البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

الاتّجاه الاتّحاديّ في التفسير الموضوعيّ عند المستشرقين والمسلمين

الباحث :  الشيخ لبنان حسين الزين
اسم المجلة :  دراسات استشراقية
العدد :  35
السنة :  صيف 2023م / 1445هـ
تاريخ إضافة البحث :  August / 3 / 2023
عدد زيارات البحث :  3079
تحميل  ( 530.273 KB )
الملخّص
مع ظهور البحث التفسيريّ الموضوعيّ في القرنين الماضيين وكثرة المصنّفات التطبيقيّة فيه؛ استجابة لإلحاحات الواقع ومتطلّباته، بدأت المصنّفات النظريّة تظهر تباعًا في القرن الأخير، ولا سيّما في منهجيّة البحث الموضوعيّ وخطواته والنظرة التي ينبغي أن يحكِّمَها المفسِّر في بحثه الموضوعيّ، فبرزت رؤى واتّجاهات عدّة في التفسير الموضوعيّ، كلّ منها ينظر إليه بمنظار خاصّ ويلحظ فيه خصوصيّة معيّنة.

ومن هذه الاتّجاهات: الاتّجاه الاتّحاديّ الذي يلحظ المفسِّر فيه اشتراك بعض الآيات في موضوع واحد، فيجمعها ويقارن ويوازن في ما بينها، ثمّ يستخرج منها رؤية قرآنيّة موضوعيّة.
وهذا الاتّجاه هو السائد بين أغلب المفسّرين والباحثين في التفسير الموضوعيّ؛ قديمًا وحديثًا، ولا سيّما بين المستشرقين والمسلمين، وقد ظهرت تنظيراتهم له تباعًا خلال القرنين الماضيين؛ فبينّوا خطواته المنهجيّة، وزادوا عليها، وطبّقوها على نماذج من الموضوعات.

ويُلاحظ على هذا الاتّجاه: قصر نظره إلى البحث التفسيريّ على الموضوعات الواردة داخل القرآن! فضلًا عن أنّ دور المفسّر فيه سلبيّ انفعاليّ! كما أنّه يجمد عند عدد محدود من الموضوعات!...
وعلى الرغم من ذلك نجده قد أسهم في سدّ كثير من المتطلّبات والاحتياجات المعرفيّة والعقديّة والأخلاقيّة والتربويّة والتشريعيّة...؛ قديمًا وحديثًا، وإنْ كانت متطلّبات الواقع المَعيش والمستقبل المَنظور تتطلّب اتّجاهًا أعمق نظرةً وأوسع أفقًا وأكثر استجابةً للواقع، وهذا ما نجده في الطروحات التفسيريّة المعاصرة في حوزتي النجف الأشرف وقم المقدّسة.
كلمات مفتاحيّة: التفسير الموضوعيّ، الاتّجاه الاتّحاديّ، المستشرقون، المعاجم المفهرسة، الدراسات الموضوعيّة، مدرسة المنار، مدرسة الأمناء، مدرسة الأزهر.

المتأمّل في التراث التفسيريّ؛ قديمًا وحديثًا، يجد أنّ المفسّرين اعتمدوا نمطين اثنين من التفسير؛ أحدهما قديم، والآخر متأخّر؛ وهما:

أ. التفسير التجزيئيّ أو الترتيبيّ أو المَوضعيّ
ويمكن تعريفه بأنّه: دراسة سور القرآن وآياته على ما هي مرتَّبة فيه في مواضعها الخاصّة ضمن القرآن؛ بهدف الكشف عن المدلول اللفظيّ والمراد الإلهيّ الكامن في الآية المبحوثة، وإنْ استعان المفسّر فيه بآيات أُخر[2].

ب. التفسير الموضوعيّ
اختلف المفسّرون في تعريف التفسير الموضوعيّ؛ تبعًا لاختلاف نظريّاتهم واتّجاهاتهم فيه، على ما سيأتي من تفصيل الكلام فيها في الباب الأوّل، وإنْ اتّفقوا جميعًا على أنّه نمط مغاير للنمط الترتيبيّ. ومن أبرز التعريفات:
ـ ما طرحه الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في نفحاته، من أنّه: «جمع الآيات الواردة حول الموضوع من جميع أنحاء القرآن، وقبل إبداء أيّ حكم أو إبداء نظر يتمّ جمع الآيات وتفسيرها جنبًا إلى جنب، وبجمعها وبملاحظة ترابطها نحصل منها على الصورة الكاملة المختلفة حول موضوع معَّين، من جميع القرآن، والتي ورد ذكرها في حوادث مختلفة، والخروج برأي القرآن حول هذا الموضوع من مجموع هذه الآيات»[3].
ـ ما ذهب إليه آية الله الشيخ جعفر السبحاني من أنّه: «جمع الآيات الواردة في سور مختلفة حول موضوع واحد، ثمّ تفسيرها جميعًا، والخروج بنتيجة واحدة»[4].

ـ ما ذكره الدكتور عبد الستّار فتح الله سعيد، من أنّه: «علم يبحث في قضايا القرآن الكريم، المتّحدة معنىً أو غايةً، عن طريق جمع آياتها المتفرّقة، والنظر فيها على هيئة مخصوصة، بشروط مخصوصة؛ لبيان معناها، واستخراج عناصرها، وربطها برباط جامع»[5].
ـ ما أورده الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر؛ بقوله إنّ: «الدراسة القرآنيّة لموضوع من موضوعات الحياة العقائديّة أو الاجتماعيّة أو الكونيّة (... تستهدف) تحديد موقف نظريّ للقرآن الكريم؛ وبالتالي للرسالة الإسلاميّة من ذلك الموضوع (... ينطلق فيها المفسّر) من واقع الحياة (...)، ويستوعب ما أثارته تجارب الفكر الإنسانيّ حول ذلك الموضوع (...)، ويبدأ مع النصّ القرآنيّ (...) المفسِّر يسأل والقرآن يجيب، (... في) حوار مع القرآن الكريم واستنطاق له»[6].
وقد سمّاه -أيضًا- التفسير التوحيديّ؛ لأنّه يوحِّد بين «التجربة البشريّة» و«القرآن الكريم» في سياق واحد؛ من أجل استخراج رؤية قرآنيّة تحدّد موقف الإسلام من هذا الموضوع أو القضيّة أو المَقولة أو التجربة أو الواقعة، أو كونه يوحِّد بين مداليل الآيات التي تشترك في موضوع واحد في البحث[7].

ما أورده آية الله الشيخ محمّد هادي معرفة في تمهيده، من أنّه: «البحث وراء الحصول على نظريّات قرآنيّة ذات محوريّة خاصّة بمواضيع تمسّ جوانب الحياة الفكريّة الثقافيّة والاجتماعيّة؛ بحثًا من زاوية قرآنيّة للخروج بنظريّة قرآنيّة بشأن تلك المواضيع، فهي مسائل ودلائل ذات صبغة قرآنيّة بحتة، واستنتاجات مستحصلة من ذات القرآن ومن داخله بالذات»[8].
ما يراه آية الله الشيخ جوادي آملي من أنّه على المفسّر في التفسير الموضوعيّ أن: «يختار موضوعًا من المواضيع ويبحث حوله؛ أي يقوم بجمع آيات من القرآن تحوي هذا الموضوع، ويرتّبها، ثمّ يقوم بجمع وترتيب الروايات الواردة في ذلك المجال، وفي المرحلة النهائيّة يقوم بترتيب ثالث لما تحصّل لديه من الآيات والروايات؛ حتّى يستطيع تقديم ذلك بوصفه رأي الإسلام والقرآن والعترة»[9].

ما ذكره الدكتور مصطفى مسلم، من أنّه: «علم يتناول القضايا حسب المقاصد القرآنيّة من خلال سورة أو أكثر»[10].
وبالتأمّل في التعريفات السابقة نجد أنّها تشترك في ما بينها في نقاط وتختلف في نقاط أخرى:

أمّا نقاط الاشتراك؛ فهي:
التمييز بين هذا النمط من البحث التفسيريّ عن النمط الترتيبيّ.
استخراج رؤية قرآنيّة في موضوع ما.
الاعتماد على منهجيّة المقارنة والموازنة بين الآيات المشترِكة في موضوع واحد.

