البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

الفكر الاستشراقي في مدوّنات المؤرّخين اليهود؛ حول العلاقات اليهوديّة بالحُكم الإسلامي

الباحث :  د. حاتم محاميد
اسم المجلة :  دراسات استشراقية
العدد :  34
السنة :  ربيع 2023م / 1444هـ
تاريخ إضافة البحث :  May / 21 / 2023
عدد زيارات البحث :  1260
تحميل  ( 841.905 KB )
الملخّص
تتمحور هذه الدراسة حول البحث بعلاقة المسلمين باليهود وتطوّراتها وميّزاتها على مدار الفترات التاريخيّة المختلفة مِن وجهة نظر الباحثين ورجال الفكر والسياسة والدين مِن اليهود. فمِن خلال فحص دراسات هؤلاء الباحثين وآرائهم، حول العلاقات اليهوديّة الإسلاميّة في ظلّ الحكم الإسلامي، يمكن ملاحظة وجود فجوة واسعة بين وجهات نظرهم ومواقفهم. فمثلًا يتبيّن مِن أبحاث ودراسات عديدة للباحث دافيد فاسرشتاين (David Wasserstein)، منها: «كيف أنقذ الإسلام اليهود؟»، على أنَّ العلاقة بين المسلمين واليهود كانت جيّدة، ومنهم مَنْ أسماها بـ«العصر الذهبي» تحت الحكم الإسلامي، وخاصّة في الأندلس. بينما مِن ناحية أخرى، تظهر آراء متناقضة لبعض الباحثين وغيرهم مِن رجال السياسة بإدّعائهم أنَّ ذلك «العصر الذهبي» مِن العلاقات بين اليهود والمسلمين، ما كان إلّا مجرّد أسطورة وهميّة.

تبحث هذه الدراسة في وجهات النظر المتباينة بين الباحثين اليهود حول العلاقات اليهوديّة الإسلاميّة ومحاولات الاستقراء والاستنتاجات في أسباب هذا الاختلاف، والمؤثّرات التي تركت آثارها على نتائجهم ما بين الموضوعيّة والإيجابيّة، وما بين محاولة إضفاء الصبغة السلبيّة على هذه العلاقة تجاه معاملة اليهود تحت الحكم الإسلامي أو العربي. اعتمد بعض المفكّرين اليهود على الكتابات اليهوديّة الأرشيفيّة والمحفوظة منذ العصور الوسطى، مقارنة بالمصادر العربيّة والإسلاميّة للحصول على استنتاجاتهم. بينما تأثّر آخرون بالآراء الاستشراقية والأفكار المتناقضة، والتي تأثّرت بالإيديولوجيّات الحديثة والقوميّة. وهكذا، مِن خلال هذه الدراسة، يُلاحظ التبايُن في وجهات النظر والاتجاهات الفكريّة للباحثين اليهود مع اختلاف مواقفهم واستنتاجاتهم، ممّا يستدعي البحث عن أسباب مواقف هؤلاء الباحثين مِن اليهود حول هذه العلاقة وتبايناتها في وجهة نظرهم.

الكلمات المفتاحيّة: اليهود تحت الحُكم الإسلامي، رجال الفكر اليهود، الآراء الاستشراقية، الحركات اليهوديّة المعاصرة.

مقدّمة
منح الإسلام أهل الذمّة الحفاظ على دياناتهم السماويّة والبقاء في دار الإسلام مع القبول بحكمها، مع أنّ مجموعات أخرى كانت قد مُنحت هذه المكانة في المرحلة الأولى مِن الإسلام، مثل الصابئة والهندوس والمجوس وغيرهم مِن الفئات، بناءً على قول الرسول عليه الصلاة والسلام: «سِنّوا بهم سُنّةَ أهلِ الكتاب»[2]. ولكنْ فيما بعد، انحسر مصطلح أهل الذمّة ليطلق فقط على أهل الكتاب مِن اليهود والنصارى. فهم في حماية وذمّة المسلمين، ما داموا غير محاربين، ويقومون بواجباتهم نحو الإسلام، دينًا ودولة[3]. وقد تعامل المسلمون مع أهل الذمّة منذ البداية بحرّيّة الديانة وممارسة عباداتهم دون إكراه كما ذكر في القرآن الكريم: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)[4]، ووفّرت لهم الدولة الإسلاميّة الأمن والأمان على أنفسهم وأملاكهم وأعراضهم طالما قبلوا بالحكم الإسلامي ولم ينقضوا القوانين والعهود المتعلّقة بهم مِن حقوق وواجبات. مِن أهمّ ما ورد مِن النصوص للتعامل مع أهل الذمّة ومنحهم المكانة الشرعيّة والقانونيّة، هي الآيات القرآنية،كما نصّت في فرض الجزية على أهل الكتاب، مثلًا، في قوله تعالى: (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِن الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)[5]. وقد تبلورت العلاقة مع اليهود أيضًا مِن خلال المواثيق والعهود كعهد الأمّة،كما ورد فيه:»لليهود دينُهم وللمسلمين دينُهم»[6]، وفي حديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: «ألا مِن ظلمَ مُعاهدًا، أوِ انتقصَهُ، أو كلَّفَهُ فوقَ طاقتِهِ، أو أخذَ منهُ شيئًا بغَيرِ طيبِ نفسٍ، فأَنا حَجيجُهُ يومَ القيامةِ»[7].وهكذا استمرّت سياسة الخلفاء والصحابة والتابعين في مواثيقهم، كالشروط العمريّة مثلًا[8].

في المراحل الأولى مِن العهد الإسلامي، رحّب أهل الذمّة أحيانًا بالفتوحات الإسلاميّة، كما فعل نصارى أهل الشام مثلًا، واليهود في الأندلس، فاتّسمت هذه المرحلة بالتسامح بين المسلمين واليهود، واعتبرت «العصر الذهبي» لليهود تحت الحكم الإسلامي. ولكنْ في عهد حكم الموحّدين، توتّرت العلاقة وظهرت بوادر التشدّد، وذلك على إثر استكبار اليهود على المسلمين وإظهار عدم الطاعة أو التآمر مع أعداء المسلمين (الإسبان)، ونقض العهود والأحكام المتعارف عليها في فترة الضعف والانحلال[9].

لقد امتازت القرون الأربعة الأولى مِن تاريخ الدولة الإسلاميّة بالتسامح والتساهل والانفتاح تجاه أهل الذمّة، بشكل عامّ، مع المحافظة على دفع الجزية. فلم تكن هناك مظاهر مِن التشدّد أو تطبيق الشروط العمريّة، إلّا في حالات محدودة وفترات قصيرة تحت حكم بعض الحكّام أو الخلفاء، مثل الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز (ت 720م)، وبعض الخلفاء العباسيّين، مثل هارون الرشيد (ت 809م)، المتوكّل (ت 861م) والمقتدر (ت 932م) الذين تشدّدوا في بعض الأمور، وخاصّة في تولّي المناصب واللباس المميّز لأهل الذمّة. ولكنَّ هذه السياسة لم تطبّق بحذافيرها، وسرعان ما عاد أهل الذمّة إلى سابق عهدهم[10].

مِن هذا المنطلق، تحاول هذه الدراسة توضيح أسس التعاملات مع اليهود خاصّة، والتي عاش اليهود في ظلّ الحكم الإسلامي بشعور مِن الأمان على أملاكهم وأرواحهم وأعراضهم. وعلى الرغم مِن هذا التسامح مع اليهود في ظلّ الحكم الإسلامي، هناك تبايُن بين دراسات ومدوّنات الباحثين والمؤرّخين والمفكّرين اليهود. فمنهم مَنْ يتعرّض بالنقد والإنكار لهذا التعامل، والقسم الآخر يظهر أكثر موضوعيّة في هذه العلاقة. فالهدف الرئيس مِن هذا البحث، هو استعراض مواقف الباحثين اليهود مِن هذا الموضوع وعرض آرائهم في ظلّ الفكر الاستشراقي الذي أخذ يؤثّر في البحث التاريخي الحديث. وقد تمّ تقسيم هذا البحث إلى عدّة محاور: الأوّل- يحاول عرض العوامل والمؤثّرات الفكريّة الاستشراقيّة التي تركت أثرها على مواقف الباحثين اليهود في هذا الموضوع في العصر الحديث، في حين يبحث المحور الثاني حول مواضيع الجدل والنقاش الرئيسة التي تدور حولها دراسات هؤلاء الباحثين ورجال الفكر. أمّا المحور الثالث في هذا البحث، يحاول فحص تطبيق قوانين أهل الذمّة على اليهود على أرض الواقع، في منظور المؤرّخين اليهود.

مِن هذا المنطلق، يحاول البحث الإجابة على عدّة تساؤلات رئيسة، مثل: ما هي مظاهر التسامح تجاه اليهود، وأهل الذمّة عامّة، في ظلّ الدولة الإسلاميّة؟ كيف يرى المؤرّخون والمفكّرون اليهود علاقة المسلمين مع اليهود مِن خلال تطبيق القوانين والعهود؟ ولماذا تختلف آراؤهم ومواقفهم في ذلك؟ وما مدى تأثير الفكر الاستشراقي في أبحاثهم ومواقفهم؟ وهل تغيّرت صبغة هذه العلاقة؟ وإنْ حدث ذلك، فما هي عوامل هذه التغيّرات ومظاهرها؟ ولماذا فضّل اليهود البقاء في ظلّ الحكم الإسلامي؟ وكيف يمكن فهم التناقضات أو الاختلافات في مواقف المؤرّخين ورجال الفكر اليهود في مدوّناتهم حول هذه العلاقة خلال العصور المختلفة حتّى العصر الحديث؟

الفكر الاستشراقي وأثره في البحث في تاريخ اليهود في تحت الحكم الإسلامي
تنوّعت دراسات المؤرّخين ورجال الفكر المعاصرين مِن اليهود في تاريخ اليهود تحت الحكم الإسلامي، مكانتهم وعلاقتهم بالمسلمين عبر العصور الإسلاميّة المختلفة. مِن خلال هذه الدراسات والمدوّنات، يمكن توزيعها إلى عدّة اتجاهات أو تيارات فكريّة: منهم مَنْ يعتمد في مدوّناته وأبحاثه على آثار اليهود الثقافيّة والكتابات الأرشيفيّة[11]. أمّا الفئة الثانية، فيعتمدون على المصادر العربيّة والإسلاميّة واستقاء المعلومات المطلوبة حول تاريخ اليهود بالنقد والتحليل، مقارنة بالمصادر اليهوديّة والأجنبيّة الأخرى[12]. ومنهم مَنْ يحاول اتّباع الموضوعيّة والتوازن في أبحاثه، وبطريقة نقديّة. بينما القسم الآخر، يأخذ منحىً متطرّفًا في موقفه مِن تعامل وعلاقة المسلمين مع اليهود، وذلك حسب المصادر التي يعتمد عليها ولخدمة أهداف ومصالح معيّنة[13]. أمّا الفئة الثالثة مِن الباحثين ورجال الفكر، فغالبيّتها تأثّرت مِن البحث الاستشراقي وأفكار بعض الحركات اليهوديّة المتشدّدة والصهيونيّة وإيديولوجيّتها المعاصرة والحديثة، والتي تتركّز حول نقد الإسلام والمسلمين وإظهار السلبيّات في تعاملهم مع اليهود خلال العصور المختلفة[14].

في العصر الحديث، وبعد انتشار الفكر الغربي الأوروبي والاستعمار، بدأ المفكّرون الغربيّون اتّباع نهج جديد مِن البحث العلمي يتناسب مع أفكار النهضة الحديثة في الغرب، واستخدام الكتابة الاستشراقيّة حول الشعوب الواقعة تحت تأثير الاستعمار. ومِن ضمنها، تاريخ الشعوب الإسلاميّة بما يخدم الأفكار والمصالح الغربيّة. ولكنْ، نشأ هناك بعض المستشرقين الذين كتبوا بموضوعيّة عن الإسلام والحضارة الإسلاميّة وعلاقتهم بالآخر، مثل المستشرق الفرنسي غوستاف لوبون، (ت 1931) وغيره[15]. وكان البعض مِن الباحثين ورجال الفكر في الغرب مِن أصول يهوديّة، والذين ساروا على نهج التيّار الفكري الاستعماري في مراكز الأبحاث والجامعات الأوروبيّة. فمثلًا، أبراهام جايجر (Abraham Geiger) (ت 1874)، اليهوديّ الألماني المنشأ والمتخصّص في الفكر اليهودي، تطرّق في أبحاثه التأثير اليهودي على الإسلام في كتابه (عام 1833) بعنوان «ماذا اكتسب محمّد مِن اليهوديّة؟». يجري جايْجِر دراسته أوّلًا بطريقة التساؤلات، ويتعرّض إلى الأفكار والنقاط، التي حسب رأيه، كان الرسول قد اكتسبها مِن اليهوديّة، بأنّ الكثير مِن الكتابات الإسلاميّة مأخوذة مِن مصادر يهوديّة. ومِنْ خلال هذه الأسئلة والإجابة عنها، يعطي جايْجِر مفاهيم واستنتاجات بأنّ الإسلام هو جزء مِن اليهوديّة، وبأنَّ القرآن يتضمّن على الكثير مِن الأفكار المأخوذة مِن اليهوديّة[16].

هذا النوع مِن البحث في العلاقة الإسلاميّة اليهوديّة، أصبح منهجًا لبعض الباحثين الآخرين الذين طوّروا آراءهم واتجاهاتهم الفكريّة في البحث التاريخي. كان الباحث جولدسيهر (Ignác Goldziher) اليهودي الألماني (ت 1921) مِن المستشرقين الذين بحثوا بأسلوب نقديّ في التاريخ الإسلامي والحضاري، معتمدًا على مصادر إسلاميّة أوّلية. ومِن ضمن أبحاثه العديدة، مؤلّفات وأبحاث حول الإسلام والرسول محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم). ففي كتابه «محاضرات حول الإسلام» مثلًا، يحاول وصف الإسلام وتطوّره بمراحله المختلفة والمؤثّرات التي تركت أثرها عليه مِن الشعوب المغلوبة، ويستعرض تأثير الكتب اليهوديّة على الإسلام، مثل كتب التوراة والتلمود[17].كما تأثّر الباحث اليهودي جوزيف شاخت (Joseph Schacht) (ت 1969) بأفكار جولدسيهر، واتّبع مدرسته الفكريّة حول تاريخ الإسلام وبحث في تطوّر الفقه والحديث. وقد ترك كلاهما الأثر الكبير في مراكز الدراسات الإسلاميّة في الجامعات الإسرائيليّة. على أنّ السيرة النبويّة والحديث، ما هي إلّا كتابات أدبيّة وضعت بعد الرسول بما يقارب أكثر مِن مائتي عام لخدمة مآرب دينيّة أو سياسيّة، ولا تعكس الحقيقة حول الرسول والإسلام. وقد أظهر شاخط مغالاته في ذلك أكثر مِن سلفه[18].

