الباحث : نفيسة فقيهي مقدس
اسم المجلة : دراسات استشراقية
العدد : 39
السنة : صيف 2024م / 1445هـ
تاريخ إضافة البحث : June / 4 / 2024
عدد زيارات البحث : 851
ملخّص
تتناول هذه الأوراق البحثيّة نقد آراء المستشرقين تجاه الإمام الحسين(عليه السلام) بالترکيز على رأي "ديفيد بينو" بأن أوّل من أقام العزاء علی الإمام الحسين(عليه السلام) هي السيِّدة زينب(عليه السلام). ولتحقيق هذا الهدف، تمّ فحص خلفيّة البحث ثمّ ذكر تقرير عن منهجین إيجابيين وسلبيين للمستشرقين فيما يتعلّق بثورة الإمام، وأخیرًا ذکرت نبذة عن الحياة العلميّة لـ"ديفيد بينو"، ومن ثمّ تصحيح الخطأ الذي ارتكبه في التعبير عن الرؤية المطروحة للإمام الحسين استنادًا إلى مصادر أهل السنّة. وتكمن أهميّة البحث الحالي في أنّ تصحيح هذا الخطأ یفتح أبوابًا لتوضیح شبهات المستشرقين الذين يعتبرون ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) ثورة دنيويّة تطالب بالسلطة والحکم. یتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي، ويركّز على مصادر أهل السنّة. کما تشير نتائج البحث إلى أنّه على الرغم من أنّ بعض المستشرقين لدیهم رؤية حیاديّة، ولکنّهم وقعوا في الاشتباه في تحليل الحوادث والأخبار التاريخيّة، وتوصّلوا إلی نتائج غیر صائبة؛ وذلك بسبب استنادهم علی بعض المصادر دون الأخری. يبيّن هذا البحث أنّ الترکيز علی روايات النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يکشف لنا أنّه کان أوّل من حزن علی الحسین(عليه السلام) وأقام العزاء عليه.
الکلمات المفتاحيّة: الإمام الحسین، الثورة، دیفید بینو، استشراق.
المقدّمة
رغم عدم حضور الأحداث والمصادر الشيعيّة في أعمال الباحثين الغربيّين، إلّا أنّ ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) حظيت باهتمام علمي غیر مسبوق، باعتبار أنّها تمثّل منعطفًا تاریخيًا اجتماعيًا للمذهب الشيعي الذي كان له العديد من النتائج السياسيّة والدينيّة على العالم الإسلامي وتاريخ الإسلام عامّة[2]، وتاريخ الشيعة بوجه خاص[3][4]، فالباحثون الغربیّون باعتبارهم غیر مسلمین، نظروا في هذه الحادثة الکبیرة وسعوا إلى تقويم محتوى الثورة باعتبارات مختلفة؛ فتارة نقلوا خبر ثورة سبط النبي استنادًا إلی المصادر الشيعيّة[5] وتارة عبروا عن عظيم معاناة الحسین(عليه السلام) مقارنة بمعاناة المسيح[6]؛ أو أنهم عددوا قسوة اليزيديين في كارثة عاشوراء[7]، أو أنهم استمدّوا بشجاعة الإمام وتضحيته وتكتيكات الإمام الدفاعيّة في ساحة المعركة[8].
كما أصدر بعض الباحثين أحکامًا على ثورة الإمام الحسین وشخصيّته في دراساتهم التحليليّة وبالدقّة في مناهجهم، ونجد أنهم في النهاية اعتمدوا علی نظرتين إيجابيّة وسلبيّة. وأمّا في النظرة الإيجابيّة، فيشار إلى قضيّة ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) وواقعة عاشوراء أحيانًا على أنها حدث إصلاحي وحركة قيمة، وتمّت الإشادة بآثارها ونتائجها أحيانًا، کما نلاحظ الرفض الحاد للجبهة المعارضة للإمام بسبب القسوة التامّة.
وسواء أكان هذا المنهج ناجمًا عن افتراضات غير صحيحة لدى الباحثين حول عقائد الشيعة، أم كان ناشئًا عن روايات غير صحيحة أو عن الجهل بالمصادر الأصليّة وعدم القدرة العلميّة على تمييز الأقوال الصحيحة من الخاطئة، أو أنه متحيّز وبقصد التحيّز سعی إلى تدمير المعتقدات الشيعيّة الأصيلة. ونتائج كل من هذه الفرضيّات تتطلّب ضرورة الحفاظ على ثورة عاشوراء وحمايتها وتقديمها بشكل صحيح وواسع لأفكار الباحثين عن الحق في أقاصي العالم، وذلك تماشيًا مع جهود السيِّدة زينب التوضيحيّة، وهي التي بيّنت أهداف ثورة أبي عبد الله ونتائجها في ذروة سلطة الدولة الأمويّة ومع كل أدواتها التبليغيّة بشكل صحيح.
خلفيّات البحث
وعلى الرغم من المتابعة المكثّفة للمؤلّف، فإنّه لم يتمّ العثور على عمل يتعلق بالموضوع تحديدًا، أما بخصوص موضوع "الإمام الحسين وعاشوراء وكربلاء"، فقد تناولتها المؤلّفات العلميّة للمستشرقين والكتّاب الغربيّين، كما عكس بعض الباحثين المسلمين هذه الأبحاث في مؤلَّفاتهم، ومن هذه المؤلّفات:
ـ تعتبر الترجمة الألمانيّة لكتاب مقتل الحسين(عليه السلام) لأبي مخنف للمستشرق هاينريش فرديناند فيستنفيلد (1808-1899م) من أحدث أعمال المستشرقين؛ كما قام بتأليف الكتاب يوليوس فلهاوزن (1844-1918) المستشرق الألماني صاحب الخبرة في التاريخ الإسلامي والأدب العربي، وله أبحاث مؤثرة في مجال الدراسات الإسلاميّة بشكل عام والإمام الحسين(عليه السلام) بشكل خاص، فکتابه "الدولة العربيّة من ظهور الإسلام إلى نهاية الدولة الأموية وسقوطها" یدرس دور الإمام الحسين(عليه السلام) في فترة الخلافة الأمويّة من الناحية التاريخيّة والاجتماعيّة والعقائديّة من وجهة نظره؛ ومع ذلك، يمكن تقويم وجهات نظره حول الغرض من انتفاضة الإمام.
ـ المستشرق الأوروبي هنري لامانز المعروف بكونه "الكاتب المتعصّب والمؤيّد لبني أمية الذي قلب حقائق الشيعة رأسًا على عقب"، كتب سيرة الإمام الحسين(عليه السلام) في جزء من كتابه المسمى فاطمة(عليها السلام) وأولادها. واستخدم هذا الكتاب في مدخل "الحسين بن علي" في موسوعة ليدن للإسلام، وحاول في هذا المقال وصف الإمام الحسين(عليه السلام) بالضعيف والضعيف - شخص ذو إرادة. كما ألف لامان كتابًا كبيرًا بعنوان خلافة يزيد الأوّل، نشره عام 1922. وحوالي خُمس هذا العمل، أي مئة صفحة، عن الإمام الحسين(عليه السلام). وللأسف فإنّ منهج لامانس هو مدح الأمويّين والثناء عليهم.
ـ دوايت دونالدسون، مستشرق إنجليزي، له أبحاث كثيرة عن الشيعة، منها كتاب مذهب الشيعة. ويتناول جزء من هذا العمل إمامة الحسين بن علي(عليه السلام) وحياته وآراء المؤلّف حول مدينة كربلاء. وتجدر الإشارة إلى أن آراءه تشتمل علی العديد من الشكوك والإشكاليّات.
ـ ألكسندر بوساني، هو مستشرق وعالم إسلامي إيطالي ومترجم للقرآن، يُعرف بأنّه باحث في الدراسات الإسلاميّة والعربيّة والفارسيّة، والمعروف بأبحاثه التي تُرجمت إلى أكثر من 30 لغة، بما في ذلك الإسبرانتو والإفريقية والأمريكيّة الأصليّة، وكان يتقن عدة لغات مهمّة في العالم الإسلامي، مثل الإندونيسيّة والعربيّة والفارسيّة والتركيّة. وفي كتاب الدين في بلاد فارس خصص جزءًا منه لدراسة شخصية الإمام الحسين(عليه السلام) وأحداث عاشوراء وكربلاء.
ـ لورا فيشيا فاجليري، مستشرقة وباحثة إيطاليّة وأحد رواد الدراسات العربيّة والإسلاميّة في إيطاليا، عملت أستاذة في الجامعة الشرقيّة في نابولي، ومؤلّفة كتب عن التحليل التاريخي والمؤسساتي للعالم العربي والإسلامي. ناقشت قصة كربلاء وعاشوراء في جزء من كتابها المسمّى "تاريخ الإسلام". ولها أيضًا الطبعة الثانية من موسوعة ليدن للإسلام مع مدخل "الحسين بن علي(عليه السلام)"، وقد كتب بيتر تشالكوسكي، الذي تلقّى تعليمًا في الدراسات الإسلاميّة، كتبًا مثل التعزية: الطقوس الدينيّة والدراما في إيران؛ من كربلاء إلى نيويورك؛ التعزية في كتب الحركة.