وأمّا نقاط الاختلاف؛ فهي:
ـ انتقاء الموضوع من داخل القرآن (كتعريفات: الشيخ الشيرازي، والشيخ السبحاني...) أو من خارجه (كتعريفات الشهيد الصدر، والشيخ معرفة ...).
ـ الحصول على الرؤية الموضوعيّة بمعالجة قرآنيّة بحتة (كتعريف الشهيد الصدر، والشيخ معرفة...)، أو ضمّ السنّة إلى القرآن في المعالجة للموضوع (كتعريف الشيخ الآملي).
ـ اعتماد بعضها على جدليّة حركة المفسّر بين الواقع والقرآن ومحاورته واستنطاقه للقرآن (كتعريف الشهيد الصدر)، واقتصار بعضها على المقارنة والموازنة بين الآيات التي تشترك في موضوع واحد (أغلب التعريفات الأخرى؛ كتعريف الشيخ الشيرازي، والشيخ السبحاني، والدكتور سعيد...).

ـ بعض التعريفات تُدخل في التعريف مراعاة ضوابط وشروط مخصوصة في البحث الموضوعيّ (كتعريف الدكتور سعيد)، في حين أنّ التعريفات الأخرى لم تذكر هذا القيد.

ويُلاحظ على التعريفات السابقة:
ـ أنّها حصرت تعريف التفسير الموضوعيّ بالنمط المعهود منه؛ وهو الموضوع، وسيأتي في بحث لاحق أنّ التفسير الموضوعيّ على أنماط متعدّدة؛ كالمصطلح القرآنيّ، والوحدة الموضوعيّة للسورة، و...

ـ أنّها لم تصرِّح في التعريف بخصوصيّة اشتراك الآيات في موضوع أو مفهوم واحد، واعتماد البحث على المقارنة والموازنة في ما بينها.
ـ أنّ بعضها أدخل في التعريف معرفة مشخّصات الموضوع وإشكاليّاته، مع كونه مقدّمة للبحث الموضوعيّ (كتعريف الشهيد الصدر).
ـ أنّ بعضها أدخل في التعريف السنّة الشريفة، مع أنّها وسيلة من الوسائل المُعِينة على فهم القرآن؛ كالعقل واللغة و... (كتعريف الشيخ الآملي).
ـ أنّ بعضها أدخل في التعريف أسلوب البحث (الأسلوب الحواريّ الاستنطاقيّ في تعريف الشهيد الصدر).

وبناءً على ما تقدّم يمكن تعريف التفسير الموضوعيّ تعريفًا جامعًا بأنّه: «دراسة قرآنيّة تعتمد المقارنة والموازنة بين الآيات المشتركة من حيث المفهوم أو اللفظ، في القرآن أو بعض السور أو السورة الواحدة، من خلال التتبّع الكامل والتامّ لها، والخروج برؤية قرآنيّة، استجابةً لمتطلّبات الواقع وتلبية لاحتياجات الإنسان؛ وفق ضوابط وشروط مرعيّة الإجراء».
ومع ظهور البحث التفسيريّ الموضوعيّ في القرنين الماضيين، وكثرة المصنّفات التطبيقيّة فيه؛ استجابة لإلحاحات الواقع ومتطلّباته، بدأت المصنّفات النظريّة تظهر تباعًا في القرن الأخير، ولا سيّما في منهجية البحث الموضوعيّ وخطواته والنظرة التي ينبغي أن يحكِّمَها المفسِّر في بحثه الموضوعيّ، فبرزت رؤى واتّجاهات عدّة في التفسير الموضوعيّ، كلّ منها ينظر إليه بمنظار خاصّ، ويلحظ فيه خصوصيّة معيّنة.

ومن هذه الاتّجاهات: الاتّجاه الاتّحاديّ الذي يلحظ المفسِّر فيه اشتراك بعض الآيات في موضوع واحد، فيجمعها ويقارن ويوازن في ما بينها، ثمّ يستخرج منها رؤية قرآنيّة موضوعيّة.
وهذا الاتّجاه هو السائد بين أغلب المفسّرين والباحثين في التفسير الموضوعيّ؛ قديمًا وحديثًا، وقد ظهرت تنظيراتهم له تباعًا خلال القرنين الماضيين؛ فبينّوا خطواته المنهجيّة، وزادوا عليها، وطبّقوها على نماذج من الموضوعات. ويمكن إجمال تاريخ طرح هذا الاتّجاه وتطوّره وإسهامات المفسّرين والباحثين فيه؛ وفق الآتي:

أوّلًا- الاتّجاه الاتّحاديّ عند المستشرقين
أَوْلى المستشرقون اهتمامًا بالقرآن الكريم نشأ في كثير من الأحيان من المخاوف التي استحوذت على عقليّة الإنسان الغربيّ ونظرته إلى الإسلام نظرة المنافس المهدِّد له باستلاب حضارته وثقافته، فظهر الجدل ضدّ القرآن الكريم مبكِّرًا، منذ القرون الوسطى في الغرب، في الخطاب الدينيّ اليهوديّ والمسيحيّ على لسان يوحنا الدمشقيّ (ت: 749م)، وموسى بن ميمون (ت: 1204م)، وتوما الأكويني (ت: 1274م)، ورئيس دير كلوني بطرس المبجَّل (ت: 1156م) الذي كان أوّل من شجّع على مشروع ترجمة القرآن الكريم إلى لغة غربيّة ودعمه، فظهرت أوّل ترجمة للقرآن إلى اللغة اللاتينيّة على يد البريطاني روبرت كيتون (Robert of Ketton) في الفترة الممتدة بين (1136-1157م)، ثمّ تتابعت من بعدها الترجمات إلى اللغات الأوروبيّة المختلفة؛ كالإنكليزيّة، والفرنسيّة، والألمانيّة، والإيطاليّة، والهولنديّة، ... ولم يقتصر عمل المستشرقين على هذا المجال بالنسبة للقرآن الكريم، بل اتّسعت جهودهم إلى مجالات أخرى تتعلّق بالقرآن الكريم؛ كعلوم القرآن والمعاجم المفهرسة لألفاظ القرآن الكريم، والتفسير الموضوعيّ والدراسات القرآنيّة، فبرزت في هذا الصدد شخصيّات استشراقيّة عدّة تنتمي إلى مدارس استشراقيّة أوروبيّة؛ ألمانيّة، وبريطانيّة، وفرنسيّة، ومجريّة...؛ من قبيل: الألمانيّ تيودور نولدكه (Theodor Noldke) (ت: 1930م)، ومواطنه رودي باريت (Rudi Paret) (ت: 1983م)، والمجريّ إجنتس جولدتسيهر (Ignaz Goldziher) (ت: 1921م)، والبريطانيّ ريتشارد بيل (Richard Bell) (ت: 1952م)، والفرنسيّ ريجيس بلاشير (Regis Blachere)) (ت: 1973م)، والأستراليّ آرثر جفري (Arthur Jeffery) (ت: 1959م)، ...

