنها مما ينبغي طلب العلم به، لما فيه من الدلائل على عظم القدرة وعلى الوحدانية، فيحتمل أن يراد بالرتق والفتق حقيقتاهما، أي الاتصال والانفصال. ثم هذا الاحتمال يجوز أن يكون على معنى الجملة، أي كانت السماوات والأرض رتقاً واحداً، أي كانتا كتلةً واحدةً ثم انفصلت السماوات عن الأرض»[8].

4- القرآن والعنف والإرهاب
تعتبر قضية العنف والإرهاب من القضايا الرائجة اليوم، حيث تُؤلَّف فيها مؤلفاتٌ وتُنظَّمُ ندواتٌ ومؤتمراتٌ وتُعقَد لقاءاتٌ، وذلك لأنها ارتبطت بما يعيشه الإنسان المعاصر. ولعل علاقة الأديان بالإرهاب أخذت النصيب الأوفر في ذلك، والدين الإسلامي على وجه الخصوص لما ينسب للمسلمين مسؤولية في أحداث العنف والإرهاب. وقد تناولت بوابة القرآن بموقع الإسلام والحقيقة هذه القضية وأولتها عنايةً كبرى من خلال موضوعاتٍ من قبيل: هجمات بروكسيل وغيرها؛ والقرآن كتاب كراهية؛ والمسلمون الكراهية والجحيم؛ ومن وثنية القرآن؛ وهل القرآن دينُ سلامٍ ومحبةٍ؟
يعتبر الموقع «أحداث هجمات بروكسيل» من أعمال الإسلام وآثاره. وما يزعج صاحب المقال هو أنه على الرغم من هذا فإننا نسمع المدافعين المتحمسين عن الإسلام يملأون الدنيا صخبا أن الإسلام دينُ سلامٍ، لكنهم في الحقيقة ليسوا سوى مرتكبي جرائم ضد الإنسانيّة، وإنهم عوامل دعاية إسلامية غايتها إهلاك الإنسانية غير المسلمة.
وفي مقال آخر «القرآن كتاب كراهيةٍ»، نجد تفصيلاً لهذه القضية من خلال استعراض مجموعةٍ من الآيات التي يفهم منها قصرا دعوتها إلى العنف والكراهية.
وعلاقةً بموضوع الكراهية نجد أيضا مقالاً بعنوان المسلمون الكراهية والجحيم وفيه أن القرآن الكريم يصرح للمسلمين أنه فقط بوصولهم للجنة سيرفع الله من قلوبهم الغل والكراهية.ويستشهدون بالآية الكريمة: ﴿وَنَزَعۡنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنۡ غِلّٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي هَدَىٰنَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهۡتَدِيَ لَوۡلَآ أَنۡ هَدَىٰنَا ٱللَّهُۖ لَقَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّۖ وَنُودُوٓاْ أَن تِلۡكُمُ ٱلۡجَنَّةُ أُورِثۡتُمُوهَا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾ (الأعراف:  43).
ويتساءل صاحب المقال: ما حاجة أن يرفع عن المسلمين الغل في الآخرة، وهم سيعيشون به في هذه الدنيا؟ إن هذا عكس ما تدعو إليه النصرانية.
وتعليقاً على هذا الكلام نقول إن الأمن قوام الحياة الإنسانيّة. ومن توفر له الأمن في حياته عاش عيشةً هنيةً مطمئنةً. وإن الناس اليوم لا همّ لهم سوى البحث عن الأمن والأمان في عالمٍ يعرف أنواعاً من الصراع. وقد امتن الله عز وجل على قريش بهذه النعمة حين قال: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ لِإِيلَٰفِ قُرَيۡشٍ 1 إِۦلَٰفِهِمۡ رِحۡلَةَ ٱلشِّتَآءِ وَٱلصَّيۡفِ 2 فَلۡيَعۡبُدُواْ رَبَّ هَٰذَا ٱلۡبَيۡتِ 3 ٱلَّذِيٓ أَطۡعَمَهُم مِّن جُوعٖ وَءَامَنَهُم مِّنۡ خَوۡفِۢ﴾ (سورة قريش). كما أن النبي P جعل الأمن مقوما من المقومات الأساس للحياة حين قال: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا»[9].
