البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

الاستشراق والتشريع الإسلامي عرض ودراسة تحليلية

الباحث :  د. صاحب محمد حسين راضي نصار
اسم المجلة :  دراسات اسشتراقية
العدد :  31
السنة :  صيف 2022م / 1443هـ
تاريخ إضافة البحث :  October / 1 / 2022
عدد زيارات البحث :  1832
تحميل  ( 647.736 KB )
ملخَّص
اهتمّ المستشرقون منذ بدايات اتصالهم بالعالم الشرقيّ بمعرفة ما عليه شعوبه وأممه من اللغات والأديان والمذاهب والأماكن الاستراتيجيّة والآثار المهمّة والموارد الأساسيّة وبكلّ دقائقـه، وقد جعلوا لهذه الدراسات أقسامًا خاصّة في جامعاتهم ومنحوها عناية خاصّة، وليس ما قام به الرحّالة منهم إلى مواطن الشعوب الشرقيّة لدراسة كلّ ما يتعلّق بشؤونها التاريخيّة والدينيّة والسياسيّة والجغرافيّة والاقتصاديّة وما إلى ذلك، وكانت أعمالهم مضنية وتحتاج إلى جهود استثنائيّة بشريًّا وماليًّا...، ومن هذه الأعمال المهمّة التي تستحقّ الوقوف والدراسة والتحقيق ما قام به بعض المستشرقين دارسي التّشريع الإسلامي فقهًا وأحكامًا، ولاتّساع الموضوع تطلّب البحث التخصّص والتدقيق بكلّ مفردة. لذا، حاولت جاهدًا الإلمام بأغلب مفردات الموضوع ذاكرًا جهود المستشرقين وما قدّم إيجابيًّا وبالوقت الذي لم نغمطهم حقّهم في بذل الجهد والمال، لا يخفى أنّهم كثيرًا ما أساءوا فهم بعض النّصوص والمفردات والمسائل، لذا نراهم أحيانًا كثيرة اخطأوا بترجمة بعض المسائل والأحكام فتغيّر المعنى وأدّى بـالنتيجة إلى تغيير الحكم الشـرعيّ، وهو ما يمكن أن يعزى إلى أهداف وغايات لم تكن خافية على الكثير، وما يقودهم بـه جهلهم إلى سلوك غير علميّ يفرز بالضرورة نتائج سلبيّة غير سليمة، توجب قطعًا الوقوف منهم موقف الحذر واليقظة من هذه السموم، فعلى الباحث الموضوعيّ ألّا ينساق وراء هذه المسائل لكي لا يصل إلى نتائج لا تحمد عقباها.

الكلمات المفتاحيّة: التشريع الإسلاميّ، الاستشراق، الحكم الشرعي، المسار التاريخي، اليقظة.

المقدّمة
ولبيان مفردات الدراسـة بـالصورة العلمّية، انتظم البحث على فصلين؛ الأوّل منه اختصّ ببيان حقيقة الاستشراق وماهيّته وتاريخه وما مرّ بـه من نشـأة وتطوّر وصولًا لما نحن فيها الآن؛ وذلك في المبحث الأوّل منه، أمّا المبحث الثاني؛ فقـد حـوى الدوافع والأهداف والغايات للمستشرقين في دراساتهم وأبحاثهم، أمّا الفصل الثاني؛ فكان المبحث الأوّل منه يمثّل صلب البحث والغرض الأساس من الدراسة، وقد ضمّ أبرز دراسات المستشرقين للتّشريع الإسلاميّ وأهمّها وما اختصّوا به في هذا الجانب المهمّ، وتمّ توزيع هذه الدراسة حسب الدول في العالم ككلّ والتي لها جهد استشراقـيّ أكثر من غيرها، ومن ثمّ أدرجت أسماء المستشرقين لهذه الدول وفق المسار التاريخيّ لهم وضعت إزاء كلّ واحد منهم جهده وما اشتهر بـه، وقـدّمـت بـعد ذلك في المبحث الثاني نموذجًا تطبيقـيًّا لأحـد المستشرقين عرضت فيه سبب اختباره وجهده وعالجت بذلك أسلوبه دارسًا وناقدًا وموضحًا، ثمّ ختمت الدراسة بأهمّ النتائج التي أفرزتها الدراسة وتوصّل لها الباحث أردفتها بعد ذلك بأهمّ المصادر والمراجع المعتمدة. وأخيرًا، أرجو من الله العليّ القدير أن أكون قد وفّقت ولو بجزء يسير، وأسأله أن يأخذ بيدي لما فيه الخير والصلاح وأن يكون عملي خالصًا لوجهه الكريم خدمة لشريعة المصطفى الغرّاء إنّه نعم المولى ونعم النصير.

المبحث الأوّل
المسار التاريخيّ لنشأة الاستشراق ودوافعه
الاستشراق في لغة العرب: مشتقّ من كلمة شـرق؛ أي جهة شروق الشمس، وشرق أخذ في ناحية الشرق[2]، والسين في كلمة الاستشراق تفيد الطلب؛ أي طلب دراسـة ما في الشرق[3]، ويضارع موقع السين هنا موقعها في الذكر الحكيم لقوله تعالى: (وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ)[4]، ولفظة استشراق ومشتقّاتها مولدة استعملها المُحدّثون حين ترجموا كلمة (Orientalists) ثمّ استعملوا من الاسـم فعلًا، فقالوا: استشرق[5].

وقـد عرّف الغربيّون المستشرق (هو كلّ من تبحّر في لغات الشرق وآدابه)[6].
والاستشراق هو علم[7] يدرس لغات الشرق وتراثهم وحضاراتهم ومجتمعاتهم وماضيهم وحاضرهم[8]، والذي يبدو هنا أنّ العلاقة وثيقة بين المعنيين اللغويّ والاصطلاحيّ، وأطلق على الغربيّين الذين يقومون بتلك الدراسات بالمستشرقين (وهم جماعة من المؤرّخين والكتّاب الأجانب الذين خصّصوا جزءًا كبيرًا من حياتهم في دراسـة المواضيع التراثيّة والتاريخيّة والدينيّة والاجتماعيّة للشرق الإسلاميّ وتتبّـعها[9] وفي أحيان أخر يدعون (Arabist) أي المستعربون، علمًا بأنّه ليس كلّ مستشرق مُستعربًا[10]؛ لأنّ استعمال (استعرب) لدرس العربيّة فقط ومُستعرب مقابل للفظة (Arabist).

 ويراد بالمستشرقين العلماء الإفرنج الذين توفّروا على دراسـة تراث الشـرق عمومًا وعلى دراسـة الثقافة العربيّة وتاريخ العرب والإسلام والمسلمين وعلومهم وآدابهم وأخلاقهم وتقاليدهم[11]، ومنهم من يرى أنّ الاستشراق هو (اشتغال غير الشرقيّين وغير العرب بدراسـة حـضارة الشـرق ولغاته وروحانيّاته وأثر ذلك في تطوّر البناء الحضاريّ للعالم)[12]، والاستشراق ليس مقصورًا على كلّ من يهتمّ بالعرب والعربيّة، بل هي كلمة تطلق على دارس الشرق كلّه أو جزء منه، سواء أكان الشرق الأقصى أم الأوسط أم الأدنى، وتطلق على كلّ دارس لغاته وآدابه وحضاراته وأديانه[13]، والذي -يبدو لي- أنّ اصطلاح الاستشراق فيه تسامح؛ فالمعنى والمتبادر منه هو دراسة ما في الإسلام والمسلمين، ولعلّ لهذه المفردة مدلولها في تذويب المفاهيم الإسلاميّة ما كان صادرًا من اليهود والنصارى الباحثين، ومن ذلك ما شـاع في أدبيّات الشاميّين والمصريّين وكتاباتهم مطلع القـرن العشرين من كلمات «الشرق والشرقيّين» وقد كانت تعدّ مآخذ عليهم، كقـول أحمد شوقي:

نصحت ونحن مختلفون دارًا         ولكن كلّنا في الهم شرق[14]

أو كقول حافظ إبراهيم:

ألم تعلموا أنّا بذخرى نباغة              نُفاخر أهل الشرق في أيّ مجمع[15]

بينما كان المقصود هو العرب أو المسلمون، ولعلّ دعاتها أشبـه بـدعاة الفرعونيّة في مصر، هذا هو الاستشراق بمفهومه الواسع، والذي يهمّنا في هذه الدراسة هو الاستشراق المعنيّ بدراسة التشريع الإسلاميّ ومتابعته.

لا يوجد اتّفاق ورؤية موحّدة بين الباحثين والدارسين في موضوع نشأة الاستشراق وفي زمن محدّد ومعيّن لبداياته، وهذا إن دلّ فإنّما يدلّ على اتّساع دائرة الاستشراق وإيغالها في القدم وتشعبّها في الدوافع والغايات. وهنا، أحاول استعراض جلّ الآراء باختصار وترجيح ما يبدو إلى الرجحان في ذلك، ومن ثمّ بلورتها على شكل مراحـل وكما يأتي:

الرأي الأوّل: ويذهب إلى أنّ تاريخه يعود إلى القــرن الأوّل الميلاديّ عندما ظهرت معلومات مُفصّلة عن الخليج العربيّ وحملات الإسكندر فيه التي كتبها (فلافيسـوس أريان) اليونانيّ كان الغرض منها السيطرة على طرق التجارة[16].
الرأي الثاني: والذي يرجع تاريخه إلى الرهبان الذين قصدوا الأندلس أبـان مجدها طلبـًا للعلم وأبرزهم الراهب الفرنسيّ هربرت الذي انتخب بابا لكنسية روما عام 999م. وقد اتّسمت دراسة هؤلاء الرهبان وكتابتهم بالتخصّص بالتاريخ العربيّ الإسلاميّ وكذلك الأحوال الدينيّة للمنطقة العربيّة، وبرز فيها الأفكار المعادية للرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)والرسالة قصدًا أو عن غير قصد لجهلهم وحقدهم، لاعتمادها على الكذب والأساطير والتحريف[17]، ومن أبرز المرجّحين لهذا الرأي هو نجيب العقيقي.

الرأي الثالث: ويرى بأنّ الحروب الصليبيّة بداية الاستشراق، حيث بدا الاحتكاك السياسيّ والدينيّ بين الإسلام والنصرانيّة[18].
 الرأي الرابع: وينصّ بأنّ البدايات هي التي تزامنت مع الحروب الدمويّة التي نشبت بين المسلمين والنصارى في الأندلس بعد استيلاء ألفونسو السادس على طليطلة عام 448هـ[19].
الرأي الخامس: الذي يرى أنّ البـدايات تعود إلى القرن الثاني عشر للميلاد حيث كان أوّل ترجمة للقرآن الكريم إلى اللغة اللاتينيّة وذلك سنة 1143هـ[20].
الرأي السادس: حيث يميل أغلب المؤرّخين والباحثين إلى أنّ (بـدء الاستشراق الرسميّ بـصدور قرار المجمع الكنسيّ عام 1312م في فيينا بتأسيس عدد من كراسي الأستاذيّة في اللغة العربيّة واليونانيّة والعبريّة والسريانيّة في جامعات فرنسا ولندن وبولونيا وسلامانكا)[21].

