البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

«سيبويه» حسب مخطوطة نحوي أندلسي، من القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي

الباحث :  جينيفير هومبرت
اسم المجلة :  دراسات استشراقية
العدد :  16
السنة :  السنة الخامسة - خريف 2018م / 1440هـ
تاريخ إضافة البحث :  January / 3 / 2019
عدد زيارات البحث :  1889
تحميل  ( 1.014 MB )
تمهيد

على الرغم من أن كتاب «سيبويه» (المتوفي سنة 180/796) كان موضوع عدةِ طبعاتٍ، فإن النص الذي نقرؤه والأكثر شيوعا[1] به تغييراتٌ طفيفةٌ جدًّا، وكما يحدث في كثير من الأحيان بالنسبة للنصوص الصعبة والتي طال انتظار طبعتها الورقية، فقد تم الاعتماد على النسخة الرئيسة التي أصبحت في ما بعد أساس الطبعات المقبلة.
إن عدم تجديد القاعدة المكتوبة بخط اليد[2] وغياب جهازِ نقدٍ حقيقيٍّ في الطبعات الحديثة يُعزز الوهم بين المتلقين بأن النص تمت صياغته بشكلٍ قطعيٍّ، في حين أن جميع الطبعات و بغض النظرعن طبعة «كلكتا» التي أعتمد عليها بشكلٍ كبيرٍ جدًّا في التحقيق، فقد تعرضت طبعة «ديرينبورغ» للنقد وكذا مخطوطة رئيسية اعتمد[3] عليها هذا الأخير.
إن المجلد التاسع من «تاريخ التراث العربي» والذي نشر في عام 1984، يُظهر درجة الثقة بالمخطوطات المكتوبة باليد باعتبارها قاعدةً للطبعات وذلك بالنظر إلى النفائس التي تتضمنها المكتبات، وقد أحصى «فؤاد سزكين» ستا وستين مخطوطةً ل«الكتاب» في حين أن «ديرينبورغ» لم يستخدم إلا أربعةً منها، وقد تمكنت من العثور منذ ذلك الحين على اثنتي عشرة نسخةً إضافيةً[4]. كما أننا نتوفر من جهةٍ على ثلاث طبعاتٍ تعتمد بشكلٍ وثيقٍ على النسخة الأساسية ل«ديرينبوغ» ومن جهةٍ أخرى نجد ثمانا وسبعين نسخة ل«الكتاب» تم الاعتماد على ست مخطوطاتٍ منها فقط من قبل الناشرين.
لقد تبين لي بعد فحص ستين نسخةً من مخطوطات «الكتاب» فحصت بعضها فحصًا مباشرًا وبعضها الآخر من خلال الميكروفلم، أن هناك أخطاء لا يستهان بها في الطبعات المختلفة[5]، بل إن منها ما قد يفتح الباب أمام إجراء تعديلاتٍ جوهريةٍ على النص، وقد مكنتنا نسخةٌ مأخوذةٌ من مخطوطة »القيروان« في بداية القرن الخامس من تجديد معرفتنا ب »الكتاب«[6] بشكلٍ جديٍّ.
إن الانتقادات الأكثر خطورةً التي يمكن تقديمها للناشرين الحاليين ليس لجهلهم بمكان وجود هذه النسخة المنعزلة والمعزولة، ولكن لافتقارهم إلى معرفة فائدتها و غناها في ضبط النص، فهناك بالفعل نسخٌ قديمةٌ من «الكتاب» يمكن اعتبارها طبعاتٍ نقديةً حقيقيةً مستندةً على تاريخ النصوص و دراستها، وأريد أن آخذ هنا مثالا على ذلك النسخة الأكثر استثنائية منها وهي مخطوطةٌ أصليةٌ لنحويٍّ أندلسيٍّ توفي في بداية القرن السادس والمعروف باسم «علي بن خروف الحضرمي».
سوف أحاول بعد الحديث عن بعض خصائصها الباليوغرافية والكوديكولوجية الأكثر إثارةً للاهتمام من توضيح بعض الملحوظات الهامشية التي ستؤدي بي إلى شرح أنه يمكن الحديث عن مثل هذه النسخة أي عن نسخةٍ حقيقيةٍ نقديةٍ مقنعةٍ ومرضيةٍ بالمقارنة مع الطبعات الحديثة، وسوف أبين بعد ذلك أن الدروس المستفادة من «ابن خروف» تُمكننا من العثور على نوعين من النصوص، وفي القسم الأخير سأتحدث بإيجازٍ عن تاريخ تداول كتاب «سيبويه».

