البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

معركة الجمل في منظور نخبة من المستشرقين

الباحث :  أ.م. د. حاتم كريم جياد
اسم المجلة :  دراسات استشراقية
العدد :  7
السنة :  السنة الثالثة - ربيع 2016م / 1437هـ
تاريخ إضافة البحث :  March / 27 / 2016
عدد زيارات البحث :  5346
تحميل  ( 538.195 KB )
المقدمة
من بين المواضيع المهمة التى اولاها المستشرقون عناية؛ الحروب التي دارت في حاضرة الدولة الاسلامية باعتبارها جزءا من التاريخ الاسلامي تارة، وتارة اخرى لانها تشكل انعطافة خطيرة في مسيرة الدولة العربية الاسلامية، أراد الساعون اليها تمزيق وحدة المسلمين وتفريق شملهم تحت حجج واهية لاتمت الى الحقيقة بشيء، وبغية معرفة صدى معركة الجمل التي تعدّ أولى المعارك التي كان فيها للسيف الحكم الفصل في محاولة الوقوف بوجه كل من أراد الرجوع بالاسلام الى أحقاد الجاهلية من خلال ما كتبه المستشرقون عنها، جاء اختيار هذا البحث المعنون : (معركة الجمل في منظور نخبة من المستشرقين).
يتكون البحث من محورين، الأول منهما يتحدث عن اسباب هذه المعركة من خلال كتابات نماذج من المستشرقين وقد تطرقنا الى هذه الاسباب مختصراً جدا لأنّ الموضوع واسع ومطروح ان يدرس في رسالة اكاديمية، والمحور الثاني يتناول وقائع معركة الجمل ونتائجها من خلال كتابات نخبة من المستشرقين .

تم الاعتماد على مجموعة من كتب لمؤلفين غربيين وكذلك على مصادر ومراجع اسلامية لتعزيز الادلة في الرد على بعض الاراء التي وردت في ثنايا كلام المستشرقين الذين تناولوا معركة الجمل بالبحث والدراسة، من بينها كتاب المستشرق فلهاوزن المعنون (تاريخ الدولة العربية)، وكتاب المستشرق جون باجوت (الفتوحات العربية)، وكتاب (سطوع نجم الشيعة) للمستشرق كونسلمان، وكتاب المستشرقة شتيسفسكا (تاريخ الدولة الاسلامية وتشريعها)، فضلاً عن الى كتب اخرى ستبدو للباحث واضحة من خلال تصفح البحث، وكذلك أفدتُ من كتاب الطبري (تاريخ الرسل والملوك)، وكتاب (الكامل في التاريخ) لابن الاثير.

المحور الأول
اسباب حرب الجمل من خلال آراء بعض المستشرقين
ركز المستشرقون في اثناء حديثهم عن معركة الجمل على جملة الاسباب التي ادت الى نشوب هذه الحرب ووقائعها والنتائج التي آلت اليها معتمدين في ذلك على الروايات التي وردت في ثنايا مصادرنا التاريخية او الآراء التي سيقت بشأنها في المراجع الاسلامية او الاستشراقية.
من بين المستشرقين الذين تطرقوا الى ذكر سبب المعركة هو المستشرق بودلي إذ اشار الى ان عدم ميل الامام علي (ع) لمعاقبة قتلة الخليفة عثمان كان دافعا قويا لان تستغل عائشة هذه «الأخطاء»، محاولة منها للنيل من الامام علي (ع) فاتهمته بأنّ له يداً في عملية القتل، وقد ساندها في ذلك معاوية بوصفه شيخ الامويين وأحد المطالبين بدم الخليفة عثمان من جانب ولطمعه في استلام الخلافة من جانب آخر واضاف بودلي على ما تقدم بالقول:

«وان من تابع ذلك كان كقصة خيالية لا تحاكيها اية قصة خرافية خرجت من بلاد العرب»([1]).
ونعتقد ان بودلي لم يكن دقيقا بوصفه احداث معركة الجمل بانها قصة خيالية لا تحاكيها قصة خرافة، فاين جانب الخيال والخرافة في احداث معركة قد حدثت فعلا وراح ضحيتها الآلاف بين قتيل وشهيد، من جانب آخر قد تعامل بودلي مع السبب الظاهر لقيام هذه الحرب من دون التدقيق في الاسباب الاخرى التي سوف نوضحها من خلال هذا البحث.
أما المستشرق مادلونج فقد تطرق الى المقدمات التي مهدت الى نشوب حرب الجمل ووقائعها وما آلت اليه من نتائج، فذكر بان الامة الاسلامية قد انقسمت بعد بيعة الامام علي (ع) الى ثلاثة اقسام: الأول هم المبايعون للامام علي (ع)، والثاني الأمويون وأنصارهم، والقسم الثالث وهم قريش الذين ارادوا ارجاع آلية تداول الخلافة الى ماكانت عليه في عهدي ابي بكر وعمر([2]).
ويستطرد مادلونج القول بان كل حزب قد استعد للقتال بغية الوصول الى تحقيق هدفه والحصول على حقه، وبذلك دخل الاسلام في صراع وحرب داخلية قاسية امتدت آثارها الى مابعد عهد الامام علي (ع) وان «نار المصيبة التي زعم عمر ان الله وقى شرها، قد تأججت من جديد مضافا الى وجود شعور بالانتقام»([3]).