الرأي السابع: الذي يرى أنّ البدايات تعود إلى حاجة العرب للردّ على أعداء الإسلام ولمعرفة أسباب القوّة الدافعة لأبنائه خاصّة بعد سقوط القسطنطينيّة عام 1453م حيث وقف المسلمون سـدًّا منيعًا لانتشار النصرانيّة وذلك بتسلّحهم بمفاهيم ومبادئ إسلاميّة[22].

وبعد هذا العرض المختصر للآراء، يمكن درجها على ثلاث مراحل، هي:
المرحلة الأولى: وتبدأ من اللقاء المبكر بين الإسلام والمسيحيّة الذي أشرنا إليه من القرن الثامن والعاشر الميلادي وتمتدّ هذه المرحلة إلى القرن الثامن عشر، وقد كانت دراسـة الإسـلام دراسـة مُعرضة في مجملها بسبب التّعصب الديني وكان معظم المستشرقين من اللاهوتيّين، حـتـّى بـلغ ببعض المستشرقين الحقد بأنّهم قاموا بحرق المخطوطات بعد تحقيقها.

المرحلة الثانية: امتدّت من القرن الثامن عشر إلى منتصف القرن العشـريـن، وقـد ظهر في هذه المرحلة عاملان أثّرا في دراسة الإسلام، هما حركة الاستنارة والحركة الرومانسيّة.

المرحلة الثالثة: وتبـدأ من أواسط القرن العشرين، والمُلاحظ في هذه المرحـلة أنّ الموضوعات والبحوث تكاد تقترب من الموضوعيّة والإنصاف وإن كان بعضها بعيدًا عن ذلك[23].

ومن الجدير بالبيان أنّ أيّ عمل أو موضوع أو مسألة لم تتّضح وتتكامل رؤيتها وصورتها الحقيقيّة إلّا بعد مدّة من الزمن، علمًا بأنّ المساهمات الأولى -التي لا يمكن إغفالها والاستهانة بها- لا تمثّل الاستشراق بصورته الحاليّة المتكاملة من الغزارة والتخصّص ويكون له أصوله ومدارسه ومناهجه.

وبالخلاصة: يمكن القول: إنّ بـدء اتّصال الغرب بـالحضارة العربيّة اتصالًا فعليًّا ومؤثّرًا منذ بزوغ النهضة الأوروبيّة في القرن العاشر الميلاديّ أو قبله بقليل، فقد ظهرت طلائع المستشرقين آنذاك وهم طائفة من علماء الغرب وجمهوره من الرهبان وبدا أكثر ما يكون تنظيمًا وانتشارًا واستمرارًا بالفاتيكان للإفادة منه في الردّ على البروتستانتيّة بعد انفصالها عنهم، وقـد عرفه هؤلاء من عرب الأندلس فأخذوا يتعلّمون العربيّة واطّلعوا على التراث العربيّ والثقافة العربيّة ودرسـوه. وبـعد ظهور أو اختراع المطبعة، في القرن الخامس عشر الميلاديّ نلاحظ أنّ المستشرقين كانوا من أسبـق الناس إلى طبع الكتاب العربيّ «وإنّ المرء ليعجب من غزارة ما طبعوه من تراثنا، وكان هذا الاختراع العظيم إنّما جاء لخدمة ذلك التراث وحده وإذاعته ونشره، وكأنّه لم يكن بين أيدي الناس في تلك الأيام من تراث الإنسان إلا تراث العرب[24]».

ولتأكيد ما أوردناه، نذكر النصّ الآتي: -»يكاد الإجماع ينعقد على أنّ الاستشراق كحركة منظّمة بدأت مع أواخر القرن الثامن عشر وطليعة القرن التاسع عشر لم تكن نتيجة لحبّ الاستطلاع لمعرفة الشرق بقدر ما هي حركة مرتبطة أساسًا وهدفًا بالمطامع التجاريّة والاقتصاديّة، وإثبات التفوّق فضلًا عن الأغراض الدينيّة التبشيريّة[25]»، وهو ما سنوضحه في المبحث الآتي.

 نعم، لم يكن اعتزازًا أو اهتمامًا بـــتراثنا وإنّما لحاجتهم إليه لما فيه من كنوز وعلوم ومعارف وبفضلها بلغوا ما أرادوه وكذلك نواياهم الشريرة والحاقدة في التبشير بالمسيحيّة ومحاربة الإسلام فضلًا عن الاستعمار بشتّى صنوفه السياسيّة والعسكريّة والاقتصاديّة والاستراتيجيّة والثقافيّة وما إلى ذلك كثير.

دوافع الاستشراق وأهدافه
إنّ الذي حفَّز المستشرقين إلى الدراسات الاستشراقيّة دوافع متعدّدة تشكّل بمجموعها مواقف تكاد تكون أغلبـها سلبيّة تجاه الشرق وتراثه، وأحـاول الآن تلمّس الأسبـاب والأسس لهذه الدوافع والبواعث بعد أن استعرضنا الآراء في نشأة الاستشراق والمراحل التي مرّ بها حـتّى الآن وسـوف نعالجهما ونحلّلهما وفق العوامل التي أسهمت إسهامًا فاعلًا وجادًّا ونحاول استعراضها كما يلي:

 أوّلًا: الدافع الدينيّ التبشيريّ: بعد انتشار الإسلام برسالته السماويّة السمحاء في أرجاء المعمورة وأثر ذلك فكريًّا وسياسيًّا وأخلاقيًّا وسلوكيًّا، من الطبيعي أن يكون على حساب ما كان مطروحًا من أفكار ورؤى سياسيّة متمثّلًا بالإمبراطوريّة الرومانيّة المسيحيّة التي كانت تدّعي بأنّها الممثّل الوحيد للدين المسيحيّ في العالم الغربيّ، وغيرها من مراكز الثقل الدينيّ والسياسيّ والتي لم تكن بمستواها من حيث التأثير والقوّة.

فكانت بدايات التفاعل الفكريّ والثقافيّ الواسع بواسطة -الأندلس- لاحتضانها مدّة ليسـت بالقصيرة زمنًا من الغربيّين متأثّرين بالثقافة الإسلاميّة وبالفكر والمقوّمات الثقافيّة نتيجة وضوحها وبساطتها وبعدها عن التعقيد والانحراف ممّا حدا برجال دينهم وقادتهم التحرّك وفق هذا المنظور، فقـد ذُكر بأنّه حين التقى الإسلام بالمسيحيّة في الأندلس، وأقبـل المسيحيّون على دراسته بحماسة استرعى نظر علماء رجال الدين المسيحيّ، فقد شكا الأسقف (الفارو) من هذه الظاهرة حين اتّهم كثيرًا من المسيحيّين بقراءة الشعر العربيّ وفلسفة المسلمين وفقههم لا لدحضها بل لإتقان العربيّة والتعبير بها ببلاغة، ولكنّهم لا يستطيعون إتقان كتابة رسالة باللغة اللاتينيّة حـتّى لقـد نسوا لغتهم[26]، ومن الواضح أنّ أوّل الدوافع والأهداف من أعمال المستشرقين وبدايات الاستشراق من القرن الثاني عشر الميلاديّ والقرون التي تلته هو التبشير، وهذا هو البـاعث في مقـدّمة الدوافع الاستشراقـيّة كيف لا وإنّ الاستشـــراق هو «أوّل ما ظهر بالرهبان[27]».

إنّ التقدّم الحضاريّ للعرب والمسلمين أدّى إلى أن تتحفّز أوروبا لمعرفة ما في الشرق من علوم وتراث تدفعهم عصبيّة الكنيسة لتشويه الحقائق والطعن بفكر الإسلام ودينه، وقلب المحاسن مساوئ بحيث وصفوا الإسلام بأنّه دين جامد غير قابـل للتطوّر، وأعطوا صورة غير حقيقيّة ومشوّشـة عن الإسلام والواقع يكذّبهم لقوله تعالى: (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا) [28]، وأصبـح الكذب على الإسلام ورسـوله(صلى الله عليه وآله وسلم) وكتابـه هو ما يميّز هؤلاء ولما توسّعت اتّصالات الغرب بالشـرق وبـانت لكثيرين منهم الحقائق على ما هي عليه تزعزعت الثقة بكتابات المستشرقين، وعلى سبيل المثال لا الحصر: كتاب الأبطال لكارليل[29]، الذي وضّح فيه جانبًا مشرقًا لسيرة المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى أنّه بطل عظيم لا رسول كريم[30].

وفيه طعن لمقام النبوّة؛ حيث جعل الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) في مقام أيّ بطل من الأبطال، ويكفي الرسول الكريم مقامًا عظيمًا أنّه وصف من قبل الله عز وجل بأنّه رسـول الله وخاتم النبيّين وقـد أورد البهي بهذا الخصوص ما نصّه: «والسبب الرئيسيّ والمباشر الذي دعا الأوروبيّين إلى الاستشراق هو سبب دينيّ في الدرجة الأولى، فقد تركت الحروب الصليبيّة في نفوس الأوروبيّين ما تركت من آثار مرّة عميقة وجاءت حركة الإصلاح الدينيّ المسيحيّ فشعر المسيحيّون بروتستانت وكاثوليك بحاجات ضاغطة لإعادة النظر في شـروح كتبهم الدينيّة، ولمحاولة تفهمّها على أساس التطوّرات الجديدة التي تمخّضت عنها حركة الإصلاح، ومن هنا اتّجهوا إلى الدراسات العبرانيّة وهذه أدّت بهم إلى الدراسات العربيّة فالإسلاميّة؛ لأنّ الأخيرة كانت ضروريّة لفهم الأولى[31].

ثانيًا: الدافع السياسيّ والاستعماريّ: إنّ دوافع الاستشراق السياسيّة والاستعماريّة تهدف من بــين ما تهدف إلى تعريف الدوائر الاستعماريّة السياسيّة بالجوانب الاستراتيجيّة والتراثيّة والحضاريّة والتاريخيّة للشرق بـصورة عامّة والوطن العربيّ على وجه الخصوص؛ لأنّه يُمثّل الأساس الدينيّ والحضاريّ والاقتصاديّ. وإنّ هذا الدافع ما هو إلّا مادّة وظيفيّة موضوعة في خدمة المنهج السياسي الغربيّ للمرحـلة الاستعماريّة، لذا يملي على المستشرقين عملًا في البلدان العربيّة والإسلاميّة، منها ضرورة إتقان اللغة، والتخصّص في فنون الشرق، فضلًا عن أنّ بعض المستشرقين لديه ولع خاصّ يحدو بـه إلى الاضطلاع بمهمّاته التي توجّهها الدول الاستعماريّة وفق تخطيط وتنظيم.

 لذا، نراهم يشكّكون المسلمين بعقيدتهم أو التقليل من أهمّيّة تراثهم، فقـد أغدقـت الجهات الاستعماريّة بمختلف صورها على جملة من المستشرقين بمختلف الإمدادات، وعلى سبيل المثال لا الحصر: المستشرق المجريّ (كولد تسهير) اليهوديّ الذي قـدّم الكثير من المعلومات للأيمان، فقـد رسـم صورًا عجيبة مدهشة ومتناقضة للتراث العربيّ الإسلاميّ[32].