ـ كتاب "الاستشراق بين دعاته ومعارضیه" کتبه هاشم صالح، وكتاب الإسلام وشبهات المستشرقين للشيخ كاظم فؤاد المقدادي،كتاب موسوعة المستشرقين للدكتور عبد الرحمن بدوي، كتاب ظهور الإمام الحسين(عليه السلام) وأصحابه عند المؤلّفين الأجانب، ماربين وآخرين، كتاب رحلة في تاريخ الاستشراق وفكره لمحمد الدسوقي، كتاب الدراسات الغربيّة في الإسلام والتشيع، مجموعة مقالات مؤتمر "الشيعة، المقاومة، الثورة" لإيثان كولبرج، كتاب مواجهة الغرب المعاصر مع العالم الإسلامي لإبراهيم متقي، مقال يبحث في وجهة نظر مادلونج في المواقف السياسيّة والاجتماعيّة الإمام الحسين، زينب جولابجير وسعيد الطاوسي، مجلة التاريخ الإسلامي في مرآة الأبحاث، 2019، ص10-83؛ - مقال التحليل السياسي لحركة عاشوراء من وجهة نظر المستشرقين الألمان والبريطانيّين، بقلم سيِّد محسن شيخ الإسلامي وأمير تيمور رفيعي، مجلّة نصف سنوية للدراسات التاريخيّة للعالم الإسلامي 1399، ص77-98؛ ومقالة "نظرة إلى دراسات عاشوراء في الغرب" لعبد الحسين حاج أبو الحسني ومحمد نوري، مجلة الكتب الإسلاميّة الفصليّة، المجلد 63 و64، ص31-59؛ سيرة الإمام الحسين في نظر المستشرقين، حسين جاسم، محمد حسين الخاقاني، مجلة التربية الأساسية العامة، العدد 219، 1429-1441؛ نقد المنظور التاريخي للمستشرق، بقلم مهدي بيشواي، مجلة التاريخ الإسلامي، 2014، ص56-27؛ رسالة في أهداف قيام الإمام الحسين(عليه السلام) في مؤلّفات المستشرقين، للسيد حسن قرشي كيرين، بحث عاشوراء في الغرب، غلام أحياء الحسيني، ربعية تاريخ الإسلام، 1388، ص128-87 و...
وعلى الرغم من كثرة المؤلّفات في هذا المجال، وجهد الباحثين الإسلاميّين في طرح آراء المستشرقين ونقدها، التي ذكرت أمثلة عليها، إلّا أنّ هذا المجال لا زال يحتاج إلى بحث؛ لأن بعض الأبحاث ليست كاملة من حيث الأسس العلميّة، ولیست قادرة على الإجابة على المسألة بشكل معقول، فضلًا عن جوانب القضايا التي أثارها المستشرقون والتي أغفلها الباحثون، والتي يمكن أن يؤدّي ذکرها إلى توضيح أبعاد نهضة الإمام، وتهدف الدراسة الحالية إلى دراسة کيفيّة إقامة العزاء الأوّل على الإمام، وهي ليست مدروسة من قبل أي جهة علمية حتی الآن. ممّا یبيّن الربط الوثیق والعلاقة الرصينة بین الثورة الحسينيّة والمبنی الإلهي لها بصورة واضحة.
1. المواقف غير السلبية من ثورة الإمام الحسین(عليه السلام)
نتناول هنا آراء المستشرقين الذين طرحوا مواقفهم الإيجابيّة بالنسبة للثورة الحسینيّة عامّة أو بعض أحداثها بصورة خاصّة؛ ومن الواضح أن التعبير عن آراء كل من أتی بتحلیلات إيجابية حول الإمام الحسين(عليه السلام) وثورته وسعی لتقدیم صورة متعاطفة مع الشیعة يحتاج إلى مقال مستقلّ ویخرج عن طاقة هذا البحث. ولكن من المهمّ الانتباه إلى أنّ المفكّرين الواعين والصالحين من كل دين ومذهب استطاعوا أن يعكسوا الجوانب الإيجابيّة للثورة الحسینيّة، ونعرض بعض هذه الآراء في هذا القسم. وينبغي أن لا نغفل عن أن لثورة الإمام أبعادًا ووجوهًا مختلفة، وقد يكون لدى هؤلاء المستشرقين أخطاء علميّة في التعبير والبحث والتحقيق والوصول إلی النتائج وکشف الستار عن بعض الوجوه والأبعاد أحيانًا، ولا یمکن القول إنّ معتقدات بعض المستشرقین المادحين تخلو من أي إشکال. کما أنه لا یمکن التغافل عن الآراء الصائبة التي وردت في آثارهم وأیدت ثورة الإمام. بهذه المقدمة نذکر آراء بعض المستشرقین الذين نظروا إلی حادثة کربلاء نظرة إيجابيّة.
ثورة الإمام(عليه السلام): تضحية بالروح ومقاومة في وجه الظلم لتقوية الإسلام والرسالة الدينيّة
ومن النقاط التي تهم بعض المفكّرين الغربيّين النظر في الروح الحاكمة للثورة الحسينيّة، والتي تقوم على التضحية بالنفس والتضحية بکل شيء في سبيل الإسلام. ويرى جول لابوم[9] أنّ سبب حادثة كربلاء للإمام الحسين(عليه السلام) هي الفتن الداخليّة وفساد يزيد، وهو ما جعل الإمام الحسين(عليه السلام) ينهض ويقاتل من أجل حماية قدسيّة الدين الإسلامي ويضحّي بنفسه وأهل بيته من أجل إحياء الدين الإسلامي[10].
ويرى موريس دوكبرا[11] أنّ الشيعة لا يقبلون الاستعمار بسبب الروح النموذجية التي تتواجد في ثورة إمامهم في كربلاء؛ لأنّ شعار الإمام الحسين(عليه السلام) هو عدم الاستسلام للظلم. ويعتبر سبب ثورة الإمام الحسين هو عدم رغبته في قبول الذلّ والطاعة ليزيد،[12]. ويری واشنطن ایرونیك[13]، مؤرّخ أمريكي، في بيان حكمه فيما يتعلّق بالإمام أن الحسين جدير بالإشادة، فأشاد بشخصيّة الحسين وثورته ولقّبَه بـ "البطل" و"أمثولة الشجاعة" الذي تحمّل كل الصعوبات للذود عن الإسلام ولم يستسلم للخليفة الزائف[14].
ومن الباحثين الآخرين الذين ذكروا ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) رينولد ألين نيكلسون[15] (1868-1945)، وهو رجل إنجليزي. ويذكر أنّ بني أمية شعب متمرّد طاغية خالف شريعة الإسلام وأهان المسلمين وخلق مشاهد كارثية في مواجهة الإمام الحسين(عليه السلام) وأهل بيته، ويعتقد نیکلسون: أنّ الدین ثار على الظلم والدیکتاطورية ووقفت الدولة الإسلاميّة ضدّ الإمبراطوريّة. ولذلك فإن على التاريخ أن يحكم بالعدل لأن دماء الحسین وأهله وصحابته علی عاتق بني أمية.[16]. وتأكيدًا لوجهة النظر هذه يمكن الرجوع إلى كلام الأستاذة آن ماري شيمل[17]، الباحثة الناطقة بالألمانية والحاصلة على دكتوراه في تاريخ الأديان، والتي تعتبر یزید الشخص المسؤول عن كارثة كربلاء[18]، وتراه جديرًا ومستحقًا للعن: الخليفة الأموي الثاني -بحسب تعبيرها- [يزيد] الذي كان مسؤولًا عن حادثة كربلاء عام 680م، والتي استشهد فيها حفيد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) مع أفراد عائلته، وأصبح اسمه منذ ذلك الحين موضع لعنة وسبّ لجميع المسلمين والمؤمنين الحقيقيّين[19].
أمّا ويلفريد مادلونج، فأشاد بالثورة الحسینيّة أيضًا واعتبرها بعيدة عن المقاصد الدنيوية، وفي مدخل "الحسين بن علي" في الموسوعة الإيرانيّة، تحت مقال: أهميّة الحياة عند الشيعة، يروي أحداثًا من حياة الإمام السياسيّة والاجتماعيّة. هذا العالم الألماني الحاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلاميّة والذي أمضى ثلاث سنوات ملحقًا ثقافيًّا لسفارة ألمانيا الغربية في بغداد يقدّم تقريرًا مفصّلًا عن ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) وكارثة يوم عاشوراء. ومن امتيازات آثار مادلونج رجوعه إلی مصار شيعيّة مهمّة مثل إرشاد الشيخ المفيد ومناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب وغيرها من المصادر؛ ومع ذلك، فهو يستفيد من المصادر السنيّة أيضًا.
وبصورة کلّية يمکن لنا أن نستنتج من مباحثه وکيفيّة تقديمه للأحداث، أنّ لدیه نظرة محايدة فيما يتعلّق بنهضة الحسین وأحداث عاشوراء والأحداث التی جرت بين جيشه وجيش عمر بن السعد. وتجدر الإشارة إلى أن هذا لا يعني الموافقة على آرائه بشكل كامل، وتوجد إشكاليّات وانتقادات كثيرة في بعض مواقفه، ولكن فيما يتعلّق بهدف الإمام من الثورة وکونها خالية عن أي قصد دنيويّ فمن الممکن التمسّك والاستشهاد بها.