المخطوطة العربية رقم «6499» من مكتبة «باريس» الوطنية:
إن نسخة «الكتاب» للنحوي الإشبيلي «علي بن خروف الحضرمي» (المتوفي 609/1212)[7] والتي حررها وأنجزها لاستخدامه الشخصي، تم الاحتفاظ بها في المكتبة الوطنية ب«باريس» تحت رقم «6499»«الكتاب العربي»، غير أن المخطوطة التي تم الانتهاء من نسخها سنة 562هـ / 1166-[8]7 هي للأسف مبتورةٌ وناقصةٌ وغيرُ مكتملةٍ (فحوالي ثلث فصولها مفقودٌ)[9] ومضطربة الترتيب[10] وخطها أندلسيٌّ دقيقٌ، تتميز في مجملها بآثارٍ للمعرفة بعلم الخطاطة ونظام تسجيل الحركات وقد تمت مناقشه هذه القضايا في الندوات العلمية [11]المتخصصة وأذكر على سبيل المثال لا الحصر: الحركات الأفقية ونقط الحروف الساكنة، والشدة التي تأتي بين الحروف وسطر الكتابة التي تأخذ شكلاً معيناً حسب حروف العلة المرتبطة بها وهي: الألف والواو والياء.
وأريد أن أؤكد هنا على ميزةٍ أخرى في هذا النص والتي كرس لها » فان كونينسفيلد«P.S.Van koningsveld» في بحوثه بالفعل بعض الكلمات[12]، حيث ذكر أن: الحركة غير المنطوقة في نهاية الكلمة تشبه الساكن الأول من الكلمة التالية، فعندما تكون هذه الأخيرة دولقية وهي صفة من صفات الأصوات التي تخرج من طرف اللسان، يحدث تشابهٌ رجعيٌّ تامٌّ (الإدغام) أو جزئي) الإخفاء (وهو ما دوّنه «ابن خروف» بطريقةٍ منهجيةٍ مهملاً «السكون»على «النون» مضيفا «الشدة» على الحرف الساكن الموالي مدغما في ما بعده.
يتضح لنا ذلك من عبارةٍ مثل: «ونحو هذا أكثر من أن يُحصى»، حيث إن بعض علامات حرف «النون» غير المنطوقة أدغمت مع «الياء» الافتتاحية ل«يحصي»، فأصبح الأمر يتعلق هنا بظاهرةٍ صوتيةٍ فوق قطعية لا يدونها إملاء اللغة العربية إلا في القرآن.[13](*)
ولقد لاحظتُ وجود هذه الخاصية في الأندلس، إذ يعود ذلك ربما إلى تأثرهم بأعمال المُقرئ الأندلسي المشهور «أبي عمرو الداني» في إملاء اللفظ القرآني وضبطه، وفي مخطوطاتٍ أخرى ل «كتاب» «سيبويه» المنسوخة في الغرب الإسلامي (المغرب أو الأندلس) وقد أشار «فانكونينسفيلد» إلى وجود ذلك الأمر أيضا في مخطوطةٍ أخرى تحتوي على نصٍّ فريدٍ ل«ابن رشد».
إن نسخة «ابن خروف» كتبت على ورقٍ وبصورةٍ مكثفةٍ جدًّا تصل أسطرها إلى (36 سطرا في الصفحة) بقياس 230169 x مم و تعديل 176112 x مم، أما بالنسبة للحبر فهو بنيٌّ داكنٌ ثابتٌ بدرجةٍ أقلَّ أو أكثرَ ويميل إلى الكشط والنسخة بدون تجليد مضطربة الترتيب[14].
ومن بين السمات البارزة للكتب المنسوخة بخط «ابن خروف» أود الإشارة إلى أن الأوراق المتطرفة لكلِّ كتيبٍ منسوخةٌ على الرق، أما بقية النص فتتم كتابته على الورق، كما لو أن المقصود من ذلك استخدام الرق حماية للمواد التي ينظر إليها على أنّها هشةٌ وحديثةٌ جدًّا أو تلك القابلة للتلاشي، وهذه التقنية على حد علمي لم تكن مستخدمة إلا في المخطوطات المكتوبة باللغة العربية في الأندلس[15].
يمكن للمرء أن يتساءل وباعتبار الزيارات المتكررة التي قام بها «ابن خروف» إلى المشرق ولا سيما إلى »سوريا»، ما إذا كان قد نسخ مخطوطته هذه في الأندلس أو المشرق، ومع ذلك فبالإضافة إلى استخدام الرق والورق معا تبدو لنا العديد من المميزات الأخرى التي تدل على أن المخطوطة المذكورة تم نسخها على ورق أندلسي، ربما تكون صناعته قد تمت هناك.
ومن بين المؤشرات الدالة على ذلك نجد شكل أوراق المخطوطة المعادة التشكيل والتي تم طيها مرةً واحدةً، كما أبرز ذلك «ج إيريغون»[16]، يُضاف إلى ذلك أن شكل الورق هنا أصغر من ذلك المصنوع في المشرق والمُستعمل في نسخ المخطوطات في الحقبِ نفسِها، ذلك أن المسافة الفاصلة بين السطور قد تبلغ 48 ملم في المتوسط وهذا التباعد الواسع جدّا هو سمةٌ أخرى مميزةٌ للأوراق المصنوعة في الغرب الإسلامي.
