البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

الاستشراق.. الأهداف والغايات

الباحث :  عبد العالي احمامو
اسم المجلة :  دراسات استشراقية
العدد :  14
السنة :  السنة الخامسة - ربيع 2018م / 1439هـ
تاريخ إضافة البحث :  June / 13 / 2018
عدد زيارات البحث :  8704
تحميل  ( 298.198 KB )
الملخص:

نبغي وراء هذا البحث الحديثَ عن أهم الأهداف التي ساهمت في ظهور الاستشراق، حيث سنتطرق إلى الهدف الديني، والهدف العلمي، والهدف الاقتصادي والتجاري، والهدف السياسي الاستعماري، مع التلميح إلى بعض الأهداف الأخرى التي أثّرت بدورها في مسار الفكر الاستشراقي.

المفردات الرئيسية: الاستشراق، الغرب، الشرق، الإسلام، الكنيسة، المسيحية، الاستعمار.

***

مما لا شك فيه أن السؤال الذي يتردد دائمًا في أذهان الباحثين والمفكرين ممن تناولوا علاقة الشرق بالغرب هو:

ما الهدف من اهتمام الغربيين بالشرق؟

ولماذا تُخصص تلك الدول جزءًا مهمًا من ميزانياتها لدعم مثل هذه الدراسات؟ إضافةً إلى الدور الكبير التي تلعبه المؤسسات والجامعات التي تفتح أبوابها لتحتضن وترعى هذه الدراسات.

فالأكيد أنه لا يمكن حصر أهداف ودوافع الاستشراق لتعددها وتداخل بعضها ببعض، فتارةً يكون الهدف علميًا لينقلب استعماريًا، أو غير خالٍ من إيديولوجية تؤثر في المستشرق ونتائج بحثه، دون نسيان الجوانب الاقتصادية والتاريخية والنفسية وغيرها من الدوافع الثانوية من قبيل "أسباب شخصيةٍ مزاجيةٍ عند بعض الذين تهيأ لهم الفراغ والمال واتخذوا الاستشراق وسيلةً لإشباع رغباتهم الخاصة في السفر والترحال، أو في الاطلاع على ثقافات العالم القديم، ويبدو كذلك أن فريقًا من الناس دخلوا ميدان الاستشراق طلبًا للرزق عندما ضاقت بهم سبل العيش العادية، أو دخلوه تخلُّصًا من مسؤولياتهم الدينية المباشرة في مجتمعاتهم المسيحية"([1]).

ولصعوبة الإحاطة بجميع الأهداف سنقتصر على ما اشتهر منها والذي اتفقت حوله مجمل المصادر والمراجع التي اعتمدنا عليها في ذلك.

ــ 1 ــ

الهدف الديني

لا شك أن النزعة الدينية تساهم في رسم معالم حياة صاحبها وتتحكّم في تصرفاته، حيث كثيرًا ما تُحرّك الإنسان وتدفعه إلى طلب العلا وبلوغ الغايات السامية. ويبقى من المؤكد الدور الذي لعبته الدوافع الدينية في نشأة الاستشراق وميلاد فلسفته واتجاهاته والتأثير في مساره.

يذهب رودي بارت Rudi Paret إلى أن الهدف الرئيس من جهود المستشرقين في بدايات الاستشراق، في القرن الثاني عشر الميلادي والقرون التي بعده، هو التبشير، وعرّفه بأنه: "إقناع المسلمين بلغتهم بِبُطلان الإسلام، واجتذابهم إلى الدين المسيحي"([2])، حيث اعتُبر يومئذٍ الخصمَ الوحيد للمسيحية في نظر الغربيين، ودين لا يستحق الانتشار، ليؤثر ذلك في أهداف الاستشراق التي أصبح أبرزها "إضعاف مُثل الإسلام وقيمه العليا من جانب، وإثبات تفوق المُثل الغربية وعظمتها من جانبٍ آخر، وإظهار أية دعوة تدعو للتمسك بالإسلام بمظهر الرجعية والتأخر"([3]).

 وإذا كان الاستشراق بدأ بتشجيعٍ من الكنيسة ورجال الدين، فإن الاهتمام الديني يُعدّ أول أهدافه وأهمها على الإطلاق. فعندما رأى النصارى، خاصةً رجال الدين منهم، أن الإسلام اكتسح المناطق التي كانت للنصرانية، وأقبل الكثير على الدين الإسلامي ليس لسماحته فحسب ولكن لأنه بعيدٌ عن التعقيدات وطلاسم العقيدة النصرانية، ولأنه نظـام كامل للحياة، فعندما جاء الإسلام، وجد العالم بأسره في أزمةٍ فكريةٍ حادة، وقلقٍ روحيٍ بالغ، فحاول أن يُخرج الإنسان من الظلمات إلى النور، ومن الباطل إلى الحق، ومن التعصُّب إلى التسامح، ومن الهدم إلى الحياة، فبنى في قرنٍ ما لم يبنِ غيره في قرون، وبدأ الناس حتى من غير أهله يتوافدون إلى مراكزه ومعاهده ليتعلموا فيها؛ ومن أمثالهم جرير، وسكوت، وبيكون وغيرهم([4])، فكان نتيجة ذلك خوف رجال الدين النصارى على مكانتهم الاجتماعية والسياسية في العـالم النصراني، فقرروا أن يقفوا في وجه الإسلام، خاصةً أنه لا يعتمد على ما يُعرف بطبقة رجال دين أو أكليروس، كما في النصرانية([5]).

كانت الغاية الدينية إذًا هي معرفة الإسلام لمحاربته وتشويهه وإبعاد النصارى عنه، فقد اتخذ النصارى المعرفة بالإسلام وسيلةً لحملات التنصير التي انطلقت إلى البلاد الإسلامية، وكان هدفها الأول تنفير النصارى من الإسلام. ونقرأ عند زقزوق أن قرار إنشاء كرسي اللغة العربية في جامعة كامبردج عام 1636م قد نصّ صراحةً على خدمة هدفين؛ أحدهما تجاري والآخر تنصيري، فقد جاء في خطاب للمراجع الأكاديمية المسؤولة في جامعة كامبردج بتاريخ 9 مايو 1936م إلى مؤسس هذا الكرسي ما يأتي: "نحن ندرك أننا لنهدف من هذا العمل إلى الاقتراب من الأدب الجيد، بتعريض جانبٍ كبير من المعرفة إلى النور، بدلًا من احتباسه في نطاق هذه اللغة التي نسعى إلى تعلُّمها، ولكننا نهدف أيضًا إلى تقديم خدمةٍ نافعةٍ إلى الملك والدولة، عن طريق تجارتنا مع الأقطار الشرقية، وإلى تمجيد الله بتوسيع حدود الكنيسة، والدعوة إلى المسيحية بين هؤلاء الذين يعيشون الآن في الظلمات"([6]).