عبّر مادلونج عن تحليله للانتفاضة على النحو التالي[20]: ومن الواضح أن الحسين لا يمكن أن ينظر إليه على أنه متمرّد متهوّر خاطر بحياته وحياة عائلته من أجل طموحاته الشخصيّة، فهو لم يخرج علی معاوية مع ما لديه من أسباب للخروج، ولکنه لم يبايع يزيد الذي نقض معاوية اتفاقه مع الحسن وعيّنه خلفًا له... فرؤيته تجاه النبي محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) الذي اعتبره حامل رسالة إلهيّة لم تترك له خيارًا سوى القيام بواجبه... واعتبر هذا الحق غير قابل للتحويل وأن استعادة هذا الحق ضرورية[21].
انتصار الحقّ على الباطل ثمرة إيمان الإمام الحسين الراسخ
واعتبر الباحث الإنجليزي توماس كارلايل[22] أنّ ثورة الإمام انتصار حقيقي واعتبر أنّها تمثّل تفوق الحقائق القليلة والإيمان الراسخ على الأكاذيب الكثيرة، وأشار إليها بأنها خير درس من حادثة كربلاء[23].
ويعتبر غابریل أنكيري[24] أنّ المقارنة بين الإمام الحسين ويزيد هي مقارنة بين التقوى والإثم، وبين الشجاعة والجبن، وبين الروح والجسد[25]، وفيما يتعلّق بيوم عاشوراء وحادثة كربلاء يرى أن جيش يزيد فشل في ترهیب من أحبّ عليًّا(عليه السلام) بحادثة كربلاء، بل خلّدهم بهذا اليوم الذي تتجدّد ذكراه إلى يومنا هذا بفيضان الدموع والنحيب والمرثيات، کما أثار غيرتهم وعزّز رغبتهم في الانتقام أكثر من ذي قبل[26].
كما وصف أنطوان بارا، وهو كاتب مسيحي، إيمان الحسین بأنه سبب ثباته في إصراره على القتال، وحب الشهادة ولقاء الله متّقد في قلبه إلى درجة أنه على الرغم من معرفة الآلام والكوارث الكبيرة ورغم جهود من حوله للانسحاب من الرحلة، إلا أنه يواصل حركته الجهادية[27].
الإمام الحسين(عليه السلام) قدوة لمن يطالب بالعدل
وأشار البروفيسور ماربين الألماني في تحليله وتقويمه لثورة الإمام الحسين إلى الرسالة الأخلاقيّة للثورة المبنيّة على التضحية بالنفس والمقاومة، واعتبر بقاء حق الحسين وإنهاء الظلم اليزيدي نموذجًا يمكن تقديمه إلى جميع شعوب العالم استنادًا إلى قانون مكافحة الحق والباطل. ويقول:
إنّ الحسين(عليه السلام) بتضحيته لأعز الناس وإثبات براءته واستقامته لقّن العالم درسًا في التضحية والشجاعة وسجل اسم الإسلام والمسلمين في التاريخ، وجعله مشهورًا في العالم، هذا الجندي الرشيد أظهر للعالم رسالة الإسلام إلى شعوب العالم أن القسوة والظلم لا يمكن تحمّلهما، وأنّ أساس الظلم، مهما بدا كبيرًا وقويًّا، سوف يتطاير كالقشة في مهب الريح أمام الحقيقة والحقيقة[28].
ويرى يان ريتشارد[29]، المستشرق الفرنسي المعاصر، أنّ استشهاد الإمام الحسين(عليه السلام) أصبح المثال والنموذج الرئيسي لکل ثورة تبحث عن العدالة. وقد تناول فرانسوا[30] توال مؤلّف كتاب الجغرافيا السياسيّة الشيعيّة قضيّة ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) من منظور تاريخي حول تطور الديانات الإسلاميّة الشيعيّة[31]. وبحسب وجهة نظره فإنّ لحادثة كربلاء أهمية حاسمة في التشيّع، واستشهاد الإمام الحسين(عليه السلام) رمز ونموذج للجهاد في سبيل الإسلام وفي سبيل الحق، وعلامة على التضحية في سبيل أي نضال في طريق الشريعة الحقة الإلهيّة[32].
وقد قدّم فريدريك جيمس[33] الثورة الحسينيّة على أنها حركة تعليميّة ونموذج حي يعزّز مبادئ العدل والرحمة والمحبة وقال: "إنّ الدرس المستفاد من الإمام الحسين وكل شهيد بطل آخر هو أنّه في هذا العالم مبادئ للعدالة الأبديّة، وهناك رحمة وحب لا يتغيّران»، ويعني أيضًا أنه كلما قاوم الإنسان للحفاظ على هذه الصفات وأصر على بقائها، فإن تلك المبادئ ستبقى دائمًا في العالم[34].
كما قدّم ماربين الإمام الحسين(عليه السلام) على أنّه صاحب أسمى المشاعر الإنسانيّة، وقال إن الحسين كان مؤمنًا بأن القضية التي يدافع عنها لن تختفي من القلوب أبدًا وستؤتي ثمارها الطيبة، وتلك التضحية في سبيل الحق هي الطريقة الوحيدة للتمييز بين هداة الإسلام وبغاته[35].
ضرورة الإعلان والتبليغ للملحمة الحسينيّة
أدان أنطوان بارا[36] كاتب ومفکّر مسيحي[37] المسلمين لإهمالهم الفحص العميق والعادل وتقديم الإمام للعالم، واعتبر أن توجهه إلى مجال الدراسات المتعلّقة بحياة سيد الشهداء يعود الفضل فيه إلى المحبة الحسينيّة [38]. ويذكر الثورة بأنها "أعظم حادثة داخلية للأمّة الإسلاميّة" و"أعظم ثورة خالدة وفريدة من نوعها" والتي عزّزت وعمّقت المعتقدات الإسلاميّة ومنحت البصيرة للأمّة الإسلاميّة حتى لا يتمكّن المفسدون والأقوياء من الاختباء وراء الستار وتدمير القيم الدينيّة الزائفة[39].
كما أشار أنطوان بارا إلى القدرة الكبيرة التي تتمتع بها الثورة الحسينيّة في اتجاه نشر الدين قائلًا: "لو كان الحسين منّا لرفعنا له في كل بلد علمًا، ولنصبنا له منبرًا في كل قرية وجعل الناس يدعون إلى المسيحيّة باسم الحسين"[40].
درس رينو جوزيف[41] حادثة كربلاء، ورأى أنّ الشيعة لم يتردّدوا في التضحية بحياتهم وممتلكاتهم في سبيل الدين والبكاء على الحسين(عليه السلام) وذكر معاناته في العزاء ومحاولة ذكر فضائله وفضائل آل البيت بأفضل طريقة. ومن خلال ذكر تفوق المسلمين على جميع أهل الأرض من حيث المعرفة العلميّة، يعترف جوزف بأنّ الشيعة لديهم أفضليّة بين المسلمين الآخرين في هذا الصدد[42]، وبحسب قوله، لا يوجد مكان في العالم اليوم يجتمع فيه شيعيان ولا يُقام مجلس لعزاء الحسين(عليه السلام)[43]. وبسبب العزاء على الحسين(عليه السلام) وآل محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) لم یغیّر من الشیعة مذهبم ودینهم إلّا نزر قليل[44]. فیعتقد جوزف أنّ لعزاء السيد الشهداء وذکر المقاتل ووفود العزاء فوائد جمة سواء أكان من الناحية السياسيّة أو الأخلاقيّة أو الاجتماعي، فأشار إلى ما تتمتّع به إيران من أخلاق وتعليم وكمالات ومركزيّة في المجتمع الشيعي، واعتبر أن تقدم الدين الشيعي وبقاءه مرتبطان بعزاء الإمام الحسين(عليه السلام). ويقول إنّه من خلال الحفاظ على هذا المجالس، سيكون عدد سكان الشيعة وتقدمهم أكبر في المستقبل. وهو يشير إلى الوقف الشيعي لعزاء الحسين، فيقول: "إنّ الديانات الأخرى لا تنفق مثل ما ينفقه الشيعة على الوعظ والدعوة إلى الدين"[45].
قدسيّة الثورة وتأثيرها الماورائيّ علی الإنسان
يرى جون نورمان هوليستر[46] أنه لم يكن يقع حدث في تاريخ الإسلام قد جرح المشاعر مثل حادثة كربلاء، فهو يذكر حادثة كربلاء كقوّة قادت أعمق التيّارات الفكريّة والاجتماعيّة وحدّدت الإمام الحسين كمصدر للحرية[47]. كما اعتبر جيبون، المؤرّخ البريطاني الشهير، أنّ تأثير الثورة الحسينيّة والمعاناة الجسيمة التي لحقت به على يد الجبهة الكاذبة، تجاوزت الحدود العقائديّة، واعتبر أنّ الرحمة والمحبة المخبّأة في رسالة هذه الثورة مفهومة لدى جميع الناس، ويقول: "على الرغم من مع مرور الکثير من الزمن على حادثة كربلاء، ومع أننا لسنا نعيش في المنطقة نفسها التي عاش فيها صاحب الحادثة، ولکن کل ما تعرض له الحسين عليه السلام من مصاعب وبلايا تثير مشاعر الناس ولو أشقاهم، بحیث یری في وجوده نوعًا من الملاطفه والتضامن الشعوري مع الحسین"[48].