 ومن المعلوم أنّ أطماع الغرب في الشرق لم تنقطع حتّى بعد هزيمتهم في الحروب الصليبيّة، فنجد أنّ الحكومات الغربيّة قد استعانت بالمستشرقين فجعلتهم في سفاراتها ليؤدّوا لها الخدمة المطلوبـة؛ وذلك بدراسة الشرق من نواح متعدّدة تاريخًا ولغة وعقيدة وعادات وثروات، ولا شكّ في أنّ معرفة النواحي المتقدّمة تسهّل معرفة كوامن القوّة والخير والمنافع، وهذا ممّا دفعهم بعد تمكّنهم من الشرق عسكريًّا بعد الحرب العالميّة الأولى لمحاولة السيطرة على محاور الارتكاز في الشرق وزعزعته روحيًّا ومعنويًّا أو سلب خيراته، وتمزيق وحدته وبثّ الفتن وتطبيق مبـدأ (فرّق تسـد[33]). وعليه، فإنّ الحركة الاستشراقـيـّة قـديمها وحديثها خدمت الاستعمار بصورة مباشـرة أو غير مباشرة فأساءت إلى كلّ ما هو عربيّ أو إسلاميّ عن عمد أو غير عمد[34].

وإنّ البعثات الدبلوماسيّة تؤدّي دورها الاستشراقـي أيضًا؛ فكثير من أعضائها وقناصلها كانوا من العاملين في حقل الاستشراق وكتبـوا عن العرب والإسلام الشيء الكثير، فكان (بـوكون) قنصلًا لفرنسا في حلب، و(كلرمهون) قنصلًا لفرنسا في القدس ثمّ في الأستانة، و(بـوتي) الذي كتب عن المدينة الإسلاميّة قد عُيِّن من قبل الإدارة الفرنسيّة في المغرب الأقصى[35].

ثالثًا: الدافع العلميّ الثقافيّ: يبدو أنّ هذا الدافع على وجه الظاهر يحمل صفة تكاد تكون إيجابيّة لوجود فئة قليلة منهم بالنسبة اندفعت برغبة علميّة لدراسة الإسلام وحضارته، والبحث عن الحقيقة، وإنّ هذا النوع من المستشرقين يفترض فيه التجرّد من الأهواء والأحقاد. لذا، جاءت بعضٌ من دراساتهم وأبحاثهم أقرب إلى الحقّ والمنهج العلميّ السليم. رغم هذا، نجد في ثنايا كتاباتهم سلبيّات؛ فهي إمّا أن تكون بسبب جهلهم باللغة العربيّة، أو لحقدهم ومكرهم كما حدث لبروكلمان[36]. عندما ترجم عنوان کتاب فقهيّ بشأن (ذبائح أهل الكتاب) للشيخ المفيد في مدى حلّيّتها وحـرمتها فكانت الترجمة تحت عنوان (رسالة في معارك اليهود والنصارى) وقـد وقـع في الخطأ نفسه المستشرق كولدتسهير[37]؛ وذلك لحقدهم أو لعدم فهمهم أو تأثّرهم بالمفاهيم الغربيّة التي يعيشونها التي تختلف اختلافًا جذريًّا مع مفاهيم الشـرق والإسـلام بـصورة خاصّة، فضلًا عن البيئة التي درجوا فيها هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لكون هذا الخطأ عن عمد وقصد لتشويه الحقائق.

 إن هذا الدافع والباعث للمسائل العلميّة المحضة والرغبـة الثقافيّة في الاطّلاع على ما في الشـرق الإسلاميّ من معارف وعلوم وتشريع وحضارة وتقدّم؛ لأنّه كان يُمثّل قمّة التقدّم البشريّ حينذاك، ومن الجدير بالبيان أنّ حركة الاستشراق بصورة عامّة في واجهتها ودعواها ذات مظهر ثقـافيّ علميّ حيث قادها جماعة من الغربيّين تفرّغوا في دراساتهم لأحوال الشرق العلميّة والثقافيّة والاجتماعيّة والسياسيّة والتي كانت لها تأثّر بالغ الأهمّيّة في حياة الشرق العلميّة والثقافيّة والفكريّة والاجتماعيّة والسياسيّة لما تتمتّع به الثقافة من مركز خطير في حياة كلّ أمّة وجماعة إنسانيّة، وقد جاءت حركة الاستشراق بصورة واسعة النطاق بقيادة من يصفون أنفسهم أحيانًا غالبـة بـرجال دين كرّسـوا حياتهم لخدمة دياناتهم الخاصّة وكانوا يحاولون أن يُسبغوا على أبحاثهم الصفة العلميّة الموضوعيّة فضلًا عن رجال الدين المبشّرين بالمسيحيّة الذين كانوا بصورة أخرى يعملون بصورة علنيّة، كما ذكر آنفًا.

رابعًا: الدافع الاقتصاديّ والتجاريّ: إنّ معرفة الغرب للثروات الطبيعيّة وأحـوال الأسواق التجاريّة والصناعات في الشـرق فضلًا عن وجود أهمّ الموادّ الأوّليّة من شـتّى الصنوف وما إلى ذلك دفعهم إلى إيجاد أسـواق لصرف بضائعهم، وعملوا على عرقلة إنشاء مصانع حيويّة في الشرق ممّا جعل السوق الشرقيّ سوقًا استهلاكيّة، كما عمل الغربيّون على شراء الموادّ الأوّليّة بأبخس الأثمان، وردّها مصنّعة بأسعار باهظة، ولا يخفى فإنّ هذا الدافع له أثر كبير في تنشيط الاستشراق[38].

وقد يكون الدافع الاقتصاديّ الذي أوجده الفعل الاستعماريّ مرتبـطـًا بـالهدف العلميّ؛ باعتبـار الاستشــراق مهنة علميّة يُوظّف لها الأكفّاء والمتخصّصون، فأساتذة اللغات الشرقيّة في العصر الوسيط عملوا لقاء أجر، وأوائل المستشرقين والموسرين نالوا جزاءهم بإرساء النهضة الأوروبيّة على خيرات الوطن العربيّ، وقـد أغدقت الدول الاستعماريّة على جملة من المستشرقين بمختلف الإمدادات حتّى شكّل ذلك دافعًا اقتصاديًّا لدى البعض منهم، أو مكسبًا شخصيًّا أو سياسيًّا يحقـّق للبعض مرادهم. وقد أورد العقيقي بهذا الخصوص ما نصّه:

«فلمّا أرادت معظم دول الغرب عقد الصلات السياسيّة بدول الشرق والاعتراف من تراثه والانتفاع بثرواته والتزاحم على استعماره، أحسنت كلّ دولة إلى مستشرقيها، فضمّهم ملوكها إلى حاشيتهم أمناء أسراره وتراجمة وانتدبوهم للعمل في سلكي الجيش والدبلوماسيّة إلى بلدان الشرق، وولّوهم المناصب وأجزلوا عطاءهم في الحلّ والترحــال ومنحـوهم ألقاب الشـرف وعضويّة المجامع العلميّة[39]».

وخلاصة القول إنّه يوجد دوافع أخرى يمكن إدراجها ضمن الدوافع الأخرى المذكورة آنفًا كالدافع الاستراتيجيّ والبيئيّ وما إلى ذلك. ومن خلال هذا العرض المختصر للدوافع والأغراض والأهداف والغايات توضّحـت وبرزت في ثنايا البحث مسائل مهمّة وبخصوص قسم منها، وعلى الرغم من تعدّد الدوافع لكن يرد التأكيد على الجانب الدينيّ التبشيريّ؛ للأسباب الآتية:

إنّ العالم الإسلاميّ العربيّ يُعتبر نقطة الارتكاز المهمّة في الشرق من الناحية الفكريّة والسياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة وغيرها.
أهمّيّة الشرق الاستراتيجيّة وما يتمتّع به عالميًّا من جميع المعطيات وبـالأخصّ مكانة العالم العربيّ الإسلاميّ منها.
بما أنّ الجانب التّشريعيّ الفقهيّ الذي هو الأحكام العمليّة الشرعيّة للإسلام يمثّل صلب البحث ومدار الدراسة. لذا، كان الاهتمام بهذا الخصوص ومدارسته بشـتّى طرقـه لـبـيان هدف البحث والغاية من الدراسة وإثبـاتها وتأكيدها.
 الهزائم العديدة للغرب عسكريًّا أبرزها الحروب الصليبيّة ذات الدوافع الخبيثة والنوايا الخطرة، والانهيار الثقافيّ؛ لعدم التزامهم الحقيقيّ بالكتب المقدّسة، نظرًا لتحريفها وعدم التوجّه الفكريّ العقائديّ لها، لذا نجدهم اختاروا هذا المسار كمحاولة للوقوف أمام لغة الحوار الإسلاميّ الفكريّ والعقائديّ حيث يمثّل لغة القرآن الكريم، ولذا كانت البعثات والشخصيّات والمؤسّسات والحملات وغير ذلك تتري الواحدة بعد الأخرى بصورة مباشرة علنيّة وغير ذلك بأساليب ووسائل شتّى، لذلك كلّه يجب الحيطة والحذر من دراساتهم وأبحاثهم ورصد ما وراء ذلك بعين التركيز والعمق.


المبحث الثاني
الجهد الاستشراقيّ العالميّ في الفقه الإسلاميّ؛ عرض عامّ ونموذج تطبيقيّ
أحاول في هذا المبحث أن أعرض فيه لأبـرز المستشرقين الذين كتبـوا في التّشريع الإسلاميّ ودرسـوه وبحثوا وحقّقوا فيه، وما يتعلّق بـه تاريخًا وتأليفًا، وبالذات ما يخصّ الفقه الإسلاميّ أحكامًا وجهودًا، وكانت الخطّة في تنظيمه وتبويبه حسب الدول التي بـرز بها باحثون ودارسون كثر ويكون ترتيبها على هذا المنهج ومن ثمّ درج أسماءهم وجهودهم إزاءها وفق المسار التاريخيّ. وبهذا لا أدّعي قـد أحـطـت بـكلّ الجهد الاستشراقـيّ بـالرغم من أنّني حاولت ذلك جادًّا وجاهدًا. وينتظم الفصل على مبحثين؛ الأوّل: منهج يوضح الجهد الاستشراقيّ بشأن الفقه الإسلاميّ في جميع أنحاء العالم، والثاني منه: يعرض لدراسـة مستشـرق اختصّ في هذا المجال كنموذج تطبيقيّ على سبيل المثال لا الحصر، كما يأتي:

أوّلًا: الجهد الاستشراقيّ بشأن الفقه الإسلاميّ في أنحاء العالم
من خلال بيان الجهد الاستشراقيّ العالميّ واستقرائه بشأن الفقه الإسلاميّ، بـرزت دول عديدة لها جهود في هذا المجال العلميّ الدقيق، وقـد حـاولت إفراز كلّ جهد يعود لكلّ دولة على حـدّة حـتّى يتوضّح لدينا مقدار الجهد المبذول وثقل ذلك البلد علميًّا ومن ثمّ يكون ترتيب المستشرقين في تلك الدولة وفق المسار التاريخيّ، كما يأتي:

مستشرقو فرنسا

كان جهد المستشرقين في فرنسا يعود إلى أواسط القرن الثالث عشر للميلاد بصورة عامّة ثمّ ازداد الاهتمام في القرن السادس عشر عندما نشأت الكلّيّة الملكيّة لتدريس اللغات الأجنبيّة، وفي القرن السابع عشر نشطت الدراسات الشرقيّة فيها لأسباب دينيّة وسياسيّة[40].
ومن الجدير بالبيان، أنّ فرنسا انفردت من بين سائر الدول الأوروبيّة بتعدّي الاستشراق لحدودها وامتداد الاستشراق الفرنسيّ إلى البلدان العربيّة مشرقيّة ومغربيّة وخاصّة في الجزائر وتونس والقاهرة ودمشق وبيروت حيث جامعة القديس يوسـف التي يعمل فيها عدد كبير من الآبـاء اليسوعيّين من المستشرقين[41]، ثمّ حـذت أمريكا وبريطانيا وألمانيا حـذوها في فتح المعاهد والجامعات في المشرق لتخدم أغراضهم.