   ومن المعلوم أن معظم ما ينتجه المستشرقون يرتكز حول أساسيات العقيدة الإسلامية، فالقرآن والسنة وسيرة الرسول 9 والفقه الإسلامي، مواضيع أخذت الكثير من وقت واهتمام الدوائر الاستشراقية، خاصةً ما شابها من صورٍ تعتمد الشك والافتراضات الخاطئة والنتائج المسبقة، الشيء الذي يوضح سيطرة الدافع الديني على بعض أبحاث الاستشراق ودراساته، وهذا ما يوضحه محمود زقزوق من خلال اعتماده على ما صرح به برنارد لويس([7]):

"لا تزال آثار التعصُّب الديني الغربي ظاهرةً في مؤلفات عددٍ من العلماء المعاصرين، ومستترةً في الغالب وراء الحواشي المرصوصة في الأبحاث العلمية"([8])، إضافةً إلى ما جاء في الدراسة النقدية للاستشراق في العصور الوسطى في كتاب "الإسلام والغرب" لصاحبه نورمان دانييل([9]) Norman Daniel الذي يرى أنه: "على الرغم من المحاولات الجديدة المخلصة التي بذلها بعض الباحثين في العصور الحديثة للتحرر من المواقف التقليدية للكُتّاب النصارى من الإسلام، فإنهم لم يتمكنوا أن يتجردوا منها تجريدًا تامًا"([10]).

   ولا يفوتنا الحديث عن الارتباط الواضح والمستمر بين الهيئات الاستشراقية والإرساليات التنصيرية التي استفادت كثيرًا من الاستشراق الذي يعد الهيئة الاستشارية للتنصير، ومن أمثلة المستشرقين الذي عملوا مع الدوائر التنصيرية، وكانوا خير عونٍ لها في تنشيط حركتها في العالم غير المسيحي عامةً والعالم الإسلامي خاصةً، نذكر جيوم([11]) وكتابه "الإسلام"، وسميث([12]) وكتابه "الإسلام في التاريخ الحديث"، وأندرسون([13]) وكتابه "تاريخ الأديان"، ولامانس([14]) ودراساته "الحكام الثلاثة: أبو بكر وعمر وأبو عبيدة" و"محمد" و"تاريخ السيرة" و"المساجد والمشاعر في العصر الجاهلي"، وزيموفين([15]) وكتابه "أجواء فلسطين وسوريا"، وغير ذلك من المؤلفات التي كانت خير زادٍ للمنصرين في استعمالاتها وإشاعتها في الأوساط الثقافية في العالم الإسلامي وغيره([16]).

   وفي حديثنا عن علاقة المستشرقين بالكنيسة واهتمامهم بالدين الإسلامي، نستحضر قول جولدزيهر([17])، وغيره من المستشرقين، بأن القرآن حُرّف وبُدّل بعد وفاة النبي 9 في صدر الإسلام الأول، وأن محمدًا (عليه الصلاة والسلام) كان يصاب بالصرع، وأن ما كان يسميه الوحي الذي ينزل عليه إنما كان أثرًا لنوباتٍ بالصرع فكان يغيب عن صوابه، ويسيل منه العرق، وتعتريه التشنجات، وتخرج من فيه الرغوة، فإذا أفاق من نوبته ذكر أنّه أُوحيَ إليه، وتلا على المؤمنين ما يزعم أنه من وحي ربه([18]).

   وقد تكفل بالرد على هذه المزاعم الكاذبة جملة من المستشرقين المنصفين، لاسيما السير وليام موير([19])، في كتاب "حياة محمد"؛ حيث تحدث فيه عن منزلة القرآن ودقة وصوله سالمًا، واعتبر ذلك خير ردٍ على التجني والحقد الأعمى، منتقدًا التهرب من البحث العلمي الرصين.

   كما عقّب على ظاهرة الوحي، فنفى ما افتراه الجاهلون على النبي 9 من حالات الصرع المدّعاة، لأن نوبة الصرع لا تذر عند من تصيبه أي ذكرٍ لما مر به أثناءها، ذلك لأن حركة الشعور والتفكير تتعطل فيه تمام العطل([20]).

ــ 2 ــ

الهدف العلمي

أقبلت طائفةٌ كبيرةٌ من المستشرقين على الاستشراق بدافع حب الاطلاع على حضارات الأمم، وأديانها، وثقافتها، ولغاتها، وقاموا بترجمة أمهات الكتب الإسلامية من العربية إلى الإسبانية والعبرية واللاتينية، خاصةً أن كثيرًا من هؤلاء "لمسوا في اللغة العربية لغة ثقافةٍ وأدبٍ وحضارة، ووجدوا القرآن في الذروة من هذه اللغة، فحدبوا على دراسته بدافعٍ علميٍ محضٍ تحدو به المعرفة، وتصاحبه اللذة، فأبقوا لنا جهودًا عظيمةً مشكورة"([21]). 

لقد انصبت جهود كثير من المستشرقين على الكتب العربية لدراستها واستيعابها، وترجمة كتب الحديث والتفسير، ودراسة اللغة العربية ووضع المعاجم لها كذلك، وما كان لأوروبا أن تنهض نهضتها دون أن تأخذ بأسباب ذلك، وهو دراسة منجزات الحضارة الإسلامية في جميع المجالات العلمية.

والأكيد أن الهدف العلمي النزيه الخالص تحقّق على يد نفرٍ من المستشرقين، دفعهم حب الاستطلاع والانبهار بالمد الإسلامي وبتعاليم الإسلام وواقعيته إلى أن يبحثوا فيه، ويكتبوا عنه متجرّدين من الهوى والأغراض والأحكام الجاهزة، وتذكر لنا المصادر المختلفة العدد الكبير ممن اهتدى وكتب عن الدين الإسلامي والديانات الأخرى كتاباتٍ كانت في تراجع بعض المستشرقين عن أهدافهم المرسومة مسبقًا([22])، بل نجد من المستشرقين مَن غيّر اسمه، أو مَن آمن وأخفى إيمانه، أو مَن بقي على عقيدته ولكنه احتفظ للإسلام وأهله بالتقدير والموضوعية والتجرد، وإن كان ذلك يؤثر سلبًا على مسارهم العلمي ويتعرضون لمضايقات مختلفة تتمثل في "عدم دعوتهم للمؤتمرات والندوات، وعدم نشر أبحاثهم في الدوريات الاستشراقية، وعدم إتاحة الفرصة لهم للعمل في المراكز ومدارس الدراسات العربية والإسلامية والشرقية، وقلَّ أن يجدوا تقديرًا من المسلمين أنفسهم"([23])، كما لا ننسى افتقارهم وحرمانهم من الدعم المادي التي تحتاجه الدراسات الاستشراقية، فيضطر المستشرق مع ذلك إلى الاعتماد على نفسه وماله؛ وفي هذا الصدد يقول عمر عودة الخطيب: "على أن هذا لا يوجد إلا حين يكون له من الموارد المالية الخاصة ما يمكّنهم من الانصراف إلى الاستشراق بأمانةٍ وإخلاص، لأن أبحاثهم المجردة من الهوى لا تلقى رواجًا عند رجال الدين، ولا عند رجال السياسة، ولا عند الكثرة المتعصبة من القرّاء المسيحيين. ومن ثَمّ فهي لا تدرُّ ربحًا ولا مالًا، ولهذا نَدَرَ وجود هذه القلة في أوساط المستشرقين"([24]).

