البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

الجهة في اللغة العربية

الباحث :  د.جميل حمداوي
اسم المجلة :  دراسات استشراقية
العدد :  21
السنة :  شتاء 2020م / 1441هـ
تاريخ إضافة البحث :  April / 11 / 2020
عدد زيارات البحث :  4625
تحميل  ( 628.884 KB )
المقدمة:
يقصد بالجهة في الحقل اللساني تلك السمة أو الميزة الدلالية التي يتخذها الحدث الذي يعبر عنه الفعل في علاقة بالزمن النحوي. بمعنى أن الجهة ترتبط بالزمن ارتباطًا وثيقًا، على الرغم من انفصالها شكليًّا عنه .أي: إذا كان الزمن النحوي إطارًا خارجيًّا يحدد وقت وقوع الفعل، ويشير إلى لحظة تلفظه وحدوثه، كأن يكون الزمن واقعًا في الماضي، أو الحاضر، أو المستقبل. فإن الجهة هي التي تميز الحدث وتخصصه وتبين دلالاته ومعانيه التي يعبر عنها الفعل ومشتقاته، كأن يكون الحدث آنيًّا، أو لحظيًّا، أو تكراريًّا، أو اعتياديًّا، أو مستمرًا، أو ابتدائيًّا، أو مستمرًا، أو انتهائيًّا، أو متصلًا، أو منقطعًا، أو محدودًا، أو غير محدود، أو تامًا، أو غير تام...
إذاً، تعني الجهة طبيعة الفعل أو الحدث (Aktionsart). ويعني هذا أن الجهة قيمة أو سمة نحوية ومعجمية تلتصق كثيرًا بالفعل.كما تلتصق أيضًا بالأسماء والصفات المشتقة ، مثل: اسم الفاعل واسم المفعول على سبيل التخصيص.
إذاً، هل يمكن الحديث عن الجهة في اللغة العربية كما هي الجهة في اللغات الأوروبية والسلافية؟
هناك - إذاً- أجوبة ثلاثة في هذا الشأن، موقف النحاة العرب القدماء الذين كانوا يتحدثون عن الزمن النحوي، وليس عن الجهة أو المظهر؛ وموقف المستشرقين الذين يثبتون أن اللغة العربية لغة جهة بامتياز ، وليست لغة زمن نحوي؛ وموقف بعض اللسانيين المعاصرين الذين يقرون أن اللغة العربية لغة زمن وجهة في آن معًا.

المطلب الأول: موقف النحاة العرب القدماء
يلاحظ أن النحاة العرب القدماء لم يتعاملوا مع الأفعال النحوية من منظور الجهة، بل تعاملوا معها من مقترب زمني ليس إلا. ويعني هذا أن النحاة قد ربطوا الأفعال بالقيمة الزمنية المحضة، دون دراستها وفق الجهة كما هو حال الأنحاء الغربية والسلافية. ويعني هذا أن النحو العربي قد درس الفعل في ضوء المقولة الزمنية، بتقسيم الأزمنة إلى ثلاثة: الفعل الماضي الدال على زمن مضى، والفعل المضارع الدال على الحال، والفعل الأمر الدال على المستقبل. وفي هذا، يقول سيبويه في كتابه (الكتاب): «وأما الفعل، فأمثلة أخذت من لفظ أحداث الأسماء وبنيت لما مضى ولما يكون ولم يقع وماهو كائن لم ينقطع.فأما بناء ما مضى فذهب وسمع ومكث وحمد، وأما بناء ما لم يقع فإنه قولك آمرًا: اذهب واقتل واضرب، ومخبرًا: يقتل ويذهب ويضرب ويقتل ويضرب، وكذلك بناء ما لم  ينقطع وهو كائن إذا أخبرت».[1]
إذًا، هناك أزمنة ثلاثة: الماضي، وصيغته فعل، وهو بناء ما مضى؛ والمضارع، وصيغته يفعل، وهو بناء ما لم  ينقطع وهو كائن؛ والأمر، وصيغته افعل، وهو بناء ما لم يقع.
وهناك من تحدث عن زمنين كالماضي والمستقبل، كما يبدو ذلك جليًّا عند الزجاجي في كتابه( الإيضاح في علل النحو)[2].
ومن هنا، تتخذ اللغة العربية عند نحاتنا العرب القدماء طبيعة زمنية ليس إلا. والدليل على ذلك ما قاله ابن يعيش في كتابه (شرح المفصل) : «لما كانت الأفعال مساوقة للزمان، والزمان من مقومات الأفعال توجد عند وجوده وتنعدم عند عدمه، انقسمت بأقسام الزمان. ولما كان الزمن  ثلاثة: ماض وحاضر ومستقبل، وذلك من قبل أن الأزمنة حركات الفلك، فمنها حركة مضت، ومنها حركة لم تأت بعد، ومنها حركة تفصل بين الماضية والآتية، كانت الأفعال كذلك ماض ومستقبل وحاضر. فالماضي ما عدم بعد وجوده فيقع الإخبار عنه في زمان بعد زمان وجوده، وهو المراد بقوله الدال على اقتران حدث بزمان قبل زمانك أي قبل زمن إخبارك. ويريد بالاقتران وقت وجود الحدث لاوقت الحديث عنه. ولولا ذلك لكان الحد فاسدًا. والمستقبل ما لم يكن له وجود بعد، بل يكون زمان الإخبار عنه قبل زمان وجوده، وأما الحاضر الذي يصل إليه المستقبل ويسري منه الماضي فيكون زمان الإخبار  عنه هو زمان وجوده». [3]
وإذا كان المستشرقون يرون أن صيغة الماضي تعبير عن جهة التمام، وأن صيغة المضارع تعبير عن جهة اللاتمام، فإن النحاة العرب القدماء كانوا يميزون بين ثلاث صيغ: الماضي، و الحاضر، والاستقبال. وفي هذا، يقول الزجاجي: «الأفعال ثلاثة فعل ماض وفعل مستقبل وفعل في الحال يسمى الدائم. فالماضي ما حسن فيه أمس، نحو: قام وقعد وانطلق وما أشبه ذلك، والمستقبل ما حسن فيه غد كقولك أقوم ويقوم وما أشبه ذلك. وأما فعل الحال فلا فرق بينه وبين المستقبل في اللفظ كقولك: زيد يقوم الآن ويقوم غدًا. فإن أردت أن تخلصه للاستقبال أدخل عليه السين أو سوف».[4]
وعليه، فالنحاة العرب القدماء كانوا يتعاملون مع الأفعال من منطلق زمني محض، ولم يكونوا يدرسونها وفق مقاربة الجهة.

