محتويات العدد
■ الدراسات الاستشراقية وخطرها على العقيدة والفكر الإسلامي
د. لخضر بن بو زيد
■ الحروف المقطعة من وجهة نظر المستشرقين
د. محمد جواد اسكندرلو
■ أبعاد الرؤية الاستشراقية في دراسة التراث والتاريخ الاسلامي
أ.د. طالـب جـــاسم العــزي / الباحثة ساجدة الحساني
■ قيمة الدراسات الاستشراقية في المباحث الإسلامية
د.خالد إبراهيم المحجوبي
■ الإمام زين العابدين عليه السلام في فكر المستشرقين
كريم جهاد الحسّاني
■ اللهجات العربية في الفكر الاستشراقي
عبد العالي احمامو
■ المحظرة الشنقيطية في دفاتر المستشرقين
د.بوها ولد محمد عبد الله
ملخصات البحوث باللغة الانجليزية
Orientalist Studies and Their Dangers on the Islamic Doctrine and Thought
By: Dr. Lakhdar Ben Bouzeid
Codified Letters from the Orientalist Point of View
By: Dr. Mohammed Jawad Iskandarlo
Arabized by: Raed Ali Ghaleb
In the Dimensions and Determinants of the Orientalist Vision in the Study of the Islamic Heritage and History
By: Prof. Dr. Taleb Jassim Al-Anzi / Researcher Sajedah Al Hassani
The Value of Oriental Studies in the Islamic Studies
(A Critical Evaluative View)
By: Dr. Khalid Ibrahim Al-Mahjoubi
Imam Zein El Abidine (Peace be upon him) in the Thought of Orientalists Study and Analysis
By: Karim Jihad al-Hassani
Arabic Dialects in the Orientalist Thought
By: 'Abdel 'Ali Ehmamou
The Preparatory Shanqeetian School in the Orientalists' Journals
Dr. Bouha Wild Mohammad Abdellah
افتتاحية العدد
تأسيس البدائل العلمية عن نتاج المستشرقين
فيما يحفل به هذا العدد من نقد علمي صارم لمناهج المستشرقين وخلفياتهم والأجندات الإيديولوجية الكامنة خلف جهودهم يطرح سؤال لا بد من الإجابة عليه وهو ماذا أعددنا بالمقابل؟
إن الباحث الغربي الذي دعمته الكنيسة في عهد التبشير، والدولة الغربية في عصور الاستعمار كان ولا يزال وفيا للجهة التي مولته ومكنته من التفرغ للغوص في تراث الشرق مهما تطلب ذلك من وقت وجهد، هذا فضلا عن الشعور الوطني والديني الذي كان حافزا إضافيا لاستخدام سلاح المعرفة والتلاعب بالعقول لنشر تعاليم الكنيسة أو سلطان الدولة.
بينما نجد أن المؤسسات البحثية في بلاد المسلمين لا تزال تعاني من التجاهل أو عسر الولادة أو ضعف التمويل أو قصر العمر، وكأنها على هامش المعركة المصيرية التي تحدد بالفعل هوية هذه المنطقة وتركيبتها مستقبلا. ومن هنا فإن العربي أو المسلم وإن تمكن من كشف الطبيعة الخبيثة لمعظم نتاج المستشرقين فإن جهوده ليست قادرة على تجاوز النقد إلى خلق البديل الذي يتطلب بالفعل تفرغ كامل يستهلك أعمار الباحثين والمفكرين.
ومن هنا فإننا نقترح على المهتمين بتأصيل المعرفة الإسلامية وتنقيتها أن يشرعوا بسحب المصادر الإستشراقية من رفوف المكتبات الجامعية وتضمينها قراءات نقدية محكمة تنقيها من السلبيات وتبقي منها ما يعتبره المسلمون العلماء منصفا بحق دينهم وامتهم وهذا أضعف الإيمان، أما المشروع المتكامل فهو إيجاد البدائل المنافسة التي تجعل الباحث في الإسلام والشرق قادرا على إنجاز بحوثه من مصادر أصيلة ومنصفة تعيد رسم الصورة الملائمة للدين والشرق في كل عصر. وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
في هذا العدد .. يعرض الباحث كريم جهاد الحساني لرؤية المستشرقين فيما يتعلق بمكانة وسيرة الإمام السجاد زين العابدين عليه السلام ويتبين في سياق البحث أن حياته العبادية كانت محل إعجاب وتقدير من قبل البعض منهم وإن لم يكن هناك غوص كاف في تفاصيل مواقفه عليه السلام ، والحق أن سيرة الإمام التي شملت فاجعة كربلاء وما بعدها لا تختزل ببعدها العبادي الذي لم يكن معزولا عن عملية تأسيس معالم الدين الحق في فترة الإمتهان الأمـوي لثـوابت هـذا الـدين وقيمه ونظمه.