ومع ظهور الحركات اليهوديّة والصهيونيّة في أواخر القرن التاسع عشر،ونشأة النزاع العربي اليهودي (الصّهيوني) حول فلسطين، تركت أثرها على صياغة جديدة وبلورة لتاريخ اليهود في ظلّ الحكم الإسلامي[19]. فيؤكّد الباحث يعقوب برناي أنَّ العلاقة بين اليهود والمسلمين في الدولة العثمانيّة أخذت بالتدهور، خاصّة بعد ظهور الحركات القوميّة اليهوديّة والحركة الصهيونيّة بالذات في أواخر القرن التاسع عشر، ومحاولة اليهود التأثير على السلطة العثمانيّة لفتح باب الهجرة إلى فلسطين[20]. كذلك يذكر الباحث حاييم بن ساسون (Haim Ben-Sasson)، في هذا السياق، أنّ اليهود قد قدموا إلى فلسطين بعد الفتح الإسلامي، ولم تكن هناك مشكلات أمام استيعابهم تحت الحكم الإسلامي، ولكنَّ المشكلة الرئيسة، والتي أثّرت على علاقة المسلمين باليهود، بدأت في العصر الحديث مع سيطرة التأثير الغربي على فلسطين في أواخر الدولة العثمانيّة، وبالأخصّ الانتداب البريطاني وفتح أبواب الهجرة اليهوديّة والمشاريع الصهيونيّة فيها[21].

لقد ساهم الصراع العربي-اليهودي في فلسطين في استغلال بعض المفكّرين اليهود للعمل على قراءة جديدة لحياة اليهود في الفترة التاريخيّة منذ ظهور الإسلام. وهذه المحاولة تندرج في سياسة إلحاق الحاضر بالماضي؛ أي تطبيق الظواهر التاريخيّة الحديثة السلبيّة في العلاقات اليهوديّة العربيّة والإسلاميّة عامّة، وعلى العلاقات في العصور السابقة. كذلك يحاول البعض منهم المساواة بين المعاملة السيّئة التي تعرّض إليها اليهود في أوروبا المسيحية وإدراجها في معاملة اليهود تحت الحكم الإسلامي، وذلك لخدمة الأغراض السياسيّة والإيديولوجيّة للحركة الصهيونية في مشروعها لإنشاء وطن قوميّ في فلسطين[22]. وقد أظهر البعض مِن المفكّرين والمؤرّخين إنكار مقولة «التعايش السّمح» بين اليهود والمسلمين، واشتدّ هذا التوجّه بعد قيام الدولة اليهوديّة بمؤسّساتها السياسيّة، الدينيّة، الفكريّة والثقافيّة. وقد استبدل عدد مِن الكُتّاب اليهود مقولة «العصر الذهبي» لتاريخ اليهود تحت الحكم الإسلامي، وخاصّة في الأندلس، بأفكار معاكسة تتمحور حول «الاضطهاد الإسلامي لليهود»، تشبيهًا بما عاناه اليهود في أوروبا المسيحيّة[23]. وحسب رأي حاي بار-زئيف (Haï Bar-Zeev) حول موقف المسلمين والتعصّب ضدّ قيام الدولة اليهوديّة الحديثة العهد (إسرائيل)، تعود جذوره إلى بداية العصر الإسلامي، بأنّ كراهية المسلمين لليهود قد بدأت بسبب عدم اعتراف اليهود بنبوّة محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) والدين الجديد (الإسلام)، وهكذا تعامل المسلمون والنصارى بكراهية وبغيرة مِن اليهود[24].

أمّا فكر معاداة السّامية (اللاساميّة)، فيذكر الباحث مارك كوهن (MarkCohen)، اليهوديّ الأمريكيّ، أنّه قد دخل مِن أوروبا إلى بلدان الشرق الأوسط الإسلاميّة مع انتشار الاستعمار في القرن التاسع عشر ومحاولة تطبيقه على بعض المظاهر ضدّ اليهود كالأحداث الدامية في دمشق عام 1840. ثمّ استخدم هذا المصطلح في الشرق الأوسط مع تنامي الصراع بين العرب واليهود (الصّهيونيّة). واليوم تطوّرت اللاساميّة في إدخال بعض التعابير والمصطلحات الإسلاميّة المذكورة في الآيات القرآنيّة وفي الحديث، على أنّها متجذّرة في الإسلام منذ البداية. وقد كان مصدر هذه الأفكار هو المثال الغربي المسيحي في أوروبا ثمّ أمريكا، حيث أخذت تظهر الإسلام بصورة سلبيّة وعدائيّة تتّسم بالكراهية والعنف وعدم التّسامح مع اليهود. هذا جعل الكثير مِن اليهود التنكّر للعلاقات الجيّدة والتّسامح بين المسلمين وبين اليهود على مرّ العصور، وجعلت الكثير مِن اليهود القادمين مِن البلدان العربيّة تحويل ذاكرتهم الودّية مع المسلمين إلى ذاكرة سلبيّة تتّسم بالعداء والملاحقة، واستبدال ذاكرة القبول الإسلامي لليهود وفترة الانسجام الكبير في الماضي بشعور العدوانيّة ضدّ العرب والإسلام في الوقت الحاضر، كما تنامت هذه الأفكار بين المسيحيّة واليهود سابقًا[25].

ويذكر أيضًا الباحث ميخائيل أفيطبول، أنّ يهود شمال أفريقيا في عهد دخول الاستعمار الغربي إليها في القرن التاسع عشر، حاولوا التقرّب مِن القوى الغربيّة الاستعماريّة والتأثّر بها. هذه الظاهرة تركت أثرها السلبي على تعامل المسلمين تجاه اليهود، وخاصّة عندما مُنحت بعض الجاليات اليهوديّة جنسيّات أوروبيّة، وخاصّة الفرنسيّة. ويسمّي أفيطبول هذا الشعور عند المسلمين باللّاسامية المعاصرة، والتي كان مصدرها في الأساس مِن أوروبا المسيحيّة، وأخذت تنسحب على اليهود في شمال أفريقيا، وخاصّة في الجزائر. وقد برز هذا الشعور في سوء العلاقات والتعامل تجاه اليهود مع دخول تأثير الحركة الصهيونيّة بين يهود شمال أفريقيا منذ أواخر القرن التاسع عشر وإنشاء المنظّمات والحركات والجمعيّات اليهوديّة والصهيونيّة ونشاطاتها[26]. كذلك أيضًا يخصّص الباحث شلومو جويتين الفصل الأخير مِن كتابه «اليهود والعرب» للبحث في التغيّرات في العصر الحديث وأثرها على العلاقة بين اليهود والمسلمين، ويعزوها إلى بداية ظهور القوميّة اليهودية وإنشاء الدولة عام 1948 [27].

على إثر قيام الدولة اليهوديّة في فلسطين،بدأت السلطات الإسرائيليّة في تطبيق سياسة «فُرن الصّهر» لتكوين مجتمع يهودي موحّد مِن المهاجرين الجُدد متعدّدي الطوائف والثقافات والعادات، وذلك مِن خلال فرض السيطرة على القرارات السياسيّة والثقافيّة لتكوين ذاكرة جماعيّة موحّدة، وروايات تاريخيّة ورموز وقِيَم لتترك أثرها على الأجيال القادمة،وتنشئتها على أهداف الصهيونيّة الجديدة[28]. هذه الأفكار في مناهج التعليم للحكومات الإسرائيليّة المتعاقبة، أخذت تترسّخ داخل شرائح متعدّدة مِن المجتمع اليهودي، ليس بين المثقّفين ورجال الفكر فحسب. فالأهداف السياسيّة والأيديولوجيّة للحركة الصهيونيّة نجحت في نشر أفكارها وتأثيرها على البحث التاريخي المتعلّق بتاريخ اليهود في ظلّ الحكم الإسلامي، على أنّها كانت تتميّز بمعاداة السامية، وأنَّ المسلمين قد تعاملوا معهم باضطهاد منذ عهد الرسول محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنَّ الإسلام هو العدوّ الأبدي والتاريخي للشعب اليهودي[29]. مِن هنا، يستخلص الباحث البهنسي بأنَّ الاستشراق الإسرائيلي مرتبط ومكمّل للمراحل التي سبقته، وهي الاستشراق الصهيوني واليهودي بشكل عامّ مِن أجل خدمة هدف واحد، وكذلك مرتبط بالاستشراق الغربي[30].

مع ازدياد مراكز الأبحاث الإسلاميّة في البلدان الغربيّة، أخذ بعض الباحثين مِن اليهود، في التعمّق في هذه الأبحاث والتوسّع حول تاريخ الإسلام وعلاقتهم بالآخر. فمثلًا الباحثة الدانماركيّة الأصل ثمّ الأمريكيّة، بتريشا كرونه (Patricia Crone) والباحث البريطانيّ الأصل مايكل كوك (Michael Cook)، عملا في سنوات السبعينيّات مِن القرن الماضي (القرن العشرين) على صياغة كتابة تاريخيّة حول الإسلام بقراءة جديدة بالاعتماد على مصادر غير إسلاميّة للوصول إلى نتائجهم، مثل الآثار والمصادر المعاصرة للفترة الإسلاميّة الأولى، منها المصادر الأرمنيّة، القبطيّة، اليونانيّة (الإغريقيّة)، اليهوديّة، اللاتينيّة والسريانيّة، بادّعائهما أنَّ تلك المصادر الأجنبيّة المذكورة كانت قد دوّنت تاريخ الإسلام الأوّل في حينه، بينما المصادر والنصوص العربيّة لم تكن مبلورة حينها. بذلك، يكون الباحثان قد أسّسا أفكارهما على الأصول المسيحيّة واليهوديّة، بما يخالف السياق التاريخي الإسلامي التقليدي. ففي كتابهما تحت عنوان (Hagarism)، يُفهم التعمّد إلى الإساءة إلى التاريخ الإسلامي بمنح العرب والمسلمين هذه التسمية لكونهم مِن نسل هاجر زوجة إبراهيم التي كانت خادمة. كما يحاول الباحثان إعطاء الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والدين الإسلامي الكثير مِن التأثيرات اليهوديّة، مثل بعض المعتقدات واتّباعه ديانة النبي إبراهيم (الحنيفيّة)، الذي يعتبره اليهود أبا الديانة اليهوديّة. ويدّعي البحث أنّ هجرة الرسول المركزيّة كانت إلى القدس لتخليصها مِن النصارى البيزنطيّين، وعندما أدرك الرسول أنّ اليهود لم يتّبعوه ولم يؤمنوا به، بدأ في بلورة الدين الجديد (الإسلام). كذلك يدّعي الباحثان أنّ القرآن الكريم قد كُتب وصيغ بالاعتماد على الكثير مِن المواد اليهوديّة والمسيحيّة، وأنّ القرآن هو نتيجة لمحاولة إيجاد كتاب مقدّس شبيه بالكتب المقدّسة اليهوديّة[31].

هذه الأفكار والفرضيّات التي طرحها كوك وكرونِه تركت جدلًا حادًّا بين الباحثين في تاريخ الإسلام، لعدم مصداقيّتها وعدم اعتمادها على المصادر الرّاسخة لإثبات أفكارهما. ولكنَّ اللّافت للنظر أنَّ البعض مِن الباحثين اليهود قد تأثّروا بهذه الأفكار وأخذوا بالخوض بأبحاثهم في التاريخ الإسلامي، معتمدين على مدرسة كوك وكرونه موثّقين أفكارهم واستنتاجاتهم، مثل برنارد لويس (Bernard Lewis) الباحث اليهودي البريطانيّ الأصل[32]. أمّا المؤرّخ والباحث الإسرائيلي ميخائيل ليكر (Michael Lecker)، فقد طرح آراءه وأفكاره ليست بعيدةً عن أفكار كوك وكرونِه، حول العلاقة اليهوديّة الإسلاميّة في بعض أبحاثه حول الإسلام المبكّر. فقد حاول ليكر إثبات الأثر اليهودي على الإسلام، وإبراز بعض الطروحات، منها تحوّل قبائل عربيّة إلى اليهوديّة قبل الإسلام، ثمّ تحوّلت فيما بعد إلى الإسلام، مثل قبيلة حِميَر في اليمن، وقبيلة بنو هدل في يثرب (المدينة). وبحث أيضًا حول آثار اليهوديّة في قبيلة كِنْدة في الجزيرة العربيّة وحروب الردّة، ثمّ بحث آخر حول شخصيّة زيد بن ثابت وأصوله اليهوديّة وأثره في الإسلام، وخاصّة في نسخ القرآن[33].

بنظرة مشابهة، بل أكثر إثارة للجدل، يبحث حاي بار-زئيف في كتابه «ما وراء القرآن» ويحاول طرح تحليل تاريخي للعلاقة بين اليهود والمسلمين، مستعرضًا جوانب جديدة للصراع الدائر بين الطرفين. حسب ادّعائه يرى أنَّ الصراع الدائر والمستمرّ بين المسلمين واليهود والعلاقات السيئة، مصدرها محاولة المسلمين السيطرة على اليهود منذ ظهور الرسول محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم). فيدّعي بار-زئيف في كتابه أنّه مِن المحتمل أنّ محمّدًا(صلى الله عليه وآله وسلم) قد جرى به دمٌ يهوديّ، وأنّ معلوماته عن الله قد أخذها مِن أحد رجال الدين اليهود (حاخام)؛ أي إنّ أساس الخلافات هو العلاقات العائليّة بين اليهود والمسلمين منذ النبيّ إبراهيم وأولاده إسماعيل وإسحق. ويضيف أيضًا أنَّ شعور المسلمين بالغيرة والحسد تجاه اليهود رسّخ بهم ما يُسمّى «عقدة أوديب»، كما حدث بين النصرانيّة واليهوديّة. ومِن أهمّ ادّعاءات بار-زئيف المثيرة للجدل والمغالطات التاريخيّة والدينيّة، والمصادر الخرافيّة والروايات القصصيّة غير المؤكّدة، تتلخّص بأنَّ الرسول مِن أصول يهوديّة تعود إلى إبراهيم الخليل، وأنّ الرسول محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) ليس نبيًّا أوحي إليه مِن الله عن طريق الملاك جبريل، بل تأثّر مِن تعاليم اليهود. ويدّعي أنَّ الرسول ليس المؤسّس للإسلام، إنَّما الإسلام عبارة عن دمج وخليط مع الوقت، وأنَّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) هو المؤلّف لكتاب القرآن، وأنَّ الكثير مِن محتوياته أُخذت مِن مصادر مختلفة، حتّى بعد الرسول محمّد وبتأثيرات يهوديّة ومسيحيّة. بار-زئيف يستعمل الكثير مِن الرموز والعناصر اليهوديّة في القرآن ليثبت مدى تأثير اليهوديّة على الإسلام، كمسألة الصيام مثلًا. كذلك يتطرّق الكاتب أيضًا إلى الصحابي زيد بن ثابت وكونه مِن أصول يهوديّة، ودوره في نسخ غالبيّة الآيات القرآنيّة، وأثره في إدخال رموز يهوديّة إلى بعض الآيات[34].