المطلب الثاني: موقف المستشرقين
يرى أغلب المستشرقين أن اللغة العربية بصفة خاصة، واللغات السامية بصفة عامة، هي لغة بدون أزمنة، وإنما هي لغة ذات جهات[5]. فالتعارض بين المقولتين النحويتين: كتب ويكتب هو  تعارض، في الحقيقة، بين جهة التمام (كتب/فعل) وجهة اللاتمام (يكتب/يفعل).
وفي هذا الصدد، يقول عبد المجيد جحفة: «يذهب جل المستشرقين الذين درسوا اللغة العربية إلى أن هذه اللغة تجلي تقابلًا جهيًا، وليس تقابلًا زمنيًا في نظام التناوب الصرفي للفعل. لقد حاول أغلب المستشرقين أن يبنوا تقابلًا جهيًا بين الصيغتين الفعليتين (فعل ويفعل).وقد سموا الشكل «فعل» تامًا (Perfect)، وسموا الشكل «يفعل» غير تام (أو غير مكتمل) (Imperfect). وهذان المصطلحان اللذان يقابلان صيغة الماضي وصيغة المضارع، واللذان لم نعهدهما في النحو العربي، إنما أسقطهما هؤلاء المستشرقون على اللغة العربية من الأنحاء الغربية،  ذلك أنهم كانوا ينظرون إلى اللغة العربية من خلال أنحاء  لغاتهم ومن خلال أدبياتهم وما توظفه من مفاهيم وصفية...وإذا كان جل المستشرقين يتناولون هذا التناول الصيغي بوصفه يعكس تناوبًا جهيًا، فإن النحاة القدماء رأوا فيه تناوبًا زمنيًا...وليست دراسات المستشرقين للزمن  في العربية متجانسة مجهودًا ومادة وتصورًا».[6]
ومن أهم المستشرقين الذي قالوا بجهية اللغة العربية بصفة خاصة، واللغات السامية بصفة عامة، إميل بنفينست (E.Benveniste)[7]، وبلاشير (Blachère)[8]، وكوهن (Cohen)[9]، وفليش (Flesh)[10]، وغيرهم...فهؤلاء أهملوا الزمن الجملي، وأثبتوا الحضور الكلي للجهة في اللغة العربية، بتطبيق مقاييس اللغات اللاتينية على اللغة العربية انطلاقًا من وضوح مفهومي الزمن والوجه (الصيغة) في هذه اللغات، وعدم ثبوتهما بشكل واضح في اللغة العربية[11]. ويعني هذا أن الزمن في اللغة العربية مبهم أو ثانوي مقارنة بالجهة. و«يبدو أن غياب الزمن سمة تتقاسمها اللغات السامية، فلا يعبّـر الفعل عن زمن معين أو مضبوط(أي الزمن الذي يعبر عن صيرورة ما بالنظر إلى تموقع المتكلم)، وإنما يعبّـر عن درجية تحقيق الصيرورة. ولذلك كان الزمن مبهما ، سواء تعلق الأمر بالماضي أو المضارع».[12]
ومن هنا، لايعبّـر الفعل عن زمن معين أو مضبوط، وإنما يعبّـر عن درجية تحقيق الصيرورة. لذا، يتحدث هؤلاء المستشرقون عن التام وغير التام، والمكتمل وغير المكتمل، والمحدد وغير المحدد، والعام والخاص، والمستمر والمنقطع، والقبلية والبعدية، والماضي والحاضر.
بيد أن الأخذ بالجهة كليًّا في دراسة أفعال اللغة العربية دفع بعض المستشرقين إلى انتقاد هذا التصور كما فعل هنري فليش الذي قال: «لقد قام بلاشير بمجهود كبير عند إقحامه لمفهوم الجهة في أثناء عرضه لقيم الفعل في اللغة العربية، ولكنه خلط كثيرًا بين الجهة والزمن[13]».
أما الباحث كورلوفيتش(Kurylowisz) ، فيرى أن العربية ليست لغة زمنية أو لغة جهية[14]. وبهذا، نرى أن معظم المستشرقين يسقطون مقاييس اللغات اللاتينية على اللغة العربية في دراسة مفهوم الجهة بناء، ودلالة، ووظيفة.

المطلب الثالث: موقف بعض اللسانيين المحدثين والمعاصرين
إذا كان  المناطقة المسلمون قد تناولوا الجهة بشكل مستوف، فإن الجهة ما زالت لم تأخذ حيزها الكافي من الأبحاث والدراسات في مجال اللسانيات. وسوف نتوقف، في هذا المطلب، عند أهم اللسانيين الذين تناولوا الجهة، بشكل من الأشكال، على النحو التالي:

الفرع الأول: تمام حسان
يعد الباحث المصري تمام حسان من أوائل اللسانيين العرب المحدثين الذين تعاملوا مع مقولات النحو العربي في ضوء مفهوم الجهة، أو وفق التأويل الجهي، ولاسيما في كتابيه: (مناهج البحث في اللغة)[15] و(اللغة العربية: معناها ومبناها)[16].
ومن هنا، ينطلق تمام حسان، في   كتابه( مناهج البحث في اللغة)، من التفرقة الدقيقة بين الزمان، والزمن، والجهة. فالزمان هو مفهوم فلسفي يطلق على الماضي، والحاضر، والمستقبل.ويتخذ بعدًا كميًا يتعلق «بقياس تجربة في الرياضة، أو الطبيعة، أو الفلسفة، ويعبر عنه بالتقويم، والإخبار عن الساعة، وتتوجه إليه النظرية المعروفة بنظرية حد السكين التي تقول: إن الزمان إما ماض، أو مستقبل، ولا وجود للحاضر. ويقابله في الإنجليزية كلمة (Time)».[17]
أما الزمن بدون ألف الوسط، فيقصد به الزمن النحوي، أو الوقت النحوي الذي يعبر عنه الفعل، أو الديمومة التي يستغرقها الحدث في الزمن. ويعبر عن الزمن النحوي بالماضي، والمضارع، والأمر. ولاينبني هذا التمييز على دلالات فلسفية، بل على القيم الخلافية بين الصيغ المختلفة الدالة على الحقائق اللغوية المختلفة. ويقابل في اللغة الإنجليزية كلمة (Tense).[18]
ومن هنا، يدرج الزمان في دائرة المقاييس.في حين، يدرج الزمن ضمن دائرة التعبيرات اللغوية.
ويقصد بالجهة ، عند تمام حسان، «مايشرح موقفًا معينًا في الحدث الفعلي؛ ويكون ذلك بإضافة ما يفيد تخصيص العموم في هذا الفعل.ويقابلها في الإنجليزية (Aspect)».[19]
ويعني هذا أن الجهة هي تخصيص للفعل العام، وإخراج الفعل من طابعه الإخباري العام والعادي إلى طابعه التقييدي المخصص بمعنى ما. ويمكن ملاحظتها في الأسماء، والأفعال، والأدوات[20]. وفي هذا، يقول الباحث: «ولنا أن نلاحظ هنا أن الجهة مما يمكن ملاحظته في الأسماء، والأفعال، والأدوات، وقد سبق أن مثلنا بمجموعة الأسماء ذات الدلالة على السبق أو اللحاق، وبدخول «لم» على المضارع، والوظيفة التي قامت بها هذه الأداة، غير أن الجهة ينظر إليها نحويًا في الأفعال فحسب. ولكل لغة وسائلها الضخمة في التعبير عن الجهة، فالهمز، والتضعيف، وتشديد العين، وحروف الزيادة فيما زاد على الثلاثة والإضافات الظرفية ، والحال، والتمييز، تعبيرات شكلية عن الجهة في اللغة العربية؛ بمعنى أنها تقييد لعموم الدلالة بما يفيد النظر إلى جهة معينة في تطبيق فهم الفعل».[21]

ومن الأمثلة التي أدلى بها تمام حسان ما يلي:

