العدد 19

العدد 19

محتويات العدد

■ الرواة الأوائل للثورة الحسينية(رؤية استشراقية) 

أ.د. جواد كاظم النصرالله

■ العسكرة الاستشراقيّة وانعكاساتها الكوارثيّة على العرب والمسلمين

د. صالح زهر الدين

■ صعوبات تعلُّم العربية عند المستشرقين المعاصرين : جمع التكسير أنموذجًا 

أ.د. رياض كريم عبد الله البُديري

■ الاستشراق والاستمزاغ والاستعراب والاستغراب (مقـــاربة مفاهيمية)  

د. جميل حمداوي

■ الإمبريالية الفرنسية المصورة:  صورة المغرب لدى الفرنسيين (1907-1956)   

بلقاسم حرود

■ نقد الرواية العربية من منظور الاستشراق روجر ألن مثالاً     

 أ. م. د. علي محمد ياسين

■ إشكالية رسم المصحف العثماني في ضوء الرؤية الاستشراقية  

 م. د حكيم سلمان السلطاني

م. د زهراء البرقعاوي

 

ملخصات البحوث باللغة الانجليزية

The Forerunning Narrators of the Huseiniyah Revolution (An Orientalist View)

Professor Jawad Kazem Al - Nasrallah

 Orientalist Militarizationand Its Disastrous Repercussions on Arabs and Muslims

By: Dr. Saleh Zahruddin

The Difficulties of Learning Arabic with Contemporary Orientalists:Pluralization (3 or more) (Animate or Inanimate)  is a Model

Prof. Dr. Riad Karim Abdullah Al - Budairi

Abdul Hassan Abbas Hassan

Orientalism, Arabism, Berberism and Occidentalism Conceptual Approach

By: Dr. Jamil Hamdawi

 French Imperialism Photography The Image of Morocco with the French (1907 – 1956)

By: Belkacem Ha.roud

Criticism of the Arab novel from the perspective of Orientalism - Roger Allen is an Example

Research prepared by: Associate Dr. Ali Mohammed Yassin,

The Problem of Painting the Ottoman Koran in the Light of Orientalism

By Associate Dr. Hakim Salman Al-Sultani,

 

افتتاحية العدد

تحرير العلم لردّ العدوان

ننخدع أحيانًا بفكرة أنّ العلم أصبح متاحًا للجميع بفضل التكنولوجيا ومحرّكات البحث، من دون أن نتنبّه إلى أنّ ما وفّرته الثورة المعلوماتية ووسائط التواصل الاجتماعي، يخضع للرقابة حتى في أدقّ التفاصيل. وتتمّ معاقبة الذين يخرجون عن الخطاب المطلوب بحسب سياسات القيِّمين على التحكّم بما يجب أن نعرف وكيف نعرفه ومن أيِّ زاويةٍ. أضف إلى ذلك أنّ المعلومة عادةً لا تعدو أن تكون وصفًا سطحيًّا لما هو أعمق، أو ببساطةٍ قد تكون خدعةً أو دعايةً أو كذبةً استغلّ صاحبها الفضاء الإلكتروني لنشرها وساعده على ذلك غياب “العقل الانتقائي” عند الأعمِّ الأغلبِ من المستهلكين للمعلومة.

المعلومة إذًا ليست علمًا ناتجًا عن بحثٍ وتحقيقٍ، بل قد تكون وسيلةَ تجهيلٍ للحقيقة في أيِّ شأنٍ من الشؤون. تبرز هذه الحقيقة المُرّة عندما نلحظ الاهتمام المنقطع النظير بربط الإسلام كدينٍ بالعنف والإرهاب، فرموز الإرهاب المعاصر هم اليوم نجوم الغوغل واليوتيوب والفيس بوك والتويتر والإنستاغرام، وتتوفر عنهم مادةٌ ضخمةٌ من الصّور والفيديوهات والمقالات التي تُكرّسهم أبطالاً عند بعض المُضلّلين، وتُكرّس معهم صورة الإسلام العنف لدى بقيّة المستهلكين للصورة والمعلومة. والمشكلة أنّ ما تُخرّبه المعلومة المضلِّلة في لحظاتٍ قد يُعادل عمر مستشرق قضى حياته باحثًا عن منقصةٍ في الشرق أو الإسلام، وبالتالي يحتاج الردّ على معلومةٍ كاذبةٍ إلى أبحاث وجهود علماء حقيقيين وباحثين جادين لسنوات. تأمّل الآن غزارة المعلومات التي تُضخُّ يوميًّا وفكّر بما نحتاجه من جهدٍ وتعبٍ “لتحرير العلم” من المعلومة أو من شبكةٍ عنكبوتيّةٍ تأسر الحقيقة داخل خيوطها.

في هذا العدد

1- في بحثه عن العسكرة الاستشراقيّة وانعكاساتها الكوارثيّة على العرب والمسلمين، يُبدع الدكتور صالح زهر الدين في بيان الخلفيّة العدوانيّة لهذا النّوع من الاستشراق العسكري التجسُّسي، وفي بيانه لأدوار المستشرقين الضبّاط في المخابرات يكشف هذا الجانب المستور بهالة جهود المستشرقين العلميّة، والذي لم يحظَ بحقٍّ بدراساتٍ مستقلّةٍ ومستفيضةٍ. جانبٌ آخرُ من هذه الدراسة القيّمة يجدر بنا التوقّف عنده وهو علاقة الغرب بالصهيونيّة، بمعنى أنّ الصهيونيّةَ غربيّةٌ أكثر ممّا هي يهوديّة، فالمستشرقون الإنكليز الذين كانوا متحمّسين لإنشاء كيانٍ صهيونيٍّ في فلسطين عملوا على تسويق الفكرة حتى عند اليهود.