على الرغم مِن أنَّ الباحث أوري روبين متشدّد وناقد بأبحاثه في الدراسات الإسلاميّة، ولكنَّه يبدو مخالفًا برأيه عن بعض الباحثين اليهود الآخرين بالنسبة لتأثير الديانة اليهوديّة على الإسلام. فيذكر روبين أنّه مِن الحقيقة أنَّ الإسلام قد عرف ديانة إبراهيم (الحنيفيّة)، حيث كانت هذه الديانة معروفة ومألوفة في الفترة الجاهليّة التي سبقت الإسلام، والعلاقة بالكعبة كانت قديمًا، وليس فقط بعد هجرة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى يثرب، أو بعد يأسه مِن رفض اليهود اتّباعه، كما يدّعي بعض المؤرّخين والمفكّرين الآخرين، مثل كوك وكرونِه، مثلًا[35]. وفي أحد أبحاثه، يحاول أوري روبين إظهار صورة اليهود (بني إسرائيل) في نظر الإسلام، كما يقارن بعض العناصر التي وردت في الكتاب المقدّس لليهود (التوراة) مع أخرى وردت في القرآن الكريم، والتي تظهر في الروايات المختلفة عن بني إسرائيل. ثمّ يستعرض الباحث دور بني إسرائيل في الروايات التي تتحدّث عن قدسيّة بلاد العرب، ويظهر الباحث هنا الصورة الإيجابيّة لبني إسرائيل بما يتطابق مع الإسلام، ثمّ ينتقل البحث إلى الصورة السلبيّة لليهود في نظر المسلمين، حيث يستخدم العديد مِن الأمثلة الواردة في القرآن الكريم[36]. وقد كتب بار-آشِر بموضوعيَّة في تعليقه حول ترجمة معاني القرآن إلى العبريةَّ، بعد صدور ترجمة أوري روبين للقرآن عام 2005، إذ اعتبر أنَّ هذا عمل صعب، وأنَّه لا بدَّ للمترجم الذي يُقدِم على هذا العمل مِن أنْ يكون مُطَّلعًا تمام الاطِّلاع على التفاسير الإسلاميَّة التي كُتبت حول القرآن الكريم منذ قرون حتّى وقتنا الحاليّ. وأضاف بار-آشِر أنَّ على المترجم أنْ يكون مُتقِنًا جدًّا للُّغة العربيَّة التي كُتِبَ بها القرآن[37]. كذلك، لقيت ترجمة روبين للقرآن بالعبريّة نقدًا في تفسيره لبعض الآيات أو تعليقه عليها، وخاصّة بالخلط بين النصوص القرآنيّة وبين النصوص التوراتيّة[38].
محاور الدراسات في أبحاث المؤرّخين اليهود حول العلاقات الإسلاميّة اليهوديّة

تتمحور مواضيع البحث والنقاش في مدوّنات الباحثين اليهود حول عدّة نقاط رئيسة منها:
الرموز والروايات حول اليهود في القرآن الكريم، المكانة القانونيّة والشرعيّة لليهود في الإسلام مِن خلال المواثيق والعهود، مثل عهد الأمّة والشروط العمريّة، تطبيقها وآثارها مثلًا، وغيرها مِن المواضيع الثقافيّة والحضاريّة المتبادلة بين المسلمين واليهود. يركّز الكثير مِن هؤلاء الباحثين على فحص مصداقيّة المصادر الإسلامية، واتّباع أساليب النقد حينًا والنقض حينًا آخر، بما يتلاءم مع الفكر الاستشراقي[39]. فمثلًا، لا يعترف العديد مِن الباحثين اليهود بسماويّة القرآن الكريم، وبقدسيّة كلامه، وإنَّما يدّعون على أنّه مِن كلام الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، أو إضافات حتّى بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم). فمثلًا، في أحد أبحاث أوري روبين حول القرآن الكريم يحاول إثبات بشريّة النصّ القرآني، وأنّه ليس منزلًا، ويدّعي بأنّ مؤلّفه هو النبي محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم). حيث يستخدم روبين في مقدّمة ترجمته ما يدلّ على أنَّ القرآن مِن عمل الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)[40].

الباحث موشي شارون (Moshe Sharon) المتخصّص في العلاقة بين الديانات الثلاث، يحاول في دراساته البحث في علاقة الرسول محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) باليهود مع النقد للمصادر التي اعتمد عليها الإسلام، مثل الحديث والسيرة. مع أنّ شارون يختلف مع الباحثين الآخرين بأنَّ الرسول محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) قد تأثّر مِن اليهوديّة والنصرانيّة، إلّا أنّه يدّعي بأنّ الرسول قد تأثّر مِن القصص والروايات القديمة مِن الكتب اليهوديّة، وعندما بلغ إلى قناعة مِن هذه الروايات بلور شخصيّته بأنّه نبيّ حسب المواصفات الواردة في تلك القصص. وفي إحدى الندوات، يحاول شارون إبراز تناقضات في الآيات القرآنيّة، السيرة والحديث والروايات الإسلاميّة الأخرى وأثرها على مواقف المسلمين مِن اليهود[41]. باحث آخر، مردخاي (موطي) كيدار (Mordechai Kedar)، المعروف بآرائه الاستشراقيّة المتشدّدة، يركّز في بعض دراساته حول الآيات القرآنيّة والسنّة، والتي تتحدّث حول سلبيّات اليهود كما وردت في القرآن والحديث، وذلك لإظهار الإسلام بصبغة «اللّاساميّة»[42].

أمّا وثيقة عهد الأمّة ولقاء الرسول بالقبائل اليهوديّة في يثرب وأثرها، تعتبر مكان نقاش واسع عند المؤرّخين اليهود. فمِن جهة، يعترف غالبيّة الباحثين بأهميّة هذه الوثيقة في بلورة العلاقات بين المسلمين وغيرهم، وخاصّة مِن اليهود، وفي بلورة كيان «الأمّة» في العهد الإسلامي الأوّل. ومِن الجهة الأخرى يحاول بعض المؤرّخين منهم البحث في خلفيّات هذه الوثيقة وأثرها، ثمّ إثارة الشكوك حول مصداقيّتها. في أحد أبحاث مارتين جيلبرت (Martin Gilbert) مثلًا، يحاول تسليط الضوء على علاقة اليهود بالمسلمين، بأنّها تعود إلى عهد إسماعيل وإسحاق أبناء النبيّ إبراهيم، والعلاقات المشحونة الممتدّة على مدار التاريخ الإسلامي بداية مِن رفض اليهود في يثرب الاعتراف في نبوّة الرسول محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم). كما ويحاول جيلبرت ربط هذه العلاقة السيئة حتّى يومنا هذا، مرورًا بأحداث الحروب الصليبيّة وأثرها على البلدان الإسلاميّة، وحتّى الآثار المترتّبة على أعمال الحركة الصهيونيّة منذ النصف الأوّل مِن القرن العشرين[43].

أمّا المؤرّخ برنارد لويس، يستخلص في أحد أبحاثه أنَّ العلاقة بين الإسلام وغيرهم مِن الفئات الأخرى مِن أهل الذمّة، قد بدأت منذ الأيام الأولى في حياة الرسول محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) في يثرب، وأنَّ الإسلام قد تعامل بدونيّة وازدراء وإهانة مع أهل الذمّة منذ البداية. فقد تنازع الرسول هناك مع القبائل اليهوديّة الثلاث بعد هجرته إليها، ثمّ التخلّص منها بالإضافة إلى إخضاع يهود خيبر عام 629م وإجلائهم منها، دون الخوض في الأسباب والدوافع في إجلاء كلّ واحدة مِن القبائل اليهوديّة وفي فترات مختلفة. ويركّز لويس على أنَّ العلاقة بين الإسلام واليهوديّة قد تأسّست مِن منظور ديني، حسب الآيات القرآنيّة فيما يخصّ اليهود، ويذكر بعض الآيات التي تتحدّث بسلبيّة عن اليهود، مثل الآية حول فرض الجزية، والآية بعدم اتّخاذ اليهود والنصارى أولياء[44]. أمّا الباحث ميخائيل ليكر، فيعالج في أبحاثه العلاقة بين المسلمين واليهود مِن خلال وثيقة عهد الأمّة، تفاصيلها وآثارها، ويصل إلى نتيجة أنَّ هذه الوثيقة تشمل فرعين رئيسين: الأوّل الاتفاق مع المؤمنين مِن الأنصار والمهاجرين، والآخر مع اليهود. ولكنْ حسب تحليل ليكر، أنَّ هناك جدلًا حول القضيّة بأنّ غالبيّة القبائل اليهوديّة في المدينة بما فيهم القبائل الكبيرة، مثل قينقاع، النضير وقريظة، بالإضافة إلى القبائل العربيّة غير المسلمة، لم يشملها هذا العهد، حتّى أولئك الذين ذكروا في الوثيقة وحصلوا على الأمان، تدور حولهم قراءة خاطئة، حسب رأيه[45]. وفي بحث آخر، يعالج ليكر قضية القبائل اليهوديّة المهمّة قينقاع والنضير وقريظة مع طرح الشكوك والتساؤلات حول مشاركتهم في وثيقة عهد الأمّة في المدينة المنورة[46]. كذلك يرى الباحث موشي جيل أنَّ وثيقة عهد الأمّة تعكس سياسة الرسول ضد اليهود، وأنّهم لم يكونوا طرفًا في هذه الوثيقة، وإنّما كانوا مجرّد تابعين وموالين للعرب[47]. وباستنتاجات مشابهة، يذكر أوري روبين أنَّ اليهود الذين شملتهم وثيقة عهد الأمّة، لم يكونوا مِن القبائل اليهوديّة المهمّة في يثرب، بل مِن القبائل الهامشيّة والموالية للعرب، بينما القبائل اليهوديّة الكبيرة والمهمّة كانت تعيش خارج المدينة، ولم تشملها هذه الوثيقة[48].

بالنسبة للشروط العمريّة، فكثير مِن الباحثين اليهود ينظرون إلى هذه الوثيقة مِن زوايا مختلفة. فعلى سبيل المثال، يرى هؤلاء الباحثون بالتشريعات الواردة في ميثاق عمر شروطًا تمييزيّة وقيودًا ضدّ اليهود وأهل الذمّة عامّة، وأنَّ هذه التشريعات بقيت دون تغيير في العصور الإسلاميّة المختلفة. ويركّز هؤلاء المؤرّخون على إبراز الشروط العمريّة على أنّها «قوانين تمييزيّة» لإذلال اليهود، وليست بمثابة شروط ذمّة وحماية، بما فيها مِن شروط حول المسكن والطقوس الدينيّة، واللباس وسلوكيّات أخرى، بالإضافة إلى دفع ضريبة الجزية. يستنتج أوريال سيمونسون، مثلًا، مِن خلال بحثه حول الشروط العمريّة أنَّه على الرغم مِن أنَّ بعض الشروط التي وردت فيها كانت مستخدمة في دول أخرى قبل الإسلام، إلّا أنَّ هذه الوثيقة وُضعت لتشكّل مرجعيّة قانونيّة وقضائيّة تجاه غير المسلمين، هدفها الفصل الاجتماعي والديني بين المسلمين وغيرهم، إمّا للحفاظ على المجتمع المسلم وإمّا لإظهار مكانة المسلمين العليا مقابل دونيّة أبناء الديانات الأخرى. ويضيف أنَّه مِن المحتمل أنَّ بعض الحكّام المسلمين قد أضافوا عليها أو عدّلوا بها خدمة لمصالحهم وأهوائهم[49].
في هذا السياق، يناقش برنارد لويس الشروط العمريّة ومصداقيّتها زمانًا ومكانًا، حيث يثير الشكوك حول المصادر العربيّة بأنَّ نصارى بلاد الشام هم الذين وضعوا هذه الشروط على أنفسهم، ثمّ الشكوك بصحّة إصدار هذه الوثيقة على يد عمر بن الخطاب أو على يد عمر الثاني (عمر بن عبد العزيز). ولكنَّ الجدل الأهمّ الذي يثيره لويس، هو فرض هذه الشروط لاحتياجات أمنيّة أوّلًا، ثمّ تطوّرت إلى قوانين اجتماعيّة وشرعيّة. على الرغم مِن ذلك، يذكر لويس أنَّ غالبيّة هذه الشروط كان لها صبغة اجتماعيّة رمزيّة أكثر مِن كونها عمليّة. ولكنّه يركّز النقاش حول الضرائب والجزية الباهظة، حسب رأيه، والتي دفعها أهل الذمّة للسلطة الإسلامية[50].

مِن ناحية ثانية، تحاول ميلكا ليفي-روبين (Milka Levy-Rubin) في أحد أبحاثها تفسير الشروط العمريّة بموضوعيّة وبحث معمّق وأثرها وأسبابها، والعلاقة المترتّبة عليها ما بين المسلمين وأهل الذمّة. على الرغم مِن الجدل الذي تثيره ليفي-روبين في بحثها حول الفترة الزمنية التي وُضعت فيها هذه الوثيقة والروايات المختلفة حول نصوصها، ترى أنَّ هذه الشروط لم تعكس الواقع الاجتماعي، كما يراها البعض مِن الباحثين اليهود الآخرين على أنّها كانت مذلّة ومهينة لغير المسلمين. فقد بحثت ليفي-روبين في النصوص التاريخيّة العربيّة والإسلاميّة بشكل منهجي وتفاصيل الشروط الواردة فيها، ورأت بها عمليّة تطوّر متغيّرة وليست ثابتة. هذا الأمر منح ليفي-روبين نظرة جديدة للبحث في الأسباب والظروف المتغيّرة التي دعت إلى وضع هذه الشروط أو محاولات تطبيقها على أرض الواقع أحيانًا، وحتّى أنّها بحثت في الأسباب التي دعت بعض المؤرّخين والفقهاء المسلمين الأوائل إلى ذكر بعض التطبيقات للشروط العمريّة والتشدّد على أهل الذمّة. تستنتج ليفي-روبين أنَّ هذه الشروط لم تطبّق فعليًّا وبشكل واسع، إلّا في فترة الخليفة العباسي المتوكّل، وظهرت فيما بعد على فترات متقطّعة حسب الأهواء والمصالح الشخصيّة، وفي مناطق معيّنة ومحدودة[51]. وتذكر الباحثة أنَّ بعض هذه الشروط كانت متّبعة ومطبّقة في الدولة البيزنطيّة، وكذلك في الدولة الساسانيّة الفارسيّة، كاللباس المميّز لهم أو الاضطهاد الديني مثلًا. ثمّ تستعرض الباحثة مقارنة بين مكانة اليهود تحت الحكم البيزنطي وبين أوضاعهم تحت الحكم الإسلامي، على أنّهم كانوا مقبولين كمجموعات دينيّة في ظلّ الدولة الإسلامية، وأنَّ الكثير مِن أهل الذمّة استمرّوا في مناصبهم العالية حتّى بعد عصر الخليفة المتوكّل[52].