قتل- قاتل-  قتل (بالتضعيف)- استقتل- اقتتل- قتله أمس- قتله من سنة مضت- يقتله الآن- يقتله غدًا- يقتله حين ينفرد به- قتله صبرًا- قتله ذبحًا- قتله خجلًا- قتله تشهيرًا- قتله قصاصًا- قتله واقفًا- قتله على ظهر حصانه- قتله شهيدًا- قتله قائمًا للصلاة.
يلاحظ أن هذه الصيغ الفعلية تختلف من حيث الجهة أو الدلالة زيادة ونقصانًا وزمنًا وحالة. ولاتقتصر الجهة على التركيب النحوي فقط، بل تتعداه إلى ماهو صوتي وصرفي.
وهناك فرق بين الزمن والجهة. فالزمن يدل على زمن حدوث الفعل في مفهومه العام. بينما الجهة تدل على معنى الفعل وتخصصه بعد أن كان عامًا. ويعني هذا أن الجهة هي التي تغير معنى الفعل وتقيده وتخصصه، بعد أن يكون إخبارًا عامًا. ومن هنا، فالماضي والمضارع زمنان. في حين، يعد اللزوم والتعدي جهتين في اللغة العربية. ويعتبر الترديد كذلك جهة (جرجر، وعسعس، وزمزم...)[22]
وإذا انتقلنا إلى كتاب (اللغة العربية: معناها ومبناها)، فيعرف الجهة بقوله: «والجهة (Aspect) تخصيص لدلالة الفعل ونحوه إما من حيث الحدث وإما من حيث الزمن.فهناك جهات في اللغة العربية لتقييد معاني الزمن».[23]
ويرى تمام حسان أن الأزمنة في اللغة العربية الفصحى ثلاثة. لكنها تتفرع ، على صعيد الجهة، إلى ستة عشر زمنًا. فهناك بالنسبة للماضي: البعيد المنقطع، والقريب المنقطع، والمتجدد، والمنتهي بالماضي، والمنتهي بالحاضر، والبسيط، والمستمر، والمقارب، والشروعي.
وفيما يخص الحال، فهناك  العادي، والتجدّدي، والاستمراري.
أما فيما يتعلق بالاستقبال، فهناك البسيط، والقريب، والبعيد، والاستمراري[24].
ومن هنا، فثمة جهات مقالية وحالية تقيد الزمن: حضر الرئيس أمس، ينعقد المؤتمر غدًا...وهناك جهات تقيد الحدث كما في الصرف: كرم بالتضعيف.
ومن أهم الجهات: اللزوم، والتعدية، والترديد، والمطاوعة، والمشاركة، والتضعيف، والتكليف، والطلب، والتبادل، والسببية، والمعية، والتخصيص، والتقوية، والإخراج، والملابسة...[25]

وفي الأخير، يرى تمام حسان أن الجهات تقع في أنواع ثلاثة:
جهات في فهم معنى الزمن، ومنها ظروف الزمان وبعض الأدوات والنواسخ؛
جهات في فهم معنى الحدث، ومنها المعاني المنسوبة إلى حروف الزيادة في الصيغ.
جهات في فهم معنى علاقة الإسناد ومنها ظروف المكان والمنصوبات وحروف الجر.[26]

الفرع الثاني: عبد القادر الفاسي الفهري
لقد تناول الباحث المغربي عبد القادر الفاسي الفهري مسألة الجهة، بشكل واضح، في كتابه (البناء الموازي: نظرية في بناء الكلمة وبناء الجملة). وقد بين الباحث أن الجهة (Aspect)، والوجه (Mood)، والموجه (Modality) مفاهيم جديدة على النحو العربي، وإن كان المنطق العربي قد أشبع قضية الجهات درسًا وبحثًا وفحصًا[27].
ويثبت الباحث أيضًا أن كثيرًا من الدارسين، في مجال اللسانيات، لايفرقون بين الجهة، والزمن، والوجه أو الضرب؛ فيخلطون بينها حتى يصعب التمييز بين هذه المفاهيم بدقة. «ويزيد الطين بلة أن بعض اللغات مثل العربية والفرنسية ليس لها إلا لفظ واحد للدلالة على المقولة النحوية والمنطقية (Tense) وعلى المعنى التصوري الذي يدل عليه الزمن ، أي (Time). وأقرب مقابل عربي للدلالة على الزمن بهذا المعنى هو الوقت، وإن كان من الصعب أن نتحدث عن الظرف «الوقتي» مثلًا، في قولنا «جئت هذا الصباح». فالشائع أن «هذا الصباح» ظرف زمني، وليس ظرفًا وقتيًا. ومعلوم أن الظرف الزمني هو بمثابة وصف للزمن الصرفي (Tense)».[28]
وفرق الدارس بين الجهة والزمن. فالجهة هي مجموع سمات الحدث التي تسمح بقياسه ووصفه من الناحية المعجمية.أما الزمن، فذو دلالة إشارية أو تعيينية. وفي هذا، يقول الدارس: «نفرق بين الزمن والجهة . والجهة أساسًا مجموع سمات الحدث التي تمكن قياسه ووصفه زمنيًا. فهو ممتد (Durative) أو غير ممتد أو لحظي، وهو محدود (Bounded) وغير محدود، وهو تام (Perfective) وغير تام، إلخ. وقد نفرق بين   جهة الوضع أو الحدث التي تدعى (Aktionsart)، وهي لازمة للفعل (قبل تصرفه)، وجهة البناء أو التصرف، وهي ما يدعى عادة بالجهة (Aspect) في دلالتها الضيقة. وهذه الجهة ليست ممعجمة عادة، وإنما يرثها الحمل المتصرف (الفعل أو الصفة)، عندما يدخل التركيب.
ومعلوم أن الجهة تختلف عن الزمن من عدة وجوه. فالزمن ، مثلًا، لايمكن أن يكون معجمًا، وهو إشاري (Deictic)،  بخلاف الجهة». [29]
ويرى الباحث أن اللغة العربية تتأرجح بين الزمنية والجهة.بمعنى أنها ليست لغة الجهة بالمفهوم الصرف، وليس لغة زمنية بشكل صرف، بل تتراوح بينهما. وفي هذا، يقول الدارس: «وقد أسلفنا أن الزمن النحوي في العربية على نوعين، إما [+ ماض] أو [- ماض] . فـ[+ ماض] تدل عليه صيغة الفعل الماضي، و[- ماض] تدل عليه صيغة الفعل المضارع، إذ يفيد الحال أو الاستقبال. والسين وسوف تدلان أيضًا على الاستقبال، ولكننا أدرجناهما ضمن محققات الموجه، لامحققات الزمن. وحرف النفي لن يدل أيضًا على الاستقبال، إلخ. وهناك تداخل وذوبان مقولتين أو أكثر من هذه المقولات الأربع في الأداة أو الكلمة الواحدة.
وقد يقال: إن الفعل العربي المتصرف لا يدل على الزمن، كما حددناه، وإنما يدل فقط على الجهة، والزمان مستفاد منها، وأن أساس الفعل هو بين الجهة التامة (Perfective) والجهة غير التامة (Imperfective). وإذا دل الفعل على الزمن، فإن الزمن فيه نسبي، لامطلق. وعليه، فإن ما نسميه إسقاطًا للزمن قد يكون إسقاطًا للجهة. بل إن الزمن المطلق قد يكون مموضعًا في إسقاط أعلى من إسقاط التطابق. إلا أن هذا الموقف ليس له ما يدعمه. فذوبان الزمن والجهة في الفعل لايختلف عن ذوبان الموجه في النفي، أو الزمن في النفي...إلخ. ومع ذلك لا نخلط النفي بالزمن بالموجهات، لمجرد إمكان ذوبانها في بعضها بعضًا».[30]
أما فيما يخص الموجه[31] والوجه[32]، يرى الفاسي الفهري أن الوجه من ملصقات الأفعال في حالة التصريف (خرجت/ خرجنا/ خرجتما...).في حين، تكون الموجهات غير ملتصقة بالفعل( السين، وسوف، ولن). وفي هذا، يقول الفهري: «ومثلما فصلنا الزمن عن الجهة، فصلنا الوجه عن الموجه، وهو فصل يصعب الدفاع عنه أكثر مما يصعب الدفاع عن الفصل الأول. وعلى كل، فإن كان الفرق بين الاثنين غير واضح على المستوى الدلالي أو التصوري، فإن الفرق واضح على المستوى النحوي، في العربية على الأقل. فالوجه عنصر من العناصر الصرفية التي تلتصق بالفعل، وتغير صورته، في حين أن الموجهات مثل قد وسوف لا تلتصق بالفعل. وإن التصقت مثل السين واللام في قولنا «ستدخل» أو «لتدخلن» فإنها تلتصق في موضع غير الموضع الذي يلتصق فيه الوجه. وصيغة الماضي توظف لوجه واحد هو الوجه البياني أو التعييني (Indicative). أما صيغة المضارع، فتكون طلبية (Jaussive)، كما في قولك «ليخرج»، وافتراضية (Subjonctive)، كما في قولك «أريد أن يأتي»، وشرطية (Conditional) في «إن تدخل القاعة تجد ما لايرضيك»، وتوكيدية (Energetic) في «تدخلن». وهذه الوجوه تترجمها صرفة في آخر الفعل المضارع هي بمثابة الإعراب بالنسبة للاسم، ولذلك حلّلها النحاة على أنها ضرب من الإعراب، ولم يفردوا لها مقولة نحوية خاصة بها.
وأما الموجهات، فلاتوجد في نفس الموقع، وليست محدودة في الصرفات، بل قد تكون أدوات أو أفعالا، وتدل على معان مثل الاحتمال والإمكان والضرورة».[33]
وبعد ذلك، درس الفاسي الفهري، في الفصل الرابع، الصفة (اسم المفعول، واسم الفاعل، والصفة المشبهة) ، بالتوقف عند مفهوم الجهة، ومستويات البناء (البناء المعلوم، والبناء المجهول، واسم الفاعل، واسم المفعول). وفي الفصل الخامس، درس الفاسي الفهري البناء لغير الفاعل (الفعل المبني المجهول) على أساس أنه محمول جيهي.
وهكذا، فقد قدم الفاسي الفهري تصورًا  دقيقًا لمفهوم الجهة، على أساس أن اللغة العربية تجمع بين ماهو زمني وما هو جيهي.