ويقيم الدكتور خالد ابراهيم المحجوبي بمعايير البحث العلمي السليم قيمة الدراسات الاستشراقية في المباحث الإسلامية ويثبت بالشواهد الكثيرة أن الغالب على الدراسات الإستشراقية خصوصا في الدراسات الإسلامية الدينية هو الإفتراء والتعصب والأجندا الإيديولوجية مما دفع المستشرق المسلم دينيه الى تجاوز مصادر المستشرقين عندما كتب سيرة للرسول الأعظم ص كما اعترف محمد اسد أن كتابات المستشرقين بخصوص الإسلام تضر أكثر مما تنفع، أما المنصفين وكانوا قلة فقد نأوا بأنفسهم عن التراث الاستشراقي المتعصب وأنصفوا الإسلام والمسلمين والعرب وإن لم يخل نتاجهم من أخطاء يمكن تصحيحها وفئة أخرى الزمها الموضوع العلمي لاالديني أن تكون دقيقة في تحقيقها للتراث العلمي عند المسلمين.
وهذا التقييم بالغ الأهمية خاصة لدى من يتعاطى البحث العلمي في مجال علوم الإسلام فهو يوجب على الباحث أن يعود إلى المصادر الإسلامية الأصلية قبل أن يستعين بما كتبه المستشرقون توخيا للدقة والأمانة العلمية.
على مدى تاريخ المواجهة بين الشرق والغرب صدرت كتابات كثيرة في نقد الإستشراق ومنها ما كان نقدا ذاتيا من قبل مستشرقين، مما جعل الحاجة ملحة لتلخيص هذه الأبحاث وتقديم تلك الأفكار النقدية في إطار جامع، وهذا ما يقدمه الدكتور لخضر بن بوزيد حين يلخص كل ما أخذ على الإستشراق من مرحلة التبشير إلى الإستعمار، عارضاً لشواهد على خطورة الاعتماد على أبحاث معظم المستشرقين في الدراسات الإسلامية، وكاشفاً لغاياتهم التي استهدفت أصل الإيمان الإسلامي وأصوله.
وفي إطار الدراسات القرآنية، يعالج الدكتور محمد جواد اسكندرلو ما تناوله المستشرقون في أبحاثهم حول الحروف المقطعة معتمدا على موسوعة ليدن، ويثبت في نهاية البحث أنهم طرحوا فرضيات لا تستند إلى أسس علمية سليمة ومنها قولهم أن الحروف المقطعة هي اختصارات لأسماء القراء الذين استفاد منهم زيد بن ثابت في جمع القرآن أيام عثمان بن عفان، وغرضهم من ذلك تدعيم نظرية التدخل البشري في النص القرآني. ويدحض هذا القول وجود الحروف المقطعة في نسخ قرآنية سابقة لجمع القرآن في زمن الخليفة الثالث.
أسس الإستشراق اللغوي لمناهج دراسة اللغات الشرقية وعلى رأسها العربية، ودخل في تفاصيل اللهجات وتطورها واشتقاقاتها وتاريخها وجغرافيتها وقواعدها فكان المنهج الوصفي والتاريخي والمقارن أدوات مؤسسة لعلم دراسة اللهجات... في بحثه عن اللهجات العربية في الفكر الإستشراقي يقدم عبد العالي احمامو خلاصات قيمة لأعمال استهلكت جهود وأعمار كبار اللغويين من المستشرقين مع الإهتمام الخاص في تصنيف مناهجهم التي أسست لمقاربات جديدة في تشريح بنية اللغات واللهجات.
في أبعاد ومحددات الرؤية الاستشراقية في دراسة التراث والتاريخ الإسلامي يبحث الدكتور طالب جاسم العنزي في الخلفية الإيديولوجية للبحث الإستشراقي، وهيمنة فكرة المركزية الأوروبية على مناهج المستشرقين، والتي كان لها تأثير بالغ في رسم صورة نمطية مغايرة للإسلام والشرق.
بحث قيم وجديد عن دور المحظرة الشنقيطية أي الموريتانية يقدمه الدكتور بوها ولد محمدعبدالله ، ويوضح فيه نظرة المستشرقين إلى المحظرة الموريتانية التي كانت تقوم بدور الكتاتيب أو الكتّاب في الحواضر والقرى الإسلامية. وقد تبين أن المستشرقين انقسموا بين من كان معجباً بدور المحظرة ومن كان يحاول التقليل من شأنها ولكنهم أجمعوا على خطرها بسبب ما تنشره من معارف إسلامية تقف سدا في وجه الفرنسة على تواضع المكان والمنهج الذي كان يقتصر على تحفيظ القرآن وتعليم بعض الأحكام الإسلامية واللغوية. وقد انتجت هذه الزوايا المتواضعة جيلا من العلماء الذين انتشروا في غرب أفريقيا مبلغين للإسلام وكان لنشاطهم تأثير سبق تأثير المبشرين المسيحيين.
مدير التحرير