قوانين أهل الذمّة وتطبيقها مِن منظور المؤرّخين والمفكّرين اليهود
تتفاوت مواقف الباحثين اليهود مِن تطبيق قوانين الذمّة خلال العصور الإسلاميّة المختلفة، ما بين التشدّد وبين الاعتدال. تمثّل وثائق الجنيزا اليهوديّة شاهدًا تركه اليهود بتوثيقهم على عدالة الإسلام والتعامل السّمح. فقد أجمع غالبيّة الباحثين الذين درسوا العلاقات الإسلاميّة اليهوديّة على هذا التسامح، في حين عانى إخوانهم اليهود مِن الاضطهاد والتمييز في أوروبا المسيحيّة. وقد ظلّ موقف الإسلام المتسامح مِن أهل الذمّة ثابتًا على العموم، إلّا في حالات محدودة وشاذّة، في ظلّ حكم بعض الحكّام مع اختلاف الحُكّام وخلفيّاتهم والمواقف السياسيّة أو الدينيّة وفرقها المختلفة. وكما يظهر مِن وثائق الجنيزا، فإنَّ اليهود قد اتّخذوا أسماء عربيّة للتبجيل في مصر، وكانوا يرتدون ملابس لا يختلفون فيها عن الآخرين، ومنهم مَنْ امتلك العبيد وعملوا كموظّفي أموال، وشغلوا مناصب حكوميّة حتى خلال العصور الوسطى المتأخّرة بعد ازدياد التعصّب والتشدّد بين المسلمين. وقد ثبت في المصادر الإسلاميّة وفي مدوّنات بعض المؤرّخين مِن اليهود، الدور الذي تولّاه اليهود، وكذلك النصارى، في الإدارة الإسلاميّة في الدولة الفاطميّة، في الوزارة والاستشارة والأمور التجاريّة والماليّة وغيرها مِن المناصب[53].

هناك بعض الباحثين اليهود مَنْ يعترف بالعلاقة الجيدة التي تمتّع بها اليهود تحت حكم الإسلام، ولكنّهم يعتبرون مكانة اليهود على أنّها كانت تتميّز بالدونيّة والهامشيّة، وأنَّ المسلمين قد عاملوهم بازدراء. ويحاول البعض منهم عرض أحوال اليهود تحت الحكم الإسلامي بأنّها كانت حالة مِن الظلم والملاحقة، وذلك بالاعتماد على مصادر يهوديّة، مسيحيّة، وكذلك انتقاء بعض الأحداث مِن مصادر عربيّة إسلاميّة والاستعانة بأرشيفات ومذكّرات يهوديّة شخصيّة ومنحها صورة التعميم. فمثلًا، يحاول الباحث جيلبرت تبديد الفكرة القائلة بأنَّ اليهود عاشوا حالة مِن التعاون والتسامح مع المسلمين، مثل الأندلس مثلًا. ويسلّط الضوء في بحثه على مظاهر معيّنة وتعميمها لإظهار أنَّ اليهود في البلدان الإسلاميّة، مِن المغرب وحتّى أواسط آسيا، وعلى مدار 1400 عام، لم يشكّلوا جزءًا مِن المجتمع العام في الدولة الإسلاميّة، على الرغم مِن أنّه كانت هناك فترات مِن التسامح والازدهار. ويذكر جيلبرت أنَّ اليهود عاشوا في وضع مِن الدونيّة والذلّ بسبب الجزية والشروط العمريّة دون البحث في أبعادها وتطوّراتها وتطبيقها مع الزمن، حتّى إنَّ الباحث يخلط وضع اليهود في العصر الحديث بعد تأثير الحركة الصهيونيّة عليهم في البلدان العربيّة والإسلاميّة. ويضيف جيلبرت أنَّ اليهود واجهوا أعمالًا مِن التشدّد، والتي ظهرت بأشكال مِن الهجمات والمساس بحريّتهم، وأعمال السلب والنهب وغيرها مِن الأعمال السلبيّة. ومِن جهة ثانية، يعترف جيلبرت أنَّ هذه الأعمال كانت تنشأ في أوقات الشدّة مِن الصراعات العسكريّة والأزمات الاقتصاديّة الداخليّة في الدولة الإسلاميّة أو في أوقات مِن الحملات والغزوات الخارجيّة على البلدان الإسلاميّة[54].

الباحث جويتين الذي يبحث في المكانة الاجتماعيّة والدينيّة لليهود في المناطق التي فتحها المسلمون، وخاصّة في فلسطين وسوريا وإسبانيا، يذكر أنَّ اليهود قد ساعدوا الفاتحين المسلمين. لذلك، أصبح وضع غير المسلمين تحت الحكم العربي الإسلامي مِن الأندلس غربًا وحتّى إيران شرقًا أفضل بكثير، مقارنة مع أوضاع اليهود في أوروبا المسيحيّة (الدولة البيزنطيّة) خلال العصور الوسطى. وقد برز ذلك مِن خلال الازدهار الاقتصادي لليهود والمعاملة الاجتماعيّة، والتي بلغ فيه اليهود مكانة في الأندلس عُرفت بـ«العصر الذهبي»، والذي أصبح مصطلحًا شائعًا في العديد مِن مدوّنات التاريخ اليهودي. كذلك حصل اليهود على الحريّة الدينيّة والاستقلاليّة في إدارة أمورهم القضائيّة والدينيّة حتّى بلغت أوجها ما بين القرن العاشر والقرن الثالث عشر. كما استعرض جويتين في كتابه الازدهار الثقافي والحضاري لليهود في ظلّ الحكم الإسلامي، مِن حيث العلوم والفلسفة، الفنّ والثقافة والإنتاج الفكري والعادات والتقاليد، إضافة إلى العلاقة الروحانيّة والفكر الديني كالزّهد مثلًا[55]. هذا ما يُبرزه الباحث موشي جيل حول مكانة اليهود العالية تحت الحكم الفاطمي مِن خلال دراسته لعائلة التُّسْتَرِي اليهوديّة، والمكانة التي وصلت إليه مِن المناصب في الإدارة والوزارة والاستشارة في القصر الفاطمي، إضافة إلى دورها في التجارة والمال[56]. وعلى إثر هذه المعاملة المُميّزة لليهود تحت الحكم الفاطمي في مصر آنذاك، أثارت مشاعر مِن الحسد والغيرة، حتّى بين بعض المنافسين مِن اليهود أنفسهم. وقد عبّر أحد الشعراء في مصر، الحسن بن خاقان، واصفًا مكانة اليهود، قائلًا[57]:

يَهودُ هـذا الزّمــانِ قـد بَـلغوا * * * غـايَةَ آمــالِهم وقد مَلكوا
العزّ فيهـم والمــالُ عندهُــمُ * * * ومنهُم المُسْتشارُ والمَلِكُ
يا أهلَ مصرَ إنّي نَصَحْتُ لكُم * * * تهوّدوا فقـد تهـوّدَ الفلكُ

مع أنّ الفروق في اللباس كانت قد وردت في الشروط العمريّة، يؤكّد المؤرّخ شلومو جويتين، باعتماده على أرشيف الوثائق اليهوديّة في القاهرة (الجنيزا)، أنّه حتّى في القرن العاشر والثاني عشر، لم تُطبّق أحكام اللباس الخاصّ باليهود، ولم يكن لها دلائل في الوثائق اليهوديّة، بل على العكس، هناك دلائل بأنّهم كانوا يلبسون مثل جيرانهم المسلمين. ويؤكّد أنّ ضريبة الجزية هي التي كانت مطبّقة على اليهود وأهل الذمّة عامّة[58]. أي إنَّ هذه الشهادات تؤكّد أنَّ المسلمين لم يتشدّدوا في تطبيق هذا الشرط، حيث يذكر برنارد لويس أيضًا أنّه في عصور متأخّرة لم يلتزم اليهود بلباس خاصّ يميّزهم[59]. كما ويؤكّد الباحث حاييم بن ساسون (Haim Ben-Sasson) في أحد أبحاثه على هذه العلاقة الجيدة بين المسلمين وبين اليهود، حيث يحاول استعراض أوضاعهم ومكانتهم تحت الحكم الإسلامي بشكل عام، منذ القرن السابع وحتّى العصر الحديث. فيستعرض بن ساسون الحريّة الاقتصاديّة، الدينيّة والإداريّة التي تمتّع بها اليهود، ومكانتهم المهمّة كأهل ذمّة تحت الحكم الإسلامي، بالإضافة إلى التأثير الثقافي مع المسلمين. ويذكر أنَّ التغيّرات في العلاقة أحيانًا مع اليهود، جاءت على إثر الصراعات بين الممالك الإسلاميّة نفسها، مثل حكم الموحّدين والمرابطين في شمال أفريقيا، ثمّ الغزوات المغوليّة وأثرها على المناطق الإسلاميّة عامّة. يحاول بن ساسون أيضًا إبراز الفروق بين حياة اليهود تحت الحكم الإسلامي المتسامح وفضائله، مقارنة بمعاملة اليهود تحت حكم الدولة البيزنطيّة المسيحيّة، حيث يستعرض أوضاع اليهود الجيّدة في الأندلس وشمال أفريقيا ومناطق الشرق الأوسط في ظلّ التغيّرات، ثمّ استقبال اليهود في الدولة العثمانيّة وإيوائهم بعد طردهم مِن الأندلس على يد الإسبان[60].

وباستنتاجات مشابهة، يستخلص الباحث شالوم بار-آشر (Shalom Bar-Asher) في بحثه حول اليهود في مصر وبلاد المغرب، بأنّ اليهود على العموم عاشوا حياة حريّة وتسامح منذ العصر الإسلامي الأوّل، واستمرّوا كذلك ما عدا تحت حكم الموحّدين في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، إلّا أنَّ حياة التسامح سرعان ما عادت إلى اليهود بعد زوال سلطة الموحّدين، الأمر الذي جعل بلاد المغرب ومصر ملجأً ليهود أوروبا والأندلس بعد طردهم منها عام 1492.

وفي القرن السابع عشر وحتّى القرن التاسع عشر، كان التعامل مع اليهود في شمال أفريقيا مرتبطًا بعدّة عوامل، وعلى الأخصّ الظروف السياسيّة والجغرافيّة. كما يؤكّد بار-آشر أنَّ الشروط العمريّة لم تكن مشدّدة هناك، حتّى أنّ اللباس المميّز لليهود كان متّبعًا عن رغبة مِن اليهود أنفسهم، واستمرّوا كذلك حتّى بعد إبطال هذه الشروط في القرن التاسع عشر. كذلك يشير بار-آشر أنّ اليهود فضّلوا السكن في حارات خاصّة بهم وبرغبة منهم، ولم يكن هناك فرض لتحديد أماكن سكناهم، ما عدا فترات معيّنة في المغرب (مراكش). أمّا مِن حيث ضريبة الجزية، فيقول بار-آشر إنّها كانت تطبّق بحذافيرها لمصلحة السلطة الإسلاميّة مقابل الحماية والأمان، ولكنْ حسب قوله، إنَّ اليهود كانوا قد عانوا مِن فرض ضرائب إضافيّة أخرى، والتي فرضت أيضًا على المسلمين. ويلاحظ أنَّ هذا التعامل مع اليهود على أساس قوانين أهل الذمّة في بلدان شمال أفريقيا، لم يكن عامًّا أو دائمًا، بل كان حسب الظروف السياسيّة والاقتصاديّة، ويُلاحظ أنَّ هناك فروقًا واختلافات في تطبيقها بين منطقة وأخرى، وحتّى بين مدينة وأخرى[61].
ومِن المؤرّخين اليهود الذين يمجّدون حسن العلاقة الإسلاميّة اليهوديّة، الباحث دافيد فاسرشتاين (David Wasserstein) المتخصّص في التاريخ الإسلامي الوسيط والدراسات اليهوديّة في ظلّ الإسلام. يعترف فاسرشتاين بفضل الحكم الإسلامي على إنقاذ اليهود مِن الضياع والزوال، ويؤكّد أنَّ هذه حقيقة تاريخيّة، وليس فقط أنَّ اليهود قد نجحوا في البقاء تحت ظلّ الإسلام، وإنّما ازدهرت حضارتهم على المدى البعيد حتّى العصر الحديث. فمِن خلال أبحاثه، يعرض مقارنة بين مكانة اليهود تحت الحكم المسيحي في الدولة الرومانيّة (البيزنطية) وبينها تحت الحكم الإسلامي، مبيّنًا أنواع الاضطهاد الديني لليهود في أوروبا، وإقصاءهم إجتماعيًّا والإساءة إلى مكانتهم وحقوقهم في جميع المجالات، وفي جميع أنحاء الإمبراطوريّة الرومانيّة. بالمقارنة مع مكانة اليهود تحت الحكم الإسلامي، يذكر فاسرشتاين أنّه بفضل الإسلام نجح اليهود بالتخلّص مِن الاضطهاد والممارسات البيزنطيّة وكذلك الفارسيّة، حيث سيطر المسلمون على هذه المناطق وأصبح غالبيّة اليهود تحت الحكم الإسلامي، مِن الأندلس غربًا مرورًا بشمال أفريقيا والشرق الأوسط، وحتّى الحدود الشرقيّة مِن بلاد فارس وما بعدها. وهكذا، أصبح اليهود يتمتّعون بالحماية القانونيّة والشرعيّة، وأخذت أوضاعهم بالازدهار في جميع المجالات: المكانة القانونيّة، الاجتماعيّة والديمغرافيّة، الدينيّة، السياسيّة، الاقتصاديّة والثقافيّة. بذلك، لم يكن العالم الإسلامي مصدر إلهام فقط لإحياء الثقافة والحضارة اليهوديّة فحسب، بل أيضًا كان المساهم الرئيس والمهمّ لهذا الازدهار[62].