الفرع الثالث: نعيمة التوكاني
تعد نعيمة التوكاني من  الباحثات المغربيات اللواتي سبقن إلى تناول قضية الجهة بعد عبد القادر الفاسي الفهري بدراسة المشتقات، والتوقف عند اسم المفعول، بدراسة مختلف جهاته الصرفية والتركيبية، كما يبدو ذلك واضحًا في رسالتها الجامعية (خصائص المشتقات الجهية: اسم المفعول نموذجًا)[34].

وتعرف الباحثة الجهة على أنها نظرة المتكلم للحدث من حيث كليته أو جزئيته كبدايته أو نهايته.
وإذا كان اسم الفاعل يتميز بجهة الحركة، فإن الصفة تتميز بقيمة السكون على مستوى الجهة. ويعني هذا أن اسم الفاعل يشتق من أفعال تفيد الحركة (لاعب- يلعب). في حين، تشتق الصفة المشبهة من أفعال تفيد السكون (عظيم/عظم). أما اسم المفعول، فيمكن اعتباره كالفعل المبني المجهول يتميز بصيغة التمام (مكتوب). علاوة على قيم جهية أخرى تستفاد من السياق النحوي والدلالي والمعجمي لهذا الاسم.
وبعد ذلك، درست الباحثة اسم المفعول في ضوء التأويل الجهي، بعد أن قدمت تصورًا نظريًا حول الجهة، واستعرضت مجموعة من الأمثلة والعينات اللغوية قصد التطبيق والتجريب بغية الصورنة والتعميم والاستنتاج.

الفرع الرابع: عبد المجيد جحفة
يتبنى الباحث المغربي عبد المجيد جحفة مفهوم الجهة في كتابه (دلالة الزمن في العربية). وهو من المدافعين عن زمنية النحو العربي وجهيته. وفي هذا، يقول الباحث: «ومعلوم أن المعالجات القديمة للتنوعات الصرفية في الفعل وما يقابلها من قيم، سواء عند النحاة أو عند المستشرقين، قامت على تصور يقصي معلومات زمنية واردة في وصف الزمن في العربية وفي بناء نسقه. فالنحاة العرب القدماء يعتمدون القيمة الزمنية فقط، والمستشرقون يلجأون إلى القيمة الجهية فقط. وقد دافعنا عن ورود القيمتين معًا في وصف نسق اللغة العربية الزمني والجهي، إضافة إلى معلومات زمنية أخرى مثل الوجوه والموجهات».[35]
وقد انطلق عبد المجيد جحفة من ثلاثة مفاهيم أساسية هي: الزمن، والجهة، والوجه على غرار عبد القادر الفاسي الفهري في كتابه (البناء الموازي). ويثبت الباحث أن قليلًا من الباحثين هم الذين تنبهوا إلى الجهة في اللغة العربية. في حين، ركز النحاة واللسانيون على زمنية اللغة العربية. وفي هذا، يقول الباحث: «يشوب أزمنة الأفعال تعقيد كبير من حيث خصائصها الدلالية الإحالية . فزمن الفعل يعبر عن محتوى زمني، من سبق أو تواقت أو ولاء بالنظر إلى لحظة التلفظ، ويعبر عن محتوى جهي، من لحظية وامتداد وتمام وعدم تمام...إلخ، ويعبر عن محتوى وجهي، يعبر عن منظور ذاتي للمتكلم، من احتمال وتسويف وافتراض وشرط إلخ. وعلى المعالجة النسقية أن تبث في هذا التعقيد داخل نسق متكامل.
لقد ركزت أغلب الأعمال التي اتجهت نحو أزمنة الأفعال على الخصائص الزمنية، وذلك لأسباب ترتبط بالصياغات المنطقية المستعملة، ولكن البعد الجهي لم ينل اهتمامًا مماثلًا. ومعلوم أن البعد مركزي في تمثيل الأزمنة سواء في الأشكال اللغوية أم في الأشكال السردية في النصوص..
أما البعد الوجهي، فقد مثلته أغلب الأعمال في المستقبل. فالحدث الذي سيحصل في المستقبل لايمكن التحقق منه بالكيفية التي يتم التحقق بها من حدث مؤكد أو محتمل أو ممكن. ويمثل البعد الوجهي، أيضًا، من خلال طابع مخالفة الواقع في بعض الأزمنة ، ومن خلال  مفهوم الشرطية».[36]
وفي سياق آخر، يقول الباحث: «يبدو أنه توجد علاقة وطيدة بين الزمن الإحالي والوجه(Mood) والجهة. فالزمن الإحالي يعبر عن مفهوم الزمن في بعده الإشاري، والوجه يعبر عن الزمن أيضًا، ولكن من ناحية وجوب وقوع الوجه في زمن. إنه لايمكن أن نتصور وجها بدون أن يوجد زمن يحتويه. أما الجهة، فتتضمن معلومات زمنية، ولكنها غير إحالية».[37]
ومن هنا، فالزمن عبارة عن نسق إحالي وإشاري. بينما يتضمن الضرب أو الوجه مجموعة من الأزمنة الإحالية الصغرى، فالوجه التعييني (Indicatif)، يتضمن مجموعة من الأزمنة، مثل: الحاضر، والمضارع، والماضي الناقص، والماضي المركب، والماضي البسيط، والمستقبل القريب...
ويتفرع وجه الأمر(Impératif) إلى أمر الحاضر والأمر الماضي. أما الجهة،  فهي بمثابة سمات تلتصق بالحدث ، فتغير دلالاته العادية بدلالات أخرى، كدلالة الوجوب، ودلالات الإمكان، ودلالات الجواز، ودلالات الاحتمال، ودلالات الاستحالة...
وغالبًا، ما نعبر عن الموجهات بالأدوات كقد، وسوف، ولن، وظروف الزمان. وتكون هذه الأدوات مستقلة عن الفعل (سوف، ولن...). وقد تكون أفعالًا، مثل: وجب، لزم، أمكن، جاز، حسب، ظن، اعتقد، وينبغي، ويجب، ...
وفي اللغة الإنجليزية موجهات متنوعة ومختلفة، وأشهرها: could – would-might- will-can-  may...