إن ورق «U» المستخدم في نسخ المخطوطات الأندلسية سماه«أ» فالس ي سوبيرا «ب» الورق المتعرج[17] ولذلك فإن الأمر على الأرجح يتعلق بطباعة تم إنجازها بأداةٍ غيرِ معدنيةٍ، على ورقة لا زالت مبللة للخروج بهذا الشكل، لكننا لا نعرف حتى الآن الهدف من وراء ذلك، إذ لم يُلاحظ هذا «التعرج» في ورق المخطوطات المنسوخة ما بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر في كلٍّ من الأندلس والمغرب، فأقدمُ مخطوطةٍ عربيةٍ لاحظتُ وجودها بهذا الشكل هي بالضبط نسخة «كتاب» «سيبويه» ل «ابن خروف» وأحدثها نسخةٌ من كتابٍ طبع في «فاس» في القرن الرابع عشر ولذا يمكننا القول بإن لدينا مع مخطوطة «ابن خروف» منتجاً آخرَ لتقنية صناعة كتابٍ قيد التداول تمت بين القرنين السادس والسابع الهجريين/ الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين[18] بالأندلس.

روعة النقد عند «ابن خروف»:
وإذا كانت نسخة «ابن خروف» من كتاب «سيبويه» مثيرةً جدًّا للاهتمام من وجهة نظر علم صناعة الكتاب في القرون الوسطى، فإنها لا تقل أهميةً من حيث محتواها، والذي سوف أتطرق إليه في ما يأتي من هذا البحث.
ولتوضيح ضبط «ابن خروف» ودقته اخترت قراءة التعليقات والطرر التي سطرها بيده والتي نجدها في الورقة العاشرة من مخطوطته أو في نهاية الفصل الواحد والثلاثين من طبعة «الكتاب»، وحسب ترقيم «ديرنبرغ» تقع الملحوظة الأولى في الهامش الأيمن بين السطر الثالث والرابع من النص وتتألف من كلمات ل«عبد الله» الواقعة في الجملة:
«وقد يجوز أن تقول: «عبد الله أظنه منطلقًا» تجعل هذه الهاء على «ذاك» كأنك قلت «زيد منطلقٌ أظن ذاك»، لا تجعل الهاء لعبد الله... »، وبالتالي ف«ابن خروف» يُقابل بعبارة «لعبد الله» التي كان قد نسخها أولا مع «لعبد الله» البديلة والتي وجدها في وقت لاحقٍ في مخطوطةٍ أخرى، مع ملاحظة أن النص المكتوب على الطرة يعلوه حرف «حاء» صغير والذي سوف نراه في الأمثلة المقبلة، كما يشير االناسخ نفسه إلى الأصل المتغير، أما التعليق الذي يتبعه ودائمًا في الطرة اليمنى فيذكر: «إن طريقة وضع الحركات توجد في نسخة «شين»، وإذا حاولنا أن نجد ما يشير إليه «ابن خروف»، نلاحظ أنه توجد على كلمة «يعني» الأخيرة من السطر الرابع دائرةٌ صغيرةٌ تم تفخيم أثرها والأمر نفسُه في السطر السابع الذي يبدأ بالكلمات التالية: «إذا ألغيت أو لم تلغ فهو سواءٌ».
نلاحظ أنه وضع فوق كلمة «سواء» دائرةً ثانيةً مطابقةً للدائرة الأولى، وبالنظر إلى المقطع نفسِه نجد أنه تم حذفه أو إغفاله في صفحةٍ كاملةٍ من طبعتي «ديرنبرغ» «الجزء الأول صفحة 51 السطر 15» و«هارون» الجزء الأول، ص125»، وبهذا فإنه يبدو واضحاً جليًّا أن الأمر نفسه يشير إليه «ابن خروف» بشكلٍ غيرِ مباشرٍ وقد تم حذفه من طبعات »كتاب سيبويه»، ما يؤكد أنه لا يتوافق مع نص المخطوطات التي تستند عليها النسخ المطبوعة، وإذا لم نستطع معرفة النسخة المعتمد عليها، فإن ملحوظةً هامشيةً تُشير على كل حالٍ إلى أن «ابن خروف» استخدم على الأقل نموذجين من النماذج المعروفة وهما: نسخةٌ اعتمدها لكتابة النص الأصلي ونسخةٌ أخرى للمقابلة رمز إليها اختصارًا بحرف «شين»، كما يمكن العثور في النص أيضا على مقطعين محاطين بدائرتين مشابهتين لتلك الموجودة في المثال السابق، فنجد واحدةً منهما في منتصف السطر الثامن فوق حرف »واو« والثانية نجدها مباشرة بعد كلمة «سقيا» في السطر الذي يليه فوق كلمة »عاقل».
إذا عدنا الآن إلى الطبعات، نلاحظ أنه في طبعة «ديرينبرغ» (الجزء الأول، ص51، السطر17)، فالمقطع الذي ركز عليه «ابن خروف» يشبه المقطع الموجود في نسخة «شين» مع تغييرٍ لحقه وهو: «وسترى ذلك إن شاء الله مبيناً. وهو في ذلك..»، بينما قام «هارون» في الجزء الثاني، ص 125، السطر 7؛8؛9) بالجمع بين الروايتين.