وفيما يأتي إدراج أبرز المستشرقين الفرنسيّين:
پوستل (1581-505) (،) له (عادات وشريعة المسلمين).
فرنسـوابــتي (1712 - Etis p) ترجم أربـــع مخطوطات تبحـث في دين الدروز[42].
ديكوروا (1835-1775 Du Caurroy) ومن أبرز مؤلّفاته التّشريع الإسلاميّ في المذاهب الإسلاميّة.
البارون دي ساسي (1838-1758 De Sacy) وعدَّ إمام المستشرقين في عصره، اختلف العلماء في أوروبا قاطبة عليه وأخذوا عنه ونَظَّموا الاستشراق في بلدانهم على نمطه بفضله، ألّف روح الشرائع، وكتب عن ديانة الدروز (كفرقة).
بوتيه (1873-800) (،) له المذاهب الفقهيّة التي نشأت لدى المسلمين.
الدكتور برون (876 -802) (..)، له ترجمة المختصر في فروع المالكيّة لسيدي خليل (طبـع متنًا وترجمة على نفقـة الحبـية الفرنسيّة). وترجمة ميزان الشرع الإسلاميّ للشعراني.
بلن (1877-1817 Belin) وله: درس الأوقاف الإسلاميًة درسًا مشبعًا. ودرس المذهب الحنفيّ من خلال معالجة الجهاد والأوقاف والزكاة. ودرس فتوی متعلّقة بغير المسلمين، مختصّة بالمسيحيّين بـالأراضي الإسلاميّة (أحـكام أهل الذمّة).
اریستیدمار (1918-823) (،) نشر كتاب بهاء الدين العامليّ؛ وهو فقيه من الإماميّة لبنانيّ من جبل عامل، وكان قد طبع في كلكتا عام 1912.
دیجا (1894-1824 Dugat .G) له تصنيف تاريخيّ في فقهاء المسلمين وفلاسفتهم من عام..632-.
دي ميتار (1908-1826 D. meymaral) وله: بحث عن الفقيه الحنفيّ محمّد بن الحسن الشيبانيّ، ترجمة كتاب مجموعة شرائع تتعلّق بالمسلمين.
فنيان (- 1846 Fagnan M E) وله: وضع المقابلات في فقه مالك لسيدي خليل عام 889 أي محمّد (المقابلات) في الفقه المقارن، ترجم الحكّام السلطانيّة للماورديّ 1915، ترجم كتاب الخراج لأبي يوسف 1921، درس الجهاد أو (الحرب المقدّسة) في ضوء الفقه المالكيّ 1908، الزواج في الشرع الإسلاميّ 1909.
هبار، (1927-1854 Huart CI) له: ترجمة الصلاة القانونيّة (الشرعيّة، الفرائض) في الإسلام وهي منظّمة على شكل قـصيدة كرديّة قديمة تشتمل على شرائط الصلاة وأركانها وأقسامها متنًا كرديًّا وترجمة فرنسيّة عام 1895م.
باسه، (1924-1855 R. Basset) له صلاة المسلمين في الصين 1878.
هري لامنس اليسوعيّ (1937-1862) له: الحجّ إلى مكّة عام 1902، موقف الإسلام من الفنون المصوّرة عام 1915، الإسلام عقائد ونُظم عام 1926،  الفقه الإسلاميّ عام 1934.
جان أرتوركي (1928-1874 J. Armork) نشر کتاب الأشربة لابن قتيبة.
وليم مارسه (1956-1874  Marcals.W) اتّصل بالفقهاء الذين يعلّمون العلوم الإسلاميّة. ومثّل الدراسات العربيّة والعلوم الإسلاميّة في مجمع الكتابات والآداب خير تمثيل.
أمیل آمار (1883 Amar-EM) له تحقيق المدوّنة الكبرى في الفقه المالكيّ مالك بن أنس.
هنري برونو (1948-1888 Bruno.H) له: النظام الماليّ في الإسلام، مسؤوليّة الواقع للأشياء الساكتة عند المذهب المالكيّ (يبدو أنّه يريد بها غير الناطقة).
أوكتاف بل (1947-1889 O. Pesle) وله القَسَم في الشريعة الإسلاميّة، واقعيّة القانون الإسلاميّ (يراد به الفقه الإسلاميّ)، التبنّي والوصيّة والزواج والإرث والكفالة والهبة في الإسلام.
ليون بيرشه، (1955-1889 L. Bercher) له: كتابات فقهيّة إسلاميّة عديدة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للغزالي.
لوبينياك (1946-1892 Loubigniac) له: تقسيم التركة في الإسلام، التمثيل في الشرع الإسلاميّ، نظام الري في الإسلام، البيع المسبق في الإسلام (أعتقد المطلوب هو البيع المؤجّل).
لفي بروفنال (- 1894 LEVI-PROVENCAL) له تقويم كتب الشريعة، وترجمة قطعة مصوّرة من صحيح البخاري عام 1928م.
برونشفيج (- 1901 B. Branschving) له بحوث وكتابات فقهيّة عديدة، منها: التعبير عن الشكّ في الفقه الإسلاميّ، آراء اجتماعيّة في القانون الإسلاميّ (المراد الفقه الإسلاميّ)، حجّة فقهيّة إسلاميّة من القرن العاشر الهجريّ.
لاتور (- 1904 Latoust) له بحوث فقهيّة، أبرزها: عرض للشريعة الإسلاميّة عام 1945م.
لاوست (- 1905 Laoust) له: آراء في مذهب ابن تيميّة في إشهار الطلاق وغيرها ويكاد أن يكون متخصّصًا في فقه ابن تيمية، كتابات عن ابن حنبل وفقه.
لابان جوانفيل (- 1905 Lapanna joinville) له: تنظيم الملكيّة بين الأزواج على المذهب المالكيّ، ما يتعلّق بالأسرة والزواج والنفقة والطلاق والقاصر في الفقه الإسلاميّ.
جينون (-1951 Guenon Rene) اعتنى بالدراسات الإسلاميّة وبالخصوص الفقهيّة واعتنق الإسلام على المذهب الإسماعيليّ.
ليسياني Luciani (بدون تاريخ) له: كتاب الوصيّة والبيوع من صحيح البخاري، کتاب البيوع من الموطأ لمالك بن أنس.
أنجر Angeer (بدون تاريخ) طبع الأحكام السلطانيّة للماوردي وترجمه إلى الفرنسيّة عام 1902م.
بلتیه Pellier (بدون تاريخ) له: ترجم من صحيح البخاري الوصايا عام 1909، والبيوع والسلم والخيار عام 1910 كذلك من صحيح البخاري، ترجم اليبوع من موطأ مالك بن أنس عام 1911.
بوسکه (Bousquet. G. H) له: الزواج المشروط، مختصر الفقه الإسلاميّ على المذهب الشافعيّ، الفقه الإسلاميّ والعرف في شمال إفريقيا، سرّ تكوين الفقه وأصوله، الوصايا على القصر، الطهارة والتطهير في الإسلام، المختصر في الفقه المالكيّ.

مستشرقو ألمانيا
يُعدّ الاستشراق الألمانيّ في مقدّمة الاستشراق على وجه العموم ولحيويّته البالغة في الدراسـات الفقهيّة؛ لأنّه انصبّ أساسًا على الحركة التي انفصل بها لوثر عن الفاتيكان (1483- 1546)، فقـد أنكر على البابا سلطانه وراح يحاربه بالتوراة وهي أسّ العهد الجديد، وأبرز مستشرقيهم:
وستنفلد (1899-1808 Wustenfeld) وله: تاريخ الفقيه الإمام الشافعي، تهذيب الأسماء للنووي.
مرقس يوسف مولر (1918-1851 M. Harimamn) له: الإسلام عقيدة وفقه عام 1908. القانون في الإسلام عام 1914 (أعتقد يُراد به الفقه الإسلاميّ) 1906.
فرانكيل (1909-1885 Fraenkel .S) له القانون الإسلاميّ (أعتقد يراد به الفقه الإسلاميّ) 1906. وضع مصنّف في الإسلام ومحمّد.
زايبولد (1921-1859 Seybold G. F) له الفرائض في الإسلام عام 1914.
ميتفوخ (1942-1867 Mittwoch Fug) له: نشأة الصلاة والشعائر في الإسلام 1911، فتاوى الإسلاميّة 1926(أي يراد به مسائل فقهيّة وإجاباتها).
گارل بروکلمان (-1868 G. Brokelmann) من أبرز مؤلّفاته تاريخ الآداب العربيّة وهو يشمل على مسائل كثيرة في الفقه الإسلاميّ، منها على سبيل المثال: كتاب فقهيّ حول (ذبائح أهل الكتاب) للشيخ المفيد وقد ترجمه خطأً[43].
فود ريج كيرن (1921-1874 Kem Fr) له مذهب الفقه الإمام الشافعيّ 1910 مذهب الفقيه الإمام أبو حنيفة 1911.
هورتين (1945- 1874 Horten. M) له الفقه في الإسلام بون 1913.
رودلف شتروتمان (1960-1877 Rudolf Sfrothmann) يعدّ أكبر علماء العقائد والفرق. له بحوث عديدة في المذاهب الفقهيّة في الإسلام، أمثال: الزيديّة، الشيعة، الإسماعيليّة وغيرها من عام 1912 لغاية عام 1952، فقه الزيديّة (أي على فقه الإمام زيد بن علي بن الحسين).
براجستراسر (1942-1886 Bergirasser .S) له أحكام الشريعة الإسلامية على المذهب الحنفيّ 1935 علمًا أنّه قـد أحـرز عام 1911 شهادة تدريس العلوم الإسلاميّة من جامعة ليبزيغ.
هلموت ريتر (1971-1892 Ritter Hellmut) لقد أسهم في العلوم الإسلاميّة إسهامًا كبيرًا نادرًا ما نجده عند عالم آخر مستشرق، شمل جميع علوم الإسلام[44].
جوزیف شاخت (1969-1902  S. hacht) له نشر كتاب الحيل والمخارج للخصاف، نشر كتاب الحيل من الفقه لأبي حاتم القزوينيّ، نشر كتاب الشفعة للطحاوي عام 1929، تاريخ الفقه الإسلاميّ. والأهمّ من هذا كلّه أنّه متخصّص بالفقه الإسلاميّ.