الفرع الخامس: المصطفى حسوني
درس الباحث المغربي المصطفى حسوني بنية الجملة في اللغة العربية ، بالتوقف عند البنية التركيبية للزمن، والبنية التركيبية للحدث، وعلاقة التضايف وبنية المركب الحدي، وبنية الصفة في المركب الحدي،  وبنية أسماء الأعلام. ويعني هذا أن اهتمامه كان منصبًا على دراسة الجملة، فالكلمات لاقيمة لها إلا ضمن الجملة، ولا قيمة للنص إذا لم يتكون من جملة واحدة على الأقل. بمعنى أن الباحث مازال متمسكًا بلسانيات الجملة على حساب لسانيات النص والخطاب. وقد اعتمد الباحث على الدراسة اللسانية الوصفية المقارنة في دراسة الجملة البسيطة والمركبة[38].
وما يلاحظ على الباحث أنه كان يدرس بنية الجملة وأفعالها في ضوء البنية الزمنية والبنية الجهية على حد سواء. بمعنى أنه يستعين، في دراسة الجملة العربية، بالزمن من جهة، وبالجهة من جهة أخرى . على الرغم من كون القيم الزمنية ثابتة . في حين، تعد القيم الجهية ثانوية. بمعنى أن الباحث يعطي الأولوية لما هو زمني على حساب ماهو جهي. وفي هذا، يقول الباحث: «-الإقرار بأهمية الزمن في تأويل معنى الجملة لايلغي إمكان وجود الجهة، بل إن بعض الأنماط الجملية تبنى على أساس وجود تعارض، داخل الجملة، بين قيم ثابتة وأخرى جهية، وينبغي مراعاة الأشكال الوجهية كذلك، كما هو الأمر-مثلًا- مع الجملة الحالية، والاسمية، والوصفية، وغيرها من الأنماط الجملية.
- الإقرار بانصهار ما هو «زمني» و«جهي» داخل نفس النمط، لايعني الإقرار بتساوي قيم النوعين. ويبنى التحليل هنا على أساس أن القيم الزمنية قيم ثابتة، وهي الموجهة لنوع النمط، لتكون القيم الجهية قيما ثانوية، وتقع بالضرورة في حيز الـتأويل الزمني.
يأتي تأكيدنا على أهمية الزمن مخالفًا لمعظم الأعمال التي اهتمت بمجال الجملة، وعلى رأسها أعمال المستشرقين».[39]
وإذا كان المستشرقون الغربيون يعطون الأولوية للجهة على حساب الزمن، فإن الباحث المصطفى حسوني يعطي الأهمية الأولى للزمن على حساب الجهة.وفي هذا، يقول الباحث: «ما يعزز أولية الزمن في الوصف النحوي أن الزمن كما يرى كمري (Comrie) عبارة نحوية تتموقع في وقت، ولذلك كان الزمن موضوعيًا لأنه يرتبط بالحدث في حد ذاته. أما الجهة، فلابد لها من مراعاة خط زمني يوصف فيه حدث ما، ويتعلق الأمر هذه المرة بتدخل الذات في موقعة الحدث ضمن صيرورة زمنية. ولذلك كانت الجهة ذاتية تتغير بحسب تغير الأوضاع.
يظهر أن التخصيص الزمني، في مقابل التخصيص الجهي، يكون بالظروف بالنظر إلى أن الظروف في اللغة العربية لها إحالة زمنية، وإن لم تكن ثابتة. فيحيل الظرف «أمس» على الماضي دون تحديد لنقطة معينة في هذا الزمن. وكذلك الأمر مع «غد» فلا يقصد اليوم الوالي، بل يقصد المستقبل المطلق».[40]
وهكذا، يتبين لنا أن الزمن موضوعي عند الباحث، مادام يرتبط بالحدث في حد ذاته. في حين، تعد الجهة ذاتية ، ترتبط بالذات ، مادامت تتدخل في سياق الحدث ضمن صيرورة زمنية. ومن هنا، يأخذ الباحث بالاختيارين معًا في دراسة بنية الجملة في اللغة العربية: الاختيار الزمني الموضوعي، والاختيار الجهي الذاتي.

الفرع السادس:  إسماعيل شكري
من المعلوم أن ثمة ثلاثة أنساق كبرى تتحكم في الفكر الإنساني يمكن حصرها فيما يلي:
النسق الأرسطي القائم على المنطق والبناء العقلاني المتسق والمنسجم والمطلق من حيث اليقين والحقائق العلمية. ويتمثل هذا النسق المعرفي مبادئ الفيزياء الكلاسيكية عند نيوتن. ويستند إلى عدة تصورات تتعلق بالإنسان، منها التصور المنطقي الواقعي الذي يثبت أن الإنسان واقع أو حقيقة ، والتصور النفسي الذي يرى أن الإنسان هو أنا، والبنيوية التي تقر أن الإنسان بنية، والسيميائيات التي تتعامل مع الإنسان على أنه علامة. وبالتالي، يقر هذا النسق بالهوية، وعدم التناقض، وعدم القبول بالثالث المرفوع، وإعطاء الأولوية للصوت، والعقل، والمنطق. وهو تعبير حقيقي عن المركزية العلمية الغربية وسيادتها المعرفية المتفوقة؛
النسق التفكيكي القائم على الاختلاف والهامش والمعرفة النسبية، وقد تبلور، بشكل جلي، مع إنشتاين وجاك ديريدا. بيد أن هذا النسق لم ينجح ثقافيًا ومعرفيًا ومنهجيًا لكونه نسقا يهدم أكثر مما يبني، مادام يقر هذا النسق بلعبة التفكيك من أجل التفكيك على حساب التركيب والبناء والتشييد.
 النسق التشييدي الذي يرى أن المعرفة ليست ملقاة أو جاهزة، بل تبنى وتشيد. ومن ثم، فقد ارتبط هذا النسق بالثورة الإعلامية والتكنولوجية المعاصرة  القائمة على الحاسوب. ومن هنا، فالإنسان كائن حاسوبي بامتياز، أو ذاكرة إلكترونية ورقمية بالخصوص، تقوم بعدة وظائف خاضعة لنظام الحوسبة والذاكرة الآلية المبرمجة وراثيًا أو اكتسابيًا. أي: إن الإنسان يقولب المعارف الوراثية أو المكتسبة وفق مقولات وأطر.
وما يهمنا ، في هذا المحور الدراسي، هو التوقف عند مفهومي الزمن والجهة عند الباحث المغربي إسماعيل شكري من خلال كتابه (في معرفة الخطاب الشعري: دلالة الزمان وبلاغة الجهة)[41] من أجل البحث عن ثوابته النظرية والمعرفية والتطبيقية قدر الإمكان.