وقد لا نبالغ إذا قلنا أن التعايش السلمي يعني أن يعيش الإنسان في أمانٍ مطمئنّاً غيرَ خائفٍ. وهذا هو جوهر المعاهدات وروحها. بل إن القرآن الكريم قصد من العهد الأمانَ كما في قوله تعالى: ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ثُمَّ لَمۡ يَنقُصُوكُمۡ شَيۡ‍ٔٗا وَلَمۡ يُظَٰهِرُواْ عَلَيۡكُمۡ أَحَدٗا فَأَتِمُّوٓاْ إِلَيۡهِمۡ عَهۡدَهُمۡ إِلَىٰ مُدَّتِهِمۡۚ﴾ (التوبة: 4). وهذا ما تتحدث عنه معاهدات الرسول P كما في دستور المدينة: «وَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ آمِنٌ، وَمَنْ قَعَدَ آمِنٌ بِالْمَدِينَةِ، إلَّا مَنْ ظَلَمَ أَوْ أَثِمَ؛ وَإِنَّ اللَّهَ جَارٌ لِمَنْ بَرَّ وَاتَّقَى»[10]. وكذلك في كتابه P الذي جاء فيه: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ محمّد رَسُولِ اللّهِ لِبَنِي ضَمْرَةَ»[11].
وفي معاهدة الحديبية: «وَعَلَى أَنَّ مَنْ قَدِمَ مَكَّةَ مِنْ أَصْحَابِ محمّد حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا أَوْ يَبْتَغِي مِنْ فَضْلِ اللَّهِ تَعَالَى، فَهُوَ آمِنٌ عَلَى دَمِهِ وَمَالِهِ، وَمَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنْ قُرَيْشٍ مُجْتَازًا إلى مِصْرَ أَو إلى الشَّامِ يَبْتَغِي مِنْ فَضْلِ اللَّهِ فَهُوَ آمِنٌ عَلَى دَمِهِ وَمَالِهِ»[12]. ويوم الفتح، خاطب رسول الله P أهل مكة ضامناً لهم الأمان: «مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَغْلَقَ عَلَيْهِ دَارَهُ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَهُوَ آمِنٌ»[13]. وذلك حتى تهدأ النفوس وترتاح وتطمئن إلى الإسلام بعد سنواتٍ من اضطهاده. وهذا يبين عظمة الإسلام ورحمة الرسول محمّد P بمن اضطهدوه بالأمس.
إن المعاهدة على الأمان كانت سلوكاً نبويّاً أصيلاً، لأنها شملت كثيراً من القبائل كما هو شأن معاهدته P إلى بني جنبة وأهل مقنا التي جاء فيها: «أمَّا بَعْدُ، فَقَدْ نَزَلَ عَلَيَّ أَيُّتُكُمْ رَاجِعِينَ إلى قَرْيَتِكُمْ، فَإِذَا جَاءَكُمْ كِتَابِي هَذَا فَإِنَّكُمْ آمِنُونَ، لَكُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ. وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ غَافِرٌ لَكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَكُلَّ ذُنُوبِكُمْ، وَإِنَّ لَكُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ لا ظُلْمَ عَلَيْكُمْ، وَلا عِدًى، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ جَارُكُمْ مِمَّا مَنَعَ مِنْهُ نَفْسَهُ»[14].
