محتويات العدد
■ ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) في منظور نخبة من المستشرقين
أ. م . د . حاتم كريم اليعقوبي
سيف الـدين مهند كاظم جواد
■ التاريخ واللهجة المغربية في دراسات المستشرقين
عبد العالي احمامو
■ الدراسات المنجزة حول الفلسفة العربية بإسبانيا
رفائيل رامون غرِّيرُو
ترجمة: الحسن أسويق
■ المستشرقون وتعصبهم الفاضح ضد العرب والإسلام "ارنست رينان"
مصطفى يعقوب عبد النبي
■ دور المستشرق ماكس فون أوبنهايم في الدعاية الألمانية للحرب المقدسة 1915- 1918
أ.م.د فرقان فيصل جدعان الغانمي
الباحث مصطفى حيدر محسن الذبحاوي
■ وصف الرحالة المستشرق جوهان لودفيج لقبور البقيع
الاستاذ الدكتورة إلهام محمود كاظم
ملخصات البحوث باللغة الانجليزية
Imam Husein's Revolt (Peace be upon him and upon his Kins) Through
the Perspective of Certain Orientalist Elite
Associate Professor Dr. H.atem Karim Al Yac.oubi
Researcher Saif Eddin Muhannad Kathim
Chronicling and the Moroccan Dialect in the Orientalists' Studies
Researcher Abed Al A'ali Ih.mamou
The Accomplished Studies about the Arabic Philosophy in Spain
Professor Rafael Ramon Guerrero
Orientalists and Their Flagrant Fanaticism against Arabs and Islam Ernest Renan as an Example
Must.afa Ya'c.oub Abed Al Nabi
The Role of the Orientalist Max von Oppenheim in the German Propaganda for the Holy War 1915-1918
Associate Professor Dr. Furqan Faisal Jida'an Al Ghanemi
Researcher Mustafa Haidar Muhsin Al Zabhawi
Description of the Travelling Orientalist Johann Ludwig Burckhardt of Al Baqeeʿ Cemetery
Professor Dr. Ilham Mahmoud Kathim
افتتاحية العدد
مواقف المستشرقين من ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) إلى مأساة البقيع
تختلف المقاربات الإستشراقية للثورة الحسينية بحسب خلفياتها، فمن كان من المستشرقين من دعاة الإستعمار الغربي ومن الممهدين للهيمنة الغربية على البلاد الإسلامية، كهنري لامانس وأمثاله تعامل مع الثورة الحسينية كخطر ينبغي التقليل من أهميته، بل وذهب إلى حد الوقوف في صف يزيد لما رأى فيه من نموذج استبدادي مجرد من القيم الإنسانية والإسلامية يحسن تسويقه لبلاد الشرق المستعمرة.
أما البعض الذي استشعر جلال الشهادة وعظمة الإمام وهول المأساة، كفلهاوزن وبروكلمان فقد حاول أن يبدي احتراما للخيار الحسيني الثوري، مشيرا إلى أبعاد لا تمت الى أهداف الإمام الحسين بصلة، وهي ناتجة بالفعل عن منهج التفكير الغربي الذي لا يرتقي إلا نادرا إلى معنى التضحية الخالصة من أجل الإسلام والإنسانية.
هذا وقد استمرت ملاحقة الأئمة عليهم السلام حتى إلى ما بعد الشهادة، لأن تأثيرهم مع الزمن كان يزداد سطوعا، والتعامل مع أضرحتهم كملاذ روحي تحول إلى عقدة تلاحق كل النسخ المستحدثة من يزيد وأعوانه، وهكذا تم التخطيط لهدم مقامات الأئمة في البقيع طمعاً بقطع الصلة بين أضرحتهم المقدسة وقلوب المؤمنين...
ولكن ما هدم من القبور عمرته العقيدة بالإيمان وشيده الولاء لآل بيت الرسول ص في كل بقاع الأرض.
نستهل هذا العدد من دراسات إستشراقية بما قدمه الأستاذ المتمرس الدكتور حاتم كريم يعقوبي والأستاذ سيف الدين مهند كاظم جواد، من عرض ونقد لآراء نخبة من المستشرقين حول ثورة الإمام الحسين عليه السلام، تلك الآراء التي تراوحت بين احترام الثورة والتقليل من أهميتها وتشويه أهدافها أحيانا..
في البحث التالي يعود بنا عبد العالي احمامو لتاريخ اهتمام المستشرقين بالمغرب عموما وبلهجاته العامية خصوصا، وما يميزها عن العربية كما كانت في إسبانيا وفي المشرق العربي.