البند الأول: مفهوم الشعرية المعرفية
تبلورت الشعرية المعرفية (La poétique cognitive)، بشكل خاص، في الحقل الأنجلوسكسوني[42]، في العقد الأول من سنوات الألفية الثالثة، وبالضبط في الجامعات البريطانية وشمال أمريكا. وإن كانت مفاهيم هذه النظرية قد تشكلت في حقل اللسانيات المعرفية (Linguistique cognitive) سابقًا مع المدرسة التوليدية التحويلية لنوام شومسكي(N.Chomsky)[43].
ويعود مصطلح الشعرية المعرفية (Cognitive poetics) إلى روفان تسور (Reuven Tsur)؛ أستاذ الأدب بجامعات الكيان الإسرائيلي[44]. ومن هنا، تقوم هذه النظرية النقدية الأدبية على العلوم الذهنية ، ولاسيما السيكولوجيا واللسانيات المعرفيتين. ومن ثم، فهي مقاربة تأويلية للنص الأدبي، تؤمن كثيرًا بأهمية السياق في بناء المعرفة. وبتعبير آخر، تدرس هذه النظرية النقدية الجديدة النصوص الأدبية والإبداعية وفق المفاهيم التي يقر بها علم النفس المعرفي، وتستخدمها أيضًا اللسانيات المعرفية.
وتستند هذه المقاربة إلى مجموعة من المفاهيم التي تنظم العملية التفاعلية القائمة بين المنتج والقارئ، مثل: المدونات، والخطاطات، والمقولات، والأطر، والسيناريوهات، والمعينات، والمقصدية، والتجنيس...دون أن ننسى الاستعارة المعرفية أو المفهومية التي تحدث عنها جورج لايكوف(George P. Lakoff) ومارك جونسون (Mark Johnson)[45].
وتنبني هذه النظرية بالضبط على مفهومين رئيسين هما: الشعرية والإدراك. ويعني هذا أن الشعر يدرك وفق آليات ذهنية ومعرفية ودماغية، ويخضع لمجموعة من الأطر والمقولات التي ينظمها الذهن البشري وراثيًّا وعصبيًّا وعقليًّا ومنطقيًّا ومعرفيًّا وتخييليًّا.