وباختصار شديد يبدي المستشرق الفرنسي (هنري ماسيه) رأيه بشان السبب الحقيقي الدافع لمعركة الجمل، فقد وضح انه وبعد اكثر من خمسة أشهر على تقلد الامام علي (ع) الخلافة، ترك المدينة وتوجه على رأس جيش الى البصرة، وكان من المحتم عليه اخضاع طلحة والزبير الذين اتفقا مع عائشة لشن الحرب ضد الامام علي (ع) بحجة الثأر لمقتل الخليفة عثمان، والحقيقة كما عبّر عنها المستشرق هنري ماسيه هي العداء السابق الذي تكنّه عائشة نتيجة لموقف الامام علي (ع) الذي اشار فيه على الرسول محمد (ص) بضرورة طلاقها بعد حادثة الأفك([4]).

وتطرق المستشرق الالماني (فلهوزن) الى معركة الجمل بتفصيل واف سألجأ الى اختصاره، اذ قال بان كل من طلحة والزبير وفي وقت سابق لتولي الامام علي (ع) الخلافة قد قدماه على نفسيهما، لكنهما بعد ذلك خرجا عليه خروج المنافقين واتهماه بانه هو الذي دبر مقتل الخليفة عثمان وهو الذي أفاد منه، مما دفعهما إلى ترك المدينة والانتقال الى مكة، وكانت هناك عائشة وقد انسحبت من الثورة على عثمان بعد ان اشتركت فيها اشتراكا قويا، واتجهت الى مكة قبل ان يبلغ الامر غايته وذلك لكي تبعد الشبهة عنها، ويمكن تفسير موقفها هذا والكلام لـ(فلهوزن) بانها كانت تبغض الامام علياً (ع) فعندما سمعت بانه قد بويع قالت : ( وددت ان السماء انطبقت على الارض قبل ان يليها ابن ابي طالب)([5])، لم تتردد في تقديس الخليفة عثمان، ونادت بالثأر له من الخليفة الجديد ويبدو انها والكلام لـ(فلهاوزن) كانت تروم ارجاع الخلافة الى ابن عمها طلحة وجعلها في تيم (قبيلتها)، واما حجة المطالبة بدم عثمان فما هي الا للوصول الى هرم الخلافة)([6])، واستطاعت ان تجمع من حولها عدداً من الهاربين الى مكة، وانضم اليها طلحة والزبير، وكانوا ثلاثتهم قادة [المعارضة] ضد الامام علي (ع) ولكنهم لم يستطيعوا محاربته في مكة لانه كان في المدينة وعدد رجالها المؤيدين له اكثر من مكة فقرروا ان يخرجوا من جزيرة العرب ويقصدوا البصرة التي تأوي مؤيدين لطلحة([7]).
اما المستشرق بليانيف فقد اشار الى معركة الجمل، فيذكر انه بعد ان بويع الامام علي (ع) ابن عم الرسول (ص) وزوج ابنته فاطمة (ع) بالخلافة عارضه فئة من الصحابة الذين كان لهم مكانة اجتماعية بارزة، ومن البديهي ان تضم جماعة المعارضين اقرباء الخليفة القتيل وعلى رأسهم طلحة والزبير تؤيدهما عائشة ارملة الرسول(ص)([8]).

وقد وصف بليانيف طلحة والزبير وعائشة زوج الرسول (ص) بزعماء الفتنة([9]).
وياتي المستشرق الفرنسي (سيديو) بوصف دقيق للدور الذي مارسته عائشة ومارسه طلحة والزبير في حربهم ضد الامام علي (ع) ويعزو سبب هذه الحرب الى رفض الامام علي(ع) تولية طلحة والزبير الكوفة والبصرة مما ادى الى ان تنقلب صداقة هذين الرجلين الى حقد شديد وقد وصف سيديو عائشة بقوله (انها روح كل مكيدة)([10])، ويضيف سيديو سببا آخر لمعركة الجمل وهو أن أحد عمال([11]) الامام علي (ع) قد أخذ على حين غفلة مما دفع باللجوء الى السلاح([12]).
والمستشرقة البولونية (شتيسفيسكا) قد أدلت بدلوها بشأن معركة الجمل، اذ ذكرت بان كل من طلحة والزبير قد بايعا الامام علياً (ع) وبعد ذلك مباشرة ذهبا الى مكة والتقيا بعائشة التي وصلت الى مكة قبل مقتل الخليفة عثمان، ورغّباها في قتال الامام علي ومطالبته بدم عثمان ، مما دفعهم ـ يتبعهم في ذلك كثير من الامويين ـ الى قتال الامام علي (ع) ([13]).