كما أشاد بعض الباحثين الغربيّين الآخرين بمبدأ القيام واعتبروا طهارته مفهومة للجميع، حتى غير المسلمين، ومنهم إدوارد براون[49]، المستشرق الإنجليزي، الذي اعتبر تأثير حادثة كربلاء خارج حدود الإسلام ويقول: إنّ استشهاد حفيد النبي في ظروف وحشيّة وغير مسبوقة، بعد آثار التعذيب، أثار غضبًا شعبيًّا وكراهية، ومنذ تلك اللحظة نفخت في القلوب روح الاستشهاد والتضحية والاستهتار بالموت، وأعطت القوة للشهداء. وقدّم للتشيع قوة وعزة تزداد شدة كل يوم"[50].
هدف الثورة الحسينيّة هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
مايكل ألين كوك[51] هو مؤرّخ إنجليزي ومستشرق معروف[52] درس الکثیر من المباحث الإسلاميّة. وفي كتابه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، استشهد بالأمثلة العمليّة للإمام الحسين(عليه السلام) في ثورته، ويرى جواز الصبر على العذاب من أجل شرف الدين في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويقول:
وإذا كانت المعاناة من أجل الدين، فمن المناسب أن يتم ذلك. وأمّا خلاف ذلك، فإنه ليس من الضروري؛ولذلك يجب أن نفهم أحوال [الإمام] الحسين بن علي عليه السلام الذي أصر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى استشهد[53]. كما ذكر الثورة المبنيّة على النهي عن معصية الإمام الحسين(عليه السلام) في الفصل الحادي عشر من كتابه (الأمر بالمعروف في مذهب الإمامية) وذكر ما يلي:
"کنا نعلم أن ثورة الإمام الحسین قد تأسّست علی النهي عن المنکر والقيام الذي ترافقه العصمة والزائرون لمرقد الإمام الحسین یشهدون بأنه أمر بالمعروف ونهی عن المنکر"[54].
مقاربة سلبيّة لثورة الامام الحسين(عليه السلام) من وجهة نظر المستشرقين
إنّ بعض المستشرقين، بغضّ النظر عن دافع أو سبب الانحراف، لديهم فهم مشوّه في التعبير عن الفكر الشيعي بشكل عام[55] وفي التعبير عن الإنجازات والنتائج المثمرة لثورة عاشوراء بشكل خاص[56]. فمهما کان لديهم من أغراض، فعندهم توجه سلبي ونهج غير قويم. فهم يطرحون ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) على أنها حركة طموحة، ويقدمونه (عليه السلام) على أنّه يسعى إلى السلطة والحصول على الخلافة الوراثيّة. ويقول بایرنوس إنّ الإمام الحسين(عليه السلام) قُتل بأمر الخليفة الأموي؛ لأنه كان يطالب بحقه في الميراث[57]، كما يعتقد السير و. ماير أيضًا أنّ الإمام الحسين(عليه السلام) قام بعمل يعرّض المجتمع للخطر بسبب الرسالة غير الناجحة؛ وكان من الضروري قمعها على الفور[58]. يصف رينولد نيكلسون في كتابه الذي يحمل عنوان تاريخ الأدب العربي تصرّفات الإمام الحسين بأنها مغامرة غير عقلانيّة. لأنه لم ينتبه لتحذير الآخرين واستحق المواجهة[59].
وهنري لامانز، وهو قسّيس بلجيكي اعترف بعض المستشرقين بعدائه الشديد للإسلام، يعتبر من بين الذين شوّهوا فلسفة قيام الإمام؛ وأدان قيام الإمام الحسين(عليه السلام) ووصف ثورته بأنها عمل غير حكيم، ويقول إن قتل الحسين كشخص عادي تمامًا يدفع الشيعة إلى حدّ الجنون[60].
والإجابة التفصيليّة عن كل شكوك المستشرقين تخرج عن نطاق هذا المقال، فضلًا عن أن تحليل النظرة الإيجابيّة للمستشرقين، والتي ذكرناها في المحور السابق، عبارة عن بيان كاذب لوجهة نظر هؤلاء الجهال. أو الأشخاص المتحيّزين عمدًا. ولكن وبالاستناد إلى مناقشة وجهة نظر بينو وتقويمها بالرجوع إلى حياة الإمام الحسین(عليه السلام) وكلامه، تتمّ الإجابة على هذه الإشكاليّات في سياق البحث والنقاش.
نبذة عن ديفيد بينو
هو ديفيد بينو[61] أستاذ فرنسي للدراسات الدينيّة في جامعة سانتا كلارا. تشمل اهتماماته البحثيّة علم المسيح المقارن ووضع السكان المسيحيّين في المجتمعات ذات الأغلبيّة المسلمة. وتعدّ اليمن ومصر وباكستان والهند وإندونيسيا من بين الدول التي قام فيها بعمل ميداني. حصل على درجة الماجستير والدكتوراه في الدراسات العربيّة والإسلاميّة من قسم الدراسات الشرقيّة بجامعة بنسلفانيا عامي 1981 و1986، وهو حائز على جائزة الفكر العام من جامعة سانتا كلارا وجائزة بروتوكاو للتميز في التعليم، عمل منذ عام 2007 كمدير للبرنامج متعدد التخصّصات، وقد عمل SCU في الدراسات العربيّة والإسلاميّة والشرق أوسطية[62]. انضم الدكتور بينو إلى هيئة التدريس في جامعة سانتا كارلا في عام 1997 وقام بإلقاء محاضرات حول الإسلام، وخاصة الشيعة وأديان جنوب شرق آسيا والتصوّف. وهو أستاذ مشارك في قسم الدراسات الدينيّة في هذه الجامعة حاليًا[63].
وهو يختلف عن غيره من المستشرقين في كثرة مؤلفاته عن الإمام الحسين(عليه السلام) وحادثة عاشوراء وأبحاثه الميدانية في هذا المجال.
وله عدّة مؤلّفات عن الإمام الحسين(عليه السلام) وعاشوراء، منها المؤلفات التالية:
فرس كربلاء، بحث عن عبادة المسلمين في جنوب آسيا[64]، التشيّع، القصائد الشعائريّة والمشهورة في المجتمع المسلم[65]، يوم الأسد: مراسم الحداد والهويّة الشيعيّة لمنطقة لاداخ[66]، الحداد الشيعي وإعادة تفسير عقيدة الشفاعة: حالتان من الهند الحديثة[67]، اتصالات الرجال المسلمين الشيعة وإحياء ذكرى محرم في حيدر أباد في الهند[68]، العلاقات بين المسلمين والبوذيين في مجال الشعائر: تحليل عادات محرم في مدينة ليه لاداخ[69]، زينب بنت علي ومكانة نساء أهل البيت، الإمام الأوّل في الأدب التعبدي الشيعي[70]، طقوس التخلّي عن لذّات النفس في التقاليد الشيعيّة والمسيحيّة، ومقال عن المدرسة الشيعيّة في جنوب آسيا[71]، كما ألقى العديد من المحاضرات في موضوع الشعائر الشيعيّة، بما في ذلك تلاوة القداس والتلاوات[72].
ويركز المؤلِّف في هذا الباب على إشكاليات ديفيد بينو في قضية العزاء على الإمام الحسين(عليه السلام) في كتاب اسمه الشيعة[73]؛ يعالج هذا الکتاب الطقوس والتقاليد العامّة في مجتمع إسلامي في احتفالات محرم وعاشوراء في حيدر أباد بالهند[74] من خلال وصف موجز لدعوة الكوفيّين وحركة الإمام نحو الكوفة، وعرقلة جيش يزيد، وأخيرًا قيام الإمام الحسين(عليه السلام) هو وأصحابه في كربلاء، وذكر شرور اليزيديّين ومعاملتهم غير الإنسانيّة للإمام وأصحابه. كما وصف الأحداث التي تلت استشهاد الإمام الحسين(عليه السلام) مثل الهجوم على الخيمة وأفعال اليزيديّين الشريرة في أسر آل الإمام الحسين. وروايته المحرفة، والتي يمكن أن تكون علامة على عدم الإلمام بالمصادر الشيعيّة الصحيحة، تعود إلى مسألة العزاء على الإمام الحسين(عليه السلام). ويعتبر السيدة زينب أوّل من أقام العزاء في دمشق[75].
تحليل ونقد وجهة نظر ديفيد بينو
وبخصوص نقد آراء المستشرقین بهذا الصدد يمکن الترکیز علی جوانب عدة من حادثة عاشوراء وثورة الحسین(عليه السلام)، کما یمکن دراستها من زوايا مختلفة. ومن أهم ما يمکن طرحه هنا، هو مسألة المعزّي الأوّل للإمام الحسين. ممّا يحلّل المسائل المطروحة بخصوص حادثة عاشوراء -وما یحیط به من إثارة الشکوك في کیفیتها وأغراضها- من جهة ویجیب علی آراء بینو التي تعرف السیِّدة زینب کأوّل من أقامت العزاء على الإمام الحسين(عليه السلام).
الجدیر بالذکر أنّ التحلیلات کلها مبتنیة علی مصادر أهل السنّة؛ لأن المستشرقين یحلّلون الحادثة بالاستناد علی هذه المصادر، ولیس ذلك عجیبًا؛ لأنها في متناول أيدیهم دون مصادر أهل الشیعة، ومع أنّ ثمة مصادر کآثار ابن تیمیة تشیر إلی أن خروج الحسین کان بمثابة فساد وبغي[76][77]، ولکن الشفافية البحثية البحث تفرض تبيين هذه القضية وفق منهجية محايدة بالحد الأدنى.