2- بواسطة “الصحيفة المصوّرة الصغيرة “حاولت فرنسا أن تُكرّس صورةً نمطيةً دونيةً لشعوب أفريقيا الشمالية، خصوصًا في المغرب والجزائر وليبيا، واستغلت الصّور لتبرير الاستعمار بل  وتقديمه وكأنّه نعمةٌ حلّت على البرابرة والهمجيين. تحليلٌ دقيقٌ وموفّقٌ يُقدّمه الأستاذ بلقاسم دحرود من المغرب في بحث الإمبريالية الفرنسيّة المُصوّرة: صورة المغرب لدى الفرنسيين (1907– 1956).

3- يُبحر الدكتور جميل حمداوي في مفاهيم الاستشراق والاستمزاغ والاستعراب والاستغراب متعمّقًا في التعريف والتطوّر التاريخي والأعلام. ولعلّ من المناسب أن نتوقّف قليلًا عند الكشف عن الغنى في الثقافة واللّغة والحضارة الأمازيغية، فقد ترافق التركيز على القومية العربية مع نظرةٍ مريبةٍ إلى كلّ قوميةٍ غير عربيةٍ، واُستغِلّ هذا الأمر من قبل المستعمرين لتوظيف هذا الشرخ في خدمة مشاريع التقسيم والتفسيخ. ولئن كانت النزعات القومية تضيق ببعضها البعض، فإنّ وعاء وصدر الإسلام الحضاري يتّسع لكلّ الأعراق والقوميّات تحت عنوان “لتعارفوا”. وهذا الاتجاه يُنمّي التكامل ويدع التفاضل على أساس العلم والتقوى، مع احترام الخصوصيّات الثقافية المستمدّة من القيم الإنسانية أو من الأديان السماوية وخصوصًا الإسلام القرآني الجامع لكلّ الأديان الإبراهيمية.

4- كانت رواية أبي مخنف عن وقائع ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) ومن نقل عنه، محور اهتمام المستشرقين نفيًا ونقدًا وتشكيكًا أو دفاعًا وإثباتًا، وانتهى البحث بهم إلى وضع أبي مخنف في الوسط كمؤرخٍ موزونٍ لا سبيل إلى نكران روايته. يُناقش الدكتور جواد كاظم النصر الله والمدرس المساعد محسن طعمة يوسف من جامعة البصرة، مجمل ما ورد في تحقيق تاريخيّة النصّ في بحث: الرواة الأوائل للثورة الحسينية من وجهة نظرٍ استشراقيةٍ.

5- واجه المستشرقون صعوباتٍ في تعلّم العربية، فلم ينسبوا الصعوبة إلى بديهتهم اللغويّة، بل نسبوها إلى اللّغة نفسها، التي أصبحت مستهدفةً منهم بالنّقد كمعظم التراث العربي الإسلامي. في بحثهما اللّغوي القيّم يُناقش الدكتور رياض كريم عبد الله والمدرّس المساعد عبد الحسن عباس حسن صحّةَ ما نُسِبَ إلى اللّغة العربية من قبل المستشرقين انطلاقًا من كيفيّة مقاربة المستشرقين لجمع التكسير. ويثبتان أنّ جمع التكسير سابقٌ على جمع السلامة بسبب حرص العرب على إدخال الجمع إلى بنية الكلمة وعدم الاقتصار على اللّواصق، ما يجعل الجمع مفردةً جديدةً يصعب على الأجنبي التنبّؤ بها وفقًا لنظام اللّواصق، بينما يسهل على أهل العربية ذلك. وقد أثبت الباحثان أنّ ما يُسمّيه المستشرقون عيبًا في اللّغة العربية هو في الحقيقة ميزةٌ مكّنت الشعراء من التعبير عن المعاني في حقلٍ واسعٍ من المفردات من دون إحداث خللٍ في النظام العروضي.

6- تحت عنوان نقد الرواية العربية من منظور الاستشراق، روجر ألن مثالًا، يقدّم الدكتور علي محمد ياسين دراسةً جديدةً في المجال الأدبي، حيث يلتقي الأدب العربي بعين المستشرق ومنهجه النقدي، وتكشف الدراسة عن تبحّر روجر ألن في الأدب العربي الحديث خصوصًا ما صدر من رواياتٍ عربيةٍ بعد نكسة سنة 1967، وقبلها نكبة فلسطين. يهتمّ “ألن” بمدى علاقة الرواية بالواقع أكثر من الوقوف عند الجماليّات الأدبية، فيُمثّل بالتالي اتجاهًا يُقيم الأدب من خلال مايعكسه عن واقعه، وما يمكن أن يُمثّله من اتجاهاتٍ ثقافيةٍ عربيةٍ، وبذلك لا يخرج “ألن” من ثابتة الاستكشاف التي تطغى على جهود المستشرقين.

7- إشكالية رسم المصحف العثماني في ضوء الرؤية الاستشراقية، للد كتور حكيم سلمان السلطاني، والدكتورة  زهراء البرقعاوي، هي دراسةٌ تُبيّن تبعيّة الرسم القرآني للرواية والقراءآت السابقة، لا العكس كما حاول المستشرقون، وبالتالي يظهر توسّع المعاني مع اختلاف القراءآت من غير تناقضٍ أو تضادٍّ، ومن غير أن تحمل الآية القرآنية ما لا يتناسب مع رقيِّ المعاني القرآنية وانسجامها.

إدارة التحرير

جهاد سعد