مستشرقو إنكلترا
بدأ الاستشراق في إنكلترا منذ أمد بعيد وبالخصوص دراسات الشريعة الإسلاميّة والتراث العربيّ الإسلاميّ، وبالرغم من أنّ هذه الدراسات والبحـوث لا تختلف عن أغلب الدراسات الاستشراقيّة العالميّة الأخرى المعروفة بحقدها وعدم رؤيتها العلميّة الدقيقة في طرحها للمسـائل، وقد ظهر مستشرقون، أبرزهم في هذا المجال التخصصيّ هم:

ألسير وليم جونز (1817-1746 Gones Sir William) له عدّة مؤلّفات عن الشريعة الإسلاميّة، منها: في علم الفرائض والمواريث الإسلاميّة لسراج الدين السخاوي كلكتا 1792. أشرف على ترجمة شرائع الإسلام للمحقّق الحلّيّ من الإماميّة. أشرف على ترجمة تحرير الأحكام لابن المطهر العلّامة الحلّيّ من الإماميّة.
جوهن لويس بوركهارت (1817-1784 Burckhardf .G. l) تفقّه بالدين الإسلاميّ وله محاضرات عديدة فيه.
وليم هوك مورلي (1860-1815 Morley .W. H) له الشريعتان الإسلاميّة والهنديّة.
ألفونس منغنا (1860-1815) له كتب في فقه الزيديّة المقدّسة.
ملاحظة: إنّه موصليّ الأصل[45].
أثر ستانلي تريتون (- 1881 Trition .A. S) وجّه اهتمامه إلى الفقه الإسلاميّ بعدّة عناوين واتجاهات فقهيّة[46].
ألفريد جيوم (- 1888 A. Gulllaurne) له التشريع الإسلاميّ، تراث الإسلام بمعاونة أرنولد[47].
أ.ج أربري (5091- A. J. Arberry ) له تصانيف كثيرة في الإسلام، منها: موقف الإسلام من الحرب (1940) (أعتقد مفهوم الجهاد الإسلاميّ). تراث الإسلام.
اللورد ستانلي أوف الدرلي (Ord Stanley of Alderley) له نشر شرح البزدوي على الفقه الأكبر (لندن 1862).
وود برتشرد (Brecherd) له الإسلام (مدراس 1880). الإسلام والإصلاح 1878. ج- ترجم مجموعة سنن المسلمين الشيعة. (يبدو أنّه ترجم قسم من روايات الإماميّة).
کانون إداورد سل (Sell. GDE) له الإسلام (مدراس 1880). أبحاث عن الإسلام (مدراس 1901).
ريتشارد بل (Bell .R) له أصل عيد الأضحى 1933. الأذان الإسلاميّ. وأذّن في الناس بالحجّ 1937. الطلاق في الإسلام 1939.

ج. ن. د. أندرسون Andrson  Gn.d له: الشرع والفقه الإسلاميّ 1949.  إبطال الزواج على المذهب الحنفيّ 1950. (يبدو أنّه يريد الطلاق)، جريمة القتل في الإسلام 1951.

مستشرقو هولندا
عرف الهولنديّون العربيّة قبل معرفة الألمان لها وتضلّعوا فيها واطّلعوا على الإسلام؛ أمّا الأسبـاب فعديدة تلخّص في أمور، هي: الخلاف الدينيّ الذي وقـع بخروج لوثر على الكثلكة خروجًا عن الغرب وقُضي عليه بـالعودة إلى التوراة، وتأسيس جمهوريّة الولايات الهولنديّة المتّحـدة، واتّصال الهولنديّين بعرب مراكش والجزائر وطرابلس والغرب ومسلمي الهند الشرقيّة اتصالًا سياسيًّا وتجاريًّا.

وعندما تقرّر تأليف دائرة المعارف الإسلاميّة عام (1895م) أمدّتها المجامع ومؤسّسـات نـشـر العلم بالمال، وأشـرف عليها (هوتسـما) وعاونه فيها علماء أكفّاء فصدر الجزء الأوّل منها بالفرنسيّة والإنجليزيّة والألمانيّة (1913م) وتولّى أمرها الهولنديّ فنسنك (1924) فأتبعه بثلاث أجزاء وذيّل بعد ذلك جزءًا رابعًا، والمعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبويّ بإشراف فنسنك 1937م[48].

وفيما يأتي أبرز المستشرقين الهولنديّين:
ون (1899-1814 P. YVETH) درس الشرائع الإسلاميّة والمبادئ الدينيّة والفقهيّة.
جو ينبول (1861-1820 JUYNDO ) نشر التنبيه في الفقه الشافعيّ للشيرازيّ.
دي يونج (1890-1830 deyong) نشر الزواج ليحيى بن آدم.
دي خويه ( 1909-1836 M. J. degoeje) نشر نبذة من كتاب الخراج لقدامة بن جعفر 1891.

كريستيان سنوك هربرونجه (1936-1857 G. S. Hurbronje) اشتهر في فهم الفقه الإسلاميّ، له آثار أبرزها: الحجّ إلى مكّة عام 1885. الفقه الإسلاميّ 1886. القانون الإسلاميّ 1889. مجموعة دراسات عن الإسلام وتاريخه وشريعته.

ونسنك أو تكتب مترجمة فنسنك (1939-1881 A. Jwensinck) له جهود وخدمات قيّمة وكثيرة في الشريعة الإسلاميّة، ويمكننا القول: إنّه أكثر المسشرفين جهودًا، أبرزها: الخمر في الإسلام. بـ مقالات كثيرة عن الغزالي. موقف الرسول من يهود المدينة (وهي رسالة دكتوراه) 1908. محمّد واليهود 1911. الإسرائيليّات في الإسلام 1913. الأثر اليهوديّ في أصل شعائر الإسلام 1945 وله جهود كثيرة في الحديث الشريف وجمعه.

درویز (أو برتجم) دريفيس (-1899 S. Drews) تخصّص في الشريعة الإسلاميّة وسمّي أستاذًا لها في باثافيا، له الحجّ عام 1930.
مینسنج (1951-1901 Mensing I. RM) نال شهادة الدكتوراه برسالة في الحدود في الشريعة الإسلاميّة على المذهب الحنبليّ عام 1936.

دي فريوس (Devries) له: أصول الفقه الشافعيّ، كتابات إسلاميّة في اليوم الآخر[49].

مستشرقو إيطاليا
 كانت إيطاليا أولى أمم الغرب التي عرفت الاستشراق، وهو تَعّرف الرومان إلى الشرق قبل غيرهم ومزاحمة الأكاسرة عليه، وتمّ ترجمة بـعض كتب المذاهب الإسلاميّة؛ كالشافعيّة والمالكيّة والحنبليّة[50] وأدناه أدرج أبرز مستشرقي إيطاليا:

أغناطيس جويدي (1935-1844 Lanagzlo  Guldi) ترجم ج1 المختصر لخليل بن إسحاق عام 1919 وغيره. وجدير ذكره أنّ ابنه ميکلنجو جويدي (M. Guidi) ولد عام 1886 كتب في الفقه الإسلاميّ.
رايفد سانتلانا (1931-1845 D. Santillan) له وضع القانون المدنيّ والتجاريّ معتمدًا على قواعد الشريعة الإسلاميّة، وهذه الدراسـات تكاد تكون مقارنة. كان له معرفة واسعة شاملة بالمذهبين المالكيّ والشافعيّ. تولّى ترجمة مجموع الأحكام المالكيّة الأكثر شيوعًا في أفريقيا الشماليّة وشرحها، وهو مختصر خليل بن إسحاق، له كتاب الفقه الإسلاميّ المالكيّ ومقارنته بفقه المذهب الشافعيّ.

استدعته جامعة روما لتدريس القانون الإسلاميّ (لاشتهاره بتدريس الفقه الإسلاميّ).
له دراسة في فقه الإمام زيد بن علي بن الحسين.
كارلو ألفرنسو نالينو، (1938-1872 G. A. Nallino) كتب عن تأثير الشريعة الإسلاميّة في أوروبا في كتابيه (الحضارة الإسلاميّة في أوروبا في العصور الوسطى) (العالم الإسلاميّ وأوروبا[51])،  نشر کتاب الفقيه ابن رشد (في الفقه المالكيّ).
جريفيني (1935-1887 Griffini Eugenio) له: تحقيق مجموع الفقه للإمام زيد بن علي بن الحسين وطبعه. كتب ومؤلّفات في الشريعة الإسلاميّة. إنّه اكتشف أوّل تدوين في الفقه الإسلاميّ (وهو الفقه الزيديّ).
مورينو (-1892 Emlllo Bussi) له: في الفقه الإباضيّة من الخوارج. بعض الكتابات الفقهيّة للمذاهب الإسلاميّة الأخرى.
بوسي (Bussl  Emillio) له: الشرط في الشريعة الإسلاميّة في المجموعة القانونيّة. القانون الإسلاميّ (الفقه الإسلاميّ) مراجعة مقارنة.
دي ميليا (Emilla Antonio) له: دراسة خاصّة بالفقه الإسلاميّ، دراسة مقارنة للفقه الإسلاميّ مع القانون الوضعيّ الرومانيّ والبريطانيّ.

مستشرقو الدنمارك
يعود الاستشراق الدنماركيّ إلى عهد التوراة متأثّرًا بـألمانيا ثمّ تشبـهـًا بـالدول الكبرى التي عنيت بالاستشراق، إلّا أنّه كان بطيئًا في أوّل أمره، وفيما يلي أبرز المستشرقين:
فان مهرن (1907-1824 Van Mehron) درس في العلوم الإسلاميّة وتعمق فيها وخاصّة الفقه الإسلاميّ.
بوهل فرنفر (1932-1850 F. Buhl) له كتاب في تعاليم محمّد (أي بقصد تعاليم الدين الإسلاميّ وهو الفقه الإسلاميّ).
بدرسن (-1883 Pedersen) له: القسم في الإسلام. دراسات في المواضيع الإسلاميّة والفقه. كتاب في جميع نواحي الدين الإسلاميّ.
ليدريكبركهاد (J. L. Burckhard ) كتب عن الحجّ في الإسلام (كتابة عن دراسة الحجّ ووصفه حيث زار مكّة والمدينة). نشر ما كتبه في لندن وألمانيا عن الشريعة الإسلاميّة عام 1829.

کارستون نيبون (Garsten Nibuhr) قام عام 1761 برحلته إلى شبه الجزيرة العربيّة لدراسة الإسلام بناء على رغبة ملك الدنمارك[52].
سابعًا: مسشرقو النمسا
إن أوّل استشراق عرفته النمسا هو الاستشراق السياسيّ لاتصالها بتركيا. وتركيا آنذاك الدولة التي بسلامتها يتوازن الغرب ثمّ تحوّل الاستشراق السياسيّ إلى الاستشراق العلميّ[53].