ومن جملة الروايات التي حظيت بقدر أقل من الاهتمام العلمي من قبل الباحثين، وبها يمكن الحصول على قدسية وقبول ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) من وجهة نظر رسول الإسلام الكريم عليه الصلاة والسلام ما يلي:
أشرنا آنفا إلى أن ديفيد بينو يعتبر السيدة زينب أول من أقام مجلس العزاء على الحسین[78]، ومع أن في تحديد مكان العزاء الذي اعتبره بینو في "دمشق"، وحینما کانت زينب وأسرى آل الإمام الحسين(عليه السلام) الكرام حاضرين في بلاط يزيد، خطأ واضح، ولکن الخطأ الأصلي يعود إلی أن ديفيد بينو اعتبر السيدة زينب بمثابة المعزّي الأول للحسین؛ ومن المؤكّد والمحقّق أن العزاء على الحسین قامت به عقيلة بني هاشم، وبحسب المصادر فإنه حدث في صحراء كربلاء نفسها، وهذا لا يمكن إنكاره. ولكن النقطة المهمة هي أن هذا التقرير لا يمكن أن يصحّح خطأ المشكّكين في الاستنتاج بشأن الثورة؛ لأن رد الفعل هذا، سیحتسب نوعًا من العمل العادي والشعوري الذي تفعله کل أخت لأخيها القتیل، والذي سیخلو من أي وجهة روحية تتناسب مع سلوك المستشرقين العلمي والعملي.
إلّا أنّ التعبير عن حزن رسول الإسلام الكريم قبل حدث عاشوراء علی الحسین، مع روايات مثل حسين مني وأنا من حسين، يدل على تأييد النبي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وقدوة العالم للثورة الحسينيّة[79]. فطبقًا للنظام التوحيدي للقرآن الكريم الذي روّج له رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ودعا إليه في المجتمع خلال ثلاث وعشرين سنة من دعوته، فقد أدان حب الدنيا والطموحات الدنيويّة[80]، ومن المستحيل أن يؤیّد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) حبّ الحسین للدنيا وأن يحزن علی استشهاده ويقيم العزاء علیه لما إلم به من بلایا ومصائب مع كون ثورته دنيوية. ويختلف هذا المنهج في النقد والتقويم عن الروایات المتواترة داخل المذهب الشیعي التي توضح مكانة الإمام كشخص معصوم، وتجيب على شكوك الثورة على هذا الأساس؛ بل يُستشهد في هذا المنهج بسلوك رسول الله وكلامه كقائد للأمة الإسلاميّة. ومع هذه المقدمة ذكرت نماذج من المصادر السنية في شرح عزاء رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم):
حزن النبيّ على الإمام الحسين(عليه السلام)
وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يخبر أحيانًا بالأحداث بعد وفاته ويبكي بسبب "ظهور الأحقاد المختبئة في قلوب الناس"[81]، ويستطيع أن يحلّل أسباب الانقسام ودوافعه عند الأمّة وامتدادها إلى يوم عاشوراء وما بعده. وفي هذا المجال نتناول بشكل خاص الروايات التي تشير إلى حزن رسول الله على الإمام الحسين(عليه السلام).
وفي الرواية التي ذكرها الحاکم النيسابوري أنّ الإمام الحسين(عليه السلام) هو "قطعة من جسد رسول الله" وفي تكملة الرواية ذکر أن النبي بكى عليه عند ولادته بسبب إخبار الملائكة له عن أحداث كربلاء، ومنها:
-أم الفضل بنت الحارث- دخلت علي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، فقالت: يا رسول الله، إني رأيت حلمًا منكرًا الليلة، قال: وما هو؟ قالت: إنّه شديد قال: وما هو؟ قالت: رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): رأيت خيرًا، تلد فاطمة(عليها السلام) -إن شاء الله- غلامًا، فيكون في حجرك، فولدت فاطمة(عليها السلام) الحسين، فكان في حجري -كما قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)-، فدخلت يومًا إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فوضعته في حجره، ثمّ حانت مني التفاتة، فإذا عينا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) تهريقان من الدموع. قالت: فقلت: يا نبي الله، بأبي أنت وأمي مالك؟ قال: أتاني جبرئيل عليه الصلاة والسلام فأخبرني أن أمّتي ستقتل ابني هذا، فقلت: هذا؟ فقال: نعم، وأتاني بتربة من تربته حمراء[82].
هناك قولان في بكاء رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) علی الحسین
عن عبد الله بن نجي عن أبيه أنه سار مع علي، وكان صاحب مطهرته، فلما حاذى نينوى وهو سائر إلى صفين فنادى اصبر أبا عبد الله بشط الفرات، قلت وما ذاك؟ قال دخلت على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وعيناه تفيضان، فقال: قام من عندي جبريل، فحدّثني أنّ الحسين يُقتل بشطّ الفرات، وقال هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت: نعم، فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا، وروى نحوه ابن سعد عن المدائني عن يحيي بن زكريا عن رجل عن الشعبي أن عليًّا قال وهو بشط الفرات صبرًا أبا عبد الله وذكر الحديث[83].
مرّ عليّ(عليه السلام) بكربلاء عند مسيره إلى صفين وحاذي نينوى قرية على الفرات، فوقف وسأل عن اسم هذه الأرض، فقيل: كربلاء فبكى حتى بلّ الأرض من دموعه، ثمّ قال دخلت على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يبكي[84]، فقلت ما يبكيك قال: كان عندي جبريل آنفًا وأخبرني أنّ ولدي الحسين يُقتل بشاطئ الفرات بموضع يقال له كربلاء، ثمّ قبض جبريل قبضة من تراب شمّني إيّاه، فلم أملك عيني أن فاضتا[85].
رواية زوجة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) تحكي عن بكاء رسول الله ودموعه على أحداث كربلاء ومقتل سبطه الكريم: حيث روت أم سلمة قالت: كان النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) جالسًا ذات يوم في بيتي، فقال: لا يدخلنّ عليّ أحد، فانتظرت فدخل الحسين فسمعت نشيج النبي، فإذا الحسين في حجره "أو إلى جنبه" يمسح رأسه وهو يبكي فقلت له: والله ما علمت حتى دخل.فقال لي: إنّ جبرئيل كان معنا في البيت، فقال: أتحبه؟ فقلت: نعم، فقال: إن أمّتك ستقتله بأرض يقال لها كربلا، فتناول جبرئيل من ترابها، فأراه النبي[86].
كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) جالسًا ذات يوم في بيتي، قال: «لا يدخل عليّ أحد، فانتظرت فدخل الحسين فسمعت نشيج رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يبكي، فأطلّت فإذا حسين في حجره والنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يمسح جبينه وهو يبكي...».
كما أنّ هناك رواية عن عائشة في موضوع مماثل للرواية السابقة، وفيها بكاء رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لمقتل الإمام الحسين(عليه السلام) في المستقبل:
دخل الحسين بن علي(عليه السلام) على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يوحى إليه فنزا على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وهو منكب وهو على ظهره، فقال جبريل لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أتحبّه يا محمّد، قال: يا جبريل وما لي لا أحب ابني، قال: فإنّ أمتك ستقتله من بعدك، فمدّ جبريلر يده فأتاه بتربة بيضاء، فقال: في هذه الأرض يُقتل ابنك هذا واسمها الطفّ، فلمّا ذهب جبريل(عليه السلام) من عند رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) خرج رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) والتزمه في يده يبكي، فقال: يا عائشة إن جبريل أخبرني أن ابني حسين مقتول في أرض الطفّ وإنّ أمتي ستفتن بعدي ثمّ خرج إلى أصحابه فيهم علي وأبو بكر وعمر وحذيفة وعمار وأبو ذر رضي الله عنهم وهو يبكي[87].
وفي رواية أخرى طويلة، تأتي بعده، عن ابن عباس، فيها عدّة محاور:
ذكر خبر استشهاد الحسین(عليه السلام) على يد جبريل في أرض بشاطئ الفرات تسمّى كربلاء.
حزن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وبكاؤه والتعبير عن معاناة الامام الحسين(عليه السلام).
التعبیر عن يزيد کقاتل الحسین مع الدعاء عليه بقوله "لا بارك الله له في نفسه".
بيان العقوبة الإلهيّة لمن رضی بقتل الإمام الحسين.
تعریف الرسول بالإمام الحسن والإمام الحسين(عليه السلام) كأفضل أهل البیت وأفضل خلفاء رسول الله؛
الدعاء لسهولة الاستشهاد.
الدعاء للإمام الحسين عليه السلام بلفظ سيد الشهداء
بكاء الناس وحزنهم على الإمام الحسين(عليه السلام) عند منبر رسول الله.
إدانة من لم ينصروا الحسین والدعاء له بالعون الإلهي.
تحذير الناس من ظلم آل رسول الله وترك حقّ الموالاة.
ذكر حديث الثقلين في التأكيد على عدم انفصال القرآن والعترة بعضهما عن بعض.
ومن هذه الروایات:
عن ابن عباس قال: فلما أتت على الحسين من مولده سنتان كاملتان خرج النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) في سفر له، فلمّا كان في بعض الطريق وقف فاسترجع ودمعت عيناه، فسئل عن ذلك، فقال: هذا جبريل يخبرني عن أرض بشاطئ الفرات يقال لها كربلا، يُقتل بها ولدي الحسين ابن فاطمه، فقيل: من يقتله يا رسول الله؟ فقال: رجل يقال له يزيد، لا بارك الله له في نفسه! وكأني أنظر إلى مصرعه ومدفنه بها، وقد أهدى برأسه، واللّه ما ينظر أحد إلى رأس ولدي الحسين فيفرح إلّا خالف اللّه بين قلبه ولسانه.