أما بالنسبة لنسخة «ابن السراج»، فإن نسخة «شين» قريبةٌ منها جدًّا، في حين أن نص هذه المخطوطات التي يُرمز إليها بحرف «حاء» وكذا نسخة «ابن السراج» تتتفقان مع النص المكتوب في الصفحة الكاملة من مخطوطة «ابن خروف»، أما آخر ملحوظةٍ ذات صلةٍ بالفصل الواحد الثلاثين فهي كما يلي:
«المُعلم ثبت في كتاب حاء وابن السراج وهو لأبي الحسن في غيرهما»
وهذا يعني ما يلي: «إن ما يتعلق بموضوع الحركات ورد في كتاب «حاء» و «ابن السراج» غير أن نسخًا أخرى ذكرت أنه يعود ل«أبي الحسن»، وفي هذا الإطار إن ما يرتبط بالإشارات مذكورٌ في آخر سطرين من هذا الفصل وذلك من خلال دائرةٍ صغيرةٍ أولى وضعت فوق كلمة «تقول» (في السطر ما قبل الأخير) والثانية توجد في نهاية الفصل.
وعلى عكس ما حدث في الأمثلة السابقة، فقد احتفظت النسخ المطبوعة اللاحقة بنصٍّ يختلف عن النص الموجود في الصفحة الكاملة ل«ابن خروف»، وهو ما كان قد أشار إليه في الطرة من ظهور متغيراتٍ إضافيةٍ في نهاية الفصل ومن خلال المقارنة يبدو أن هذا الأمر ظاهرةٌ شائعةٌ وأنه من غير المجدي محاولة العثور على تفاصيل تاريخ النص من خلال هذه النقطة بالذات.
إن الأمثلة التي ذكرتُها تكفي في الواقع لإظهار أننا نوجد بفضل تعليقات «ابن خروف» الموجودة على الطُرر داخل مفهومٍ نقديٍّ حقيقيٍّ حيث المتغيرات فيه محددةٌ بشكلٍ جليٍّ ومنظمٍ، مع التأكيد أن هذه الأخيرة تشير إلى الأصول الحقيقية.
مع نص نسخة «شين» والطبعات المتداولة التي غالبًا ما تتعارض مع النموذج الأصلي ل«ابن خروف» الذي نقرؤه في «المتن»، يبدو أن هناك نسختين من متن «كتاب سيبويه»، والجدير بالذكر هنا أن مخطوطة «ابن خروف» هي التي تحافظ على كليهما في وقتٍ واحدٍ وبالتفصيل، وهذا الأمر يعد شاهداً مثيراً للاهتمام بتاريخ النص، غير أنه يبقى غامضاً تحديد ما إذا كانت هذه النماذج السالفة الذكر ممكنة التطبيق.

نماذج «ابن خروف»:
بالطريقة التي عرضت بها المخطوطة، يبدو واضحاً أنّ «ابن خروف» قد أكمل «الكتاب» ذلك عندما أضاف له ملحوظاتٍ وطرراً هامشيةً، وإذا أهملنا النسخ المجهولة المصدر المذكورة في الملحوظة الرابعة وكذلك نسخة «أبي الحسن»[19] الذي لم يذكر إلا في النسخ المجهولة، فقد استخدم «ابن خروف» ثلاثةَ أحرفٍ للإشارة إلى مصدر معلوماته وهي: «حاء» و«شين» وكتاب «ابن السراج»، وإذا أضفنا المخطوطة الأساسية ل«ابن خروف»(والتي اعتمد عليه لكتابة المتن)، نجد أنفسنا أمام أربع مخطوطاتٍ قد لا تتوافق أو لا تتوافق بالضرورة مع النماذج.

وقد أفادتنا ملحوظةٌ كتبها بخط يده في نهاية مخطوطة «باريس» والموجودة في الواقع في ورقة 164:
«انتهت المعارضة بالأصلين المذكورين والحمد الله».
وإذا عدنا للمخطوطة وحاولنا العثور على محل ذكر «ابن خروف» لنماذجه فإننا نرى أنه يشير إلى أولها في بداية «الكتاب» في المخطوطة الأولى حيث يقول: «لقد وجدت على ظهر كتاب «أبي نصر» مكتوباً بيد القاضي «أبي بكر» (...)، الكلمات التالية: «قرأت كتاب سيبويه بأكمله على أبي نصر هارون بن موسى النحوي» الذي قال لي: «قرأته كاملاً على أبي عبد الله محمد بن يحيى الرباحي، رحمه الله»[20]، وبما أن «ابن خروف» أتيحت له الفرصة لقراءة ما في مقدمة نسخة «كتاب سيبويه»[21] ل «أبي نصر هارون بن موسى»، فإنه بالتأكيد قد وضع نسخته من خلالها.