1. المعاجم المفهرس للموضوعات القرآنيّة
عمل المستشرقون مبكرًا على إعداد معاجم مفهرسة لموضوعات القرآن الكريم؛ انطلاقًا من طبيعة العقليّة النمطيّة الغربيّة في البحث التي تعتمد الدراسة الموضوعيّة، فلمّا أرادوا دراسة القرآن الكريم، وجدوه يطرح مواضيع متعدّدة في مواضع متفرّقة من سوره وآياته، فعملوا على تبويب الموضوعات القرآنيّة وفهرستها؛ تسهيلًا على الباحثين في القرآن الكريم. وقد استفاد الباحثون المسلمون، فضلًا عن المستشرقين، من هذه المعاجم في أبحاثهم الموضوعيّة في القرآن الكريم، وأبدوا إعجابهم بها؛ كالسيّد جمال الدين الأفغاني، والشيخ محمّد عبده، والشيخ محمّد رشيد رضا وغيرهم ممّن اعتمدوا عليها في الدراسة الموضوعيّة للقرآن الكريم. ومن أوائل المعاجم المفهرسة التي صنّفها المستشرقون[11]:

ـ «تفصيل آيات القرآن الكريم» للمستشرق الفرنسي جول لابوم (1806-1876م): وهو أوّل معجم قرآنيّ مفهرس على الطريقة الموضوعيّة، كتبه مؤلِّفه باللغة الفرنسيّة، ونقله الدكتور محمّد فؤاد عبد الباقي إلى العربيّة، وقد رتّب فيه موضوعات القرآن الكريم في ثمانية عشر بابًا، ووزّع آيات القرآن على هذه الأبواب، وجعل تحت كلّ باب فروعًا. وقد بلغت هذه الفروع 354 فرعًا، وذكر بجوار كلّ آية رقمها ورقم السورة الواردة فيها. وأبوابه وفروعه هي:

الباب الأوّل: التاريخ؛ وفيه أربعة فروع؛ هي: أبابيل، يأجوج ومأجوج، ذو القرنين، والروم.
الباب الثاني: محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)؛ وفيه تسعة فروع؛ منها: طبيعة رسالته، تأييد رسالته، شخصيّته، ...
الباب الثالث: التبليغ؛ وفيه عشرون فرعًا؛ منها: الدعوة، لسان التبليغ، الأنبياء والمرسلون، ...
الباب الرابع: بنو إسرائيل؛ وفيه فرعان؛ هما: عموميّات، وأخلاقهم.
الباب الخامس: التوراة؛ وفيه تسعة عشر فرعًا؛ منها: كلّيّات، هارون، إبراهيم، قارون، داوود، وموسى،...
الباب السادس: النصارى؛ وفيه ستّة فروع؛ هي: كلّيات، يحيى، عيسى، مريم، الإنجيل، والتثليث.
الباب السابع: ما وراء الطبيعة؛ وفيه عشرة فروع؛ منها: الروح أو النفس، الأفئدة، والفطرة أو الغريزة،...
الباب الثامن: التوحيد؛ وفيه تسعة عشر فرعًا؛ منها: وجود الله، وحدانيّة الله، صفات الله الذاتيّة، صفات الله الأفعاليّة، اليوم الآخر، ...
الباب التاسع: القرآن؛ وفيه سبعة فروع؛ منها: النسخ، التعبير، الشراح، الأمثال، وليلة القدر، ...
الباب العاشر: الدين؛ وفيه ثلاثون فرعًا؛ منها: التقوى، الكتب المقدّسة، الإيمان، أهل الكتاب، والإسلام، ...
الباب الحادي عشر: العقائد؛ وفيه أربعة عشر فرعًا؛ منها: الوحي، المعصية الأصليّة، القضاء والقدر، والشفاعة، ...
الباب الثاني عشر: العبادات؛ وفيه سبعة عشر فرعًا؛ منها: صبغة الله، الصلاة، الزكاة والصدقات، والوضوء، ...
الباب الثالث عشر: الشريعة؛ وفيه فرعان؛ هما: القصاص، والعفو.
الباب الرابع عشر: النظام الاجتماعيّ؛ وفيه ثلاثة وخمسون فرعًا؛ منها: الرجل، النساء، النكاح أو الزواج، الطلاق، الأسرة، والأمم، ...
الباب الخامس عشر: العلوم والفنون؛ وفيه اثنا عشرة فرعًا؛ منها: العلم، علم الفلك، التقويم، وعلم الصحّة، ...
الباب السادس عشر: التجارة؛ وفيه ثلاثة فروع؛ هي: التجارة، العقود، والرهن.
الباب السابع عشر: علم تهذيب الأخلاق؛ وفيه مئة وإحدى وعشرون فرعًا؛ منها: الخير، الصالحات، الفلاح أو السعادة، والزهد، ...
الباب الثامن عشر: النجاح؛ وفيه ستّة فروع؛ منها: النجاح، العمل، والاختيار،...

«نجوم الفرقان في أطراف القرآن» للمستشرق الألمانيّ فلوجل (1802-1870م): وهو معجم مفهرس مصنّف على أساس الترتيب الهجائيّ لحروف الكلمات الواردة في القرآن الكريم، جمع فيه مؤلّفه كلمات القرآن الكريم متتبّعًا مواضعها في السور والآيات مع أرقامها. طُبع أوّل مرّة في لايبزيك سنة 1842م، ثمّ توالت طبعات أخرى له في سنة 1875 و 1898م.

«دليل القرآن» للمستشرق الألمانيّ مالير (1857-1945م): وهو معجم مفهرس لألفاظ القرآن الكريم، بل حتّى لحروف الجرّ والعطف فيه، رتّبه مؤلّفه على أساس الترتيب الهجائيّ للحروف، واستفاد فيه من جهود فلوجل في معجمه «نجوم الفرقان في أطراف القرآن». وقد طُبع مرّة ثانية في باريس سنة ١٩٢٥م.

وغيرها من المعاجم.

2. الدراسات الموضوعيّة في القرآن الكريم
اهتمّ المستشرقون مبكرًا بالدراسات التطبيقيّة الموضوعيّة في القرآن الكريم، فظهرت دراسات كثيرة لهم في مجالات ومواضيع مختلفة؛ بجهود فرديّة وجماعيّة. ومن أوائل الدراسات الموضوعيّة التي صنّفوها:

ـ «محمّد والقرآن» للمستشرق الهولندي «فت»، نشرها في مجلة الدليل الهولنديّة، عام 1845م، وقد ركّز فيها على العلاقة بين الأديان؛ كما تبدو في القرآن.

ـ «قصّة أهل الكهف في القرآن» للمستشرق المجري بيرنات هيللر، نشرها عام 1907م.
ـ «السامريّون في القرآن» للمستشرق الفرنسي «جوزيف هاليفي»، نشرها في المجلة الآسيويّة، عام 1908م.
ـ «الدليل على اليوم الآخر في القرآن» للمستشرق الدنماركيّ بدرسين، نشرها عام 1912م.
ـ «إبراهيم في القرآن» للمستشرق الهولندي «فان جنيب»، نشرها في مجلّة العالم الإسلاميّ، عام 1912م.
ـ «عيسى في القرآن» للمستشرق الألمانيّ «أدلف جروهمان»، نشرها في الجريدة الشرقيّة، عام 1914م.
ـ «النصرانيّة واليهوديّة في القرآن» للمستشرق الألمانيّ «بومشتارك»، نشرها في مجلّة الإسلام، عام 1927م.
ـ «عناصر يهوديّة في مصطلحات القرآن الدينيّة» للمستشرق المجريّ بيرنات هيللر، نشرها عام 1928م.
وغيرها دراسات موضوعيّة كثيرة[12].

لكنْ كلّ ما قدّمه المستشرقون من دراسات تندرج ضمن البحث التفسيريّ الموضوعيّ التطبيقيّ أو المعجميّ، دون النظريّ؛ باستثناء ما قام به المستشرق الألمانيّ رودي باريت في عشرينات القرن الماضي.
ونجد لاحقًا أنّ الدراسات الاستشراقيّة للقرآن عمومًا، والموضوعيّة منها خصوصًا، نحت منحى التأليف الموسوعيّ؛ كما في «موسوعة القرآن (ليدن)» (Encyclopaedia of the Quran) التي صدرت ما بين 2001-2006م في 6 مجلَّدات، و«موسوعة القرآن» (the Quran: an encyclopedia) لأوليفر ليمان (Oliver leaman) التي صدرت عام 2005م في مجلَّد واحد، وغيرها من الأعمال الموسوعيّة الموضوعيّة التي عمل عليها المستشرقون المعاصرون، وما زالوا يعملون على غيرها من المشاريع التي سيصدرونها في المستقبل القريب[13].