إن تأمين الخائف أمرٌ قرآنيٌّ، سواءً كان هذا الخائف مسلماً أو مشركاً، والمقصد من ذلك إسماع دعوة الإسلام وبيان رحمته وعظمته. وهنا نقول بأن تأمين الخائفين عملٌ يُؤجر عليه الإنسان في الآخرة لأنّه امتثالٌ للشرع وهذا ما لا نجده في القوانين والمعاهدات المعاصرة. يقول الله تعالى: ﴿وَإِنۡ أَحَدٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٱسۡتَجَارَكَ فَأَجِرۡهُ حَتَّىٰ يَسۡمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبۡلِغۡهُ مَأۡمَنَهُۥۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡلَمُونَ﴾ (التوبة: 6). قال ابن كثير موضحاً مقصود الآية: «والغرض أن من قدم من دار الحرب إلى دار الإسلام في أداء رسالةٍ أو تجارةٍ، أو طلب صلحٍ أو مهادنةٍ أو حمل جزيةٍ، أو نحو ذلك من الأسباب، فطلب من الإمام أو نائبه أماناً، أعطي أماناً ما دام متردداً في دار الإسلام، وحتى يرجع إلى مأمنه ووطنه»[15].
وقد ناقش أحمد عبد العزيز عرابي[16] أدلة القائلين بأن أصل علاقة المسلمين بغيرهم هو الحرب، كما ناقش أيضا أدلة القائلين بأن الأصل في علاقة المسلمين بغيرهم هو السلم، وخلص إلى أنّ «العلاقة بعير المسلمين قبل بلوغ الدعوة وأثناءها وفي حال تجاوبهم معها ذاتُ صبغةٍ سلميةٍ قطعاً، أما بعد الدعوة وظهور العناد والعداء فالعلاقة يغلب عليها الصفة الحربية، وأما من بلغته الدعوة فلم يسلم ولكنه سالم ولم يحارب، ولم يعترض طريق الدعوة ولم يقف في سبيلها وسالم الإسلام وأهله، فالعلاقةُ حينئذ ذات صبغةٍ سلميةٍ، وذلك لقوله تعالى: ﴿لَّا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَلَمۡ يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ 8 إِنَّمَا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ قَٰتَلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَأَخۡرَجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ وَظَٰهَرُواْ عَلَىٰٓ إِخۡرَاجِكُمۡ أَن تَوَلَّوۡهُمۡۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ (الممتحنة: 8-9)»[17].

المبحث الثالث:
رؤيةٌ نقديّةٌتقويميةٌ ومنهجٌ للتعامل:
بعد التعريف بالموقع وعرض قضايا بوابة «القرآن» ومناقشة أهمها: نصل الآن إلى تقويمٍ عامٍّ لها، وذلك من خلال تركيب النتائج المتعلقة بالخدمة الإعلامية والقضايا واستخلاص منهجٍ للتعامل.

1- الخدمة الإعلاميّة:
لقد بيّنّا في المبحث الأول أهمية الموقع وبوابته «القرآن» من خلال التعريف به ومن خلال عرض إحصاءاتٍ تتعلق به. ويبدو جليّاً أن القائمين عليه أولوه عنايةً فائقةً وخدموه خدمةً كبيرةً جعلته يحظى باهتمام العديدين بمختلف دياناتهم. ويمكن أن نجمل هذه الخدمة في العناصر التالية:
أولاً: ربط الموقع بمواقعَ أخرى.
ثانياً: ربط الموقع بالجمعية.
ثالثاً: ربط الموقع بصفحةٍ في فيسبوك.
رابعاً: ربط الموقع بقناة يوتوب.
خامساً: ربط الموقع بتويتر.

2- طبيعة المضمون وأدوات تصريفه:
إن مضمون البوابة يجيب على إشكالات الإنسان المعاصر وعن الأسئلة التي تقلقه؛ والذي يخالط الناس بمختلف شرائحهم الاجتماعية، أو تجمعهم به علاقة تدريسٍ أو علاقة مهنةٍ، يتلقى دائماً أسئلةً ترتبط بالقضايا التي يتناولها الموقع عبر بوابته «القرآن»، وقد استفاد الموقع من جهود كثيرين لعرض مادته حتى يتحقق الإقناع. ويمكن أن نحدد ذلك في:
أولاً: قضايا الواقع المعاصر
ثانياً: اعتماد نتائج أبحاث مستشارين وباحثين كبارٍ.