ومن بين من تجرّد للإسلام والعربية في أعماله، وجاءت دراساته خاليةً من السلبيات التي صاحبت الدراسات الاستشراقية، نذكر: مارسيل بوازار([25])، ولورافيشيا فاغليري([26])، وريسكة([27])، وإتيان دينيه([28])، وليوبولد فاس([29])، وروجي غارودي([30])، وغيرهم.

فالهدف العلمي هو المتوقع والمتوخى من طائفةٍ ممن كرسوا حياتهم لدراسة الشرق والإسلام والعربية، ولا بأس من بعض الأخطاء والهنات إذا كان الهدف علميًا، ولا بأس من سوء الفهم ما دامت النية صادقةً، "لأننا نحن المسلمين لا نطلب من كل مستشرقٍ أن يغيّر معتقده ويعتقد ما نعتقد عندما يكتب عن الإسلام، ولكن هناك أولياتٌ بديهيةٌ يتطلبها المنهج العلمي السليم، فعندما أرفض وجهةً معيّنةً لا بد أن أبيّن للقارئ أولًا وجهة النظر هذه من خلال فهم أصحابها لها، ثم لي بعد ذلك أن أخالفها"([31]).  

 فقد رأى زعماء أوروبا "أنه إذا كانت أوروبا تريد النهوض الحضاري والعلمي فعليها بالتوجه إلى بواطن العلم تدرس لغاته وآدابه وحضارته"([32])، وبالرجوع إلى قوائم الكتب التي تُرجمت إلى اللغات الأوروبية نعرف حقيقة أهمية هذا الهـدف من أهداف الاستشراق؛ فالغربيون لم يتركوا مجالًا كتب فيه العلماء المسلمون إلا ودرسـوا هذه الكتابات وترجموا عنها، وأخذوا منها. وقد أشار رودي بارت  Rudi Paret، في كتابه عن الدراسات العربية الإسلامية، إلى إمكانية أن تقوم الأمة الإسلامية في العصر الحاضر بدراسة الغرب فيما يمكن أن يطلق عليه علم الاستغراب([33])، لأن المسلمين في نهضتهم الحاضرة بحاجة إلى معرفة الإنجازات العلمية التي توصّل إليها الغرب عبر قرونٍ من البحث والدراسة والاكتشافات العلمية والاستقرار السياسي والاقتصادي. ويمكن لنا هنا أن نقول إن عمليتي الاستشراق والاستغراب ما هما إلى صورة لتشارك العلم بين المجتمعات والحضارات في إطار الاستفادة المتبادلة بين الأطراف، دون انتقاصٍ لثقافة الآخر أو استغلالها فيما يخدم أهدافًا استعماريةً أو سياسيةً أو إيديولوجية.

فلا ريب أن الاستشراق قد أبلى بلاءً حسنًا في خدمة الإنسانية بأسرها، متأثرًا بالدوافع العلمية التي كانت إحدى الأسباب الرئيسية لميلاد حركته ونشأة فلسفته([34])، إلا أن الفضل في ذلك يعود إلى العرب بالدرجة الأولى كما نقرأ عند سعيد عبد الفتاح عاشور نقلًا عن بعض الفرنسيين الذين قالوا: "إن ما يدين به علمنا لعلم العرب ليس ما قدموه إلينا من كشوفٍ مدهشةٍ لنظرياتٍ مبتكرة، بل يدين هذا العلم  إلى الثقافة العربية بأكثر من هذا، إنه يدين لها بوجوده، إن ما ندعوه العلم الحديث ظهر في أوروبا نتيجةً لروحٍ جديدةٍ من البحث، ولطرقٍ من الاستقصاء مستحدثةٍ لمنهج التجريب والملاحظة والقياس وتطور العلوم والرياضيات إلى صورة لم يعرفها اليونان، وهذه الروح وتلك المناهج أدخلها العرب إلى العالم الأوروبي"([35]).

وبالعودة إلى ما وصل إليه المستشرقون من دراساتٍ وأعمالٍ وغيرها مما انكبوا عليه بالــدرس والتمحــيص والبحــث والتحقيـق الـذي شمل العــديد من المخــطوطات والكتب التي لا يسعنا المجال لذكرها جميعا، وإنما سنقتصر فقط على بعض منها([36]):

الإفادة والاعتبار بما في مصر من الآثار؛ نشرها دي ساسي([37]) سنة 1810.

مقامات الحريري؛ نشرها دي ساسي سنة 1812.

رحلة ابن بطوطة (الرحالة العربي الطنجي)؛ نشرها الألماني كوزجارتن([38]) سنة 1818.

معلقة الحارث بن حِلّزة بشرح الزّوزني؛ نشرها الألماني فولرز([39]) سنة 1827.

تاريخ الطبري؛ نشره كوزجارتن، ج 1 سنة 1831، ج 2 سنة 1838، ج 4 سنة 1853.

اللوحات الجغرافية لأبي الفداء؛ نشرها فستنفلد([40]) سنة 1835.

أطواق الذهب للزمخشري؛ نشره النمساوي همر([41]) سنة 1835.

كتاب الأغاني الكبير للأصفهاني؛ نشره كوزجارتن سنة 1840.

الملل والنحل للشهرستاني؛ نشره الإنجليزي كيورتن([42]) سنة 1846.

روض القرطاس، أخبار ملوك المغرب لابن أبي زرع؛ وهو في تاريخ المغرب خلال خمسة قرون، من 788 إلى 1325م؛ نشره تورنبرج([43]) بين سنة 1843 وسنة 1846، ج1 وج2.

تاريخ الموحدين لعبد الواحد المراكشي؛ نشره دوزي([44]) سنة 1847م.

ألفية ابن مالك مع شرح ابن عقيل؛ نشرها الألماني ديتريصي([45]) سنة 1851م.

رحلة ابن جبير؛ نشرها الإنجليزي رايت([46]) سنة 1852م.

كتاب البخلاء للجاحظ؛ نشره فان فلوتن([47]) سنة 1900م.

وإضافةً إلى ما سبق ذكره؛ فهناك أمثلةٌ أخرى كثيرةٌ توضح الأهداف العلمية المنظمة للاستشراق نذكر منها "البعثات الثلاث التي قدمت إلى الأندلس، أولها بعثةٌ فرنسيةٌ برئاسة الأميرة إليزابيت ابنة خالة لويس السادس ملك فرنسا، والبعثة الثانية إنجليزيةٌ على رأسها الأميرة دوبان ابنة الأمير جورج صاحب مقاطعة ويلز، أما البعثة الثالثة فكانت إسبانيةً من مقاطعات سفوا والبافه وساكسونيا والرين"([48]).