وأوّل من قدّم طرحًا نظريًّا للتفسير الموضوعيّ هو المستشرق الألمانيّ رودي باريت -كما تقدّم-، ففي سياق بحثه عن وضع المرأة في العالم العربيّ والإسلاميّ في القرآن الكريم توصَّل إلى نتيجة مفادها: «أنّ الإنسان عند محاولته الشرح لا بدّ وأنْ يستجمع كلّ المعلومات الموضوعيّة والصِيَغ اللغويّة الواردة في مواضع أخرى، وأن ينظِّمها ويراعيها عند التفسير. وعند ترجمته للقرآن -والترجمة تفسير في نهاية الأمر-، حاول باريت أن يطبّق هذا المنهج الموضوعيّ الذي دعا إليه، كما أخبر به محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) آنذاك بعد نزوله، وكما أراد له أن يُفهم بالاستعانة بالقرآن نفسه في تفسير نصوصه، حيث جمع لكلّ آية وفقرة ما يتعلّق بها أو يجاريها، وورد ذِكره في مواضع أخرى، ثمّ قارن التعبيرات المتشابهة والمتباينة ببعضها. ولذا يُعدّ باريت أوّل من طبَّق طريقة جمع الحجج القرآنيّة، ثمّ الاستفادة منها، ليس في شرح بعض المواضع، بل بانتظام في ترجمة القرآن كلّه، وفي أيّ دراسة جدّيّة للنصوص القرآنيّة ينبغي القيام بها»[14].
وفي بحثه عن مسألة تعدّد الزوجات في القرآن، نجد باريت يجمع الآيات المرتبطة بالموضوع (سورة النساء، الآيات 2-3، 25، 127، 129)، ثمّ يقارن ويوازن في ما بينها، مع لحاظ أجواء نزولها، ثمّ يستنتج أنّ تعدّد الزوجات هو تشريع طارىء لإعالة اليتامى، والدعوة إلى الزواج من اليتيمات إذا بلغن سنّ الزواج، مع المطالبة بالعدل بينهنّ عند التعدّد؛ وهي مطالبة ليست قاطعة! وأمّا الزواج بالجارية فليس مطلقًا لجهة العدد، بل هو في صورة العجز عن الزواج بالحرّة![15].

وقد اعتمد المستشرقون هذا الاتّجاه في بحثهم التفسيريّ الموضوعيّ؛ وقوام منهجهم ثلاث خطوات؛ هي:
- جمع الآيات التي تشترك في موضوع واحد.
- فهم الآيات في سياقها التاريخيّ والنزوليّ.
- استنتاج الرؤية القرآنيّة في الموضوع بالاستفادة ممّا تقدَّم.

ويظهر ذلك بشكل واضح في آخر مصنَّف موسوعيّ في التفسير الموضوعيّ للمستشرقين؛ وهو «موسوعة القرآن» (Encyclopaedia of the Quran)، وهي عبارة عن جهد لمجموعة من المستشرقين الغربيّين المعاصرين من مختلف دول العالم الغربيّ، وعلى رأسهم المحرِّر العامّ للموسوعة جين دمن ماك أوليف (Jane Dammen McAuliffe)؛ بالتعاون مع فريق من المستشارين والمحرّرين؛ منهم بعض العرب والمسلمين، وقد حظيت بدعم دار نشر بريل الهولنديّة، وبدأ العمل عليها عام 1993م، واختتم في العام 2006م. وتعتبر هذه الموسوعة جهدًا بحثيًّا استشراقيًّا معاصرًا يحوي مجموعة من البحوث والدراسات المتمحورة حول القرآن الكريم والمرتبطة به بشكل مباشر أو غير مباشر. وقد لاقت هذه الموسوعة استحسانًا وإعجابًا من قِبَل بعض الباحثين الغربيّين والمسلمين، في حين وجد فيها آخرون (من الغربيّين والمسلمين) نقاط ضعف وخلل علميّ ومنهجيّ ومضمونيّ؛ فكتبت حولها التحقيقات والدراسات التي توقّفت عند جوانبها الإيجابيّة والسلبيّة ونقاط قوّتها وضعفها على مستوى التحقيق والمنهج والمضمون والتصنيف... وقد صدرت الموسوعة؛ وفق الترتيب الزمنيّ الآتي:

ـ ج1 (A-D): 2001م
ـ ج2 (E-I): 2002م
ـ ج3 (J-O): 2003م
ـ ج4 (P-Sh): 2004م
ـ ج5 (SI-Z): 2005م
ـ ج6 (Index): 2006م

وتشتمل الموسوعة على 694 مدخلًا؛ مرتّبة على أساس الحروف الهجائيّة الإنكليزيّة موزّعة على المجلّدات (1-5)؛ وفق الآتي:

ـ ج1: 176 مدخلًا
ـ ج2: 155 مدخلًا
ـ ج3: 122 مدخلًا
ـ ج4: 115 مدخلًا
ـ ج5: 126 مدخلًا

وهذه المداخل على نوعين:
الأوّل: وهو يشغل الحيّز الأكبر من البحوث الواردة في الموسوعة، ويشتمل على مسائل ومداخل الأشخاص والمفاهيم والأماكن والقيم والأعمال والوقائع الموجودة في النصّ القرآنيّ أو لها ارتباط وثيق بالنصّ القرآنيّ. من باب المثال: مدخل (Abraham) (إبراهيم 7): الذي يبحث عن شخصيّة موجودة داخل النصّ القرآنيّ، في حين أنّ مدخل (الأدب الأفريقيّ والقرآن) يبحث بشأن ارتباط وعُلقة أدبيّة.

الثاني: وهو مداخل الدراسات والأبحاث القرآنيّة؛ كمدخل (الفن والعمارة في القرآن)، و(علم التواريخ والقرآن)، ...
وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض المداخل ليست قرآنيّة؛ مثل: «الذرّة»، «الآداب الآفريقيّة»، «آرارات»، «الأمريكيّون الأفارقة».

ج6: ويشتمل على خمسة فهارس[16].
ومن نماذج المقالات الواردة ضمن الموسوعة، والتي يظهر فيها اعتمادها الاتّجاه الاتّحادي في التفسير الموضوعيّ: مقالة «الإيمان بالآخرة (Eschatology)»[17] بقلم: جاين إ. سمِث (Jane I. Smith)، حيث بحثت مسائل مرتبطة بالآخرة، من خلال حشد الآيات التي تتحدّث عن الآخرة، وتصنيفها ضمن عناوين فرعيّة؛ هي:

ـ الارتباط بين الإيمان بالله والإيمان بالمعاد.
ـ مفهوم البعث.
ـ حياة الإنسان والموت.
ـ أشراط الساعة.
ـ الصُوْر، القيامة، والحشر.
ـ الحساب.
ـ عبور الصراط، إمكان الشفاعة، والتحضير للمحشر الأخير.
ـ عذاب النار.
ـ نعيم الجنّة (الجنّات).
ـ الخلود.
ـ رؤية الله يوم القيامة.

ثانيًا- الاتّجاه الاتّحادي عند مدرسة المنار
تقدّم الكلام في جهود مؤسّسي مدرسة المنار وأتباعها من المفكّرين والمفسّرين في ردّ الشبهات والإشكاليّات التي أفرزها الغرب للنيل من القرآن والإسلام، وكان من بين هؤلاء: السيّد جمال الدين الأفغانيّ وتلميذه الشيخ محمّد عبده في مقالاتهما التفسيريّة التي كانا ينشرانها في مجلّة العروة الوثقى[18]، وقد اعتمدا فيها الاتّجاه الاتّحادي في التفسير؛ مستفيدَين ممّا قام به المستشرقون من معاجم مفهرسة لألفاظ القرآن الكريم؛ ولا سيّما ما صنّفه المستشرق الفرنسيّ جول لابوم، فبحثا في موضوعات ملحّة تطلَّبها الواقع آنذاك؛ أبرزها:

ـ الجنسيّة والديانة الإسلاميّة.
ـ ماضي الأمّة وعلاج عللها.
ـ النصرانيّة والإسلام وأهلهما.
ـ انحطاط المسلمين وسكونهم وسبب ذلك.
ـ التعصّب.
ـ القضاء والقدر.
ـ الفضائل والرذائل وأثرهما.
ـ الوحدة الإسلاميّة.
ـ الوحدة والسيادة أو الوفاق والغلب.
ـ الأمل وطلب المجد.
ـ الأمّة وسلطة الحكم المستبدّ.
ـ امتحان الله للمؤمنين.
ـ أسباب حفظ الملك.
ـ سنن الله في الأمم وتطبيقها على المسلمين.
ـ الجبن.