وركز المستشرق الدنماركي جرهارد كونسلمان على السبب الرئيسي لتحرك السيدة عائشة ضد الامام علي (ع) الا وهو طموحها السياسي بالقضاء على الامام علي(ع) كما قضت من قبله على عثمان، ووصفها بانها كانت في المرتبة الاولى من بين اصحاب الفتنة([14]).
أما المستشرق ولاستون (Wollaston) ـ بعد ان تحدث عن الظروف التي مهدت لمقتل الخليفة عثمان واستلام الامام علي (ع) للخلافة بعد الحاح المسلمين عليه وحفاظاً على الدين ـ فقد ذكر الامام علي (ع) أنّه قد صمم على عزل الولاة الذين عينهم الخليفة عثمان، رغم النصائح التي وجهت اليه من بعضهم، فاعقبت عملية العزل السريع حالة من التذمر وبرزت في الساحة جماعة ساخطة حرضت رجلين من ذوي النفوذ هما طلحة والزبير واشعل نار هذه المشكلة (سلوك الحاقدة عائشة) على حد تعبير ولاستون([15]).
ويضيف الى ذلك ولاستون القول بان معاوية الذي وصفه بـ (العدو الاقسى والمستعر) قد انضم الى طلحة والزبير وعائشة للمطالبة بدم عثمان ووصل خبر الى المدينة مفاده ان عائشة وطلحة والزبير سيتوجهون الى البصرة، وان كل من كان حريصا على دينه ان يقاتل للاخذ بثار الخليفة عثمان ويذهب معهم طوعا ما لم يمنعه مانع من النفير واحتشد مايزيد على ثلاثة الاف مقاتل حول هودج عائشة الموضوع على الجمل وشدت الرحال الى البصرة وهي (مفعمة بجروح الحقد لآل علي) على حد تعبير ولاستون([16]).

ولم يفصّل المستشرق الالماني (نولدكه) في ذكره لمعركة الجمل، بل ولم يشر الى اسم (معركة الجمل) او (موقعة الجمل).
 ولكننا من خلال سياق كلامه عن الاوضاع التي آلت اليها الخلافة بعد مقتل الخليفة عثمان تبين انه يقصد احداث معركة الجمل، فيصفها بانها كانت بداية لحرب اهلية دموية وانشقاقات متوقعة، وان قتلة الخليفة عثمان بايعوا الامام علياً (ع) للخلافة ومنهم طلحة والزبير ولكنهم نكثوا عهدهم بسرعة واتحدوا مع عائشة ضده الا ان شجاعة الامام علي (ع) كانت الندّ لهؤلاء الاعداء([17]).
ولم يختلف المستشرق مونتغمري واط عن سابقه نولدكه في ذكره لمعركة الجمل اذ قال بان المسلمين المتواجدين في المدينة بعد مقتل الخليفة عثمان مباشرة قد انتخبوا الامام علياً (ع) ولكن انتخابه لم يكن باقرار الجميع، اذ إن معاوية بن ابي سفيان، قريب عثمان وحاكم سوريا وقلة قليلة من قبائل مكة التي ينحدر منها ابو بكر وعمر رفضوا البيعة ورفعوا السيوف في وجه الامام علي (ع)، ولكنهم هزموا على يديه قرب البصرة في كانون الاول عام 36هـ/656م، ووصف مونتغمري واط السبب الدافع لوقوع تلك المعركة بقوله :

«وبدأ وكأن خروجهم ضد علي اكثر من رغبة شخصية بل طمعا في السلطة والثروة» ([18]).
ويعتقد المستشرق جون باجوت ان «تقاعس» الامام علي (ع) عن الاخذ بالثار من قتلة عثمان على الرغم من الحاح طلحة والزبير عليه بان يعلن عزمه على الثار من القتلة، هو السبب في اندلاع حرب الجمل([19]).
ويصف المستشرق بان ريشات ان عهد الامام علي (ع) بانه العهد الذهبي للاسلام وفيه تحققت العدالة، وواجه الامام علي (ع) التمرد الذي قامت به عائشة متذرعة بالانتقام من قتلة عثمان معتمدة في ذلك على طلحة والزبير([20]).
ويعد المستشرق (وليم ميور) المتميز من بين اقرانه في تفصيل الحوادث المتعلقة باحداث التاريخ الاسلامي عامة والحروب التي خاضها الامام علي (ع) ضد الناكثين والقاسطين والمارقين خاصة من خلال كتابه (الخلافة، ظهورها، تدهورها وسقوطها).
لقد ذكر ميور ان الامام علياً (ع) قد وافق على تسلّم الخلافة تحت تاثير قتلة الخليفة عثمان وتوسلات الاصدقاء واقسم على ان يعمل على وفق ماجاء في كتاب الله، ثم نودي له بالخلافة وكان طلحة والزبير اول من بايع ثم زعما انهما كانا مجبرين على المبايعة خوفا من المتآمرين([21]).

ثم بايع اغلب الناس وكان هناك بعض من تخلّف، ولكن الامام علياً (ع) كان متساهلا ولم يجبر الناس على المبايعة واعلان الولاء واعلن المتمردون ولاءهم واعلموا بذلك الكوفة والبصرة والفسطاط([22]).
وعلى الرغم من كون الامام علي (ع) قد ادان عمل قتلة الخليفة عثمان وعده خيانة عظمى والكلام لـ(ميور) : «الا انه لم يتخذ خطوة لمعاقبتهم واعطى الاذن الصمّاء بالعناد والاهمال»([23]).
 ويبدو ان ميور قد ردد الشبهة التي طالما رددها غيره من المستشرقين والمتمثلة بعدم اقتصاص الامام علي (ع) من قتلة الخليفة عثمان وكانما القاتل هو شخص او اثنين او عشرة على اكثر تقدير، الامر مختلف تماما فالذين اشتركوا في قتل الخليفة عثمان كانوا مجموعة كبيرة من الناس الذين حاصروا بيته ومن اقاليم متعددة وليس من اقليم واحد، فكيف بالامام علي (ع) وهو يتسلم الخلافة في ظروف صعبة ان يحقق كل ما اراده منه الذين طالبوا بالثار لمقتل عثمان.
وفي حديث طويل عن معركة الجمل ومن بين ما ذكره ميور عن مسير عائشة إلى البصرة وعند مرورها باحدى المناطق سمعت نباح كلاب فسالت سائس بعيرها عن اسم تلك المنطقة فاجابها انها تسمى (الحوأب) ([24])، فعلّق ميور على هذا الموقف بقوله: «برق في ذاكرة عائشة شيء قاله محمد بشأن كلاب الحوأب، فصرخت (اعيدوني) فانيخ جملها وقفزت من هودجها على عجل صارخة (واحسرتاه واحسرتاه، لقد سمعت رسول الله يوبخنا عندما كن نساءه محيطات به في يوم ما (آه لقد عرفت اي منكن ستنبح عليها كلاب الحوأب) انها أنا، انها أنا»([25]).