ــ 3 ــ 

الهدف الاقتصادي والتجاري

 ساهم المستشرقون في مساعدة العالم الغربي في رسم سياسةٍ اقتصاديةٍ هدفها الاستفادة مما تنتجه الشعوب الشرقية؛ سواء من حيث الموارد الطبيعية التي يتم الاستيلاء عليها أو الحصول عليها مقابل مبالغ زهيدةٍ، أو لغرض ترويج البضائع الغربية والبحث عن أسواقٍ جديدة.

فعندما بدأت أوروبا نهضتها العلمية والصناعية والحضارية، وكانت في حاجةٍ إلى المواد الأوليـة الخام لتغذية مصانعها، إضافةً إلى أسواقٍ تجاريةٍ لتصريف بضائعها، كان لا بد للأوروبيين أن يتعرفوا على البلاد التي تمتلك الثروات الطبيعية ويمكن أن تكون أسواقًا مفتوحةً لمنتجاتهم. فكان الشرق الإسلامي والدول الأفريقية والآسيوية هي هذه البلاد، فنشطوا في استكشافاتهم الجغرافية ودراساتهم الاجتماعية واللغوية والثقافية وغيرها.

وقد عملت الدراسات الاستشراقية على كشف العقلية الشرقية، من جميع جوانبها؛ الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والنفسية، كما أبانت عن كل ما يحتاج إليه الشرقي وما يفضله، وكان ذلك سببًا في إغراق الأسواق العربية بالمنتجات الغربية المصنّعة خصيصًا لها، مما أدى إلى الاعتماد دائمًا على المستورد الغربي دون التفكير في استغلال الموارد والتصنيع المحلي([49])، وإن كان إدوارد سعيد يرى عوامل أخرى تساهم في السيطرة الاستشراقية على الشرق فسرها في "حقيقة طغيان الاستهلاكية في الشرق، فالعالم العربي أو الإسلامي عامةً عالقٌ في صنارة نظام السوق الغربي، وما من أحدٍ يحتاج إلى التذكير بأن النفط، المورد الأعظم للمنطقة، قد امتُصّ امتصاصًا كاملًا ضمن اقتصاد الولايات المتحدة"([50]).

ولا ينحصر الهدف الاقتصادي في بدايات الاستشراق؛ حيث إن هذا الهدف ما زال أحد أهم الأهداف لاستمرار الدراسات الاستشراقية. فمصانع الغرب ما تزال تنتج أكثر من حاجة أسواقهم المحـلية، كما أنهم ما زالوا بحاجة إلى المواد الخام المتوفرة في العالم الإسلامي، وهذا ما يمكن ملاحظته في كل الدول العربية التي تستقبل وفودًا من مختلف الدول الغربية مهمتها دراسة الأسواق والعقليات والثقافات، ناهيك عن التقارير التي تُرفع شهريًا أو سنويًا من مؤسساتٍ ومنظّماتٍ دوليةٍ مُقدّمةً معطياتٍ دقيقةً حول نمو الاقتصاد المحلي وما يرافقه لكل منطقةٍ، بتفاصيل تساعد على غزو أسواقها والاستفادة من موادها المحلية أو اليد العاملة الرخيصة مقارنةً بتكاليفها في الدول الغربية.

ــ 4 ــ 

الهدف السياسي الاستعماري

لم تربِط الاستشراق بالنظرية الاستعمارية أي روابط في بدايته، وإنما كان محكومًا فقط بالنوازع الدينية والعلمية، فالكنيسة ومؤسساتها المختلفة هي وعاء الاستشراق في هذه المرحلة، منها يتحرك وبإمكاناتها يعمل، وحين اجتاح الفكر الاستعماري أوروبا انطلاقًا من بعض النظريات العرقية التي قادها رينان([51]) وأضرابه، وتطلعت الدول الأوروبية إلى استعمار العالم الشرقي، احتاج هؤلاء إلى الكثير من المعلومات التي تساعدهم في تحقيق تطلعاتهم الاستعمارية، وقد وجدوا في المستشرقين قوالب جاهزةً ذات علاقةٍ قويةٍ بالشرق، وعلى درايةٍ كافيةٍ بالكثير من المعلومات التي تمهّد لحركة الاستعمار، ومن هنا تم التلاقح بين الاستشراق والاستعمار، ودخل المستشرقون في مرحلةٍ جديدةٍ هي المرحلة الاستعمارية([52]).

   وإن كان لهذه الدوافع جذورٌ عميقةٌ زرعت ونبتت قبل الميلاد، ونمت بعده، فإنها ازدادت عمقًا وشمولًا مع اندفاع العرب وسيطرة الإسلام على الإمبراطوريات السابقة ووصوله إلى أوروبا واستقراره في بعض أراضيها، وعندما رأى الغرب كل هذا شرع يعدّ قوّته لخوض معركةٍ فاصلةٍ معه والسيطرة عليه، فأخذ يتعلّم لغته وحضارته وتاريخه لكي يتفوق عليه، ثم قام بمغامراتٍ صليبيةٍ فحارب الإسلام قرونًا ولم ينتصر، ولكن عندما نجح في طرده من الأندلس لم يكتفِ بذلك، بل واصل استعداده لمواجهة الإسلام في عقر داره واحتلال بلاده والسيطرة عليه([53]).

لقد انبثق الدافع الاستعماري للاستشراق من رحم الحروب الصليبية، التي كانت أول تجربةٍ استعماريةٍ خاضتها أوروبا خارج حدودها ضد الشرق؛ حيث أسقط الغرب الأوروبي ضعفه على الشرق العربي الإسلامي، وحاول إيجاد حلٍ لمشاكله المتفاقمة، دينيًا  واجتماعيًا، واقتصاديًا، في هذه الحروب التي اجتاحت جيوشها الشرق العربي المسلم([54])، فبعد أن تفشّى الفساد في الكنيسة والمجتمع؛ رأى البابا إربان الثاني (1088- 1099) أن من الضروري القيام بمغامرةٍ مثيرةٍ تضع العالم المسيحي بأجمعه أمام عملٍ وهدفٍ مشترك، وكان أشهر ما قال في خطابه في المجمع الكنسي في كليرمونت: "انهضوا وأديروا أسلحتكم التي كنتم تستعملونها ضد إخوانكم، ووجهوها ضد أعدائكم، أعداء المسيحية، إنكم تظلمون اليتامى والأرامل، وأنتم تتورطون في القتل والاغتصاب، وتنهبون الشعب في الطرق العامة، وتقبلون الرشاوى لقتل إخوانكم المسيحيين، وتريقون دماءهم دونما خوفٍ أو وجلٍ أو خجل، فأنتم كالطيور الجوارح آكلة الجيَف، التي تنجذب لرائحة الجِيَف الإنسانية النتنة، ضحايا جشعكم، انهضوا إذًا، ولا تقاتلوا إخوانكم المسيحيين، بل قاتلوا أعداءكم الذين استولوا على مدينة القدس، حاربوا تحت راية المسيح، قائدكم الوحيد، افتدوا أنفسكم، أنتم المذنبون المقترفون أحط أنواع الآثام، وهذه مشيئة الله"([55]).