ثمّ تابع الشيخ محمّد رشيد رضا خطى أستاذه عبده، معتمدًا الاتّجاه نفسه في البحث التفسيريّ، فبحث في موضوعات إشكاليّة ملحّة؛ بحثًا تفسيريًّا موضوعيًّا؛ كموضوع الوحي في كتابه «الوحي المحمّديّ»[19]؛ وذلك ضمن نقاط؛ هي:

ـ الوحي والإلهام والنبوّة والرسالة.
ـ إقامة الحجّة على مثبتي الوحي المطلق.
ـ شبهة منكري عالم الغيب على الوحي الإلهيّ.
ـ إعجاز القرآن بأسلوبه وبلاغته وتأثيره وثورته.
ـ مقاصد القرآن في تربية الإنسان:
بيان حقيقة أركان الدين الثلاثة.
إكمال نفس الإنسان بمزاياها.
بيان ما جهل البشر من أمر النبوّة والرسالة ووظائف الرسل.
الإصلاح الإنسانيّ الاجتماعيّ السياسيّ الوطنيّ بالوحدات الثمان.
مزايا الإسلام العامّة في التكاليف.
حكم الإسلام السياسيّ الدوليّ: نوعه وأساسه وأصوله العامّة.
الإرشاد إلى الإصلاح الماليّ.
إصلاح نظام الحرب ودفع مفاسدها وقصرها على ما فيه الخير للبشر.
إعطاء الناس جميع الحقوق.
تحرير الرقبة.

ثالثًا- الاتّجاه الاتّحاديّ عند مدرسة الأمناء
كان الخولي من أوائل العلماء الذين أطلقوا دعوة رسميّة للتفسير الموضوعيّ، وكذلك أوّل من نظَّر تنظيرًا منهجيًّا له، فحدّد خطوات البحث الموضوعيّ، حيث يقول: «تفسير القرآن سورًا وأجزاءً لا يُمكِّن من الفهم الدقيق والإدراك الصحيح لمعانيه وأغراضه، إلّا إنْ وقف المفسِّر عند الموضوع ليستكمله في القرآن، ويستقصيه إحصاءً، فيردّ أوّله إلى آخره، ويفهم لاحقه بسابقه؛ كما لم يلتزم بالترتيب الزمنيّ لظهور الآيات، وإنّما تحدّث عن الموضوع الواحد في سياقات متعدّدة، ومناسبات متنوّعة، وهذا يقتضي أنْ يفسّر القرآن موضوعًا موضوعًا، لا قطعة قطعة، ولا سورة سورة، وأنْ تُجمَع الآيات الخاصّة بالموضوع الواحد، ويعرف ترتيبها الزمنيّ، ومناسباتها، وملابساتها الحافّة بها، ثمّ ينظر فيها بعد ذلك لتفسَّر وتُفهَم، فيكون ذلك التفسير أهدى إلى المعنى، وأوثق في تحديده (...) فصواب الرأي أن يفسَّر القرآن موضوعًا موضوعًا، لا أن يفسَّر على ترتيبه في المصحف الكريم سورًا أو قطعًا، ثمّ إنْ كانت للمفسِّر نظرة في وحدة السورة وتناسب آيها، واطّراد سياقها، فلعلّ ذلك إنّما يكون بعد التفسير المستوفى للموضوعات المختلفة فيها»[20]. فكان أوّل مَن وضع خطوات منهجيّة للبحث الموضوعيّ؛ وفق الآتي:

جمع الآيات التي تشترك في موضوع واحد؛ عبر الاستقصاء عنها في القرآن كلّه.
ـ ترتيب الآيات ترتيبًا زمنيًّا؛ وفق نزولها.
ـ الوقوف عند أسباب نزول الآيات ومناسباته.
ـ النظر في السياقات الخاصّة للآيات.
ـ النظر في الآيات على ضوء ما سبق واستخراج الرؤية الموضوعيّة القرآنيّة منها.
وقد طبّق الشيخ أمين الخولي هذه المنهجيّة، في مجموعة من الدروس القرآنيّة التي كان يلقيها في الإذاعة، جُمِعَت لاحقًا بعنوان «من هدي القرآن»، واشتملت على موضوعات متعدّدة؛ كالسلام والإسلام، والطغيان في العلم والمال والحكم، وحكومة القرآن، والحكم بما أنزل الله، والفنّ والبيان في القرآن، والقرآن والحياة، والقسم القرآنيّ، والجنديّة والسلم، والقادة والرُسُل، ...

ثمّ تابعت الدكتورة عائشة عبد الرحمن جهود التنظير والتطبيق لما أسّسه شيخها وزوجها الشيخ أمين الخولي، وبيّنت منهجها في التفسير الموضوعيّ، في مقدّمة التفسير البيانيّ؛ بقولها: «وما أعرضه هنا، ليس إلّا محاولة في هذا التفسير البيانيّ للمعجزة الخالدة، حرصت فيها -ما استطعت- على أن أخلص لفهم النصّ القرآني فهمًا مستشِفًّا روح العربيّة ومزاجها، مستأنسة في كلّ لفظ، بل في كلّ حركة ونبرة، بأسلوب القرآن نفسه، ومحتكمة إليه وحده، عندما يشتجر الخلاف، على هدى التتبّع الدقيق لمعجم ألفاظه، والتدبّر الواعي لدلالة سياقه، والإصغاء المتأمِّل، إلى إيحاء التعبير في البيان المعجز. والأصل في منهج هذا التفسير -كما تلقّيته عن أستاذي- هو التناول الموضوعيّ، الذي يفرغ لدراسة الموضوع الواحد فيه، ليجمع كلّ ما في القرآن منه، ويهتدي بمألوف استعماله للألفاظ والأساليب، بعد تحديد الدلالة اللغوية لكلّ ذاك. وهو منهج يختلف والطريقة المعروفة في تفسير القرآن سورة سورة، يُؤخذ اللفظ أو الآية فيه مقتطعًا من سياقه العامّ في القرآن كلّه؛ ممّا لا سبيل معه إلى الاهتداء إلى الدلالة القرآنيّة لألفاظه، أو لمح ظواهره الأسلوبيّة وخصائصه البيانيّة. وقد طبَّق بعض الزملاء هذا المنهج تطبيقًا ناجحًا في موضوعات قرآنيّة اختاروها لرسائل الماجستير والدكتوراه، وأتّجه بمحاولتي اليوم إلى تطبيق المنهج في تفسير بعض سور قصار، ملحوظ فيها وحدة الموضوع، وأكثرها من السور المكّيّة، حيث العناية بالأصول الكبرى للدعوة الإسلاميّة. وقصدت بهذا الاتّجاه إلى توضيح الفرق بين الطريقة المعهودة في التفسير، ومنهجنا الاستقرائيّ الذي يتناول النصّ القرآنيّ في جَوِّه الإعجازيّ، ويقدّر حرمة كلماته بأدقّ ما عرفت مناهج النصوص من ضوابط، ويلتزم -في دقّة بالغة- قولة السلف الصالح: «القرآن يفسّر بعضه بعضًا» -وقد قالها المفسّرون، ثمّ لم يبلغوا منها مبلغًا- ويحرّر مفهومه من كلّ العناصر الدخيلة، والشوائب المقحمة على أصالته البيانيّة»[21].