وفيما يأتي أبرز المستشرقين
الأب ياهن (1816-1750 jahn) له: أقوال النبيّ محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم). بـ «مواعيد الصلاة» بترجمة ألمانيّة.
البارون كريمر (1889-1828 Kremer) له: الأحكام السلطانيّة للماوردي (مترجمة) علمًا بأنّها نُظم والنُظم في أحكام فقهيّة شرعيّة.
سيرنجر (1893 -1813 Sprenger) له كتابات في الدين الإسلاميّ كثيرة، منها: كتاب الحدود في الفقه، كتاب في تعاليم محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم).
محمّد أسد: أعلن إسلامه سنة 1926 وأسمى نفسـه محمّد أسـد فدافع عن الدين الإسلاميّ في  كتابه الطريق إلى مكّة، والإسلام على مفترق الطرق[54].

ثامنًا: مستشرقو أمريكا
يكاد يكون الاستشراق الأمريكيّ هو حصيلة الجهود لمختلف الدول التي سبقتها كفرنسا وهولندا وألمانيا وبريطانيا وغيرها سواء في المجال السياسيّ والدينيّ والاقتصاديّ والجغرافيّ أو التاريخيّ وما إلى ذلك، وهو ما يبدو جليًّا من خلال ما تقوم به هذه الدولة الحاقدة على العرب والمسلمين خلال التاريخ المعاصر وفي الأونة الأخيرة على وجه الخصوص، منها على سبـــيل المثال لا الحصر تنظيم جمعيّة الاستشراق الأمريكيّ عام 1927 ندوة خاصّة عن الإسلام. بعدها كتب المستشرق آدمز عن اتجاه التفكير في مصر والدين المقارن في جامعة الأزهر[55].

أدناه، أبرز المستشرقين الأمريكان في المجال الفقهيّ:
دنكان بلاك ماكدونلد (1943-1863 Macdonaldi D. B.) له كتابات وآثار فقهيّة عديدة، أبرزها: مذاهب الفقه والنُظم 1903. في الفقه الإسلاميّ 1913. تاريخ الدراسات الفقهيّة في الإسلام 1925. الزمن في المدرسة الفقهيّة 1928.
شارلز آدمز (CH. Adams) له: كتابات في العلوم الإسلاميّة. في الفقه المقارن في جامعة الأزهر[56].
جورج رنتز (-1912 G. S Rentz) له كتابات عديدة في الفقه أغلبها عن الوهابيّة. كتاب في أصول تاريخ الوهابيّة[57].

تاسعًا: مستشرقو المجر
لقد عنى المجريّون بالشرق وأفادوا من ترجمة علوم العرب، وكان لهم طبقة كبيرة من المستشرقين في شتّى المجالات، وقاموا بالرحلات وبالخصوص في القرن الثامن عشر ثمّ بالدراسات الشرقيّة بعد احتلال العثمانيّين للمجر، وفيما يأتي أبرز المستشرقين في التشريع الإسلاميّ:

جولد زيهر (أو يترجم) كولد سهير (1921-1850 Gold Seiher) له آثار عديدة عن الإسلام وفقهه، وله مواقف سلبيّة حاقدة ضدّ الإسلام عن قصد وعن غير قصد؛ لأنّه يهوديّ، وكانت رسالته للدكتوراه عن (تنخوم اورشليمي)، كتابات عن الظاهريّة وتاريخهم عام 1884. التقيّة في الإسلام 1906. العقيدة والشريعة في الإسلام (باريس) 1920. الفقه العربيّ (هل هو عربي أم إسلاميّ).

ملاحظة: عند دراستي للماجستير تعرّضت لمؤلّفات الشيخ المفيد من الإماميّة، منها: كتاب (ذبائح أهل الكتاب) وهو يتحدّث عمّا يتعلّق بحلّيّة ذبائح أهل الكتاب أو عدمها، وقد ترجمه (جولد سهير) (بأنّه معارك اليهود والنصارى[58]).
سالمون اسزترن (أو ترجم) سالمون أوسترن (1944- 1879 S. Osztern) له دراسات في الفقه الإسلاميّ: كتاب في فقه الإسلام والجهاد. وآراء الشريعة في القرآن.
يليوس جرمانس (-1884 J. Germanus) له كتاب الحجّ في الإسلام، عنوانه: (الله أكبر).

عاشرًا: مستشرقو أسبانيا
من المعلوم أنّ العرب قـد حـكموا أسبانيا سبعة قـرون وأنّ الأندلس كانت مركزًا للإشعاع الفكريّ للأمّة العربيّة والإسلاميّة، وتمتلك كلّ جامعة من جامعات أسبانيا اليوم مخزونًا ثريًّا من التراث العربيّ الإسلاميّ، وما مكتبة الأسكوريال إلّا واحدة من الشواهد على ذلك، وفي أدناه أبـرز المستشرقين للفقه الإسلاميّ:

سانشيت بيربت (1958-1882 Snshet. B) صنّف كتابًا في قسم المواريث بين المسلمين على مذهب مالك في مدريد عام 1914.
الأب كارلوس كيروس (Garlos Guiros) له حكم الشرع في التمليك على المذهب المالكيّ (في تطوان 1935). 
الأسقف لوبيث أوتيت (-1898 Lopez Ortiz) له: فقهاء المسلمين. المفتون في المحكمة الشرعيّة (ويريد بهم القضاة). الفقه الإسلاميّ في الدراسات الألمانيّة. الفقه الإسلاميّ في برشلونة 1932.

الحادي عشر: مستشرقو جيكوسلوفاكيا
كان لجيكوسلوفاكيا مستشرقون من العلماء والباحثين درسوا الشرق لكافّة العلوم وبالأخصّ علوم الشريعة الإسلاميّة، وقد شهد العلماء بهم عمقًا وشمولًا وتفرّدًا، وهم كما يأتي: 

1- بول کراوس (1944 - 1904) P. Kraus، له تدريس وتأليف في الشريعة الإسلاميّة وعلومها[59].
2- بوليفكونا (-1925) Polivkova z (وهي امرأة كتبت بالاستشراق) المتخصّصة في الدراسات الإسلاميّة، ولا سيّما في الشرع الإسلاميّ[60].

الثاني عشر: مستشرقو روسيا
مرّ الاستشراق الروسيّ بمرحلتين مهمّتين الأولى قبـل ثورة عام 1917 والثانية بعدها علمًا بـأنّ المرحلة الأولى أنشط وأبرز من الثانية؛ وذلك لانشغال الناس والدولة بالحوادث والمشاكل لذا لم تكن بمستوى الدول الأخرى الغربيّة[61]. وفيما يأتي أبرز المستشرقين بخصوص الفقه الإسلاميّ:
جير جاس (1888 - 1834 Girgass W.O) له حقوق النصارى في البلاد الإسلاميّة (أعتقد يراد به أحكام أهل الذمّة).
شمت (Schmidt A.) ترجم كتاب الخراج لأبي يوسف وهو من فقهاء الحنفيّة.
الثالث عشر: مستشرقو بلجيكا
مرّ الاستشراق البلجيكيّ بمراحل مهمّة حتّى بلغ المكانة المرموقة بصورة عامّة وما يخصّ الفقه الإسلاميّ بصورة خاصّة، وأبرزهم:
أرمان آبل (-1903 Abel A.) له مباحث في الشرع الإسلاميّ[62].

الرابع عشر: مستشرقو سويسرا
للاستشراق السويسريّ من جهود العلماء والباحثين عن الشرق عامّة والإسلام والعرب خاصّة، وقـد ظهر منهم علماء أكفّاء، أهمّهم:
رودولف تشودي (- 1884 Tschudl .R) له الإسلام والجهاد هامبورج أو هامبورغ 1914[63].

المبحث الثالث
دراسة جهد أحد المستشرقين نموذجًا تطبيقيًّا
أحاول في هذا المبحث عرض جهد استشراقيّ كنموذج تطبيقيّ للدراسة والبحث والمراجعة، وقد تمّ اختيار المستشرق البريطانيّ نويل. ج. كولسون على سبيل المثال للتطبيق لا على سبيل الحصر والتحديد؛ وذلك لتخصّصه في المجال الفقهيّ من خلال دراساته وأبحاثه، وكما يأتي:

يُعدّ المستشرق نويل. ج. كولسون من أبرز المستشرقين الذين يعنون بالفقه الإسلاميّ[64]؛ لأنّه كان أستاذًا للقوانين[65] الشرقيّة في جامعة لندن (مدرسة الدراسات الشرقيّة والأفريقيّة) وقد كتب مؤلّفات عديدة في التشريع والفقه الإسلاميّ، أبرزها هي:
(تاريخ القانون الإسلاميّ) يعني (الفقه الإسلاميّ) Ahistory of Islmic Law.
(اختلاف الآراء في الفقه الإسـلاميّ) Conflicts and tehsions in 1964.
(نجاح وتماسك العائلة في الإسلام) Succession in the Muslim Family, 1971.
فضلًا عن عدد غير قليل من المقالات والبحوث المنشورة في الدوريّات القانونيّة البريطانيّة والأمريكيّة وغيرها، لعلّ أهمّها دراسته عن الفرد والدولة:

The State and the individual in Islamic Law (international and comparative Law Quarterly, gan 1957).
ودراسته عن النظريّة والتطبيق في القانون (الفقه الإسلاميّ) (هي المثاليّة والواقعيّة في الفقه الإسلاميّ) كما ترجمت[66].
Doctrine and practice in Islamic LAW, BSOAS (1812- 1956.(

وكان مهتمًّا بتدريس (الفقه الإسلاميّ) منذ أكثر من ربع قرن في جامعة لندن.
دواعي عرض المستشرق نويل. ج. كولسون كنموذج للتطبيق للأسباب الآتية:
تخصّصه في الفقه الإسلاميّ كتابة وتدريسًا من خلال أعماله وبحوثه وله كرسي الأستاذيّة في الجامعات البريطانيّة.
نظرته للفقه الإسلاميّ تختلف تمامًا عن المستشرقين الآخرين من الذين يرون أنّ الفقـه الإسلاميّ نظام بال ولم يواكب تطوّر الحياة المطلوبة كما هو الحال في الأنظمة والقوانين الأخرى.
محاولاته العلميّة من خلال التدريس والكتابة والبحث والمقارنة بين القانون المدنيّ (الوضعيّ) والفقه الإسلاميّ.

الذي يبدو من خلال كتاباته أنّه يختلف عن المستشرقين الآخرين؛ كونه يمثّل الجانب العلميّ بخلاف أغلبهم حـيث يمثّلون البحـث الموجّه في خدمة السياسـة والاستعمار والتعصّب الدينيّ التبشيريّ[67].