قال: ثمّ رجع النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) من سفره ذلك مغمومًا، ثمّ صعد المنبر فخطب ووعظ والحسين بن علي بين يديه مع الحسن، قال: فلما فرغ من خطبته وضع يده اليمنى على رأس الحسن واليسرى على رأس الحسين، ثم رفع رأسه إلى السماء فقال: اللهم! إني محمد عبدك ونبيّك، وهذان أطايب عترتي وخيار ذريتي وأرومتي ومن أخلفهم في أمتي، اللهم! وقد أخبرني جبريل بأنّ ولدي هذا مقتول مخذول، اللهم! فبارك له في قتله واجعله من سادات الشهداء، إنك علي كل شي ء قدير، اللهم! ولا تبارك في قاتله وخاذله. قال: وضجّ الناس في المسجد بالبكاء. فقال النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم): أتبكون ولا تنصرونه. اللهم، فكن أنت له وليًا وناصرًا. قال ابن عباس: ثم رجع وهو متغيّر اللون محمرّ الوجه فخطب خطبة بليغة موجزة وعيناه يهملان دموعًا ثم قال: أيها الناس! إني قد خلّفت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي وأرومتي ومراح مماتي وثمرتي، ولن يفترقا حتى يرِدَا عليّ الحوض، ألا! وإني أسألكم في ذلك إلّا ما أمرني ربي أن أسألكم المودة في القربى، فانظروا أن لا تلقوني غدًا على الحوض وقد أبغضتم عترتي وظلمتموهم،... ألا وإنّ جبريل(عليه السلام) قد أخبرني بأن أمتي تقتل ولدي الحسين بأرض كرب وبلاء. ألا فلعنة الله على قاتله وخاذله آخر الدهر...[88]
رواية حسين مني وأنا من حسين
يمكن تحلیل سبب إقامة مجلس العزاء على الحسین(عليه السلام) من جانب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وتأييد صحّة ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) ومنافعها للإسلام، وذلك من خلال حديث (حسين مني وأنا من حسين)، وهو المذکور في مضمون الروايات السابقة، وورد في طيّاتها بمعنى آخر، بالإضافة إلى الروايات المتعلّقة بحزن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد ورد من المصادر السنيّة رواية تشير صراحة إلى مقام الإمام الحسين(عليه السلام) عند رسول الله:
"عن يَعْلَى بن مُرَّةَ قال قال رسول اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) حُسَيْنٌ مِنِّي وأنا من حُسَيْنٍ أَحَبَّ الله من أَحَبَّ حُسَيْنًا حُسَيْنٌ سِبْطٌ من الْأَسْبَاطِ".
وفي الرواية السابقة التي نقلَتها[89] وصحَّحتها[90] مصادر أهل السنّة الموثوقة مع اختلاف بسيط، ورد أيضًا أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يعتبر من يحب الإمام الحسين محبًّا لله والرسول، وبعبارة أخرى، فهو الطريق لنيل الرضى الإلهي.
ومن كلام مفكّري أهل السنّة في وصف الرواية السابقة يُستخرج أنّ الإمام الحسين(عليه السلام) ورسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قد کانا شيئًا واحدًا لوجوب المحبّة وحرمة الهجوم والغزو علیهما. والقتال معهما حرام کما حبّهما واجب، فالروايات تشیر إلی أنّ حبّ الحسین هو حبّ الرسول وحبّ الله[91]:
"قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): حسين مني وأنا من حسين" قال القاضي: كأنه(صلى الله عليه وآله وسلم) [علم بنور] الوحي ما سيحدث بينه وبين القوم فخصّه بالذكر، وبيّن أنهما كالشيء الواحد في وجوب المحبة وحرمة التعرض والمحاربة وأكد ذلك بقوله: "أحب الله من أحب حسينا" فإنّ محبّته محبّة الرسول ومحبّة الرسول محبّة الله.
الخاتمة
تمّت کتابة هذا البحث بهدف تحليل موقف المستشرقین تجاه ثورة الامام الحسين(عليه السلام) عامّة وموقف ديفيد بينو علی وجه الخصوص. وهو الذي یعتقد أنّ أوّل من أقام العزاء للإمام الحسين(عليه السلام) کان السيِّدة زینب؛ إذ حضرت بلاط يزيد بدمشق، ومن أجل تحليل وجهة النظر هذه، تمّ تحلیل هذا الموقف أوّلًا بالتعمّق في منهج بعض المستشرقين فيما يتعلّق بثورة الإمام الحسين، وكان هناك موقفان؛ إيجابيّ وسلبيّ. وقد تمّ التوصّل إلى أنّ قلّة المصادر الشيعيّة أو محدوديّة الوصول إليها يشكل عائقًا كبيرًا أمام المستشرقين المحایدين الذين يبحثون عن الحقيقة ويریدون الوصول إلى الحقائق العلنيّة والخفيّة لواقعةكربلاء، وبالطبع تختلف هذه المسألة عند من يحاولون تشويه الوجه الحقيقي للإسلام والتشيّع، إذ یعتبرون الإسلام والتشیّع خطرًا عليهم، ومواقفهم العدائيّة واضحة في تفسير ثورة عاشوراء ونهضة الحسین(عليه السلام). وفي الموقف الإيجابي تؤخذ بعين الاعتبار شخصيّة الإمام الحسین(عليه السلام) ونضاله وتضحياته، وتتركّز أهداف الثورة في الحفاظ على الإسلام ورفعته والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وفي الموقف السلبي، تعرّض هدف الثورة لهجوم من قبل المشكّكين، وتمّ تقديم ثورة الحسین كمن يحاول أن يهیمن علی حكومة یعتبرها حقًّا وراثیًّا له. وفي نقد وجهة النظر هذه، كان محور النقاش هو قول ديفيد بينو بشأن إقامة العزاء على الحسین(عليه السلام)، ومن خلال ذكر عدة أمثلة من المصادر السنيّة تبیّن کيف أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) کان أوّل من أقام العزاء علی الحسین وبکی علیه.
لائحة المصادر والمراجع
ابن حنبل، أحمد أبو عبد الله الشيباني، فضائل الصحابة، تحقيق: د. وصي الله محمد عباس، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1403.
ابن حنبل، أحمد أبو عبد الله الشيباني، مسند الإمام أحمد بن حنبل، مؤسسة قرطبة، مصر، بی تا.
ابن أبي شيبة، أبی بکر عبد الله، الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار، تحقيق: كمال يوسف الحوت، مكتبة الرشد، الرياض، 1409.
ابن أبي شيبة، أبی بکر عبد الله، مسند ابن أبي شيبة، تحقيق: عادل بن يوسف العزازي وأحمد بن فريد المزيدي، دار الوطن؛ الرياض، 1997.
ابن تيمية الحراني، أحمد بن عبد الحليم، منهاج السنة النبوية، مؤسسة قرطبة، 1406.
ابن حبان، محمد، صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1414.
ابن ماجه القزويني، محمد بن يزيد أبو عبد الله، سنن ابن ماجه، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي.
البخاری، محمد بن إسماعيل أبو عبد الله، الأدب المفرد، تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي، دار البشائر الإسلامية، بيروت، 1409/ 1989.
البهی، محمد، الفکر الاستعماري الحدیث وصلته بالاستعمار، محمد البهي، بیروت، دار الفکر، 1973.
الترمذي السلمي، محمد بن عيسى أبو عيسى، سنن الترمذي، تحقيق: أحمد محمد شاكر وآخرون، دار إحياء التراث العربي، بيروت، بی تا.
الحاكم النيسابوري، محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين، دار الكتب العلمية، بيروت، 1411.
العقيقي، نجيب، المستشرقون، القاهرة، دار المعارف، 1964.
القاري، علي بن سلطان محمد، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، تحقيق: جمال عيتاني، دار الكتب العلمية، بيروت، 1422.
لمباركفوري أبو العلا، محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1353.
المصطفی، شیبی، الصلة بین التصوف والتشیع، بیروت، دار الأندلس، 1982.
المناوي، زين الدين عبد الرؤوف، التيسير بشرح الجامع الصغير، مكتبة الإمام الشافعي، الرياض، 1408.
الهیثمي، علي بن أبي بكر، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، دار الريان للتراث، دار الكتاب العربي، القاهرة، بيروت، 1407.
لائحة المصادر الفارسية
الویری، محسن، مطالعات اسلامی د ر غرب، سمت، تهران، 1381.
بایرناس، جان، تاریخ جامع ادیان، ترجمه علی اصغر حکمت، نشر علمی فرهنگی، تهران، بی تا.
بروکلمان، کارل، تاریخ الادب العربی، ترجمه: عبدالحلیم النجار، قم: دار الکتب الاسلامی. 1381.
بارا، آنتوان، امام حسین در اندیشه مسیحیت، ترجمه فرامرز میرزایی و...، دانشگاه بوعلی سینا، همدان، 1381.
بدوی، عبد الرحمن، موسوعة المستشرقین، ترجمه شکراله خاکوند، مرکز انتشارات دفتر تبلیغات اسلامی، قم، 1375.
براون، ادوارد، تاریخ ادبیات ایران، بهرام مقدادی، مراورید، تهران، 1369.