ففي كلامها السابق أكّدت عائشة عبد الرحمن، على جملة أمور؛ هي:
ـ النظرة الموضوعيّة إلى القرآن الكريم.
ـ فهم النصّ القرآنيّ على ضوء ما يحيط به من إيحاءات ومناسبات وملابسات.
ـ تتبّع دلالات الألفاظ ومواضع استعمالها في القرآن.
ـ التدبّر الواعي في سياقات هذه الألفاظ.
ـ استخراج الدلالة القرآنيّة لألفاظ القرآن وخصائصه الأسلوبيّة والبيانيّة.
وقد طبّقت عائشة عبد الرحمن منهجيّتها على مجموعة من قصار السور (الضحى/ الشرح/ الزلزلة/ العاديات/ النازعات/ البلد/ التكاثر/ العلق/ القلم/ العصر/ الليل/ الفجر/ الهُمَزة/ الماعون)، واعتمدت فيها المنهجيّة نفسها التي رسمها أستاذها الخولي، ما خلا خصوصيّة النظر إلى الموضوع، وإنْ كانت راعتها في إحدى دراساتها التطبيقيّة الأخرى؛ بعنوان: «مقالٌ في الإنسان -دراسة قرآنيّة-»[22]؛ حيث نراها انتهجت منهج التتبّع والاستقراء الدقيق للآيات التي تشترك في موضوع الإنسان، وفق الخطوات الآتية:

ـ تتبّع الآيات المرتبطة بالموضوع.
ـ تتبّع الألفاظ القرآنيّة المرتبطة بدراستها (البشر، الإنسان، الأمانة، الحمل).
ـ تصنيف الآيات إلى مكّيّة ومدنيّة.
ـ عرض آراء المفسّرين فيها ومناقشتها.
ـ استخراج الرؤية القرآنيّة في الموضوع.
وعالجت موضوع دراستها، ضمن نقاط؛ هي:
ـ مفهوم الإنسان.
ـ خلق الإنسان.
ـ استخلاف الإنسان.
ـ تكريم الإنسان وسجود الملائكة له.
ـ تعليم الإنسان البيان.
ـ تحميل الإنسان الأمانة.
ـ حرّيّة الإنسان (الحرّيّة والرقّ، حرّيّة العقيدة، حرّيّة العقل والرأي، حرّيّة الإرادة).
ـ مصير الإنسان (الوجود والعدم/ جدل في البعث/ العرض والجوهر/ عالم الروح)
ـ إنسان العصر بين الدين والعلم.

رابعًا- الاتّجاه الاتّحاديّ عند علماء الأزهر
من ضمن الجهود النظريّة في التفسير الموضوعيّ الاتّحاديّ، نجد جهودًا تنظيريّة صدرت عن جامعة الأزهر، بدأها الدكتور محمّد حجازي برسالة دكتوراه في كلّيّة أصول الدين؛ بعنوان «الوحدة الموضوعيّة في القرآن»، ضمّنها خطوات منهجه في التفسير الموضوعيّ؛ وهي:

ـ جمع الآيات التي تشترك في موضوع واحد.
ـ ترتيب الآيات وفق ترتيب النزول.
ـ تتبّع السياقات الخاصّة بكلّ آية وبحثها ضمن سياقها.
ـ تتبّع تسلسل الموضوع في السور الوارد فيها، واستخراج رؤية قرآنيّة فيه[23].
ـ ثمّ طبّق خطواته المنهجيّة على موضوعات ثلاثة؛ هي:

ـ الألوهيّة:
الإنسان وتكوينه وتطوّره.
الحيوان وخلقته ومنافعه.
النبات ونشأته وتنوّعه.
الكون وما فيه من عوالم علويّة وسفليّة.

ـ التشريع:
حرمة الخمر.
حرمة الربا.
ـ القتال.
كما نجد من ضمن الجهود الأزهريّة، ما اشتغل عليه الدكتور أحمد الكومي، حيث حدّد خطوات البحث الموضوعيّ في خمس خطوات؛ هي:
ـ جمع الآيات القرآنيّة المرتبطة بالموضوع، مع تحديد الوسائل والآليّات المعينة على جمعها.
ـ ترتيب الآيات وفق ترتيب النزول.
ـ تحرّي الانسجام والتناسب بين الآيات، ودفع موهمات الاختلاف والتناقض بينها.
ـ تفسير الآيات، مع بيان الغرض والحكمة من التشريع، والاستعانة بالسنّة وأقوال الصحابة.
ـ إخراج الموضوع في صورة متكاملة، مع مراعاة شروط البحث العلميّ[24].
وطبّق خطواته المنهجيّة على نماذج لبعض الموضوعات التشريعيّة؛ كحرمة الخمر، وحقوق الزوجين، وتعدّد الزوجات...، وبعض الموضوعات العقديّة؛ كالاستخلاف، والبعث، وعصمة الأنبياء، ... وقد بحث هذا الموضوع الأخير؛ ضمن نقاط؛ هي:

ـ تعريف العصمة.
ـ المعصوم منه:
العصمة من الكفر والشرك.
العصمة من الكذب في دعوى الرسالة.
العصمة من الكبائر.
العصمة من الصغائر.

الأدلّة على العصمة.
ـ بعض شبهات توهّم عدم عصمة الأنبياء وردّها (الأنبياء: آدم(عليه السلام)، ونوح(عليه السلام)، وإبراهيم(عليه السلام)، ويوسف(عليه السلام)، وموسى(عليه السلام)، وداود(عليه السلام)، وسليمان(عليه السلام)، ويونس(عليه السلام)، ولوط(عليه السلام)، وعيسى(عليه السلام)، ومحمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)).

ثمّ أضاف الدكتور عبد الحي الفرماوي، على ما ذكره الدكتور الكومي، خطوتين؛ هما:
ـ اختيار الموضوع القرآنيّ المراد دراسته.
ـ معرفة مناسبات الآيات في سورها[25].
ـ وطبّق خطواته المنهجيّة على نماذج من الموضوعات؛ هي:
ـ رعاية اليتيم.
ـ أمّيّة العرب.
ـ آداب الاستئذان.
ـ غضّ البصر وحفظ الفرج.
ففي موضوع آداب الاستئذان، نجده يبحثه ضمن نقاط؛ هي:
ملابسات تشريع الاستئذان:
ـ ملابسات عامّة.
ـ ملابسات خاصّة.
كيفيّة الاستئذان.
دخول البيوت الخاصّة:
ـ بيوت الأجانب.
ـ بيوت الأقارب.
ـ بيوت المرء نفسه.
ـ دخول البيوت العامّة.

الاستئذان داخل البيت الواحد:
ـ القاعدة.
ـ الاستثناء وسببه.

وأضاف الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد خطوات أخرى، مستفيدًا ممّا كتبه الدكتور الكومي؛ لتصبح الخطوات ثمانية[26]؛ وهي:
ـ المعرفة الدقيقة لمعنى التفسير الموضوعيّ الخاصّ الذي يريد الباحث مزاولته (المفردة، الموضوع، السورة).
ـ تحديد الموضوع القرآني المراد بحثه تحديدًا دقيقًا من حيث المعنى.
ـ اختيار عنوان له من ألفاظ القرآن الكريم ذاته، أو عنوان منتزع من صميم معانيه القرآنيّة.
ـ جمع الآيات الكريمة المتعلقة بالموضوع، والعناية باختيار جوامعها عند إرادة الاختصار.
ـ تصنيفها من حيث المكّيّ والمدنيّ، وترتيبها من حيث زمن النزول ما أمكن.
ـ فهم الآيات الكريمة بالرجوع إلى تفسيرها، ومعرفة أحوالها؛ من حيث أسباب النزول، وتدرّج التشريع والنسخ، والعموم والخصوص وغير ذلك مما يتقرر به المعنى.
ـ تقسيم الموضوع إلى عناصر مترابطة منتزعة من الآيات نفسها، ورد الآيات إلى عناصرها وموضعها من البناء الكلّيّ للموضوع، مع تفسير موجز لما يحتاج منها إلى تفسير، واستنباط حقائقها القريبة من غير تكلّف، ورد الشبهات عن الموضوع ذاته.
ـ التقيُّد التام في كلّ هذه الخطوات بقواعد التفسير الموضوعيّ، وضوابطه العلمية التي سيأتي شرحها في قواعد التفسير الموضوعيّ.

وطبّق هذه الخطوات المنهجيّة على نماذج من الموضوعات؛ وهي:
ـ التوحيد والوحدانية.
ـ المعيّة.
ـ التبعيّة.
ـ العلم والعلماء.
ـ الآخرة ومشاهدها.