   هكذا اشتغل فريقٌ من المفكرين بمجال الاستشراق مدفوعين من قبل حكوماتهم التي دعتهم إلى مساعدتها على استعمار الشرق، فكانوا عونًا لها مخلصين في تقديم المعلومات التي احتاجت إليها وهي في طريقها إلى اجتياح الشرق، معلنةً الهيمنة عليه لفترةٍ من الزمن تعين على امتصاص خيراته، وعلى إيجاد البديل عند الخروج، وعلى إضعاف مكامن الخطر بالنسبة لهم([56]).

   ومن المعلوم أن أشكال وصور التعاون والارتباط بين المستشرقين والنظرية الاستعمارية تعددت وتنوعت، في شقها المباشر أو غير المباشر، نعرض في ما يلي بعضًا منها([57]):   

ساهم تنقُّل المستشرقين وترحالهم في بلدان العالم الشرقي في إعطاء صورةٍ واضحةٍ لصناع القرار الغربي في اختيار الأمكنة الملائمة لجيوشهم، وفي توزيع رقعة العالم الشرقي بينهم.

قدّم بعض المستشرقين خدماتٍ مباشرةً للحركة الاستعمارية، حيث كُلِّف الكثير منهم بمهام محدّدة، منها على سبيل المثال ما قام به البعض من دراسات تحت رعاية شركة الهند الشرقية، التي عرفت بدورها الاستعماري في شبه القارة الهندية.

كما ساهمت الدراسات الاستشراقية التي ركزت على ما يسمى بالفرق الإسلامية في العملية الاستعمارية من خلال التركيز على إثارة النعرات الطائفية والحزبية والمذهبية ومحاولة تجذيرها، الشيء الذي ساعد الاستعمار الغربي على استخدام سياسة "فرّق تسد" لإحكام قبضته على مناطق العالم الشرقي.

لقد خدم الاستشراق الأهداف السياسية الاستعمارية للدول الغربية عندما سار المستشرقون في ركاب الاستعمار، وقدّموا معلوماتٍ موسعةً ومفصّلةً عن الدول التي رغبت الدول الغربية في استعمـارها والاستيلاء على ثرواتها وخيراتها. وقد اختلط الأمر في وقتٍ من الأوقات بين المستعمر والمستشرق، فقد كان كثيرٌ من الموظفين الاستعماريين على درايةٍ بالشرق لغةً وتاريخًا وسياسةً واقتصـادًا. وكان الموظف الاستعماري لا يحصل على الوظيفة في الإدارة الاستعمارية ما لم يكن على درايةٍ بالمنطقة التي سيعمل فيها([58]).

  وفي الختام، نشير أننا صادفنا من الباحثين من يفرّق بين الدوافع والأهداف، أو من اعتبر الدوافع أهدافًا في حد ذاتها، وهذا هو الطرح الذي اشتغلنا عليه باعتبار أن ما يجعل الإنسان يتحرّك ويحفّزه على فعل ذلك هي بالأساس الأهداف المتوخاة والمرجوة من إنجاز تلك الأعمال، إضافةً إلى أنه بعد قراءتنا لما جاء عند من فَرَّق بين الدوافع والأهداف لم نجد اختلافًا ولا تباينًا فَسِرْنا على ما أشرنا إليه من قبل.

لقد اختلطت الدوافع النفسية والتاريخية والشخصية وغيرها من البواعث الثانوية التي قد تتحقق في فردٍ أو في أفرادٍ دون أن تتحقق في فريقٍ أو مجموعةٍ من المستشرقين([59])، فهناك من دفعتهم الرغبات الإنسانية الطبيعية في المعرفة والاطلاع للتعرف على حياة الآخرين وأفكارهم، وهناك من دفعتهم الخلفية التاريخية للتعرف على العلاقة بين الشرق والغرب.

ومن كل ما سبق، فقد تعدّدت دوافع وأسباب وبواعث الاستشراق؛ يأتي في قمتها الدافع الديني بألوانه المتعددة، ثم بعد ذلك الدوافع السياسية والاستعمارية والاقتصادية والتجارية، ولعل الدوافع السامية الوحيدة هي الأسباب العلمية النزيهة التي لم يخلُ الاستشراق منها على أي حال، بل إن هذا الدافع يزداد مع ضمور الدوافع الأخرى. كما تحضر أيضًا البواعث النفسية والشخصية والخاصة والتاريخية والإيديولوجية غير الدينية.

فقد استبان أن هذه الدوافع الرئيسية وتلك الأسباب الفرعية قد أدت جميعها إلى ميلاد الاستشراق وازدياد الاهتمام به، حيث بدأ العلماء الباحثون والرحّالة والتجّار والمبشّرون والدبلوماسيون وغيرهم يتدفّقون على الشرق ويشغلون أنفسهم بدراسة لغاته وآدابه، ويشرحون فلسفاته، وقد كان لهذه العوامل أثرها الكبير في ميدان الاستشراق؛ فالبابوية ومعها كثيرٌ من المسيحيين كانت مهتمّةً بوحدة الكنائس ساعيةً إلى الاتفاق مع مسيحيي الشرق على ذلك، الأمر الذي كان يقتضي دراسة لغاتهم ونصوصهم، كما كان تفسير نصوص الكتاب المقدس أحد الموضوعات الهامة في المناقشات التي دارت بين البروتستانت والكاثوليك، فكان ذلك أحد الأسباب التي أدت إلى دراسة فقه اللغات الشرقية.

*  هوامش البحث  *

([1]) محمد البهي، الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي، دار الفكر ، بيروت، بدون تاريخ، صص 533- 534 .

([2]) رودي بارت، الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الألمانية (المستشرقون الألمان منذ تيدور نولدكه)، ترجمة مصطفى ماهر، القاهرة، ص 11. كما ينظر كذلك: محمد حسين علي الصغير، المستشرقون والدراسات القرآنية، 2012، ص 12.

([3]) عبد الكريم عثمان، معالم الثقافة الإسلامية، مؤسسة الرسالة، ط 16، 1992، ص 99.

([4]) أحمد سمايلوفيتش، فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العربي المعاصر، القاهرة، دار المعارف، 1974، ص 50.

([5]) آصف حسين، المسار الفكري للاستشراق، ترجمة مازن مطبقاني، مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ع 7، 1413 هـ، ص 566.

([6])  محمود حمدي زقزوق، الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري، كتاب الأمة، ط 2، قطر، 1983، ص 31.