وقد اعتمد ميور حاله حال غيره من المستشرقين على الروايات التي ذكرها اليعقوبي والطبري  وغيرهما من المؤرخين المسلمين.
وردّاً على ماورد في ثنايا كتابات المستشرقين الذين ذكرناهم آنفا والتي افادت بان السبب الذي دعا طلحة والزبير وعائشة لشن حربهم ضد الامام علي (ع) هو الثار لمقتل الخليفة عثمان نوضح بشكل موجز مع احالة القارئ الى المصادر التي تضمنت دلائل واضحة واكيدة على بطلان ادعاء هؤلاء الثلاثة.

لقد حدد اليعقوبي الاطراف التي حرّضت على قتل الخليفة عثمان بثلاثة افراد، هم طلحة والزبير وعائشة([26])، فضلاص عن معاوية بن ابي سفيان، وكانوا راس الفتنة ضد الامام علي (ع) ليتهموه بما ارادوه للخليفة عثمان من المصير الذي آل اليه.
وروى البلاذري ما نستدل به على اشتراك طلحة الى جانب غيره في حادثة قتل الخليفة، فاثناء هزيمة جيش الناكثين مساء معركة الجمل ولما رأى مروان بن الحكم (ت65هـ) ذلك الموقف قال : «والله لا اطلب ثاري بعثمان بعد اليوم ابدا»، وتربص لطلحة بسهم واصاب ساقه، والتفت الى ابان بن عثمان فقال له : « قد كفيتك أمر قتلة ابيك»([27]).
وفي موقف سابق لطلحة إزاء الخليفة عثمان، فقد تخلى عنه إبان الحصار الذي فرض عليه، وان الامام علياً (ع) قال لطلحة : انشدك الله الا رددت الناس عن عثمان قال : لا والله حتى تعطي بنو امية الحق من نفسها»([28]).

والحقيقة ان دافع طلحة وغيره للمطالبة بدم الخليفة عثمان لم يكن ذاتيا وانما كان بتحريض من عائشة من اجل قتال الامام علي (ع) وكان ذلك في ضمن حملة اعلامية للنيل من الامام علي (ع) وما اكتسبه من الهالة ودوره في نشر الاسلام([29]).
وورد عن الشيخ المفيد (ت413هـ/1022م) رواية تبين من خلالها ان الذين قدموا من مصر الى المدينة ليجهروا بعيوب الخليفة عثمان قد اجتمعوا وقصدوا عائشة واخذوا موافقتها من اجل الخروج ضد الخليفة([30]).
ويروي سبط ابن الجوزي النصح والارشاد الذي قدمه الامام علي (ع) لكل من طلحة والزبير وعائشة قبل معركة الجمل عندما بعث لهم كتابا من المدينة الى البصرة يحذرهم من نكثهم لبيعته([31]).

المحور الثاني
خلاصة وقائع معركة الجمل ونتائجها
كما يصفها نخبة من المستشرقين
تناولت المستشرقة (فاجليري) معركة الجمل بالحديث عنها من حيث الاسباب والوقائع والنتائج، فذكرت بان المتمردين قاموا باحتلال البصرة وذبحوا عدداً من الرجال وعلى اثر ذلك قام الامام علي (ع) بارسال بعض انصاره الى الكوفة لغرض مشاركتهم اياه ضد طلحة والزبير وعائشة، وعندما جمع القوة الكافية توجه نحو البصرة ولكن الطرفين كانا يرغبان في تسوية النزاع سلميا، وبسبب شجار حدث بين الجانبين تطور الى معركة اصبحت فيما بعد مشهورة في سجلات تاريخ المسلمين بـ (معركة الجمل) التي حدثت في السادس والعشرين من جمادى الثاني سنة (36هـ) المصادف التاسع من كانون الاول سنة (656م)، قتل خلالها كل من طلحة والزبير، في حين أُعيدت عائشة الى المدينة تحت حراسة بامر الامام علي (ع) ([32]).
وكانت المستشرقة فاجليري موضوعية في طرحها بما يتعلق بمعركة الجمل، وما تؤاخذ عليه فقط هو ماقالته من ان الطرفين كانا راغبين في التسوية وحل النزاع سلمياً، والحقيقة ان طلحة والزبير وعائشة اصروا على الحرب رغم النصائح التي قدمها لهم الامام علي (ع) والدليل على ذلك مافعلوه في عامل الامام علي (ع) على البصرة وترويع الناس، مما يومئ وبلا شك عزمهم على خوض الحرب.
وتطرق المؤرخ ديورانت الى معركة الجمل ووصف طلحة والزبير وعائشة باهل الفتنة، وان عائشة كانت تحرض الجند على القتال من هودجها على ظهر الجمل، وواصل حديثه عن مجريات الاحداث في البصرة وموقف الامام علي (ع) من عائشة وحرصه على سلامتها، وخلص الى القول : «هُزم طلحة والزبير وقُتلا، وردت عائشة الى بيتها معززة مكرمة ونقل علي العاصمة الى الكوفة القريبة من موقع بابل القديمة»([33]).