دورانت، ویلیام جیمز، تاریخ تمدن، ترجمه ابوالقاسم طاهرى، اقبال، تهران، 1337
دونالدسن، دوایت، مذهب شیعه، ترجمه: عباس احمدوند، پژوهشگاه علوم و فرهنگ اسلامی، قم، 1395.
رژی، بلاشر، در آستانه قرآن، بلاشر، ترجمه: محمود رامیار، تهران، 1376.
ژول، لابوم، ایدئولوژی و فرهنگ اسلامی، ترجمه: محمدرسول دریایی، میثم، تهران، 1336
سایکس، سرپرسی، تاريخ ايران، ترجمه محمد تقی فخر داعی گیلانی، تهران، چاپخانه علمی، 1368.
سزگين، فؤاد،تاريخ التراث العربي: التدوين التاريخي، تعريب محمود فهمي حجازي، رياض، بينا، 1403.
سعیدی، سید غلامرضا، اسلام و مستشرقین، مجموعه مقالات، تهران، حسینیه ارشاد، 1384.
سلیمان کتانى، امام على مشعلى و دژى، ترجمه جلال الدین فارسى، نشر برهان، چاپ دوم، بی تا.
صافی گلپایگانی، لطف الله، پرتوی از عظمت حسین(عليه السلام)، مسجد مقدس جمکران، قم، بی تا.
فرانسوا، توال، ژئوپلتیک شیعه، ترجمه: علیرضا قاسم آقا، امن، تهران، 1379.
فلاطوری، عبدالجواد، تحقیق عقاید و علوم شیعی، یادنامه علامه امینی، به اهتمام: سید جعفر شهیدی و محمدرضا حکیمی، شرکت سهامی انتشار، تهران، 1352.
كوك، مايكل، امر به معروف و نهي از منكر در انديشه اسلامي، ترجمه احمد نمايي، آستان قدس رضوی، مشهد، 1384.
گابریل، انکری، شهسوار اسلام، انکیری، ترجمه: کاظم عبادی، 1354
گابریل، انکری، علی و حسین، دو قهرمان اسلام، مترجم فروغ شهاب، ارمغان، تهران، 1378.
گروهی از خاورشناسان فرانسوی، تمدن ایرانی، ترجمه: عیسی بهنام، 1346
لالانی، ارزینه، نخستین اندیشه های شیع ی تعالیم امام باقر (عليه السلام)، ترجمه فریدون بدره ای، فروزان روز، تهران،.1381
ماربین و همکاران، قیام امام حسین(عليه السلام) و یارانش از نظر نویسندگان خارجی، ترجمه ناصر دهاقانی، شهریار، تهران، 1336.
ماری شیمل، آنه، ابعاد عرفانی اسلام، عبدالرحیم گواهی، تهران، دفتر نشر فرهنگ اسلامی، 1384.
محدثی، جواد، فرهنگ عاشورا، نشر معروف، قم، 1376.
نیلکسون، رینولد، تاریخ ادبیات عرب، کیوانداخت کیوانی، تهران، ویستار، 1380.
نيكبين، نصرالله، فرهنگ جامع خاورشناسان مشهور، نشر آرزون، 1379.
ولهاوزن، یولیوس،تاریخ سیاسی صدر اسلام، ترجمه: محمود افتخارزاده، معارف، قم، 1375.
هالیستر، جان نورمن تشیع در هند، ترجمه آزرمیدخت مشایخ فریدنی، مرکز نشر دانشگاهی، 1373.
المقالات
احیا حسینی، غلام، مقاله عاشورا پژوهی در غرب، مجله تاریخ اسلام، ش37، 1388ش.
پیشوائی، مهدی، نقد دیدگاه تاریخی یک شرق شناس، نشریه تاریخ اسلام در آئینه پژوهش، 1384،
حاجی ابوالحسنی، عبدالحسین، نگاهی به عاشوراپژوهی در غرب، فصلنامه کتاب های اسلامی، پژوهشگاه علوم انسانی و مطالعات فرهنگی.
شیخ الاسلامی و دیگران، سید محسن، بررسی سیاسی نهضت عاشورا از دیدگاه مستشرقـان آلمان و انگلیس،دوفصلنامه مطالعات تاریخی جهان اسلام، 1399.
قرشی کرین، سید حسن، اهداف قیام امام حسین در آثار برخی مستشرقان، مجله معارف حسینی، شماره 2، 1399.
صفری فروشانی، نعمت الله و...؛، نقدی بر کتاب "ژئوپولتیک شیعه"، مجله شیعه شناسی، شماره 45، 1393.
گلابگیر، زینب و دیگران، بررسی ونقد دیدگاه مادلًونگ در خصوص مواضع سیاسی ـ اجتماعی امام حسین در دائرة المعارف ایرانیکا؛ مجله تاریخ اسلام در آئینه پزوهش، 1399.
دوايت دونالدسن، كربلا مهمترين زيارتگاه شيعي، ترجمه عباس احمدوند، فصلنامه تاريخ اسلام، ش 19.
لائحة المراجع الأجنبيّة
Horse Of Karbala: Studies In South Asian Muslim Devotionalism. New York: Palgrave/St. Martin’s Press 2000.
The Shiites: Ritual and Popular Piety in a Muslim Community, David Pinault, New York: St. Martin’s Press, 1992, xxv
“HOSAIN B. ALI. i. LIFE AND SIGNIFICANCE IN SHIʿISM”, Madelung Wilferd, Encyclopeadia Iranica, 2004.
Shia Lamentation Rituals And Reinterpretations Of The Doctrine Of Intercession: Two Cases From Modern India. History Of Religions 38 (1999).
Shi’a Muslim Men’s Associations And The Celebration Of Muharram In Hyderabad, India. Journal Of South Asian And Middle Eastern Studies 16 (1992).
Muslim-Buddhist Relations In A Ritual Context: An Analysis Of The Muharram Procession In Leh Township, Ladakh. In Recent Research On Ladakh 8. Proceedings Of The Eighth Colloquium Of The International Association Of Ladakh Studies (Ed. M. Van Beek And K. B. Bertelsen; Moesgaard, Denmark: Aarhus University Press, 1999).
Zaynab Bint’ Ali And The Place Of The Women Of The Households Of The First Imams In Shiite Devotional Literature. In Women In The Medieval Islamic World (Ed. Gavin Hambly; New York: St. Martins Press, 1998).
Self-Mortification Rituals In The Shi’i And Christian Traditions. In The Shiite Heritage: Essays In Classical And Modern Traditions (Ed. Lynda Clarke; New York: Global Publications/Binghamton University, 2001).
Shi’ism In South Asia. The Muslim World 87 (1997).
المواقع الإلكترونيّة
https://en.wikihussain.com/view/David_Pinault https://en.wikipedia.org/wiki/Hugh_N._Kennedy
https://www.soas.ac.uk/about/hugh-n-kennedy
https://www.al-islam.org/lecture-martyrdom-imam-husayn-s-ameer-ali-masoom/martyrdom-imam-husayn
https://www.abebooks.com/book-search/title/persia-religiosa/author/alessandro-bausani/
https://en.wikipedia.org/wiki/Alessandro_Bausani
https://en.wikipedia.org/wiki/Laura_Veccia_Vaglieri
https://en.wikihussain.com/view/Horse_of_Karbala:_Muslim_Devotional_Life_in_India
https://en.wikihussain.com/view/Peter_J._Chelkowski
https://btid.org/en/opinion-about-Hussain
khomeini.ir/en/news/4127/News/Imam_Hussein_According_to_Thomas_Carlyle
--------------------------
[1][*]- أستاذة مساعدة بقسم معارف أهل البيت، جامعة أصفهان، n.faghihi@ahl.ui.ac.ir.
[2]- انظر: در آستانه قرآن، بلاشر، رژی، 209.
[3]- الصلة بین التصوف و التشیع، شیبی المصطفی، ج1، ص23.
[4]- انظر: تمدن ایرانی، گروهی از خاورشناسان فرانسوی، 335.
[5]- دورانت، ویل، تاریخ تمدن، ج4، ص249.
[6]- عاشورا، فرهنگ، جواد محدثی، ص371.
[7]- امام على مشعلى و دژى، سلیمان کتانى، ص236.
[8]- تاريخ ايران، سرپرسی سایکس، ج1، 751-752.
[9]- Jull La Baume.
[10]- ایدئولوژی و فرهنگ اسلامی، لابوم، ژول، ص196.
[11]- Maurice Dekobra.
[12]- Washington Irving.
[13]- Washington Irving.
[14]- https://btid.org/en/opinion-about-Hussain
[15]- Reynold Alleyne Nicholson.https://clisel.com/writer/
[16]- تاریخ ادبیات عرب، رینولد نیلکسون، کیوانداخت کیوانی، ص211.
[17]- ANNE MARIE SCHIMMEL
[18]- لها أکثر من سبعين بحثَا في دراسات إسلاميّة، والمعروف أنها أوصت أبناءها أن يکتبوا علی قبرها ما يلي: الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا: https://en.wikipedia.org/wiki/Annemarie_Schimmel
[19]- ابعاد عرفانی اسلام، آنه ماری شیمل، عبد الرحیم گواهی، ص109-110.
[20]- بخصوص نقد آرائه انظر: بررسی ونقد دیدگاه مادلًونگ در خصوص مواضع سیاسی ـ اجتماعی امام حسین علیه السلام در دائرة المعارف ایرانیکا؛ زینب گلابگیر، سعید طاوسی، ص83-101.