ثالثاً: استغلال الأحداث المعاصرة لتبليغ أطروحاتهم.
رابعاً: الاعتماد على كتّابٍ مسلمين ناقمين.

3- منهج التعامل:
أولاً: ضرورة الإجابة عن أسئلة الإنسان المعاصر بخصوص القرآن الكريم:
لقد حصل فراغٌ فكريٌّ للمسلمين في القرون المتأخرة، مقابل تقدّمٍ غربيٍّ كان هو الحاسم في ظهور الحداثة في بلاد المسلمين، حيث استُقدمت جاهزةً للتنزيل في بيئةٍ غيرِ بيئتها، فكان القرآن الكريم أهم ما تناولته بأدواتها بما فيها من لوازم المادية المؤلهة للعقل. من هنا لم تكن الدراسات القرآنية لتستقيم بهذه الأدوات، وتدل على ذلك النتائج التي توصّلوا إليها والتي تناقض ربانية القرآن الكريم وقداسته. وما أكثر ما ينشر من دراساتٍ وكتبٍ في هذا المضمار، يصعب على كثيرين تمييزها.
كما أن الساحة الفكريّة تحفل بدراسات المستشرقين الذين تصدوا للقرآن الكريم بمناهجهم النابعة من معتقداتهم، على الرغم من أن هذه الدراسة غالباً ما تُغلَّف بغلاف العلم. والخلل الكبير الذي يستنتج من دراسة المستشرقين والغربيين هو إسقاط تصورات العقيدة المسيحيّة المضطربة والمحرَّفة والعقائد الماديّة على القرآن الكريم. وهذا الإسقاط كما يبدو لكلِّ ذي عقلٍ لا يستقيم والمنهجَ العلميَّ، بل إنه ليس من العلم في شيءٍ. لكن يبدو أن الانبهار بالقوي والمتقدم (المستشرق) كان له تأثيره على المفكر المسلم الذي ورث عصور الانحطاط والمتطلع إلى الحداثة، فانطلق يردد المقولات ويؤصل للتصورات.

على الباحث في مجال الدراسات الاستشراقيّة التبشيريّة المنتصر للقرآن الكريم أن يحوز مجموعةً من الأدوات أهمها:
1- التمكّن من اللغات الأجنبيّة التي كُتب بها الدرس القرآني الاستشراقي. ومما يؤسف له أن كثيراً من الذين يتصدون لموضوعات الاستشراق من باحثي الدراسات الإسلاميّة يعتمدون على الترجمات. وهذا عيبٌ علميٌّ يجعل فهم الباحث مرهوناً بفهم المترجم. وكم هو جميلٌ ومفيدٌ أن يتقن المتخصصون في الدراسات الإسلاميّة عموماً، والقرآنية خصوصاً، لغةً أجنبيةً واحدةً على الأقل. وهذا واجبٌ في حق المنتصر للقرآن.
2- الإحاطة بتاريخ الدراسات الاستشراقيّة ومجالاتها وموضوعاتها وأعلامها، على العموم، ومجال الدراسات الاستشراقيّة حول القرآن الكريم على الخصوص.
3- فقه مناهج المستشرقين فقهاً يستطيع معه الباحث إدراك ثغراتها.
4- الإحاطة بتاريخ الفكر النصراني والحملات التبشيرية.
5- الإلمام بعقائد الديانة النصرانية، وتاريخ الكتب المقدسة وتدوينها وتفسيراتها.
ثانيا: إنشاء مواقع باللغة العربية واللغات الأجنبية بناءً على ما سبق ذكره في العنصر الأول.
رابعاً: إحياء علم الانتصار للقرآن[18].