البند الثاني: معرفة الشعر وفق مقولتي الزمن والجهة
تناول إسماعيل شكري مفهومي الزمن والجهة في تحليل الخطاب الشعري وفق منظور الشعرية المعرفية. ومن ثم، يقر الباحث أن الدارسين ونقاد الأدب أهملوا كثيرًا مكون الزمن في الشعر. في حين، يعد الشعر  بناءً زمنيًا وإيقاعيًا بامتياز، ويتخذ صيغًا متنوعة على مستوى الخطاب على جميع المستويات والأصعدة.
وبصيغة أخرى،  يعد الزمن أساس تطور الخطاب القصصي والسردي والروائي، بيد أنه أقصي في مجال الشعر بوعي أو عن غير وعي. في حين، لايمكن الحديث عن الخطاب الشعري إلا في علاقة بالزمن، على أساس أن تلقي النص الشعري وإدراكه يتحققان معًا في الزمن. ومن هنا، فالزمن هو أساس الشعر على مستوى التفاعل بين المنتج والمتلقي. وبالتالي، فهو محور الخطاب الشعري بشكل أساس.
ومن جهة أخرى، أهمل هذا الخطاب أيضًا دراسة مكون الجهة في بناء الصور البلاغية، وهذا ما يقوم به البحث بشكل خاص، حيث ينقل مفهوم الجهة من حقولها المنطقية والسيميائية واللسانية إلى حقل البلاغة لتوسيع مفاهيمها بشكل أرحب.
والجديد في هذا الكتاب أنه أضاف المستوى البلاغي في دراسة الجهة، بعد أن كان التركيز على ما هو نحوي تركيبي(مقولة الزمن)، وما هو دلالي ومعجمي (نمط الحدث ودلالاته). ويعني هذا أن «نظرية الجهة البلاغية تقدم تأويلًا زمنيًا ومعرفيًا للأوجه البلاغية ، في اتجاه بناء بلاغة عامة  على أساس الأطروحة الآتية:
التشاكل آلية مركزية لتشييد الجهات البلاغية . ذلك أن هذا المفهوم ، بالنظر إلى تعريف محمد مفتاح (1985) الذي وسعناه، تكرار لنواة معنوية بإركام عناصر صوتية ودلالية وفضائية في مساق لساني أو بصري. وهذا ما يترتب عنه توليد معظم الأوجه البلاغية بواسطة التشاكل المتعدد من قبيل الاستعارة والطباق والمناقضة . ناهيك عن التشاكلات الصوتية والفضائية التي توسم بالتناظر والتغاير والتقابل...ومن ثم، تسمح مبادئ التأويل بإعادة تشييد الجهات البلاغية في نسق زمني. فكل جهة، بهذا المعنى، تكرار لنواة الزمن التراكبي خطيًا أو دائريًا أو فوضويًا أو مطاطيًا داخل مساق تفاعلي مرآوي...
ومن هنا، نقترح تشييد نموذج للجهة البلاغية (Rhetorical aspect)، يضطلع بتفسير وتأويل المكونات الزمنية في الرسالة الشعرية، ويمكن تعميمه على مختلف أنواع الخطاب، بل يقودنا إلى إعادة تصنيف الصور البلاغية تصنيفًا جديدًا».[46]
وينطلق الباحث من المقاربة المعرفية من جهة، والاعتماد على المقاربة التفاعلية من جهة أخرى، في تأويل الصور البلاغية القائمة على التكثيف والامتداد، واستعمال مفاهيم الذكاء الاصطناعي، ومفاهيم العلوم المعرفية التي تنظر إلى الصور البلاغية على أساس أنها أنساق معرفية تؤطر تفاعل الذات مع العالم الذي تحيا فيه. ويعني هذا  أنه يتمثل منهجية أستاذه محمد مفتاح  الذي فصل ذلك جليًا في كتابه (التشابه والاختلاف)[47].
ويعني هذا أن الباحث يدرس الخطاب الشعري والصور البلاغية وفق مقترب زمني وجهي، «يروم إعادة بناء الصور البلاغية انطلاقًا من منظور تشييدي -معرفي يتجاوز بعض التصورات القابلة للدحض في البلاغتين العربية والغربية، مثل مفهوم الجناس ومفهومي الانزياح والتوازي، مما يسمح بتشييد بلاغة معرفية تأويلية تصنف تلك الصور البلاغية تصنيفًا زمنيًا تفاعليًا حيث نؤول، مثلًا، الاستعارة بناء على آليات زمن الانكماش (الجهة المطاطية)، ونقرأ الطباق بالنظر إلى الزمن الفوضوي (الجهة المتشابكة)..إلخ. وهي قراءات تستلزم بناء مفهوم الجهة البلاغية على أساس نظرية التشاكل التي تؤطر الصور البلاغية ضمن نسق تفاعلي بين المنتج والمتلقي، وتتجاوز ثنائية حقيقة/مجاز، وثنائية لغة شعرية /لغة عادية، كما تتجاوز النظر إلى الصور البلاغية بوصفها إسقاطات أو محسنات معجمية، خاصة أنه ينظر إلى الذكاء الاصطناعي، وفق هذا المنظور الزمني المعرفي، باعتباره قوالب ذكية تمكن الإنسان من التواصل مع العالم وليس مجرد محسن للكلام. وبذلك نجد الاستعارة في كلام الأطفال، والإطناب في الخطابات التواصلية. بيد أن بناء هذا النموذج البلاغي المعرفي فرض علينا استعارة المفاهيم التشييدية الموالية».[48]
بعد أن قدم إسماعيل شكري تعاريف مختلفة للجهة، انتقل إلى دراسة الجهة البلاغية انطلاقًا من الجهة التكرارية في اللسانيات. ويعني هذا أنه قد توقف عند الصور البلاغية الزمنية بالدرس والتحليل والفحص، ولاسيما جهات التكرار والعادة والاستمرار التي تتشابه وتتماثل مع الجهات البلاغية القائمة على الإطناب، والتشاكل، والجهة المطاطية، والجهة الدائرية، والجهة المتراكبة. وقد رأينا مجموعة من التصورات الشعرية التي تجعل التكرار و التوازي ميسمين للشعر كما عند رومان جاكبسون، ويوري لوتمان، ومحمد مفتاح[49] الذي  توقف عند عدة مفاهيم تحيل على جهة التكرار، مثل: التوازي، والتجنيس، والتشاكل، والتعادل،  والتوازن، والتنضيد، والاتساق، والانسجام، والترادف، والتماسك...
ومن هنا، يدرس إسماعيل شكري الصور البلاغية في ضوء مقولات ثلاث هي: مقولة الزمن، ومقولة الجهة، ومقولة المعرفة الإدراكية. ومن هنا، فقد تحدث عن مجموعة من الجهات البلاغية على النحو التالي:
الجهة الدائرية: تعتمد على الإيقاع الزمني المنتظم، كما في صورة الاستبدال، وتشاكل القوافي العروضية، وصورة التشاكل المنتظم، وصورة التوازي الصوتي...
ويمكن «تحديد كيفية اشتغال الجهة الدائرية بزمنيها (المنتظم وغير المنتظم (الدوري)) انطلاقًا من البحث في أنساق التشكلات الصوتية والمعجمية والتركيبية التي تنتظم مجموعة من الأوجه البلاغية، دون أن نتجاهل تفاعل هذه الجهة مع جهات بلاغية أخرى بواسطة مبدإ الانعكاس المرآوي»[50].
ويعني هذا أن الجهة الدائرية هي جهة قائمة على التكرار والتشاكل والدوران في الإيقاع الزمني المتوازي نفسه، وتتفاعل مع باقي الجهات الأخرى تفاعلا وبناء وتشييدًا.
الجهة الخطية: نجدها بكثرة  في القالب الفضائي التشكيلي والبصري والكونكريتي القائم على تتابع النقط تغايرًا وتقابلًا وتماثلًا وتناظرًا.
الجهة المطاطية: تنبني على مفهومي الامتداد والكثافة. وبتعبير آخر، تعني هذه الجهة خاصية التمطيط والتمديد الزمني والإيقاعي من جهة. وتحوي زمن الانكماش المتمثل في الاختزال الصوتي والحذف (م.و.ك الذي يعني المكتب الوطني للكهرباء) من جهة أخرى. وقد تحدث الدارس عن الانكماش الاستعاري كما في مثال : «صافحت أسدًا» الذي يضم عالمين متقابلين: عالم الإنسان وعالم الحيوان. وقد حذف عالم الإنسان، وبقيت لوازمه الكنائية التي تتمثل في المصافحة. ويعني هذا أن الانكماش الاستعاري يقوم على الحذف والإضمار والتكثيف.
وتحوي الجهة كذلك زمن التوسيع، بما يتضمنه من توسيع صوتي وتوسيع كنائي. كما تتوفر على الزمن التصاعدي الذي يبنين نسق التطور بواسطة الحكي والحجاج[51].
الجهة المتراكبة أو المتضمنة: هي التي تؤشر على «زمن التراكب» بين التشاكلات المحتلة للوضع نفسه، والمبنية بواسطة التعدد المعنوي، مثاله: نهاري ليل، وكلب الضابط ينبح. يتضمن المثالان معاني عدة قائمة على التضمن والتراكب، كأن يدل المثال على السخرية، أو يدل على المعنى التقريري الحقيقي للجملة.
الجهة المتشابكة:  تتحقق هذه الجهة في الزمن الفوضوي الذي يتقابل مع الزمن المنتظم الدائري. ومن أمثلته: القلب، والإبدال، واللاتشاكل، والتضاد، والتناقض، والتقابل..
ويعني هذا أن الجهة البلاغية تكرار لنواة الزمن التراكبي خطيًّا، أو دائريًّا، أو مطاطيًّا، أو فوضويًّا.
ولم ينس الباحث أن يتناول زمنية الصور البلاغية دالًا ومدلولًا، بالاعتماد على قوالب ثلاثة هي: القالب الصوتي، والقالب الدلالي، والقالب الفضائي حسب طبيعة النص المرصود، فإن كان النص الشعري كاليغرافيًا أو كونكريتيًا بدأ بالقالب الفضائي، وأتبعه بالقوالب المنهجية الأخرى. وإن كان النص خاضعًا للترديد الصوتي وظف القالب الصوتي في البداية، وأتبعه الباحث المحلل بالقوالب الأخرى. وإن كان النص موضوعاتيًا بامتياز، بدأ الباحث بالقالب الدلالي، وأتبعه بالقوالب الأخرى. ويمكن أن يكتفي الباحث بقالب جزئي واحد، أو يجمعها كلها في تحليل تأويلي واحد. ويعني هذا أن الباحث يستعمل القالب الذي يفرضه النص الشعري. في حين، تستلزم البنيوية أو السيميائيات البدء بمستويات منهجية معينة .
ومن ناحية أخرى، فقد تجاوز الباحث الثنائيات التقليدية في البلاغة كثنائية المعيار والانزياح، وثنائية الحقيقة والمجاز، واستبدلها بثنائية زمنية معرفية تفاعلية هي ثنائية الكثافة والامتداد القائمة على التفاعل بين المتلقي والتنظيم الزمني، وفق التصورات المعرفية والفلسفية والمجتمعية.
وقد انتقل الباحث من الشعرية اللسانية (الإنسان بنية)، والشعرية السيميائية (الإنسان علامة وأيقون)، إلى الشعرية المعرفية (الإنسان حاسوب، أو ذكاء اصطناعي ومعرفي، أو بنيات تحسيبية تفاعلية). وهذا ما جعل الباحث يفسر الأوجه والصور والمحسنات البلاغية تفسيرًا معرفيًّا وذهنيًّا وإدراكيًّا؛ إذ ينتقل الباحث من تصنيف معجمي للصور البلاغية إلى تصنيف  جهي أو زمني؛ لأن الجهة هي التي نطل من خلالها على الزمن، وفق قوالب صوتية، ودلالية، وفضائية. ويتحكم المنتج والمتلقي في أنواع تلك الجهات البلاغية.
ونخلص، مما سبق ذكره، أن  الباحث يقدم مبدأ الجهة على أساس أنه آلية إجرائية جديدة لتصنيف الصور البلاغية العربية من جديد، وفق مقاربة تفاعلية معرفية إدراكية. أي: يشدد على البعدين الزمني والجهي في توصيف الصور البلاغية وتنميطها .
وعليه، يقدم الباحث مشروعًا أو طرحًا معرفيًّا جديدًا حول زمن الشعر وفق منتظم تشييدي، فالزمن ليس معطى في النص، بل يشيد ويبنى عبر مجموعة من العلاقات المتشابكة والتفاعليّة انطلاقًا من آليات التأويل الممكن. ومن ثم، يمكن الاستعانة بمجموعة من العوامل البيولوجية والاجتماعية والنفسية والسياسية والدينية والأنتروبولوجية في عملية التأويل وبناء النص المعطى. وبذلك، يتساند الزمن مع الجهة في فهم الصور البلاغية وتفسيرها وتأويلها وفق الشعرية المعرفية.