إن المخطوطة الأصلية ل «أبي نصر» هي في الواقع واحدةٌ من النسخ الأكثر شهرةً ل«كتاب سيبويه» والتي تلقّاها من شخصين لا جدال فيهما وهما: «أبو عبد الله محمد بن يحيى الرباحي»، الذي يرجع إليه الفضل في إدخال مصادرَ جديدةٍ أثناء قدومه للأندلس (وهو ما سوف نجده في شجرة الأنساب في اللوحة 2) و«أبو علي القالي»، مؤلف «الأمالي» الشهير، ومن ثم فإن «ابن خروف» اعتمد في نسخته على المخطوطة الأهم والأضبط من مخطوطات «كتاب سيبويه» التي دخلت الأندلس في عصره، وأما الإشارة إلى النموذج الثاني ل«ابن خروف» فموجودةٌ في المخطوطة بطريقةٍ غيرِ مباشرةٍ أيضا، وهو ما سطره في نهاية «الكتاب» من بياناتٍ في (الورقة164) حيث قال: «رأيت في نسخةٍ عتيقةٍ شرقيةٍ»، وهي النسخة التي نلمح فيها كتابة «أبي علي الفارسي» -رحمه الله - والذي كان قد نسخ مخطوطته عن أصل «أبي بكر بن السراج»، ومن المؤكد أن «ابن خروف» يشير لهذه النسخة ويرمز لها بحرف «شين» أي نسخة شرقية.[22]
ووفقا لملحوظة «ابن خروف» فإن النسخة «الشرقية» تومئ إلى «أبي علي الفارسي»[23] الذي نعرف أنه جمع عدداً هائلا من نسخ «كتاب سيبويه» القديمة التي نسخها بنفسه أو أمر بنسخها على أصلٍ مرفقٍ بحروف ترمز اختصارًا لمؤلفيها، لقد كان «أبو علي» يشير بصفةٍ مختصرةٍ[24] جدّا لأستاذيه «ابن السراج»[25] وكذا «الزجاج»[26].
ولذلك فإن «ابن خروف» استطاع الاستفادة من «نسخته الشرقية» وذلك من خلال الملحوظات التي كانت موجودةً في نسختَيْ هذين الطالبين الشهيرين ل «المبرد» وهما على التوالي «ابن السراج» و«الزجاج».
ومن هنا نرى بوضوحٍ أن نسخة «ابن خروف»منقولٌ متنها عن نسخة «أبي نصر هارون بن موسى»، أما «الطرر» فتشير إلى مخطوطةٍ شرقيةٍ عتيقةٍ كان عارفاً بها وهي تعيد الاختلافات أو التعليقات لنسختَيْ «ابن السراج» أو «الزجاج» والتي أشار إليها بحرف «حاء».

أصل نموذَجيْ «ابن خروف»:
ويبدو أن نموذجَيْ «ابن خروف» يوافقان نسختين من «كتاب سيبويه» وللعثور على أصل الاختلاف بينهما يجب الرجوع إلى شجرة اللوحة 2، حيث وضحت سلسلة نسخ نموذجَيْ «ابن خروف».
يمكن تقسيم ذلك الجدول إلى مرحلتين: الأولى من »سيبويه« إلى «المبرد» والثانية تجمع اثنين من طلاب »المبرد أي «الزجاج» و«ابن السراج« وصولاً إلى «ابن خروف»، لقد ظهرت في الواقع في بداية المرحلة الثانية نسختان ل«كتاب سيبويه»: واحدةٌ «أندلسيةٌ» وأخرى «مشرقيةٌ» حيث لكلِّ واحدةٍ منهما خصائصُ تميزها عن الأخرى.
كان الأندلسيون في الغالب يميلون إلى الأصول، وهو على ما ينطبق على«الزجاج»، لأنه وفقاً لبعض مصادر[27] سيرته الذاتية، فقد كانت في الواقع نسخته من «كتاب سيبويه» أكثر دقةً وكمالاً ما دفع ب«المبرد» لإرسال طلابه إليه، فقصدوه بدورهم بغية دراسة «كتاب سيبويه» عليه، حيث رحل اثنان من طلابه المصريين «أبو القاسم بن ولاد» و«أبو جعفر النحاس»، وقد نقلا إلى مصر نسخة «الزجاج» ودرّساها، كما وفد إلى القاهرة الأندلسي «الرباحي»[28] للاستفادة من هذين الأستاذين قبل أن يعود إلى الأندلس بنسخةٍ من «كتاب سيبويه» ستشكل أصلاً وأساساً لتنقيحٍ جديدٍ.
كما أننا نجد الناقل الأكثر شهرةً لنسخة «الرباحي» من «كتاب سيبويه» المسمى «أبو نصر هارون بن موسى»، وقد كانت نسخته واحدةً من اثنتين من نماذج نسخة «ابن خروف» وهي الأهم في الواقع لأنها النموذج الذي يعتمده في النص الكامل لنسخته.
إن أصل النص الشرقي المنقح هو ل«أبي علي الفارسي» الذي كان قد «قرأ» «كتاب سيبويه» تحت إشراف «ابن السراج» الطالب الثاني للمبرد، فوضع نسخته من «كتاب سيبويه» على منوال أنموذجه، ثم أضاف إلى نسخته في وقتٍ لاحقٍ التعليقات التي وجدها في المخطوطات المختلفة وخاصةً من نسخةٍ كانت بحوزة «الزجاج» والتي كان عليه أن يرمز إليها بحرف «حاء».