اما المستشرق الفرنسي (الفريد جبوم) فقد ذكر ان عائشة زوج النبي محمد (ص) ومعها طلحة والزبير كانوا معارضين لحكم الامام علي (ع) وقد هزمهم في الموقعة المعروفة باسم (وقعة الجمل) وقتل فيها طلحة والزبير ولم تكن هذه الحادثة بداية متاعب الامام علي (ع) فحسب فقد كان هناك خصم آخر وهو معاوية بن ابي سفيان([34]).

ويذكر المستشرق الانكليزي (دوندلسن) معركة الجمل بشكل مختصر فاشار الى خروج طلحة والزبير الى مكة قاصدين بذلك عائشة لاقناعها وخرجت معهم الى البصرة للمطالبة بدم عثمان فبلغ ذلك الخبر الامام علياً (ع) فخرج من المدينة الى العراق ونزل ذي قار وبعث عمار بن ياسر وابنه الحسن (ع) لاستنهاضهم للمسير معه فقدموا عليه وسار بهم الى البصرة([35]).
ولخص المستشرق دوندلسن حديثه عن معركة الجمل بقوله : «قتل طلحة والزبير وبقي علي في المدينة لمدة خمسة عشر ليلة ثم انصرف الى الكوفة»([36]).
ولخص المستشرق (برسي سايكس) صفحة واحدة للحديث عن معركة الجمل فبعد ان ذكر مقدمات المعركة بسطور قال بأنّ الامام علياً (ع) لم يكن محظوظا بسبب عداوة عائشة زوجة الرسول المفضلة له على حد تعبيره، اذ قام كل من طلحة والزبير بالاستيلاء على البصرة بعد صراع شديد مع الموالين للامام علي باستخدامها أداة، وبعد تلقي التعزيزات من الكوفة قام الامام علي (ع) بالزحف نحو البصرة([37]).

واضاف برسي سايكس القول ان الامام علياً (ع) حاول جاهدا تجنب هذه الحرب ولكنه فشل بسبب قيام قتلة عثمان بالهجوم وسميت هذه بحرب الجمل، وعندما اندلعت المعركة كانت هناك خسائر كبيرة لدى الطرفين واسفرت عن قتل كل من طلحة والزبير واسر عائشة، وقد عامل الامام علي (ع) المهزومين بشهامة([38]).
ويذكر المستشرق (ميور) معركة الجمل بشيء من التفصيل والتحليل، الى ان يصل الى مرحلة بدء القتال والتحام الجيشين، ويذكر ان الزبير الذي كان (نصف راغب) بالقتال، جعله لقاؤه الاخير بالامام علي ان يترك الميدان حسب وعده له، فقتل في واد مجاور للميدان، واصيب طلحة بسهم في ساقه وحمل الى البصرة اذ مات هناك، ودار قتال حول الجمل وقتل من حوله من قريش سبعون رجلا، وتم عقر الجمل وانسحب باقي العصاة (جماعة طلحة والزبير وعائشة) الى المدينة، وكان الهودج قد اصابته السهام من الكثرة بحيث اصبح كالقنفذ، وهكذا فقد هربت (المرأة الشجاعة المتمردة) على حد تعبير ميور من دون ان تصاب بجروح([39]).
ويكمل ميور قوله بشأن المعركة بعرض نتائجها بتفصيل ويمكن اختصار كلامه بان المعركة قتل فيها عشرة الاف شخص بالمناصفة بين الجانبين، واعطى الامام علي (ع) اوامره بعدم مطاردة الهاربين او الاجهاز على الجرحى او السلب او اقتحام اي بيت، وحفر خندقا وارى فيها العدو والصديق معا، وعسكر خارج المدينة ثلاثة ايام، وقد وصف ميور هذا الموقف بقوله : «لقد كانت تجربة ان يدفن قتلى المعركة ليس ضد المشركين بل ضد المؤمنين، وبدلا من ان يحسب علي عدد قتلاه تحدث بقلب سليم عن الجميع وعندما جلبوا له سيف الزبير لعن قاتله واسترجع في ذاكرته صولات حامله الذي ابرع في استعماله منذ بدايات الاسلام وصرخ علي: لطالما حمى جبين الرسول وازال السقم عنه»([40]).
ويذكر المستشرق سيديو ان أحد عمال الامام علي (ع) قد أخذ على حين غفلة مما دفع باللجوء الى السلاح، فتوجه الامام علي (ع) الى العراق ودارت المعركة هناك وقتل فيها كل من طلحة والزبير في الموقعة المعروفة بيوم الجمل سنة (36هـ)، في الوقت الذي تم أسر عائشة ومعاملتها معاملة حسنة وارسالها الى المدينة مع ولدي الامام علي (ع) الحسن والحسين (ع)، واتخذت بعد ذلك الكوفة مقرا للخلافة وتمت مبايعة الامام علي (ع) من اهل العراق والجزيرة العربية وفارس([41]).