يكتسب علم الانتصار للقرآن مشروعيته من مقاصده وممّا يحققه من ثمارٍ خدمةً للقرآن الكريم ولدين الله عز وجل. وإذا كان الانتصار للقرآن هو التصدي للطاعنين فيه ودحض شبهاتهم بأدوات الوقت، فإن لذلك أصولاً في القرآن الكريم؛ ذلك أنه تعرض للطعن والتكذيب منذ نزوله على نبينا محمّد صلى الله عليه وآله سلم. وعلى الرغم من أن الله عز وجل قد تكفل بحفظه إلى يوم الدين، فإنه كانت تنزل آيات تطمئن المؤمنين وترد على شبهات الكفار والمشركين، من جهةٍ، وتقصد إلى إقناع الضالين وهداية التائهين من جهةٍ أخرى.
وقد اكتسى الرد على الكفار والملحدين قوةً ومعجزةً؛ فلو كان القرآن مفترًى ومن صنع بشرٍ فليأت به من يستطيع ذلك، فرداً أو جماعةً. وفي هذا يقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿قُل لَّئِنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِمِثۡلِ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٖ ظَهِيرٗا﴾ (الإسراء: 88). ثم ينقص من قوة التحدي: ﴿أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُواْ بِعَشۡرِ سُوَرٖ مِّثۡلِهِۦ مُفۡتَرَيَٰتٖ وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ 13 فَإِلَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكُمۡ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَآ أُنزِلَ بِعِلۡمِ ٱللَّهِ وَأَن لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾ (هود: 13-14). ويزيد في إنقاص قوة التحدي لأنه لا مجيب للتحدي الأقوى: ﴿وَمَا كَانَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ أَن يُفۡتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ 37 أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُواْ بِسُورَةٖ مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ 38 بَلۡ كَذَّبُواْ بِمَا لَمۡ يُحِيطُواْ بِعِلۡمِهِۦ وَلَمَّا يَأۡتِهِمۡ تَأۡوِيلُهُۥۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ (يونس، 37-39).
وقد ثبت من خلال الاستقراء والمتابعة للدراسات القرآنية أن الشبهات المثارة حول القرآن الكريم تنتمي إلى ثلاثةِ مجالاتٍ رئيسةٍ كبرى، هي: مجال التراث، ومجال الدراسات الاستشراقيّة، ومجال الدراسات الفكريّة المعاصرة. ولكلِّ مجالٍ موضوعاته، وقد تتفرع عن كلِّ مجالٍ فروعٌ.
وتجدر الإشارة إلى أن أساس علم الانتصار للقرآن هو نقد الشبهات والطعون حول القرآن المنافية لربانيّته وقدسيّته، لذا فإن منهج علم الانتصار هو المنهج النقدي. ولبلوغ هذا النقد لا بد من خطوتين رئيستين هما الوصف والتحليل. وبما أنّ لكلِّ علمٍ أدواته، فإن أدوات علم الانتصار تختلف باختلاف مجال الدراسة. وقد عرض البحث مجموعةً من الأدوات المرتبطة بكلِّ مجالٍ من المجالات الثلاثة.

خاتمة
تتضمن هذه الخاتمة أهم النتائج التي توصّل إليها البحث، وكذلك بعض التوصيات:

أولا: نتائج البحث
- إن موقع «بوابة القرآن» ينتمي إلى موقع «الإسلام والحقيقة» والذي تقف وراءه جمعية السلاموالرحمة(Salut et Miséricorde)، ويديره القس جاي باجيسGuy Pagès)).
- إن الموقع يحقق تقدُّماً ملحوظاً، وهذا يعني أن رواده في ازديادٍ، مع العلم أنه حديث الإنشاء، وهذا يعني أيضا أنهسيشهد نموّاً أكثر في الأيام القادمة.
- يحدثنا موقع أليكسا للإحصاءات أن الناس يدخلون إلى هذا الموقع عبر مواقعَ وسيطةٍ أهمّها فيسبوك وغوغل ويوتيوب.
- إن الملاحظ في هذا الموقع أنه يرتبط بمواقعَ حيويةٍ تقدم دائماً خدماتٍ للإنسان، كلوفيغارو الجريدة الذائعة الصيت.