كذلك الباحث إلياهو أشتور (Eliyahu Ashtor) في دراساته حول تاريخ اليهود في مصر والشام في العصر المملوكي، يستعرض أوضاع اليهود في هذه الفترة التي يصفها الكثير مِن المؤرّخين بالحرجة في حياة اليهود بسبب التعصّب الديني. ولكنَّ أشتور يحاول أنْ يعزو هذه الأوضاع السيّئة إلى أوضاع الدولة عامّة، السياسيّة والتدهور الثقافي للسكّان المسلمين مع موجة مِن التعصّب الديني في المنطقة. هذا أثّر بدوره على حياة اليهود بشكل عامّ، وخاصّة في الفترة المملوكيّة الثانية. ففي الباب الرابع مِن الجزء الثاني مِن بحثه، يستعرض أشتور المكانة القضائيّة والقانونيّة لليهود في هذه الفترة، ويبحث في القوانين المختلفة التي بنيت عليها العلاقة بين المسلمين واليهود، مثل الشروط العمريّة. فيذكر أشتور أنَّ غالبيّة هذه القوانين لم تطبّق في هذه المرحلة مِن العصر المملوكي. أمّا حياة اليهود الدينيّة والاجتماعيّة، وخاصّة في القاهرة، يمكن الاستنتاج أنَّ اليهود قد تمتّعوا بالحرّية الكاملة في إدارة شؤونهم الدينيّة بشكل مستقلّ، وكانوا منظّمين داخليًّا بالأمور القضائيّة. وفي الباب السابع مِن هذا الكتاب (الجزء الثاني) يستخلص أشتور أنّه على الرغم مِن التشدّد الذي أبداه سلاطين المماليك في الفترة الأخيرة مِن حكمهم على غير المسلمين، إلّا أنّهم تمتّعوا بالحماية، وخاصّة في عهد السلطان الأشرف قايتباي (ت 1496)، حيث يستشهد أشتور بحادثة تدخّل السلطان المباشر في منع هدم أحد بيوت العبادة (كنيس) لليهود في بيت المقدس والعمل على حمايتهم. كما أظهر قايتباي، حسب رأي أشتور، استقباله لليهود اللاجئين مِن الأندلس ومن صقلّيا، ثمّ التحسّن الذي طرأ على أوضاعهم في مصر بعد موت قايتباي، وفي عهد السلطان قانصوه الغوري[63].

أمّا بالنسبة إلى الجزية، فيذكر أشتور في بحثه حول مقدارها وطرق جبايتها، ويستخلص أنَّ هذه الضريبة لم تكن عالية أو مثقلة بالنسبة للأجور والدخل مِن الأعمال التجاريّة التي تقاضاها أصحاب الأعمال والتجّار مِن اليهود والنّصارى في تلك الفترة. ولكنَّ أشتور يذكر أنَّ نصيب اليهود مِن فرض الضرائب الأخرى كان عاليًا[64]. كذلك يؤكّد الباحث موشي جيل بالنسبة لضريبة الجزية، كما ثبت مِن خلال كتابات الجنيزا القاهريّة، أنَّ اليهود في القاهرة كانوا يدفعون أقلّ ممّا كانت تدفعه أقليّات يهوديّة في البلدان الإسلاميّة الأخرى، حيث كان اليهود في القاهرة هم أنفسهم مَن يحدّد مقدار الجزية ومَن يدفعها ومَن يعفى منها، بعكس ما كان مقرّرًا بقوانين الجزية في الحكم الإسلامي[65].

وفي عهد الدولة العثمانيّة، اتّسمت مكانة اليهود القانونيّة والاجتماعيّة بالتوازن ما بين متطلّبات القوانين الإسلاميّة التقليديّة وبين مصلحة الدولة. وقد شكّلت الدولة العثمانيّة ملجأً لليهود الفارّين مِن أوروبا والأندلس منذ القرن الخامس عشر، الأمر الذي خفّف مِن شدّة القوانين الإسلاميّة على اليهود هناك. فيذكر الكاتب يعقوب برناي في أحد أبحاثه أنّه مِن الناحية الاجتماعيّة، كان اليهود يتمتّعون بحريّة العمل والتنقّل والعلاقات الحسنة مع البيئة الإسلاميّة في الدولة العثمانيّة[66]. وفي القرن التاسع عشر، بدأت هذه العلاقة بالتغيّر تجاه اليهود بسبب ظهور الحركات القوميّة وتدخّل الدول الأوروبيّة في شؤون الدولة العثمانيّة والآثار المترتّبة على ذلك. ولكنْ، بقي اليهود أقليّة دينيّة لها أفضليّة في التعامل مع السلطة والبيئة الإسلاميّة. وقد استفاد اليهود مِن التنظيمات العثمانيّة التي طُبّقت في الدولة في القرن التاسع عشر، وأهمّها فرمان خطّ شريف همايون عام 1856، وإبطال التعامل في القوانين الشرعيّة تجاه أهل الذمّة، مثل فرض الجزية[67]. يضيف برناي أنَّ السلطات العثمانيّة عملت على حماية اليهود مع انتشار الشعور بالكراهية تجاههم مِن قبل الجاليات المسيحيّة في الدولة العثمانيّة[68].

أمّا حول يهود اليمن وعلاقتهم بالمسلمين عامّة في اليمن، قديمًا وحديثًا، فيبدو هناك شبه إجماع في مدوّنات المتخصّصين والباحثين اليهود، بأنّ يهود اليمن تمتّعوا بالحرية الدينيّة والاجتماعيّة، ما عدا فترات قصيرة ومحدودة، كردّة فعل على ظهور شخصيّات يهوديّة تدّعي أنها المخلّص المنتظر (مَشِيَّح)[69]. وعلى مدار تاريخ اليهود في اليمن عبر العصور الإسلاميّة، تتحدّث كثير مِن المصادر اليهوديّة عن المحبّة والاحترام الذي يكنّه يهود اليمن لحكّامها المسلمين (الإماميّة)، وذلك لسياستهم المتسامحة مع اليهود، والحماية التي تمتّعوا بها تحت حكمهم[70]. فمثلًا، تعتمد الباحثة الإسرائيليّة مِن أصول يمنيّة، بات-تسيون عراقي-كلورمان، في دراساتها في كثير مِن المدوّنات والآثار اليهوديّة اليمنيّة على الأرشيفات الخاصّة بهم في إسرائيل، وتعترف بأنَّ يهود اليمن لم يجابهوا الممارسات اللاساميّة أو الملاحقات في تاريخهم في اليمن، ليس مِن قبل السلطات أو عامّة الناس مِن المسلمين. حتّى منتصف القرن العشرين، فقد حصل اليهود على مكانتهم القانونيّة على الحرية الدينيّة، وعلى الحماية الشخصيّة والحفاظ على أملاكهم مقابل الاعتراف بالسلطة الإسلاميّة السياسيّة والاجتماعيّة، مع دفع ضريبة الجزية واحترام قوانين الذمّة الأخرى. وتصل الباحثة عراقي-كلورمان إلى خلاصة أنَّ قوانين الذمّة عامّة لم تُطبّق بالكامل إلّا في العاصمة صنعاء مركز السلطة. بينما في المناطق الريفيّة وتحت سلطة القبائل، والتي عاش فيها غالبيّة يهود اليمن، فقد تميّزت حياتهم بالتسامح والتعاون، ولم تظهر الفروق بين اليهود وبين المسلمين، ولم تُطبَّق عليهم هذه الشروط، بل شعر اليهود بأمان وحريّة أكبر تحت حماية شيوخ القبائل[71].

لشدّة الروابط والعلاقات الجيّدة والتأثير المتبادل بين المسلمين واليهود في اليمن منذ العصور الوسطى وحتّى القرن التاسع عشر، فقد بلغ إلى حدّ الإيمان المتبادل في المظاهر الدينيّة، مثل حركات المهدي عند المسلمين، وحركات المخلّص (مَشِيَّح) عند اليهود[72]. كذلك يؤكّد الباحث يوسف طوبي أنّه كانت ليهود اليمن مكانة تختلف عن المراكز اليهوديّة في بلدان أخرى بسبب انعزالهم عن هذه المجموعات وبسبب الظروف الجغرافيّة والسياسيّة هناك. لذا، حافظ يهود اليمن على تراثهم الديني القديم مِن جهة، وكذلك تأثّروا ثقافيًّا مِن المسلمين المحلّيّين. ولكنْ مِن جهة ثانية، يدّعي طوبي أنَّ يهود اليمن أحيانًا واجهوا ملاحقات لإجبارهم على التأسلم مِن بعض الحكّام المسلمين هناك، بينما عاملهم آخرون بتسامح مثل حكام السلالة الرسوليةّ مثلًا (1229-1454)[73].
أمّا الباحث برنارد لويس، فيبدو متناقضًا أحيانًا في دراساته ونتائجها ما بين علاقة التسامح مع اليهود أو التشدّد. فيذكر أنّه على الرغم مِن أنّ أهل الذمّة مِن اليهود والنصارى كانوا هامشيّين في الدولة الإسلاميّة، لكنّهم احتلوا مكانة مهمّة معترفًا بها في النظام الاجتماعي والإداري الإسلامي، وأداروا شؤونهم الداخليّة بنوع مِن الاستقلاليّة. فيذكر لويس أنَّهم تمتّعوا بنوع مِن المواطنة، رغم أنّهم كانوا مواطنين مِن الدرجة الثانية، وذلك مِن خلال المقارنة بين حياة اليهود تحت الحكم الإسلامي وأفضليّتها، مقارنة بأوضاعهم تحت الحكم البيزنطي، مِن حيث السكن والعمل والتجارة والمال. أمّا حول أسباب التعصّب الذي ظهر ضدّ أهل الذمّة تحت الحكم الإسلامي أحيانًا، فيعزوها لويس إلى التعصّب الديني ضدّ الأقليّات، على إثر الحملات الصليبيّة على البلدان الإسلاميّة، وإعادة احتلال الأندلس على يد الإسبان، والممارسات التي اتّبعها المسيحيّون مِن قتل وإجلاء.كما يستعرض لويس أيضًا أسبابًا أخرى للتشدّد في التعامل مع أهل الذمّة، مثل أسباب الضعف والتفكّك في الدولة الإسلاميّة في العصور الوسطى المتأخّرة، الأمر الذي قوّى مِن شعور التعصّب الديني وفرض الشروط العمريّة وتطبيقها على أهل الذمّة، إلى حدّ الإذلال. ولكنْ مِن جهة ثانية، يعترف لويس أنَّ التعامل مع اليهود في هذه الفترة لم يصل إلى درجة مِن العداء والشعور بالكراهية أو الحسد، كما كانت ظاهرة اللّاساميّة في العالم المسيحي في أوروبا، ولكنْ بقيت ظاهرة الشعور بالازدراء تجاه غير المسلمين، والتي أخذت صبغة دينيّة واجتماعيّة، مثل الألقاب والصفات وغيرها مِن الرموز[74].

كذلك يحاول مارك كوهِن (Mark Cohen) صياغة استنتاجات أبحاثه حول علاقة المسلمين باليهود، ما بين التسامح وما بين التشدّد، مِن خلال إبراز الجوانب الغامضة في حياة اليهود في العصور الوسطى، مِن الفقر وحياة اليتامى منهم. ويُظهر كوهن أنَّ مقولة «العصر الذهبي» لعلاقات اليهود بالمسلمين في الأندلس وفي بلدان أخرى، لم تكن سوى خرافة وهميّة، وذلك بالنظر إلى المكانة المتدنيّة التي عاش بها اليهود وحال الصراعات والصعوبات التي واجهتهم في هذه الفترة. ولكنْ مِن ناحية أخرى، يحاول كوهن أنْ يظهر بمظهر الإنصاف والموضوعيّة في كتاباته التاريخيّة حول أوضاع اليهود تحت الحكم الإسلامي، فيضيف أنّه مِن الخطأ أنْ يُقال إنَّ المسلمين قد لاحقوا اليهود، وإنَّ سياسة اللّاساميّة التي تسود هذه الأيام هي امتداد لأربعة عشر قرنًا مِن العداء. فيذكر مثلًا أنَّ المذابح، حسب وصفه، والتي تعرّض لها اليهود في القرن الثاني عشر تحت حكم «الموحّدين» في شمال أفريقيا، والتي وصفت بسياسة اللاساميّة التي نشأت في أوروبا أوّلًا، لم تكن موجّهة ضدّ اليهود تحديدًا، وإنَّما ضدّ أهل الذمّة مِن النصارى عامّة، وكذلك ضدّ فئات مسلمة مناهضة لحكم الموحّدين[75].

الخاتمة
يمكن الاستنتاج أنّ مواقف الباحثين اليهود حول العلاقات الإسلاميّة اليهوديّة تحت الحكم الإسلامي عبر العصور، تتفاوت بين الناقد وبين المنصف والموضوعي، ونجد أحيانًا تناقضات في مدوّناتهم البحثيّة.
يُلاحظ أنَّ هؤلاء الباحثين يتوزّعون على عدّة تيّارات، منها التيّار الموضوعي والمعتدل، التيّار الوسطيّ والمتوازن، والتيار المتشدّد. ففي حين نرى أنَّ الكثير مِن هؤلاء الباحثين يحاولون نقد المصادر العربيّة الإسلاميّة والقوانين التي وُضعت للتعامل مع أهل الذمّة، ومنحها صبغة الشكّ وعدم المصداقيّة، نلاحظ الآخرين يعترفون بالتسامح الذي تعامل به المسلمون مع اليهود.
يظهر مِن هذه الدراسة أنَّ التيار المتشدّد مِن الباحثين تأثّروا بأفكارهم مِن عدّة عوامل، أهمّها الفكر الاستشراقي الغربي الذي ترك أثره في الأفكار والإيديولوجيا للحركة الصهيونيّة، واتّبعه بعض المؤرّخين ورجال الفكر مِن اليهود، منذ أواخر القرن التاسع عشر، وظهرت جليًّا في الأبحاث والمدوّنات ومراكز الدراسات التي نشأت في العصر الحديث.
الاستنتاج البارز هنا، محاولة هذا التيّار توجيه النقد للحضارة الإسلاميّة ووصفها بصورة سلبيّة بتعاملها مع الآخرين، وخاصّة اليهود منهم، ومساواتها باللّاساميّة التي كانت سائدة في أوروبا.
وكما يبدو مِن أبحاث هذه الفئة أنّهم بعيدون عن الموضوعيّة في دراسة التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلاميّة مِن حيث المصادر، التحليل والنتائج. وتتغلّب على أفكار هؤلاء الباحثين نزعات مِن الهوى والتعصّب، ومحاولة الإساءة ونشر الأفكار السلبيّة حول الإسلام، بإظهار الحضارة الإسلاميّة على أنّها لا ترقى إلى درجة الفكر والثقافة، السياسة والإدارة والنظام الديني.
وعلى النقيض مِن ذلك، نلاحظ بعض الباحثين اليهود يحاولون إبراز الموضوعيّة في أبحاثهم حول علاقة المسلمين باليهود، مع الاعتماد على المصادر الإسلاميّة وتحليلها وبحث مسبّباتها وآثارها والتغيّرات التي طرأت على الدولة الإسلاميّة خلال العصور المختلفة. وممّا يؤكّد صدق هذه المصادر العربيّة حول مكانة اليهود في ظلّ الحكم الإسلامي، يستخدم هؤلاء الباحثون أيضًا الكتابات اليهوديّة المحفوظة في الأرشيفات اليهوديّة، مثل الجنيزا القاهريّة، والتي تعبّر بصدق مِن خلال كتاباتهم عن أوضاع اليهود تحت الحكم الإسلامي في جميع مجالات الحياة.