مسألة النظريّة والتطبيق في الفقه الإسلاميّ والمراد بها المثاليّة والواقعيّة، وهي من أهمّ الخصائص التي انفرد بها التّشريع الإسلاميّ، وهي من أبرز المسائل التي تعرّض لها كولسون، وكما يأتي: في الواقع إنّ هذه المسألة قد التبس الأمر فيها عند جلّ المستشرقين -إن لم نقل جميعهم- في عدم فهمها؛ لأنّها من الخصائص التي اختصّ بها التشريع الإسلاميّ؛ كونها سماويّة مستمدّة من القرآن الكريم مصدر الشريعة الأوّل فضلًا عن السنّة الشريفة التي هي المصدر الثاني للشريعة الإسلاميّة الغرّاء، وقد أثارت جدلًا ونقاشًا وأوردوا نفي وصف الصلاحيّة للتطبيق في أحكام الشريعة. وقد خصّص كولسون فصلًا في كتابه (Conflicts and Tensions) للتنازع بين النزعة المثاليّة والنزعة الواقعيّة[68].

إنّ معنى المثاليّة هو نزوع هذه الأحكام الشرعيّة الإسلاميّة بالإنسان إلى العلوّ فوق الشهوات والنزوات وتحكيم العقل والعدل بدلًا من تحكيم الهوى، فأحكام الإسلام ترمي إلى تخلّق المرء بخلق الإنسان الفاضل إن لم يستطع الوصول إلى خلق الإنسان الكامل فهذا هو معنى المثالية[69]، أمّا الواقعيّة في الفقه الإسلاميّ والشريعة بصورة عامّة فهي لا تعني خضوعها لرغبات المكلّفين وتحقيقها لما يشتهون، فإنّ هذا المعنى لا يقرّه أيّ نظام قانونيّ وضعيّ ولا يقرّه على عمله أيّ صانع للتشريعات الوضعيّة، وإنّما الواقعيّة في الشريعة الإسلاميّة تبدو واضحة في تحقيق مصالح الناس ورفع الحرج عنهم وعدم تكليفهم بما لا يطيقون من الواجبات والأعمال؛ لقوله تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)[70].

مراجعة وتعقيب على كتابه الآخر (تاريخ الفقه الإسلاميّ Ahistory of Islamic  Law).

 قبل الدراسة والمراجعة والتعقيب نحن نعلم بأنّ المراد بالقانون هو الفقه الإسلاميّ، فقـد ذكر في كتابه أنّ القاعدة القانونيّة في الشريعة الإسلاميّة لا تختلف عن القاعدة القانونيّة في أيّ نظام قانونيّ آخر من حيث تكوينها من شقـّي الجزاء والتكليف[71]، أقـول: إنّ من أساسـات الجزاء في الشريعة الإسلاميّة أنّه جزاء ثنائيّ وليس كما هو الحال في الشرائع الوضعيّة وقوانينها والتي يكون الجزاء فيها أحاديّ، أمّا من ناحية التّكليف ففي الشريعة الإسلاميّة يجب أن يكون عن فهم وإدراك وإيمان ولا توجد قوّة وإجبار وإكراه في التكليف لتطبيق الشريعة الإسلاميّة وامتثالها. والذي يبدو أنّ كولسون لم يتدبّر هذا الأمر بحيث خلط بين التشريع السماويّ والوضعيّ.

وهناك تناقض آخر في عباراته في مورد آخر، حيث يذكر:
إنّ التعبيرات القانونيّة للشريعة الإسلاميّة لم تفتقر إلى الاعتبارات العمليّة الملائمة للحاجات الحقيقيّة للمجتمع، ثم يقول هنا: إنّ أحكام الشريعة الإسلاميّة المثاليّة اضطرّت لإفساح المجال أمام الأحكام المحقّقة للحاجات العمليّة والتي وصفها قبـل قـلـيـل بـأنّها مثّلت انحرافًا عن الأحـكام الشرعيّة الدقيقة فكيف يمكن التوفيق بين هاتين المقولتين[72]، وفي نصّ آخر يتوضّح تضارب الآراء عنده من خلال ما كتبه عن دور القرآن الكريم في التشريع، فقـد أورد: «إنّ القرآن الكريم لم يتتبّع على نحو مبدئيّ العناصر الإسلاميّة لأيّة علاقة قانونيّة بغية استقصائها، ويعتبر ذلك عيبًا في التشريع القرآنيّ لم تقع فيه قوانين الألواح الاثني عشر الرومانيّة القديمة[73]»، وفي مكان آخر يقول: «لم يقدّم القرآن تقنينًا مباشرًا ومحدّدًا للمسلمين الملتزمين في سلوكهم وحياتهم بمقاييس الشرع وقواعده[74]».

 بعد ذلك، يذكر في المصدر نفسه أنّ «القرآن الكريم قد أرسى بشكل قاطع المبدأ المتمثّل في أنّ الله تعالى هو وحده مصدر كلّ حكم، وأنّ أمره يجب أن يطاع في كلّ شأن من شؤون الحياة»[75]. ومن الواضح الجليّ أنّ كولسون مخطئ في فهم طبيعة النصّ القـرآنـيّ؛ حـيـث يرى بـأنّه مجموع نصوص قانونيّة، فهو يحاول مطابقته مع النصوص القانونيّة. وهنا يكمن الخطأ؛ فالقرآن كتاب سماويّ هو كتاب هداية أوّلًا وأنّه المعجزة الخالدة وكما هو معلوم أنّ الفقه الإسلاميّ هو نظام قانونيّ يستمدّ قوّته الإلزاميّة من كونه تعبيرًا عن إرادة الله، وهذا مترتّب على معنى الإسلام وهو التسليم الكامل لله عزّ وجلّ، بينما يدرس كولسون الفقه الإسلاميّ كما يدرس القوانين الوضعيّة الأخرى كالرومانيّ والقوانين الأخرى[76].

الخاتمة ونتائج البحث
وفي ختام هذه الدراسة وهذا البحث العلمي في شأن الاستشراق في المجال التشريعيّ الفقهيّ، أوضحت الدراسة وأفرز البحـث نتائج لا بـدّ من طرحها على الصعيد العلميّ؛ وذلك لبـيان الجانب المهمّ والأساس من جوانب الاستشراق باستقراء الجهود المبذولة وتقييمها على شكل نقاط، وكما يأتي:

إنّ دراسات المستشرقين لم تكن مختصّة بجانب واحـد أو غرض أو هدف محدّد، وإنّما حـيث يتّجه قصدهم، ومهما كان مستوى هذه المصالح والأغراض.

يجب أن لا يغرب عن البال أنّ المستشرقين أساسًا درسوا الشرق والعرب والمسلمين لغرض أهدافهم ومصالحهم وغاياتهم، وغرض الغرب بأيّ شكل كان هو الوقوف في وجه الإسلام بشتّى الأساليب.
ومهما كانت الآراء في الاستشراق ونزاهته، وإعطاء الرأي فيه سلبـًا أو إيجابًا، فقد خلصوا إلى مسألتين مهمّتين، وهما:
إنّ الإستشراق أسـاس انبثاقـه من أفكار ورؤى تبشيريّة دينيّة، وهي من وجهة نظر المسلمين تخريبيّة تهدف إلى العبث بتراثنا الفكريّ والحضاريّ والثقافيّ، وتلك هي من أخطر أنواع الحروب وأمضاها.
إنّ أغلب المستشرقين كانوا أساتذة وباحثين في التحقيق والتدقيق في التراث والغوص فيه بغضّ النظر عن أغراضهم وعن تباين هذه الأغراض، الذي قد تخلو في بعض منها من الشوائب والأخطاء عن قصد أم غير قصد، إلّا الهدف العلميّ المحض فتناولوا تراثنا بالكشـف والجمع والتقـويـم والفهرسة.
أعاد أهل الكتاب النظر في كتبهم المقدّسة وبالأخصّ المسيحيّون، وكذلك التبشير الذي يُمثّل ما تأثّروا بعظمة القــرآن الكريم بـعدم التحـريف وهذا يتوضّح أكثر في حـركة الإصلاح الدينيّ المسيحيّ، ويبدو لي أنّ المسيحيّين شعروا بالقصور والتقصير والتفريط بكتابهم المقدّس.

يوجد فرق جوهريّ أساسيّ بين التبشير والاستشراق، إنّ التبشير هو نشر الديانة المسيحيّة، بينما الاستشراق هو دراسة الشرق من حيث السياسة والاستعمار والاقتصاد والدين وما إلى ذلك وعلى الرغم من وجود علاقة وطيدة بينهما لتقـارب الأهداف والدوافع والغايات وكذلك تعلّم اللغة العربيّة من الطرفين التي هي لغة الإسلام ولغة العرب فضلًا عن المسائل الأخرى.
محاولات البعض من المستشرقين الخبيثة والحاقدة في تعميق الخلافات الفقهيّة الاجتهاديّة بخصوص الرؤية الخاصّة لكلّ مذهب وفتاواهم ومواقفهم الشرعيّة فيها، منها على سبيل المثال لا الحصر: أهل الذمّة والعبوديّة والحسبة، وقد غاب عنهم أنّ عظمة التشريع وبلورته تكمن في مدى اختلافهم الاجتهاديّ في ضوء الأدلّة الشرعيّة كالكتاب الكريم والسنّة الشريفة وغيرهما.

تنوّع الجهد الاستشراقيّ بصورة عامّة والفقه الإسلاميّ على وجه الخصوص سواء أكان بحوثًا أم دراسة أم مؤتمرات أم منشورات أم تحقيقًا أم نشرًا أم تأليف الكتب الخاصّة بالموضوعات المحدّدة أو المسائل العامّة.


لائحة المصادر والمراجع
خير ما نبتدئ به القرآن الكريم.
الاستشراق والتراث: جمال الدين الألوسي، مطبعة وزارة الأوقاف، بغداد، (ب، ت، ط). 2. إنتاج المستشرقين وأثره في الفكر الإسلاميّ: مالك بن نبي، دار الإرشاد، بيروت، ط1، 1969م.
تطوّر الاستشراق في دراسة التراث العربيّ: د. عبد الجبّار ناجي، منشورات دار الجاحظ للنشر – بغداد، ط1، 1981م.
الجهود النحويّة خلال القرآن الرابع عشر الهجريّ: د. عفيف عبد الرحمن، دار الرشيد، بغداد عام 1981م.
العقيدة والشريعة الإسلاميّة: كولدتسهير، ترجمة: محمّد يوسف موسى وآخرين، دار الكتاب العربيّ القاهرة 1946، ط1.
الفكر الإسلاميّ الحديث وصلته بالاستعمار الغربيّ: د. محمّد البهي، منشورات مكتبة وهبـة،  مصر مع (ب، ت، ط).
فيما يقال عن الإسلام: عبّاس محمود العقّاد، مطبعة المدنيّ، مكتبة دار العروبة القاهرة، (ب، ت، ط).
المستشرقون: نجيب العقيقي، دار المعارف، مصر، القاهرة ط1، عام 1964م.
 المستشرقون والحديث النبويّ: محمّد بهاء الدين، رسالة ماجستير، مطبوعة على الآلة الكاتبة، جامعة بغداد، كلّيّة الشريعة عام 1985م.
المستشرقون والأماكن المقدّسة: د. محسن جمال الدين، دار الثقافة بغداد، ط2، عام 1967م.
منهاج المستشرقين: د. سعدون الساموك، عبـد القهّار العاني، مطبعة التعليم العالي والبحث العلميّ، الموصل، 1989م.
منهاج المستشرقين في الدراسات العربيّة الإسلاميّة: مجموعة بحوث لأساتذة وباحثين بمناسبة الاحتفال بالقرن الخامس عشر الهجريّ، الصادر عن المنظّمة العربيّة للتربية والثقافة والفنون، لدول الخليج العربيّ الرياض عام 1975م.
مناهل العرفان: عبد العظيم الزرقاني، مطبعة البابي الحلبي، القاهرة ط2، عام 1972م.