- إن تصفحاً سريعاً لبوابة القرآن بموقع الإسلام والحقيقة يعطينا فكرةً عن الموضوعات التي تحتويها، وعن أهميّتها وراهنيتها. وهذا ما شكّل لها عاملَ جذبٍ وجلبِ اهتمامٍ. إن البوابة لم تغص في الموضوعات الجداليّة القديمة على الرغم من عدم إغفالها، وإنما انسجمت مع مشكلات العصر والواقع.
- ففي تاريخ القرآن وأصله نجد موضوعاتٍ من قبيل: من يتكلم في القرآن؟ ما يبهت المسلمين من القرآن؛ آيات منسوخة من القرآن؛ المسلمون سيفحمون حول ربانية القرآن؛ المخطوط القرآني تحت الحكم الأموي؛ تاريخ القرآن والنقد التاريخي؛ الآيات الشيطانيّة.
- وفي علاقة القرآن بالنصرانية نجد موضوعاتٍ من قبيل: وشايات القرآن في قضية النصارى؛ والقرآن والإيمان بالإنجيل؛ والمسيحيون في القرآن؛ والمسلمون مخطئون.
-وفي مجال القرآن والعلم نجد موضوعاتٍ مثل: التلبيسات العلميّة في القرآن؛ والعلم ومعجزات القرآن؛ وحقيقة القرآن وأساليبه؛ والحقيقة العلميّة حول القرآن؛ وحجة القرآن؛ وعلم القرآن؛ والقرآن وتكوين الأجنة.
- أما في علاقة القرآن بالعنف والإرهاب فنجد موضوعاتٍ مثل هجمات بروكسيل وغيرها؛ والقرآن كتاب كراهية؛ والمسلمون الكراهية والجحيم؛ ومن وثنية القرآن؛ وهل القرآن دينُ سلامٍ ومحبةٍ؟
- يمكن أن نُجمل الخدمة الإعلاميّة للموقع وبوابة القرآن في العناصر التالية:
أولاً: ربط الموقع بمواقع أخرى.
ثانياً: ربط الموقع بالجمعية.
ثالثاً: ربط الموقع بصفحةٍ في فيسبوك.
رابعاً: ربط الموقع بقناة يوتوب.
خامساً: ربط الموقع بتويتر.
- إن مضمون البوابة يجيب على إشكالات الإنسان المعاصر وعن الأسئلة التي تقلقه؛ والذي يخالط الناس بمختلف شرائحهم الاجتماعية، أو تجمعهم به علاقة تدريسٍ أو علاقة مهنةٍ، يتلقى دائماً أسئلةً ترتبط بالقضايا التي يتناولها الموقع عبر بوابته «القرآن»، وقد استفاد الموقع من جهود كثيرين لعرض مادته حتى يتحقق الإقناع.

ثانياً: توصيات البحث:
- ضرورة الإجابة عن أسئلة الإنسان المعاصر بخصوص القرآن الكريم.
- إنشاء مواقعَ باللغة العربية واللغات الأجنبية بناءً على ما سبق ذكره.
- إحياء علم الانتصار للقرآن.
والله أعلم بالصواب.

لائحة المراجع
1. إعجاز القرآن، الباقلاني، تحقيق عماد الدين أحمد حيدر (مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، ط 4).
2. الانتصار للقرآن.. إسهامٌ في التقعيد، أحمد بوعود، بحثٌ مقدَّمٌ إلى المؤتمر الدولي الأول لتطوير الدراسات القرآنية، كرسي القرآن الكريم وعلومه، جامعة الملك سعود-الرياض، 6-10/04/1434هـ16-20/02/2013م
3. الانتصار للقرآن، الباقلاني،
4. تاريخ الأمم والملوك، الطبري، (دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1407).
5. التحرير والتنوير، ابن عاشور، (دار سحنون، تونس، د.ت).
6. تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، تحقيق سامي بن محمّد السلامة، (دار طيبة، 2002).
7. السلسلة الصحيحة، الألباني، (مكتبة المعارف، الرياض).
8. شعب الإيمان، أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق محمّد السعيد بسيوني زغلول (دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1410).