الخاتــمــة
وخلاصة القول، إذا كان الزمن النحوي هو الذي يحدد زمنية الفعل ويقسمها إلى ماض، وحاضر، وأمر، فإن الجهة هي التي تعنى بدلالات الحدث وصيروته الزمنية معجميًا، كأن يدل الحدث عن التمام، والكمال، واللاتمام، والاستمرار، والتكرار، والعادة، والتدرج، والانتهاء، والشروع، والابتداء، والانتهاء، أو يدل على الأوضاع الساكنة والمتحركة، أو يدل على الحالات، والأنشطة، والإنجازات، والإتمامات.
وقد وقع اختلاف كبير بين النحاة العرب القدماء والمستشرقين واللسانيين المعاصرين حول بنية الفعل في اللغة العربية. فهناك من أقر أن اللغة العربية لغة زمنية بامتياز (النحاة العرب القدماء). وهناك من أقر بكونها لغة جهات ، وليست لغة زمنية (معظم المستشرقين). وهناك طرف ثالث أثبت أن اللغة العربية لغة زمنية من جهة، ولغة جهات من جهة أخرى (عبد القادر الفاسي الفهري).

--------------------------------
[1] سيبويه: الكتاب، الجزء الأول، تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، مصر، طبعة 1988م، ص:12.
[2] أبو القاسم الزجاجي: الإيضاح في علل النحو، تحقيق مازن المبارك، دار النفائس، 1974،  ص:ص:53-54.
[3] ابن يعيش: شرح المفصل، الجزء السابع، إدارة الطباعة المنيرية، القاهرة، بدون تاريخ، ص:4.
[4] أبو القاسم الزجاجي: الإيضاح في علل النحو، ص:21-22.
[5] عبد المجيد جحفة : نفسه، ص:101.
[6] عبد المجيد جحفة : نفسه، صص:61-64.
[7] H. Fleisch :(Sur l’aspect dans le verbe en arabe classique), Arabica, T. 21, Fasc. 1 (Feb., 1974), pp. 11-19.
[8] Blachère ,R et Demombyne,G: Grammaire  de L’arabe classique :Morphologie et syntaxe, Maisonneuve et Larousse, Paris,1952.
[9] COHEN, David.. L’aspect verbal. Paris: P.U.F.1989.
[10] Flesh,H :Traité de philologie Arabe, Vol,2,Librairie de Liban, Beyrouth,1979.
[11] المصطفى حسوني: بنية الجملة في العربية، دراسة مقارنة، ص:19.
[12] المصطفى حسوني: نفسه،19.
[13] Flesh, H : Traité de philologie Arabe, p : 170.
[14] J.Kurylowisz :( Verbal aspect in Semitic), In Oriontalia, Vol 42, Nova series, Fasc.1-2, 1973, p: 118.
[15] تمام حسان: مناهج البحث في اللغة، دار الثقافة، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى سنة 1986م، صص:245-248.
[16] تمام حسان: اللغة العربية: معناها ومبناها، دار الثقافة، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى سنة 1994م، صص:245-248.
[17] تمام حسان: مناهج البحث في اللغة، ص:245.
[18] تمام حسان: نفسه، ص:245.
[19] تمام حسان: نفسه، ص:245.
[20] تمام حسان: نفسه، ص:246.
[21] تمام حسان: نفسه، ص:246.
[22] تمام حسان: نفسه، ص:248.
[23] تمام حسان: اللغة العربية: معناها ومبناها، ص:257.
[24] تمام حسان: نفسه، ص:246.
[25] تمام حسان: نفسه، ص:258-259.
[26] تمام حسان: نفسه، ص:260.
[27] عبد القادر الفاسي الفهري: البناء الموازي: نظرية في بناء الكلمة وبناء الجملة، ص:79.
[28] عبد القادر الفاسي الفهري: نفسه، ص:79.
[29] عبد القادر الفاسي الفهري: نفسه، ص:80.
[30] عبد القادر الفاسي الفهري: نفسه، ص:80.
[31] John Lyons : Semantics. Cambridge University Press Cambridge, 1977.
[32] Palmer,F.R: Mood and Modality, Cambridge University Press, Cambridge, 1985.
[33] عبد القادر الفاسي الفهري: نفسه، ص:80-81.
[34]  نعيمة التوكاني: خصائص المشتقات الجهية: اسم المفعول نموذجا، رسالة دبلوم الدراسات العليا، كلية الاداب، الدار البيضاء الثانية، سنة 1989م.
[35] مجيد جحفة: دلالة الزمن في العربية، دراسة النسق الزمني للأفعال، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2006م، ص:249.
[36] مجيد جحفة: دلالة الزمن في العربية، دراسة النسق الزمني للأفعال، ص:23.
[37] عبد المجيد جحفة : نفسه، ص:94.
[38] المصطفى الحسوني: بنية الجملة في العربية، دراسة مقارنة، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2014م، ص:13.
[39] المصطفى حسوني: بنية الجملة في العربية، دراسة مقارنة، ص:19.
[40] المصطفى حسوني: نفسه، ص:22.
[41] إسماعيل شكري : في معرفة الخطاب الشعري: دلالة الزمان وبلاغة الجهة، دار توبقال للنشر، الدارالبيضاء، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2009م.
[42] Brône, Geert and Jeroen Vandaele (2009). Cognitive Poetics. Goals, Gains and Gaps. Berlin: Mouton de Gruyter ; Gavins, Joanna and Gerard Steen (2003). Cognitive Poetics in Practice. London: Routledge. ; Semino, Elena and Jonathan Culpeper (2002). Cognitive Stylistics: Language and Cognition in Text Analysis. Amsterdam and Philadelphia: John Benjamins ; Stockwell, Peter (2002). Cognitive Poetics: An Introduction. London: Routledge.
[43] ظهرت اللسانيات المعرفية (Linguistique cognitive ) ما بين سنوات الثمانين والتسعين من القرن العشرين مع مجموعة من الباحثين في مجال علم النفس المعرفي . وقد اهتموا بدراسة النصوص والخطابات دراسة آلية، أمثال: روميلهارت(Rumelhart)، وأبلسون(Abelson)، وشانك (Shank)، وليهنيرت(lehnert)، وديير(Dyer)...
وقد ظلت النظريات الأولى أقل تنظيما، ولم تكن لها علاقة مباشرة بالقضايا اللسانية. ولكن منذ التسعينيات، بدأ علماء النفس المعرفي يهتمون باللسانيات النصية، وبدأوا يبحثون عن القدرات المعرفية عند الإنسان من خلال تحليل النصوص والخطابات، وخاصة مع تطبيق نظرية برتوتيب(Prototypes).
[44] Tsur, Reuven (2008). Toward a Theory of Cognitive Poetics, Second, expanded and updated edition. Brighton and Portland: Sussex Academic Press.
[45] George P. Lakoff   with Mark Johnson(1980). Metaphors We Live By. University of Chicago Press.1980.
[46] إسماعيل شكري : في معرفة الخطاب الشعري: دلالة الزمان وبلاغة الجهة، ص:14-15.
[47] محمد مفتاح: التشابه والاختلاف، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى سنة 1996م.
[48]  إسماعيل شكري : نفسه، ص:16-17.
[49] محمد مفتاح: التشابه والاختلاف، ص:93.
[50] إسماعيل شكري: نفسه، ص:95.
[51] إسماعيل شكري: نفسه، ص:131.