وتطرق المستشرق فلهوزن الى أحداث معركة الجمل بشكل موجز، اذ يقول بان مؤيدي طلحة قد استطاعوا السيطرة على البصرة والاستقرار فيها، ونتيجة لهذه الاحداث وجد الامام علي (ع) نفسه مرغما على اللحاق بهم الى العراق وقصد الكوفة أولاً وكان مالك الاشتر قد مهّد له الطريق وخرج الامام علي (ع) في اهل الكوفة وهاجم البصرة، وانتصر على اعدائه في موقعة الجمل سنة (36هـ/656م)، وكان من جراء ذلك مقتل كل من طلحة والزبير وانسحاب عائشة من المعركة ومن ثم صالح الامام علي (ع) اهل البصرة مبايعة اهل العراق جميعا فاقام هناك واتخذ الكوفة عاصمة للدولة([42]).
وتابع المستشرق بودلي  احداث المعارك التي خاضها الامام علي (ع) ابان تسلمه للخلافة واولها حرب الجمل، فبعد ان وضحنا في المحور الاول من البحث السبب الدافع لهذه الحرب في نظر بودلي، نشير هنا الى مجريات هذه الحرب كما يصفها هو بانها كانت شديدة وقاسية وكان الامام علي (ع) هو المتفوق في الحرب وارغم جنود عائشة على التقهقر المرة تلو الاخرى، رغم محاولتهم لملمة شعثهم بين الحين والآخر على صوت قائدتهم عائشة، اذ اشتدت المعركة حول جملها واصبح هودجها الأحمر كالقنفذ جراء الرماح والسهام والحراب المغروسة فيه، وقد سقط جنود عائشة واحدا بعد الاخر عند اقدام الجمل، مما ادى الى جرح عائشة جرحا طفيفا، واخيرا جاء رجل وضرب الجمل على خواتيمه فعقره، وكان ذلك ايذانا بالهجوم لجيش الامام علي(ع) فانهزم رجال عائشة([43]).

ويخلص بودلي الى نتيجة بعد عرضه لمجريات حرب الجمل مفادها :-
« ولما كان علي جنديا باسلا بقدر ماكان حاكما فاشلا، فقد كبح جماح جنده، فلم تكن هناك مذابح ولم يستول الجنود على غنائم واسلاب، وذهب لزيارة عائشة كما كان يزورها في الايام الخوالي في دور النبي الملتصقة في المسجد، فلم ترحب عائشة بالزيارة الكريمة، واستقبلت عليا في غلاسة وصمت وقد كان كل ماقالته (يا ابن ابي طالب، ملكت فاصفح..) فصفح عليٌّ وجهزها بجمال وحرس، وارسلها الى مكة ثم الى المدينة»([44]).
ولا يمكن تاييد كل ماذهب اليه بودلي، فمقاييس النجاح لديه لاتندرج في اطار الانسانية والتسامح والعفو عند المقدرة، لذلك نجده قد وصف الامام علياً (ع) بـ(الحاكم الفاشل) لأنّه لم يسمح لجنده بارتكاب المذابح او الاستيلاء على ممتلكات الاعداء وسرقتها وكذلك لم يقابل عائشة بالمثل حينما تم اسرها بل قابلها بالصفح والاحسان، وهذه الصفات باعتقاد كل منصف هي في مقدمة الخصال الحميدة التي يجب ان يتحلى بها الحاكم الناجح.

ومما ذكره المستشرق بليانيف حول معركة الجمل يعد متواضعا ولم يعط الصورة الوافية للوقائع الحربية التي جرت في حينه، واكتفى بالقول بانه لم يكن بالامر العسير على الامام علي (ع) ان يقضي على هذه المعارضة لان زعماء الفتنة لم يلقوا تجاوبا كبيرا لدى عامة الشعب، اضافة الى هذا ان جيشهم لم يكن يستطيع الوقوف في وجه القوات التي حشدها الامام علي (ع) في المنطقة التي تعرف بالخريبة قرب البصرة، وفيها قتل طلحة والزبير وهزمت قواتهم في معركة الجمل([45]).
ونختم بحثنا هذا بما ادلته المستشرقة شتيسفسكا التي حرّفت في نقل الحقائق التاريخية عن قصد أو من دون قصد بالاعتماد على مصادر اسلامية او استشراقية، قد قلبت الصورة راسا على عقب فيما يتعلق بحرب الجمل، فبعد ان بدأت بداية صحيحة في سرد المقدمات التي ادت الى حرب الجمل والمتمثلة بمبايعة كل من طلحة والزبير للامام علي (ع) ومن ثم خروجهما الى مكة التي عبرت عنه بـ(الهروب) واخبارهما عائشة بمقتل الخليفة عثمان، فاتفق الثلاثة على ان يسيروا الى البصرة ويدعوا اهلها لنصرتهم على المطالبة بدم عثمان، فلما اجتمعوا باهل البصرة وعلم بهم الامام علي (ع)، من هنا بدأت شتيسفسكا بقلب الحقيقة وقالت بانه عندما علم بهم الامام علي كان في نيته المسير الى الشام لقتال معاوية، فرأى ان يبدأ بهم اولا وحصلت بين الفريقين مراسلات وسفارات كادت ان تؤدي الى الصلح لولا ان قام اصحاب عبدالله بن سبأ وأتباعه بالغدر والخيانة فهجموا ليلا على جنود طلحة والزبير وفوجئ الفريقان، وحصلت موقعة الجمل التي قتل فيها (100رجل) وانتصر علي (ع) وارسل عائشة الى المدينة مكرمة وشيعها بنفسه وارسل معها ابنيه([46]).