([7]) B. Lewis برنارد لويس: ولد سنة 1916، تخرّج في جامعتَي لندن وباريس، وعُيّن معيدًا في جامعة لندن ثم أستاذًا للتاريخ في جامعة كاليفورنيا، التحق للعمل في وزارة الخارجية البريطانية، وهو ما يوضح دوره السياسي. خلّف الكثير من الأبحاث يأتي في مقدمتها كتابه المعنون بـ"أصول الإسماعيلين والإسماعيلية" وأبحاثه حول تاريخ اهتمام الإنجليز بالعلوم العربية، و"الغرب في التاريخ" الذي ترجمه كل من نبيه فارس ومحمد يوسف. للمزيد انظر: العقيقي، المستشرقون، ج 2، ص 561.

([8]) محمود زقزق، نفسه، ص 73.

([9]) Norman Daniel نورمان دانييل: مستشرقٌ إنجليزي ولد سنة 1919، له العديد من الأعمال، تهتم معظمها بالبحث عن العلاقة بين الإسلام والغرب، من بينها: "الإسلام والغرب"، و"أوروبا والإمبراطورية"، و"العرب وأوروبا القرون الوسطى". اهتم بتحسين صورة الإسلام في أوروبا، وبتحسين العلاقة الإسلامية المسيحية. انظر: ميشال جحا، الدراسات العربية والإسلامية في أوروبا، ص 58.

([10]) Norman Daniel, Islam and The West: The Making of An Image, Revised edition, Oxford: Oneworld, 2009, p. 18.

([11]) Alfred Guillaume ألفرد جيوم: مستشرقٌ إنجليزيٌ، تقلّد عددًا من المناصب العلمية وعمل في الجيش البريطاني، نال شرف عضوية بعض المجامع العلمية العربية، من مؤلفاته: "تأثير اليهودية على الإسلام"، "الإسلام"، "حياة محمد". انظر: ميشال جحا، الدراسات العربية الإسلامية في أوروبا، ص 48.

([12]) Roberson Smith روبرتسون سميث: مستشرقٌ اسكتلندي ولد سنة 1846، ترأس كرسي اللغة العربية في جامعة كمبريدج، رحل كثيرا إلى الشرق حتى وصل إلى الطائف، رأس الفريق الذي وضع الموسوعة البريطانية، خلّف عددًا من الأعمال منها: "التاريخ العربي قبل الإسلام". انظر: ميشال جحا، الدراسات العربية الإسلامية في أوروبا، ص 39.

([13]) J. N. D. Anderson أندرسون: مستشرقٌ إنجليزي، خلّف عدًدا من الأعمال منها: "الشرع والفقه الإسلامي"، "إبطال الزواج على المذهب الحنفي"، "جريمة القتل في الإسلام". للمزيد انظر: العقيقي، المستشرقون، ج 2، ص 564.

([14]) Henri Lammens هنري لامانس: مستشرقٌ وراهبٌ من أصلٍ بلجيكي، معروف بعداوته الشديدة للإسلام، عاش فترةً طويلةً في بيروت معلمًا في الكلية اليسوعية ومديرًا لمجلتَي المشرق والبشير، معظم أعماله حول السيرة النبوية والخلافة الأموية. انظر: عبد الرحمن بدوي، موسوعة المستشرقين، ص 348.

([15]) P. G. Zumoffen الأب زيموفين: راهبٌ من أصلٍ سويسري، خلّف العديد من الأعمال يتعلق معظمها بالقضايا الجيولوجية ذات الصلة بالبلاد العربية، توفي سنة 1928م. انظر: العقيقي، المستشرقون، ج 3، ص 1065.

([16]) محمد فتح الله الزيادي، الاستشراق أهدافه ووسائله، دار قتيبة، ط 1، 1998، ص 37.

([17]) Ignaz Goldziher جولدزيهر  (1921-1850): مستشرقٌ مجريٌ يهودي، عمل أستاذًا في جامعة بودابست وتوفي فيها، وأهديت مكتبته بعد وفاته إلى الجامعة العبرية في فلسطين، رحل إلى بعض البلاد العربية وتعرّف على أهل العلم فيها وصحب الشيخ طاهر الجزائري، يعد رائد الدراسات الإسلامية في الغرب، وتعتبر أبحاثه ومؤلفاته مرجعًا لمعظم الباحثين الغربيين في ميدان الدراسات الإسلامية، خلّف الكثير من الأعمال، منها كتاباه المترجمان: "العقيدة والشريعة في الإسلام"، "مذاهب التفسير الإسلامي"، كما ترجم عددًا من الأعمال منها: "توجيه النظر إلى علم الأثر" لطاهر الجزائري، حقق بعض المخطوطات كـ"فضائح الباطنية" للغزالي. ينظر: محمد فتح الله الزيادي، الاستشراق أهدافه ووسائله، ص 30.

([18]) Emile dermenghem, the life of Mahomet, translated by Arabella York, New York Dial press, 1930, p. 135.

([19]) ويليام موير (1819-1905): مستشرقٌ اسكتلندي، ولد في جلاسجو، قام بعمل دراسات حول حياة النبي محمد عليه الصلاة والسلام والخلافة الإسلامية المبكرة، كما تولى إدارة جامعة إدنبرة. للمزيد: www.wikipedia.org

([20]) Sir William Muir, Life oh Mohammad, Edinburgh, John Grant, 1912, pp. 14-16.

للمزيد ينظر كذلك: محمد حسين الصغير، صص 11-16.

([21]) محمد حسين الصغير، مرجع سابق، ص 16.

([22]) محمد عبد الفتاح عليان، أضواء على الاستشراق، دار البحوث العلمية، الكويت، 1980، ص 37.

([23]) علي بن إبراهيم النملة، الاستشراق في الأدبيات العربية، ط 1، 1993، ص 58.

([24]) عمر عودة الخطيب، لمحات في الثقافة الإسلامية، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 10، 1987، ص 196.

([25]) مارسيل بوازار: مستشرقٌ وأستاذٌ جامعي سويسري، عاش 12 عامًا في بلادٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ كممثل للجنة الدولية للصليب الأحمر بصفته مشاركًا في برامج التثقيف الدبلوماسي في المعهد الجامعي للدراسات العليا في جنيف. ألّف بوازار كتابه الشهير "إنسانية الإسلام" ليدافع عن الإسلام باعتباره دينًا وحضارةً، وسجّل فيه العديد من الشهادات المنصفة لنبي الإسلام 9، وردّ على الشبهات الغربية المثارة ضده. للمزيد ينظر:

 www.alittihad.ae/details.php§id=65548&y=2015

([26]) L. Veccia Vaglieri لورافيشيا فاغليري: مستشرقةٌ إيطاليةٌ مهتمةٌ بالتاريخ الإسلامي وبالقضايا الليبية، لها روحٌ منصفةٌ ترتفع إلى أشدها في كتابها "دفاع عن الإسلام"، خلّفت عددًا غير يسيرٍ من الأعمال منها: "قواعد العربية"، "رحلة حاج عبر ليبيا في القرن السابع عشر"، "اشتراك سليمان الباروني في حرب ليبيا". للمزيد انظر: العقيقي، المستشرقون، ج 1، ص 404.