إن قصة تينك الملاحظتين النقديتين تعززهما جميع المخطوطات التي أتيح لي الاطّلاع عليها ويتبقى لي فقط توضيحٌ واحدٌ هو أن المخطوطة التي اعتمدها «ديرينبورغ» أصلا تجمع في نهاية المطاف جميع الطبعات المستخدمة وهي تلك المنحدرة بطريقة غير مباشرةٍ[29] من نسخة »أبي علي الفارسي». وهي شاهدةٌ على النسخة »المشرقية« المنقحة ل«كتاب سيبويه» وهذا هو السبب الذي جعلنا نلاحظ وجود تقاربٍ بين النصوص الموجودة في متن نسخة «شين» والطبعات الحديثة.

خاتمة:
تعتبر نسخة «ابن خروف» حاليًّا الشاهد الأقدم و الأكثر شمولاً والأوفي لأصلين مفقودين اليوم وهما أصل الأندلسي «أبي نصر هارون بن موسى» و أصل «أبي علي الفارسي»، و باعتماد «ابن خروف» على نسخة «أبي نصر هارون» يكون قد استند على أصلٍ نفيسٍ يمثل أقدم نسخةٍ معتمدةٍ في المشرق والأندلس، ويكون الأمر كذلك عند إعادة اكتشاف نسخة «كتاب سيبويه» في المشرق ل«أبي علي الفارسي» والتي يمكن اعتبارها نسخةً نقديةً مشرقيةً أخرى ومرجعًا نفيسًا كذلك.
تشكل النسختان اللتان احتفظ لنا بهما «ابن خروف» بشكلٍ آنيٍّ في متنهما، النسختين اللتين نجدهما بشكلٍ منفصلٍ في الغالبية العظمى من المخطوطات المحفوظة لدينا أي في تسعة وخمسين من ستين نسخةً من نسخ «كتاب سيبويه» التي اطلعت عليها لحد الآن، ويبدو من خلال ما سبق ذكره أن نسخة «ابن خروف» هي أقدم نسخةٍ نقديةٍ يُمكن أن يجدها المرء للنسختين النقديتين المنقولتين عن«المبرد»[30]، كما أن نسخة «ابن خروف» تُمثل دون ريبةٍ ولا شكٍّ وفقاً للمصادر الأكثر حجيةً في النقد المشرقي والأندلسي أفضل نسخةٍ من النسخ الكلاسيكية ل«كتاب سيبويه»على الإطلاق، كما يمكنها أن تنافس أفضل النسخ الحديثة بالنظر إلى تناسقها ودقتها وتميزها.

--------------------------------------
[1] تلك هي الطبعة الأولى لديرينبورج H. Derenbiurg: كتاب سيبويه، دراسةٌ في النحو العربي، مجلدان، باريس، المطبعة الوطنية، 1880_ 1889، ( أعاد طبعه G.Olms, Hildesheim New York 1970. الطبعة المصرية الأولى، غفل، طبعت بالمطبعة الكبرى الأميرية ببولاق، 1898- 1899 (أعيد طبعها ببغداد، مكتبة المثنى، 1965. والطبعة المصرية الثانية كانت بتحقيق عبد السلام هارون، 5 مجلداتٍ، القاهرة، الهيئة المصرية للكتاب، 1966_ 1967، هذه الطبعات كانت وراء خمول ذكر طبعة كلكتا، على الرغم من أنها طبعةٌ على سوية طبعة ديرينبورج تاريخيًّا، وهي لأكبر الدين أحمد خان بهادر (كلكتا مطبعة Guide الأوردية، 1887، ولم توزع إلا في دائرةٍ ضيقةٍ من الخواصِّ. وهي مستقلة تماما عن الطبعات الثلاثة الأخرى، ومما تختص به إدخال الشروح في قلب النص، وهو حال 99% من المخطوطات التي وصلت إلينا.
[2] بينت في بعنوان طبعات «الكتاب» لسيبويه وأصولها من النسخ المخطوطة في studies in the history of Arabic Grammar Il éd.pae K. Versteegh et M.G., Garter, Amestedam/ Philadelphie, 1990 
أن الطبعة المصرية الأولى لم تستند إلى أيِّ مخطوطةٍ، وأن عبد السلام هارون لم يشر إلا إلى نسختين هما الأحداث من بين النسخ المخطوطة في مكتبات القاهرة. وقد أشار في مقدمته إلى أنه اتخذ طبعة ديرينبورج نسخةً أساساً لنشرته.
[3] المرجع السابق: "طبعات الكتاب" لسيبويه وأصولها من النسخ المخطوطة ص 181- 186
[4] أشير إليها في آخر ما صدر من فهارس المكتبات الموجودة وأكثرها في تركيا، ولم يتح لي حتى الآن الاطلاع على العدد الأخير من الدورية المغربية «مجلة البحث العلمي» التي بلغني أنها نشرت بحثاً فيه إشارةٌ إلى اكتشاف نسخةٍ جديدةٍ لكتاب سيبويه.