المجلّات
مجلّة الاستشراق: مجلّة علميّة تصدر عن دار آفاق عربيّة، بغداد، لعدّة أساتذة وباحثين، العدد الثالث عام 1989م.
مجلّة الهلال: مجلّة علميّة تصدر في مصر القاهرة (بحث بعنوان التراث الإسلاميّ والمستشرقون): أنور الجندي العدد الأوّل، السنة الرابعة والثمانون يناير عام 1976م.
 مجلّة باحث: الدراسات الشرقية في أوروبا، بيروت، العدد الثالث عشر، أيلول عام 1980.


--------------------------------------------
[1]- باحث في الدراسات الإسلامية، العراق.
[2]- لسان العرب: ابن منظور 20 - 303 (مادة شرق)، مختار الصحاح: الرازي 336 (طبع الكويت)، المعجم الوسيط: مصطفى إبراهيم 1 - 482.
[3]- المستشرقون والحديث النبويّ: محمّد بهاء الدين، رسالة ماجستير الآلة الكاتبة، جامعة بغداد - كلّيّة العلوم الإسلاميّة، ص6.
[4]- سورة البقرة، الآية 10.
[5]- الجهود اللغويّة خلال القرن الرابع عشر الهجريّ: د. عفيف عبد الرحمن، دار الحرّيّة للطباعة بغداد – 1981م، ص399، تطوّر الاستشراق في دراسة التراث العربيّ: د. عبد الجبّار ناجي.
[6]- المستشرقون البريطانيّون: أربري، ص10.
[7]- يرى إدوارد سعيد أن لا يطلق على الاستشراق (علمًا)؛ لأنّه في رأيه يجهل موضوعه ويصوّر لنفسه حقائق مقتنع بها. ينظر: الاستشراق علم موضوعيّ أم سياسـة مقنّعة: نبـيـل بـيهم، طبـع بـيـروت 1981م ص151، منهج المستشرقين: د. سعدون الساموك بغداد 1989م، ص17.
[8]- الاستشراق نشأته وأهدافه: د. حسن ضياء الدين عتر، ص26، منهاج المستشرقين: د. سعدون الساموك، ص17.
[9]- تطوّر الاستشراق في دراسة التراث العربيّ: د. عبد الجبّار ناجي، ص23.
[10]- تطوّر الاستشراق في دراسة التراث العربيّ: د. عبد الجبّار ناجي،  ص23.
[11]- المعجم الأدبيّ: جبّور عبد النور، ص17.
[12]- المستشرقون والتراث: جمال الدين الألوسي: مطبعة وزارة الأوقاف بغداد (ب ت ط) -2-75.
[13]- الجهود اللغويّة خلال القرن الرابع عشر الهجريّ: د. عفيف عبد الرحمن ص339.
[14]- الشوقيّات: أحمد شوقي، مطبعة الاستقامة، القاهرة، مصر، (ب ت ط) 2-75.
[15]- ديوان حافظ إبراهيم: حافظ إبـراهيم، مطبعة دار العودة، بيروت عام 1937م، ط121-12 (قصيدة بمناسبة تهنئة أحمد شوقي).
[16]- تطوّر الاستشراق: عبد الجبّار ناجي، ص13، منهاج المستشرقين: د. سمدون الساموك، ص16.
[17]- المستشرقون: نجيب العقيقي ص19، تطوّر الاستشراق: د. عبد الجبّار ناجي، ص86-90.
[18]- الاستشراق نشاته وأهدافه: حسن ضياء الدين، ص23.
[19]- المصدر نفسه، ص23.
[20]- مناهل العرفان: عبد العظيم الزرقاني، 2-4.
[21]- الاستشراق: إدوارد سعيد، ص80، الغزو الأوروبيّ للفكر العربيّ الإسلاميّ: عبد الباسط عبد الصمد، ص85-86، محاضرات الدكتور فاروق عمر فوزي على طلبة الدكتوراه في كلّيّة الشريعة جامعة بغداد للعام الدراسيّ 91-92.
[22]- الإسلام والاستشراق: محمود حمدي زقزوق، ص21، الاستشراق نشأته وأهدافه: حسـن ضياء الدين، ص23.
[23]- الجهود اللغويّة خلال القرن الرابع عشر الهجريّ: د. عفيف عبد الرحمن، دار الحرّيّة للطباعة بغداد، عام 1981، ص399 وما بعدها.
[24]- مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربيّ: محمود محمّد الطناجي، ص211.
[25]- مجلّة الاستشراق تصدر عن آفاق عربيّة بغداد لعدّة أساتذة وباحثين العدد الثالث عام 1989م ص69.
[26]- الجهود اللغويّة خلال القرن الرابـع عشـر الهجريّ: د.عفيف عبد الرحمن، ص400، قضايا عربـيّة معاصرة: مجلّة علميّة بيروت 1978، ص25.
[27]- المستشرقون: نجيب العقيقي، ص19.
[28]- سورة الكهف، الآية 5.
[29]- الأبطال: توماس كارليل، تعريب: محمّد السباعي، المطبعة المصريّة بالأزهر، 1930م، ط3، ص53.
[30]- النبوّة والعبقريّة: محمود محمّد صدقي، ص65، المستشرقون، نجيب العقيقي، ص86.
[31]- الفكر الإسلاميّ الحديث: محمّد البهي، منشورات مكتبة وهبة، (ب ت ط) مصر ط4، ص522.
[32]- الاستشراق: مجلّة علميّة تصدر عن دار آفاق عربيّة، بغداد - العراق، لعدّة أساتذة العدد1، ص20-21.
[33]- موقف المشارقة من المستشرقين: د. صبحي ناصر حسين، ص47، الاستشراق نشأته وأهدافه: حسن ضياء الدين، ص28.
[34]- التراث الإسلاميّ والمستشرقون: أنور الجندي، ص6.
[35]- تطوّر الاستشراق في دراسة التراث العربيّ: تد. عبد الجبّار ناجي صدا.
[36]- تاريخ الأدب العربيّ: بروکلمان، 1-188 + 3-0350.
[37]- العقيدة والشريعة الإسلاميّة: كولد تسهير من 353-354.
[38]- موقف المشارقة من المستشرقين: صبحي ناصر حسين، ص48، الاستشراق نشأته وأهدافه: د. حسن ضياء الدين ص29.
[39]- المستشرقون: نجيب العقيقي 3-1149.
[40]- منهاج المستشرقين: د. سعدون الساموك وعبد القاهر العاني، ص32-33.
[41]- الدراسات الشرقيّة في أوروبا: د. ميشال حجا، ص46.
[42]- ملاحظة: إنّ الدروز طريقة وليست مذهبًا، المذاهب الإسلاميّة.
[43]- تاريخ الأدب العربي: بروکلمان 1-188 + 3-0350.
[44]- ينظر مجلة الاستشراق: مجموعة أساتذة وباحثين تصدر عن آفاق عربـيّة العدد الثالث عام 1989، ص611.
[45]- ينظر المستشرقون: نجيب العقيقي 2-515، ط3.
[46]- المصدر نفسه، 538-2-539.
[47]- المستشرقون: نجيب العقيقي، ط 3، 2-543.
[48]- المستشرقون: نجيب العقيقي، ط1. ص136-651.
[49]- المستشرقون: نجيب العقيقي، ط1، ص651.
[50]- المستشرقون: نجيب العقيقي، ط1، المصدر نفسه، ص152-154.
[51]- مع المستشرقين الإيطاليّين: د. سوزان إسکندر، ص17.
[52]- المستشرفون والأماكن المقدّسة: د. محسن جمال الدين، دار الثقافة، بغداد ط1967 ص15 وما بعدها.
[53]- المستشرقون: نجيب العقيقي، 1-165.
[54]- المستشرقون والأماكن المقدّسة: د. محسن جمال الدين، ط1، ص56.
[55]- تطوّر الاستشراق في دراسة التراث العربي: د: عبد الجبار ناجي، ص56.
[56]- المستشرقون: نجيب العقيقي 3-922.
[57]- المصدر نفسه.
[58]- ينظر رسالة الماجستير: صاحب محمّد حسين نصّار، جهود الشيخ المفيد، مطبوعة على الآلة الكاتبة، كلّيّة العلوم الإسلاميّة، جامعة بغداد عام 1989 ص171، العقيدة والشريعة جولد تسهير ص353، تاریخ آداب العرب: بروکلمان 1-188.
[59]- المستشرقون: نجيب العقيقي، 1- 193، ط13.
[60]- المستشرقون: نجيب العقيقي، 3- 338، ط3.
[61]- الاستشراق السوفياتيّ والتراث العربيّ: سهيل فرج، ص19
[62]- الاستشراق: نجيب العقيقي، 3- 1031.
[63]- الاستشراق: نجيب العقيقي، م.س، 3-886.
[64]- منهاج المستشرقين في الدراسات العربيّة الإسلاميّة: مجموعة من الأساتذه والباحثين، مطبعة مكتب التربية العربيّ لدول الخليج، الرياض، 1985م، 1-254.
[65]- يطلق على الفقه في الدراسات الوضعيّة والاستشراقيّة القانون.
[66]- ينظر: المثاليّة والواقعيّة: مصطفى شلبي، بيروت عام 1982، ط 2.
[67]- ينظر: دراسة خاصّة عن كولسون لإدوارد سعيد، منهاج المستشرقين: جماعة من الأساتذة والباحثين الصادر عن مكتب الشريعة لدول الخليج الرياض، ص255.
[68]- منهاج المستشرقين، عدّة أساتذة ص257 (ملاحظة مهمّة من المؤسف أنّ بعض أساتذة الجامعات في مصر مثلاً قد تردّد هذا الشيء في كتاباتهم على وجه الخصوص في مطلع القرن العشرين).
[69]- نرى أغلب الدول الإسلاميّة تعمل بالنظام الإسلاميّ المثاليّ، فكان نظامًا رائعًا بكلّ مفاصله؛ لأنّه يمثّل نظم السماء.
[70]- سورة البقرة، الآية 286.
[71]- تاريخ الفقه الإسلاميّ: كولسون، ص39.
[72]- ينظر: المثاليّة والواقعيّة: مصطفى شـلبي بيروت عام 1982، ط2، ص428، تاريخ الفقـه الإسـلاميّ: كولسون.
[73]- تاريخ الفقه الإسلاميّ: كولسون، ص43.
[74]- المصدر نفسه، ص51.
[75]- المصدر نفسه، ص56
[76]- منهاج المستشرقين: جماعة من الأساتذة 1-255 الرياض.