ففي هذا الموضوع الأخير، نجده يبحثه في القرآن الكريم ضمن نقاط؛ هي:
معنى الآخرة ومشاهدها.
موارد استعمال لفظ الآخرة في القرآن.
الألفاظ المقاربة للآخرة في القرآن.
الألفاظ المقابلة للآخرة في القرآن.
من أسرار الإعجاز القرآني في هذه الألفاظ.
الآخرة حقيقة لا ريب فيها.
الآخرة غاية الوجود وحكمته.
الآخرة ضرورة لضبط الحياة الدنيا.
من أدلّة القرآن على الآخرة.

من مشاهد الآخرة:
ـ نفخة الصعق.
ـ نفخة الإحياء.
ـ تصدّع الكون وتبديله.
ـ أحوال الناس من البعث إلى الفصل.
ـ أحوال الموقف وأهواله.
ـ الحساب والفصل.

هذه أبرز تنظيرات المفسّرين والباحثين في التفسير الموضوعيّ، في تحديد الخطوات المنهجيّة لهذا الاتّجاه وتطبيقها على نماذج من الموضوعات.

خامسًا- تقويم الاتّجاه الاتّحاديّ
يُلاحظ على هذا الاتّجاه الآتي:
ـ قَصره النظر في البحث التفسيريّ على الموضوعات الواردة داخل القرآن!
ـ دور المفسّر فيه سلبيّ انفعاليّ؛ فهو في بحثه عن الرؤية الموضوعيّة من القرآن؛ بمثابة المتلقّي منه غير المتفاعل معه، وبالتالي فإنّه لن يستطيع بذلك أن يحكِّمه في واقعه المعيش، وأن ينقل إشكاليّات واقعه وأسئلته إلى القرآن!
ـ جمود النتاج التفسيريّ الموضوعيّ عند عدد محدود من الموضوعات!
ـ محدوديّة آفاق التجديد المنهجيّ وكذلك التطبيقيّ؛ ولذلك نجد التنظيرات لهذا الاتّجاه عند المعاصرين لا تعدو الإضافات الشكليّة والفنّيّة لما ذُكِر عند السابقين!

وعلى الرغم من هذه الملاحظات وغيرها على هذا الاتّجاه في التفسير الموضوعيّ، غير أنّه أسهم في سدّ كثير من المتطلّبات والاحتياجات المعرفيّة والعقديّة والأخلاقيّة والتربويّة والتشريعيّة ...؛ قديمًا وحديثًا، وإنْ كانت متطلّبات الواقع المَعيش والمستقبل المَنظور تتطلّب اتّجاهًا أعمق نظرةً وأوسع أفقًا وأكثر استجابةً للواقع، وهذا ما نجده في الطروحات التفسيريّة المعاصرة في حوزتي النجف الأشرف وقم المقدّسة؛ كطرح الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر (قده) الذي تجاوز فيه طرح الموضوع من داخل القرآن إلى طرحه من خارجه، ونظر إلى القرآن نظرة المُستجيب للواقع والمحكَّم فيه، حيث أكّد على فهم المفسِّر الواقعَ المَعيش فهمًا دقيقًا وتشخيصَ إشكاليّاته وأسئلته بدقّة، ومن ثمّ ذهابه محمَّلًا بها إلى القرآن الكريم، محاورًا ومُستنطقًا، ليستنبط منه الحلول والأجوبة، ومن ثمّ يعود محمّلًا بها إلى الواقع من جديد؛ لينظر في صلاحيتها وكفايتها لمعالجة ما أفرزه الواقع من إشكاليّات وأسئلة، وهكذا يتابع المفسِّر روحانَه ومجيئَه بين الواقع والقرآن، وبين القرآن والواقع؛ كلّ ما استجدّت أسئلة وإشكاليّات. وهذا ما نجده في الجهود التفسيريّة التي قدّمتها حوزة النجف الأشرف مع الشهيد السعيد السيّد محمد باقر الصدر (قده) في طرحه التفسيريّ «التفسير الموضوعيّ الحواريّ الاستنطاقيّ) ومن أتى بعده من طلابه؛ كالشهيد السعيد السيّد محمّد باقر الحكيم (قده) وغيرهما.
وكذلك الجهود التي قدّمتها حوزة قم المقدّسة مع العلامة السيّد محمد حسين الطباطبائيّ (قده) ومن أتى بعده من طلابه؛ كالسيّد محمّد باقر الموحِّد الأبطحي، والعلّامة الشهيد مرتضى مطهّري، والشيخ محمّد تقي مصباح اليزدي، والشيخ عبدالله جوادي آملي، والشيخ جعفر السبحاني، والشيخ ناصر مكارم الشيرازي، وغيرهم من المفسّرين؛ الذين أبدعوا اتّجاهات ورؤى منهجيّة جديدة في التفسير الموضوعيّ، وصنّفوا دراسات تطبيقيّة غزيرة في الموضوع الواحد وفي مواضيع متعدّدة (موسوعيّة)؛ فلحظ بعضهم وجود ارتباط بين الموضوعات القرآنيّة ضمن شبكة مفاهيميّة، لا يمكن أن يتغافل عنها المفسّر في بحثه لموضوع من الموضوعات، ولحظ آخرون ضرورة لحاظ اندراج الموضوع تحت محور من محاور القرآن، والوعي بذلك في بحث الموضوع قرآنيًّا، ولحظ بعضهم ضرورة تحكيم السنّة الشريفة في النظر إلى الموضوع إلى جانب القرآن؛ كونها أحد الثقلين، وعِدل القرآن، والقرآن الناطق؛ فلا يمكن إغفالها عن البحث الموضوعيّ، ولحظ بعضهم ضرورة الجمع بين نظرتين إلى الموضوع في القرآن؛ تارة بلحاظ كونه كتاب التدوين، وتارة بلحاظ كونه كتاب التكوين.

وغيرها من الرؤى والاتّجاهات المطروحة التي أحدثت تطوّرًا منهجيًّا في التفسير الموضوعيّ انعكس على النتاج التفسيريّ التطبيقيّ، وأسهم في جعل القرآن الكريم أكثر استجابة لمتطلّبات الواقع وللحياة.