لائحة المصادر والمراجع

المصادر العربيّة
القرآن الكريم
ابن قيّم الجوزية، أحكام أهل الذمّة، ج2، بيروت، دار الكتب العلميّة، 2002.
ابن كثير، أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، ج3، حلب، دار الرشيد، د.ت.
ابن هشام، عبد الملك، السيرة النبويّة، ج2، بيروت، دار الكتاب العربي، 1990.
إدريس، محمَّد جلاء، الاستشراق الإسرائيلي في الدراسات العبريَّة المعاصرة، القاهرة: مكتبة الآداب، 2003.
أبو داود السجستاني، سليمان بن الأشعث، سنن أبي داود، ج4، دمشق، دار الرسالة العالميّة، 2009.
البهنسي، أحمد، «إشكال فهم النصّ القرآني في الدراسات الاستشراقيّة؛ الاستشراق الإسرائيلي أنموذجًا»، دراسات استشراقيّة، العدد 2 (2014).
البهنسي، أحمد، «المستشرق الإسرائيليّ مئير بار-آشير وآراؤه حول القرآن الكريم»، القرآن والاستشراق المعاصر، العدد 5 (2020).
حسن، محمّد خليفة وسراج، النبوي جبر، الجنيزا والمعابد اليهوديّة في مصر، القاهرة، مركز الدراسات الشرقيّة، 1999.
حسن، محمَّد خليفة، المدرسة اليهوديَّة في الاستشراق، مجلَّة رسالة المشرق، المجلَّد 12، الأعداد 1-4، (القاهرة، 2003).
الخالدي، خالد يونس عبد العزيز، اليهود في الدولة العربيّة الإسلاميّة في الأندلس، فلسطين/ غزة، 2011.
الشافعي، محمّد بن إدريس،كتاب الأم، (ج 4). بيروت، دار المعرفة، 1990.
الطرطوشي، أبو بكر محمّد بن الوليد،سراج الملوك، القاهرة، الدار المصريّة اللبنانيّة، 1994.
القوصي، عطيّة، اليهود في ظلّ الحضارة الإسلاميّة، جامعة القاهرة، مركز الدراسات الشرقيّة، 2001.
لوبون، غوستاف، حضارة العرب، القاهرة، مؤسّسة هنداوي للتعليم والثقافة، 2012.
متز، آدم، الحضارة الإسلاميّة، (ج1-2). بيروت: دار الكتاب العربي، 1967.
الموسوعة الفقهيّة، ج36. الكويت، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلاميّة، 1996.

المصادر العبريّة
أشتور، إلياهو. وثائق مِن الجنيزا. أورشليم/القدس: مؤسّسة الراب كوك، 1970.
תולדותהיהודיםבמצריםובסוריהתחתשלטוןהממלוכים، (כרך3)، ירושלים: מוסדהרבקוק.
أشتور، إلياهو. تاريخ اليهود في مصر وسوريا تحت حكم المماليك، (3 أجزاء). أورشليم/ القدس، 1944- 1970.
أفيطبول، ميخائيل وبار-آشر، شالوم وبرناي، يعقوب وطوبي، يوسف، تاريخ اليهود في البلاد الإسلاميّة. ج2. أورشليم/ القدس، مركز زلمان شزار، 1986.
بار-آشر، شالوم وبرناي، يعقوف وطوبي، يوسف، تاريخ اليهود في البلاد الإسلاميّة. ج1، أورشليم/ القدس، مركز زلمان شزار، 1981.
بار-زئيف، حاي. ما وراء القرآن: إيضاحات في شؤون يهوديّة وإسلاميّة، دفيم مسبريم، 2011.
بن دافيد، أهارون، يهود اليمن: بين الشتات وبين الخلاص، قريات عقرون، 2001.
تسور، يارون، اليهود بين المسلمين، (وحدة: 2، 5-6، 7-8). رعنانا: الجامعة المفتوحة، 2003/ 2004.
جلوسكا، زخاريا. كتاب مِن أجل يهود اليمن. أورشليم/ القدس، 1974
جمليئيل، شالوم. اليهود والمَلِك في اليمن. (ج1)، أورشليم/ القدس، 1986.
جيل، موشي، التُسْتَريم: الطائفة والعائلة، (باللغة العبريّة). تل-أبيب: معهد موريشت، 1981.
جيل، موشي، فلسطين في العصر الإسلامي الأوّل (634–1099)، (ج1)، تل-أبيب، 1983.
جيلبرت، مارتين، في خيام إسماعيل: تاريخ اليهود في البلاد الإسلاميّة، 2013.
دهّان، يوسي وفاسرمان، هنري (تحقيق)، لخلق أمّة، (مجموعة دراسات). رعنانا، الجامعة المفتوحة، 2006.
روبين، أوري. القرآن: ترجمة مِن العربيّة، تل-أبيب، 2005.
سيمونسون، أوريال، «بين الفصل والاستيعاب: وثيقة عمر في سياقها الثقافي والاجتماعي». هستوريا (التاريخ) 35 (2015).
شارون، موشي، «علاقات الرسول باليهود»، (9 أيار 2014). (يوتيوب): https://www.youtube.com/watch?v=ws1xWcDCcVU
شوشان، بوعز، تاريخ وأيديولوجيا في بداية الإسلام. أورشليم/ القدس، 2012.
طبيب، أبراهام، عائدو اليمن، (شفي تيمان)، تل-أبيب، أفيقيم، 1932.
عراقي-كلورمان، بات-تسيون، يهود اليمن: التاريخ، المجتمع، الحضارة. ج2، رعنانا: الجامعة المفتوحة، 2004.
عراقي-كلورمان، بات-تسيون، «الإيديولوجيّة الصهيونيّة: الرواية الصهيونيّة ويهود اليمن». أوفاقيم، (2008).
عراقي-كلورمان، بات-تسيون، «تاريخ يهود اليمن وتجنيده لبناء الهويّة القوميّة»، في: مهاجرو اليمن في فلسطين (مجموعة دراسات)، (تحقيق: بات-تسيون عراقي-كلورمان)، رعنانا، الجامعة المفتوحة، 2006.
فاينشتوك، ناتان، الحضور الطويل: كيف افتقد العالم العربي والإسلامي يهودهم؟، بابل ومسكال، 2014.
كيدار، مردخاي (موطي)، «اللاساميّة الإسلاميّة»، (21 أيار 2016(. (يوتيوب):
https://m.youtube.com/watch?v=tax5sUGTnSk

لجنة بيطون:
http://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L4825682,00.html (يوليو 8 2016) .
لويس، برنارد، اليهود في العالم الإسلامي، أورشليم/ القدس، مركز زلمان شزار، 1996.
ليكر، ميخائيل، محمّد واليهود، أورشليم/ القدس، يد بن تسفي، 2014.
يوسف، عوفاديا، «يجب إبادة العرب». (6 نيسان 2001):
http://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-654389,00.html
يونا، يوسي وشنهاف، يهودا (تحقيق)، العنصريّة في إسرائيل، القدس/ أورشليم وتل-أبيب، معهد فان لير، 2008.

المصادر الأجنبيّة
Abitbol, Michel. “From Coexistence to the Rise of Antagonisms”. A History of Jewish-Muslim Relations: From the Origins to the Present Day. (Ed. Abdelwahab Meddeb and Benjamin Stora). By Jane Marie Todd and Michael B. Smith. Princeton UP, 2013.
Ashtor, Eliyahu. The Jews and the Mediterranean Economy, 10th-15th centuries. London, Variorum Reprints, 1983.
Bar-Zeev, Haï. Une lecture juive du Coran. Éditions Berg International, 2005.
Ben-Sasson, Haim Hillel (ed.). A History of the Jewish People. Harvard University Press, 1985.
Cohen, Mark R. Jewish Self Government in Medieval Egypt. Princeton, 1980.
Cohen, Mark R. Under Crescent and Cross: The Jews in the Middle Ages. Princeton University Press, 1994.
Cohen, Mark R. The Voice of the Poor in the Middle Ages:An Anthology of Documents from the Cairo Geniza. Princeton University Press, 2005.
Cohen, Mark R. ‘The Golden Age” of Jewish-Muslim Relations: Myth and Reality. A History of Jewish-Muslim Relations: From the Origins to the Present Day. (Ed. Abdelwahab Meddeb and Benjamin Stora). By Jane Marie Todd and Michael B. Smith. Princeton UP, 2013.
Cohen, Mark R. “Islamic Policy toward Jews from the Prophet Muhammad to the Pact of ‘Umar”. A History of Jewish-Muslim Relations: From the Origins to the Present Day. (Ed. Abdelwahab Meddeb and Benjamin Stora). By Jane Marie Todd and Michael B. Smith, Princeton UP, 2013.
Crone, Patricia and Cook, Michael. Hagarism: The Making of the Islamic World. Cambridge, 1977.
Eraqi-Klorman, Bat-Zion. “Essential Papers on Messianic Movements and Personalities”. In: Jewish History. (ed. Marc Saperstein). New York University Press: New York, 1992.
Eraqi-Klorman, Bat-Zion. Traditional Society in Transition: The Yemeni Jewish Experience. Brill Academic Pub., 2014.
Eraqi-Klorman, Bat-Zion. “Yemen”. in:The Jews of the Middle East and North Africa in Modern Time. (Michael Menachem, Reeva Spector Simon, Sara ReguerLaskier, eds.). U.S.A., Colombia Uni. Press, 2002.
Eraqi-Klorman, Bat-Zion. “Muslim Supporters of Jewish Messiahs in Yemen”. Middle Eastern Studies 29, (4 October 1993).
Eraqi-Klorman, Bat-Zion. “Jewish and Muslim Messianism”. International Journal of Middle East Studies 22 (2), (May 1990).
Fischel, Walter J. Jews in the Economic Political Life of Medieval Islam. London, Royal Asiatic Society, 1973.
Frenkel, Yehoshua. “Jews and Muslims in the Latin Kingdom of Jerusalem”. A History of Jewish-Muslim Relations: From the Origins to the Present Day. (Ed. Abdelwahab Meddeb and Benjamin Stora). By Jane Marie Todd and Michael B. Smith. Princeton UP, 2013.
Geiger, Abraham. Judaism and Islam. A Prize Essay. (M. D.C.S.P. C. K. Press, 1898.
Geiger, Abraham. Was hat Mohammed aus dem Judenthumeaufgenommen? Parerga Verlag, Berlin, 2004.
Gil, Moshe. “The Constitution of Medina: A Reconsideration”. Israel Oriental Studies 4 (1974).
Gilbert, Martin. In Ishmael’s House, A History of Jews in Muslim Lands.Yale University Press, New Haven and London, 2010.
Goitein, Shelomo Dov. “The Documents of the Cairo Geniza as a Source for Mediterranean Social History”. Studies in Islamic History and Institutions. Brill, Leiden, 1968.
Goitein, Shelomo D. Jews and Arabs: A Concise History of Their Social and Cultural Relations. U.S.A. Dover Publication, 2005.
Goitein, Shelomo D. “The Documents of the Cairo Geniza as a Source for Mediterranean Social History”. Journal of the American Oriental Society Vol. 80, No. 2 (Apr. - Jun., 1960(.
Goitein, Shelomo D.A Mediterranean Society: The Jewish Communities of the Arab World as Portrayed in the Documents of the Cairo Geniza. 5 Vol. Berkeley: University of California Press, 1967- 1988.
Goldziher, Ignác. Vorlesungenüber den Islam. Heidelberg: Winter, 1910.
Goldziher, Ignác. Muhammedanische Studien. Hildesheim, George Olms, 1889.
Ibn Warraq (ed.). The Quest for the Historical Muhammad. Prometheus Books, 2000.
Laskier, Michael. “The Emigration of the Jews from the Arab World”. A History of Jewish-Muslim Relations: From the Origins to the Present Day. (Ed. Abdelwahab Meddeb and Benjamin Stora). By Jane Marie Todd and Michael B. Smith. Princeton UP, 2013.
Lecker, Michael. “The conversion of Ḥimyar to Judaism and the Jewish Banū Hadl of Medina”. Die Welt des Orients, Bd. 26 (1995).
Lecker, Michael. “Judaism among Kinda and the Ridda of Kinda”. Journal of the American Oriental Society. Vol. 115, No. 4 (Oct. - Dec., 1995).
Lecker, Michael. “Zayd b. Thābit, A Jew with Two Sidelocks”: Judaism and Literacy in Pre-Islamic Medina (Yathrib). Journal of Near Eastern Studies. Vol. 56, No. 4 (Oct., 1997).
Lecker, Michael. People, Tribes and Society in Arabia Around the Time of Muhammad. (Variorum Collected Studies Series). Routledge: New edition, 2005.
Lecker, Michael. The Constitution of Medina: Muhammad’s First Legal Document. (Studies in Late Antiquity and Early Islam). Princeton& New Jersey: The Darwin Press, INC. 2004.
Lecker, Michael. “Did Muhammad Conclude Treaties with the Jewish Tribes Nadir, Qurayza and Qaynuqa?”. in: Dhimmis and Others: Jews and Christians and the World of Classical Islam (David Wasserstein& Uri Rubin Eds.). Eisenbrauns, 1997.
Levy-Rubin, Milka. Non-Muslims in the Early Islamic Empire: From Surrender to Coexistence. Cambridge University Press, 2011.
Levy-Rubin, Milka. “From Early Harbingers to the Systematic Enforcement of Shurut Umar”. In: Border Crossings: InterreligiousInteraction and the Exchange of Ideas in the Islamic Middle Ages. (eds. M. Goldstein and D. Freidenreich). Philadelphia: University of Pennsylvania, 2012.
Lewis, Bernard. The Jews of Islam. Princeton University Press, 1984.
Rubin, Uri. “Hanifiyya and Ka’ba: An Inquiry into the Arabian Pre-Islamic Background of Din Ibrahim”. Jerusalem Studies in Arabic and Islam 13 (1990).
Rubin, Uri. Between Bible and Qur’an: The Children of Israel and the Islamic Self-Image. The Darwin Press, Princeton, New Jersey, 1999.
Rubin, Uri. “Islamic Retellings of Biblical History”. in (Y. Tzvi Langermann and Josef Stern, eds.). Adaptations and Innovations: Studies on the Interaction between Jewish and Islamic Thought and Literature from the Early Middle Ages to the Late Twentieth Century. (Dedicated to Professor Joel L. Kraemer). Paris, 2007.
Rubin, Uri. “The Constitution of Medina: Some Notes”. Studia Islamica 62 (1985).
Schacht, Joseph. The Origins of Muhammadan Jurisprudence. London, Oxford University Press, 1950.
Sharon, Moshe. Judaism, Christianity and Islam, Interaction and Conflict. (Publications of the Eric Samson Chair in Jewish Civilization, No. 2). The University of the Witwatersrand, Snap Print, Johannesburg and Jerusalem, 1989.
Tobi, Yosef. “Jews of Yemen”. A History of Jewish-Muslim Relations: From the Origins to the Present Day. (Ed. Abdelwahab Meddeb and Benjamin Stora). By Jane Marie Todd and Michael B. Smith. Princeton UP, 2013.
Wasserstein, David. “How Islam Saved the Jews”, https://kavvanah.wordpress.com/2012/06/04/how-islam-saved-the-jews-david-wasserstein/
Wasserstein, David. The Jewish Communities of the Early Islamic World. Ashgate Pub. Co., 2014.
Wasserstein, David. “The Muslims and the Golden Age of the Jews in al- Andalus”. in: Dhimmis and Others: Jews and Christians and the World of Classical Islam. (David Wasserstein& Uri Rubin Eds.). Eisenbrauns, 1997.
Weinstock, Nathan. Une si longue presence: Comment le monde arabe a perdu sesjuifs, 1947- 1967. Paris, Plon, 2007.