ان الحقيقة كما اشار لها اغلب المؤرخين المسلمين يتبعهم في ذلك اكثر المستشرقين ومنهم الذين ورد ذكرهم في هذا البحث تفيد بان جماعه طلحة والزبير هم الذين بدأوا بالاعتداء على عامل الامام علي (ع) في البصرة ونتفوا لحيته وشاربه على مرأى ومسمع من الناس، لا كما ذكرت المستشرقة شتيسفسكا، وحتى الذين نسبتهم الى عبد الله بن سبأ وجعلتهم في صف الامام علي (ع)، فليس هناك في رأي اغلب الباحثين من وجود حقيقي لهذه الشخصية الاسطورية، ومن جانب آخر ذكرت بان اعداد القتلى كان هو (100) رجل وهذا العدد غير دقيق تماما.

ان اقل عدد للقتلى ذكرته المصادر هو خمسة الاف شخص([47])، فشتان بين (100) رجل و (5000) رجل.

خاتمة البحث
من خلال ما تم عرضه بايجاز عن موقعة الجمل من آراء لبعض المستشرقين نود أن نثبت النتائج الاتية:
ان اغلب المستشرقين قد اعتمدوا على الروايات المدونة في مصادرنا الاسلامية وتاثروا بها وابدوا رأيهم في بعض منها وقد تأثروا ايضا باراء بعضهم البعض.
حدد اكثر المستشرقين السبب الدافع لحرب الجمل وهو مقتل الخليفة عثمان وعدم سعي الامام علي (ع) لتحقيق مطالب اقرباء عثمان بالاقتصاص من القتلة، وخاصة طلب طلحة والزبير وعائشة، وهذا مافندناه من خلال البحث.
شخّص عدد من المستشرقين السبب الحقيقي الذي ادى الى حرب الجمل وهو الاطماع الشخصية والاسباب العدائية المسبقة لكل من طلحة والزبير وعائشة.
ايقن عدد من المستشرقين بجهود الامام علي (ع) من اجل تجنب هذه الحرب في حين سعى الطرف الاخر اليها.
اتفق المستشرقون على نتيجة المعركة بهزيمة طلحة والزبير وعائشة وفشل مشروعهم الرامي الى اقصاء الامام علي من الخلافة.

 اشاد كل المستشرقين المشار اليهم في البحث بشهامة الامام علي (ع) في التعامل مع عائشة رغم العداء الذي تكنّه له، وليس مع عائشة فحسب وانما مع كل اتباع طلحة والزبير الذين رفعوا راية الاستسلام في نهاية المعركة.

(*) جامعة الكوفة - كلية الآداب.

*  هوامش البحث  *
([1])   بودلي، حياة محمد، ص423.
([2])   مادلونج، خلافة محمد، ص218، 219.
([3])   المصدر نفسه، الصفحات نفسها.
([4])   هنري ماسيه، الاسلام، ص64.
([5])   فلهوزن، تاريخ الدولة العربية، ص52.
([6])   المصدر نفسه، ص52، 53.
([7])   المصدر نفسه، ص52، 53.
([8])   بليانيف، الحرب والاسلام، ص198.
([9])   المصدر نفسه، ص198.
([10])   سيديو، تاريخ العرب العام، ص127.
([11])   والي الامام علي (ع) على البصرة الذي لم يشر سيديو الى اسمه، هو عثمان بن حنيف، الذي اسره طلحة والزبير بعد ان قتلا حراسه وقاموا بنتف لحيته وشاربه والاستيلاء على بيت المال، ينظر، الطبري، تاريخ الرسل الملوك، 42/468.
([12])   سيديو، تاريخ العرب العام، ص127.
([13])   يوجينا غيانه، تاريخ الدولة الاسلامية وتشريعها، ص60.
([14])   كونسلمان، سطوع نجم الشيعة، ص30.
([15])  Wollaston , half hours with Mohamed , p. 97.
([16])  Ibid , p. 98 .
([17])   Noldeke , sketches from eastern history p.79  .
([18])   Wat , m , Aslam and Integration of society , p.165 .
([19])    جون باجوت , الفتوحات العربية، ص477.
([20])   يان ريشار، الاسلام الشيعي، ص37.
([21])  Muir , The caliphate , p.248.
([22])  Ibid , p. 249  .
([23]   Ibid , p. 250 .
([24])   الحوأب، موضع على طريق البصرة، ينظر الحموي، معجم البلدان، 2/314.
([25])  Muir , The caliphate , p.251 .
([26])   تاريخ الطبري، 2/175.
([27])   البلاذري، جمل من انساب الاشراف، 3/43.
([28])   تاريخ اليعقوبي، 2/405.
([29])   ابراهيم بيضون، الامام علي في رؤية النهج ورواية التاريخ، ص62.
([30])   للمزيد ينظر، الشيخ المفيد، الجمل، ص145-150، اذ اورد روايات عدة تؤكد اشتراك طلحة والزبير في حصار الخليفة عثمان وتحريض عائشة للناس من اجل التخلص منه .
([31])   لمعرفة طبيعة هذه النصائح ومغزاها ينظر، تذكرة الخواص، ص 70-71.
([32]) Vaglieri , The Encyclopedia of Islam , p.383    .
([33])   ديورانت، قصة الحضارة ، 2/79 .
([34])   الفريد جيوم، الاسلام، ص21.
([35])   دوندلسن، عقيدة الشيعة، ص46.
([36])   المصدر نفسه، ص46.
([37])    Sir , percy sykes , History of Percia , p. 533  .
([38])    Ibid , p.533 .
([39])   Muir , The caliphate , p. 264-265 .
([40])    Ibid , p. 266 .
([41])   سيديو، تاريخ العرب العام، ص127.
([42])   فلهوزن، تاريخ الدولة العربية، الصفحات  50، 51، 52، 53 .
([43])   بودلي، حياة محمد، ص424.
([44])   المصدر نفسه، ص424.
([45])   بليانيف، الحرب والاسلام، ص198.
([46])   يوجينا غيانه، تاريخ الدولة الاسلامية وتشريعها، ص90.
([47])   ابن الاثير، الكامل في التاريخ، 3/346 ؛ ابن كثير، البداية والنهاية، 7/245.