9. صحيح البخاري، (بيت الأفكار الدولية، الرياض، 1419-1998).
10. علاقة المسلمين بغيرهم ومكانتها من الصلات الدولية في الإسلام، أحمد عبد العزيز عرابي، (مطبعة الأمانة، مصر، ط1، 1413-1996).
11. عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير، ابن سيد الناس اليعمري، تحقيق محمّد العبد الخطراوي ومحيي الدين مستو، (مكتبة دار التراث، المدينة المنورة-دار ابن كثير، دمشق بيروت، د.ت) 2/232.
12. مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة، محمّد حميد الله، (دار النفائس، بيروت، ط 6، 1407-1987).
13. المقدمة، عبد الرحمن بن خلدون، (دار القلم، بيروت، ط 6، 1406-1986).
14. Guy Pagès،Interroger l’Islam.. 1501Questios à Poser aux Musulmans (Edition DMM 2016).
15. Guy Pagès، Chemin de Croix d’après Maria Valtorta، (Rassemblement à son Image Editions، 2014).
16. Guy Pagès، Judas est-il en Enfer.. Réponse à Hans Urs Balthasa (Dominique Martin Morin 2017).

---------------------------------------------
[1] - Guy Pagès(Rassemblement à son Image Editions, Chemin de Croix d’après Maria Valtorta, 2014).
[2] - Guy PagèsInterroger l’Islam.. 1501Questios à Poser aux Musulmans (Edition DMM 2016).
[3] - Guy Pagès Judas est-il en Enfer.. Réponse à Hans Urs Balthasa (Dominique Martin Morin 2017).
[4]    - ابن عاشور، التحرير والتنوير، (دار سحنون، تونس، د.ت)، 28/19.
[5]    - عبد الرحمن بن خلدون، المقدمة (دار القلم، بيروت، ط 6، 1406-1986)، ص437.
[6]    - صحيح البخاري، (بيت الأفكار الدولية، الرياض، 1419-1998)، كتاب فضائل القرآن، باب كيف نزل الوحي.
[7]    - الباقلاني، إعجاز القرآن، تحقيق عماد الدين أحمد حيدر (مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، ط 4)، 1/60، والانتصار للقرآن، 1/66.
[8]    - ابن عاشور، التحرير والتنوير 14/54.
[9]    - أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في شعب الإيمان، تحقيق محمّد السعيد بسيوني زغلول (دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1410)، رقم 10362. قال الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة: «حسن بمجموع حديثي الأنصاري وابن عمر» (مكتبة المعارف، الرياض) حديث رقم 2318، 5/408.
[10]  - محمّد حميد الله، مجموعةالوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة، (دار النفائس، بيروت، ط 6، 1407-1987). ص 62.
[11]  - الطبري، تاريخ الأمم والملوك، (دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1407)، 2/492.
[12]  - مجموعةالوثائق السياسية ص: 77.
[13]  - ابن سيد الناس اليعمري، عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير، تحقيق محمّد العبد الخطراوي ومحيي الدين مستو، (مكتبة دار التراث، المدينة المنورة- دار ابن كثير، دمشق بيروت، د.ت) 2/232.
[14]  - مجموعة الوثائق السياسية ص: 120.
[15]  - ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، تحقيق سامي بن محمّد السلامة، (دار طيبة، 2002)، 4/114.
[16]  - أحمد عبد العزيز عرابي، علاقة المسلمين بغيرهم ومكانتها من الصلات الدولية في الإسلام، (مطبعة الأمانة، مصر، ط1، 1413-1996) ص: 83-99.
[17]  - نفسه ص: 98.
[18]  - ينظر في هذا أحمد بوعود، الانتصار للقرآن.. إسهام في التقعيد، بحث مقدم إلى المؤتمر الدولي الأول لتطوير الدراسات القرآنية، كرسي القرآن الكريم وعلومه، جامعة الملك سعود – الرياض، 6-10/04/1434هـ16-20/02/2013م