لائحة المصادر والمراجع
الأفغاني، جمال الدين؛ عبده، محمد: العروة الوثقى، (ط1 في 1884م)، المملكة المتّحدة، مؤسّسة هنداوي، 2015م.
آملي، جوادي: جمال المرأة وجلالها، ط1، بيروت، دار الهادي، 1415هـ.ق/ 1994م.
حجازي، محمد: الوحدة الموضوعيّة في القرآن الكريم، القاهرة، مطبعة المدني؛ دار الكتب الحديثة، 1390هـ.ق/ 1970م.
الخولي، أمين: الأعمال المختارة (دراسات إسلاميّة)، القاهرة، لا ط، دار الكتب المصريّة، 1996م.
رشواني، سامر: منهج التفسير الموضوعيّ للقرآن الكريم -دراسة نقديّة-، ط1، حلب، دار الملتقى، 1430هـ.ق/ 2009م.
رضا، محمّد رشيد: الوحي المحمّدي، ط3 (مصحّحة) (ط1 في 1352هـ.ق)، بيروت، مؤسّسة عز الدين للطباعة والنشر، 1406هـ.ق.
السبحاني، جعفر: مفاهيم القرآن، ط3، بيروت، مؤسّسة التاريخ العربيّ، 1431هـ.ق/ 2010م، ج1، المقدِّمة.
سعيد، عبد الستار: المدخل إلى التفسير الموضوعيّ: ط2، بور سعيد، دار التوزيع والنشر الإسلاميّة، 1411هـ.ق/ 1991م.
الشيرازي، ناصر مكارم: نفحات القرآن، بمساعدة مجموعة من الفضلاء، لا ط، لا م، مؤسّسة أبي صالح للنشر والثقافة؛ مطبعة الحيدري، لا ت، ج1، المقدّمة.
الصدر، محمّد باقر: المدرسة القرآنيّة، ط2، دار الكتاب الإسلاميّ؛ مطبعة ستار، 1434هـ.ق/ 2013م.
الصغير، محمد حسين: المستشرقون والدراسات القرآنيّة، ط1، بيروت، دار المؤرِّخ العربيّ، 1420هـ.ق/ 1999م.
عبد الرحمن، عائشة: التفسير البيانيّ للقرآن الكريم، ط7 (ط1 في 1962م)، القاهرة، دار المعارف، 1990م، ج1، المقدّمة.
عبد الرحمن، عائشة: مقالٌ في الإنسان -دراسة قرآنيّة-، ط2، القاهرة، دار المعارف، لا ت.
فتح الله سعيد، عبد الستّار: المدخل إلى التفسير الموضوعيّ، ط2، القاهرة، دار التوزيع والنشر الإسلاميّة، 1411هـ.ق/ 1991م.
الفرماوي، عبد الحي: البداية في التفسير الموضوعيّ: ط2، مصر، مطبعة الحضارة العربيّة، 1977م.
الكومي، أحمد؛ القاسم، محمّد: التفسير الموضوعيّ للقرآن الكريم: ط1، 1402هـ.ق/ 1982م.
مجلّة القرآن والاستشراق المعاصر، فصليّة متخصّصة تُعنى بدراسات المستشرقين المعاصرة للقرآن الكريم، تصدر عن المركز الإسلاميّ للدراسات الاستراتيجيّة، بيروت، السنة 1، العدد 1، شتاء 2019م.
مسلم، مصطفى: مباحث في التفسير الموضوعيّ، ط1 (مزيدة ومنقّحة)، الرياض، الدار التدمريّة؛ مطبعة المعارف، 1430هـ.ق/ 2009م.
معرفة، محمد هادي: التفسير والمفسّرون في ثوبه القشيب، ط2 (مزيدة ومنقّحة)، تنقيح ونشر: الجامعة الرضويّة للعلوم الإسلاميّة، مشهد المشرّفة، 1426هـ.ق/ 1384هـ.ش، ج2.

لائحة المصادر الأجنبيّة
Jane I. Smith, Eschatology, Encyclopaedia of the Quran, brill, leiden-boston, 2002, Vol 2.

----------------------------
[1][*]- كاتب وباحث في الدراسات الإسلاميّة والقرآنيّة، من لبنان.
[2]- انظر: الصدر، محمد باقر: المدرسة القرآنيّة، ط2، لا م، دار الكتاب؛ مطبعة ستار، 1434هـ.ق/ 2013م، ص8-10.
[3]- الشيرازي، ناصر مكارم: نفحات القرآن، بمساعدة مجموعة من الفضلاء، لا ط، لا م، مؤسّسة أبي صالح للنشر والثقافة؛ مطبعة الحيدري، لا ت، ج1، المقدّمة، ص19.
[4]- السبحاني، جعفر: مفاهيم القرآن، ط3، بيروت، مؤسّسة التاريخ العربيّ، 1431هـ.ق/ 2010م، ج1، المقدِّمة، ص8.
[5]- فتح الله سعيد، عبد الستّار: المدخل إلى التفسير الموضوعيّ، ط2، القاهرة، دار التوزيع والنشر الإسلاميّة، 1411هـ.ق/ 1991م، ص20.
[6]- انظر: الصدر، محمد باقر: المدرسة القرآنيّة، ط2، دار الكتاب الإسلاميّ؛ مطبعة ستار، 1434هـ.ق/ 2013م، ص11-19.
[7]- انظر: الصدر، محمد باقر: المدرسة القرآنيّة، م.س، ص23-24.
[8]- معرفة، محمّد هادي: التفسير والمفسّرون في ثوبه القشيب، ط2 (مزيدة ومنقّحة)، تنقيح ونشر: الجامعة الرضويّة للعلوم الإسلاميّة، مشهد المشرّفة، 1426هـ.ق/ 1384هـ.ش، ج2، ص1037.
[9]- آملي، جوادي: جمال المرأة وجلالها، ط1، بيروت، دار الهادي، 1415هـ.ق/ 1994م، ص37.
[10]- مسلم، مصطفى: مباحث في التفسير الموضوعيّ، ط1 (مزيدة ومنقّحة)، الرياض، الدار التدمريّة؛ مطبعة المعارف، 1430هـ.ق/ 2009م، ص13.
[11]- انظر: رشواني، سامر: منهج التفسير الموضوعي للقرآن الكريم -دراسة نقدية-، ط1، حلب، دار الملتقى، 1430هـ.ق/ 2009م، ص101.
[12]- انظر: الصغير، محمّد حسين: المستشرقون والدراسات القرآنيّة، ط1، بيروت، دار المؤرِّخ العربيّ، 1420هـ.ق/ 1999م، ص84-91.
[13]- لمزيد من الاطّلاع على الأعمال والدراسات الغربيّة المعاصرة للقرآن الكريم، انظر: الأعداد الصادرة من: مجلّة القرآن والاستشراق المعاصر، فصليّة متخصّصة تُعنى بالدراسات الغربيّة المعاصرة للقرآن الكريم، تصدر عن المركز الإسلاميّ للدراسات الاستراتيجيّة التابعة للعتبة العباسيّة المقدّسة، بيروت. على الموقع الإلكتروني للمركز:
www.iicss.iq/?id=3038
[14]- رشواني، منهج التفسير الموضوعيّ للقرآن الكريم -دراسة نقديّة-، م.س، ص103-104.
[15]- انظر: م.ن، ص104-107.
[16]- لمزيد من التفصيل في هذه الموسوعة، انظر: تقرير علميّ للكاتب بعنوان: «موسوعة القرآن (Encyclopaedia of the Quran) -دائرة معارف ليدن القرآنيَّة-»: مجلّة القرآن والاستشراق المعاصر، فصليّة متخصّصة تُعنى بدراسات المستشرقين المعاصرة للقرآن الكريم، تصدر عن المركز الإسلاميّ للدراسات الاستراتيجيّة، بيروت، السنة 1، العدد 1، شتاء 2019م، ص70-93.
[17]- Jane I. Smith, Eschatology, Encyclopaedia of the Quran, brill, leiden-boston, 2002, Vol 2, pp44- 54.
[18]- انظر: الأفغاني، جمال الدين؛ عبده، محمد: العروة الوثقى، (ط1 في 1884م)، المملكة المتّحدة، مؤسّسة هنداوي، 2015م، ص41-179.
[19]- رضا، محمّد رشيد: الوحي المحمّديّ، ط3 (مصحّحة) (ط1 في 1352هـ.ق)، بيروت، مؤسّسة عزّ الدين للطباعة والنشر، 1406هـ.ق، ص81 وما بعدها.
[20]- الخولي، أمين: الأعمال المختارة (دراسات إسلاميّة)، القاهرة، لا ط، دار الكتب المصريّة، 1996م، ص39-40.
[21]- عبد الرحمن، عائشة: التفسير البياني للقرآن الكريم، ط7 (ط1 في 1962م)، القاهرة، دار المعارف، 1990م، ج1، المقدّمة، ص17-18.
[22]- عبد الرحمن، عائشة: مقالٌ في الإنسان -دراسة قرآنيّة-، ط2، القاهرة، دار المعارف، لا ت، ص11-174.
[23]- انظر: حجازي، محمد: الوحدة الموضوعيّة في القرآن الكريم، القاهرة، مطبعة المدني؛ دار الكتب الحديثة، 1390هـ.ق/ 1970م، ص31.
[24]- انظر: الكومي، أحمد؛ القاسم، محمّد: التفسير الموضوعيّ للقرآن الكريم: ط1، 1402هـ.ق/ 1982م، ص23-24.
[25]- انظر: الفرماوي، عبد الحي: البداية في التفسير الموضوعيّ: ط2، مصر، مطبعة الحضارة العربيّة، 1977م، ص62.
[26]- انظر: سعيد، عبد الستار: المدخل إلى التفسير الموضوعيّ: ط2، بور سعيد، دار التوزيع والنشر الإسلاميّة، 1411هـ.ق/ 1991م، ص56-66.