[21]- Madelung Wilferd, “HOSAIN B. ALI. i. LIFE AND SIGNIFICANCE IN SHI’ISM”, Encyclopeadia Iranica, 2004.
[22]- Thomas Carlyle.
[23]-http://en.imamkhomeini.ir/en/news/4127/News/Imam_Hussein_According_to_Thomas_Carlyle
[24]- Gabriel Enkiri.
[25]- علی و حسین، دو قهرمان اسلام، انکری گابریل، ص205.
[26]- شهسوار اسلام، انکری، گابریل، ص267-268.
[27]- امام حسین علیه السلام در اندیشه مسیحیت، آنتوان بارا، مترجم فرامرز میرزایی و... ص83-84.
[28]-https://www.al-islam.org/lecture-martyrdom-imam-husayn-s-ameer-alimasoom/martyrdom-imam-husayn
[29]- Yann Richard.
[30]- François Thual.
[31]- Richard, Yann: 1995: 29. Lislam chiite, Paris, Fayard.
[32]- ژئوپلتیک شیعه، توال، فرانسوا، 19. لهذا الکتاب ستة عشر فصلًا يتناول المؤلف في کل فصل موضوعًا من موضوعات الإسلام المهمة، انظر: نعمت الله صفری فروشانی و..، نقدی بر کتاب ژئوپلیتیک شیعه، مجله شیعه شناسی، ص35-76.
[33]- Fredric James.
[34]- فرهنگ عاشورا، جواد محدثی، ص372.
[35]- علی و حسین، دو قهرمان اسلام، انکری گابریل، ص260.
[36]- ANTOVAN BARA.
[37]- ومن آثاره المترجمة إلی الفارسيّة: «چهارویژگی انقلاب حسین(عليه السلام)»، «من یک مسیحی شیعه گرا هستم» و«امام حسین علیه السلام در اندیشه مسیحیت» را نام برد.
[38]- امام حسین علیه السلام در اندیشه مسیحیت، آنتوان بارا، مترجم فرامرز میرزایی و... 42.
[39]- م.ن، ص47-48.
[40]- فرهنگ عاشورا، ص282
[41]- Reno Joseph.
[42]- قیام امام حسین(عليه السلام) و یارانش از نظر نویسندگان خارجی، ماربین و همکاران، 27-28.
[43]- م.ن، 50.
[44]- م.ن، ص57.
[45]- پرتوی از عظمت حسین(عليه السلام)، صافی گلپایگانی، لطف الله، ص420.
[46]- John Norman Hollister.
[47]- تشیع در هند،. هالیستر، جان نورمن، ص203.
[48]- فرهنگ عاشورا، ص282.
[49]- Edward Granville Browne.
[50]- علی و حسین، دو قهرمان اسلام، انکری گابریل، ص239.
[51]- Michael allen cook.
[52]- له العدید من الکتب تدارس الإسلام.
[53]- امر به معروف و نهي از منكر در انديشهي اسلامي، مایکل کوک، ج1، ص18-19.
[54]- م.ن، ج1، ص419-420.
[55]- انظر: لالانی، ارزینه، نخستین اندیشه های شیع ی تعالیم امام باقر(عليه السلام)، ص8.
[56]- مطالعات اسلامی در غرب، محسن الویری، ص40.
[57]- انظر: تاریخ جامع ادیان، جان بایرناس، ص850.
[58]- انظر: تاریخ الادب العربی، بروکلمان، کارل، ج3، ص211.
[59]- تاریخ ادبیات عرب، نیوکلسون، رینولد، ص196.
[60]- Lammens, H. (1926/ 1929), Islam, Beliefs, and Institutions, trans. Sir E. Denison Ross, London: Methuen.
[61]- David Pinault.
[62]- https://en.wikihussain.com/view/David_Pinault
[63]- https://anthropologyandculture.com
[64]-https://en.wikihussain.com/view/Horse_of_Karbala:_Muslim_Devotional_Life_in_India
[65]- The Shiites: Ritual And Popular Piety In A Muslim Community. New York: St. Martin’s Press, 1992.
[66]- The Day Of The Lion: Lamentation Rituals And Shia Identity In Ladakh. Ladakh Studies 12 (1999) Pp. 21- 30.
[67]- Shia Lamentation Rituals And Reinterpretations Of The Doctrine Of Intercession: Two Cases From Modern India. History Of Religions 38 (1999) 285-305.
[68]- Shia Muslim Mens Associations And The Celebration Of Muharram In Hyderabad, India. Journal Of South Asian And Middle Eastern Studies 16 (1992) 38- 62.
[69]- Muslim-Buddhist Relations In A Ritual Context: An Analysis Of The Muharram Procession In Leh Township, Ladakh. In Recent Research On Ladakh 8. Proceedings Of The Eighth Colloquium Of The International Association Of Ladakh Studies (Ed. M. Van Beek And K. B. Bertelsen; Moesgaard, Denmark: Aarhus University Press, 1999) 290- 312.
[70]- Zaynab Bint’ Ali And The Place Of The Women Of The Households Of The First Imams In Shiite Devotional Literature. In Women In The Medieval Islamic World (Ed. Gavin Hambly; New York: St. Martins Press, 1998) 69 -98.
[71]- Shiism In South Asia. The Muslim World 87 (1997) 235- 57.
[72]- للمزید انظر: عاشورا پژوهی در غرب، غلام احیا حسینی، مجله تاریخ اسلام، ص103.
[73]- David Pinault, https://en.wikihussain.com/view/David_Pinault
[74]- The Shiites; ritual and piety in Muslim community
[75]- وی در ص5 و6 کتابش چنین می نویسد:
Zaynab held the first majlis, or lamentation assembly, to mourn for her brother
[76]- الحراني، ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم، منهاج السنة النبوية، ج4، ص528.
[77]- ابن تیمیه در مذمت قیام حضرت می نویسد: لم يكن في الخروج لا مصلحة دين ولا مصلحة دنيا، بل تمكّن أولئك الظلمة الطغاة من سبط رسول الله حتى قتلوه مظلومًا شهيدًا، ولكن في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن حصل لو قعد في بلده. نک: الحراني، ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم، منهاج السنة النبوية، چ5، ص530.
[78]- The Shiites: Ritual and Popular Piety in a Muslim Community, David Pinault, New York: St. Martin’s Press, 1992, xxv.
[79]- (لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا)؛ الأحزاب: 21 وکذلك الآیة 6 للسورة الممتحنة وکذلك الآية 4 للسوره الممتحنة.
[80]- (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)، سورة القصص: 83.
[81]- مجمع الزوائد، للهیثمی، ج9، ص118؛ كنز العمال، متقی هندی، ج13، ص176.
[82]- مستدرك الصحيحين، حاکم نیشابوری، ج3، ص176؛ نیز مجمع الزوائد، للهیثمی، ج9، ص179.
[83]- تاريخ الإسلام، الذهبي ج5، ص102؛ نیز مجمع الزوائد، هيثمي، ج9، ص187. هیثمی بعد از نقل روایت چنین می گوید: رواه أحمد وأبو يعلي والبزار والطبراني ورجاله ثقات ولم ينفرد نجي بهذا.
[84]- تاريخ الإسلام، الذهبي ج5، ص102؛ نیز مجمع الزوائد، هيثمي، ج9، ص187. هیثمی بعد از نقل روایت چنین می گوید: رواه أحمد وأبو يعلي والبزار والطبراني ورجاله ثقات ولم ينفرد نجي بهذا.
[85]- الصواعق المحرقة، أحمد بن حجر هيثمي، ص193.
[86]- المتقي الهندي، كنز العمال، ج7، ص106.
[87]- المعجم الكبير، الطبراني، ج3، ص107؛ ابن عساكر، ترجمه الإمام الحسين عليه السلام، ج7، ص260.
[88]- الفتوح، أحمد بن أعثم الكوفي، ج4، ص325.
[89]- ترمذي، سنن الترمذي ج5 ص658؛ ترمذی با تعبیر «هذا حدیث حسن» روایت را معتبر دانسته است. روایت با تفصیل بیشتر در منابع زیر نیز ذکر شده است:
مسند ابن أبي شيبة، ج2، ص308- 309؛ مصنف ابن أبي شيبة، ج6، ص380؛ مسند أحمد بن حنبل، ج4، ص172؛ بخاري، الأدب المفرد، ص133؛ ابن ماجة، سنن ابن ماجه، ج1، ص51؛ ابن حبان، صحيح ابن حبان، ج15، ص428؛
[90]- حاكم نيشابوري، المستدرك على الصحيحين، ج3، ص194 (حاكم نيشابوري با عبارت هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، اين حديث را صحيح شمرده است)؛ مجمع الزوائد، ج9، ص181 (هيثمي با عبارت رواه الطبراني وإسناده حسن، اين گزاره را معتبر دانسته است، فضائل الصحابة، ابن حنبل، ج2، ص772، (وصي الله محمد عباس محقق كتاب با تعبير اسناده حسن، اين روايت را معتبر شمرده است)؛ همچنین ترمذی با تعبیر «هذا حدیث حسن» روایت را معتبر دانسته است: ترمذي، سنن الترمذي، ج5، ص658.
[91]- ملا علي قاري، مرقاة المفاتيح، ج11، ص317؛ نیز مناوي، التيسير بشرح الجامع الصغير، ج1، ص498؛
مباركفوري، تحفة الأحوذي، ج10، ص178 و190.