([27]) Johann Jakob Reidke ريسكة: مستشرقٌ ألمانيٌ ولد سنة 1716 وتوفي سنة 1774، ولع ولوعًا شديدًا بالعربية وتحمّل في سبيل تعلمها مشاق كثيرةً، اهتم بنشر النصوص ومنها: "رسالة ابن زيدون إلى ابن عبدوس"، الجزء الأول من "تاريخ أبي الفداء"، ترجم إلى الألمانية "لامية العجم" للطغرائي. انظر: عبد الرحمن بدوي، موسوعة المستشرقين، ص205 وما بعدها.

([28])  إتيان دينيه (1861-1929): ولد في باريس وسط عائلة برجوازية، طرأ تحولٌ كبيرٌ في حياته بداية سنة 1913 حينما أعلن إسلامه وغيّر اسمه إلى نصر الدين دينات، وقد أحدث إسلامه ضجةً في أوساط المعمرين الفرنسيين فاتهموه بالخيانة، وبعد الحرب العالمية الأولى صدر له العديد من الأعمال، ثم سافر إلى مكة المكرمة سنة 1929 لأداء فريضة الحج. ينظر:

 www.wikipedia.org

([29]) L. Weiss ليويولد فايس:  مستشرقٌ نمساوي درس الإسلام بمنهجٍ علميٍ قاده إلى اعتناقه، وكتب في وصفه كتابَين مهمَين هما: "محمد أسد"، "الطريق إلى مكة والطريق إلى المدينة"، كما اهتم بتصحيح أخطاء المستشرقين عن الإسلام في مجلة الثقافة الإسلامية في حيدر آباد التي أنشأها صحبة مستشرقٍ مسلمٍ هو وليم بكتول، خلّف عددًا من الأعمال المهمة منها: "الإسلام على مفترق الطرق"، "أصول الفقه الإسلامي"، "مبادئ الدولة والحكومة في الإسلام". ينظر: العقيقي، المستشرقون، ج 2، ص 642.

([30]) R.Garaudy روجي جان شارل غارودي: مفكرٌ فرنسيٌ ولد سنة 1913 في مدينة مارسيليا، كان مسيحي الديانة شيوعي الفكر، اختير عضوًا في الحزب الشيوعي ورئيسًا لجمعية الشبان المسيحيين البروتستانت، اعتُقل سنة 1940 وسُجن في الصحراء الجزائرية، وفي السجن كان أول احتكاكه بالإسلام، وبعد دراساتٍ فلسفيةٍ عميقةٍ تجوّل فيها بين نظريات وأفكار متعددة تنتمي إلى أديان ومذاهب متعددة، أشهر إسلامه سنة 1982 في سويسرا، وكتب كتبًا متعددةً أهما: "وعود الإسلام"، "الإسلام دين المستقبل"، "لماذا أسلمت؟"، للمزيد انظر: محمد الميلي، روجيه جارودي والمشكلة الدينية، دار قتيبة، ص23 وما بعدها.

([31]) محمود حمدي زقزوق، مرجع سابق، ص 21.

([32]) رودي بارت، مرجع سابق، ص 36.

([33]) نفسه، ص 15.

([34]) أحمد سمايلوفيتش، مرجع سابق، ص 54.

([35]) سعيد عبد الفتاح عاشور، المدينة الإسلامية وأثرها في الحضارة الأوروبية، دار النهضة المصرية، 1963، ص 128.

([36])   للمزيد ينظر: أنور محمود زناتي، دوافع الاستشراق، منشور على الرابط:

www.alukah.net/culture/0/47623

([37]) S. De Sacy  دي ساسي، هو عميد المستشرقين الفرنسيين، عاش في الفترة من 1758-1838، تعلم الكثير من اللغات، وشغل العديد من المناصب وتتلمذ على يديه الكثير من أعلام الاستشراق وخاصة الألمان، له دور في النشاط السياسي المتعلق بالشرق. للمزيد انظر: عبد الرحمن بدوي، موسوعة المستشرقين، ص 226.

([38]) ولد سنة 1792 وتوفي سنة 1812، درس اللاهوت في جامعة جريفسفلد، وبعدما عثر على كتاب النحو العربي في مكتبة أبيه صارت اللغة العربية الموضوع الأثير عنده فتتلمذ على يد دي ساسي وحضر عنده دروس الفصحى، كما درس العربية العامية عند مدرّسٍ مصريٍ يدعى رفائيل، من آثاره نشر "معلقة عمرو بن كلثوم" مع ترجمةٍ لاتينية وأخرى ألمانية. للمزيد انظر: عبد الرحمن بدوي، موسوعة المستشرقين، ص 486.

([39]) مستشرق ألماني ولد في بون سنة 1703، دخل جامعة بون للتخصص في اللاهوت الكاثوليكي واللغات الشرقية، وقد عُيّن أستاذًا للغات الشرقية في جامعة جيسن، من مؤلفاته: "معلقة طرفة ابن العبد بشرح الزوزني"، "مبادئ النحو العربي"، "تركيب الجملة وعلم العروض عند الفرس". للمزيد ينظر: عبد الرحمن بدوي، موسوعة المستشرقين، ص 419.

([40]) Heinrich Ferdinand Wuestenfeld فستنفلد  (1808-1899): مستشرقٌ ألماني، تابع دروسه في الجامعة عن العهد القديم من الكتاب المقدس، ودروسه في اللغات العربية، والفارسية، والسريانية، والسنسكرتيه، كما تخصص بعد ذلك في اللغات الشرقية، حقّق العديد من الأعمال منها: "كتاب طبقات الحفاظ"، "اللوحات الجغرافية"، "وفيات الأعيان"، "تاريخ الأطباء والعلماء العرب". يُنظر: عبد الرحمن البدوي، موسوعة المستشرقين، ص 399.

([41]) Josef Von Hammer همر ( 1774-1856): مستشرقٌ نمساوي، تعلّم بعض اللغات الشرقية: التركية، والعربية، والفارسية، كما اشترك في نشر معجم ميننسكي عربي – فرنسي – تركي، أثناء مقامه في مصر أتقن التخاطب بالعربية وباللهجة المصرية خاصةً، واهتم بكتاب "ألف ليلة وليلة". للمزيد يُنظر: عبد الرحمن بدوي، موسوعة المستشرقين، ص 613.

([42]) William Cureton كيورتن (1808-1864): مستشرقٌ إنجليزيٌ تعلّم في جامعة أوكسفورد حيث تخصص في اللاهوت، وأثناء دراسته في أكسفورد عني باللغات الشرقية، واللغة العربية بخاصة؛ لهذا عُهد إليه بوضع فهرسٍ للمخطوطات العربية والكتب العربية المطبوعة المحفوظة في المتحف البريطاني، حقّق العديد من الدراسات العربية منها: "الممل والنحل" للشهرستاني، "العقائد النسفية". يُنظر: عبد الرحمن بدوي، موسوعة المستشرقين، ص 500.