[5] انظر على سبيل المثال بحث «طبعات الكتاب» لسيبويه وأصولها من النسخ المخطوطة، المرجع السابق ص 191-196
[6] يتعلق الأمر بمخطوطة مكتبة الأمبروزيانا بميلانو - إيطاليا- برقم عربي X056، وقد بينت في بحث بعنوان «مخطوطة أثرية لكتاب سيبويه» سينشر في دورية بدمشق:
Linguistique arabe et sémitique, Développements récents, édite par G. Bohas
[7] أثبت ابن خروف اسمه في نسخته على هذا النحو: «علي بن محمد (بن علي بن خروف وكنيته أبو الحسن» لمزيد من التفاصيل: ابن الزبير، صلة الصلة وهو ذيل لكتاب الصلة لابن بَشْكُوال في تراجم علماء الأندلس، الرباط ص 67 و122 - 123.
[8] ليس في سنة 558ه/1162، كما ورد في E.Blochet (فهرس المخطوطات العربية والاقتناءات الجديدة، باريس، Leroux، 1965، ص 280 الذي حذا حذوه فؤاد سيزكين وآخرون. سنة 558ه هي تاريخ إجازةٍ بالقراءة حصل عليها ابن خروف، كما ورد في حاشيةٍ مكتوبةٍ في ورقة 164
[9] الأجزاء المفقودة من النسخة هي: نهاية الباب الثاني، والأبواب من الثالث إلى السابع، وكذلك نصف الباب الثامن، والنصف الثاني من الباب السابع عشر، والأبواب من الثامن عشر إلى الخامس والعشرين، وكذلك المثلث الأول من الباب السادس والعشرين، والشطر الأكبر من الباب 112، والأبواب من 113 إلى 181، وثلاثة أرباع الباب 186، ومعظم الباب 235، والأبواب من 236 إلى 303، وكذلك الثلثان الأولان للباب 304 من اثنين إلى أربعُ كراساتٍ وأربعُ ورقاتٍ مفقودةٌ.
[10] خيطت الورقة المزدوجة الخارجية للكراسة الثالثة خطأً من أعلى خلال عملية ترميمٍ للمخطوطة أو إصلاحٍ لها أجري في الماضي، وكذلك أقحمت الخماسية (كراسةٌ مكونةٌ من خمس صحائف مزدوجةٍ التي تحمل أرقام الأوراق من 106 إلى 115 (الكراسة الحادية عشرة الحالية خطأ بين الورقتين 105 و106 بينما كان ينبغي أن تقرأ بعد الورقة رقم 142. وأخيرا وضعت الورقة 123 خطأ بعد نهاية الكراسة الثالثة عشرة بينما هي التالية للورقة 153.
ترتيب القراءات: الأوراق 1-105، 116-142، 106-115، 144-153، 143، 154-165
[11] انظر:
P.S. Van koningsveld, The Latin-Arabic Glossary of the Leiden University Library New Rhune Publischers, Leiden 1977, p 27-31 وعرض: d’Alverny et F. Déroche Scriptorium XXXV, 198/1 p 117-120
[12] انظر المصدر السابق P.S.Van koningsvel, p 29-30
[13] وضع العلامات الصوتية بدقةٍ على كلمات القرآن في المصحف هو من قبيل ما قامت بع علماء اليهود على نص التوراة، وهو بمثابة دليلٍ يستفاد منه في ترتيل القرآن على قواعد التجويد.
(*) ويطلق علماء التجويد على ظاهرة إخفاء النون الساكنة في الياء المتحركة بعدها مصطلح (إدغام ناقص بغنة.
[14] الأولى رباعيةٌ (كراسةٌ مكونةٌ من أربع صحائفَ مزدوجةٍ مبتورةٌ حاليًّا، مفقودةٌ منها أربع ورقاتٍ. نجد بعد ذلك خماسيةً أضيفت إليها الورقة 6، مرفوعةً فوق الشريط الزائد (ورقة 15، وتأتي بعد ذلك الكراسات الثالثة والرابعة والخامسة وهي خماسياتٌ (45 ورقة، ثم الكراسات الخمسة التالية (من السادسة إلى العاشرة سداسياتٌ (105 ورقة، الكراسة الحادية عشر رباعيةٌ أضيفت إليها ورقتان (115 ورقة، الكراسة الثانية عشر سباعيةٌ (129 ورقة، الكراسة الثالثة عشر 6/7 أضيفت إليها ورقةٌ مفردةٌ (143 ورقة، الكراسة الرابعة عشر خماسيةٌ (153 ورقة، وأخيرا الكراسة الخامسة عشر سداسيةٌ (165 ورقة. يرجع التوزيع غير المتماثل للكراسة الثانية عشرة 4/4 بالإضافة إلى اثنتين، والكراسة الثالثة عشرة (6/7 إلى زمن النسخ. أما الكراسة الرابعة عشرة التي هي اليوم 5/5 فقد كانت في الأصل 6/5، وذلك لأن الورقة 143 ألحقت بباقي الكراسة الثالثة عشرة لتحقيق التماثل.
[15] لأمثلةٍ أخرى على مزاوجة الورق والرق، انظر الآتي:
- M. Beit-Arié. Hebrew Cadicology. Paris, C.N.R.S. ( I.R.H.T, 1976, P38-39
- P.S.Van koningsveld, Op, cit., p 22-23
- E. Gachet, Papier et Parchemin, IPLInformations. 1982/16., p 43
[16] J.Irigoin , « les types de formes utilisées dans l’Orient méditerranéen ( Syrie, Egypte du XIe au XIVe Siècle » dans Papiergeschichte 13 ,1963, p. 18-20، النماذج والأشكال المستخدمة في شرق البحر الأبيض المتوسط (سوريا ومصر من القرن الحادي عشر إلى القرن الرابع عشر.