المصادر والمراجع والكتب المترجمة :
ابن الاثير، عز الدين (ت630هـ/1232م)، الكامل في التاريخ، تحقيق عبد الله القاضي، دار الكتب العلمية، ط4 (بيروت (1424هـ/2003م).

باجوت، جون، الفتوحات العربية، ترجمة، خيري حماد، (القاهرة 1963م).
البلاذري، ابو جعفر أحمد بن جابر (ت279هـ/898م)، جمل من انساب الاشراف، تحقيق الدكتور سهيل زكار، دار الفكر، (بيروت 1417هـ/1996م).

بليانيف، العرب والاسلام، ترجمة أنيس فريحة، دار المتحدة، (بيروت، د.ت)  .
 بودلي رونالد فكتور، حياة محمد الرسول، ترجمة عبد الحميد جودة السحار ومحمد محمد فرج، (القاهرة -1964م).
بيضون ابراهيم بيضون، الامام علي في رؤية النهج ورواية التاريخ،
دوندلسن، دوايت .م، عقيدة الشيعة، ترجمة ع.م، مكتبة السعادة، (مصر، د.ت) .

ديورانت، ول، قصة الحضارة .
الطبري، محمد بن جرير (ت310هـ)، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم، دار المعارف، (مصر، د.ت).
ياقوت الحموي، شهاب الدين ابو عبد الله (ت626هـ/1228م)، معجم البلدان، تحقيق مزيد عبد العزيز الجندي، دار الكتب العلمية، (بيروت، د.ت).
اليعقوبي، احمد بن يعقوب (ت292هـ/904م)، تاريخ اليعقوبي، دار صادر، (بيروت، د.ت).
ابن كثير، اسماعيل (ت774هـ/1372م)، البداية والنهاية، تحقيق الدكتور احمد ابو ملحم واخرون، دار الكتب العلمية (بيروت، د.ت).
كونسلمان، جرهارد، سطوع نجم الشيعة، ترجمة محمد ابو رحمة، مكتبة مدبولي، ط3 (القاهرة – 2004م).
مادلونج، ولفرد، خلافة محمد، ترجمة وتحقيق هاشم الميلاني، مطبعة دار الكفيل، (العتبة العباسية 2015م).
ماسيه، هنري، الاسلام، ترجمة بهيج شعبان، (بيروت، 1960م).
سبط ابن الجوزي، شمس الدين ابو المظفر (ت654هـ/1256م)، تذكرة الخواص، منشورات مؤسسة الشريف الرضي، (قم، 1418هـ).
سيديو، ل أ، تاريخ العرب العام، ترجمة عادل زعيتر، دار احياء الكتب العربية، (القاهرة، 1367هـ/1948م).
الفريد جيوم، الاسلام، ترجمة محمد مصطفى، (القاهرة، 1985م).
فلهوزن، يوليوس، احزاب المعارضة السياسية الدينية في صدر الاسلام (الخوارج والشيعة)، ترجمة الدكتور عبد الرحمن بدوي، وكالة المطبوعات، ط2، (الكويت، 1976م).
ريشار، يان، الاسلام الشيعي، ترجمة حافظ الجمالي، دار عطية، (بيروت، 1969م).
شتيسفسكا، يوجينا غيانه، تاريخ الدولة الاسلامية وتشريعها، منشورات المكتب التجاري للطباعة، (بيروت، 1966م).
الشيخ المفيد، محمد بن محمد بن النعمان (ت413هـ/1022م)، الارشاد في معرفة حجج الله على العباد، مؤسسة اهل البيت، (قم، 1416هـ/1995م).

الكتب الاجنبية:
Muir , sir William , The caliphate Rise , Decline and fall (Beirut – 1963).
Noldeke , Theodor , Sketches from Estern History , Khyats oriental Reprunts, 1963.
Sykes , Sir , Percy , History of percia , Macmillan , third Edition (London-1958).
Vaglieri , L. Veccia , The Encyclopedia of Islam new Edition , Leiden , E. J. (Brill-1979). Vol. 1  subject : Ali Bin Abi Talib.
Wallaston , Arthur , half Hours with Mohammed , (London-1982).
Wat , Montygomery , Aslam and Integration of Society , Routlud and gegan paul , (London – w. d) .