([43]) Karl Johann Tornberg تورنبرج: مستشرقٌ سويدي، برز في علم النقود العربية والتاريخ الإسلامي، عُيّن في جامعة إبسالا مدرسًا مساعدًا للأدب العربي في 1835، من مؤلفاته: "في لهجات اللغة الآرامية"، "رواية ابن الأثير"، "رواية ميرخوند". انظر: عبد الرحمن بدوي، موسوعة المستشرقين، ص 161.

([44]) Reinhart Dozy   دوزي (1820-1883): مستشرقٌ هولندي، اشتهر خصوصًا بأبحاثه في تاريخ العرب في إسبانيا وبمعجمه "تكملة المعاجم العربية"، اهتم بلغات كثيرة، وتخصّص في اللغة العربية، ونال عضوية مجامع عربية كثيرة، من أشهر ما خلّف: "تاريخ المسلمين في إسبانيا"، "الألفاظ الإسبانية والبرتغالية المنحدرة من أصول عربية". يُنظر: عبد الرحمن بدوي، موسوعة المستشرقين، ص 259.

([45]) Friedrich Dieterich ديترصي (1821-1903): مستشرقٌ ألماني، تعلّم اللاهوت في جامعتَي هله وبرلين، عني باللغة العربية وآدابها والفلسفة الإسلامية في المقام الأول، قام بتحقيق الكثير من الكتب العربية وترجمتها إلى الألمانية منها: "ديوان المتنبي"، "مختارات من رسائل إخوان الصفا"، "علم الإنسان عند العرب في القرن العاشر"، "الثمر المرضية من الرسائل الفرابية". يُنظر: عبد الرحمن بدوي، موسوعة المستشرقين، ص 268.

([46]) William Wright رايت (1899-1830): مستشرقٌ إنجليزي، ولد في مولاي بالهند، اهتم بسائر اللغات السامية على رأسها اللغة العربية، كما درس السنسكريتية، درس على يد دوزي في هولندا، عُيّن أستاذًا في كرسي اللغة العربية بجامعة لندن، وبعدما ترك التدريس تفرغ للبحث في المخطوطات، كما قام بتحقيق العديد من الكتب العربية منها: "رحلة ابن جبير"، "الكامل"، كما صنّف كتابًا في نحو اللغة العربية، للمزيد انظر: عبد الرحمن بدوي، موسوعة المستشرقين، ص 273.

([47]) Gerolf Van Vloten فلوتن: مستشرقٌ هولندي، تتلمذ على يد دي خويه، حقق ونشر العديد من الأعمال أهمها: "مفاتيح العلوم"، "البخلاء"، كما ألّف الأبحاث الآتية: "مجيء العباسيين إلى خراسان"، "أبحات في السيطرة العربية"، و"التشيع والعقائد المهدوية في عهد الخلافة الأموية". ينظر: عبد الرحمن بدوي، موسوعة المستشرقين، ص 410.

([48]) علي حسني الخربوطلي، المستشرقون والتاريخ الإسلامي، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، 1977، ص 34.

([49]) محمد فتح الله الزيادي، مرجع سابق، ص 45.

([50]) إدوارد سعيد، الاستشراق المفاهيم الغربية للشرق، ترجمة محمد عناني، رؤية للنشر والتوزيع، 2006، ص 321.

([51]) مستشرقٌ فرنسيٌ عاش في الفترة ( 1812-1892) في لبنان، وتضلّع في العلوم الشرقية، ساهم بشكلٍ فعّالٍ في الدراسات الأنتروبولوجية التي أدت إلى ظهور النظريات العرقية التي استفاد منها الاستعمار الغربي كثيرًا. للمزيد انظر: العقيقي، المستشرقون، ج 1، ص 202.

([52]) محمد فتح الله الزيادي، مرجع سابق، صص 38-39.

([53]) أحمد سمايلوفيتش، مرجع سابق، ص 52.

([54]) أنور محمود زناتي، مرجع سابق.

([55]) للمزيد ينظر: سعيد عبد الفتاح عاشور، الحركة الصليبية، أوروبا العصور الوسطى، مكتبة الأنجلو المصرية، ط 1، 2010، ص 23.

([56]) علي بن إبراهيم النملة، مرجع سابق، ص 40.

([57]) محمد فتح الله الزيادي، مرجع سابق، ص 39.

([58]) مازن المطبقاني، مرجع سابق.

([59]) أحمد سمايلوفيتش، مرجع سابق، ص 35.

*  المصادر والمراجع  *

العربية:

ـ أحمد سمايلوفيتش، فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العربي المعاصر، القاهرة، دار المعارف، 1974.

ـ إدوارد سعيد، الاستشراق: المفاهيم الغربية للشرق، ترجمة محمد عناني، رؤية للنشر والتوزيع، 2006.

ـ آصف حسين، المسار الفكري للاستشراق، ترجمة مازن مطبقاني، مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ع 7، 1413 هـ.

ـ رودي بارت، الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الألمانية (المستشرقون الألمان منذ تيدور نولدكه)، ترجمة مصطفى ماهر، القاهرة، 1967.

ـ سعيد عبد الفتاح عاشور، المدينة الإسلامية وأثرها في الحضارة الأوربية، دار النهضة المصرية، 1963.

ـ عبد الكريم عثمان، معالم الثقافة الإسلامية، مؤسسة الرسالة، ط 16، 1992.

ـ علي بن إبراهيم النملة، الاستشراق في الأدبيات العربية، ط 1، 1993.

ـ علي حسني الخربوطلي، المستشرقون والتاريخ الإسلامي، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، 1977.

ـ عمر عودة الخطيب، لمحات في الثقافة الإسلامية، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 10، 1987.

ـ محمد البهي، الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي، دار الفكر، بيروت، (بدون تاريخ).

ـ محمد حسين علي الصغير، المستشرقون والدراسات القرآنية، الطبعة الأولى، دار المؤرخ العربي، بيروت، 1999.

ـ محمد عبد الفتاح عليان، أضواء على الاستشراق، دار البحوث العلمية، الكويت، 1980.

ـ محمد فتح الله الزيادي، الاستشراق: أهدافه ووسائله، دار قتيبة، ط 1، 1998.

ـ محمود حمدي زقزوق، الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري، كتاب الأمة، الطبعة الثانية، قطر، 1983.

ـ نجيب العقيقي، المستشرقون، الجزء الأول، الطبعة الرابعة، دار المعارف، القاهرة، 1980.

المصادر الأجنبية:

- Emile dermenghem, the life of Mahomet, translated by Arabella York, New York Dial press, 1930

- Norman Daniel, Islam and The West: The Making of An Image, Revised edition, Oxford: Oneworld, 2009.

- Sir William Muir, Life oh Mohammad, Edinburgh, John Grant, 1912

المواقع الإلكترونية:

www.alukah.net/culture/0/47623   

www.wikipedia.org