----------------------------------
[1][*]- مدرس ومحاضر في كلّية سخنين الأكاديميّة لإعداد المعلمين - الجليل.
[2]- الموسوعة الفقهيّة، جزء 36، الكويت، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلاميّة، 1996، ص149. وحول أحكام المجوس وأهل الذمّة، انظر هناك، ص148-154.
[3]- الآية الكريمة: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مِن آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}. سورة البقرة، الآية 62.
[4]- سورة البقرة، الآية 256.
[5]- سورة التوبة، الآية 29.
[6]- انظر عهد الأمّة: عبد الملك إبن هشام، السيرة النبويّة، ج2، بيروت، دار الكتاب العربي، 1990، ص143-146؛ أبو الفداء عماد الدين إسماعيل إبن كثير، البداية والنهاية، ج3، حلب، دار الرشيد، د.ت، ص196-197.
[7]- انظر: باب في تعشير أهل الذمّة إذا اختلفوا بالتجارات (حديث رقم 3052): سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني، سُنن أبي داود، ج4، دمشق، دار الرسالة العالميّة، 2009، ص658.
[8]- يُلاحظ أنّ نصوصًا وروايات عدّة وردت في المصادر العربيّة والإسلاميّة تتعلّق بالشروط العمريّة، انظر للمقارنة: أبو بكر محمّد بن الوليد الطرطوشي، سراج الملوك، القاهرة، الدار المصريّة اللبنانيّة، 1994، ص542- 544؛ ابن قيّم الجوزيّة، أحكام أهل الذمّة، ج2. بيروت، دار الكتب العلميّة، 2002، ص18-57، 113-114؛ محمّد بن إدريس الشافعي، كتاب الأم، ج4، بيروت، دار المعرفة، 1990، ص208-211.
[9]- انظر: خالد يونس عبد العزيز الخالدي، اليهود في الدولة العربيّة الإسلاميّة في الأندلس، فلسطين/ غزة، 2011، ص157-245. وحول علاقة المرابطين والموحّدين مع اليهود وأسباب التشدّد في هذه الفترة، انظر: المصدر نفسه، ص246-266؛ انظر أيضًا: عطيّة القوصي، اليهود في ظلّ الحضارة الإسلاميّة، جامعة القاهرة، مركز الدراسات الشرقيّة، 2001، ص125-162.
[10]- حول سياسة هؤلاء الخلفاء تجاه أهل الذمّة، انظر: ابن قيّم الجوزيّة، أحكام أهل الذمّة، ج1، ص166-184.
[11]- اعتمدت هذه الفئة على الأرشيفات اليهوديّة، مثل أرشيف المخطوطات والوثائق اليهوديّة في القاهرة والمعروفة باسم «الجنيزا»، انظر: محمّد خليفة حسن والنبوي جبر سراج، الجنيزا والمعابد اليهوديّة في مصر، القاهرة، مركز الدراسات الشرقيّة، 1999؛ إلياهو أشتور، وثائق مِن الجنيزا، ج3، القدس، مؤسّسة الراب كوك، 1970، (بالعبريّة):
Shelomo Dov Goitein, “The Documents of the Cairo Geniza as a Source for Mediterranean Social History”, In: Studies in Islamic History and Institutions, (Brill, Leiden, 1968), pp. 91- 100; idem,A Mediterranean Society: The Jewish Communities of the Arab World as Portrayed in the Documents of the Cairo Geniza,(5 Vols),(Berkeley: University of California Press, 1967- 1988) Mark R. Cohen, The Voice of the Poor in the Middle Ages: An Anthology of Documents from the Cairo Geniza, (Princeton: University Press, 2005).
[12]- انظر: مثلًا أعمال مئير بار-آشِر في الدراسات الإسلاميّة، الشيعة والقرآن والتفسير:
https://ar.wikipedia.org/wiki1؛ أحمد البهنسي، «المستشرق الإسرائيليّ مئير بار-آشير وآراؤه حول القرآن الكريم»، القرآن والاستشراق المعاصر، العدد 5 (2020)، ص59-66.
[13]- انظر أمثلة مِن هذه الأبحاث:
Mark R. Cohen, “The Golden Age of Jewish-Muslim Relations: Myth and Reality”, in: A History of Jewish-Muslim Relations: From the Origins to the Present Day, (Eds. Abdelwahab Meddeb and Benjamin Stora), by Jane Marie Todd and Michael B. Smith, (Princeton UP, 2013), pp. 28- 38; Yehoshua Frenkel, “Jews and Muslims in the Latin Kingdom of Jerusalem”, A History of Jewish-Muslim Relations: From the Origins to the Present Day, (Eds. Abdelwahab Meddeb and Benjamin Stora), by Jane Marie Todd and Michael B. Smith, (Princeton UP, 2013), pp. 156- 161; Yosef Tobi, “Jews of Yemen”, A History of Jewish-Muslim Relations: From the Origins to the Present Day, (Eds. Abdelwahab Meddeb and Benjamin Stora), by Jane Marie Todd and Michael B. Smith, (Princeton UP, 2013), pp. 248- 257; Michel Abitbol, “From Coexistence to the Rise of Antagonisms”, in: A History of Jewish-Muslim Relations: From the Origins to the Present Day, (Eds. Abdelwahab Meddeb and Benjamin Stora), by Jane Marie Todd and Michael B. Smith, (Princeton UP, 2013), pp. 297- 319; Michael Laskier, “The Emigration of the Jews from the Arab World”, A History of Jewish-Muslim Relations: From the Origins to the Present Day, (Eds. Abdelwahab Meddeb and Benjamin Stora), by Jane Marie Todd and Michael B. Smith, (Princeton UP, 2013), pp. 415- 435.
[14]- انظر مثلًا:
Martin Gilbert, In Ishmael’s House, A History of Jews in Muslim Lands, (Yale University Press,New Haven and London, 2010).
تُرجم هذا الكتاب مِن الإنجليزيّة إلى العبريّة، ونشر عام 2013 تحت عنوان «في خيام إسماعيل: تاريخ اليهود في البلاد الإسلاميّة.
Haï Bar-Zeev, Une lecture juive du Coran, (Éditions Berg International, 2005).
نُشر هذا الكتاب أوّلًا باللغة الفرنسيّة في باريس، ثمّ باللغة العبريّة، انظر:حاي بار-زئيف ، ما وراء القرآن: إيضاحات في شؤون يهوديّة وإسلاميّة، (دفيم مسبريم، 2011). بار-زئيف، يهوديّ فرنسي باسم مستعار، متخصّص في تاريخ الإسلام، وعمل على دراسة القرآن.
[15]- نُشر كتابه باللغة الفرنسيّة أوّلًا عام 1884، ثمّ ترجم إلى لغات عدّة، منها اللغة العربيّة، انظر: غوستاف لوبون، حضارة العرب، القاهرة: مؤسّسة هنداوي للتعليم والثقافة، 2012؛ انظر أيضًا أبحاث آدم متز، الألماني الأصل (ت 1917)، وبحثه حول الحضارة الإسلاميّة ودور اليهود ومعاملتهم بتسامح تحت حكم الإسلام: الحضارة الإسلاميّة، آدم متز، الحضارة الإسلاميّة، ج1-2، بيروت: دار الكتاب العربي، 1967.
[16]- Abraham Geiger, Judaism and Islam. A Prize Essay, (M. D.C.S.P. C. K. Press, 1898), pp. 430; idem, Was hat Mohammed aus dem Judenthume aufgenommen? (Parerga Verlag, Berlin, 2004).
[17]- Ignác Goldziher, Vorlesungenüber den Islam, (Heidelberg: Winter, 1910).
وقد تُرجم هذا الكتاب إلى عدّة لغات، منها اللغة العبريّة تحت عنوان «محاضرات حول الإسلام”؛ انظر أيضًا دراسته حول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
idem, Muhammedanische Studien. Hildesheim, George Olms, 1889.
[18]- انظر:
Joseph Schacht, The Origins of Muhammadan Jurisprudence. London, (Oxford University Press, 1950).
انظر أيضًا الآراء المتشابهة بين أفكار جولدسيهر وشاخط: بوعز شوشان، تاريخ وأيديولوجيا في بداية الإسلام، (بالعبريّة)، (القدس: 2012)؛ كما نشر ابن ورّاق (اسم مستعار) كتابًا محقّقًا يشمل عدّة دراسات تتمحور حول نقد الإسلام والرسول محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)، انظر:
Ibn Warraq (ed.), The Quest for the Historical Muhammad, (Prometheus Books, 2000).
[19]- حول قيام المنظّمات والجمعيّات اليهوديّة في أوروبا في القرن التاسع عشر، ودورها في مساعدة اليهود في البلدان العربيّة والإسلاميّة، وأثرها السلبي على العلاقات اليهوديّة الإسلاميّة، انظر: برنارد لويس، اليهود في العالم الإسلامي، (بالعبريّة)، القدس: مركز زلمان شزار، 1996، ص146-173. وقد صدر هذا الكتاب أوّلًا باللغة الإنجليزيّة، انظر:
Bernard Lewis, The Jews of Islam, (Princeton: University Press, 1984)
[20]- ميخائيل أفيطبول وآخرون، تاريخ اليهود في البلاد الإسلاميّة، ج2، (بالعبريّة)، القدس: مركز زلمان شزار، 1986، ص246-253.
[21]- Haim Hillel Ben-Sasson (ed.), A History of the Jewish People, (Harvard University Press, 1985), p. 489.
صدر هذا الكتاب أوّلًا بالعبرية عام 1969.
[22]- انظر: أحمد البهنسي، “إشكال فهم النصّ القرآني في الدراسات الاستشراقيّة؛ الاستشراق الإسرائيلي أنموذجًا»، دراسات استشراقيّة العدد 2 (2014)، ص23-64.
[23]- Cohen, “The Golden Age”, pp. 28-38.
[24]- انظر: بار-زئيف،ما وراء القرآن، ص209- 223. (بالعبرية)
[25]- Cohen, “The Golden Age”, pp. 28 -38.
انظر مثلًا تصريحات وكلام الحاخام الرئيس لليهود الشرقيين (سْفَرَدِيم) في إسرائيل، «عوفاديا يوسف» (ت 2013) في كلامه المتشدّد تجاه العرب والمسلمين (بالعبريّة):
http://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-654389,00.html
انظر أيضًا القصيدة المعبّرة ضدّ العرب (أبناء إسماعيل):
https://www.youtube.com/watch?v=hVw4yImX4IE
[26]- أفيطبول وآخرون، تاريخ اليهود في البلاد الإسلاميّة،ج2، ص221- 237، 246- 253، 411- 420.
[27]- Shelomo D. Goitein, Jews and Arabs: A Concise History of their Social and Cultural Relations, (U.S.A: Dover Publication, 2005), pp. 212- 239
[28]- انظر حول الجدل القائم في إنشاء أمّة واحدة مِن مختلف المكوّنات اليهوديّة: يوسي دهّان وهنري فاسرمان (تحقيق)، لخلق أمّة، (مجموعة دراسات)، (بالعبريّة)، (رعنانا: الجامعة المفتوحة، 2006)؛ يوسي يونا ويهودا شنهاف (تحقيق)، العنصريّة في إسرائيل، (بالعبريّة)، (القدس وتل أبيب: معهد فان لير، 2008)؛ في الآونة الأخيرة (عام 2016)، تشكّلت لجنة تعرف باسم «لجنة بيطون” في وزارة التعليم الإسرائيليّة، هدفها صياغة جديدة لمناهج التعليم العبري في مواضيع التاريخ، المدنيّات والأدب العبري، وإدخال تاريخ وثقافة اليهود الشرقيين (سْفَرَدِيم)، والذين أهملت ثقافتهم ورواياتهم التاريخيّة منذ قيام الدولة اليهوديّة. انظر حول هذا التقرير، الذي نشر مؤخّرًا (8 يوليو 2016) (بالعبريّة): http://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-4825682,00.html
[29]- ناتان فاينشتوك، أحد الباحثين اليهود المعاصرين، في بلجيكا ثمّ فرنسا، كان أوّلًا مناهضًا للصهيونيّة وسياستها، ثمّ تأثّر بالفكر الصهيوني فيما بعد. ويخلُص في بحثه إلى نتيجة أنّ اليهود هاجروا مِن البلدان العربيّة وإيران إلى الدولة اليهوديّة (إسرائيل) ليس فقط بتأثير الحركة الصهيونيّة، وإنّما على الأغلب بتأثير اللّاساميّة والاضطهاد والملاحقة في بلدانهم الأصليّة. انظر:
Nathan Weinstock, Une si longue presence: Comment le monde arabe a perdu sesjuifs, 1947-1967, (Paris: Plon, 2007).
صدر هذا الكتاب أوّلًا بالفرنسيّة، ثمّ تُرجم مؤخّرًا إلى اللغة العبريّة، انظر: ناتان فاينشتوك، الحضور الطويل: كيف افتقد العالم العربي والإسلامي يهودهم، (بابل ومسكال، 2014)؛ بينما مِن جهة ثانية، يؤكّد بعض المؤرّخين حول يهود اليمن مثلًا، أنّ هجرتهم مِن اليمن إلى فلسطين كانت لعوامل دينيّة فقط، وليس بسبب الملاحقة السياسيّة أو الاضطهاد الديني والعرقي، انظر: بات-تسيون عراقي-كلورمان، «تاريخ يهود اليمن وتجنيده لبناء الهويّة القوميّة»، في: مهاجرو اليمن في فلسطين (مجموعة دراسات)، (تحقيق: بات-تسيون عراقي-كلورمان)، (بالعبريّة)،(رعنانا: الجامعة المفتوحة، 2006)، ص513-517؛ زخاريا جلوسكا، كتاب مِن أجل يهود اليمن، (بالعبريّة)، (القدس، 1974)، ص91؛ أبراهام طبيب، عائدو اليمن،(شفي تيمان)، (بالعبريّة)، (تل-أبيب: أفيقيم، 1932)، ص25-28، 30.
[30]- البهنسي، «إشكال فهم النصّ القرآني في الدراسات الاستشراقيّة؛ الاستشراق الإسرائيلي أنموذجًا»، ص29-52.
[31]- Patricia Crone and Michael Cook, Hagarism: The Making of the Islamic World, (Cambridge, 1977).
[32]- Lewis,The Jews of Islam, pp. 203, 231.