[17] انظر على سبيل المثال الأوراق 86 و95 بعنوان: « Arabian paper in Catalonia. Notes on Arabian Documents in the Royal Archives of the Kings of Aragon in Barcelona ». The Paper Maker 32, p21-30 1963 ,1، سوبيرا: الورق العربي في كتالونيا. تعليقات على الوثائق العربية في الأرشيف الملكي لملوك أرجون في برشلونة.
[18] هي نسخة جامع مفردات الأدوية والأغذية، لابن البيطار محفوظةٌ بالمكتبة الوطنية بباريس برقم 9/4766
[19] هو أبو الحسن الأخفش، أولُ ناقلٍ للكتاب. وسنلاحظ أن الأمر متعلقٌ بمرجعيةٍ حجةٍ، لا نسخةٍ كما في الحالات الأخرى.
[20] يتبع قائمة من الناقلين تصعد حتى سيبويه بوساطة سلسلة من العلماء الحجج الأثباث المشهود لهم نجدها في اللوحة رقم 2
[21] هذا ما يشهد عليه، من بين شهاداتٍ أخرى، ناسخ مخطوطة الكتاب المحفوظة بمكتبة الإسكوريال (casiri 1 بقوله: «قابلت كتابي هذا بأصل الأصول، أصل الأندلس الذي بخط العالم العلم الأستاذ أبي نصر هارون بن موسى».
[22] نعلم من تراجم ابن خروف أنه سافر مرتين على الأقل إلى سورية، ولعله قد اكتشف النسخة الشرقية في ذلك البلد
[23] انظر ترجمة الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي في: بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، 1964- 1995، المجلد 1، ص 496 - 498.
[24] جمعت هذه المعلومات في تعليقٍ لأحد النساخ موجود في طبعه ديرينبورج، المرجع السابق، المقدمة، ص 7، الموجودة في نسخته 8، وكذلك في عددٍ كبيرٍ من النسخ الحديثة للكتاب في إبرازاته المشرقية. وحول تاريخ نص الكتاب لسيبويه، بوجهٍ عامٍّ، انظر أطروحتي للدكتوراه التي عنوانها: «البحوث الأولى حول «الكتاب لسيبويه»، المجلد الأول: طرق الانتشار. المجلد الثاني: المخطوطات، التي ستنشر قريبا تحت عنوان «طرق انتشار «الكتاب لسيبويه».
[25] انظر ترجمة محمد بن السري أبي بكر بن السراج في المصدر السابق للسيوطي، المجلد 1، ص 109 - 110
[26] انظر ترجمة إبراهيم بن السري أبي إسحاق الزجاج في: المصدر السابق للسيوطي، المجلد1، ص 411 - 413.
[27] ذلك ما يؤكده - على سبيل المثال- النحوي الإشبيلي أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي في كتابه »طبقات النحويين واللغويين»، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، 1945، ص 119
[28] انظر ترجمة عبد الرحمان محمد بن يحيى الرباحي ( ت 358ه / 969م في كتاب الزبيدي المصدر السابق ص 335 - 340
[29] يبين التعليق المهم للناسخ، المشار إليه بالرقم 24، أن الزمخشري نقل نسخته من الكتاب من مخطوطة نسخت من نسخة أبي علي الفارسي. نسخة الزمخشري مفقودةٌ ولكن النسخة المحفوظة بمكتبة جوروم بتركيا
 (il Halk Kutuphanesi, Umumi Usul 2562-2565 هي أبو جراف (aporaphe) نسخةً تؤخذ من روايةٍ أخرى بدون وسيطٍ. في القرن الثامن عشر جرى نسخٌ من مخطوطة جوروم، من بينها النسخة A لديرينبورج.
ولي بحث حول مخطوطة جوروم بعنوان:
Un manuscrit du Kitàb de Sibawayhi et ses descendants Anatolia Moderna-Yeni Anadolu I, Bibliothèque de L’I.F.E.A. d’Instanbul XXXIII/ Adrien Maisonneuve, Paris 1991
في النسخة من الكتاب لسيبويه وسلالتها.
[30] نلحظ أن الدروس التي أولاها ابن خروف تنتهي عند المبرد، على حين نعلم من طريق شواهد أخرى أن «الكتاب» قد انتشر منذ القرن الثالث للهجرة/ التاسع للميلاد، عبر طرق أخرى غير تلك التي سارت من الأخفش إلى المبرد مرورًا بالمازني والجرمي، وأكثر تلك الشواهد ظهوراً هي مخطوطةً ميلانو (انظر هامش (4، ص 220 التي تتضمن روايةٌ أصليةً ل «الكتاب» هي الوحيدة المعروفة اليوم بأنها لم تقع تحت التأثير القوي لنسخة المبرد. وعلى ذلك ينبغي ألا تغيب عن أذهاننا حدود عمل «ابن خروف».