ومن المعروف أن الاهتمام باللهجات العامية في تاريخ عمل المستشرقين كان يهدف:
أولاً: إلى تعزيزها ونشرها في مقابل العربية الفصحى التي تشكل عامل ربط ثقافي بين بلدان العالم الإسلامي، وجسر تواصل لتبادل النتاج المعرفي الإسلامي .
وثانياً: إلى فهم العادات والتقاليد والمنتج الشعبي من منظور انثربولوجي.
وثالثا: لغايات تبشيرية وأمنية فقد كان المبشرون والجواسيس يستفيدون من اتقانهم للهجات العامية لأنها تسهل تواصلهم واندماجهم في المجتمع المحلي.
ويشير الباحث احمامو إلى أن بعض المستشرقين عمد إلى تغيير إسمه الأجنبي ليوحي باعتناقـه الإسلام ومـن المعروف أن هذا الأمر يؤدي إلى رفع الحاجز النفسي بين المستشرق والبيئة الشعبية التي تحتفل عادة بمن يعتنق الإسلام.
دراسة رفائيل رامون غريرو أحد كبار أساتذة الفلسفة الإسلامية في جامعة مدريد تلقي ضوءأ ساطعا على الدراسات الإسبانية للفلسفة الإسلامية وتشير إلى نشاط ملحوظ استمر طوال القرن الماضي وبدايات القرن الحالي بدءاً من بدايات القرن التاسع عشر. ويبرز في هذا المضمار ميغيل أسين بلاسيوس كرائد لدراسات الفلسفة الإسلامية في إسبانيا الإسلامية مع نظرة منصفة إلى أثر الإنتاج الفلسفي العربي المشرقي على الفلسفة الإسبانية ثم الأوروبية.
وربما يجدر بنا التوقف هنا عند تبني الكاتب لمقولة انتهاء الفلسفة الإسلامية عند إبن رشد، مما يشير إلى ضرورة تبيان نقاط الفصل والوصل بين الغزالي وإبن رشد من جهة وفلسفة الإشراق والحكمة المتعالية التي ظهرت فيما بعد على يد ملا صدر أو صدر الدين الشيرازي لتصويب النظرة المتخصصة إلى مسار الفلسفة الإسلامية.
الباحث مصطفى يعقوب عبد النبي، يفند في دراسة قيمة مزاعم المستشرق الفرنسي أرنست رينان حول تعارض الإسلام مع العلم في محاضرته المشهورة التي ألقاها في جامعة السوربون في ٢٩ مارس ١٨٨٣م، وقد ترجمت المحاضرة عدة مرات وآخر ترجمة صدرت لها مع رد الأفغاني عليها كاملا كانت عن المشروع القومي للترجمة في مصر سنة ٢٠٠٥، ولكن الباحث اختار ترجمة أقدم هي ترجمة المهندس علي يوسف الذي كان مبعوثا مصريا في فرنسا.
يستند الكاتب إلى مصادر غربية معتبرة تدحض ادعاءآت رينان الذائع الصيت كشخصية متعصبة ضد الإسلام والعرب، وينجح في
رد الاتهامات وتحديد الجهات المسؤولة عن تشويه صورة العلاقة بين الإسلام والعلم.
لعل المستشرق الألماني أوبنهايم من أول من عمد إلى توظيف المشاعر الدينية في حروب المصالح السياسية عندما استغل براعته الدعائية والديبلوماسية ليحول التعاون مع المسلمين وتحديدا الشريف حسين إلى حرب مقدسة ضد الإستعمار البريطاني والفرنسي.
فشلت مهمة أوبنهايم كما هو معروف، ولكن خطورة الفكرة لم تتوقف كأي شيء اخترعه الألمان في الحربين العالميتين ثم استفاد منه خصومهم بعد هزيمتهم. فقد طورت بريطانيا وأميركا عملية استخدام الإسلام ضد الشيوعية فيما بعد حتى وصلت إلى مرحلة استخدام نسخة ممسوخة من الإسلام هي الوهابية ضد الإسلام نفسه، وهنا تكمن خطورة الأفكار التي تبقى حية إلى أن تجد من يستخدمها بشكل فعال في ظروف مغايرة لنشأتها.
دور المستشرق أوبنهايم في السعي لتحالف ألماني _ عثماني تمت معالجته في دراسة مهمة للأستاذ المتمرس الدكتور فرقان فيصل والباحث القدير مصطفى حيدر.
وفي ختام العدد شهادة من المستشرق القدير بوركهارت حول مقبرة البقيع، وما فعلته الوهابية بتلك الثروة الروحية التي أدرك بوركهارت قيمتها وحرص على وصفها بأدق التفاصيل، في بحث قيم للدكتورة إلهام محمود، يكشف ما لا يعرفه الكثيرون عن بقيع الغرقد.
مدير التحرير