[33]- Michael Lecker, “The conversion of Ḥimyar to Judaism and the Jewish Banū Hadl of Medina”, Die Welt des Orients, Bd. 26 (1995), pp. 129- 136; idem, People, Tribes and Society in Arabia Around the Time of Muhammad, (Variorum Collected Studies Series), (Routledge; New edition, 2005); idem,“Judaism among Kinda and the Ridda of Kinda”. Journal of the American Oriental Society, Vol. 115, No. 4 (Oct.-Dec. 1995), pp. 635-650; idem, “Zayd b. Thābit, A Jew with Two Sidelocks: Judaism and Literacy in Pre-Islamic Medina (Yathrib)”, Journal of Near Eastern Studies, Vol. 56, No. 4 (Oct. 1997), pp. 259- 273;
انظر كتابه بالعبريّة أيضًا: ميخائيل ليكر، محمّد واليهود، (القدس: يَد بِن تْسفِي، 2014).
[34]- بار-زئيف ، ما وراء القرآن، ص13- 61، 238.
[35]- يعتبر أوري روبين أيضًا مِن الباحثين في القرآن ونصوصه وترجمته، انظر بعض أبحاثه في هذا السياق:
Uri Rubin, “Hanifiyya and Ka‘ba: An Inquiry into the Arabian Pre-Islamic Background of Din Ibrahim”, Jerusalem Studies in Arabic and Islam 13 (1990), pp. 85–112; idem, Between Bible and Qur’an: The Children of Israel and the Islamic Self-Image, (Princeton, New Jersey: The Darwin Press, 1999; idem, “Islamic Retellings of Biblical History”, in: Adaptations and Innovations: Studies on the Interaction between Jewish and Islamic Thought and Literature from the Early Middle Ages to the Late Twentieth Century, (Y. Tzvi Langermann and Josef Stern, eds.), (Paris-Louvain-Dudley, MA, 2007), pp. 299- 313.
[36]- Rubin,Between Bible and Qur’an,
وقد تُرجم هذا الكتاب إلى العبريّة بعنوان «بين التناخ (التوراة) والقرآن».
[37]- البهنسي، “المستشرق الإسرائيليّ مئير بار-آشير وآراؤه حول القرآن الكريم”، ص56-66.
[38]- البهنسي، إشكال فهم النصّ القرآني في الدراسات الاستشراقيّة، 46-48.
[39]- انظر: محمَّد جلاء إدريس، الإستشراق الإسرائيلّي في الدراسات العبريَّة المعاصرة، القاهرة: مكتبة الآداب، 2003؛ حسن، محمَّد خليفة، «المدرسة اليهوديَّة في الاستشراق”، مجلَّة رسالة المشرق، المجلَّد 12، الأعداد 1-4، (القاهرة، 2003)، ص45-60؛ البهنسي، «إشكال فهم النصّ القرآني في الدراسات الاستشراقيّة»،ص23-64
[40]- أصدر أوري روبين ترجمة للقرآن الكريم باللغة العبريّة في جامعة تل-أبيب عام 2005 مع افتتاحيّات وملاحق، ولكنْ عاد وعدّل في هذه الترجمة مع إضافات وتصليحات فيما بعد عام 2016. انظر: أوري روبين، القرآن (ترجمة بالعبريّة) (تل-أبيب: جامعة تل-أبيب، 2005، 2016)؛ كذلك ينسب حاي بار-زئيف إلى الرسول كتابة القرآن بشكل مباشر وبتأثيرات يهوديّة ومسيحيّة، انظر: بار-زئيف، ما وراء القرآن، ص13-61.
[41]- في ندوة للباحث موشي شارون حول موضوع «علاقات الرسول باليهود» بتاريخ 9 أيار 2014، في منتدى «آباء ومؤسّسون»، اتّسمت بنقد المصادر العربيّة الإسلاميّة، انظر:
https://www.youtube.com/watch?v=ws1xWcDCcVU
وفي بحث آخريستعرض شارون العلاقات والصراعات الإسلاميّة، اليهوديّة والمسيحيّة، انظر:
Moshe Sharon, Judaism, Christianity and Islam, Interaction and Conflict,(Publications of the Eric Samson Chair in Jewish Civilization, No. 2), (Johannesburg and Jerusalem: The University of the Witwatersrand, Snap Print, 1989).
[42]- في ندوة لمردخاي كيدار تحت عنوان «اللاساميّة الإسلاميّة»،التي ألقاها بتاريخ 21 أيار 2016، في منتدى «آباء ومؤسّسون»، ركّز فيها حول التطوّرات في علاقة الإسلام تجاه اليهود والنصارى، مركّزًا على الجوانب السلبيّة لهذه العلاقة، انظر: https://m.youtube.com/watch?v=tax5sUGTnSk
[43]- Gilbert, In Ishmael’s House.
[44]- لويس، اليهود في العالم الإسلامي، ص17-23.
[45]- انظر: ليكر، محمد واليهود، ص29-31، 60-61، 66، 70-74. يعتمد ليكر أحيانًا على تحليل النصوص الإسلاميّة الأوّلية مثل السيرة النبويّة لابن إسحاق وابن هشام، أو روايات وقصص غير موثوقة، أو عدم ذكر الأسباب للحدث، كقصة قتل الشاعرة اليهوديّة «عصماء بنت مروان» التي كانت تعيب الإسلام وتهجوه، ثمّ حادثة غزوة الرسول ليهود بني قريظة في المدينة، وبأنّ الإسلام قد أجاز قتل النساء. كما يحاول ليكر تعميم هذه الحوادث في تعامل المسلمين مع الآخر في معايير الحروب. انظر المصدر نفسه، ص83- 85؛انظر أيضًا:
Michael Lecker, The Constitution of Medina: Muhammad›s First Legal Document, (Princeton & New Jersey: The Darwin Press, INC., 2004), pp. 1- 4.
[46]- Michael Lecker, “Did Muhammad Conclude Treaties with the Jewish Tribes Nadir, Qurayza and Qaynuqa?”, in: Dhimmis and Others: Jews and Christians and the World of Classical Islam, (David Wasserstein & Uri Rubin Eds.), (Eisenbrauns, 1997). pp. 29- 36..
[47]- Moshe Gil, “The Constitution of Medina: A Reconsideration”, Israel Oriental Studies 4 (1974), pp. 44- 66
[48]- Uri Rubin, “The Constitution of Medina: Some Notes”, Studia Islamica 62 (1985), pp. 5–23.
[49]- انظر: أوريال سيمونسون، «بين الفصل والاستيعاب: وثيقة عمر في سياقها الثقافي والاجتماعي»، (بالعبريّة)، مجلّة هستوريا 35 (2015)، ص31- 64.
[50]- لويس، اليهود في العالم الإسلامي، ص29-31. يقول لويس إنّ اللباس المميّز لليهود استُعمل سابقًا قبل الإسلام، وإنَّ الهدف مِن فرضه كان الإذلال، وليس فقط للتمييز. انظر: ص38-41؛ انظر أيضًا حول هذا الموضوع:
Mark R.Cohen, “Islamic Policy toward Jews from the Prophet Muhammad to the Pact of ‘Umar”, A History of Jewish-Muslim Relations: From the Origins to the Present Day. (Ed. Abdelwahab Meddeb and Benjamin Stora), by Jane Marie Todd and Michael B. Smith, (Princeton: UP, 2013). pp. 58- 74.
[51]- Milka Levy-Rubin, Non-Muslims in the Early Islamic Empire: From Surrender to Coexistence, (Cambridge: University Press, 2011),pp. 58-112; idem, “From Early Harbingers to the Systematic Enforcement of Shurut Umar”, In: Border Crossings: Interreligious Interaction and the Exchange of Ideas in the Islamic Middle Ages, (eds. M. Goldstein and D. Freidenreich), (Philadelphia: University of Pennsylvania, 2012), pp. 30- 43.
[52]- Levy-Rubin, Non-Muslims in the Early Islamic Empire, pp. 113- 163.
[53]- انظر: حاتم محمّد محاميد، التطوّرات في نظام الحكم والإدارة في مصر الفاطميّة، (القدس، مطبعة أسيل، 2001)، ص21-29، 39-42؛ موشي جيل، هتُسْتَريم: الطائفة والعائلة، (بالعبريّة)، (تل-أبيب: معهد موريشت، 1981)؛
Walter J. Fischel, Jews in the Economic Political Life of Medieval Islam, (London, Royal Asiatic Society, 1973), pp. 68- 89; Mark R. Cohen, Jewish Self Government in Medieval Egypt, (Princeton, 1980).
[54]- انظر: Gilbert, In Ishmael’s House.
[55]- انظر حول مكانة اليهود في ظلّ الحكم الإسلامي:
Goitein, Jews and Arabs, pp. 6- 8, 62- 88, 125- 211.
[56]- موشي جيل، هتُسْتَريم: الطائفة والعائلة، (بالعبريّة).
[57]- متز، الحضارة الإسلاميّة، ج1، ص 118.
[58]- انظر:
Goitein, A Mediterranean Society, (vol. 2), pp. 286- 287, 380.
[59]- انظر: لويس، اليهود في العالم الإسلامي، ص38-41.
[60]- Ben-Sasson, A History of the Jewish People, pp. 401, 404- 405, 422- 423, 439- 440, 489, 631-633,753.
[61]- شالوم بار-آشر وآخرون، تاريخ اليهود في البلاد الإسلاميّة، ج1، (بالعبريّة)، القدس، مركز زلمان شزار، 1981، ص121-134، 143-159.
[62]- David Wasserstein, “How Islam Saved the Jews”, in:
https://kavvanah.wordpress.com/2012/06/04/how-islam-saved-the-jews-david-wasserstein
للباحث دافيد فاسرشتاين العديد مِن الأبحاث حول اليهود في الأندلس، انظر مثلًا:
David Wasserstein, The Jewish Communities of the Early Islamic World, (Ashgate Pub. Co., 2014). idem., “The Muslims and the Golden Age of the Jews in al- Andalus”, in: Dhimmis and Others: Jews and Christians and the World of Classical Islam. (David Wasserstein & Uri Rubin Eds.), (Eisenbrauns, 1997), pp. 179- 196.
[63]- إلياهو أشتور، تاريخ اليهود في مصر وسوريا تحت حكم المماليك، (3 أجزاء)، (باللغة العبريّة)، (أورشليم/ القدس، 1944- 1970)، انظر الجزء الثاني خاصّة.
[64]- مِن الممكن أنْ تكون هذه الضرائب العالية التي فرضت على اليهود، بسبب دورهم الرئيس في مجال التجارة والمال،انظر على سبيل المثال:
Eliyahu Ashtor, The Jews and the Mediterranean Economy, 10th-15th centuries, (London: Variorum Reprints, 1983).
[65]- انظر: موشي جيل، فلسطين في العصر الإسلامي الأوّل (634-1099)، ج1، (بالعبريّة)، تل-أبيب، 1983، ص122-128.
[66]- بار-آشر وآخرون، تاريخ اليهود في البلاد الإسلاميّة، ج1، ص82-88.
[67]- حول التطوّرات في أوضاع اليهود على إثر التنظيمات العثمانيّة عام 1856، انظر: يارونتسور، اليهود بين المسلمين، (وحدة 7- 8)، (بالعبريّة)، رعنانا: الجامعة المفتوحة، 2003، 2004، ص2-19، 67-134.
[68]- أفيطبول وآخرون، تاريخ اليهود في البلاد الإسلاميّة،ج2، ص221-237، 246-253؛ حول الأحداث والتنافس بين اليهود والنصارى في الدولة العثمانيّة في القرن الثامن عشر والتاسع عشر، انظر: تسور، اليهود بين المسلمين، (وحدة 2)، ص8-47؛ انظر أيضًا: المصدر نفسه، (وحدة 5- 6).
[69]- كانت أشدّ هذه الظواهر تأثيرًا، ظهور المخلّص «شبتاي تسفي» في سنوات الستينيّات مِن القرن السابع عشر، حيث أُجلي يهود صنعاء خارج المدينة، وعُرف بـ”جلاء مَوْزَع” عام 1679-1680. ولكنْ سرعان ما صدر عفو الإمام وعادوا إلى سابق عهدهم الطبيعييّ، انظر حول تداعيات وآثار هذه الظاهرة: بار-آشر وآخرون، تاريخ اليهود في البلاد الإسلاميّة، ج1، ص3-12، 199-202؛ بات-تسيون عراقي-كلورمان، يهود اليمن: التاريخ، المجتمع، الحضارة، ج2،(بالعبريّة)، رعنانا: الجامعة المفتوحة، 2004، ص339-447؛ انظر أيضًا حول هذه المظاهر:
Bat-Zion Eraqi-Klorman, “Essential Papers on Messianic Movements and Personalities”, in: Jewish History, (ed. Marc Saperstein), (New York: New York University Press, 1992), pp. 456- 472.
[70]- انظر في هذا السياق: شالوم جمليئيل، اليهود والمَلِك في اليمن، ج1،(بالعبريّة)، القدس، 1986، ص22-28؛ أهارون بن دافيد، يهود اليمن: بين الشتات وبين الخلاص،(بالعبريّة)، قريات عقرون، 2001، ص16.
[71]- انظر: بات-تسيون عراقي-كلورمان، «الإيديولوجيّة الصهيونيّة: الرواية الصهيونيّة ويهود اليمن»، أوفاقيم، (2008)، ص11-13. (بالعبريّة)؛ عراقي-كلورمان، «تاريخ يهود اليمن وتجنيده لبناء الهويّة القوميّة»، ص511-532؛ وحول التغيّرات التي طرأت على يهود اليمن في العصر الحديث، انظر:
Bat-Zion Eraqi-Klorman, Traditional Society in Transition: The Yemeni Jewish Experience, (Brill Academic Pub., 2014); idem., “Yemen”, in: The Jews of the Middle East and North Africa in Modern Time, (Michael Menachem, Reeva Spector Simon, Sara Reguer Laskier, eds.), (U.S.A: Colombia Uni. Press, 2002), pp. 389- 408.
[72]- انظر:
Bat-Zion Eraqi-Klorman, “Muslim Supporters of Jewish Messiahs in Yemen”, Middle Eastern Studies29, (4 October 1993), pp. 714- 725; idem, “Jewish and Muslim Messianism”. International Journal of Middle East Studies 22 (2), (May 1990), pp. 201- 228.‏
[73]- انظر: بار-آشر وآخرون،تاريخ اليهود في البلاد الإسلاميّة، ج1، ص3-12، 199-202.
[74]- لويس، اليهود في العالم الإسلامي، ص29، 31-33، 35-37.
[75]- Cohen, “The Golden Age”, pp. 28-38; idem, The Voice of the Poor in the Middle Ages; idem, Under Crescent and Cross: The Jews in the Middle Ages, (Princeton University Press, 1994)..